المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة الى تركيا تكشف بداية خيوط عن العقيد رياض الأسعد



عباس الابيض
10-08-2012, 09:13 AM
Sunday, October 07, 2012


http://alkhabarpress.com/wp-content/uploads/2012/06/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%AF.jpg

قد تأتي مقاطع من الكتابة عن العقيد رياض الأسعد لا تعجب النظام السوري لكننا نلتزم الأمانة الصحافية كما حصل معنا حرفياً وعلى كل حال اصبح صدر النظام السوري واسع يتّسع للكثير من الحرية.

يكبر يوم بعد يوم سرّ العقيد رياض الأسعد، وتدور إشاعات كثيرة عنه، منهم من يقول انه قتل في حلب وآخرون يقولون انه معتقل في السجون التركية وآخرون يقولون انه أصبح في الداخل السوري وفي مركز سري في قيادة الجيش السوري الحر داخل سوريا، وآخرون يقولون انه انتحر.
أسرار كثيرة حول العقيد رياض الأسعد.

وقررنا استئجار طائرة خاصة من مطار بيروت الى مطار هاتاي في تركيا حيث المدينة جميلة وحركة المطار غير كبيرة.

وصلنا أمام الأمن العام التركي فأعطى الإذن بالدخول على أساس ان اللبناني لا يحتاج الى تأشيرة دخول الى تركيا لكن الوجوه عابسة وغليظة في تركيا لدى المسؤولين.

خرجنا من المطار وذهبنا الى الفندق وهو فندق غير مشهور لأننا لا نريد أن نثير الشبهات والتساؤلات أو لقاء نواب من تيار «المستقبل» كعقاب صقر الموجود هناك أو غيره.

جلسنا في الفندق القديم على أطراف هاتاي وخطتنا معرفة مصير رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر. في الصالون الداكن داخل الفندق التقينا بشاب مغربي وكانت ملامحه العربية ظاهرة عليه وتكلم باللغة العربية مع رفيقه لكنه ظهر انه يتكلم الفرنسية اكثر وأكثر.

طلبنا منه نبيذاً وبعض المأكولات وجلسنا الى الطاولة نحن الاثنين نفتش عن رياض الأسعد اللغز الدولي من موسكو الى واشنطن الى أوروبا الى العالم العربي كله.

وعن طريق المزاح سألت عامل الفندق هل العقيد رياض الأسعد يستأجر غرفة عندكم، فأجابني بالمزاح أيضاً نعم انه في الطابق الثاني، ثم أكمل كلامه وقال كان يأتي دائماً الى هنا مع 4 ضباط ويتناولون الأكل والطعام المعزز باللحوم، وكان دائماً يضحك وكان ودوداً وقريباً منا وكان كريماً بالمال يقدم مساعدة لكل من خدمه على الطاولة.

سألته انك تتكلم عنه وكأنك تحبه فقال «نعم اني أحبه لأني ضد النظام السوري». لم نرد أن ندخل في السياسة وانتظرت ان يبتعد قليلاً عن الطاولات لأقول له انا مستعد ان أعطيك المال الذي تحتاجه اذا كنت تستطيع إرشادي الى معلومات أو الى مكان وجود العقيد رياض الأسعد.

تطّلع خلفه وقال لي هنالك مخابرات تركية تنظر نحونا اطلب مني الأكل ولائحة الطعام، ولاحقاً نتكلم في الغرفة لكن الآن يجب أن تعود الى الطاولة وهكذا حصل.

طلبنا الطعام نحن الاثنين وبدأنا تناول المأكولات وجلس قبالتنا رجلان وهما الذي قال عنهما انهما من المخابرات التركية وقام احدهما بسؤالي منذ متى أنت هنا فقلت له منذ ساعتين، وتابع من أين تأتي؟ قلت له من لبنان، ماذا تفعل؟ أجبته بأني صحافي، طلب البطاقة الصحافية وجواز السفر فتأكد منهما وبعد ربع ساعة غادر المكان هو ورفيقه لأنهي تناولي الطعام واذهب الى الغرفة.

