كاكاو
10-18-2012, 01:19 AM
محمود أحمدي نجاد التقى وسائل الإعلام في قصر بيان
الرئيس الإيراني: لا أرى حرباً في الأفق بالمنطقة
الخميس 18 أكتوبر 2012 الأنباء
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/333357-new.jpg
الرئيس الإيراني مصافحا مدير التحرير الزميل محمد الحسيني (هاني الشمري)
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/333357-Bp4.jpg
الزميل محمد الحسيني مع وزير الخارجية الإيراني د.علي أكبر صالحي
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/333357-Ap4.jpg
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد متحدثاً
لم نهدد الكويت أو الخليج ونريد أفضل العلاقات مع دول «التعاون»
الحرب ليست الطريق للخروج من الأزمة في سورية بل الحوار بمشاركة كل مكونات الشعب السوري
المارد الأميركي العملاق ينهار تحت وطأة 16000 مليار دولار من الديون ويُغرق الاقتصاد العالمي بأوراق مزيفة
الاتحاد الأوروبي هو الخاسر من العقوبات وندعوهم لمراجعة سياساتهم
متمسكون بتسمية «الخليج الفارسي» لأنها تسمية تاريخية وليست لهدف سياسي
إذا علمنا بمؤامرة على الكويت فسنبلغ المسؤولين الكويتيين مباشرة وهم يبلغوننا كذلك
المتهمون بالتجسس مواطنون خالفوا قوانين البلدان التي يقيمون فيها ويحاسبهم القضاء وندعو كل الإيرانيين لاحترام الدول التي تحتضنهم
الشعب الإيراني اعتاد على العقوبات واقتصادنا كبير ولا يقوم على النفط فقط
ماذا تفعل 120 مدمرة وسفينة حربية غربية في الخليج غير التسويق لبيع السلاح الأميركي بـ 40 و50 مليار دولار سنوياً؟!
لم يزعجنا خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في طهران ولا نبني سياستنا على خطاب أو كلمة
محمد الحسيني
دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى طي صفحة الماضي والخلافات بين شعوب المنطقة، لاسيما العقائدية منها، والتطلع نحو المستقبل، قائلا ان بلاده «تريد الخير لدول مجلس التعاون».
واضاف، في حوار مع ممثلي وسائل الاعلام الكويتية في قصر بيان امس، انه لا يرى حربا في الافق بالمنطقة، نافيا ان تكون اي جهة في بلاده قد اصدرت تهديدات بضرب الكويت.
وتابع الرئيس الايراني في جلسة استمرت زهاء الساعتين وتخللها نقاش مع «الأنباء» حول تسمية الخليج، حيث اصر على مصطلح «الخليج الفارسي»، معتبرا انه امر تاريخي لا أبعاد سياسية له، مضيفا: لو قبل 3000 سنة اطلق على الخليج اسم «الخليج العربي» لاستخدمت التسمية دون حرج او تردد.
واستحوذ الملف السوري على الجزء الاكبر من النقاش، حيث رد على سؤال عن موقفه من ان «الشعب الكويتي عاتب وحزين بسبب موقف بلاده مما يعانيه الشعب السوري» بالقول: نحن نريد للشعب السوري ان يقرر مصيره بنفسه، ولا نرى ان الحرب هي الطريق الى ذلك، فنحن ضد الحرب.
وشنّ نجاد هجوما كلاميا قاسيا على الولايات المتحدة قائلا ان «الامبراطورية الاميركية تنهار»، مضيفا ان اميركا اليوم بلد عليه 16000 مليار دولار دين ويغرق العالم بطباعة اوراق دولار مزيفة.
كما انتقد الاتحاد الاوروبي واستخدم ايضا عبارة «ان الاتحاد الاوروبي ينهار».
ونفى وجود تجسس من بلاده في اليمن ودول الخليج قائلا: ان ما اعلن عنه من شبكات تتم محاكمتها ربما يكون نتيجة خروقات مواطنين ايرانيين خالفوا قوانين البلدان التي يقيمون فيها، وان القضاء سيحاكمهم وفق قوانين البلدان التي يعيشون فيها والتي يجب ان يحترموها.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» عن انهيار الريال الايراني وتراجع تصدير ايران النفطي الى 800 الف برميل يوميا فقط، قال: ان الاقتصاد الايراني كبير ولا يعتمد على النفط فقط، وان الامور ساءت لكن الشعب الايراني اعتاد على العقوبات والتعامل معها، مضيفا: علاقاتنا مع اميركا مقطوعة منذ 33 عاما واوروبا هي المستفيد من نفطنا والعقوبات تضرها اولا، وهي تدفع ثمن سياسات وضغوط اميركا عليها في هذا المجال، والدليل ازمتها المالية.
