بركان
10-12-2012, 09:01 PM
عندما تنبت ناطحات السحاب من قلب الغابات الاستوائية
الجمعة 12 أكتوبر 2012 أندونيسيا: مبعوث ''الخبر'' مصطفى دالع
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_large_img/indnoucia__572911122.jpg
يبدي عدد كبير من الأندونيسيين، خاصة من أتباع الطريقة التيجانية الذين يعدون بالملايين، رغبة في زيارة الجزائر، كونها تمثل للتجانيين مركزا عالميا للطريقة التيجانية، بما أن مؤسس الطريقة من مواليد عين ماضي بولاية الأغواط. وقد زار الجزائر، منذ أشهر، 15 أندونيسيا، وأبدت شركات سياحة أندونيسية رغبتها في إيفاد أعداد أكبر من الأندونيسيين إلى الجزائر، بعدما انبهروا لطبيعتها الجذابة وطقسها المعتدل، وثلوجها المنعدمة في بلادهم.
الجزائر بالنسبة للأندونيسيين ليست فقط بلد المسلمين ومركز الطريقة التيجانية واللغة العربية التي يحبونها، بل هي أيضا بلد التجارة والاستثمار. ويقول رجل الأعمال الأندونيسي محمد إلياس مروال: ''لدي رغبة في تدعيم العديد من القطاعات بين البلدين، منها السياحة، إلى جانب التجارة، وهذا راجع لزيارتي إلى الجزائر من أجل التصدير، وبعد القيام بإحصائيات وجدت أن السوق الجزائري يفتقد لنحو 140 نوع من المنتوجات المتوفرة في السوق الأندونيسية. وقال مروال مندهشا: ''الجزائريون كلهم مسلمون، لذلك أرى أن هناك توافقا بيننا. فلما زرت الجزائر قلت إنه بلدي الثاني، لأنه لا يوجد اختلاف ثقافي بيننا، فالدين الإسلامي يجمع بين البلدين، وهذا ما يجعل العلاقة قوية بين الشعبين''. وأندونيسيا ليست فقط أكبر بلد إسلامي من حيث السكان، الذين يتجاوز عددهم 140 مليون نسمة، أو ما يعادل ستة مرات ونصف عدد سكان الجزائر، بل هي أيضا أبعد بلد إسلامي عن الجزائر، إذ تقع في أقصى جنوب شرق آسيا، وتتناثر جزرها الـ17 ألف على المحيط الهادي مُشكّلة أكبر أرخبيل جزر في العالم، يضم خمسة آلاف جزيرة مهجورة، حيث قام أحد رجال الأعمال الغربيين باستثمار إحداها وحوّلها إلى منتجع سياحي ساحر. ويبلغ عرض هذا الأرخبيل العملاق خمسة آلاف كيلومتر، يضم ثلاث حزم ساعية، على عكس الجزائر التي لا يختلف فيها التوقيت في الطارف عنه في تندوف، رغم أن مساحة أندونيسيا أقل بقليل فقط من مساحة الجزائر، وهذا راجع لأن الجزائر ممتدة طولا، في حين أن الحزم الساعية تزداد عرضا.
''الخبر'' توجهت إلى بلاد ''الواق واق'' لاكتشاف روائع هذا النمر الأسيوي، والمفارقات العجيبة التي كثيرا ما سمعنا بها في الجزائر دون أن نراها، وسنكتشفها معا في هذا الاستطلاع..
هؤلاء الجزائريون.. أوروبيون وليسوا أفارقة!!
قبل وصولنا إلى مطار جاكارتا، بعد عشر ساعات من الطيران انطلاقا من الدوحة، وست ساعات قبله من الجزائر إلى مطار الدوحة، واجهتنا مطبات هوائية عنيفة، ورغم متانة الطائرة القطرية، إلا أنها بدت كريشة فوق بحر عُجاج، خاصة وأن السماء كانت تمطر حينها بغزارة، ولحظتها تبادر إلى ذهني الطائرة الروسية التي سقطت في أندونيسيا قبل نحو شهرين وقتل فيها عدد من الصحافيين. كما سمعت، عند وصولنا إلى المطار، أن أندونيسيا تشهد كل عام http://www.elkhabar.com/ar/files.php?file=2indonisia__409547257.jpgحادثين، على الأقل، لسقوط الطائرات، نظرا لطبيعة المناخ الاستوائي المعروف بغزارة أمطاره وعواصفه الشديدة.
كما تذكرت، قبل نحو يومين من سفرنا إلى جاكرتا، أنني قرأت في وكالة إخبارية بأن زلزالا ضرب أندونيسيا ذلك اليوم، وتبادر إلى ذهني التسونامي الذي ضرب أندونيسيا في 2008 و2010، وخلّف مئات القتلى وآلاف المتضررين، لكن كل هذه الأمور لم تثبط من عزيمتي، بل زادتني شوقا وإثارة لاكتشاف هذا البلد الآسيوي المعروف بغاباته الاستوائية ''الفردوسية''.
