المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت كويتي؟ عيَل شنو أصلك؟



صحن
10-14-2012, 03:57 PM
http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2012/10/13/117136.gif (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2012/10/13/117136.gif)


تربينا على شي واحد فقط هو (الكويت أمنا)

روابي البناي - القبس



قبل ان استهل سالفتي اليوم احب ان اطلب منكم طلبا واتمنى الا تخذلوني، اترجاكم تفاءلوا. نعم قد يعفس البعض منكم وجهه ويمد الآخر بوزه ويقول: «انت من صجج روابي نتفاءل؟ ماذا لدينا لنتفاءل؟ ماذا نسمع من اخبار سنعة تخلينا نتفاءل؟

ماذا نرى من احداث ايجابية على جميع الأصعدة لنتفاءل؟».

ادري، والله العظيم ادري، ومعكم كل الحق لكن يجب أن نتفاءل لسبب واحد فقط اننا بالكويت واننا كويتيون، وانا متأكدة ان كل ما يحدث الآن هو سحابة صيف ستنقشع بإذن الله مع دخول فصل الشتاء المميز بالكويت.. لذا لنبدأ اسبوعا جديدا بضحكة حلوة منكم وتفاؤل بأن غدا، بإذن الله، سيكون اجمل وافضل في كل الأحوال..

اليوم، الله يسلمكم راح نسولف عن جزئية اتوقع أن الكل مر فيها او تعرض لها، وهي جزئية تطفل ولقافة بعض الدمامل الذين لا يرتاحون الا عندما «يدخلون عصهم بشي ما يخصهم». وللأسف هذه النوعية مستفحلة في المجتمع الكويتي.

هذه الفئة كانت تقتصر في السابق على الجنس الناعم، فتجد ان بعض الحريم (الله لا يبلانا) لا شغلة لهن ولا مشغلة سوى التطفل على حياة واسرار خلق الله، فالواحدة منهن تعيش على «ها فلانة تزوجت» او «ما دريتي فلنتانة تطلقت» وغيرها من الأمور التافهة،

لكن مع تطور الوقت والتكنولوجيا بدأ الجنس الخشن ينافس الحريم في هذه الجزئية وبقوة، ولكن باساليب وتدخلات تفوق السؤال عن الزواج والطلاق وعمليات التجميل وغيرها، فاليوم وصل هذا التطفل إلى فلذات اكبادنا بالمدارس، الذين أخذوا عدوى فيروسية خطرة من اسرهم التي لا تدري انها بهذا الفيروس تهدم جيلا باكمله، فاليوم وللأسف بدأت اسئلة الأصل والفصل وانت شيعي ولا سني، تلوح بقوة في أفق ابنائنا في مراحل الابتدائي والمتوسط، وهذه علامة خطرة جدا تستدعي الوقوف والانتباه لها.

انتو من وين؟

«إنتو من وين يايين؟» او «انتو شنو اصلكم؟»، من منا لم يتعرض لطرح مثل هذا السؤال؟

اتوقع لا احد، فللأسف أنه بعد 50 عاما من الاستقلال ما زال هناك من يسأل هذا السؤال السخيف، وهذا من وجهة نظري فشل واخفاق مهول في تكريس الوطنية بالكويت.

بالنسبة لي لا يشكل هذا السؤال اي هاجس ولا مشكلة، ولكن عندما يأتي طفل لا يتعدى عمره سبع سنوات ويسأل «يما احنا اصليين ولا بياسر؟»، أو «يما احنا شنو اصلنا؟»

ومن وين يايين؟»،

او «يما احنا شيعة ولا سنة؟»،

هنا الأمر مختلف وخطر في الوقت نفسه.

فمن المؤكد ان هذا الطفل لم يجرؤ على سؤال صديقه بالمدرسة هذا السؤال الذي ليس في محله ولا في عمره ولا اساس له، الا بسبب تشربه من نبع العنصرية الذي ينهمر في بيته.

