مسافر
11-04-2012, 01:18 AM
وزير خارجية طهران يكشف خبايا الديبلوماسية الإيرانية في حوار تنشره «الراي» بالتزامن مع جريدة «الوطن» القطرية
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/11/04/40.2_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/11/04/40.2.jpg)
علي أكبر صالحي
| الدوحة - «الراي» |
رفض وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اتهام بلاده بالتجسس على الكويت ودول الخليج، مشددا على ان «هذا الأمر مرفوض.. ثم لماذا نحتاج شبكات التجسس وعلى ماذا سنتجسس»، مشيرا إلى انه «عندما اجتاح صدام الكويت كانت في اضعف حالاتها (...) ولو كنا نريد التدخل والتجسس لفعلنا وهم في حالة ضعف».
وإذ شدد صالحي على «تمسك إيران بتسمية الخليج الفارسي»، أكد ان «مضيق هرمز ملك لجميع الدول المطلة عليه وان تصريحات اغلاقه غير رسمية»، مشيرا من جانب آخر إلى ان علاقة طهران مع الامارات «في احسن احوالها وقضية الجزر يمكن حلها عبر المفاوضات لأن هناك سوء تفاهم».
وبين وزير الخارجية الإيراني في حوار خاص تنشره «الراي» بالتزامن مع جريدة «الوطن» القطرية - أجراه مدير عام «الوطن» الزميل احمد علي العبدالله، بين ان «الطريقة المفضلة لحل الأزمة السورية بالنسبة لنا هي من خلال الحوار السوري ــ السوري»، نافيا الاتهامات بارسال مقاتلين إلى سورية بالقول «هل يعقل أن الجيش السوري الذي يصل إلى نصف مليون مقاتل يحتاج إلى حفنة قناصة إيرانيين؟».
واشار إلى ان مواقف إيران من القضية السورية «هي نفسها التي اتخذناها ازاء البحرين... ولم ندع الى تنحية الحكومة البحرينية»، موضحا انه «يجب على الحكومة السورية ان تلبي مطالب الشعب السوري والامر ذاته ينطبق على البحرين».
واعتبر صالحي الحديث عن تورط ايراني في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن نوع من «الايرانوفبيا» لتشويه صورة ايران، نافيا في الوقت نفسه التدخل الايراني في اليمن وقائلا «اذا كان هناك دعم ايراني للحوثيين فهو معنوي.. نحن لا نستطيع الوصول الى اليمن اما الاخرون فيصلون بالسيارات!».
وفيما لم يخفِ صالحي انزعاج طهران من تفتيش العراق للطائرات الإيرانية المتجهة إلى سورية، شدد على ان «العراق بلد مستقل والحديث عن النفوذ لا معنى له ويشكل اساءة لحكومة مستقلة».
واشار الى ان زيارة أمير قطر إلى غزة مباركة وميمونة، معتبرا انها «مبادرة في محلها»، مشيرا إلى ان «قطر أثبتت في الأعوام الأخيرة أنها قادرة على لعب دور كبير في قضايا المنطقة»، ومضيفا «نعـم طلبت من الشيخ حــمد بـــن جـاسـم التدخل للإفراج عن الرهائن الإيرانيين المحتجزين في سورية».
وشدد صالحي على ان «المواقف الرسمية الإيرانية يعكسها المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية ووزارة الخارجية فقط».
وأكد سلمية البرنامج النووي الإيراني، قائلا «لا نحتاج الى القنبلة النووية ولكننا الآن نملك التقنية النووية في جميع المجالات»، ومضيفا ان «المرشد الاعلى اصدر فتوى بمنع استخدام القنبلة الذرية او اي سلاح يدخل ضمن تصنيف اسلحة الدمار الشامل».
واضاف ان «من حق «حزب الله» ارسال طائرة استطلاع الى اسرائيل كي يعرف ماذا يحصل هناك ويهيء نفسه»، معتبرا ان «اسرائيل هي المستفيد الأول من اغتيال اللواء وسام الحسن بعد أن كشف عن شبكات التجسس في لبنان».
ورأى انه «لو كانت اسرائيل مستعدة لضرب ايران لما قامت بهذه الضجة ولوقعت هذه الضربة منذ زمن»، مشيرا إلى ان «الطائرات الاسرائيلية مرت على 5 دول لا أريد تسميتها قبل أن تتجه لضرب السودان».
وفي ما يلي نص الحوار مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي:
• في البداية نبدأ بالحدث البارز على الساحتين الخليجية والعربية، وهو زيارة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى غزة، كيف تابعتم في ايران هذه الزيارة التي يبدو ان من ابرز نتائجها تشجيع المترددين على زيارة القطاع المحاصر، وهل توقفتم أمام اهدافها الانسانية او ابعادها السياسية؟
- نحن نرى ان زيارة سمو الأمير الى غزة مباركة وميمونة وهذه مبادرة في محلها والحمد لله اثبتت قطر خلال الاعوام الاخيرة انها قادرة على لعب دور كبير في القضايا التي تهم المنطقة.
وهذه المبادرة التي قام بها سمو أمير قطر تعتبر ابتكارا جيدا ونتمنى ان نرى باقي الدول العربية والاسلامية تخطو الخطوة نفسها تجاه قطاع غزة، تعزيزا لانهاء الحصار.
بطبيعة الحال كانت هناك بعض الملاحظات في اعلان المواقف ولكن نحن ننظر الى هذه الزيارة من زاويتين: اولا الابعاد الانسانية لها وان شاء الله يستمر الدعم القطري لاخواننا في غزة، أما الزاوية الثانية فهي تتعلق بالبعد السياسي، وغني عن القول لهذه الزيارة تداعيات سياسية كبيرة ونتمنى ان تستمر هذه الزيارات وانا من خلالكم ابارك للشعب القطري الكريم وحكومته اخذ هذه المبادرة، فنحن نتمنى الخير لاخواننا واخواتنا في غزة فهم في ظروف صعبة ويحتاجون الى كل مساعدة ممكنة من الاشقاء والاصدقاء سواء كانت سياسية ام انسانية فكل عون لأهل غزة مفيد حتما.
• (مقاطعا) ولكن عفوا معالي الوزير، تصريحكم الايجابي عن الزيارة يتقاطع مع تصريح آخر سلبي ادلى به وحيد أحمدي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الاسلامي الايراني الذي انتقد الزيارة وانتقد اهدافها ودلالاتها..
-(متفاجئا) انتقد الزيارة؟!.. على أية حال وحيد احمدي نائب في المجلس ونواب المجلس احرار في اعلان مواقفهم..اما المواقف الرسمية السياسية الايرانية فهي تأتي من المرشد الأعلى وفخامة الرئيس ووزارة الخارجية ونحن كما اسلفت لا نرى الا خيرا في هذه الزيارة، اما الآخرون فهم احرار في اتخاذ ما يشاؤون من مواقف.
• لكن الا يشوشون بتصريحاتهم السلبية على مواقفكم الرسمية؟
-لا.. ففي ايران الآن هناك انتقادات تطال حتى اركان الحكومة ولكننا لا نقف عند الانتقادات، فنحن نسير في الاتجاه الصحيح ولا نبالي بالانتقادات التي تأتي من هنا او هناك.. بطبيعة الحال انا لا انفي هنا اي رأي آخر او اقصيه، ولكن الرأي الرسمي حول هذه الزيارة هو الرأي الذي عبرت عنه أنا، بصفتي وزيرا للخارجية.