وفي مطار جاكرتا قمنا بتحويل العملة الصعبة التي لدينا، واندهشنا لما علمنا أن 1 أورو يساوي 11700 روبية أندونيسية، لكن ضعف قيمة الروبية لا يعني أن الأسعار منخفضة. وخارج المطار كانت السماء تمطر، بالرغم من أن الجو كان دافئا ليلا. وعلمت فيما بعد أن أندونيسيا ليس بها سوى فصلين فقط، وهما فصل الأمطار وفصل غير ممطر، فكان الأمر غريبا جدا ومختلفا بالنسبة لنا، على اعتبار أننا نعيش الفصول الأربعة في الجزائر. وأخبرني صديق أندونيسي أن منظر الثلوج في الجزائر يثير إعجابهم بشكل كبير، خاصة وأن الثلوج نادرة عندهم إلا في مناطق جبلية بعيدة، بالنظر للمناخ الاستوائي الحار والمشبع بالرطوبة العالية. كما أخبرني عن حادثة طريفة حصلت له مع بعض أصدقائه، الذين تساءلوا عن سبب اختياره لدولة إفريقية للدراسة بها، لاعتقادهم أن الجزائريين من الأفارقة السود، فلما زاروا الجزائر اندهشوا من البشرة الجزائرية، وعلقوا هؤلاء أوروبيون وليسوا أفارقة.
جاكارتا.. ''لوس أنجلس آسيا''
أول ما يلفت انتباهك في العاصمة الأندونيسية جاكارتا، كثـرة ناطحات السحاب والبنايات الشاهقة والفخمة ومراكز تجارية وأعمال زجاجية تعلوها، ليلا، يافطات إشهارية ضوئية لكبريات الماركات العالمية والمحلية. ما يعطي انطباعا بأن أندونيسيا قطعت أشواطا هامة في التطور العمراني على الطريقة الحديثة، على غرار أشهر المدن العالمية، مثل لوس أنجلس ونيويورك وطوكيو وسيول.
في الصباح الباكر توجهنا إلى وزارة الخارجية لأخذ تصاريح صحفية، ولفت انتباهنا كثـرة الاخضرار في جاكارتا، ففي كل مكان تجد أشجار ونباتات بشكل كثيف وكأنها مدينة ولدت وسط غابة استوائية، كما أن شوارع المدينة كانت، في العموم، نظيفة، خاصة في الشوارع الراقية. والغريب أن الطريق كانت مزدحمة بأعداد كبيرة جدا من راكبي الدراجات النارية، وكأنك في مهرجان لسباق الدراجات، إذ أن الدراجات النارية في المتناول نظرا لأسعارها، مقارنة بالسيارات، والأهم من ذلك أنها ''عملية'' في فترات ذروة الازدحام، في مدينة بها 20 مليون ساكن أو ما يزيد عن نصف سكان الجزائر، إذ تجد أن العائلة الواحدة قد تمتلك خمس دراجات نارية، حيث أصبحت جزءا من الثقافة الأندونيسية العصرية، وليست مقتصرة فقط على العاصمة جاكارتا لوحدها فقط.
إلا أن من الآثار السلبية لانتشار الدراجات النارية بالملايين، في العاصمة جاكارتا، هو التلوث البيئي الذي يحدثه الدخان الصادر من محركاتها، إلى درجة أنك تلاحظ العديد من الدراجين يضعون كمامات على وجوههم، وحتى بعض أفراد شرطة المرور بسبب شدة التلوث الذي يسبب سرطان الرئة. ومن أروع الأشياء الجميلة التي زرناها في جاكرتا ''منتزه أنجول''، الذي يعرض فيها أكثـر من 5 آلاف نوع من الأنواع البحرية، وكأنك أمام حوض مائي زجاجي ضخم، أو أنك في فقاعة هوائية داخل قاع البحر، حيث تشاهد أمامك أنواعا وألوانا مختلفة من الأسماك والكائنات البحرية، وتتمتع أكثـر عندما تدخل نفق زجاجي وتحاصرك الأسماك من كل جانب، وخاصة من الأعلى إذ اعتدنا أن ننظر إلى الأسماك أسفل منا وليس العكس.
7 ملايين سائح يزورون أندونيسيا
خلال هذه الزيارة استقبلتنا وزيرة السياحة الأندونيسية، ماري بانجيستو ايلكا، بمقر الوزارة الذي هو، في حد ذاته، تحفة معمارية. وكشفت لنا السيدة الوزيرة أن عدد السياح الذين توافدوا في 2011 على أندونيسيا بلغ 7 ملايين سائح، وتطمح أندونيسيا لرفع هذا الرقم إلى 10 ملايين سائح في السنوات المقبلة، حيث تقدر عائدات السياحة بنحو 4,8 مليار دولار، وهذا ما يجعل السياحة من أهم القطاعات المدرة للعملة الصعبة. وأضافت الوزيرة أن السياحة في بلادها سجلت نسبة نمو تقدر بنحو بنسبة 3, 9%، وهي تفوق نسبة النمو الاقتصادي العام الذي يقدر بـ6%.