وأعطيت الإشارة الى الخادم ففهم المغربي دون أن يقول كلمة ودون ان أناديه بل من خلال نظرة.

بعد خمس دقائق دخل الغرفة وهو يحمل عدة تنظيفات وكأنه يريد تنظيفها، قال لي أحتاج ألف دولار وطبعاً أفضل ألف يورو فناولته ألف يورو، فتعجّب مني وقال لم تطلب مني اي شيء وتعطيني ألف يورو؟ أنا راتبي هنا 70 يورو بالشهر، فقلت له ساعدني بالوصول الى الأسعد ولا تسأل عن المال.
قال لي ان الأسعد أحياناً يأتي الى الفندق مع عائلته ويجلس مكانه وأحياناً يأتي مع ضباط عسكريين لابساً البدلة العسكرية للجيش الحر أو غيره.

قلت له متى جاء آخر مرة لزيارتكم قال منذ 3 أيام من إعلانه أن القيادة للجيش السوري الحر ستنتقل الى الداخل.

فقلت له هل رأيته مرتاح عندما حضر منذ 3 أيام، قال لي لأول مرة رأيته حزيناً وغاضباً الى حدّ ما خاصة أن أكثر من 10 عناصر من المخابرات التركية كانت متواجدة في الفندق لمراقبته مع ان لديه مرافقة سورية ـ تركية لحمايته، مؤلفة من 15 رجلاً لكن المخابرات التركية تعمل بمعزل عنه.

أخبرني الخادم ان الأسعد كان متضايقاً جداً وقال لي انه كلما جاءته مكالمة وقام ليتحدث على انفراد تقترب المخابرات التركية لتستمتع اليه. قلت له، متى آخر مرة جاء؟

قال الثالثة فجراً وسهر حتى الصباح، وقال انه يحب الفندق لأن مديرة الفندق اسمها ناديا وهي سورية وتمزح معه وكان قريباً جداً منها ويتكلم احياناً معها ساعة أو ساعتين، فيما المخابرات التركية تغلي ولا تعرف ما يدور من حديث لأنه يجلس على طاولة بعيدة ولكن المخابرات كانت تأتي الى ناديا ويطرحون عليها عشرات الأسئلة عن الأسعد ولكني لا اعرف ماذا كانت تجيب الآنسة ناديا ولكنها كانت تعرف كيف تنهي الحديث معهم دون مشاكل.

وقلت له هل كان يبقى عندها فقال انه تعشّى مرتين في منزل السيدة ناديا ومنزل زوجها وكان يأتي في الأسبوع اليها مرتين أو ثلاث ويشرب الشاي عندها. لم يكن يعرف أكثر من ذلك، الخادم المغربي وخرج بعدّة التنظيفات من غرفتي فوجد قرب الباب عنصراً من المخابرات التركية فارتجف رعباً وقال له كنت أنظف الغرفة فلم يجبه العنصر التركي ونظر اليّ فقلت له بغضب أنا صحافي أفتش عن مصير رياض الأسعد ولست بمخابرات، لذلك أرجو أن تتركوني اعمل بسلام كصحافي ولن أخرج عن القوانين التركية.

جاء الصباح وفتحت شباك الغرفة التي تطلّ على حديقة جميلة ولكن الفندق صغير مع الحديقة ولكني كنت أتساءل لماذا المخابرات التركية تطوّق كل شيء بتلك الطريقة العنيفة خاصة موضوع رياض الأسعد؟

} الى منزل ناديا؟ }

عند الحادية عشر ذهبنا الى منزل ناديا برفقة الخادم المغربي كما اتفقنا وأعطيته المزيد من المال وعندما سألت ناديا عن الأسعد لم تجب بل بكت وقالت أنا أحببته وكان لطيفاً جداً وأنا لا أريد أن تتكلم في السياسة كثيراً لا عن بقاء النظام أو سقوط النظام، ولكني حزينة جداً لأني لا أعرف شيئاً عنه ولا ماذا حلّ به.