• معالي الوزير قمتم أخيرا بزيارة الدوحة، ما هي أهداف الزيارة؟.. وما الذي تمخضت عنه؟.. وهل لزيارتكم علاقة بالجهود والمساعي التي تبذلونها للافراج عن المختطفين الايرانيين الذين تم اختطافهم في سورية في شهر اغسطس الماضي؟
- لمعلوماتكم العلاقات بين قطر وايران علاقات طيبة جدا رغم الخلافات التي قد تكون موجودة ازاء بعض القضايا كما هو الحال بالنسبة لسورية، نحن نختلف بخصوص سورية وهذا امر يعلمه الجميع وليس سرا، ولكن هذا لا يعني ان الخلافات الموجودة يجب ان تنعكس على العلاقات الثنائية.. العلاقات الثنائية على افضل ما يرام وخلال السنوات السبع الماضية كان هناك اكثر من عشر زيارات متبادلة بين سمو الأمير وفخامة الرئيس الى كلا البلدين، هذا بخلاف اللقاءات التي حصلت على هامش بعض الاجتماعات الدولية.. وهذا دليل على ان العلاقات الثنائية السياسية في احسن حال.. اما بالنسبة لزيارتي فهي زيارة عادية وقبل الزيارة بأسبوع اتصلت بمعالي رئيس الوزراء وطلبت منه التدخل للافراج عن الرهائن الايرانيين المحتجزين وكانت ردة الفعل ايجابية ووعدنا بأنه سيقوم بكل جهد ممكن للافراج عن هؤلاء.. ولأن هناك معلومات كان معاليه يود ابلاغي بها فقد كان من الافضل ان اقوم بزيارة الى قطر لأن بعض المعلومات لا يمكن تبادلها عبر الهاتف، وخلال هذه الزيارة تطرقنا الى امور اخرى من بينها العلاقات الثنائية وكيفية توطيدها في شتى المجالات، كما ناقشنا المسألة السورية ومسألة الرهائن والآن نحن على اتصال مستمر مع اخواننا في قطر، ونتمنى ان نسمع اخبارا سارة من اخواننا القطريين بشأن الرهائن المحتجزين في سورية.
• لكن هل من جديد ايجابي في هذه القضية بالنسبة لكم؟
-نعم.. هناك خطوات ايجابية اتخذت ونحن نحتاج الى وقت للوصول الى النتيجة المرجوة.
• وهل لا يزال الوسيط القطري هو وسيلة الاتصال بينكم وبين الخاطفين؟
- قبل الاتصال بمعالي الشيخ حمد بن جاسم اتصلت باخواننا الاتراك، فقد كان لدينا في السابق 28 ايرانيا مخطوفون وتمكنا عبر وساطة اخواننا الاتراك من اطلاق سراحهم، ولكن في هذه القضية اتصلنا باخواننا الاتراك والقطريين، والطرفان على اتصال مع بعضهما ويقومان بالتنسيق مع بعضهما بخصوص هذه المسألة ونتمنى ان يتم الافراج عن اخواننا في القريب العاجل.
• ما زلنا في الدوحة معالي الوزير، حيث تبحث المعارضة السورية في اجتماع مقبل تشكيل حكومة انتقالية.. ما هي دلالات هذه الخطوة بالنسبة لكم بصفتكم الحليف الرئيسي الاستراتيجي للنظام السوري في المنطقة، وما هي انعكاسات هذه الخطوة على الازمة السورية؟
- لقد قدمنا ورقة خلال وجودنا في نيويورك بيّنا فيها الاطارالذي نعتقد انه يمكن حل الازمة السورية من خلاله، وقد اطلع على هذه الورقة اخواننا السعوديون والاتراك والمصريون والسيد الاخضر الابراهيمي، اضافة الى السوريين أنفسهم.. والبنود الرئيسية في هذه الورقة تمثلت في وقف اطلاق النار من قبل الطرفين وتنظيم جلسة حوار بين المعارضة الحكومة السورية، فالحكومة السورية مطالبة بالاعتراف بالمعارضة والمعارضة من طرفها مطالبة بالاعتراف بأن الحكومة موجودة وتمسك بزمام الأمور في سورية، ودون هذا الاعتراف لن نصل الى اي نتيجة.. والحكومة السورية مستعدة الآن للجلوس والحوار مع المعارضة، وبالنسبة لنا فان الطريقة المفضلة لحل الازمة السورية هي من خلال الحوار السوري السوري.. فالآخرون قد يمهدون الطريق لاجراء مثل هذا الحوار بين الحكومة والمعارضة اما العمل الرئيسي فيقع على كاهل السوريين الذين يجب ان يتمكنوا من تجاوز هذه الازمة.
ان احدى النتائج التي يمكن ان تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية حسب ما يتفق عليه الطرفان، اذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار.. ولذلك فاننا نرحب بأي لقاء بين الحكومة والمعارضة ونشجعه، اما ان تجتمع فصائل المعارضة فيما بينها وتناقش الازمة حسب رؤيتها فهذا غير مفيد، وما لم تجلس الحكومة والمعارضة الى طاولة الحوار فاننا لن نصل الى نتيجة.
• (مقاطعا) ولكن عفوا معالي الوزير يرى كثيرون انكم تحولتم الى جزء رئيسي من المشكلة السورية ولستم مكونا من مكونات الحل، وهم يستندون الى اتهامات لكم بالتورط العسكري لاشعال الازمة السورية من خلال قيامكم بارسال متطوعين شيعة من ايران والعراق للقتال دفاعا عن نظام الاسد..فما تعليقكم؟
-اذا كان هذا صحيحا فليأت هؤلاء بأدلتهم وليقدموا لنا بعضا من هؤلاء الايرانيين المتطوعين الذين يقاتلون في سورية.. على أية حال نحن في حالة تحد مع الغرب وكما ذكرت اكثر من مرة فانهم سيحمّلون ايران مسؤولية التسونامي الذي ضرب اندونيسيا لو استطاعوا ولقد تعودنا على مثل هذه الاتهامات. مثلا عندما اندلعت الحرب المفروضة على ايران من قبل صدام، ذهب الغرب الى تحميل ايران المسؤولية رغم اننا كنا في اوائل الثورة.. ولو رجعتم الى ما كتبته الصحف وما نشر من تحليلات لرأيتم كيف سعى الجميع الى تحميل ايران مسؤولية حرب فرضت عليها فرضا.
• (ممازحا) اذن انتم تعلنون من الآن انكم غير مسؤولين عن اعصار «ساندي» الذي ضرب الولايات المتحدة أخيرا؟!
- (يبتسم ويقول) حتى اللحظة لم نُتهم ولكن من يدري قد نسمع في المستقبل القريب ان ايران لها ضلعا في هذا الاعصار المدمر.. مثل هذه الاتهامات مرفوضة. وعلى سبيل المثال عندما اختطف الايرانيون الـ 28 قبل فترة في العراق قال البعض ان هؤلاء متطوعون وكانوا يعملون كقناصة لقتل الناس.. حسنا هل يعقل ان الجيش السوري الذي يبلغ تعداد جنوده نصف مليون مقاتل يحتاج الى حفنة من القناصة لقتل الناس.. هذا امر غريب للغاية!
• (مقاطعا) ولكن معالي الوزير اسمح لنا ان نسألك: ماذا كان يفعل هؤلاء الايرانيون في سورية في هذه الفترة الصعبة التي اشتد فيها وطيس المعارك وباتت سلامة الزوار غير مضمونة؟!
