المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الديناصورات الغبية .. حانت ساعة الإنقراض



طائر
10-14-2012, 04:30 PM
من قلم : د. عمر ظاهر


تصميم عرب تايمز


http://www.arabtimes.com/portal/authors/omardahir%20116x1601.jpg


22 October 2011

كاتب واستاذ جامعي


عجيب في هذا الزمن أن ديناصورا غبيا، مثل شيخ قطر، يوشك على الإنقراض، تحول بفعل إقتناعه بالمبدأ الدارويني "البقاء للأهبل" إلى قشرة موز، تضعها أمريكا على طريق زعماء المسلمين، فيدوسون عليها، فيتزحلقون إلى نزهة تنتهي بهم إلى الهاوية!

صديقي القارئ، أنا لا أؤمن بالصدفة، وأعتقد أن كل شيء في الوجود يسير على خط مرسوم له. ومنبع هذا الإعتقاد ليس الدين والإيمان بالقدر؛ على العكس إنه ترسخ عندي في فترة تأثري العميق بالماركسية، وفلسفتها المادية الديالكتيكية التي علمتني بالحرف الواحد أن "الصدفة هي شكل ظهور الضرورة"، والتعليلُ بسيط، ألا وهو أن كل شيء يحدث في هذا الكون هو نتيجة لسبب، والسبب نفسه كان نتيجة لسبب سابق، وهكذا، فهناك ترابط النتيجة والسبب الذي يجعل أي حدث يقع مرسوما بما كان قبله من أسباب.

وكما ترى بوضوح فإن هذا الخط المرسوم لا يتعارض مع دور العقل والإرادة، فوجودهما نتيجة لسبب، وهما أيضا يصبحان سببا لنتيجة أو نتائج. وكذلك فإنه لا ينفي أنه، ضمن ما هو مرسوم، يولد بعض الناس وهم موهوبون قدرا وافيا من الذكاء، فيؤثّرون في العالم بقدر ذكائهم وحكمتهم، ويولد غيرهم أغبياء أو متخلفين عقليا، لسبب ما، فيَطبعون الوسط الذي يعيشون فيه بطابعهم، أي التخلف - شيخ قطر مثالا.

مناسبة الحديث عن الصدفة هي أن هذا المقال ولّدته صدفة، فقد كنت جالسا لوحدي في القطار الذاهب من مدينتي إلى كوبنهاجن، وفي إحدى المحطات جاء مسافر وجلس في المقعد المقابل لي؛ ومثل هذا "الحدث" لا يتسبب عادة في شيء يُذكر، فالدنماركيون شعب متحفظ (ليس محافظ) نادرا ما يجعلون من لقاء بالمصادفة مناسبة لحديث طويل، وعميق، وجاد، يذكره المرء لاحقا. ولكن هذا الرجل بدا مختلفا - وعرفت السبب فورا. إنه شخص كثير السفر والاحتكاك بالثقافات الأخرى، بل إنه من الذين يقضون سنوات هنا وهناك. وكان من بين ما جرّنا إليه الحديث، بكل تلقائية، موضوع الحرب.

قال لي الرجل إن الأمريكيين، والإنجليز قبلهم، صارت لديهم منذ زمن بعيد قناعة بأن الحروب في العالم لا بد منها، أي لن يأتي على الأرض يوم تنتهي فيه الحروب، لذلك فإنهم وضعوا ستراتيجية عالمية للتحكم بالحروب بدلا من محاولة تحقيق السلام الذي لن يتحقق أبدا!

صديقي القارئ، سأترك الصديق الذي تعرفت إليه بالصدفة، لنبقى أنت وأنا نتأمل فيما قاله: إقتنعوا بأن تجنب الحروب مستحيل، لذا قرروا التحكم بها، أي التحكم بأسئلة من قبيل: كيف يمكن أن تقع الحروب؟ ولماذا تقع الحروب؟ والأخطر من ذلك: أين يجب أن تقع الحروب ومتى؟ وبلا شك، بحيث أنهم يتجنبون شرورها.

طبعا، من الصعب أن نجد وثائق رسمية حول حصول هذه القناعة عند الزعماء والساسة الأمريكيين والإنجليز باستحالة إنتهاء الحروب، والأصعب من ذلك حول قرارهم بالتحكم بها، بدلا من السعي إلى السلام، مع أنهم يدّعون أنهم يتّبعون رسول السلام، المسيح بن مريم. لكننا، يا صديقي، لن نعجز عن إيجاد الدليل على صحة ما سمعناه، فتاريخ أمريكا وبريطانيا المعاصر هو تاريخ العمل على ضمان الأمن والسلام في ربوعهما، وشنّ الحروب، أو إشعالها في بقية أنحاء العالم، من كوريا إلى فيتنام، إلى الشرق الأوسط وأفغانستان، والقائمة تطول.