وقد زرنا في العاصمة جاكرتا مراكز تجارية ومراكز أعمال في شكل ناطحات سحاب، كما كانت لنا زيارة لمركز لإنتاج الطاقة الكهربائية في أندونيسيا، تابع لشركة ''برتمينا'' العملاق الطاقوي، الذي يشبه سوناطراك أو سونلغاز في الجزائر.
بالي.. جزيرة الهندوسhttp://www.elkhabar.com/ar/files.php?file=1indonisia_819783386.jpg
قبل سفرنا إلى أندونيسيا أخبرنا السفير الأندونيسي في الجزائر، أحمد نيعم سليم، مقولة عن جزيرة بالي تصفها بأنها ''قطعة مرمية من الجنة''. وهذا ما شوقنا لزيارة هذه الجزيرة، التي يمثل الهندوس غالبية سكانها، والمسلمون فيها أقلية إلى درجة أنك لا تكاد تجد أي مسجد أو أي شيء يدل على الإسلام في بالي، سوى أنها جزء من بلد مسلم. ولهذا الأمر حكايتان: الأولى تاريخية والثانية سياسية.
فأما التاريخية فلأن الإسلام عندما انتشر في أندونيسيا، وفتح المسلمون مناطق منها، فر الهندوس إلى جزيرة بالي واحتموا بها، فأعطاهم المسلمون الأمان، ولم يهاجموهم فيها، فصارت بالي مدينة خالصة للهندوس. أما السبب السياسي فيعود إلى رغبة السلطات الأندونيسية في جعل بالي جزيرة سياحية وأثـرية، لما تزخر به من معابد كثيرة وتراث وعادات وتقاليد مختلفة عن بقية أرجاء أندونيسيا، تجذب السياح الأستراليين خاصة، والغربيين بكثافة، وتأسرهم تلك الروائع الثقافية الغارقة في القدم. وسألت أحد الأندونيسيين المسلمين إن كان هناك هندوس في جزيرة بالي اعتنقوا الإسلام خلال السنوات الأخيرة، فقال: ''من النادر أن تجد هندوسيا في بالي يعتنق الإسلام، لأن الهندوسية هناك ليست مجرد ديانة وفقط، بل هي مال وتجارة وسياحة''. وأضاف ''تمثال صغير يتطلب من صاحبه شهرين قبل الانتهاء من نحته''، لذلك فتجار ''التماثيل يجنون ثـروة طائلة من بيعها''، وكلما كبر حجم التمثال كلما طالت مدة إنجازه وارتفع سعره. ذهبنا في صباح الغد إلى أحد المنتجعات السياحة الساحرة، الذي لا يتميز فقط بشاطئه النقي الذي تمتزج فيه زرقة البحر بخضرة أشجار جوز الهند، بل أيضا بتنوع نشاطاته الرياضية والترفيهية. ونظرا لغلاء أسعار دخول هذه المنتجعات فلا تجد فيها سوى السياح الغربيين، وعددا قليلا من أثرياء الخليج. واستفسرت مسؤولة في هذا المنتجع عن هذا السر، فأوضحت لـنا أن العرب والخليجيين يرفضون أن يلمس المدربون، والمشرفون على هذه الألعاب التي تحتاج إلى مساعدة نظرا لخطورتها، نساءهم، مشيرة إلى أن المنتجع يقدم 20 نشاطا ترفيهيا، مثل الغوص في أعماق البحر، والطيران بالمظلة بواسطة الزورق فوق سطح البحر.
فضلنا تجربة الغوص في أعماق البحر لما فيها من إثارة ومغامرة، فارتدينا لباس الغوص وركبنا زورقا أخذنا إلى قاعدة بحرية عائمة تبعد عن الشاطئ بضعة مئات من الأمتار، ومع ذلك فالبحر لم يكن عميقا جدا وهي إحدى مميزات جزيرة بالي، وهناك وضعنا أحزمة متينة بها كتل حديدية ثقيلة، حتى لا نطفو على السطح عند الغوص، ونزلنا إلى الماء عبر سلم حديدي، وقبل أن نغوص وضعوا على رؤوسنا خوذات زجاجية مربوطة بأنابيب مطاطية للتنفس، في حين ارتدى مرافقونا بذلات غطس مع قارورات أوكسجين. مشينا في عمق البحر ممسكين بأنابيب حديدية كانت معدة مسبقا حتى لا يجرفنا التيار، ووجدنا صعوبة في التحرك بحرية أو السباحة بمرونة، نظرا للأثقال الموجودة في الأحزمة. لكننا عندما وصلنا إلى الحيد المرجاني، وأخرجنا الخبز المبلل من أكياس صغيرة، قدمت لنا مسبقا، تجمعت حولنا أسماك مختلفة الأشكال والألوان، وأخذت تأكل الخبز من أيدينا دون خوف، في منظر توّحد فيه الله لروعة خلقه.