-هؤلاء مجرد زوار ولعلكم رأيتم في مقاطع الفيديو التي بثها انهم مجرد زوار بملابس عادية، فكل عام هناك مليون ايراني يزور العراق ومليون ايراني يزور السعودية ومليون ايراني يزور سورية، وحتى عندما حاولت الحكومة الايرانية منع الايرانيين من زيارة العراق في اوائل فترة الاجتياح الاميركي كانوا يدخلون بصورة غير قانونية عبر الجبال لزيارة الاماكن المقدسة، ولذلك لا يمكن منع الايرانيين من الذهاب الى سورية او العراق.. وانا اسأل لو كان هؤلاء يريدون حقا المشاركة في القتال بسورية هل كانوا سيتنقلون بملابس عادية وهم يحملون كامل اوراقهم ولا يحملون حتى قطعة سلاح واحدة؟ هذا امر مفروغ منه ومفهوم.
وبالنسبة للايرانيين الـ 28 الذين تم اختطافهم دعني اوضح بعض الحقائق.. نحن في ايران لدينا الخدمة العسكرية الزامية اي انه يجب على كل ايراني الخدمة لمدة سنتين وبعد انتهاء هذه الفترة يحصل الشخص على ورقة بأنه انهى خدمته ويكون مصدرها اما الجيش او الحرس الثوري.. لكنّ الخاطفين خرجوا وقالوا ان المخطوفين من الحرس الثوري لمجرد انهم كانوا يملكون بطاقات تثبت انهاء خدمتهم الالزامية.. وحتى بالنسبة لجوازات سفرهم.. رأيت في المقطع الذي تم بثه كيف اتهم هؤلاء بأنهم يعملون في الجيش وان هذا الامر مدون في جوازات سفرهم في حين ان الحقيقة هي ان هذه الجوازات موقعة من قبل الجهات الامنية وليس من وزراة الخارجية، ولذلك من الطبيعي ان تجد عبارة قوى الامن او الشرطة على جوازات السفر.. ولكن في نهاية المطاف ثبت للخاطفين ان هؤلاء مجرد زوار عاديين وتم الافراج عنهم.
• بالنسبة للمخطوفين الايرانيين الحاليين هل طلبت الجماعة التي تحتجزهم مطالب معينة؟
- نعم لهم طلبات لا استطيع الحديث عنها واخواننا يساعدوننا في تلبية بعضها.
• معالي الوزير يرى كثيرون ان دفاعكم عن النظام السوري وحرصكم على عدم سقوطه يدخل في اطار معركة ايران للدفاع عن نفوذ ووجود الشيعة في المنظومة السياسية التي تحكم دول المنطقة.. فما مدى صحة ذلك؟.. والى اي مدى تدخل الطائفية والمذهبية البغيضة في الصراع الدائر في سورية؟
-(يعتدل الوزير في جلسته ويرد بحزم) لماذا ندعم حماس؟ لماذا ندعم الجهاد الاسلامي والمقاومة في فلسطين؟.. هل هؤلاء شيعة؟ اسألوا اخواننا في فلسطين من الذي يدعمهم دعما واقعيا على الارض؟ سيكون الجواب ايران.. ودعني اسأل هنا: هل الثورة الاسلامية سُميت باسم الثورة الشيعية الايرانية ام انها ارتبطت بالاسلام؟.. ثم يا اخي ما هو الاختلاف بين السني والشيعي؟ لو كان السني هو من يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فاننا سنّة قبل الآخرين ولو كان الشيعي هو من يحب آل البيت فان كل المسلمين شيعة قبل ان نكون نحن شيعة.. هذا كله كلام فارغ ومصدره من لا يريدون الخير للامة الاسلامية ويريدون بث الفتنة والشقاق بين الامة الاسلامية خصوصا الشعوب الموجودة في المنطقة وذلك للحفاظ على امن الكيان الصهيوني وينحرف اهتمام الرأي العام الاسلامي عن القضية الاصلية وهي التعامل مع الكيان الصهيوني الى امور اخرى.. لقد عشت في لبنان والعراق مدة طويلة.. وفي لبنان هناك عشائر فيها السني والمسيحي والشيعي كما هو الحال مع عشيرة «عسيران» مثلا.. اما في العراق فان هناك مصاهرة وتداخلا كبيرا بين الجانبين وكثيرا ما تقابل اشخاصا يقولون لك ان امهاتهم من السنة واباءهم من الشيعة او العكس.. اذن هذا كلام فارغ بدليل ان هذا التقسيم لم يكن موجودا قبل عشرين سنة من الآن ولم نكن نسمع به مطلقا.. وحتى خلال الحرب العراقية - الايرانية لم نكن نسمع بهذا التقسيم.
ودعوني اقل لكم شيئا.. قبل عدة سنوات شغلت منصب مساعد الامين العام في منظمة التعاون الاسلامي في جدة واتى اليّ مرة احد المسؤولين من احدى الدول الكبرى واخبرني ان هناك محاولة لادخال فكرة الخلاف السني - الشيعي لحرف النقاش عن القضية الفلسطينية الى التقسيم السني - الشيعي.. وهذا الشخص كان يمثل دولة كبيرة، ولكننا قلنا لهم ان مثل هذا الامر لن ينجح لأن علماء السنة والشيعة واعون ومدركون لحقيقة الامور ولن يسمحوا بالدخول في هكذا فتنة.. والحمد لله حاول البعض زرع هذه الفتنة ولكنهم لم ينجحوا.
• ولكن مع كل التقدير لجوابكم.. لماذا يرتفع الصوت الايراني عاليا عندما يتعلق الامر بحقوق الشعب البحريني باعتبارهم شيعة بينما يخفت الصوت الايراني عندما يتعلق الامر بحقوق الشعب السوري لأنه سنّي؟
- بالعكس...ألم يكن صوتنا عاليا بالنسبة للشعب الفلسطيني؟ الم يكن صوتنا عاليا بالنسبة للانتفاضات في مصر وتونس وليبيا ام لا؟ انظروا الى الاعلام الايراني وستجدون الجواب.. اما بالنسبة للقضية السورية فان مواقفنا هي المواقف نفسها التي اتخذناها ازاء البحرين.. وهذه المواقف تقول انه يجب على الشعبين البحريني والسوري ان يحققا مطالبهما ويجب على الحكومات تلبية متطلبات الشعوب.. نحن قلنا منذ 19 شهرا انه يجب على الحكومة السورية ان تلبي مطالب الشعب السوري والامر ذاته ينطبق على البحرين، فنحن لم ندع الى ازالة الحكومة البحرينية او تنحيها وملك البحرين يعلم ذلك.. وقد تكلمت مع جلالته لمدة نصف الساعة خلال اجتماع مكة وتطرقنا الى الموضوع البحريني، هذا فضلا عن ان السيد بسيوني المسؤول عن التحقيق في الاحداث التي شهدتها البحرين قال بنفسه انه ليس هناك اي تدخل ايراني وهذا الموقف تكرر على لسان مسؤولين بحرينيين وعلى لسان السفير الاميركي في البحرين ايضا.
• (مقاطعا) ولكن هناك جهات ايرانية تتعامل مع ما يجري في البحرين وكأن الشأن الداخلي البحريني جزء لا يتجزأ من الشؤون الايرانية؟
- موقفنا الرسمي سيدي العزيز انه يجب على الشعب البحريني والحكومة هناك ان يجلسا ويجدا حلا ونحن نحترم سيادة واستقلال البحرين وليس لنا شأن بنوع الحكم في البحرين.
• لكن بعض وسائل الاعلام الايرانية تدعم المتظاهرين وتحرّضهم على الانقلاب على النظام البحريني؟!