كذلك نعرف أمورا كثيرة تصب في صالح إثبات ما زعمه صديق الصدفة، دون الرجوع إلى مصادر ووثائق. فمثلا كان أحد أهم أسباب غضب الإنجليز والفرنسيين والأمريكان على ألمانيا الهتلرية في الثلاثينيات من القرن الماضي هو إصرار هتلر على إمتلاك مستعمرات في أوروبا، وبذلك تماديه في إشعال الحروب في هذه القارة، في حين كان الثلاثة يرون أن المستعمرات لا يجوز أن توجد في أوروبا، بل خارجها، في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. أرادوا منه أن يتجه إلى خارج أوروبا، لكنه أصر على استعمار تشيكوسلوفاكيا وهنغاريا وبولندا، فقالوا له "حسناً، سترى كيف نورطك مع الروس!"

ونعرف أيضا، يا صديقي، أن فكرة إنشاء الإتحاد الأوروبي الحالي كانت قد تبلورت في الأساس أثناء الحرب العالمية الثانية، وهي تقوم على مبدأ ربط البلدان الأوروبية اقتصاديا بعضها ببعض، وبذلك وأد السبب الأساسي لقيام الحروب بينها. الاتحاد الأوروبي بدأ كسوق اقتصادية مشتركة تعمل تدريجيا على رفع القيود عن التجارة بين البلدان الأعضاء، ثم تطورت بالتدريج على مدى حوالي نصف قرن إلى شكل من الاتحاد السياسي مدعوما بتحالف عسكري هو حلف الناتو، فلا يفكر أي بلد في أوروبا بالحرب مع بلد أوروبي آخر - في الغرب في البداية، ثم تلتحق البقية بالاتحاد، كما يحصل الآن.

واسمح لي، صديقي القارئ، بإضافة ثلاث معلومات بسيطة أخرى، أولها أن الفكر الإستعماري الأوروبي تبنى نظرية دارون في أصل الأنواع، ليس لأنها مقنعة علميا بشكل حاسم، وإنما لأن

النظرية اخترعت عبارة تناسب الفكر الإستعماري العنصري غير الأخلاقي، ونزعته إلى شنّ حروب الإبادة، بصورة كارثية، وهي عبارة "البقاء للأصلح"!، وتعريف "الأصلح"، طبعا، احتكروه هم، فالأصلح يمكن أن يكون الأقوى، أو "الرجل الأبيض"، أو الأكثر وحشية. وعند الضرورة يمكنهم أن يقنعوا شيخ قطر بأن "البقاء للأهبل"، فيضع كل مليارات الغاز في خدمة مقامرتهم الخائبة في سورية. كذلك يمكنهم إقناع خادم الحرمين بأن "البقاء للأخرق، أو الأنجس، أو الأتْيَس"، فيضع أجواء مملكته تحت تصرف إسرائيل إن تجرأت على مهاجمة إيران.

وثانيها، أن بعض العلماء الأوروبيين والأمريكان ساهموا، حتى قبل داروين، في توليد القناعة بحتمبة الحروب، ومنهم توماس مالتوس الذي قدم في بداية القرن التاسع عشر أفكاره في هذه الحتمية بطريقة رياضية تتعلق بزيادة السكان، وبمدى كفاية موارد الكرة الأرضية لإطعام البشر، فقد قال إن موارد الأرض (الإنتاج)، مهما فعلنا، لا يمكن أن تتضاعف إلا بنسبة حسابية (أي أن الواحد يصبح إثنين، والإثنين أربعة، والأربعة ثمانية، وهكذا)، بينما الزيادة في السكان تحصل بنسبة هندسية (أي أن الواحد يصبح إثنين، والإثنين أربعة، والأربعة ستة عشر، والستة عشر مئتين وستة وخمسين). وبهذا فإن قدرة الأرض على إطعام البشر تضعف مع الزيادة في السكان، مما يؤدي إلى التصارع على الموارد، وتنجم عن ذلك الحروب والأمراض والأوبئة.

رأى الخائب مالتوس أن الحروب والأوبئة هي أصلا أداة بيد الطبيعة للحفاظ على توازنها! فكرُ مالتوس جرى أيضا استغلاله لتبرير الإستعمار، مع أنه تدحضه حقيقة أن الأمريكان والأوروبيين متخمون على حساب جوع الشعوب التي ينهبون خيراتها. إنهم لا يفعلون أي شيء يذكر لتجنب المجاعات أو معالجتها حين تقع لأنهم يرون أنها طبيعية .. فهكذا تريد الطبيعة!

