جون
10-04-2012, 06:32 AM
الناشط الشيعي المصري اقترح إنشاء هيئة تحكيم إسلامية وتفعيل مبادرة مرسي لحل الأزمة
السورية النفيس: لم نطلب بناء حسينيات.. ونصلي في مساجد السنة
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/10/04/35ce0918-6987-42e0-88f1-caf9e1ce9312_mainNew.jpg
الناشط الشيعي المصري أحمد راسم النفيس متحدثاً لـ«النهار»
(تصوير سمير إبراهيم)القاهرة - مصطفى ابراهيم
دان الناشط الشيعي المصري د. أحمد راسم النفيس، الفيلم المسيء الذي أنتجه بعض أقباط المهجر، رافضاً محاولات النيل من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مطالباً بأن لا يغطي هذا العمل على تصرفات وأفعال أخرى تهم الأمة الإسلامية، وكذب النفيس في حوار مع «النهار» الأخبار المتناقلة عن سعيه مع
مجموعة من نشطاء الشيعة للقاء الرئيس المصري د. محمد مرسي، واصفاً زيارة الرئيس مرسي لطهران بأنها بداية لكسر حالة الجمود بين البلدين كما أنها تمثل خطوة للأمام، لكنها في نفس الوقت أظهرت اشكالية مصر في صناعة القرار السياسي، «فما ذكره الرئيس مرسي في افتتاح قمة عدم الانحياز أمر يخصه، خاصة مع حرية العقيدة، ولكن يجب التعليق على موقف مرسي من القمة بوجه عام وقضايا عدم الانحياز».
وشدد القطب الشيعي على أن إنجازات جماعة «الإخوان المسلمين» بعد وصولهم للحكم في مصر ستكون قليلة جدا، ولن يتبقى منها إلا مجموعة الشعارات التي بدأوا بها، مؤكداً أن موقف الإخوان من الاحداث السورية قديم وواضح وما قاله الرئيس في قمة عدم الانحياز ليس بجديد ويعكس خلفيته الاخوانية.
وأكد د. أحمد أن حزب «التحرير» الذي يسعى الى إنشائه مدني وليس دينياً أو شيعياً، موضحاً أن شيعة مصر لم يتقدموا بطلبات لإنشاء مساجد أو حسينيات خاصة بهم، مؤكداً أن المطالبة بإنشائها حاليا، يعد بمثابة سكب الزيت على النار، وأن كل آمال الشيعة في الدستور هي مدنية الدولة، منتقداً استبعاد الشيعة من اللجنة التأسيسية للدستور..
وإلى نص الحوار:
ماذا تقولون عن الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
بالطبع نرفضها وندينها بشدة ونطالب بمحاسبة صناع هذا الفيلم، ودائماً الصراع بين الحق والباطل قائم ولكن يجب أن لا يشغلنا عن قضايا أخرى كثيرة تعصف بالأمة الإسلامية في الوقت الحالي.
ما صحة الأخبار التي انتشرت عن طلبكم مع مجموعة من قيادات الشيعة لقاء الرئيس د. محمد مرسي؟
لا صحة لذلك مطلقاً، وهذا الخبر من أحاديث الافك، ومصداقيته صفر في المئة وكل ما نشر حول تشكيل وفد من قيادات الشيعة لمقابلة د. محمد مرسي رئيس الجمهورية لعرض مشاكل الشيعة عليه كاذبة، و لا أعرف شيئا عن تشكيل هذا الوفد المزعوم.
ولماذا لا تسعون لهذه الخطوة؟
لأسباب عدة منها أننا لا نسعى لما لا طائل من ورائه، كما أن علاقتنا متوترة بـ»الإخوان» بشكل لا يسمح بأي حال من الأحوال أن نطالب الرئيس الذي ينتمي لهم بالتدخل لحل مشاكل الشيعة، وكل مصر تعلم موقفنا من الرئيس مرسي، وجماعة «الإخوان» ومشاركتنا الفعالة ضده في مظاهرات 24 أغسطس الماضي للتصدي لظاهرة أخونة الدولة.
وما تقييمك لزيارة الرئيس لإيران على العلاقة بين الدولتين في الفترة المقبلة؟
أعتقد أن هذه الزيارة تعتبر بداية لكسر حالة الجمود بين البلدين كما أنها تمثل خطوة للأمام، لكنها في نفس الوقت أظهرت اشكالية مصر في صناعة القرار السياسي.
لمـاذا؟
لأن تحركات مرسي خلال الفترة الماضية لم تكن ثابتة أو موحدة، ومن ذلك تصريحاته عندما سافر للخليج أن أمن دوله خط أحمر، بمعنى أن أي خطر يهدد النظام السياسي الخليجي يهدد أمن مصر، ثم موقفه من سورية في مؤتمر دول عدم الانحياز، فكلماته تعبر عن أن أمن مصر مستباح وأن أمن سورية خط أخضر يمكن استباحته والسماح بتقسيمها وكذلك إسقاط نظامه الذي يمثل حجر عثرة أمام المشروع الأميركي الصهيوني، كما أنه في خطابه ذهب بعيداً.
لكن الرئيس مرسي لم يصرح بهذا وحتى معاني الكلمات التي ألقاها في الكلمة لا توحي بذلك؟
لكن دعوته في خطابه إلى دعم ما يسميه بالمعارضة السورية، بالمال والسلاح، و لم يدع لدعم المعارضة البحرينية، أو تلك التي في دول خليجية أخرى، وبالتالي فنحن نتحدث عن شيئين، فهذا النظام القائم بصرف النظر عن الشخص الذي يوجد على أعلى قمته له توجهات إستراتيجية، معادية لإسرائيل واشتبك معها في عدة حروب كما أنه دعم حزب الله في مواجهته لها من قبل وتمثل له إسرائيل العدو الأكبر الذي يهدد الأمن القومي المصري وإذا سقطت توجهات النظام السوري المعادية لإسرائيل فستجد مصر نفسها في مواجهتها بمفردها.