فلو رجعنا لمحور سؤال محبي بلاغة الشف، وهو معرفة اصل وفصل من أمامهم، نجد ان السؤال من اساسه لا معنى ولا داعي له لأن الإجابة معروفة، ففي الكويت «كلنا اعيال اقريه وكلن يعرف اخيه».

مثلث جميل

فالتركيبة الكويتية تقع داخل اطار مثلث لذيذ، اراه في قمة الجمال والتميز لأنه يثري الحالة الثقافية والحضارية، فكل فئة من فئات المجتمع الكويتي نعتز بها لها دورها المميز في بناء الكويت، ولا احد يجرؤ على المزايدة بمدى ولائها وحبها للكويت، والشخص الذي يقوم بحشر نفسه بتفاصيل اصول الأوادم اعتبره شخصا ناقصا وفاضيا.

كما ان هناك حقيقة واضحة وضوح الشمس وهي ان التنوع بالتركيبة السكانية ليس مقصورا على المجتمع الكويتي فقط، وخير دليل على صحة كلامي أن الرئيس الأميركي باراك اوباما، الذي يترأس اقوى دولة بالعالم، من اصول افريقية يعتز ويفتخر بها، لكنه مواطن اميركي.

متى نفهم ونستحي؟

المشكلة عزيزي القارئ ليست بسؤال «انتو من وين؟»، أو «انتو شنو اصلكم؟»، أو «انتو اصيلين ولا بياسر؟».. المشكلة في بالقذف والتخوين، الأمر الذي اعتبره خطرا جدا عندما يتداول بين ابناء الوطن الواحد، فللأسف ان العرف السائد ان «العيمي ولاؤه لإيران» و«المزدوج ولاؤه للسعودية» و«اللي اصوله عراقية هذا ما يندرى عنه»، وغيرها من العبارات السخيفة التي يتداولها «بلاعين البيزه» ممن يعبثون بالكويت فسادا وخرابا.

هذه التصرفات ليست وليدة اللحظة ولم تأت من فراغ، بلا شك أن الأحداث السياسية وتعامل الحكومات الخاطئ مع مفهوم الوطنية بالتربية والممارسة السياسية هما من اوصلنا لهذه التفاهة التي بدأت بالتفشي بين افراد الوطن الواحد الآمن.

انا متأكدة انه لا يوجد دواء سحري لهذه المشكلة لمحو الاثر العنصري بين المواطنين نهائيا، لأنه كما ذكرت سابقا «بلاعين البيزة» كثروا هذه الأيام، لكني اتوقع ان هناك مرهما يساعد في تخفيف حجم الورم ويجعل المواطنة هي الأساس الذي نرتكز عليه وهو مرهم «حب الكويت اولا»، وان الكويت هي الأساس.

نداء لهايف وربعه

اذا قرر نائب قوانين الحشمة محمد هايف خوض الانتخابات القادمة، وحالفه الحظ ونجح، اتمنى منه ومن جماعته اصحاب لجنة الظواهر السلبية أن يضعوا مناقشة قضية دعم المواطنة ومكافحة التمييز ضمن اولى قضايا الظواهر السلبية بالكويت، وليس فقط عمليات التجميل واللبس وغيرها من الأمور السطحية، لأنكم اذا اردتم ان تخلقوا مجتمعا ايجابيا خاليا من السلبيات ابدأوا بالجذور وكرسوا مبدأ الحب.

Folow me @rawabialqabas



آخر الكلام

كلمة في أذن كل من يرغب بزعزعة التركيبة الكويتية المميزة وخلق بلبلة وطائفية ومذهبية، ترا الكويتيين اكبر من فعايلكم الطفولية، فأهل شرق وجبلة وام صده والفنطاس والقصر الأحمر لن تؤثروا فيهم، ولن تستطيعوا تحريك «صرصور اذونهم»، لان من عمر الدنيا تعلمنا أنه لا فرق بين الشيعي والسني والحضري والبدوي، لأننا تربينا وكبرنا على شيء واحد فقط وهو الكويت أمنا واحنا عيالها.


http://www.alqabas.com.kw/node/200158