والمعلومة الأخيرة، صديقي القارئ، عبارة خطيرة نطق بها وزير الحرب الأمريكي الأسبق، المجرم دونالد رامسفيلد، أثناء حرب العراق، ومرت العبارة على عقول العرب مرور الكرام. قال السفاح، صاحب مبدأ "الصدمة والترويع": "هناك حاجة للتخلص من 15 بالمئة من سكان العالم". ومن كل هذا نرى أن ما قاله لي صديق الصدفة حقيقة، وحقيقة مرة.

صديقي القارئ، قلت في بداية كلامي إن هناك من يولدون وهم موهوبون بقدر عال من الذكاء، ويولد غيرهم بنفس القدر من الغباء، وذلك ضمن العلاقة بين الصدفة والضرورة. ويمكننا أن نقول ذلك بكلمات أخرى، فالبعض يولدون ليكونوا زعماء في أوروبا وأمريكا يفكرون في كيفية تجنب الحروب في قارتهم ويستغلون العلم في تبرير إشعال فتيلها في أماكن أخرى من العالم؛ وآخرون يولدون ليكونوا زعماء في الشرق الأوسط، لا يحتاجون إلا إلى "قشرة الموز" ليدوسوا عليها وينزلقوا إلى الحروب التي يريدها الأذكياء، ويثبتوا معتقداتهم الداروينية، ويطبقوا مبادئهم المالتوسية.

وإلا، صديقي القارئ، أرجو أن تساعدني في الإجابة عن أسئلة تحيرني: لماذا لا أحدَ يستفيد من دروس التاريخ؟ ماذا استفدنا من الحروب من قبل، مثلا، الحرب بين العراق وإيران لثماني سنوات؟ لماذا كلّما حصل تقدم، وازدهار، وبعض الرفاهية في مكان من أرض العرب أو المسلمين، يمتشق أحدهم سيفه ويحاول أن يصبح عنترة زمانه؟ أهؤلاء مأمورون بأن يزهق كل منهم أرواح جزء من الـ 15 بالمئة من سكان العالم الذين يريد رامسفيلد التخلص منهم؟

وبالمناسبة، فإن هذه الـ 15 بالمئة هي تقريبا نفس نسبة المسلمين من سكان العالم، البالغ تعدادهم 7 مليارات. إنها إذاً ليست نسبة إعتباطية تكلم عنها السفاح رامسفيلد بالصدفة!
إنها ليست صدفة! ولكن، لا ينبغي لنا، يا صديقي، أن ندع اليأس يعرف طريقا إلى قلوبنا، ونحن مستضعفون في الأرض، فالمالتوسية نظرية خرقاء، تدحضها حقيقة بسيطة وهي أن الصين لوحدها قادرة على إطعام 1500 مليون إنسان.

ولو أن زعماء العرب لم تكن عندهم هواية التزحلق على قشور الموز لكان الوطن العربي قادرا على إطعام عشرة أضعاف سكانه الحاليين. والداروينية، حمدا لله، نظرية قاصرة، لا تصلح لتفسير تاريخ البشر، أو للتنبؤ بمستقبلهم، فهي تأخذ في الحسبان فقط قدرة الكائن الحي على مواجهة الطبيعة، سواء بالعضلات أو الذكاء، أو الوسائل الأخرى. إنها لا تتخذ أي موقف أخلاقي من القدرة على البقاء، فلو أننا استقرءنا مستقبل البشر داروينيا، فإننا سنرى أن عصابة رامسفيلد ستتخلص في آخر المطاف من 15 بالمئة من سكان العالم، ويبقون هم على قيد الحياة ويتمتعون بأموال النفط العربي، لأنهم يمتلكون كل أنواع الأسلحة، ومع هذا يتجنبون الحرب فيما بينهم، ويجعلون الآخرين يحترقون في نارها.

أما نحن، فلا نصلح للبقاء وسوف نختفي من وجه البسيطة بفضل الزعماء التاريخيين، الذين لا يحتاج أي منهم إلا إلى جرعة من الغرور تجعله يسكر فيدوس على "قشرة موز"، فيتزحلق، ويقع، ويوقعنا معه في حبائل أمثال دونالد رامسفيلد، فيشتري الأسلحة ليحرق شعبه في نار حروب يتحكم أمثال رامسفيلد بتوقيتها، ومداها، ومكانها. وفي كلتا الحالتين تقول الداروينية "صحتين" لأن هذا هو قانون التطور والإرتقاء.

لكن الداروينية (من باب السخرية، صديقي القارئ) يمكن أن تفهم بطريقة أخرى، فالديناصورات، تماما مثل أمريكا وأباعر الخليج العربي اليوم، عاشت فترة رخاء طويلة حتى أصبح حجمها، وثقلها، وبالا عليها حين تغيرت الظروف الطبيعية فلم تعد قادرة على الحركة للبحث عن الطعام في مكان آخر، ولم تعد بذلك صالحة للبقاء، فانقرضت. وبذلك ستنقرض أيضاً الديناصورات الغبية الموجودة على وجه الأرض الآن لأنها ترتكب نفس الأخطاء التي وقع فيها أسلافها قبل 65 مليون سنة.