كما أن الاهتمام والتهليل لترضي مرسي على الصحابة وكأنه فتح البلدان وأتى بالمعجزات، وهذا الترضي شيء يخصه، ونحن هنا يجب أن نسأل أنفسنا هل حقا تملك حكومة الإخوان ومستشاروها تصورا عما ينبغي فعله وكيف يمكن أن نوظف إمكاناتنا الثقافية أو ما تبقى لدينا من إمكانات، خاصة أنه بعد بضعة أسابيع سيركب السيد مرسي ناقته البوينغ ليلتقي بأميركا سيدة العالم وأؤكد أنه هذه المرة لن يترضى على أي ممن ترضى عليهم في طهران، وأنه سيعود مثقلا بالمطالب التي يتعين عليها تنفيذها ومن بينها مزيد من التعاون والتطبيع مع إسرائيل فضلا عن الأغلال التي تحدد نطاق حركته وتمنعه من توسيع العلاقات وتطويرها ليس مع إيران فقط وإنما مع الصين ومع أمريكا اللاتينية.
لكن هذا الخطاب نال قسطاً كبيراً من الإشادة من أطراف عدة؟
أنا عن نفسي لا أرى لهذه الكلمات أي معنى وذهبت لإيران مرارا وتكرارا وحضرت العديد من التجمعات، وكلمات كهذه تقال كثيرا فمرسي ليس أول مصري يزور إيران وسبقه شيوخ من الأزهر وقالوا كلمات كهذه في خطاباتهم ولم يحدث شيء، وهل من المفترض أنه عندما يقول هذه الكلمات يصيبهم بالفزع فهي لا تؤثر، فضلا عن أن ما دلالة أن يقال هذا الكلام في مؤتمر سياسي، فالمؤتمر لدول عدم الانحياز وعلينا أن نتحدث في أمور سياسية، وأندهش ممن يقولون إنه أحرج إيران بهذا، فالأمر لا يمثل إحراجا بأي شكل من الأشكال، إيران بها سنة ويشغلون العديد من المناصب، بل إن الخطاب دلل على أن الذين يقودون مصر لا يعرفون إلى أين يتجهون.
ضبابية السياسات
ألا ترى أن الرئيس مرسي عبر بنقاط واضحة عن سياسته مع الدول الأخرى؟
موقع مصر في العلاقات الدولية حتى هذه اللحظة لا يوضح إلى أين نحن ذاهبون، ففي البداية زار مرسي السعودية ثم الصين ثم استقبل أمير قطر ثم إيران ثم أميركا، كما أننا باركنا احتلال ليبيا من حلف شمال الأطلسي، بالإضافة للمسكوت عنه من تحالفات مصر في دول المنطقة، فهل مصر قادرة على أن تبقى قوة مفردة أم ضمن كتلة، نحن بحاجة إلى ترتيب البيت «السياسي» وتحديد وجودي ومصادر قوتي داخل العالم العربي، مصر بحاجة لتكتل محيط وأقرب الدول تحالفا لمصر هي سورية، ولذا دهشت من الهجوم الناري عليها في مؤتمر دول عدم الانحياز، ولابد أن يوجد توجه حقيقي لمحور عربي إسلامي تصبح مصر جزءا منه، ولو تأملنا في التهديدات التي تتعرض لها مصر فلن نستطيع تحملها إلا مع محور المقاومة، ولست من دعاة القطيعة مع أحد لكن برنامج النهضة أكد على تعاون عسكري مع تركيا، أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي، كما أن لها تعاونا إجباريا مع إسرائيل، فبأي منطق نتحدث عن تعاون عسكري بيننا وبين أنقرة.
ألا ترى أن تركيا سجلت موقفا تجاه الثورة السورية؟
تركيا تواجه أزمة كبرى بسبب موقفها في سورية فهي التي تورد السلاح والصواريخ، وعلاقتها بإيران سيئة والتشبث بأمور الخلافة يشغلهم وأوضح انني ضد موقف تركيا من التدخل العسكري في سورية وليس الثورة.
مخاطر تقسيم سورية
لماذا تصفون ما يحدث في سورية بأنه تدخل عسكري وليس ثورة؟
توجد ثورة وتدخل عسكري في سورية، فالجيش السوري الحر تنظيم إرهابي يندرج ضمن ما قاله دكتور مرسي، في قمة دول عدم الانحياز بضرورة التصدي للإرهاب الدولي، فمن يقتل الصحافيين ويرتكب المجازر جماعات إرهابية وفقا لتقارير عالمية ولدينا تجارب سابقة في أفغانستان وغوانتانامو.
فما رأيكم في المبادرة التي أطلقها الرئيس مرسي لتكوين لجنة رباعية تضم مصر وإيران وتركيا والسعودية؟
استبشر البعض خيرا بهذه المبادرة التي أطلقها مرسي من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة السورية فهي من ناحية تعيد لمصر شيئا من مكانتها الضائعة على الساحة العربية وتحافظ على تماسك الدولة السورية وفي نفس الوقت تعيد وصل ما انقطع من علاقة بين البلدين اللذين كان يوما يشكلان (الجمهورية العربية المتحدة) ناهيك عن وحدة المصالح الاستراتيجية بين البلدين.
وبدلا من أن يعلن مرسي أن أمن سورية جزء من أمن مصر وهو ما تؤكده حقائق التاريخ القريب والبعيد إذ به يتخذ موقفا منحازا بالكامل لأعداء سورية المتلهفين على تمزيقها عبر حرب أهلية تنهي قوتها ومنعتها إلى الأبد، ولا شك أن أفضل تعليق على ما قاله السيد مرسي في قمة الانحياز هو ما ورد على لسان وزارة الخارجية الأميركية حيث قال نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، باتريك فنتريل: نعتقد أن تصريحات مرسي كانت واضحة وقوية جدا ونحن نشاطر بشكل أساسي هدف مصر بشأن رؤيتها حول نهاية نظام الأسد، مضيفة أن واشنطن مسرورة جدا بتصريحات الرئيس المصري إزاء النظام السوري والتي جاءت واضحة وقوية أمام قمة قادة دول عدم الانحياز وأيضا متوافقة مع الموقف الأميركي، والسؤال هو من يشاطر من الرأي والأهداف؟ وعلينا جميعاً الإجابة على هذا السؤال.