- وفي المقابل وسائل الاعلام في الدول الاخرى تدعم جهات اخرى..هذه ليست اتهامات.. ولنأخذ كيفية تطرّق وسائل الاعلام للازمات التي تشهدها دول اخرى هل تتعامل معها بصورة محايدة؟ من المعلوم انها لا تتعامل مع الاحداث في تلك الدول بحيادية.
• معالي الوزير ما زلنا في الشأن الخليجي من الملاحظ ازدواجية الخطاب الايراني الموجه الى دول الخليج في الوقت الذي تحرصون فيه على المصالح المشتركة بصفتكم وزير الخارجية نجد ان هناك اطرافا اخرى ايرانية تهدد دول الخليج ولا تحرص على المصالح والروابط الاخوية.. فكيف تفسر هذا التناقض؟
-كما قلت سابقا يجب ان نفرق بين المواقف الرسمية وتلك غير الرسمية وهذا يحدث في كثير من البلدان..
• (مقاطعا ) هل يمكن اعتبار ذلك نوعا من توزيع الادوار؟
-( يعتدل في جلسته) لا لا مطلقا عندما نتحدث عن موقف رسمي لا يصبح هناك مجال لتوزيع الادوار.
• نيابة عن الرأي العام الخليجي اسمح لي ان اطرح عليك هذا السؤال الصريح.. ففي الوقت الذي تطالبون فيه اسرائيل بضرورة الانسحاب من مزارع شبعا وتدعمون «حزب الله» لتحريرها نجدكم تواصلون احتلال جزر الامارات المتنازع عليها.. كيف تفسرون هذا التناقض؟
-(يصمت للحظة ثم يقول بنبرة جدية) حسنا ارجعوا الى عام 1971 وارجعوا الى الامم المتحدة وانظروا الى الاتفاقيات التي وقعت بين الشاه والمسؤولين الاماراتيين في ذلك الوقت ثم احكموا.
لو عدنا الى التاريخ انظروا الى سواحل ايران (يؤشرعلى خريطة كبيرة الى جواره) كلها مطلة على (الخليج الفارسي) ونحن لدينا تاريخ يمتد الى 7 آلاف سنة وتاريخ مكتوب عمره 3 آلاف سنة، وعندما تراجعون الكثير من المستندات والوثائق ستجدون ما اتحدث عنه، ولكننا لا نريد الخوض في هذه التفاصيل فعلاقاتنا مع الامارات في احسن احوالها وهذه القضية يمكن حلها عبر المفاوضات لأن هناك سوء تفاهم.
ثم دعني اوضح نقطة اخرى: اريدك ان ترجع الى عام 1971 والاعوام التي تلت هذا التاريخ، وستجد ان هذه المسألة لم تكن تثار حتى خلال الحرب المفروضة على ايران (الحرب العراقية الايرانية) الا من طرف حزب البعث العراقي.. اذن هناك سوء تفاهم ونحن على طريق حله ان شاء الله.
• لكن ما دام موقفكم من هذه الجزر سليما كما تقولون وما دمتم تستندون الى وثائق واتفاقيات موقّعة عام 1971 فلماذا لا تلجأون الى محكمة العدل الدولية لحل هذا الخلاف عبر الوسائل القانونية؟
- انت تتحدث عن دولتين كبيرتين في المنطقة فما الحاجة لمثل هذه المحكمة؟ يمكنهما التفاهم مع بعضهما..
• (مقاطعا) ولكن معالي الوزير كيف تشرحون مطالبتكم للامارات بالحوار مع شرط مسبق هو الاعتراف بايرانية هذه الجزر وسيادتكم عليها.. على ماذا ستتحاورون اذن؟!
- انا احلتكم الى اتفاقية عام 1971 ارجو منكم ان تطلعوا عليها لأنني لا اريد الخوض في الجزئيات.
• أشرتم معالي الوزير الى ان علاقاتكم مع الامارات ايجابية ومثالية ولكننا قرأنا قبل فترة تصريحا للناطق باسم الخارجية الايرانية هدد فيه بتخفيض العلاقات مع الامارات قبل ان يعود ويتراجع عن تصريحاته..
- الخبر من أساسه غير صحيح.
• ولكن الخطأ في مثل هذه المسائل يحدث ضجة انتم جميعا في غنى عنها؟
- يا أخي لدينا كل يوم مثل هذه الضجة في ايران مع الاسف.
ولكن لماذا لا توجدون آلية في الحكومة لضبط هذه المسائل التي تشوش على مواقفكم؟.. انت صحافي.. وانا ادعوك لالقاء نظرة على الصحف الايرانية لترى بنفسك.. مثلا قبل فترة جاء الكاتب توماس فريدمان من «نيويورك تايمز» الى ايران ونشر عدة مقالات عن الوضع في ايران، وقال انه استغرب من الصحف الايرانية لأن المتابع لها يحصل على صورة كاملة للاوضاع من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ما اعني قوله اننا نتحدث عن امر تدعيه جميع الشعوب، ولكنني اود ان ادعي ما تدعيه الشعوب الاخرى وهو ان الصحف في ايران حرة وتكتب ما تشاء وكثيرا ما تسبب لنا الازعاج، ولكن هذا امر لا بد منه ليس لدينا خيار اخر الا التعامل معه.
• ما زلنا في الشأن الخليجي..أعلنتم على لسان اكثر من مسؤول ايراني نيتكم اغلاق مضيق هرمز في حال تعرضكم لهجوم وكأنكم تملكونه.. فلماذا تلجأون الى مثل هذا النوع من التصريحات التي تساهم في تأزيم الاوضاع في المنطقة وتسميم الاجواء في الخليج؟!
- (يبتسم ويقول) هذه التصريحات ما هو مصدرها؟ هل هي وزارة الخارجية؟ يا اخي الموقف الرسمي الايراني يجب ان يصدر عن وزارة الخارجية وليس وزارات اخرى..
• (مقاطعا) ولكنه صادر عن وزارة الدفاع..وهي وزارة سيادية؟
- فليقولوا ما يشاؤون.. وبالمناسبة منذ ايام صرح وزير الدفاع الايراني واكد ان ايران لا تنوي ولا تريد اغلاق مضيق هرمز.. ورغم ذلك اعود واكرر ان اي موقف رسمي في ايران لا يصدر الا عن وزارة الخارجية ونحن اعلنا في اكثر من مرة ان هذا المضيق ملك لجميع الدول المطلة على الخليج الفارسي.
• ولكن لماذا لا يتم ضبط مثل هذه المسائل في اجتماع الحكومة الاسبوعي خصوصا انها تخلق نوعا من التأزم مع دول المنطقة؟
- دول المنطقة تعلم الحقيقة جيدا وتعلم مواقفنا.
• معالي الوزير هل تقولون اذن لدول المنطقة ان اي تصريحات تصدر عن وزارات اخرى غير وزارة الخارجية او اطراف أخرى يجب عدم اخذها على محمل الجد؟
- سأكرر ما قلته في بداية هذا الحوار.. التصريحات الرسمية بالنسبة للقضايا المهمة تأتي من سماحة المرشد ومن فخامة الرئيس ومن وزارة الخارجية.. ونحن لسنا مسؤولين عن التصريحات الاخرى، ولو اردنا التدخل في مثل هذه التصريحات فسنجد انفسنا في مواجهة مع جماعة جديدة كل يوم..هذا امر غير ممكن.. ففي ايران توجد فئات مختلفة ونحن الآن على اعتاب الانتخابات الرئاسية وسوف نرى بالتأكيد الكثير من هذه الاشكالات.
