لطيفة
09-29-2012, 12:19 AM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/22/Ismail_Yassin.jpg/200px-Ismail_Yassin.jpg
اسماعيل ياسين صاحب شتيمة ( يابن الرفضي ) مات ذليلا
شريف صالح - النهار
Sherifsaleh2000@gmail.com
يروي الفنان أحمد رمزي الذي تعاون مع اسماعيل يس في أربعة أفلام أشهرها «ابن حميدو» ان تكلفة هذا الفيلم كانت حوالي 18 ألف جنيه فقط، وحقق ايرادات أكثر من 300 ألف جنيه.. بمقاييس ذلك الزمن يعتبر ايراداً ضخماً جداً.
مع ذلك فان الفنان الذي عرف الثراء الفاحش والشهرة الواسعة جداً، لم تكن حياته مثالاً للسعادة بل أقرب الى التعاسة والشقاء، فقد ولد في السويس لتاجر ذهب ميسور الحال، لكنه كان يتيم الأم. فتربى في كنف أبيه وزوجة أب قاسية الى ان أفلس محل الذهب الخاص بوالده نتيجة لسوء انفاقه، ودخل والده السجن لتراكم الديون عليه! وربما آخر ما كان يدور في باله بعد كل ما حققه من مجد ان ينتهي مصيره في وضع مشابه لأبيه، حيث الافلاس والحجر على عمارته!
اضطر اسماعيل في صباه للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، فقد كان عليه ان يتحمل مسئولية نفسه منذ صغره. ثم هجر المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه ليعمل مناديا للسيارات في أحد المواقف في السويس.
في سن الـ 17 عاما اتجه الى القاهرة وعمل صبيا في أحد المقاهي في شارع محمد علي شارع العوالم وأقام في فنادق صغيرة شعبية. ثم التحق بالعمل مع الأسطى «نوسة»، وكانت أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت. ويقال انه شارك في أحد الأفراح وغنى للعروسين أنشودة عبدالوهاب «أيها الراقدون تحت التراب» وطبعاً نال أجره سباً وضرباً!
ولأنه لم يجد ما يكفيه من المال ترك «العالمة نوسة» ليعمل وكيلا في مكتب أحد المحامين. ثم عاد يفكر مرة ثانية في تحقيق حلمه الفني فذهب الى بديعة مصابني أشهر راقصات مصر آنذاك بعد ان اكتشفه توأمه الفني وصديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنية المؤلف الكوميدي الكبير أبو السعود الابياري والذي كون معه ثنائياً فنياً شهيراً وكان شريكاً له في ملهى بديعة مصابني ثم في السينما والمسرح، وهو الذي رشحه لبديعة لتقوم بتعيينه في فرقتها.
من كازينو بديعة خرج معظم فناني مصر، وعلى رأسهم يس الذي بدأ طريقه الى النجومية بالقاء المونولوجات في الكازينو.. الى ان ظهر في السينما للمرة الأولى في فيلم «خلف الحبايب» سنة 1939.
وبعد أكثر من عشرين سنة من التألق والنجاح شهد عام 1961 انحسار الأضواء عنه تدريجيا؛ فبعد ان كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فيلمين فقط هما «زوج بالايجار» و«الترجمان» وفي السنوات التسع الأخيرة من حياته لم يقدم سوى ثمانية أفلام لم تحقق نجاحاً كبيراً ولعل أهمها «العقل والمال».
ومع سيطرة الدولة على الانتاج السينمائي والمسرحي، شعر يس بالتضييق عليه كمنتج وصاحب فرقة مسرحية، كما تراكمت عليه الضرائب وطاردته الديون، ولأنه لم يكن من المقربين من المسئولين آنذاك تم الحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتباع أمام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض.
اضطر الى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر الى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها: فرسان الغرام، كرم الهوى، لقاء الغرباء، وعصابة النساء. كما وعمل مرة أخرى كمونولوجست.
وأخيراً عاد الى مصر محطما كسيرا وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل ولم يرحمه أحد أو يقدره.
وانعكس أفول شهرته، وخساراته المالية الفادحة على صحته حيث أصيب بأمراض القلب، والحزن الشديد، الى ان وافته المنية في 24 مايو عام 1972 اثر أزمة قلبية حادة دون ان يكرم التكريم الذي يستحقه.
ومن ثلاث زيجات لم يكن له سوى ولد وحيد هو المخرج ياسين اسماعيل ياسين الذي توفى بدوره دون الستين مثل أبيه.