وبينما يدين مرسي (الإرهاب الدولي) إذا به يقف دون قيد أو شرط مع ما يسميه بالثورة السورية دون أن يفرق بين المعارضة السياسية التي تطالب بحقوق سياسية مشروعة وبين تنظيم «القاعدة» و»الجيش السوري الحر» الإخواني الذي يمارس أعمال القتل العشوائي وينفذ المجازر ضد المدنيين وآخرها مجزرة داريا والتي كشف عن بعض تفاصيلها الصحافي الشهير روبرت فيسك وأن من ارتكب هذه المجزرة هو الجيش الإخواني الحر، وهنا يثور سؤال آخر إذا سقطت سورية وتفككت وتواصلت الحرب وأصبح هذا البلد الموحد أثرا بعد عين؟!، هل سيبقى لمصر أي قوة ومنعة؟
أم أن عليها في هذه الحالة أن تستجدي فضل بعض دول الخليج وأميركا وإسرائيل المنتصر الأكبر وقتها والممول الأكبر للقاعدة والجيش الإخواني الحر.
يفهم من هذا أنكم ترفضون سقوط بشار؟
الأمر لا ينحصر في أنني مع أو ضد بشار الأسد والنظام في سورية ليس بشار وحده فاختصار أي نظام في شخص رئيسه أمر مرفوض وإذا سقط النظام في سورية، فهناك العديد من الاحتمالات مثل تفككها إلى دويلات أو استمرار الحرب الأهلية بها لعدة سنوات، أو قدوم نظام موال كامل للغرب يسقط العداء لإسرائيل من تطلعاته وعقيدة جيشه، إذا أنا كرجل أحكم بلدا اسمها مصر نصفها الثاني هو سورية وتمثل ظهيرا تاريخيا لها على مدى التاريخ وعدوها الاستراتيجي هو نفس العدو، فأي تغير في هذا التوجه يمثل كارثة كبرى لمصر، وإذا حدث أي تغيير في سورية ونجح في الحفاظ على هذه المعادلة فأهلا به، فلسنا ضد التغيير وبشار الأسد لن يبقى في الحكم للأبد، وما يعنيني أن تبقى سورية في مواجهة ضد إسرائيل، واستبشرنا خيرا عندما تحدث مرسي عن مبادرة حوار ومجموعة اتصال للحفاظ على هذه الثوابت وتحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري، أما الصدام الذي حدث في قمة دول عدم الانحياز فلا أعتقد أنه من الممكن أن يسهم في خدمة الهدف الذي ينبغي لمصر أن تحافظ عليه، ولا يعنى هذا عدم دعمنا للثورة السورية وقلنا من قبل إننا ندعم حق الشعب السوري في تحقيق مصيره في انتخابات حرة نزيهة حتى لو جاء ببشار فهذا حقه.
الجيش الحر إخواني
كيف تفسرون تأييدكم لحق السوريين في الثورة، ورفضكم إسقاط النظام أو تنحي الرئيس الاسد؟
لأن المعارضة في سورية بدأت سلمية ديموقراطية وهذا حق مشروع تماما، ومطالب الشعب التي تتعلق بحقوق الإنسان أمر مشروع وغير مختلف عليه، ولكن ما حدث في سورية أنه تم تنحية المعارضة السلمية جانبا، وأصبح الجيش السوري الحر «الإسلامي الإخواني» وتنظيم القاعدة الذي اجتمع أعضاؤه من كل حدب وصوب، هم صوت المعارضة هناك، ولا أتصور أنه ينبغي أن نتغافل عن حقيقة دعوة عاصم عبد الماجد القيادي البارز في الجماعة الإسلامية في مصر، لإرسال مقاتلين، فهناك مقاتلون مصريون وأجانب في سورية، وهو أمر مرفوض شكلا وموضوعا، ولا نقبل بـ»أفغنة» سورية، لأني أؤمن بأن أي تغيير في العالم الإسلامي ينبغي أن يبقى في الإطار السلمي وأي تغيير تسفك فيه دماء المسلمين بهذه الطريقة، مرفوض تماما الحقيقة أن هناك جيوشا ومددا من المقاتلين الأجانب تحارب في سورية ضد بشار الأسد، وهذا وفقا لما نشرته تقارير الصحف الأجنبية، ويوجد فارق بين معارضة سورية سلمية مشروعة، وبين الفريق الآخر الذي يعمل على أفغنة سورية، فمشروعات «الإخوان» الملحة بدأت منذ فترة غير قليلة، ولم تبدأ أمس وهذا واقع فعلينا أن نتفق ونتكاتف ونصنع مشروع تغيير سلمى، رافضا اقتتال عربي وإسلامي يصر على نيل الشعوب لحقوقهم بالوسائل الديموقراطية المشروعة، وغير مقبول أبداً اشتراط المعارضة رحيل بشار قبل الجلوس للتفاوض لأن أي حرب أو خلاف آخره الجلوس للتفاوض واشتراط رحيل النظام ينسف كل جهود الحل عبر المفاوضات، كما أنه لا يوجد ممثل شرعي للشعب السوري، لأن المجلس الوطني منقسم على نفسه وغير متوحد، كما أن شبيحة المعارضة اعتدوا على معارضين جاءوا للتفاوض مع النظام عبر الجامعة العربية.
قالوا إنهم أتباع لـ»بشار» ومن صنيعة نظام حزب البعث؟
كذب وليس هذا صحيحاً، ولكنه الخلاف والشقاق الذي يضرب المعارضة السورية وسيطرة الإخوان عليها وإقصائهم لأي فصيل معارض آخر.