قلت لها كنت تجلسين ساعات معه وحديثكم عميق وتتكلمون عن كل شيء، فهل تسمحين لي أن أسألك ماذا كان يدور من حديث بينكما؟ فنظرت اليّ وبكت وطلبت من زوجها والخادم البقاء في غرفة الجلوس لأنها تريد أن تكلمني وقالت لي أنا اعشق اللبنانيين وأحبهم ووجهك يدلّ على البراءة والصدق واستطيع التكلم معك.

دار حديث هامس بيننا ثم جاء زوجها وقال ان سيارة مخابرات تركية موجودة أمام المنزل، فقالت فلتأتِ سيارة المخابرات ولا يهمني أنا سورية تحت احتلال تركي ولو مرّ زمن طويل.

تهامست معها بالحديث وقلت لها اين رياض الأسعد وكيف استطيع ان أعرف آخر أخباره فسكتت أكثر من 5 دقائق ولم تتكلم ثم بكت مرة جديدة ومسحت دموعها وقالت اني حزينة على فقدان رياض منذ كان شاباً وسيماً بريئاً بعيداً عن العنف وعلى الرغم من انه قائد للجيش الحر ولكنه طبيعياً وقريباً من كل الناس، فقلت لها، ناديا هل تريدين أن تفتحي لي قلبك؟ قالت نعم، قلت أخبريني أين الأسعد؟

فقالت لا أعلم عنه شيئاً كان هنا منذ 3 أيام وسهر كل الليل وكنا نتكلم كل الوقت وكنا وحدنا وكان الليل يتحدث معنا بسكونه وظلامه، قلت لها ماذا قال لك؟

فقالت: لعن ساعة الحرب في سوريا، لعن حوادث القتل والذبح، لعن الفتنة في سوريا، وكان يقول: لماذا حصل ذلك، لماذا لا نجد حلاً للأمور؟

يجب حل مشكلة سوريا بطريقة أخرى وأن لا تموت الناس هكذا على الطرقات ولا أن يتم قتل المقاتلين من الجيش الحر ولا من الجيش النظامي حتى ان العقيد الأسعد حينما جاؤوا اليه بجثمان ضابط سوري قتلوه وجاؤوا به الى تركيا لأن عائلته من اللاجئين هناك حضر الأسعد بنفسه وقدم له التحية العسكرية.

قلت لها ماذا عن علاقته بالأتراك، قالت سيئة، قلت لها كيف ذلك، اشرحي لي، فقالت كانوا يريدون ان يعطوه أوامر دائماً كان يغضب من ذلك وكان عليه ان لا يتحرك دون اذن منهم وكان عليه ان لا يتكلم بجهاز سوري بل بواسطة جهاز تركي، وقال لها لم استعمل الهاتف الا مرتين عندما تكلمت مع والدي ووالدتي، سكون وذهول وسكون وأنا أريد أن اعرف شيئاً من الأسعد قالت لي سنذهب من الباب الخلفي كي لا ترانا المخابرات التركية، قالت سنزور ضابط سوري متقاعد وهو في هاتاي منذ عشر سنوات ولكن المخابرات تملأ المنطقة واذا سألك أحدهم اي شيء اترك لي الحديث كي أتحدث مع المخابرات التركية.

ثم قالت لي انه بعد سقوط الطائرة التركية اجتمع الأسعد مع ضباط أتراك فأسمعوه كلاماً سيئاً وكأنه ليس قائد للجيش السوري الحر وقالوا له نحن سمك القرش في تركيا وأنتم سمك السردين في سوريا فحفرت تلك الكلمة في قلبه وعقله وحزن كثيراً وقال نحن نموت من اجل قضية ولا علاقة لنا بأصناف الأسماك.

ثم قطع جلسته مع الأتراك ونزل مكتبه في الطابق السادس.

} الوصول الى المزرعة }

قلت لها هل بعيدة المزرعة التي يملكها الضابط المتقاعد السوري قالت وصلنا. وبالفعل وصلنا ورأيت رجلاً في السبعين سنة من عمره يعمل في المزرعة ويشرف على كل شيء مع العمال فرحّب بنا وبعد دخولنا صالون المنزل أو المزرعة قلت له أنا لن أكون خبيثاً معك ولا أريد إطالة الكلام واعذرني على اختصاري لكل شيء، أنا جئت من لبنان الى هاتاي لمعرفة مصير رياض الأسعد.

