مرجان
10-30-2012, 12:22 PM
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/محمد%20عبدالقادر%20الجاسمKXKJXALHFBUEDXWMTOPIJLYQ. bmp (http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/محمد%20عبدالقادر%20الجاسمKXKJXALHFBUEDXWMTOPIJLYQ. bmp)
تاريخ الخبر : 29/10/2012
الخروج عن السياق
محمد عبدالقادر الجاسم - الميزان
القصة التالية وقعت أحداثها في عهد الحاكم الرابع الشيخ صباح الثاني (1859-1866):
«كان عنبر من العبيد المقربين إلى الشيخ صباح، وكان عمله تحصيل الرسومات، وكانت هناك قافلة تريد السفر إلى نجد، وفيها كثير من أموال الكويتيين فطال مكثها، ولم يحصل عليها رسما، فخاطبه عبدالله العنقري، أحد وجهاء الكويت، فأغلظ عنبر له القول، فأفضى الأمر إلى التساب بينهما، وبعد ذلك رأى عنبر عبدالله منفردا فإنهال عليه ضربا حتى أغمي عليه، وهنا ثار وجهاء البلد وأعيانها على ما عمله عنبر، فذهبوا إلى الشيخ صباح وطلبوا منه أن ينفي عنبر خارج الكويت لعمله الشنيع، فلم يوافقهم صباح، وقال: لكم عليّ أن أفصله من عمله
وأضربه وأسجنه.
فقالوا لا يرضينا إلا نفيه، وإذا لم تستجب لطلبنا فسوف نغادر الكويت غير آسفين عليها، فقال لهم كيف يسعكم ذلك وهي أمكم؟ فقالوا يسعنا لأنها أساءت إلينا ولم تعطف علينا، فقاموا من عنده مغاضبين، وكان ابنه الشيخ محمد حاضرا في المجلس، فرأى على وجوههم تصميما على الهجرة، فشق عليه الأمر ونهض من وقته إلى عنبر فقتله، فسكنت ثائرتهم وكفوا عما عزموا عليه..».
يشير التاريخ السياسي للكويت إلى أن حكام الكويت تحديدا من أكثر الحكام في الخليج تجاوبا مع المطالب الشعبية، وهم من ذلك الصنف الذي يطلق عليه «براجماتي»، أي عملي، فهم يديرون خلافاتهم مع الشعب بمرونة كبيرة، تتيح لهم التراجع عن قراراتهم أحيانا، كما تتيح لهم التجاوب مع رغبة الشعب من دون أن يصاحب هذا التراجع أي شعور كريه بجرح كرامة النظام، بل تراهم يندمجون وبسرعة لافتة للنظر في التغيير الذي اضطروا إليه حتى وإن كان الاندماج ظاهريا كما هي الحال مع الحكم الدستوري الذي يخضعون له اليوم ويسعون لتغييره في الوقت نفسه.
وفي التاريخ السياسي الكويتي هناك قصص مشهورة تكشف بجلاء عن الطبيعة المستمرة والممتدة التي أشرت إليها لأسرة الصباح، وطريقة تفكير حكام الكويت.
هناك «قصة عنبر» التي عرضتها قبل قليل، وهناك قصة هجرة تجار اللؤلؤ في عهد الشيخ مبارك، وهناك قصة وثيقة 1921، وهناك قصة المجلس التشريعي في العام 1938 والعام التالي، وفي التاريخ الحديث هناك قصة مقاطعة المجلس الوطني، وهناك أيضا قصة إعادة العمل بالدستور، وهناك أيضا قصة تبني نظام الدوائر الانتخابية الخمس وقصة إقالة الشيخ ناصر المحمد وحل مجلس 2009.
تاريخ الخبر : 29/10/2012
الخروج عن السياق
محمد عبدالقادر الجاسم - الميزان
القصة التالية وقعت أحداثها في عهد الحاكم الرابع الشيخ صباح الثاني (1859-1866):
«كان عنبر من العبيد المقربين إلى الشيخ صباح، وكان عمله تحصيل الرسومات، وكانت هناك قافلة تريد السفر إلى نجد، وفيها كثير من أموال الكويتيين فطال مكثها، ولم يحصل عليها رسما، فخاطبه عبدالله العنقري، أحد وجهاء الكويت، فأغلظ عنبر له القول، فأفضى الأمر إلى التساب بينهما، وبعد ذلك رأى عنبر عبدالله منفردا فإنهال عليه ضربا حتى أغمي عليه، وهنا ثار وجهاء البلد وأعيانها على ما عمله عنبر، فذهبوا إلى الشيخ صباح وطلبوا منه أن ينفي عنبر خارج الكويت لعمله الشنيع، فلم يوافقهم صباح، وقال: لكم عليّ أن أفصله من عمله
وأضربه وأسجنه.
فقالوا لا يرضينا إلا نفيه، وإذا لم تستجب لطلبنا فسوف نغادر الكويت غير آسفين عليها، فقال لهم كيف يسعكم ذلك وهي أمكم؟ فقالوا يسعنا لأنها أساءت إلينا ولم تعطف علينا، فقاموا من عنده مغاضبين، وكان ابنه الشيخ محمد حاضرا في المجلس، فرأى على وجوههم تصميما على الهجرة، فشق عليه الأمر ونهض من وقته إلى عنبر فقتله، فسكنت ثائرتهم وكفوا عما عزموا عليه..».
يشير التاريخ السياسي للكويت إلى أن حكام الكويت تحديدا من أكثر الحكام في الخليج تجاوبا مع المطالب الشعبية، وهم من ذلك الصنف الذي يطلق عليه «براجماتي»، أي عملي، فهم يديرون خلافاتهم مع الشعب بمرونة كبيرة، تتيح لهم التراجع عن قراراتهم أحيانا، كما تتيح لهم التجاوب مع رغبة الشعب من دون أن يصاحب هذا التراجع أي شعور كريه بجرح كرامة النظام، بل تراهم يندمجون وبسرعة لافتة للنظر في التغيير الذي اضطروا إليه حتى وإن كان الاندماج ظاهريا كما هي الحال مع الحكم الدستوري الذي يخضعون له اليوم ويسعون لتغييره في الوقت نفسه.
وفي التاريخ السياسي الكويتي هناك قصص مشهورة تكشف بجلاء عن الطبيعة المستمرة والممتدة التي أشرت إليها لأسرة الصباح، وطريقة تفكير حكام الكويت.
هناك «قصة عنبر» التي عرضتها قبل قليل، وهناك قصة هجرة تجار اللؤلؤ في عهد الشيخ مبارك، وهناك قصة وثيقة 1921، وهناك قصة المجلس التشريعي في العام 1938 والعام التالي، وفي التاريخ الحديث هناك قصة مقاطعة المجلس الوطني، وهناك أيضا قصة إعادة العمل بالدستور، وهناك أيضا قصة تبني نظام الدوائر الانتخابية الخمس وقصة إقالة الشيخ ناصر المحمد وحل مجلس 2009.