فكيف ترون المخرج من الأزمة السورية؟
إنشاء هيئة تحكيم إسلامية مكونة من قضاة مشهود لهم بالكفاءة ويكون لهم حق التحكيم في نزاع كهذا، فلا أؤيد القتل في أي مكان سواء في سورية أو لبنان أو غيرهما وينبغي علينا تحكيمها، دون اللجوء لمجلس الأمن الذي تسيطر عليه دول معادية للإسلام والمسلمين وترغب في إضعاف صفوفهم وإشعال الحروب فيما بينهم فالحل عودة مرسي إلى مقترحه الأصلي قبل خطبته النارية، وهي مجموعة الاتصال التي تسعى لحل الأزمة مثل إقناع بشار بالاستقالة بضمانات للشعب السوري،وألا تسيطر طائفة على أخرى أو يستأثر فصيل بالوضع والحكم والسيطرة منفرداً في سورية أو غيرها من لدان العالم العربي والإسلامي.
حزب التحرير
هل حزب «التحرير» الذي تسعى لإشهاره شيعي التوجه؟
لا ليس شيعياً بل هو مدني بحت ولا يدعو للتشيع أو الطائفية أو فصل المجتمع على أساس الدين أو العرق.
ولماذا لم تسمح بإشهاره لجنة شؤون الأحزاب؟
هناك ملابسات غريبة مثل التشكيك في التوكيلات رغم أننا لدينا أكثر من خمسة آلاف وثمانمئة توكيل وهو يزيد عن العدد المطلوب وهو خمسة آلاف توكيل، والقضية الآن مطروحة أمام القضاء وطال أمدها عن الفترة التي حددتها اللجنة وهي ستين يوماً وهذه من الأمور الغريبة أيضا.
وللأسف هناك أمور خفية مازالت قائمة حتى الآن ونعاني من التطفيف الذي ذمه الله في قوله تعالى «ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين»وهذا التطفيف والكيل بمكيالين يمارس في شتى مجالات الحياة سواء الدينية أو السياسية أو الفكرية ونحن نسلك الطرق المشروعة حتى الآن لاستكمال إشهار الحزب والسماح لنا بممارسة دورنا السياسي والوطني.
لماذا أنشأت حزب التحرير رغم وجود أحزاب أخرى كثيرة؟
لا نتفق مع هذه الأحزاب في كثير من برامجها ومن حقنا كأناس عاملين وناشطين في السياسة منذ عشرات السنين أن يكون لنا برنامج وفكر مختلف ورؤية مستقلة لحل مشاكل مصر والمشاركة في صناعة مستقبلها، وأنا وباقي قادة الحزب لم نأت من الفضاء الخارجي، فأنا طول عمري في العمل السياسي والشخصيات التي انضمت للحزب معنا جزء منها في العمل السياسي، ولم يكن متاحا لكل منهم ممارسة السياسة من قبل، وأي فرد يتقدم للعمل السياسي يبحث عن خدمة المجتمع ولا يمكن أن أقول إنني أقدم خدمة مذهبية لأفراد بعينها، فالسياسة تنتج نوعا من التوازن، وهدفنا من الحزب تحقيق برنامج سياسي.
كنت عضوا سابقا في جماعة الإخوان كيف تغيرت عما كنت عضوا فيها وهل تغير مسارها؟
لكل شيء مدة وأجل، الإخوان المسلمين، فكرتها تقوم على الفهم الشامل الكامل للإسلام والمقابل له كان ما يقوله الحزب الوطني هذه جماعة غير مشروعة أو منحلة، والتغير الوحيد الذي طرأ على الجماعة منذ أن كنت عضوا بها، هو أنها أصبحت في الحكم ومسؤولة عن المجتمع ولكن أهدافها غير قابلة للتحقيق في أغلبها، وما سيحدث خلال الأربع سنوات المقبلة سيكون قليلا جدا، والحديث عن أن النهضة إرادة أمة كلام غير حقيقي، وستكون النتائج أقل من واقعية ولن يتبقى إلا مجموعة الشعارات التي بدأوا بها.
هل الخلاف بينك وبين الإخوان سياسي أم مذهبي؟
الخلاف بين الإخوان وغيرهم لا يعني اختلافا مع المذهب فأنا رجل مصري ابن هذه الجماعات ومكثت سنة في السجن مع أعضاء في تنظيم الجهاد وكنت عضوا في الإخوان وخلافي معهم فكرى سياسي.
بما أنكم غير ممثلين في الهيئة التأسيسية للدستور،هل تتواصلون معها أو قدمتم لها مقترحات أو مطالب؟
نحن كشيعة ليس لنا طلبات خاصة سوى حرية العقيدة والمواطنة، وأن تبقى مصر في إطار الدولة المدنية وقصة الدستور ليست حصول طائفة معينة على أهداف خاصة، وهذا ما كنا نريده أن تبقى مصر في إطار الدولة المدنية وأن يكف بعض الجهلة عن الصياح والتصايح ويقودون مصر نحو التخلف، فقصة الدستور لا تقوم على حصول طائفة معينة على شيء وما نريده هو حرية ثقافية وعلمية وتطوير، بدلا من الجدل المستمر على كلمة «مبادئ» الشريعة الإسلامية وتبديلها بكلمة أحكام .. وللأسف ما يخرج من الهيئة حتى الآن لا يبشر بخير.
لمــاذا؟
لأنهم ناس نصبوا أنفسهم مدافعين عن الله، ويريدون أن يضعوا نصوصاً للدفاع عن الذات الالهية، والخلاف عن كلمة مبادئ وأحكام أو الشريعة الإسلامية مجردة، والسيادة لله وغير ذلك من الأخبار التي لا تبشر بخير.
هل تقدمتم بطلبات لإنشاء حسينيات في الفترة السابقة؟
لم نتقدم بطلبات لإنشاء مساجد أو حسينيات، كما أنه من الصعب أن نطالب بإنشاء مسجد للشيعة فكأنك تسكب الزيت على النار، وبالمناسبة أريد توضيح أن الحسينيات ما هي إلا دار للمناسبات ليس أكثر ونحن نصلي في مساجد السنة.