خليجيون يفضّلون جبل بنشوك لبرودته.. أم لزواج المتعة؟
تعرفنا في بالي على شابين من السعودية، أخبراني أن السعوديين يفضلون زيارة جبل ''بنشوك'' نظرا لجوه البارد والمنعش، لأن جاكرتا لا تستهويهم كثيرا نظرا لجوها الحار، والخليجيون أصلا يريد قضاء عطلهم بعيدا عن الحرارة التي تميز بلدانهم. إلا أن صديقا أندونيسيا أكد لي أن الخليجيين يفضّلون جبل ''بنشوك'' نظرا لانتشار زواج المتعة به. كما كانت لنا فرصة لزيارة مدرجات الأرز المصنفة من طرف منظمة اليونسكو، وهي عبارة عن أخدود يخترقه وادي وعلى أطرافه حقول الأرز وأشجار جوز الهند. وقبل مغادرتنا جزيرة بالي حضرنا حفل توقيع اتفاقية إطار ما بين وكالات سياحية جزائرية وأخرى أندونيسية لتشجيع النشاط السياحي بين البلدين. ولفت انتباهي في كلمة ممثل الوكالات الأندونيسية الحديث عن وجود عدد كبير من الأندونيسيين من أتباع الطريقة التيجانية، التي يوجد مركزها بالجزائر في عين ماضي بالأغواط. وعندما زار شيخ التيجانيين أندونيسيا حضر خطبته آلاف الأندونيسيين من أتباع الطريقة. كما زار بعض أتباع التيجانية في أندونيسيا الجزائر مؤخرا، رغم بعد المسافة، في إطار ما يعرف بالسياحة الدينية.
مصانع للطائرات الحربية والمدرعات والبوارج
http://www.elkhabar.com/ar/files.php?file=3_524123240.jpgمن بالي توجهنا إلى مدينة سورابايا، الواقعة في جزيرة جاوا بالطائرة، وتم استقبالنا في مصنع ''بيتيبال'' لبناء السفن التجارية والحربية وناقلات النفط العملاقة. وقدمت لنا مختلف الشروحات حول أنواع السفن التي تنتجها هذه الشركة، التي أبدت رغبتها في تصدير منتجاتها، المدنية منها والعسكرية، إلى الجزائر، بعد اتفاق حكومتي البلدين على ذلك. كما سُمح لنا بالتجول في مختلف أرجاء الميناء، والتعرف على مراحل بناء السفن. ونظرا لشساعة الأراضي الأندونيسية اضطررنا للتنقل بالطائرة من سورابايا إلى العاصمة جاكرتا، ومنها بالسيارة إلى باندونغ، أين توجهنا إلى مصنع المدرعات الحربية ومدافع الهاون والأسلحة الخفيفة، حيث تصدر أندونيسيا كميات من الأسلحة الخفيفة ذات التقنية الغربية، في حين أن لديها طلبيات من ماليزيا لشراء المدرعات التي استعملها الجيش الأندونيسي في لبنان، ضمن قوات اليونيفل لحفظ السلام. وقد عاينا إحدى المدرعات حاملة الجنود، والتي يمكن أن تحمل مدفعا رشاشا. بالمقابل لا تصنع أندونيسيا الدبابات لحد الآن، كما قمنا بتجريب بندقية قنص في ميدان رماية. وغير بعيد عن مصنع المدرعات كان لنا لقاء مع صوني صالح إبراهيم، الرئيس المدير العام لمركز تصنيع الطيران الأندونيسي، الذي قدم لنا شروحات حول مختلف أنواع الطائرات المدنية، والتي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية في نقل الجنود والمعدات. وكشف لنا عن رغبة شركة ''بينداد'' الأندونيسية في الشراكة مع الجزائر لتصنيع طائرة نقل متوسطة الحجم، ويمكن أن يقام المصنع في الجزائر وتساهم أندونيسيا في نقل تكنولوجيا صناعة الطائرات إلى الجزائر. وأشار صالح إبراهيم إلى أن الحكومة الجزائرية أرسلت بإطار إلى الشركة للاطلاع على قدراتها، حيث تعاني من نقص في السيولة المالية، كما واجهت مشاكل فساد في وقت سابق، فضلا عن رفض الولايات المتحدة بيع آلات خاصة لتصنيع أجنحة الطائرات، بسبب تحفظات واشنطن حول حقوق الإنسان في أندونيسيا، ما جعل نشاط الشركة يتقلص، رغم أنها صدرت كثيرا من منتجاتها إلى عدة بلدان، على غرار كوريا التي صنعت طائرة رئيسها في أندونيسيا، كما تصنع الشركة جزءا من جناح طائرة الأيرباص العالمية.