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/11/04/40.2_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/11/04/40.2.jpg)
علي أكبر صالحي
| الدوحة - «الراي» |
رفض وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اتهام بلاده بالتجسس على الكويت ودول الخليج، مشددا على ان «هذا الأمر مرفوض.. ثم لماذا نحتاج شبكات التجسس وعلى ماذا سنتجسس»، مشيرا إلى انه «عندما اجتاح صدام الكويت كانت في اضعف حالاتها (...) ولو كنا نريد التدخل والتجسس لفعلنا وهم في حالة ضعف».
وإذ شدد صالحي على «تمسك إيران بتسمية الخليج الفارسي»، أكد ان «مضيق هرمز ملك لجميع الدول المطلة عليه وان تصريحات اغلاقه غير رسمية»، مشيرا من جانب آخر إلى ان علاقة طهران مع الامارات «في احسن احوالها وقضية الجزر يمكن حلها عبر المفاوضات لأن هناك سوء تفاهم».
وبين وزير الخارجية الإيراني في حوار خاص تنشره «الراي» بالتزامن مع جريدة «الوطن» القطرية - أجراه مدير عام «الوطن» الزميل احمد علي العبدالله، بين ان «الطريقة المفضلة لحل الأزمة السورية بالنسبة لنا هي من خلال الحوار السوري ــ السوري»، نافيا الاتهامات بارسال مقاتلين إلى سورية بالقول «هل يعقل أن الجيش السوري الذي يصل إلى نصف مليون مقاتل يحتاج إلى حفنة قناصة إيرانيين؟».
واشار إلى ان مواقف إيران من القضية السورية «هي نفسها التي اتخذناها ازاء البحرين... ولم ندع الى تنحية الحكومة البحرينية»، موضحا انه «يجب على الحكومة السورية ان تلبي مطالب الشعب السوري والامر ذاته ينطبق على البحرين».
واعتبر صالحي الحديث عن تورط ايراني في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن نوع من «الايرانوفبيا» لتشويه صورة ايران، نافيا في الوقت نفسه التدخل الايراني في اليمن وقائلا «اذا كان هناك دعم ايراني للحوثيين فهو معنوي.. نحن لا نستطيع الوصول الى اليمن اما الاخرون فيصلون بالسيارات!».
وفيما لم يخفِ صالحي انزعاج طهران من تفتيش العراق للطائرات الإيرانية المتجهة إلى سورية، شدد على ان «العراق بلد مستقل والحديث عن النفوذ لا معنى له ويشكل اساءة لحكومة مستقلة».
واشار الى ان زيارة أمير قطر إلى غزة مباركة وميمونة، معتبرا انها «مبادرة في محلها»، مشيرا إلى ان «قطر أثبتت في الأعوام الأخيرة أنها قادرة على لعب دور كبير في قضايا المنطقة»، ومضيفا «نعـم طلبت من الشيخ حــمد بـــن جـاسـم التدخل للإفراج عن الرهائن الإيرانيين المحتجزين في سورية».
وشدد صالحي على ان «المواقف الرسمية الإيرانية يعكسها المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية ووزارة الخارجية فقط».
وأكد سلمية البرنامج النووي الإيراني، قائلا «لا نحتاج الى القنبلة النووية ولكننا الآن نملك التقنية النووية في جميع المجالات»، ومضيفا ان «المرشد الاعلى اصدر فتوى بمنع استخدام القنبلة الذرية او اي سلاح يدخل ضمن تصنيف اسلحة الدمار الشامل».
واضاف ان «من حق «حزب الله» ارسال طائرة استطلاع الى اسرائيل كي يعرف ماذا يحصل هناك ويهيء نفسه»، معتبرا ان «اسرائيل هي المستفيد الأول من اغتيال اللواء وسام الحسن بعد أن كشف عن شبكات التجسس في لبنان».
ورأى انه «لو كانت اسرائيل مستعدة لضرب ايران لما قامت بهذه الضجة ولوقعت هذه الضربة منذ زمن»، مشيرا إلى ان «الطائرات الاسرائيلية مرت على 5 دول لا أريد تسميتها قبل أن تتجه لضرب السودان».
وفي ما يلي نص الحوار مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي:
• في البداية نبدأ بالحدث البارز على الساحتين الخليجية والعربية، وهو زيارة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى غزة، كيف تابعتم في ايران هذه الزيارة التي يبدو ان من ابرز نتائجها تشجيع المترددين على زيارة القطاع المحاصر، وهل توقفتم أمام اهدافها الانسانية او ابعادها السياسية؟
- نحن نرى ان زيارة سمو الأمير الى غزة مباركة وميمونة وهذه مبادرة في محلها والحمد لله اثبتت قطر خلال الاعوام الاخيرة انها قادرة على لعب دور كبير في القضايا التي تهم المنطقة.
وهذه المبادرة التي قام بها سمو أمير قطر تعتبر ابتكارا جيدا ونتمنى ان نرى باقي الدول العربية والاسلامية تخطو الخطوة نفسها تجاه قطاع غزة، تعزيزا لانهاء الحصار.
بطبيعة الحال كانت هناك بعض الملاحظات في اعلان المواقف ولكن نحن ننظر الى هذه الزيارة من زاويتين: اولا الابعاد الانسانية لها وان شاء الله يستمر الدعم القطري لاخواننا في غزة، أما الزاوية الثانية فهي تتعلق بالبعد السياسي، وغني عن القول لهذه الزيارة تداعيات سياسية كبيرة ونتمنى ان تستمر هذه الزيارات وانا من خلالكم ابارك للشعب القطري الكريم وحكومته اخذ هذه المبادرة، فنحن نتمنى الخير لاخواننا واخواتنا في غزة فهم في ظروف صعبة ويحتاجون الى كل مساعدة ممكنة من الاشقاء والاصدقاء سواء كانت سياسية ام انسانية فكل عون لأهل غزة مفيد حتما.
• (مقاطعا) ولكن عفوا معالي الوزير، تصريحكم الايجابي عن الزيارة يتقاطع مع تصريح آخر سلبي ادلى به وحيد أحمدي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الاسلامي الايراني الذي انتقد الزيارة وانتقد اهدافها ودلالاتها..
-(متفاجئا) انتقد الزيارة؟!.. على أية حال وحيد احمدي نائب في المجلس ونواب المجلس احرار في اعلان مواقفهم..اما المواقف الرسمية السياسية الايرانية فهي تأتي من المرشد الأعلى وفخامة الرئيس ووزارة الخارجية ونحن كما اسلفت لا نرى الا خيرا في هذه الزيارة، اما الآخرون فهم احرار في اتخاذ ما يشاؤون من مواقف.
• لكن الا يشوشون بتصريحاتهم السلبية على مواقفكم الرسمية؟
-لا.. ففي ايران الآن هناك انتقادات تطال حتى اركان الحكومة ولكننا لا نقف عند الانتقادات، فنحن نسير في الاتجاه الصحيح ولا نبالي بالانتقادات التي تأتي من هنا او هناك.. بطبيعة الحال انا لا انفي هنا اي رأي آخر او اقصيه، ولكن الرأي الرسمي حول هذه الزيارة هو الرأي الذي عبرت عنه أنا، بصفتي وزيرا للخارجية.