فارتسمت على وجهه إشارات جدية وقال انسى هذا الموضوع وعد الى لبنان نحن تحمّلنا منهم ما لم يتحمله أحد وأنا أنصحك بالابتعاد عن موضوع رياض الأسعد.

قلت له لن أبتعد ولو كلفني ذلك حياتي فقال انت تصرّ على ذلك فقلت له نعم وأكثر من نعم.

قال مشكلة الأسعد قلبه فهو ليس خبيثاً ومشكلته انه طيب القلب وكان يصدّق الأتراك الذين كانوا يعاملونه باستبداد، قلت له واين تعتقد انه الآن؟

قال أنا اعتقد انه في الأحراش في مكان ما بين سوريا وتركيا وعلى الأرجح في مغاور جبل الزاوية وهو يحاول أن يبني قيادته هناك ليكمل صراعه مع الجيش السوري النظامي ولكن أريد أن أقول لك وصدّقني أن العقيد الأسعد يريد العودة الى الجيش السوري النظامي انما كان يقول يجب أن تحصل بعض التغييرات ولا يجب ان يعاملوننا هكذا وان يحصل تميز بين ضابط وضابط. قال لي قبل يومين من غيابه جمع كل أغراضه وحضر معه فرقة من مئتي مقاتل فتدخل الجيش التركي قائلاً ماذا تفعل يا عقيد رياض؟ فقال لهم لقد قررت الدخول الى الداخل السوري وإقامة قيادتي هناك وأقول لك ان رياض الأسعد لا يكذب بل قال الحقيقة حينما قال سأدخل الى الداخل السوري.

} رياض الأسعد و200 جندي }

قلت له ماذا تعرف اكثر من ذلك قال انه يعلم انه عند الصباح قام العقيد الأسعد مع 200 جندي وأدّوا صلاة الفجر في باحة قيادة الجيش السوري الحر بعد أن أخذوا كل أمتعتهم وأسلحتهم وبعد صلاتهم ساروا على الأقدام باتجاه الحدود السورية التركية. فقلت له اذاً الخبر صحيح انه في الداخل السوري، فلم يجبني، أعدت عليه السؤال فلم يجبني، بكت ناديا وقالت لماذا كل هذا العذاب يحصل في صفوف الشعب السوري، سواء كنا معارضين أو موالين، لماذا نقع تحت الاحتلال العثماني التركي؟

هنا لا يسمحوا لنا بتسمية أولادنا أسماء عربية، ولكن رياض لم يستطع تحمّلهم ولو استطاع ايصال رسالة الى الرئيس بشار الأسد لكان طالب بحل سياسي وأوقف الحرب، رغم أن رياض كان دائماً يقول أرى حتفي قريب وأرى الموت أكثر وأكثر وان أيامي معدودة ورغم انه لم يكن متشائماً كان يقول لي يا ناديا انشاء الله نلتقي في سوريا ويكون السلام عمّ سوريا لكنه رغم كل شيء لم يكن يتحمّل الأتراك ولا يريدهم.

يقول صاحب المزرعة ان هنا اي كلمة اقولها سأدخل السجن التركي ولا أستطيع ان اساعدك بشيء، ولكن سأخدمك خدمة كبيرة يمكنك الذهاب الى رجل اسمه أبو محمد قرب الحدود التركية السورية، فقلت له كيف أصل اليه فقال أنا أدبّر لك السيارة وهناك أنت عليك التحادث مع أبو محمود، واذا سألك مَن الذي أرسلك اليه، قل له انك صحافي أميركي ولا تقل له انك عربي وانت شكلك أجنبي.