الجمعة 12 أكتوبر 2012 أندونيسيا: مبعوث ''الخبر'' مصطفى دالع
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_large_img/indnoucia__572911122.jpg
يبدي عدد كبير من الأندونيسيين، خاصة من أتباع الطريقة التيجانية الذين يعدون بالملايين، رغبة في زيارة الجزائر، كونها تمثل للتجانيين مركزا عالميا للطريقة التيجانية، بما أن مؤسس الطريقة من مواليد عين ماضي بولاية الأغواط. وقد زار الجزائر، منذ أشهر، 15 أندونيسيا، وأبدت شركات سياحة أندونيسية رغبتها في إيفاد أعداد أكبر من الأندونيسيين إلى الجزائر، بعدما انبهروا لطبيعتها الجذابة وطقسها المعتدل، وثلوجها المنعدمة في بلادهم.
الجزائر بالنسبة للأندونيسيين ليست فقط بلد المسلمين ومركز الطريقة التيجانية واللغة العربية التي يحبونها، بل هي أيضا بلد التجارة والاستثمار. ويقول رجل الأعمال الأندونيسي محمد إلياس مروال: ''لدي رغبة في تدعيم العديد من القطاعات بين البلدين، منها السياحة، إلى جانب التجارة، وهذا راجع لزيارتي إلى الجزائر من أجل التصدير، وبعد القيام بإحصائيات وجدت أن السوق الجزائري يفتقد لنحو 140 نوع من المنتوجات المتوفرة في السوق الأندونيسية. وقال مروال مندهشا: ''الجزائريون كلهم مسلمون، لذلك أرى أن هناك توافقا بيننا. فلما زرت الجزائر قلت إنه بلدي الثاني، لأنه لا يوجد اختلاف ثقافي بيننا، فالدين الإسلامي يجمع بين البلدين، وهذا ما يجعل العلاقة قوية بين الشعبين''. وأندونيسيا ليست فقط أكبر بلد إسلامي من حيث السكان، الذين يتجاوز عددهم 140 مليون نسمة، أو ما يعادل ستة مرات ونصف عدد سكان الجزائر، بل هي أيضا أبعد بلد إسلامي عن الجزائر، إذ تقع في أقصى جنوب شرق آسيا، وتتناثر جزرها الـ17 ألف على المحيط الهادي مُشكّلة أكبر أرخبيل جزر في العالم، يضم خمسة آلاف جزيرة مهجورة، حيث قام أحد رجال الأعمال الغربيين باستثمار إحداها وحوّلها إلى منتجع سياحي ساحر. ويبلغ عرض هذا الأرخبيل العملاق خمسة آلاف كيلومتر، يضم ثلاث حزم ساعية، على عكس الجزائر التي لا يختلف فيها التوقيت في الطارف عنه في تندوف، رغم أن مساحة أندونيسيا أقل بقليل فقط من مساحة الجزائر، وهذا راجع لأن الجزائر ممتدة طولا، في حين أن الحزم الساعية تزداد عرضا.
''الخبر'' توجهت إلى بلاد ''الواق واق'' لاكتشاف روائع هذا النمر الأسيوي، والمفارقات العجيبة التي كثيرا ما سمعنا بها في الجزائر دون أن نراها، وسنكتشفها معا في هذا الاستطلاع..
هؤلاء الجزائريون.. أوروبيون وليسوا أفارقة!!
قبل وصولنا إلى مطار جاكارتا، بعد عشر ساعات من الطيران انطلاقا من الدوحة، وست ساعات قبله من الجزائر إلى مطار الدوحة، واجهتنا مطبات هوائية عنيفة، ورغم متانة الطائرة القطرية، إلا أنها بدت كريشة فوق بحر عُجاج، خاصة وأن السماء كانت تمطر حينها بغزارة، ولحظتها تبادر إلى ذهني الطائرة الروسية التي سقطت في أندونيسيا قبل نحو شهرين وقتل فيها عدد من الصحافيين. كما سمعت، عند وصولنا إلى المطار، أن أندونيسيا تشهد كل عام http://www.elkhabar.com/ar/files.php?file=2indonisia__409547257.jpgحادثين، على الأقل، لسقوط الطائرات، نظرا لطبيعة المناخ الاستوائي المعروف بغزارة أمطاره وعواصفه الشديدة.
كما تذكرت، قبل نحو يومين من سفرنا إلى جاكرتا، أنني قرأت في وكالة إخبارية بأن زلزالا ضرب أندونيسيا ذلك اليوم، وتبادر إلى ذهني التسونامي الذي ضرب أندونيسيا في 2008 و2010، وخلّف مئات القتلى وآلاف المتضررين، لكن كل هذه الأمور لم تثبط من عزيمتي، بل زادتني شوقا وإثارة لاكتشاف هذا البلد الآسيوي المعروف بغاباته الاستوائية ''الفردوسية''.