• معالي الوزير قمتم أخيرا بزيارة الدوحة، ما هي أهداف الزيارة؟.. وما الذي تمخضت عنه؟.. وهل لزيارتكم علاقة بالجهود والمساعي التي تبذلونها للافراج عن المختطفين الايرانيين الذين تم اختطافهم في سورية في شهر اغسطس الماضي؟
- لمعلوماتكم العلاقات بين قطر وايران علاقات طيبة جدا رغم الخلافات التي قد تكون موجودة ازاء بعض القضايا كما هو الحال بالنسبة لسورية، نحن نختلف بخصوص سورية وهذا امر يعلمه الجميع وليس سرا، ولكن هذا لا يعني ان الخلافات الموجودة يجب ان تنعكس على العلاقات الثنائية.. العلاقات الثنائية على افضل ما يرام وخلال السنوات السبع الماضية كان هناك اكثر من عشر زيارات متبادلة بين سمو الأمير وفخامة الرئيس الى كلا البلدين، هذا بخلاف اللقاءات التي حصلت على هامش بعض الاجتماعات الدولية.. وهذا دليل على ان العلاقات الثنائية السياسية في احسن حال.. اما بالنسبة لزيارتي فهي زيارة عادية وقبل الزيارة بأسبوع اتصلت بمعالي رئيس الوزراء وطلبت منه التدخل للافراج عن الرهائن الايرانيين المحتجزين وكانت ردة الفعل ايجابية ووعدنا بأنه سيقوم بكل جهد ممكن للافراج عن هؤلاء.. ولأن هناك معلومات كان معاليه يود ابلاغي بها فقد كان من الافضل ان اقوم بزيارة الى قطر لأن بعض المعلومات لا يمكن تبادلها عبر الهاتف، وخلال هذه الزيارة تطرقنا الى امور اخرى من بينها العلاقات الثنائية وكيفية توطيدها في شتى المجالات، كما ناقشنا المسألة السورية ومسألة الرهائن والآن نحن على اتصال مستمر مع اخواننا في قطر، ونتمنى ان نسمع اخبارا سارة من اخواننا القطريين بشأن الرهائن المحتجزين في سورية.
• لكن هل من جديد ايجابي في هذه القضية بالنسبة لكم؟
-نعم.. هناك خطوات ايجابية اتخذت ونحن نحتاج الى وقت للوصول الى النتيجة المرجوة.
• وهل لا يزال الوسيط القطري هو وسيلة الاتصال بينكم وبين الخاطفين؟
- قبل الاتصال بمعالي الشيخ حمد بن جاسم اتصلت باخواننا الاتراك، فقد كان لدينا في السابق 28 ايرانيا مخطوفون وتمكنا عبر وساطة اخواننا الاتراك من اطلاق سراحهم، ولكن في هذه القضية اتصلنا باخواننا الاتراك والقطريين، والطرفان على اتصال مع بعضهما ويقومان بالتنسيق مع بعضهما بخصوص هذه المسألة ونتمنى ان يتم الافراج عن اخواننا في القريب العاجل.
• ما زلنا في الدوحة معالي الوزير، حيث تبحث المعارضة السورية في اجتماع مقبل تشكيل حكومة انتقالية.. ما هي دلالات هذه الخطوة بالنسبة لكم بصفتكم الحليف الرئيسي الاستراتيجي للنظام السوري في المنطقة، وما هي انعكاسات هذه الخطوة على الازمة السورية؟
- لقد قدمنا ورقة خلال وجودنا في نيويورك بيّنا فيها الاطارالذي نعتقد انه يمكن حل الازمة السورية من خلاله، وقد اطلع على هذه الورقة اخواننا السعوديون والاتراك والمصريون والسيد الاخضر الابراهيمي، اضافة الى السوريين أنفسهم.. والبنود الرئيسية في هذه الورقة تمثلت في وقف اطلاق النار من قبل الطرفين وتنظيم جلسة حوار بين المعارضة الحكومة السورية، فالحكومة السورية مطالبة بالاعتراف بالمعارضة والمعارضة من طرفها مطالبة بالاعتراف بأن الحكومة موجودة وتمسك بزمام الأمور في سورية، ودون هذا الاعتراف لن نصل الى اي نتيجة.. والحكومة السورية مستعدة الآن للجلوس والحوار مع المعارضة، وبالنسبة لنا فان الطريقة المفضلة لحل الازمة السورية هي من خلال الحوار السوري السوري.. فالآخرون قد يمهدون الطريق لاجراء مثل هذا الحوار بين الحكومة والمعارضة اما العمل الرئيسي فيقع على كاهل السوريين الذين يجب ان يتمكنوا من تجاوز هذه الازمة.
ان احدى النتائج التي يمكن ان تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية حسب ما يتفق عليه الطرفان، اذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار.. ولذلك فاننا نرحب بأي لقاء بين الحكومة والمعارضة ونشجعه، اما ان تجتمع فصائل المعارضة فيما بينها وتناقش الازمة حسب رؤيتها فهذا غير مفيد، وما لم تجلس الحكومة والمعارضة الى طاولة الحوار فاننا لن نصل الى نتيجة.
• (مقاطعا) ولكن عفوا معالي الوزير يرى كثيرون انكم تحولتم الى جزء رئيسي من المشكلة السورية ولستم مكونا من مكونات الحل، وهم يستندون الى اتهامات لكم بالتورط العسكري لاشعال الازمة السورية من خلال قيامكم بارسال متطوعين شيعة من ايران والعراق للقتال دفاعا عن نظام الاسد..فما تعليقكم؟
-اذا كان هذا صحيحا فليأت هؤلاء بأدلتهم وليقدموا لنا بعضا من هؤلاء الايرانيين المتطوعين الذين يقاتلون في سورية.. على أية حال نحن في حالة تحد مع الغرب وكما ذكرت اكثر من مرة فانهم سيحمّلون ايران مسؤولية التسونامي الذي ضرب اندونيسيا لو استطاعوا ولقد تعودنا على مثل هذه الاتهامات. مثلا عندما اندلعت الحرب المفروضة على ايران من قبل صدام، ذهب الغرب الى تحميل ايران المسؤولية رغم اننا كنا في اوائل الثورة.. ولو رجعتم الى ما كتبته الصحف وما نشر من تحليلات لرأيتم كيف سعى الجميع الى تحميل ايران مسؤولية حرب فرضت عليها فرضا.
• (ممازحا) اذن انتم تعلنون من الآن انكم غير مسؤولين عن اعصار «ساندي» الذي ضرب الولايات المتحدة أخيرا؟!
- (يبتسم ويقول) حتى اللحظة لم نُتهم ولكن من يدري قد نسمع في المستقبل القريب ان ايران لها ضلعا في هذا الاعصار المدمر.. مثل هذه الاتهامات مرفوضة. وعلى سبيل المثال عندما اختطف الايرانيون الـ 28 قبل فترة في العراق قال البعض ان هؤلاء متطوعون وكانوا يعملون كقناصة لقتل الناس.. حسنا هل يعقل ان الجيش السوري الذي يبلغ تعداد جنوده نصف مليون مقاتل يحتاج الى حفنة من القناصة لقتل الناس.. هذا امر غريب للغاية!
• (مقاطعا) ولكن معالي الوزير اسمح لنا ان نسألك: ماذا كان يفعل هؤلاء الايرانيون في سورية في هذه الفترة الصعبة التي اشتد فيها وطيس المعارك وباتت سلامة الزوار غير مضمونة؟!