وقال نجاد ان محطة بوشهر النووية آمنة ولا تشكل خطرا بيئيا على الخليج ويعيش حولها 12 مليون ايراني، فكيف نضرهم ونضر مواطني الخليج؟
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
شاركتم في قمة دول آسيا الوسطى واجتمعتم مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. نريد معرفة انعكاسات اللقاء على الأوضاع في سورية؟ وعلمنا أن إيران ستستضيف مؤتمر حوار التعاون الآسيوي في 2018 فهل سيتحول المؤتمر إلى منظمة؟
٭ بداية أنا سعيد باللقاء مع الصحافة الكويتية. الحوار مهم في القارة الآسيوية التي تتمتع بمكانة رئيسية وبإمكانيات ضخمة يمكن أن تساعدنا في الوصول إلى سلام مستدام وإلى إصلاح النظم والمنظمات الإقليمية والدولية.
إن تحول مؤتمر الحوار إلى منظمة سيكون أمرا جيدا ويساعد في الوصول إلى مرحلة تتوافر فيها الظروف العادلة للدول والحفاظ على الاحترام المتبادل وثمار المؤتمر إيجابية وتدفع مسيرة الشعوب إلى الأمام.
أما بالنسبة إلى اللقاء مع السيد أردوغان فكان هاما كما كل اللقاءات مع المسؤولين الأتراك على مستوى عال وشمل الملف السوري.
إن هدفنا الرئيسي هو إحلال الأمن والاستقرار في سورية وتوفير الحقوق الرئيسية للشعب السوري وكذلك العدالة وحق الانتخاب وهو حق لكل شعوب العالم.
الخلاف هو حول أسلوب الوصول إلى ذلك، فالبعض يعتبر أن الأمور يمكن ان تتقدم عبر الحروب أما نحن فنعتبر ان الطريق إلى ذلك هو عبر الحوار الوطني.
إن آلية الحروب ليست الآلية المثلى والصراعات الطائفية ليست أمرا جيدا لسورية التي تحتاج إلى تفاهم بين مكونات شعبها يشمل جميع التيارات والمجموعات وما سيختاره الشعب السوري سيكون موضع احترام ولابد من توفير ارضية لذلك التفاهم وهذا ما قلناه للسيد اردوغان وتمنينا عليه ان يساعدنا في ذلك.
إن استمرار الحرب وقتل الأبرياء العزل من المواطنين السوريين الذين يدفعون الثمن غير مقبول ويجب وقف اطلاق النار والذهاب الى الحوار ولابد ان يكون الحل سوريا ويعود الى الشعب السوري.
المقترح التركي حول سورية
ماذا عن مقترح تركيا بمرحلة انتقالية يتولاها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع؟
٭ إن هذا يعني أننا نفرض حلا خارجيا على السوريين، الحل يجب ان يكون سوريا وليس مفروضا من الخارج والشعب السوري هو من يقرر عبر الانتخابات.
عتب وزعل
هناك عتب وزعل من الشعب الكويتي وأزمة ثقة مع القيادة الإيرانية بسبب مواقفكم في قضيتي سورية والبحرين وقد أعلنتم تأييدكم للربيع العربي بداية ثم وقف الامر عندما وصل الى سورية، لماذا؟
٭ نحن محبون للشعب الكويتي وعلاقتنا تاريخية معه ومع دول الخليج، اولا بالنسبة للبحرين نحن لا نتدخل وقد شكلوا هيئة رسمية اكدت ذلك، هناك ملك موجود وشعب يتطلع لاختيار حكومته وهو ما يشبه أي وضع آخر، فالملك يكون ملكا والشعب يختار الحكومة ويشارك وهذه الصيغة واضحة وستحافظ على التعايش الذي يمتد إلى مئات السنين ومن دون التفاهم ستستمر المشاكل، ونحن ندعو الى التفاهم، والجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إليه والتعاون في شؤون بلدهم.
أما بالنسبة إلى سورية فقد أوضحنا موقفنا.