لا يا صديقي، لا تبالي لمالتوس وداروين ورامسفيلد، فكما يقول المثل "أريد وتريد ويفعل الله ما يريد"، هناك من هو أكثر قوة من أقوى أقوياء العالم، ومصير حثالات مثل رامسفيلد مرسوم ضمن سلسلة السبب والنتيجة.

صديقي القارئ، نحن ندرس داروين، ومالتوس، وماركس، وغيرهم، لكن مرجعنا الأساسي له القول الفصل فيما نرى ونعتقد. إن الله سبحانه يعدنا في كتابه الحكيم {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} (الأنبياء: 105-106). ونحن إذ نؤمن بهذا، فإننا نرى أن دونالد رامسفيلد، رغم كونه أصلح للبقاء داروينيا، فإنه قطعا ليس من عباد الله الصالحين (لأنه من الذين قتلوا الناس جميعا حين قتلوا مئات الآلاف من العراقيين بدون وجه حق)، فهو ذاهب إلى مزابل التاريخ ينتظره هناك تيس السعودية وبغل قطر ليصبح ثالثهم.

أنا مثلك، يا صديقي، أؤمن بالقرآن دون الحاجة إلى الإصغاء إلى الدكتور زغلول النجار وعمر عبد الكافي، ولكن أقول أحيانا، مثل إبراهيم عليه السلام، "بلى، ولكن ليطمئن قلبي". أعرف أن مصائر العالم ليست بيد الأمريكيين، ولا بيد خدمهم في الخليج، لكن قلبي إطمأن قبل يومين حين اخترقت طائرة بلا طيار أجواء فلسطين المحتلة. لا تغادر هذه العبارة بسرعة، يا صديقي، فهي تسجل لحظة انقلاب في تاريخ الأرض كتلك اللحظة التي شهدت انقراض الديناصورات.

لقد تغيّر العالم، والكل بحاجة إلى بعض الوقت لإستيعاب هذا التغيّر، فالطائرة ليست لرامسفيلد صاحب القنابل والصواريخ الذكية، ولا للمفسد الكبير خادم الحرمين وإخوته من الرضاعة، تيوس وبعران الخليج. هذا التغير (في مَن يخترق مَن) يغيّر الأسئلة عن الحروب: فأين سيشنّ الأمريكيون الحروب، أو يشعلون فتيلها إذا استعصى عليهم ذلك في الشرق الأوسط؟ ما نفع إسرائيل للأمريكيين إن لم تعد قادرة على شن الحروب العدوانية؟

أين سيذهب ملك التيوس وإخوته من الرضاعة بكل الأسلحة التي يشترونها لمحاربة إيران، إذ أصبحت الحرب على إيران رغبة ديناصورية في الإنتحار، لا غير؟

يا نار كوني بردا وسلاما على المستضعفين في الأرض. إن زمن سقوط الصواريخ الذكية لشوارسكوف ورامسفيلد وأوباما ورومني على رؤوس أطفالنا أشرف على النهاية، فلله على الأرض من العباد من صاروا يمتلكون من القوة والبأس ما يجعلهم عصيين على أحلام المجرمين وخططهم اللئيمة لمحو 15 بالمئة من البشر.

والله وحده، وليس داروين، الذي يعرف مَن مِن عباده أصلح للبقاء فيرث الأرض.

وعجيب في هذا الزمن أن ديناصورا غبيا، مثل شيخ قطر، يوشك على الإنقراض، تحول بفعل إقتناعه بالمبدأ الدارويني "البقاء للأهبل" إلى قشرة موز، تضعها أمريكا على طريق زعماء المسلمين، فيدوسون عليها، فيتزحلقون إلى نزهة تنتهي بهم إلى الهاوية!

صديقي القارئ، معذرة، فأنا لم أكتب بالصدفة، فإذ كنت أستمع إلى صاحبي في القطار، كنت أفكر بالطيّب أردوغان.

تمنيت لو أنه كان أكثر حكمة، فلا تزحلقه قشرة الموز القطرية التي وضعوها في طريقه، فيذهب في مثل هكذا نزهة!

أنا أتمنى لشعب تركيا كل الخير، فهو بملايينه الثمانين جزء من الـ 15% من نفوس العالم الذين يريد رامسفيلد التخلص منهم، وكأنهم يأكلون من سُفرة أبيه!


http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=28950

صحن
04-15-2021, 05:38 AM
نظرية التحكم بالحروب جديرة بالتمعن بها