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=352600&date=04102012
السورية النفيس: لم نطلب بناء حسينيات.. ونصلي في مساجد السنة
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/10/04/35ce0918-6987-42e0-88f1-caf9e1ce9312_mainNew.jpg
الناشط الشيعي المصري أحمد راسم النفيس متحدثاً لـ«النهار»
(تصوير سمير إبراهيم)القاهرة - مصطفى ابراهيم
دان الناشط الشيعي المصري د. أحمد راسم النفيس، الفيلم المسيء الذي أنتجه بعض أقباط المهجر، رافضاً محاولات النيل من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مطالباً بأن لا يغطي هذا العمل على تصرفات وأفعال أخرى تهم الأمة الإسلامية، وكذب النفيس في حوار مع «النهار» الأخبار المتناقلة عن سعيه مع
مجموعة من نشطاء الشيعة للقاء الرئيس المصري د. محمد مرسي، واصفاً زيارة الرئيس مرسي لطهران بأنها بداية لكسر حالة الجمود بين البلدين كما أنها تمثل خطوة للأمام، لكنها في نفس الوقت أظهرت اشكالية مصر في صناعة القرار السياسي، «فما ذكره الرئيس مرسي في افتتاح قمة عدم الانحياز أمر يخصه، خاصة مع حرية العقيدة، ولكن يجب التعليق على موقف مرسي من القمة بوجه عام وقضايا عدم الانحياز».
وشدد القطب الشيعي على أن إنجازات جماعة «الإخوان المسلمين» بعد وصولهم للحكم في مصر ستكون قليلة جدا، ولن يتبقى منها إلا مجموعة الشعارات التي بدأوا بها، مؤكداً أن موقف الإخوان من الاحداث السورية قديم وواضح وما قاله الرئيس في قمة عدم الانحياز ليس بجديد ويعكس خلفيته الاخوانية.
وأكد د. أحمد أن حزب «التحرير» الذي يسعى الى إنشائه مدني وليس دينياً أو شيعياً، موضحاً أن شيعة مصر لم يتقدموا بطلبات لإنشاء مساجد أو حسينيات خاصة بهم، مؤكداً أن المطالبة بإنشائها حاليا، يعد بمثابة سكب الزيت على النار، وأن كل آمال الشيعة في الدستور هي مدنية الدولة، منتقداً استبعاد الشيعة من اللجنة التأسيسية للدستور..
وإلى نص الحوار:
ماذا تقولون عن الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
بالطبع نرفضها وندينها بشدة ونطالب بمحاسبة صناع هذا الفيلم، ودائماً الصراع بين الحق والباطل قائم ولكن يجب أن لا يشغلنا عن قضايا أخرى كثيرة تعصف بالأمة الإسلامية في الوقت الحالي.
ما صحة الأخبار التي انتشرت عن طلبكم مع مجموعة من قيادات الشيعة لقاء الرئيس د. محمد مرسي؟
لا صحة لذلك مطلقاً، وهذا الخبر من أحاديث الافك، ومصداقيته صفر في المئة وكل ما نشر حول تشكيل وفد من قيادات الشيعة لمقابلة د. محمد مرسي رئيس الجمهورية لعرض مشاكل الشيعة عليه كاذبة، و لا أعرف شيئا عن تشكيل هذا الوفد المزعوم.
ولماذا لا تسعون لهذه الخطوة؟
لأسباب عدة منها أننا لا نسعى لما لا طائل من ورائه، كما أن علاقتنا متوترة بـ»الإخوان» بشكل لا يسمح بأي حال من الأحوال أن نطالب الرئيس الذي ينتمي لهم بالتدخل لحل مشاكل الشيعة، وكل مصر تعلم موقفنا من الرئيس مرسي، وجماعة «الإخوان» ومشاركتنا الفعالة ضده في مظاهرات 24 أغسطس الماضي للتصدي لظاهرة أخونة الدولة.
وما تقييمك لزيارة الرئيس لإيران على العلاقة بين الدولتين في الفترة المقبلة؟
أعتقد أن هذه الزيارة تعتبر بداية لكسر حالة الجمود بين البلدين كما أنها تمثل خطوة للأمام، لكنها في نفس الوقت أظهرت اشكالية مصر في صناعة القرار السياسي.
لمـاذا؟
لأن تحركات مرسي خلال الفترة الماضية لم تكن ثابتة أو موحدة، ومن ذلك تصريحاته عندما سافر للخليج أن أمن دوله خط أحمر، بمعنى أن أي خطر يهدد النظام السياسي الخليجي يهدد أمن مصر، ثم موقفه من سورية في مؤتمر دول عدم الانحياز، فكلماته تعبر عن أن أمن مصر مستباح وأن أمن سورية خط أخضر يمكن استباحته والسماح بتقسيمها وكذلك إسقاط نظامه الذي يمثل حجر عثرة أمام المشروع الأميركي الصهيوني، كما أنه في خطابه ذهب بعيداً.
لكن الرئيس مرسي لم يصرح بهذا وحتى معاني الكلمات التي ألقاها في الكلمة لا توحي بذلك؟
لكن دعوته في خطابه إلى دعم ما يسميه بالمعارضة السورية، بالمال والسلاح، و لم يدع لدعم المعارضة البحرينية، أو تلك التي في دول خليجية أخرى، وبالتالي فنحن نتحدث عن شيئين، فهذا النظام القائم بصرف النظر عن الشخص الذي يوجد على أعلى قمته له توجهات إستراتيجية، معادية لإسرائيل واشتبك معها في عدة حروب كما أنه دعم حزب الله في مواجهته لها من قبل وتمثل له إسرائيل العدو الأكبر الذي يهدد الأمن القومي المصري وإذا سقطت توجهات النظام السوري المعادية لإسرائيل فستجد مصر نفسها في مواجهتها بمفردها.