بعد ساعتين نقلتنا السيارة الى أحراج وقرى فقيرة ثم وصلنا الى الحدود السورية ومنزل فقير مبني من الحجارة القديمة فقال لي السائق وهو سوري، وعندما نقول سوريين نقصد السوريين الذين احتلتهم تركيا من 1937 وبقوا يتكلمون العربية، وقال لي السائق هنا بيت ابو محمود، فدخلت الى البيت ورأيت جلسة عربية، فرحّب بي أبو محمود وعمره 74 سنة، وقال يا أهلاً بكم يا أهلاً، وكان عليّ أن أجيبه باللغة الانكليزية، فتدخل ابنه وقال ابي لا يتكلم هذه اللغة وسأترجم لكم، قلت له سأقول لكم ما سبق أن قلته سابقاً وأنا صحافي أفتش عن الأسعد، فنقل الابن السؤال الى الأب فوجدت صمت الأب كلياً ولم يكن يريد أن يتكلم أو يجيب وحتى كان يرفض السؤال، ثم طلب من ابنه ان يقول لي ان العقيد الأسعد كان يأتي كل يوم الى الحدود ويشرب الشاي مع المقاتلين واجلس أنا وهو وأعطيه من خبرتي القديمة.

هنا لم يعد بامكاني الاختباء وراء صفة صحافي اميركي فسحبت جوازي وقلت له أنا لبناني، قال أنا لا أستطيع القراءة فسألني من أين في لبنان، فقلت له من جونيه، فقال عندما كنت شاباً كنت اذهب الى هناك، وأعرف المنطقة، فقلت له أريد التكلم معك بانفراد فقال تفضّل، وعبثاً حاولت ان يسير أمامي فرفض فجلسنا في غرفة الجلوس وخرج الإبن وبقينا وحدنا سألته أين رياض الأسعد، قال أين تعتقد انه هو؟ قلت لا اعرف، آخرون يقولون انه اعتُقِل، وآخرون يقولون في تركيا أو في سوريا أو انتحر، فتعجّب قائلاً:

الأسعد لا ينتحر وهو يحب بلاده ورغم انه قائد الجيش الحر كانت أوامره دائماً بعدم المبالغة في القتال. وكانت خطته أن ينتظر على الحدود التركية - السورية سنة كاملة ليرى ماذا سيحصل في سوريا دون أن يشنّ حرباً على النظام، قلت له أين رياض الأسعد الآن؟

قال لي: مرّ على مسافة 50 متراً من هنا مع حوالي 200 مقاتل ثم جاؤوا وطلبوا منا المخابرات التركية الدخول الى المنازل وعدم الخروج، ولاحقاً علمنا انه تم تفرقة الجنود السوريين المئتين، وان المخابرات التركية اعتقلت العقيد الأسعد وقال عرفت انهم اعتقلوه لأنني سمعت صراخاً في الخارج لا نقبل ولا نقبل وكان الحديث يجري من الضباط السوريين الذين يرفضون ان تعتقل المخابرات التركية الأسعد، قلت له ألم يدخل الأسعد الى الداخل قال لا اعلم ولكني اعلم انه في الداخل وعلى الأرجح داخل سجن تركي.

قلت له لماذا تصل الأمور الى هذا الحد؟ قال العقيد الأسعد كان يفضّل أن يتلقّى أمراً من ملازم سوري على أن يتلقّى الأمر من جنرال تركي.

زوجة أم محمود اثناء حفلة الاعتقالات فتحت الشباك قليلاً ونظرت الى الخارج ولم تخف، ثم قالت لأبو محمود اني رأيتهم يأخذون الأسعد ويكبّلون يديه، وكلهم مخابرات تركية.

} اعتقلوا إبني لأنه قام بالتصوير }

عدت الى الفندق ونمت الليل ولكن المخابرات التركية اصبحت كثيرة حول الفندق والطائرة الخاصة موجودة منذ اكثر من 24 ساعة وعليّ أن أعودعند السادسة مساء قالت لي ناديا سلّم على لبنان وأبو محمود قال لي ذات الشيء. ثم قالت أم محمود «ضيعان رياض الأسعد كان آدمي جداً ولا يستحق هذه المعاملة من الأتراك».