تناقضات التصريحات الإيرانية
هناك تناقضات في التصريحات بين المسؤولين الإيرانيين، الخارجية تقول شيئا ومجلس الشورى يقول شيئا آخر، وكذلك القادة العسكريون لماذا؟ مسؤول في الحرس الثوري أعلن عن وجود قوات عسكرية ايرانية في سورية ولبنان ثم اعلن سفيركم في لبنان غضنفر ركن ابادي ان القوات في سورية فقط، فمن نصدق؟
٭ لقد صدر نفي للموضوع، ان ايران بلد ديموقراطي وأعضاء مجلس الشورى يتحدثون وفق ما يرونه وكذلك المسؤولون الدينيون والعسكريون لكن الموقف الرسمي الوحيد يصدر عن الخارجية وعن وزيرها (اشار الى الوزير علي أكبر صالحي الذي كان يجلس إلى جانبه) أو عن الناطق الرسمي باسمها.
القضايا الثنائية والجرف القاري
هل ناقشتم قضايا ثنائية مع الكويت على هامش مؤتمر الحوار وماذا عن القضايا العالقة ومنها الجرف القاري وتأخر انعقاد اللجنة المشتركة؟
٭ لقد التقيت صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وحييت مبادرته بالدعوة الى المؤتمر، فهذا عمل كبير وستكون له نتائجه الإيجابية ولقائي مع صاحب السمو يعكس حسن العلاقة التاريخية بين البلدين ونحن ندعم مسيرة التعاون في آسيا وبشكل كامل.
أما بالنسبة للجنة المشتركة فستجتمع قريبا وتناقش القضايا المختلفة، وبخصوص الجرف القاري فهو يناقش بالحوار وعبر المختصين وبما يراعي مصلحة البلدين.
لكني أؤكد لكم ان العلاقات مع الكويت وطيدة ولو عرفنا بمؤامرة تحاك ضد الكويت أو مصلحتها نبلغ المسؤولين والكويتيين كذلك وسنعمل على تعزيز هذه العلاقات.
الهواجس الأمنية
كيف تبدد إيران الهواجس الأمنية الموجودة في دول المنطقة؟
٭ أنا أوجه السؤال لكم، ماذا يعني وجود 120 مدمرة وسفينة حربية في الخليج؟ أميركا تريد تسويق أسلحتها بمبالغ 40 الى 50 مليار دولار سنويا وهي تحتاج لتتمكن من ذلك الى رفع التوتر والخلافات بالمنطقة وهذا سبب المشكلة.
كنت أتمنى لو لدي الوقت ان أنزل الى الشارع وأقابل المواطنين الكويتيين لأطمئنهم اننا لا نكن إلا كل الخير لهم ولدول مجلس التعاون كافة، السعودية والكويت وعمان والإمارات وقطر والبحرين.
انهيار الريال الإيراني والعقوبات
نسمع يوميا عن انهيار الريال الإيراني مع حديث عن تراجع إنتاج إيران النفطي اليومي الى 800 ألف برميل، هل سيصمد الاقتصاد الإيراني بوجه العقوبات؟
٭ الغرب لديه اليوم عداء للشعب الإيراني ولا يريدون تقدمنا، منذ بداية الثورة وهم يحاربوننا تحت حجج مختلفة آخرها الملف النووي، عندما هاجمنا صدام هل كانت ايران دولة نووية؟ ومع ذلك دعموا صدام وارتكبوا خطأ تاريخيا، لكن الشعب الإيراني مستمر بحياته الكريمة منذ 7000 سنة، كثيرون حاولوا ان يزيلوه إلا أنه بقي وهم زالوا.
أنا أقول لكم ان اقتصادنا كبير وبإمكان إيران العيش دون الاعتماد على النفط والبترول، قد يعاني الشعب صحيح لكننا اعتدنا وهذه الظروف ستزول في القريب العاجل، علاقاتنا مع اميركا مقطوعة منذ 33 سنة ولكنها تقف وراء العقوبات وتجبر الأوروبيين على مجاراتها منذ 5 سنوات وهذا ما جعل وضعهم سيئا ايضا فانظروا الى الاتحاد الأوروبي كيف ينهار، إن من مصلحة أوروبا التعاون معنا.
خطاب الرئيس المصري
هل خيب خطاب الرئيس مرسي في طهران آمالكم؟
٭ نحن في ايران نحترم حرية الرأي ولم ننزعج لأن الرئيس المصري عبّر عن رأيه فهذا حقه ولسنا حكومة تبني سياساتها ومواقفها على خطاب أو كلمة.