وفي مطار جاكرتا قمنا بتحويل العملة الصعبة التي لدينا، واندهشنا لما علمنا أن 1 أورو يساوي 11700 روبية أندونيسية، لكن ضعف قيمة الروبية لا يعني أن الأسعار منخفضة. وخارج المطار كانت السماء تمطر، بالرغم من أن الجو كان دافئا ليلا. وعلمت فيما بعد أن أندونيسيا ليس بها سوى فصلين فقط، وهما فصل الأمطار وفصل غير ممطر، فكان الأمر غريبا جدا ومختلفا بالنسبة لنا، على اعتبار أننا نعيش الفصول الأربعة في الجزائر. وأخبرني صديق أندونيسي أن منظر الثلوج في الجزائر يثير إعجابهم بشكل كبير، خاصة وأن الثلوج نادرة عندهم إلا في مناطق جبلية بعيدة، بالنظر للمناخ الاستوائي الحار والمشبع بالرطوبة العالية. كما أخبرني عن حادثة طريفة حصلت له مع بعض أصدقائه، الذين تساءلوا عن سبب اختياره لدولة إفريقية للدراسة بها، لاعتقادهم أن الجزائريين من الأفارقة السود، فلما زاروا الجزائر اندهشوا من البشرة الجزائرية، وعلقوا هؤلاء أوروبيون وليسوا أفارقة.
جاكارتا.. ''لوس أنجلس آسيا''
أول ما يلفت انتباهك في العاصمة الأندونيسية جاكارتا، كثـرة ناطحات السحاب والبنايات الشاهقة والفخمة ومراكز تجارية وأعمال زجاجية تعلوها، ليلا، يافطات إشهارية ضوئية لكبريات الماركات العالمية والمحلية. ما يعطي انطباعا بأن أندونيسيا قطعت أشواطا هامة في التطور العمراني على الطريقة الحديثة، على غرار أشهر المدن العالمية، مثل لوس أنجلس ونيويورك وطوكيو وسيول.
في الصباح الباكر توجهنا إلى وزارة الخارجية لأخذ تصاريح صحفية، ولفت انتباهنا كثـرة الاخضرار في جاكارتا، ففي كل مكان تجد أشجار ونباتات بشكل كثيف وكأنها مدينة ولدت وسط غابة استوائية، كما أن شوارع المدينة كانت، في العموم، نظيفة، خاصة في الشوارع الراقية. والغريب أن الطريق كانت مزدحمة بأعداد كبيرة جدا من راكبي الدراجات النارية، وكأنك في مهرجان لسباق الدراجات، إذ أن الدراجات النارية في المتناول نظرا لأسعارها، مقارنة بالسيارات، والأهم من ذلك أنها ''عملية'' في فترات ذروة الازدحام، في مدينة بها 20 مليون ساكن أو ما يزيد عن نصف سكان الجزائر، إذ تجد أن العائلة الواحدة قد تمتلك خمس دراجات نارية، حيث أصبحت جزءا من الثقافة الأندونيسية العصرية، وليست مقتصرة فقط على العاصمة جاكارتا لوحدها فقط.
إلا أن من الآثار السلبية لانتشار الدراجات النارية بالملايين، في العاصمة جاكارتا، هو التلوث البيئي الذي يحدثه الدخان الصادر من محركاتها، إلى درجة أنك تلاحظ العديد من الدراجين يضعون كمامات على وجوههم، وحتى بعض أفراد شرطة المرور بسبب شدة التلوث الذي يسبب سرطان الرئة. ومن أروع الأشياء الجميلة التي زرناها في جاكرتا ''منتزه أنجول''، الذي يعرض فيها أكثـر من 5 آلاف نوع من الأنواع البحرية، وكأنك أمام حوض مائي زجاجي ضخم، أو أنك في فقاعة هوائية داخل قاع البحر، حيث تشاهد أمامك أنواعا وألوانا مختلفة من الأسماك والكائنات البحرية، وتتمتع أكثـر عندما تدخل نفق زجاجي وتحاصرك الأسماك من كل جانب، وخاصة من الأعلى إذ اعتدنا أن ننظر إلى الأسماك أسفل منا وليس العكس.
7 ملايين سائح يزورون أندونيسيا
خلال هذه الزيارة استقبلتنا وزيرة السياحة الأندونيسية، ماري بانجيستو ايلكا، بمقر الوزارة الذي هو، في حد ذاته، تحفة معمارية. وكشفت لنا السيدة الوزيرة أن عدد السياح الذين توافدوا في 2011 على أندونيسيا بلغ 7 ملايين سائح، وتطمح أندونيسيا لرفع هذا الرقم إلى 10 ملايين سائح في السنوات المقبلة، حيث تقدر عائدات السياحة بنحو 4,8 مليار دولار، وهذا ما يجعل السياحة من أهم القطاعات المدرة للعملة الصعبة. وأضافت الوزيرة أن السياحة في بلادها سجلت نسبة نمو تقدر بنحو بنسبة 3, 9%، وهي تفوق نسبة النمو الاقتصادي العام الذي يقدر بـ6%.