اقول هذا وأنا أستعيد آخر اللحظات في منزل أبو محمود فيما كانت السيارة تأخذني من الفندق الى طائرتي الخاصة في مطار هاتاي، وأنا في منزل أبو محمود قلت لهم أطلبوا مني ما تريدون فقالوا نريد سلامتك، حاولت أن أقدم مساعدة مالية فرفضوها ثم بكت أم محمود وقالت لديّ ابن معتقل الآن عند المخابرات التركية منذ اعتقال رياض الأسعد، فقلت لها لماذا؟

قالت لأنه استعمل جهاز الخليوي وقام بالتصوير من داخل النافذة وعندما شعروا بشيء ما جاؤوا الى المنزل وفتشوه ثم اعتقلوا ابني وصادروا الجهاز الخليوي منه وغاب ابني منذ غياب رياض الأسعد. قال أبو محمود نحن في سوريا كنا في سجن ولكن السجن الكبير هو في تركيا. وتابع أنا أريد أن اعتاش وقريتي نصفها في سوريا ونصفها في تركيا.

نظرت الى شقيق المعتقل ابن ابو محمود فقلت له لماذا اعتقلوا اخيك ولم يعتقلوك، فقال اعتقلوني أنا وأخي وفتشوا في جهاز اخي ورأوا صورة اعتقال رياض الأسعد في جهازه أما أنا فلم يجدوا شيئاً معي فتركوني وأدخلوا أخي السجن.

} ممنوع الدخول الى تركيا }

كانت أشجار كبيرة تنتشر في تلك القرية وكنت أريد بأي ثمن قبل مغادرة منزل أبو محمود ان أرى جندياً واحداً من الذين كانوا مع العقيد الأسعد، وأنا أقول هذا الكلام كله رغم اني في السيارة ذاهب الى المطار لأسافر في الطائرة الخاصة، طلبت من سائق التاكسي التوقف وقلت له عد بي الى الفندق، وطلبت تأجيل سفري فعدت الى ناديا مسرعاً، قلت لها قصة ورواية ابو محمود وابنه ورواية محمد عن صلاة الفجر وكيف مشى رياض الأسعد على الحدود وما رأته أم محمود من النافذة وما رواه نجلها وتصويره لعملية الاعتقال وقلت لها، ناديا آخر خدمة، اذا كنت تستطيعين مساعدتي، العقيد الأسعد كان برفقة 200 جندي هل بامكاني رؤية جندي واحد ممََّن كانوا هناك لسؤاله واستفهامي عن الموضوع فقالت لي اذا اكملت ذلك فانك ستموت انت والجندي الذي ستسأله.

قلت لها انا لا أهاب الموت ولكن أهاب من موت الجندي وقلت لها كيف باستطاعتي رؤية الجندي دون تعريضه للخطر؟

سكتت ثم قالت وصلنا الى آخر الخطوط الحمراء وقد حصلت حوادث اغتيالات كثيرة في الفندق كانت تنفذها المخابرات التركية واقول لك هناك جندي كان مع الأسعد وهرب وهو اختبأ لديّ ويعمل في الطابق الأرضي في المطبخ وترك الجندية واصبح يعمل في المطبخ التابع للفندق وهو مصدوم بما رآه من اعتقال العقيد الأسعد.

قلت لها أريد سؤاله سؤالاً واحداً شرط أن اسافر مباشرة الى المطار بعد السؤال، وقالت تعال معي ونزلنا نزولاً عن الطريق الخاصة التابعة لخدمة الزبائن والتي تنطلق من المطبخ الى الغرف وهناك تكلمت معهم عن أني زبون وأريد التأكد من جودة الطعام وكيف يجري الطهي، ثم اقتربت معي قرب شاب وقالت له احمل هذه الخضار وتعال معي قرب الطاولة وقالت لي اسأل السؤال الواحد، قلت له هل تم اعتقال العقيد الأسعد، فلم يجب وخاف وأراد أن يترك الخضار ويعود للعمل فطمأنته ناديا وقالت له لا تخف فقال: سيقتلوني رجال المخابرات التركية.

كان عليّ أخيراً وأنا مسيحي أن اقسم له بالمسيح وبالرسول، طالباً منه باسم دينه وباسم نبيّه صلّى الله عليه وسلم أن يقول لي كلمة نعم أم لا.