«مجاهدي خلق»
كيف قابلتم دعوة منظمة مجاهدي خلق الى «ربيع إيراني» بعد وضعها في قائمة الإرهاب الأميركية؟
٭ بالنسبة الى مجاهدي خلق فما جرى يؤكد ان أميركا تتعامل مع تصنيف الإرهاب كأداة لمصلحة سياستها، منظمة مجاهدي خلق مسؤولة عن قتل 16000 ايراني، لو أردنا إجراء دعاية عن إرهابها لاحتجنا الى 500 مليون أو مليار دولار، أما أميركا بما فعلته اليوم فقد قدمت لنا ذلك مجانا.
لا توجد في العالم دولة مثالية هذا أمر طبيعي كل الدول تحتاج الى إصلاح ومن هذا الباب نحن في إيران مع حق الشعب في المطالبة بالإصلاح كما كل الشعوب.
العلاقات مع السعودية
كيف هي علاقتكم بالمملكة العربية السعودية خاصة انها تأثرت بسبب الملف السوري؟
٭ زرت المملكة 5 مرات وانا حريص على افضل العلاقات معها، هناك في البلدين من يؤجج الامور لكننا في النهاية نريد الخير والحوار والتعاون وحريصون على أمن المنطقة.
اما بالنسبة للملف السوري فنحن بيّنا للمملكة وقطر انه يجب الا تكون هناك مساعدة على الحرب لا من ايران ولا من مصر ولا تركيا او قطر او السعودية ويجب المساعدة لتحقيق التفاهم.
أميركا وإسرائيل
ماذا عن طائرة الاستطلاع التي اطلقها حزب الله فوق اسرائيل واسماها «ايوب» وقال انها ايرانية بتجميع لبناني، هل تشكل نقلة في المواجهة مع اسرائيل؟ ونلاحظ في خطاباتكم امرين، حديثكم الدائم عن تراجع الدور الاميركي وزوال اسرائيل لماذا تكررون ذلك؟
٭ بالنسبة للشق الاول نعم اؤيدكم، بالنسبة لاميركا نرى كيف انه قبل عقود كانت معظم الشعوب تحبها، اما الآن فالوضع مختلف بعد ما فعلوه في العراق وافغانستان، ودعمهم لصدام في حربه على ايران، كل هذا جعلها تتراجع وتضعف حتى في الداخل الاميركي نفسه، وفي مجلس الامن، حيث الدول المشاركة تؤكد انها تتعرض لتأثير سلبي وضغوط من اميركا رغم انها لا تقبل فكرها، ان اي امبراطورية لا تدوم خاصة اذا كان منطقها السلاح والقوة كمنطق اميركا التي
تعاني اليوم من 16000 مليار ديون، كيف لها ان تستمر وهي تطبع هذا الكم من الاوراق المالية «المزيفة» وتغرق بها العالم، لو باعوا اميركا كلها لن يستطيعوا تسديد هذه الديون، والاقتصاد العالمي لم يعد يستوعب هذه الاشياء، واميركا تتجه الى طريق مسدود والمارد العملاق يسقط تدريجيا، والمال نفسه للصهاينة الذين يدعمهم الغرب وتدعمهم اميركا.
محطة بوشهر
هناك قلق كبير في الكويت والخليج العربي من وجود محطة «بوشهر» وآثار المحطات النووية الايرانية ما تعليقكم على ذلك؟ ٭ ان محطة «بوشهر» من اكثر المحطات امانا ووزير الخارجية علي أكبر صالحي مختص بالملف ويمكن ان يشرح لكم، كما اننا نوجه الدعوة لوفد اعلامي من الكويت لزيارتها ومعاينتها. هناك 12 مليون ايراني يعيشون حول المحطة فكيف نضرهم ونضركم؟
الغرب يشيع المغالطات لانهم لا يريدون ان تتمتع ايران بالطاقة النووية ويركزون على القنبلة النووية مع ان هناك 16 استخداما مختلفا لها في الصناعة والزراعة والادوية والطاقة وغيرها. وهناك اكثر من 200 محطة في العالم بينما العشرات في اميركا نفسها واكثر من 100 في اوروبا، كما ان دولا اخرى في المنطقة قررت ان تحذو حذونا، الهدف من اثارة الموضوع اسقاط الحكومة الايرانية ونحن نقول ان الحكومة الايرانية لا يمكن اسقاطها من الخارج.