كما أن الاهتمام والتهليل لترضي مرسي على الصحابة وكأنه فتح البلدان وأتى بالمعجزات، وهذا الترضي شيء يخصه، ونحن هنا يجب أن نسأل أنفسنا هل حقا تملك حكومة الإخوان ومستشاروها تصورا عما ينبغي فعله وكيف يمكن أن نوظف إمكاناتنا الثقافية أو ما تبقى لدينا من إمكانات، خاصة أنه بعد بضعة أسابيع سيركب السيد مرسي ناقته البوينغ ليلتقي بأميركا سيدة العالم وأؤكد أنه هذه المرة لن يترضى على أي ممن ترضى عليهم في طهران، وأنه سيعود مثقلا بالمطالب التي يتعين عليها تنفيذها ومن بينها مزيد من التعاون والتطبيع مع إسرائيل فضلا عن الأغلال التي تحدد نطاق حركته وتمنعه من توسيع العلاقات وتطويرها ليس مع إيران فقط وإنما مع الصين ومع أمريكا اللاتينية.
لكن هذا الخطاب نال قسطاً كبيراً من الإشادة من أطراف عدة؟
أنا عن نفسي لا أرى لهذه الكلمات أي معنى وذهبت لإيران مرارا وتكرارا وحضرت العديد من التجمعات، وكلمات كهذه تقال كثيرا فمرسي ليس أول مصري يزور إيران وسبقه شيوخ من الأزهر وقالوا كلمات كهذه في خطاباتهم ولم يحدث شيء، وهل من المفترض أنه عندما يقول هذه الكلمات يصيبهم بالفزع فهي لا تؤثر، فضلا عن أن ما دلالة أن يقال هذا الكلام في مؤتمر سياسي، فالمؤتمر لدول عدم الانحياز وعلينا أن نتحدث في أمور سياسية، وأندهش ممن يقولون إنه أحرج إيران بهذا، فالأمر لا يمثل إحراجا بأي شكل من الأشكال، إيران بها سنة ويشغلون العديد من المناصب، بل إن الخطاب دلل على أن الذين يقودون مصر لا يعرفون إلى أين يتجهون.
ضبابية السياسات
ألا ترى أن الرئيس مرسي عبر بنقاط واضحة عن سياسته مع الدول الأخرى؟
موقع مصر في العلاقات الدولية حتى هذه اللحظة لا يوضح إلى أين نحن ذاهبون، ففي البداية زار مرسي السعودية ثم الصين ثم استقبل أمير قطر ثم إيران ثم أميركا، كما أننا باركنا احتلال ليبيا من حلف شمال الأطلسي، بالإضافة للمسكوت عنه من تحالفات مصر في دول المنطقة، فهل مصر قادرة على أن تبقى قوة مفردة أم ضمن كتلة، نحن بحاجة إلى ترتيب البيت «السياسي» وتحديد وجودي ومصادر قوتي داخل العالم العربي، مصر بحاجة لتكتل محيط وأقرب الدول تحالفا لمصر هي سورية، ولذا دهشت من الهجوم الناري عليها في مؤتمر دول عدم الانحياز، ولابد أن يوجد توجه حقيقي لمحور عربي إسلامي تصبح مصر جزءا منه، ولو تأملنا في التهديدات التي تتعرض لها مصر فلن نستطيع تحملها إلا مع محور المقاومة، ولست من دعاة القطيعة مع أحد لكن برنامج النهضة أكد على تعاون عسكري مع تركيا، أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي، كما أن لها تعاونا إجباريا مع إسرائيل، فبأي منطق نتحدث عن تعاون عسكري بيننا وبين أنقرة.
ألا ترى أن تركيا سجلت موقفا تجاه الثورة السورية؟
تركيا تواجه أزمة كبرى بسبب موقفها في سورية فهي التي تورد السلاح والصواريخ، وعلاقتها بإيران سيئة والتشبث بأمور الخلافة يشغلهم وأوضح انني ضد موقف تركيا من التدخل العسكري في سورية وليس الثورة.
مخاطر تقسيم سورية
لماذا تصفون ما يحدث في سورية بأنه تدخل عسكري وليس ثورة؟
توجد ثورة وتدخل عسكري في سورية، فالجيش السوري الحر تنظيم إرهابي يندرج ضمن ما قاله دكتور مرسي، في قمة دول عدم الانحياز بضرورة التصدي للإرهاب الدولي، فمن يقتل الصحافيين ويرتكب المجازر جماعات إرهابية وفقا لتقارير عالمية ولدينا تجارب سابقة في أفغانستان وغوانتانامو.
فما رأيكم في المبادرة التي أطلقها الرئيس مرسي لتكوين لجنة رباعية تضم مصر وإيران وتركيا والسعودية؟
استبشر البعض خيرا بهذه المبادرة التي أطلقها مرسي من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة السورية فهي من ناحية تعيد لمصر شيئا من مكانتها الضائعة على الساحة العربية وتحافظ على تماسك الدولة السورية وفي نفس الوقت تعيد وصل ما انقطع من علاقة بين البلدين اللذين كان يوما يشكلان (الجمهورية العربية المتحدة) ناهيك عن وحدة المصالح الاستراتيجية بين البلدين.
وبدلا من أن يعلن مرسي أن أمن سورية جزء من أمن مصر وهو ما تؤكده حقائق التاريخ القريب والبعيد إذ به يتخذ موقفا منحازا بالكامل لأعداء سورية المتلهفين على تمزيقها عبر حرب أهلية تنهي قوتها ومنعتها إلى الأبد، ولا شك أن أفضل تعليق على ما قاله السيد مرسي في قمة الانحياز هو ما ورد على لسان وزارة الخارجية الأميركية حيث قال نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، باتريك فنتريل: نعتقد أن تصريحات مرسي كانت واضحة وقوية جدا ونحن نشاطر بشكل أساسي هدف مصر بشأن رؤيتها حول نهاية نظام الأسد، مضيفة أن واشنطن مسرورة جدا بتصريحات الرئيس المصري إزاء النظام السوري والتي جاءت واضحة وقوية أمام قمة قادة دول عدم الانحياز وأيضا متوافقة مع الموقف الأميركي، والسؤال هو من يشاطر من الرأي والأهداف؟ وعلينا جميعاً الإجابة على هذا السؤال.