-هؤلاء مجرد زوار ولعلكم رأيتم في مقاطع الفيديو التي بثها انهم مجرد زوار بملابس عادية، فكل عام هناك مليون ايراني يزور العراق ومليون ايراني يزور السعودية ومليون ايراني يزور سورية، وحتى عندما حاولت الحكومة الايرانية منع الايرانيين من زيارة العراق في اوائل فترة الاجتياح الاميركي كانوا يدخلون بصورة غير قانونية عبر الجبال لزيارة الاماكن المقدسة، ولذلك لا يمكن منع الايرانيين من الذهاب الى سورية او العراق.. وانا اسأل لو كان هؤلاء يريدون حقا المشاركة في القتال بسورية هل كانوا سيتنقلون بملابس عادية وهم يحملون كامل اوراقهم ولا يحملون حتى قطعة سلاح واحدة؟ هذا امر مفروغ منه ومفهوم.
وبالنسبة للايرانيين الـ 28 الذين تم اختطافهم دعني اوضح بعض الحقائق.. نحن في ايران لدينا الخدمة العسكرية الزامية اي انه يجب على كل ايراني الخدمة لمدة سنتين وبعد انتهاء هذه الفترة يحصل الشخص على ورقة بأنه انهى خدمته ويكون مصدرها اما الجيش او الحرس الثوري.. لكنّ الخاطفين خرجوا وقالوا ان المخطوفين من الحرس الثوري لمجرد انهم كانوا يملكون بطاقات تثبت انهاء خدمتهم الالزامية.. وحتى بالنسبة لجوازات سفرهم.. رأيت في المقطع الذي تم بثه كيف اتهم هؤلاء بأنهم يعملون في الجيش وان هذا الامر مدون في جوازات سفرهم في حين ان الحقيقة هي ان هذه الجوازات موقعة من قبل الجهات الامنية وليس من وزراة الخارجية، ولذلك من الطبيعي ان تجد عبارة قوى الامن او الشرطة على جوازات السفر.. ولكن في نهاية المطاف ثبت للخاطفين ان هؤلاء مجرد زوار عاديين وتم الافراج عنهم.
• بالنسبة للمخطوفين الايرانيين الحاليين هل طلبت الجماعة التي تحتجزهم مطالب معينة؟
- نعم لهم طلبات لا استطيع الحديث عنها واخواننا يساعدوننا في تلبية بعضها.
• معالي الوزير يرى كثيرون ان دفاعكم عن النظام السوري وحرصكم على عدم سقوطه يدخل في اطار معركة ايران للدفاع عن نفوذ ووجود الشيعة في المنظومة السياسية التي تحكم دول المنطقة.. فما مدى صحة ذلك؟.. والى اي مدى تدخل الطائفية والمذهبية البغيضة في الصراع الدائر في سورية؟
-(يعتدل الوزير في جلسته ويرد بحزم) لماذا ندعم حماس؟ لماذا ندعم الجهاد الاسلامي والمقاومة في فلسطين؟.. هل هؤلاء شيعة؟ اسألوا اخواننا في فلسطين من الذي يدعمهم دعما واقعيا على الارض؟ سيكون الجواب ايران.. ودعني اسأل هنا: هل الثورة الاسلامية سُميت باسم الثورة الشيعية الايرانية ام انها ارتبطت بالاسلام؟.. ثم يا اخي ما هو الاختلاف بين السني والشيعي؟ لو كان السني هو من يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فاننا سنّة قبل الآخرين ولو كان الشيعي هو من يحب آل البيت فان كل المسلمين شيعة قبل ان نكون نحن شيعة.. هذا كله كلام فارغ ومصدره من لا يريدون الخير للامة الاسلامية ويريدون بث الفتنة والشقاق بين الامة الاسلامية خصوصا الشعوب الموجودة في المنطقة وذلك للحفاظ على امن الكيان الصهيوني وينحرف اهتمام الرأي العام الاسلامي عن القضية الاصلية وهي التعامل مع الكيان الصهيوني الى امور اخرى.. لقد عشت في لبنان والعراق مدة طويلة.. وفي لبنان هناك عشائر فيها السني والمسيحي والشيعي كما هو الحال مع عشيرة «عسيران» مثلا.. اما في العراق فان هناك مصاهرة وتداخلا كبيرا بين الجانبين وكثيرا ما تقابل اشخاصا يقولون لك ان امهاتهم من السنة واباءهم من الشيعة او العكس.. اذن هذا كلام فارغ بدليل ان هذا التقسيم لم يكن موجودا قبل عشرين سنة من الآن ولم نكن نسمع به مطلقا.. وحتى خلال الحرب العراقية - الايرانية لم نكن نسمع بهذا التقسيم.
ودعوني اقل لكم شيئا.. قبل عدة سنوات شغلت منصب مساعد الامين العام في منظمة التعاون الاسلامي في جدة واتى اليّ مرة احد المسؤولين من احدى الدول الكبرى واخبرني ان هناك محاولة لادخال فكرة الخلاف السني - الشيعي لحرف النقاش عن القضية الفلسطينية الى التقسيم السني - الشيعي.. وهذا الشخص كان يمثل دولة كبيرة، ولكننا قلنا لهم ان مثل هذا الامر لن ينجح لأن علماء السنة والشيعة واعون ومدركون لحقيقة الامور ولن يسمحوا بالدخول في هكذا فتنة.. والحمد لله حاول البعض زرع هذه الفتنة ولكنهم لم ينجحوا.
• ولكن مع كل التقدير لجوابكم.. لماذا يرتفع الصوت الايراني عاليا عندما يتعلق الامر بحقوق الشعب البحريني باعتبارهم شيعة بينما يخفت الصوت الايراني عندما يتعلق الامر بحقوق الشعب السوري لأنه سنّي؟
- بالعكس...ألم يكن صوتنا عاليا بالنسبة للشعب الفلسطيني؟ الم يكن صوتنا عاليا بالنسبة للانتفاضات في مصر وتونس وليبيا ام لا؟ انظروا الى الاعلام الايراني وستجدون الجواب.. اما بالنسبة للقضية السورية فان مواقفنا هي المواقف نفسها التي اتخذناها ازاء البحرين.. وهذه المواقف تقول انه يجب على الشعبين البحريني والسوري ان يحققا مطالبهما ويجب على الحكومات تلبية متطلبات الشعوب.. نحن قلنا منذ 19 شهرا انه يجب على الحكومة السورية ان تلبي مطالب الشعب السوري والامر ذاته ينطبق على البحرين، فنحن لم ندع الى ازالة الحكومة البحرينية او تنحيها وملك البحرين يعلم ذلك.. وقد تكلمت مع جلالته لمدة نصف الساعة خلال اجتماع مكة وتطرقنا الى الموضوع البحريني، هذا فضلا عن ان السيد بسيوني المسؤول عن التحقيق في الاحداث التي شهدتها البحرين قال بنفسه انه ليس هناك اي تدخل ايراني وهذا الموقف تكرر على لسان مسؤولين بحرينيين وعلى لسان السفير الاميركي في البحرين ايضا.
• (مقاطعا) ولكن هناك جهات ايرانية تتعامل مع ما يجري في البحرين وكأن الشأن الداخلي البحريني جزء لا يتجزأ من الشؤون الايرانية؟
- موقفنا الرسمي سيدي العزيز انه يجب على الشعب البحريني والحكومة هناك ان يجلسا ويجدا حلا ونحن نحترم سيادة واستقلال البحرين وليس لنا شأن بنوع الحكم في البحرين.
• لكن بعض وسائل الاعلام الايرانية تدعم المتظاهرين وتحرّضهم على الانقلاب على النظام البحريني؟!