شعرت بتيار ديني يسير في دمه خاصة عندما ردّ «لا اله الا الله، لا اله الا الله، نعم اعتقلوه ووضعوه في المقعد الخلفي للسيارة بطريقة مهينة وأخذوه». فقلت له شكراً.

غادرت الفندق وودّعت ناديا بسرعة ووصلت الى المطار وكانت طائرتي يجب أن تقلع عند السادسة مساء وأخّرتها الى الثامنة ولكن رجال المخابرات الأتراك كانوا ينتظروني ويسألوني من أين تعرف ناديا وأبو محمود ومحمد؟

فقلت ببساطة أنا أريد أن أعرف كيف تجري المعارك وان كنتم تريدون معرفة ان كنت أسأل عن الأسعد نعم ولكني لم أحصل على جواب، فقالوا لي أين تعتقد انه موجود؟

فقلت في سوريا وفي جبل الزاوية قالوا لي لماذا تعتقد ذلك؟ قلت انا اعلم كصحافي أن الأتراك يدعمون الجيش السوري الحر وتريدون اسقاط النظام السوري ولكنه لم يقتنع بأي شيء غير انه قال أنا آسف لأن اللبنانيين يأتون الى هنا دون تأشيرة دخول ولكنني مضطر ان اختم على جوازك ممنوع الدخول مرة ثانية فأخذ مني جوازي وجواز رفيقي وختمهما.

فنظرت الى الختم ورأيت ممنوع الدخول الى الاراضي التركية.

دخلت الى الطائرة الخاصة التي أقلعت بي باتجاه بيروت وقلت كم هو الزمان قاس، فهل العقيد الأسعد هو أوجلان؟ وأعود وأكرر موقفي انا مع النظام السوري ومع الرئيس بشار الأسد ولكن روايتي لن تفرح ولكن ستغضب المؤيدين للنظام ولكن هذا ما حدث معي.

هذه هي تركيا، هؤلاء هم العثمانيون وسيبقوا عثمانيين، ما أجرح هذه الكلمة نحن سمك القرش التركي وأنتم سمك السردين.

عدت الى بيروت بهذه الرواية لكن ما ان وصلت اليها حتى بدأت اسمع محطات التلفزة وهي تقول اخباراً كثيرة عن الأسعد تارة انه في الداخل السوري وطوراً انه في قطر وأخرى انه في السعودية وأخرى في حلب حتى اني نسيت ما سمعته داخل منزل ابو محمود وام محمود.

} سوريا القوية }

وتبقى قضية العقيد رياض الاسعد شخصية، قضية تتعلق بضابط ليس عنده الا قدرة محدودة جداً ولا أكثر. والمشكلة الكبرى في أن سوريا ضحية مؤامرة يرأسها الحلف الصهيوني الاميركي وتدعمها دول عربية واوروبية وحلف الناتو.

ونحن نقول ان التفاصيل عن العقيد رياض الاسعد لا تعني شيئاً، وان الاساس يبقى هو الجوهر، وقضية الدفاع عن وحدة الشعب السوري، وقضية سوريا الممانعة، وسوريا قلب الدولة، وان قيادة الرئيس بشار الاسد استطاعت ان تصمد وان الرئيس الاسد قائد بامتياز واستطاع رغم كل الضغوطات ورغم كل مؤامرات الدول المجاورة والخليج أن يصمد وان يبقى على رأس الدولة والجيش السوري موحداً وان اكثرية الشعب السوري معه وبالنتيجة ستنهزم المؤامرة وستتكسر على ابواب سوريا حيث جبل قاسيون لا ينحني ولا يمكن لأحد ان يجعله ينحني ولا يجب الخلط بين رواية حماقة سطحية وبين جوهر الموضوع وهو المؤامرة على سوريا ومسألة الدفاع عن سوريا ونحن سنبقى جنود سوريا سنبقى نقاتل من اجل سوريا ووحدتها

المراسل
10-08-2012, 12:13 PM
صاحب الرحلة تعب نفسه

الاسعد موجود ويعطي تصريحات للصحف السعودية وليس معتقلا ، وهذا تصريح منه لجريدة الوطن السعوديه