http://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/333357/17-10-2012
الرئيس الإيراني: لا أرى حرباً في الأفق بالمنطقة
الخميس 18 أكتوبر 2012 الأنباء
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/333357-new.jpg
الرئيس الإيراني مصافحا مدير التحرير الزميل محمد الحسيني (هاني الشمري)
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/333357-Bp4.jpg
الزميل محمد الحسيني مع وزير الخارجية الإيراني د.علي أكبر صالحي
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/333357-Ap4.jpg
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد متحدثاً
لم نهدد الكويت أو الخليج ونريد أفضل العلاقات مع دول «التعاون»
الحرب ليست الطريق للخروج من الأزمة في سورية بل الحوار بمشاركة كل مكونات الشعب السوري
المارد الأميركي العملاق ينهار تحت وطأة 16000 مليار دولار من الديون ويُغرق الاقتصاد العالمي بأوراق مزيفة
الاتحاد الأوروبي هو الخاسر من العقوبات وندعوهم لمراجعة سياساتهم
متمسكون بتسمية «الخليج الفارسي» لأنها تسمية تاريخية وليست لهدف سياسي
إذا علمنا بمؤامرة على الكويت فسنبلغ المسؤولين الكويتيين مباشرة وهم يبلغوننا كذلك
المتهمون بالتجسس مواطنون خالفوا قوانين البلدان التي يقيمون فيها ويحاسبهم القضاء وندعو كل الإيرانيين لاحترام الدول التي تحتضنهم
الشعب الإيراني اعتاد على العقوبات واقتصادنا كبير ولا يقوم على النفط فقط
ماذا تفعل 120 مدمرة وسفينة حربية غربية في الخليج غير التسويق لبيع السلاح الأميركي بـ 40 و50 مليار دولار سنوياً؟!
لم يزعجنا خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في طهران ولا نبني سياستنا على خطاب أو كلمة
محمد الحسيني
دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى طي صفحة الماضي والخلافات بين شعوب المنطقة، لاسيما العقائدية منها، والتطلع نحو المستقبل، قائلا ان بلاده «تريد الخير لدول مجلس التعاون».
واضاف، في حوار مع ممثلي وسائل الاعلام الكويتية في قصر بيان امس، انه لا يرى حربا في الافق بالمنطقة، نافيا ان تكون اي جهة في بلاده قد اصدرت تهديدات بضرب الكويت.
وتابع الرئيس الايراني في جلسة استمرت زهاء الساعتين وتخللها نقاش مع «الأنباء» حول تسمية الخليج، حيث اصر على مصطلح «الخليج الفارسي»، معتبرا انه امر تاريخي لا أبعاد سياسية له، مضيفا: لو قبل 3000 سنة اطلق على الخليج اسم «الخليج العربي» لاستخدمت التسمية دون حرج او تردد.
واستحوذ الملف السوري على الجزء الاكبر من النقاش، حيث رد على سؤال عن موقفه من ان «الشعب الكويتي عاتب وحزين بسبب موقف بلاده مما يعانيه الشعب السوري» بالقول: نحن نريد للشعب السوري ان يقرر مصيره بنفسه، ولا نرى ان الحرب هي الطريق الى ذلك، فنحن ضد الحرب.
وشنّ نجاد هجوما كلاميا قاسيا على الولايات المتحدة قائلا ان «الامبراطورية الاميركية تنهار»، مضيفا ان اميركا اليوم بلد عليه 16000 مليار دولار دين ويغرق العالم بطباعة اوراق دولار مزيفة.
كما انتقد الاتحاد الاوروبي واستخدم ايضا عبارة «ان الاتحاد الاوروبي ينهار».
ونفى وجود تجسس من بلاده في اليمن ودول الخليج قائلا: ان ما اعلن عنه من شبكات تتم محاكمتها ربما يكون نتيجة خروقات مواطنين ايرانيين خالفوا قوانين البلدان التي يقيمون فيها، وان القضاء سيحاكمهم وفق قوانين البلدان التي يعيشون فيها والتي يجب ان يحترموها.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» عن انهيار الريال الايراني وتراجع تصدير ايران النفطي الى 800 الف برميل يوميا فقط، قال: ان الاقتصاد الايراني كبير ولا يعتمد على النفط فقط، وان الامور ساءت لكن الشعب الايراني اعتاد على العقوبات والتعامل معها، مضيفا: علاقاتنا مع اميركا مقطوعة منذ 33 عاما واوروبا هي المستفيد من نفطنا والعقوبات تضرها اولا، وهي تدفع ثمن سياسات وضغوط اميركا عليها في هذا المجال، والدليل ازمتها المالية.