- وفي المقابل وسائل الاعلام في الدول الاخرى تدعم جهات اخرى..هذه ليست اتهامات.. ولنأخذ كيفية تطرّق وسائل الاعلام للازمات التي تشهدها دول اخرى هل تتعامل معها بصورة محايدة؟ من المعلوم انها لا تتعامل مع الاحداث في تلك الدول بحيادية.
• معالي الوزير ما زلنا في الشأن الخليجي من الملاحظ ازدواجية الخطاب الايراني الموجه الى دول الخليج في الوقت الذي تحرصون فيه على المصالح المشتركة بصفتكم وزير الخارجية نجد ان هناك اطرافا اخرى ايرانية تهدد دول الخليج ولا تحرص على المصالح والروابط الاخوية.. فكيف تفسر هذا التناقض؟
-كما قلت سابقا يجب ان نفرق بين المواقف الرسمية وتلك غير الرسمية وهذا يحدث في كثير من البلدان..
• (مقاطعا ) هل يمكن اعتبار ذلك نوعا من توزيع الادوار؟
-( يعتدل في جلسته) لا لا مطلقا عندما نتحدث عن موقف رسمي لا يصبح هناك مجال لتوزيع الادوار.
• نيابة عن الرأي العام الخليجي اسمح لي ان اطرح عليك هذا السؤال الصريح.. ففي الوقت الذي تطالبون فيه اسرائيل بضرورة الانسحاب من مزارع شبعا وتدعمون «حزب الله» لتحريرها نجدكم تواصلون احتلال جزر الامارات المتنازع عليها.. كيف تفسرون هذا التناقض؟
-(يصمت للحظة ثم يقول بنبرة جدية) حسنا ارجعوا الى عام 1971 وارجعوا الى الامم المتحدة وانظروا الى الاتفاقيات التي وقعت بين الشاه والمسؤولين الاماراتيين في ذلك الوقت ثم احكموا.
لو عدنا الى التاريخ انظروا الى سواحل ايران (يؤشرعلى خريطة كبيرة الى جواره) كلها مطلة على (الخليج الفارسي) ونحن لدينا تاريخ يمتد الى 7 آلاف سنة وتاريخ مكتوب عمره 3 آلاف سنة، وعندما تراجعون الكثير من المستندات والوثائق ستجدون ما اتحدث عنه، ولكننا لا نريد الخوض في هذه التفاصيل فعلاقاتنا مع الامارات في احسن احوالها وهذه القضية يمكن حلها عبر المفاوضات لأن هناك سوء تفاهم.
ثم دعني اوضح نقطة اخرى: اريدك ان ترجع الى عام 1971 والاعوام التي تلت هذا التاريخ، وستجد ان هذه المسألة لم تكن تثار حتى خلال الحرب المفروضة على ايران (الحرب العراقية الايرانية) الا من طرف حزب البعث العراقي.. اذن هناك سوء تفاهم ونحن على طريق حله ان شاء الله.
• لكن ما دام موقفكم من هذه الجزر سليما كما تقولون وما دمتم تستندون الى وثائق واتفاقيات موقّعة عام 1971 فلماذا لا تلجأون الى محكمة العدل الدولية لحل هذا الخلاف عبر الوسائل القانونية؟
- انت تتحدث عن دولتين كبيرتين في المنطقة فما الحاجة لمثل هذه المحكمة؟ يمكنهما التفاهم مع بعضهما..
• (مقاطعا) ولكن معالي الوزير كيف تشرحون مطالبتكم للامارات بالحوار مع شرط مسبق هو الاعتراف بايرانية هذه الجزر وسيادتكم عليها.. على ماذا ستتحاورون اذن؟!
- انا احلتكم الى اتفاقية عام 1971 ارجو منكم ان تطلعوا عليها لأنني لا اريد الخوض في الجزئيات.
• أشرتم معالي الوزير الى ان علاقاتكم مع الامارات ايجابية ومثالية ولكننا قرأنا قبل فترة تصريحا للناطق باسم الخارجية الايرانية هدد فيه بتخفيض العلاقات مع الامارات قبل ان يعود ويتراجع عن تصريحاته..
- الخبر من أساسه غير صحيح.
• ولكن الخطأ في مثل هذه المسائل يحدث ضجة انتم جميعا في غنى عنها؟
- يا أخي لدينا كل يوم مثل هذه الضجة في ايران مع الاسف.
ولكن لماذا لا توجدون آلية في الحكومة لضبط هذه المسائل التي تشوش على مواقفكم؟.. انت صحافي.. وانا ادعوك لالقاء نظرة على الصحف الايرانية لترى بنفسك.. مثلا قبل فترة جاء الكاتب توماس فريدمان من «نيويورك تايمز» الى ايران ونشر عدة مقالات عن الوضع في ايران، وقال انه استغرب من الصحف الايرانية لأن المتابع لها يحصل على صورة كاملة للاوضاع من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ما اعني قوله اننا نتحدث عن امر تدعيه جميع الشعوب، ولكنني اود ان ادعي ما تدعيه الشعوب الاخرى وهو ان الصحف في ايران حرة وتكتب ما تشاء وكثيرا ما تسبب لنا الازعاج، ولكن هذا امر لا بد منه ليس لدينا خيار اخر الا التعامل معه.
• ما زلنا في الشأن الخليجي..أعلنتم على لسان اكثر من مسؤول ايراني نيتكم اغلاق مضيق هرمز في حال تعرضكم لهجوم وكأنكم تملكونه.. فلماذا تلجأون الى مثل هذا النوع من التصريحات التي تساهم في تأزيم الاوضاع في المنطقة وتسميم الاجواء في الخليج؟!
- (يبتسم ويقول) هذه التصريحات ما هو مصدرها؟ هل هي وزارة الخارجية؟ يا اخي الموقف الرسمي الايراني يجب ان يصدر عن وزارة الخارجية وليس وزارات اخرى..
• (مقاطعا) ولكنه صادر عن وزارة الدفاع..وهي وزارة سيادية؟
- فليقولوا ما يشاؤون.. وبالمناسبة منذ ايام صرح وزير الدفاع الايراني واكد ان ايران لا تنوي ولا تريد اغلاق مضيق هرمز.. ورغم ذلك اعود واكرر ان اي موقف رسمي في ايران لا يصدر الا عن وزارة الخارجية ونحن اعلنا في اكثر من مرة ان هذا المضيق ملك لجميع الدول المطلة على الخليج الفارسي.
• ولكن لماذا لا يتم ضبط مثل هذه المسائل في اجتماع الحكومة الاسبوعي خصوصا انها تخلق نوعا من التأزم مع دول المنطقة؟
- دول المنطقة تعلم الحقيقة جيدا وتعلم مواقفنا.
• معالي الوزير هل تقولون اذن لدول المنطقة ان اي تصريحات تصدر عن وزارات اخرى غير وزارة الخارجية او اطراف أخرى يجب عدم اخذها على محمل الجد؟
- سأكرر ما قلته في بداية هذا الحوار.. التصريحات الرسمية بالنسبة للقضايا المهمة تأتي من سماحة المرشد ومن فخامة الرئيس ومن وزارة الخارجية.. ونحن لسنا مسؤولين عن التصريحات الاخرى، ولو اردنا التدخل في مثل هذه التصريحات فسنجد انفسنا في مواجهة مع جماعة جديدة كل يوم..هذا امر غير ممكن.. ففي ايران توجد فئات مختلفة ونحن الآن على اعتاب الانتخابات الرئاسية وسوف نرى بالتأكيد الكثير من هذه الاشكالات.