وقد زرنا في العاصمة جاكرتا مراكز تجارية ومراكز أعمال في شكل ناطحات سحاب، كما كانت لنا زيارة لمركز لإنتاج الطاقة الكهربائية في أندونيسيا، تابع لشركة ''برتمينا'' العملاق الطاقوي، الذي يشبه سوناطراك أو سونلغاز في الجزائر.
بالي.. جزيرة الهندوسhttp://www.elkhabar.com/ar/files.php?file=1indonisia_819783386.jpg
قبل سفرنا إلى أندونيسيا أخبرنا السفير الأندونيسي في الجزائر، أحمد نيعم سليم، مقولة عن جزيرة بالي تصفها بأنها ''قطعة مرمية من الجنة''. وهذا ما شوقنا لزيارة هذه الجزيرة، التي يمثل الهندوس غالبية سكانها، والمسلمون فيها أقلية إلى درجة أنك لا تكاد تجد أي مسجد أو أي شيء يدل على الإسلام في بالي، سوى أنها جزء من بلد مسلم. ولهذا الأمر حكايتان: الأولى تاريخية والثانية سياسية.
فأما التاريخية فلأن الإسلام عندما انتشر في أندونيسيا، وفتح المسلمون مناطق منها، فر الهندوس إلى جزيرة بالي واحتموا بها، فأعطاهم المسلمون الأمان، ولم يهاجموهم فيها، فصارت بالي مدينة خالصة للهندوس. أما السبب السياسي فيعود إلى رغبة السلطات الأندونيسية في جعل بالي جزيرة سياحية وأثـرية، لما تزخر به من معابد كثيرة وتراث وعادات وتقاليد مختلفة عن بقية أرجاء أندونيسيا، تجذب السياح الأستراليين خاصة، والغربيين بكثافة، وتأسرهم تلك الروائع الثقافية الغارقة في القدم. وسألت أحد الأندونيسيين المسلمين إن كان هناك هندوس في جزيرة بالي اعتنقوا الإسلام خلال السنوات الأخيرة، فقال: ''من النادر أن تجد هندوسيا في بالي يعتنق الإسلام، لأن الهندوسية هناك ليست مجرد ديانة وفقط، بل هي مال وتجارة وسياحة''. وأضاف ''تمثال صغير يتطلب من صاحبه شهرين قبل الانتهاء من نحته''، لذلك فتجار ''التماثيل يجنون ثـروة طائلة من بيعها''، وكلما كبر حجم التمثال كلما طالت مدة إنجازه وارتفع سعره. ذهبنا في صباح الغد إلى أحد المنتجعات السياحة الساحرة، الذي لا يتميز فقط بشاطئه النقي الذي تمتزج فيه زرقة البحر بخضرة أشجار جوز الهند، بل أيضا بتنوع نشاطاته الرياضية والترفيهية. ونظرا لغلاء أسعار دخول هذه المنتجعات فلا تجد فيها سوى السياح الغربيين، وعددا قليلا من أثرياء الخليج. واستفسرت مسؤولة في هذا المنتجع عن هذا السر، فأوضحت لـنا أن العرب والخليجيين يرفضون أن يلمس المدربون، والمشرفون على هذه الألعاب التي تحتاج إلى مساعدة نظرا لخطورتها، نساءهم، مشيرة إلى أن المنتجع يقدم 20 نشاطا ترفيهيا، مثل الغوص في أعماق البحر، والطيران بالمظلة بواسطة الزورق فوق سطح البحر.
فضلنا تجربة الغوص في أعماق البحر لما فيها من إثارة ومغامرة، فارتدينا لباس الغوص وركبنا زورقا أخذنا إلى قاعدة بحرية عائمة تبعد عن الشاطئ بضعة مئات من الأمتار، ومع ذلك فالبحر لم يكن عميقا جدا وهي إحدى مميزات جزيرة بالي، وهناك وضعنا أحزمة متينة بها كتل حديدية ثقيلة، حتى لا نطفو على السطح عند الغوص، ونزلنا إلى الماء عبر سلم حديدي، وقبل أن نغوص وضعوا على رؤوسنا خوذات زجاجية مربوطة بأنابيب مطاطية للتنفس، في حين ارتدى مرافقونا بذلات غطس مع قارورات أوكسجين. مشينا في عمق البحر ممسكين بأنابيب حديدية كانت معدة مسبقا حتى لا يجرفنا التيار، ووجدنا صعوبة في التحرك بحرية أو السباحة بمرونة، نظرا للأثقال الموجودة في الأحزمة. لكننا عندما وصلنا إلى الحيد المرجاني، وأخرجنا الخبز المبلل من أكياس صغيرة، قدمت لنا مسبقا، تجمعت حولنا أسماك مختلفة الأشكال والألوان، وأخذت تأكل الخبز من أيدينا دون خوف، في منظر توّحد فيه الله لروعة خلقه.