وقال نجاد ان محطة بوشهر النووية آمنة ولا تشكل خطرا بيئيا على الخليج ويعيش حولها 12 مليون ايراني، فكيف نضرهم ونضر مواطني الخليج؟
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
شاركتم في قمة دول آسيا الوسطى واجتمعتم مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. نريد معرفة انعكاسات اللقاء على الأوضاع في سورية؟ وعلمنا أن إيران ستستضيف مؤتمر حوار التعاون الآسيوي في 2018 فهل سيتحول المؤتمر إلى منظمة؟
٭ بداية أنا سعيد باللقاء مع الصحافة الكويتية. الحوار مهم في القارة الآسيوية التي تتمتع بمكانة رئيسية وبإمكانيات ضخمة يمكن أن تساعدنا في الوصول إلى سلام مستدام وإلى إصلاح النظم والمنظمات الإقليمية والدولية.
إن تحول مؤتمر الحوار إلى منظمة سيكون أمرا جيدا ويساعد في الوصول إلى مرحلة تتوافر فيها الظروف العادلة للدول والحفاظ على الاحترام المتبادل وثمار المؤتمر إيجابية وتدفع مسيرة الشعوب إلى الأمام.
أما بالنسبة إلى اللقاء مع السيد أردوغان فكان هاما كما كل اللقاءات مع المسؤولين الأتراك على مستوى عال وشمل الملف السوري.
إن هدفنا الرئيسي هو إحلال الأمن والاستقرار في سورية وتوفير الحقوق الرئيسية للشعب السوري وكذلك العدالة وحق الانتخاب وهو حق لكل شعوب العالم.
الخلاف هو حول أسلوب الوصول إلى ذلك، فالبعض يعتبر أن الأمور يمكن ان تتقدم عبر الحروب أما نحن فنعتبر ان الطريق إلى ذلك هو عبر الحوار الوطني.
إن آلية الحروب ليست الآلية المثلى والصراعات الطائفية ليست أمرا جيدا لسورية التي تحتاج إلى تفاهم بين مكونات شعبها يشمل جميع التيارات والمجموعات وما سيختاره الشعب السوري سيكون موضع احترام ولابد من توفير ارضية لذلك التفاهم وهذا ما قلناه للسيد اردوغان وتمنينا عليه ان يساعدنا في ذلك.
إن استمرار الحرب وقتل الأبرياء العزل من المواطنين السوريين الذين يدفعون الثمن غير مقبول ويجب وقف اطلاق النار والذهاب الى الحوار ولابد ان يكون الحل سوريا ويعود الى الشعب السوري.
المقترح التركي حول سورية
ماذا عن مقترح تركيا بمرحلة انتقالية يتولاها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع؟
٭ إن هذا يعني أننا نفرض حلا خارجيا على السوريين، الحل يجب ان يكون سوريا وليس مفروضا من الخارج والشعب السوري هو من يقرر عبر الانتخابات.
عتب وزعل
هناك عتب وزعل من الشعب الكويتي وأزمة ثقة مع القيادة الإيرانية بسبب مواقفكم في قضيتي سورية والبحرين وقد أعلنتم تأييدكم للربيع العربي بداية ثم وقف الامر عندما وصل الى سورية، لماذا؟
٭ نحن محبون للشعب الكويتي وعلاقتنا تاريخية معه ومع دول الخليج، اولا بالنسبة للبحرين نحن لا نتدخل وقد شكلوا هيئة رسمية اكدت ذلك، هناك ملك موجود وشعب يتطلع لاختيار حكومته وهو ما يشبه أي وضع آخر، فالملك يكون ملكا والشعب يختار الحكومة ويشارك وهذه الصيغة واضحة وستحافظ على التعايش الذي يمتد إلى مئات السنين ومن دون التفاهم ستستمر المشاكل، ونحن ندعو الى التفاهم، والجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إليه والتعاون في شؤون بلدهم.
أما بالنسبة إلى سورية فقد أوضحنا موقفنا.