وبينما يدين مرسي (الإرهاب الدولي) إذا به يقف دون قيد أو شرط مع ما يسميه بالثورة السورية دون أن يفرق بين المعارضة السياسية التي تطالب بحقوق سياسية مشروعة وبين تنظيم «القاعدة» و»الجيش السوري الحر» الإخواني الذي يمارس أعمال القتل العشوائي وينفذ المجازر ضد المدنيين وآخرها مجزرة داريا والتي كشف عن بعض تفاصيلها الصحافي الشهير روبرت فيسك وأن من ارتكب هذه المجزرة هو الجيش الإخواني الحر، وهنا يثور سؤال آخر إذا سقطت سورية وتفككت وتواصلت الحرب وأصبح هذا البلد الموحد أثرا بعد عين؟!، هل سيبقى لمصر أي قوة ومنعة؟
أم أن عليها في هذه الحالة أن تستجدي فضل بعض دول الخليج وأميركا وإسرائيل المنتصر الأكبر وقتها والممول الأكبر للقاعدة والجيش الإخواني الحر.
يفهم من هذا أنكم ترفضون سقوط بشار؟
الأمر لا ينحصر في أنني مع أو ضد بشار الأسد والنظام في سورية ليس بشار وحده فاختصار أي نظام في شخص رئيسه أمر مرفوض وإذا سقط النظام في سورية، فهناك العديد من الاحتمالات مثل تفككها إلى دويلات أو استمرار الحرب الأهلية بها لعدة سنوات، أو قدوم نظام موال كامل للغرب يسقط العداء لإسرائيل من تطلعاته وعقيدة جيشه، إذا أنا كرجل أحكم بلدا اسمها مصر نصفها الثاني هو سورية وتمثل ظهيرا تاريخيا لها على مدى التاريخ وعدوها الاستراتيجي هو نفس العدو، فأي تغير في هذا التوجه يمثل كارثة كبرى لمصر، وإذا حدث أي تغيير في سورية ونجح في الحفاظ على هذه المعادلة فأهلا به، فلسنا ضد التغيير وبشار الأسد لن يبقى في الحكم للأبد، وما يعنيني أن تبقى سورية في مواجهة ضد إسرائيل، واستبشرنا خيرا عندما تحدث مرسي عن مبادرة حوار ومجموعة اتصال للحفاظ على هذه الثوابت وتحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري، أما الصدام الذي حدث في قمة دول عدم الانحياز فلا أعتقد أنه من الممكن أن يسهم في خدمة الهدف الذي ينبغي لمصر أن تحافظ عليه، ولا يعنى هذا عدم دعمنا للثورة السورية وقلنا من قبل إننا ندعم حق الشعب السوري في تحقيق مصيره في انتخابات حرة نزيهة حتى لو جاء ببشار فهذا حقه.
الجيش الحر إخواني
كيف تفسرون تأييدكم لحق السوريين في الثورة، ورفضكم إسقاط النظام أو تنحي الرئيس الاسد؟
لأن المعارضة في سورية بدأت سلمية ديموقراطية وهذا حق مشروع تماما، ومطالب الشعب التي تتعلق بحقوق الإنسان أمر مشروع وغير مختلف عليه، ولكن ما حدث في سورية أنه تم تنحية المعارضة السلمية جانبا، وأصبح الجيش السوري الحر «الإسلامي الإخواني» وتنظيم القاعدة الذي اجتمع أعضاؤه من كل حدب وصوب، هم صوت المعارضة هناك، ولا أتصور أنه ينبغي أن نتغافل عن حقيقة دعوة عاصم عبد الماجد القيادي البارز في الجماعة الإسلامية في مصر، لإرسال مقاتلين، فهناك مقاتلون مصريون وأجانب في سورية، وهو أمر مرفوض شكلا وموضوعا، ولا نقبل بـ»أفغنة» سورية، لأني أؤمن بأن أي تغيير في العالم الإسلامي ينبغي أن يبقى في الإطار السلمي وأي تغيير تسفك فيه دماء المسلمين بهذه الطريقة، مرفوض تماما الحقيقة أن هناك جيوشا ومددا من المقاتلين الأجانب تحارب في سورية ضد بشار الأسد، وهذا وفقا لما نشرته تقارير الصحف الأجنبية، ويوجد فارق بين معارضة سورية سلمية مشروعة، وبين الفريق الآخر الذي يعمل على أفغنة سورية، فمشروعات «الإخوان» الملحة بدأت منذ فترة غير قليلة، ولم تبدأ أمس وهذا واقع فعلينا أن نتفق ونتكاتف ونصنع مشروع تغيير سلمى، رافضا اقتتال عربي وإسلامي يصر على نيل الشعوب لحقوقهم بالوسائل الديموقراطية المشروعة، وغير مقبول أبداً اشتراط المعارضة رحيل بشار قبل الجلوس للتفاوض لأن أي حرب أو خلاف آخره الجلوس للتفاوض واشتراط رحيل النظام ينسف كل جهود الحل عبر المفاوضات، كما أنه لا يوجد ممثل شرعي للشعب السوري، لأن المجلس الوطني منقسم على نفسه وغير متوحد، كما أن شبيحة المعارضة اعتدوا على معارضين جاءوا للتفاوض مع النظام عبر الجامعة العربية.
قالوا إنهم أتباع لـ»بشار» ومن صنيعة نظام حزب البعث؟
كذب وليس هذا صحيحاً، ولكنه الخلاف والشقاق الذي يضرب المعارضة السورية وسيطرة الإخوان عليها وإقصائهم لأي فصيل معارض آخر.