خليجيون يفضّلون جبل بنشوك لبرودته.. أم لزواج المتعة؟
تعرفنا في بالي على شابين من السعودية، أخبراني أن السعوديين يفضلون زيارة جبل ''بنشوك'' نظرا لجوه البارد والمنعش، لأن جاكرتا لا تستهويهم كثيرا نظرا لجوها الحار، والخليجيون أصلا يريد قضاء عطلهم بعيدا عن الحرارة التي تميز بلدانهم. إلا أن صديقا أندونيسيا أكد لي أن الخليجيين يفضّلون جبل ''بنشوك'' نظرا لانتشار زواج المتعة به. كما كانت لنا فرصة لزيارة مدرجات الأرز المصنفة من طرف منظمة اليونسكو، وهي عبارة عن أخدود يخترقه وادي وعلى أطرافه حقول الأرز وأشجار جوز الهند. وقبل مغادرتنا جزيرة بالي حضرنا حفل توقيع اتفاقية إطار ما بين وكالات سياحية جزائرية وأخرى أندونيسية لتشجيع النشاط السياحي بين البلدين. ولفت انتباهي في كلمة ممثل الوكالات الأندونيسية الحديث عن وجود عدد كبير من الأندونيسيين من أتباع الطريقة التيجانية، التي يوجد مركزها بالجزائر في عين ماضي بالأغواط. وعندما زار شيخ التيجانيين أندونيسيا حضر خطبته آلاف الأندونيسيين من أتباع الطريقة. كما زار بعض أتباع التيجانية في أندونيسيا الجزائر مؤخرا، رغم بعد المسافة، في إطار ما يعرف بالسياحة الدينية.
مصانع للطائرات الحربية والمدرعات والبوارج
http://www.elkhabar.com/ar/files.php?file=3_524123240.jpgمن بالي توجهنا إلى مدينة سورابايا، الواقعة في جزيرة جاوا بالطائرة، وتم استقبالنا في مصنع ''بيتيبال'' لبناء السفن التجارية والحربية وناقلات النفط العملاقة. وقدمت لنا مختلف الشروحات حول أنواع السفن التي تنتجها هذه الشركة، التي أبدت رغبتها في تصدير منتجاتها، المدنية منها والعسكرية، إلى الجزائر، بعد اتفاق حكومتي البلدين على ذلك. كما سُمح لنا بالتجول في مختلف أرجاء الميناء، والتعرف على مراحل بناء السفن. ونظرا لشساعة الأراضي الأندونيسية اضطررنا للتنقل بالطائرة من سورابايا إلى العاصمة جاكرتا، ومنها بالسيارة إلى باندونغ، أين توجهنا إلى مصنع المدرعات الحربية ومدافع الهاون والأسلحة الخفيفة، حيث تصدر أندونيسيا كميات من الأسلحة الخفيفة ذات التقنية الغربية، في حين أن لديها طلبيات من ماليزيا لشراء المدرعات التي استعملها الجيش الأندونيسي في لبنان، ضمن قوات اليونيفل لحفظ السلام. وقد عاينا إحدى المدرعات حاملة الجنود، والتي يمكن أن تحمل مدفعا رشاشا. بالمقابل لا تصنع أندونيسيا الدبابات لحد الآن، كما قمنا بتجريب بندقية قنص في ميدان رماية. وغير بعيد عن مصنع المدرعات كان لنا لقاء مع صوني صالح إبراهيم، الرئيس المدير العام لمركز تصنيع الطيران الأندونيسي، الذي قدم لنا شروحات حول مختلف أنواع الطائرات المدنية، والتي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية في نقل الجنود والمعدات. وكشف لنا عن رغبة شركة ''بينداد'' الأندونيسية في الشراكة مع الجزائر لتصنيع طائرة نقل متوسطة الحجم، ويمكن أن يقام المصنع في الجزائر وتساهم أندونيسيا في نقل تكنولوجيا صناعة الطائرات إلى الجزائر. وأشار صالح إبراهيم إلى أن الحكومة الجزائرية أرسلت بإطار إلى الشركة للاطلاع على قدراتها، حيث تعاني من نقص في السيولة المالية، كما واجهت مشاكل فساد في وقت سابق، فضلا عن رفض الولايات المتحدة بيع آلات خاصة لتصنيع أجنحة الطائرات، بسبب تحفظات واشنطن حول حقوق الإنسان في أندونيسيا، ما جعل نشاط الشركة يتقلص، رغم أنها صدرت كثيرا من منتجاتها إلى عدة بلدان، على غرار كوريا التي صنعت طائرة رئيسها في أندونيسيا، كما تصنع الشركة جزءا من جناح طائرة الأيرباص العالمية.