تناقضات التصريحات الإيرانية
هناك تناقضات في التصريحات بين المسؤولين الإيرانيين، الخارجية تقول شيئا ومجلس الشورى يقول شيئا آخر، وكذلك القادة العسكريون لماذا؟ مسؤول في الحرس الثوري أعلن عن وجود قوات عسكرية ايرانية في سورية ولبنان ثم اعلن سفيركم في لبنان غضنفر ركن ابادي ان القوات في سورية فقط، فمن نصدق؟
٭ لقد صدر نفي للموضوع، ان ايران بلد ديموقراطي وأعضاء مجلس الشورى يتحدثون وفق ما يرونه وكذلك المسؤولون الدينيون والعسكريون لكن الموقف الرسمي الوحيد يصدر عن الخارجية وعن وزيرها (اشار الى الوزير علي أكبر صالحي الذي كان يجلس إلى جانبه) أو عن الناطق الرسمي باسمها.
القضايا الثنائية والجرف القاري
هل ناقشتم قضايا ثنائية مع الكويت على هامش مؤتمر الحوار وماذا عن القضايا العالقة ومنها الجرف القاري وتأخر انعقاد اللجنة المشتركة؟
٭ لقد التقيت صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وحييت مبادرته بالدعوة الى المؤتمر، فهذا عمل كبير وستكون له نتائجه الإيجابية ولقائي مع صاحب السمو يعكس حسن العلاقة التاريخية بين البلدين ونحن ندعم مسيرة التعاون في آسيا وبشكل كامل.
أما بالنسبة للجنة المشتركة فستجتمع قريبا وتناقش القضايا المختلفة، وبخصوص الجرف القاري فهو يناقش بالحوار وعبر المختصين وبما يراعي مصلحة البلدين.
لكني أؤكد لكم ان العلاقات مع الكويت وطيدة ولو عرفنا بمؤامرة تحاك ضد الكويت أو مصلحتها نبلغ المسؤولين والكويتيين كذلك وسنعمل على تعزيز هذه العلاقات.
الهواجس الأمنية
كيف تبدد إيران الهواجس الأمنية الموجودة في دول المنطقة؟
٭ أنا أوجه السؤال لكم، ماذا يعني وجود 120 مدمرة وسفينة حربية في الخليج؟ أميركا تريد تسويق أسلحتها بمبالغ 40 الى 50 مليار دولار سنويا وهي تحتاج لتتمكن من ذلك الى رفع التوتر والخلافات بالمنطقة وهذا سبب المشكلة.
كنت أتمنى لو لدي الوقت ان أنزل الى الشارع وأقابل المواطنين الكويتيين لأطمئنهم اننا لا نكن إلا كل الخير لهم ولدول مجلس التعاون كافة، السعودية والكويت وعمان والإمارات وقطر والبحرين.
انهيار الريال الإيراني والعقوبات
نسمع يوميا عن انهيار الريال الإيراني مع حديث عن تراجع إنتاج إيران النفطي اليومي الى 800 ألف برميل، هل سيصمد الاقتصاد الإيراني بوجه العقوبات؟
٭ الغرب لديه اليوم عداء للشعب الإيراني ولا يريدون تقدمنا، منذ بداية الثورة وهم يحاربوننا تحت حجج مختلفة آخرها الملف النووي، عندما هاجمنا صدام هل كانت ايران دولة نووية؟ ومع ذلك دعموا صدام وارتكبوا خطأ تاريخيا، لكن الشعب الإيراني مستمر بحياته الكريمة منذ 7000 سنة، كثيرون حاولوا ان يزيلوه إلا أنه بقي وهم زالوا.
أنا أقول لكم ان اقتصادنا كبير وبإمكان إيران العيش دون الاعتماد على النفط والبترول، قد يعاني الشعب صحيح لكننا اعتدنا وهذه الظروف ستزول في القريب العاجل، علاقاتنا مع اميركا مقطوعة منذ 33 سنة ولكنها تقف وراء العقوبات وتجبر الأوروبيين على مجاراتها منذ 5 سنوات وهذا ما جعل وضعهم سيئا ايضا فانظروا الى الاتحاد الأوروبي كيف ينهار، إن من مصلحة أوروبا التعاون معنا.
خطاب الرئيس المصري
هل خيب خطاب الرئيس مرسي في طهران آمالكم؟
٭ نحن في ايران نحترم حرية الرأي ولم ننزعج لأن الرئيس المصري عبّر عن رأيه فهذا حقه ولسنا حكومة تبني سياساتها ومواقفها على خطاب أو كلمة.