فكيف ترون المخرج من الأزمة السورية؟
إنشاء هيئة تحكيم إسلامية مكونة من قضاة مشهود لهم بالكفاءة ويكون لهم حق التحكيم في نزاع كهذا، فلا أؤيد القتل في أي مكان سواء في سورية أو لبنان أو غيرهما وينبغي علينا تحكيمها، دون اللجوء لمجلس الأمن الذي تسيطر عليه دول معادية للإسلام والمسلمين وترغب في إضعاف صفوفهم وإشعال الحروب فيما بينهم فالحل عودة مرسي إلى مقترحه الأصلي قبل خطبته النارية، وهي مجموعة الاتصال التي تسعى لحل الأزمة مثل إقناع بشار بالاستقالة بضمانات للشعب السوري،وألا تسيطر طائفة على أخرى أو يستأثر فصيل بالوضع والحكم والسيطرة منفرداً في سورية أو غيرها من لدان العالم العربي والإسلامي.
حزب التحرير
هل حزب «التحرير» الذي تسعى لإشهاره شيعي التوجه؟
لا ليس شيعياً بل هو مدني بحت ولا يدعو للتشيع أو الطائفية أو فصل المجتمع على أساس الدين أو العرق.
ولماذا لم تسمح بإشهاره لجنة شؤون الأحزاب؟
هناك ملابسات غريبة مثل التشكيك في التوكيلات رغم أننا لدينا أكثر من خمسة آلاف وثمانمئة توكيل وهو يزيد عن العدد المطلوب وهو خمسة آلاف توكيل، والقضية الآن مطروحة أمام القضاء وطال أمدها عن الفترة التي حددتها اللجنة وهي ستين يوماً وهذه من الأمور الغريبة أيضا.
وللأسف هناك أمور خفية مازالت قائمة حتى الآن ونعاني من التطفيف الذي ذمه الله في قوله تعالى «ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين»وهذا التطفيف والكيل بمكيالين يمارس في شتى مجالات الحياة سواء الدينية أو السياسية أو الفكرية ونحن نسلك الطرق المشروعة حتى الآن لاستكمال إشهار الحزب والسماح لنا بممارسة دورنا السياسي والوطني.
لماذا أنشأت حزب التحرير رغم وجود أحزاب أخرى كثيرة؟
لا نتفق مع هذه الأحزاب في كثير من برامجها ومن حقنا كأناس عاملين وناشطين في السياسة منذ عشرات السنين أن يكون لنا برنامج وفكر مختلف ورؤية مستقلة لحل مشاكل مصر والمشاركة في صناعة مستقبلها، وأنا وباقي قادة الحزب لم نأت من الفضاء الخارجي، فأنا طول عمري في العمل السياسي والشخصيات التي انضمت للحزب معنا جزء منها في العمل السياسي، ولم يكن متاحا لكل منهم ممارسة السياسة من قبل، وأي فرد يتقدم للعمل السياسي يبحث عن خدمة المجتمع ولا يمكن أن أقول إنني أقدم خدمة مذهبية لأفراد بعينها، فالسياسة تنتج نوعا من التوازن، وهدفنا من الحزب تحقيق برنامج سياسي.
كنت عضوا سابقا في جماعة الإخوان كيف تغيرت عما كنت عضوا فيها وهل تغير مسارها؟
لكل شيء مدة وأجل، الإخوان المسلمين، فكرتها تقوم على الفهم الشامل الكامل للإسلام والمقابل له كان ما يقوله الحزب الوطني هذه جماعة غير مشروعة أو منحلة، والتغير الوحيد الذي طرأ على الجماعة منذ أن كنت عضوا بها، هو أنها أصبحت في الحكم ومسؤولة عن المجتمع ولكن أهدافها غير قابلة للتحقيق في أغلبها، وما سيحدث خلال الأربع سنوات المقبلة سيكون قليلا جدا، والحديث عن أن النهضة إرادة أمة كلام غير حقيقي، وستكون النتائج أقل من واقعية ولن يتبقى إلا مجموعة الشعارات التي بدأوا بها.
هل الخلاف بينك وبين الإخوان سياسي أم مذهبي؟
الخلاف بين الإخوان وغيرهم لا يعني اختلافا مع المذهب فأنا رجل مصري ابن هذه الجماعات ومكثت سنة في السجن مع أعضاء في تنظيم الجهاد وكنت عضوا في الإخوان وخلافي معهم فكرى سياسي.
بما أنكم غير ممثلين في الهيئة التأسيسية للدستور،هل تتواصلون معها أو قدمتم لها مقترحات أو مطالب؟
نحن كشيعة ليس لنا طلبات خاصة سوى حرية العقيدة والمواطنة، وأن تبقى مصر في إطار الدولة المدنية وقصة الدستور ليست حصول طائفة معينة على أهداف خاصة، وهذا ما كنا نريده أن تبقى مصر في إطار الدولة المدنية وأن يكف بعض الجهلة عن الصياح والتصايح ويقودون مصر نحو التخلف، فقصة الدستور لا تقوم على حصول طائفة معينة على شيء وما نريده هو حرية ثقافية وعلمية وتطوير، بدلا من الجدل المستمر على كلمة «مبادئ» الشريعة الإسلامية وتبديلها بكلمة أحكام .. وللأسف ما يخرج من الهيئة حتى الآن لا يبشر بخير.
لمــاذا؟
لأنهم ناس نصبوا أنفسهم مدافعين عن الله، ويريدون أن يضعوا نصوصاً للدفاع عن الذات الالهية، والخلاف عن كلمة مبادئ وأحكام أو الشريعة الإسلامية مجردة، والسيادة لله وغير ذلك من الأخبار التي لا تبشر بخير.
هل تقدمتم بطلبات لإنشاء حسينيات في الفترة السابقة؟
لم نتقدم بطلبات لإنشاء مساجد أو حسينيات، كما أنه من الصعب أن نطالب بإنشاء مسجد للشيعة فكأنك تسكب الزيت على النار، وبالمناسبة أريد توضيح أن الحسينيات ما هي إلا دار للمناسبات ليس أكثر ونحن نصلي في مساجد السنة.
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=352600&date=04102012