________________


الأسعد لـ"الوطن": إسقاط "عملاء" بالجيش الحر

المجلس الوطني: الشرع "أفضل الحلول السيئة"



http://www.alwatan.com.sa/Images/newsimages/4392/thum/0000.jpg (http://www.alwatan.com.sa/Politics/News_Detail.aspx?ArticleID=116358&CategoryID=1#)http://www.alwatan.com.sa/Images/newsimages/4392/thum/04AW36J_0810-4.jpg (http://www.alwatan.com.sa/Politics/News_Detail.aspx?ArticleID=116358&CategoryID=1#)http://www.alwatan.com.sa/Images/newsimages/4392/thum/04AW36J_0810-3.jpg (http://www.alwatan.com.sa/Politics/News_Detail.aspx?ArticleID=116358&CategoryID=1#)

رياض الأسعد

الدخان يتصاعد إثر قذيفة سورية سقطت على مدينة أجاكالي التركية أمس (إ ب أ)

سوريون يصطفون في طوابير لشراء الخبز بمدينة بنش القريبة من إدلب أمس (رويترز)


الرياض: خالد العويجان 2012-10-08

كشف قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد لـ"الوطن"، عن حالات وصفها بـ"الفردية" لأطراف تابعة للنظام الأسدي، تمكنت من اختراق صفوف الجيش الحر؛ للعمل لصالح أجهزة النظام السوري، مؤكدا أن تلك العناصر ستخضع للمحاكمة العادلة في محاكم ثورية.

وقال: "الاختراقات قد تحدث هنا أو هناك، وهذا هو حال أي أزمة، صحيح تمكنا من القبض على عناصر استطاعت اختراق بعض الكتائب التابعة للجيش الحر، وهذا أمرٌ يؤكد تأثير العمليات النوعية التي يقوم بها مقاتلو الجيش الحر في مواجهة النظام الأسدي القمعي، لذلك لجأ للزج بعناصر مواليه له؛ لتحقيق مكاسب قد تؤثر على نتائج المعركة في الميدان".
وبظهور الأسعد في تصريحاته عبر"الوطن"، تنتفي رواية النظام السوري الذي روج لها خلال الأسبوع الماضي حول اعتقاله، وهو ما اعتبره الأسعد فبركات وتضليل إعلامي للنظام؛ لإحباط معنويات مقاتلي الجيش الحر، الذي يحقق انتصاراتٍ ميدانية على الأرض في مواجهة آلة القمع العسكرية.

وكان النظام السوري بأجهزة إعلامه والتابعة لحزب الله اللبناني، روج الأسبوع الماضي لخبر إلقاء القبض على العقيد الأسعد في قرية تخاريم التابعة لمحافظة إدلب، وهو الأمرالذي فنده الأسعد جملة وتفصيلا.

وأكد الأسعد أمس أن "هدف النظام الأسدي معروف، النظام يسعى لإضعاف روح ومعنويات فرق الجيش الحر الميدانية، التي حققت عمليا ضربات قياسية في قصم ظهر القوات المناصرة للأسد، وهذا أمر بات لنا واضحا وجليا، وأصبح وترا طالما لعب النظام بالعزف عليه والتغني بألحانه، لكن في نهاية الأمر نحن في طريقنا للانتصار الذي سيُبنى لا محالة على زوال الأسد، والفرقة الحاكمة معه، على اعتبار أن ذلك هدف ورغبةً شعبيةً سورية، فمن حق الشعب السوري أن يُقرر مصيره ويُقرر من يحكمه".

وأضاف، "على الأرض حققنا إنجازات كبيرة، وإسقاط الطائرات المقاتلة والمروحية دليل على ذلك، وكميات الأسلحة التي يستولي عليها الجيش الحر من النظام باتت أكبر، وهذا أمر سيعود بالفائدة على الثورة وتحقيق الانتصار على هذا النظام الطاغي".

وكشف الأسعد عن إستراتيجية جديدة سيُنفذها الجيش السوري الحر، قال: إنها "ستُنهك قوات النظام الأسدي"، رافضا الإفصاح عن تفاصيلها.


http://www.alwatan.com.sa/Politics/News_Detail.aspx?ArticleID=116358&CategoryID=1