«مجاهدي خلق»
كيف قابلتم دعوة منظمة مجاهدي خلق الى «ربيع إيراني» بعد وضعها في قائمة الإرهاب الأميركية؟
٭ بالنسبة الى مجاهدي خلق فما جرى يؤكد ان أميركا تتعامل مع تصنيف الإرهاب كأداة لمصلحة سياستها، منظمة مجاهدي خلق مسؤولة عن قتل 16000 ايراني، لو أردنا إجراء دعاية عن إرهابها لاحتجنا الى 500 مليون أو مليار دولار، أما أميركا بما فعلته اليوم فقد قدمت لنا ذلك مجانا.
لا توجد في العالم دولة مثالية هذا أمر طبيعي كل الدول تحتاج الى إصلاح ومن هذا الباب نحن في إيران مع حق الشعب في المطالبة بالإصلاح كما كل الشعوب.
العلاقات مع السعودية
كيف هي علاقتكم بالمملكة العربية السعودية خاصة انها تأثرت بسبب الملف السوري؟
٭ زرت المملكة 5 مرات وانا حريص على افضل العلاقات معها، هناك في البلدين من يؤجج الامور لكننا في النهاية نريد الخير والحوار والتعاون وحريصون على أمن المنطقة.
اما بالنسبة للملف السوري فنحن بيّنا للمملكة وقطر انه يجب الا تكون هناك مساعدة على الحرب لا من ايران ولا من مصر ولا تركيا او قطر او السعودية ويجب المساعدة لتحقيق التفاهم.
أميركا وإسرائيل
ماذا عن طائرة الاستطلاع التي اطلقها حزب الله فوق اسرائيل واسماها «ايوب» وقال انها ايرانية بتجميع لبناني، هل تشكل نقلة في المواجهة مع اسرائيل؟ ونلاحظ في خطاباتكم امرين، حديثكم الدائم عن تراجع الدور الاميركي وزوال اسرائيل لماذا تكررون ذلك؟
٭ بالنسبة للشق الاول نعم اؤيدكم، بالنسبة لاميركا نرى كيف انه قبل عقود كانت معظم الشعوب تحبها، اما الآن فالوضع مختلف بعد ما فعلوه في العراق وافغانستان، ودعمهم لصدام في حربه على ايران، كل هذا جعلها تتراجع وتضعف حتى في الداخل الاميركي نفسه، وفي مجلس الامن، حيث الدول المشاركة تؤكد انها تتعرض لتأثير سلبي وضغوط من اميركا رغم انها لا تقبل فكرها، ان اي امبراطورية لا تدوم خاصة اذا كان منطقها السلاح والقوة كمنطق اميركا التي
تعاني اليوم من 16000 مليار ديون، كيف لها ان تستمر وهي تطبع هذا الكم من الاوراق المالية «المزيفة» وتغرق بها العالم، لو باعوا اميركا كلها لن يستطيعوا تسديد هذه الديون، والاقتصاد العالمي لم يعد يستوعب هذه الاشياء، واميركا تتجه الى طريق مسدود والمارد العملاق يسقط تدريجيا، والمال نفسه للصهاينة الذين يدعمهم الغرب وتدعمهم اميركا.
محطة بوشهر
هناك قلق كبير في الكويت والخليج العربي من وجود محطة «بوشهر» وآثار المحطات النووية الايرانية ما تعليقكم على ذلك؟ ٭ ان محطة «بوشهر» من اكثر المحطات امانا ووزير الخارجية علي أكبر صالحي مختص بالملف ويمكن ان يشرح لكم، كما اننا نوجه الدعوة لوفد اعلامي من الكويت لزيارتها ومعاينتها. هناك 12 مليون ايراني يعيشون حول المحطة فكيف نضرهم ونضركم؟
الغرب يشيع المغالطات لانهم لا يريدون ان تتمتع ايران بالطاقة النووية ويركزون على القنبلة النووية مع ان هناك 16 استخداما مختلفا لها في الصناعة والزراعة والادوية والطاقة وغيرها. وهناك اكثر من 200 محطة في العالم بينما العشرات في اميركا نفسها واكثر من 100 في اوروبا، كما ان دولا اخرى في المنطقة قررت ان تحذو حذونا، الهدف من اثارة الموضوع اسقاط الحكومة الايرانية ونحن نقول ان الحكومة الايرانية لا يمكن اسقاطها من الخارج.
http://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/333357/17-10-2012