اسماعيل ياسين صاحب شتيمة ( يابن الرفضي ) مات ذليلا
شريف صالح - النهار
Sherifsaleh2000@gmail.com
يروي الفنان أحمد رمزي الذي تعاون مع اسماعيل يس في أربعة أفلام أشهرها «ابن حميدو» ان تكلفة هذا الفيلم كانت حوالي 18 ألف جنيه فقط، وحقق ايرادات أكثر من 300 ألف جنيه.. بمقاييس ذلك الزمن يعتبر ايراداً ضخماً جداً.
مع ذلك فان الفنان الذي عرف الثراء الفاحش والشهرة الواسعة جداً، لم تكن حياته مثالاً للسعادة بل أقرب الى التعاسة والشقاء، فقد ولد في السويس لتاجر ذهب ميسور الحال، لكنه كان يتيم الأم. فتربى في كنف أبيه وزوجة أب قاسية الى ان أفلس محل الذهب الخاص بوالده نتيجة لسوء انفاقه، ودخل والده السجن لتراكم الديون عليه! وربما آخر ما كان يدور في باله بعد كل ما حققه من مجد ان ينتهي مصيره في وضع مشابه لأبيه، حيث الافلاس والحجر على عمارته!
اضطر اسماعيل في صباه للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، فقد كان عليه ان يتحمل مسئولية نفسه منذ صغره. ثم هجر المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه ليعمل مناديا للسيارات في أحد المواقف في السويس.
في سن الـ 17 عاما اتجه الى القاهرة وعمل صبيا في أحد المقاهي في شارع محمد علي شارع العوالم وأقام في فنادق صغيرة شعبية. ثم التحق بالعمل مع الأسطى «نوسة»، وكانت أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت. ويقال انه شارك في أحد الأفراح وغنى للعروسين أنشودة عبدالوهاب «أيها الراقدون تحت التراب» وطبعاً نال أجره سباً وضرباً!
ولأنه لم يجد ما يكفيه من المال ترك «العالمة نوسة» ليعمل وكيلا في مكتب أحد المحامين. ثم عاد يفكر مرة ثانية في تحقيق حلمه الفني فذهب الى بديعة مصابني أشهر راقصات مصر آنذاك بعد ان اكتشفه توأمه الفني وصديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنية المؤلف الكوميدي الكبير أبو السعود الابياري والذي كون معه ثنائياً فنياً شهيراً وكان شريكاً له في ملهى بديعة مصابني ثم في السينما والمسرح، وهو الذي رشحه لبديعة لتقوم بتعيينه في فرقتها.
من كازينو بديعة خرج معظم فناني مصر، وعلى رأسهم يس الذي بدأ طريقه الى النجومية بالقاء المونولوجات في الكازينو.. الى ان ظهر في السينما للمرة الأولى في فيلم «خلف الحبايب» سنة 1939.
وبعد أكثر من عشرين سنة من التألق والنجاح شهد عام 1961 انحسار الأضواء عنه تدريجيا؛ فبعد ان كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فيلمين فقط هما «زوج بالايجار» و«الترجمان» وفي السنوات التسع الأخيرة من حياته لم يقدم سوى ثمانية أفلام لم تحقق نجاحاً كبيراً ولعل أهمها «العقل والمال».
ومع سيطرة الدولة على الانتاج السينمائي والمسرحي، شعر يس بالتضييق عليه كمنتج وصاحب فرقة مسرحية، كما تراكمت عليه الضرائب وطاردته الديون، ولأنه لم يكن من المقربين من المسئولين آنذاك تم الحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتباع أمام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض.
اضطر الى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر الى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها: فرسان الغرام، كرم الهوى، لقاء الغرباء، وعصابة النساء. كما وعمل مرة أخرى كمونولوجست.
وأخيراً عاد الى مصر محطما كسيرا وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل ولم يرحمه أحد أو يقدره.
وانعكس أفول شهرته، وخساراته المالية الفادحة على صحته حيث أصيب بأمراض القلب، والحزن الشديد، الى ان وافته المنية في 24 مايو عام 1972 اثر أزمة قلبية حادة دون ان يكرم التكريم الذي يستحقه.
ومن ثلاث زيجات لم يكن له سوى ولد وحيد هو المخرج ياسين اسماعيل ياسين الذي توفى بدوره دون الستين مثل أبيه.