مسافر
09-19-2012, 10:04 AM
جعفر رجب
نحترم روحنا... يحترمونا
إما اننا لا نفهم وإما اننا نستهبل، ونطالب العالم الغربي والأمم المتحدة باصدار قانون ازدراء الأديان، لاننا لو بحثنا جديا فاننا نجد أنفسنا أمام مأزق:
أولا: الدين عند المسلم- واليهودي- مختلف عن بقية الشعوب، الدين عندهما يشكل هويتيهما الحضارية، وهو يعرف نفسه بأنه مسلم قبل كل شيء، ولهذا فعندما يتحدث الأوروبي المسيحي عن كونه مسيحيا لاشك يختلف عن مفهوم المسلم لذات الجملة، ولهذا فالمأزق الواضح هو مفهوم الدين، ومفهوم الاساءة والازدراء مختلف تماما بين ضفتي البحر المتوسط!
ثانيا: البعض يلخص الاديان في الاديان الابراهيمية الثلاثة دون الالتفات الى آلاف الاديان والمذاهب المختلفة، من بوذية، هندوسية، طاوية، طوطمية، صابئة، مجوسية... والبعض يستهجن وجودها بيننا ويطالب بمحوها، وهذا بحد ذاته ازدراء لهذه الاديان!
ثالثا: وهو الاهم، لا يمكن ان تطالب الدول الاسلامية العالم باحترام الدين الاسلامي وعدم ازدرائه، وهي لا تحترم الاديان في بلادها، بل مذاهب الاكثرية لا تقبل بالاقليات المذهبية، في نيجيريا منظمة «باكو حرام» حرقت الكنائس بمن فيها وقت الصلاة، في ليبيا تهدم اضرحة
الصوفية بالجرارات، في افغانستان فجر الطالبان تمثال بوذا وصفق رجال الدين لهذا الدمار والازدراء، في مصر احرقت بيوت المسيحيين لان صاحب مصبغة مسيحيا احرق قميص مسلم، في الكويت يطالب نائب بهدم الكنائس، في العراق تفجر الكنائس ودور العبادة من قبل الاطراف المتحاربة، في باكستان الحرب الطائفية مثل المسلسلات
التركية مستمرة طوال العام، في تركيا ازدراء ديني ومذهبي وعرقي، ومازال الارمن يطالبون بدمائهم، في ايران ازدراء للبهائيين... ثقافة الازدراء بدين الاخر تسري في عروقنا ونحن نتحدث ونسخر من عبدة النار، وابناء القردة والخنازير، وعبدة البقر... ومع ذلك نطالب الاخر الا يزدري الدين الاسلامي ويحترم مشاعرنا، ونحن ليس فقط لا نحترم مشاعره بل ندوس عليها!
الازدراء لا يعني فقط انتاج فيلم رديء، أو رسم كارتوني، أو تعليق تلفزيوني... الازدراء هو ثقافة مجتمع قبل ان يكون تصرفات فردية من هنا وهناك، الازدراء لا يعني ان اكتب مقالة ازدري فيها دينا، بل امنع الاخر ان يصرح بدينه أو يتعبد بدينه بحرية كاملة، الازدراء لا يعني فقط ان يتعرض البعض للانبياء بل يعني ان نساوي في الحقوق والواجبات
بين المواطنين سواء من كان نبيه محمدا أو عيسى عليهما السلام، والا ماذا يعني ان نحرم اتباع عيسى من حقوق المواطن العادي، سوى ازدراء بهم وبدينهم...!
في ثقافتنا مجرد ان يقال لفرد ما يهودي أو نصراني أو مجوسي أو هندوسي تعتبر بحد ذاتها شتيمة ومع ذلك نطالب الاخرين ان يوقفوا ويحاربوا تصرفات من يزدرون الدين الاسلامي،
قلبوا القنوات الدينية وشاهدوا كمية الكراهية للآخر، حتى تعرفوا ان المشكلة فينا نحن لا في الآخر!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com
نحترم روحنا... يحترمونا
إما اننا لا نفهم وإما اننا نستهبل، ونطالب العالم الغربي والأمم المتحدة باصدار قانون ازدراء الأديان، لاننا لو بحثنا جديا فاننا نجد أنفسنا أمام مأزق:
أولا: الدين عند المسلم- واليهودي- مختلف عن بقية الشعوب، الدين عندهما يشكل هويتيهما الحضارية، وهو يعرف نفسه بأنه مسلم قبل كل شيء، ولهذا فعندما يتحدث الأوروبي المسيحي عن كونه مسيحيا لاشك يختلف عن مفهوم المسلم لذات الجملة، ولهذا فالمأزق الواضح هو مفهوم الدين، ومفهوم الاساءة والازدراء مختلف تماما بين ضفتي البحر المتوسط!
ثانيا: البعض يلخص الاديان في الاديان الابراهيمية الثلاثة دون الالتفات الى آلاف الاديان والمذاهب المختلفة، من بوذية، هندوسية، طاوية، طوطمية، صابئة، مجوسية... والبعض يستهجن وجودها بيننا ويطالب بمحوها، وهذا بحد ذاته ازدراء لهذه الاديان!
ثالثا: وهو الاهم، لا يمكن ان تطالب الدول الاسلامية العالم باحترام الدين الاسلامي وعدم ازدرائه، وهي لا تحترم الاديان في بلادها، بل مذاهب الاكثرية لا تقبل بالاقليات المذهبية، في نيجيريا منظمة «باكو حرام» حرقت الكنائس بمن فيها وقت الصلاة، في ليبيا تهدم اضرحة
الصوفية بالجرارات، في افغانستان فجر الطالبان تمثال بوذا وصفق رجال الدين لهذا الدمار والازدراء، في مصر احرقت بيوت المسيحيين لان صاحب مصبغة مسيحيا احرق قميص مسلم، في الكويت يطالب نائب بهدم الكنائس، في العراق تفجر الكنائس ودور العبادة من قبل الاطراف المتحاربة، في باكستان الحرب الطائفية مثل المسلسلات
التركية مستمرة طوال العام، في تركيا ازدراء ديني ومذهبي وعرقي، ومازال الارمن يطالبون بدمائهم، في ايران ازدراء للبهائيين... ثقافة الازدراء بدين الاخر تسري في عروقنا ونحن نتحدث ونسخر من عبدة النار، وابناء القردة والخنازير، وعبدة البقر... ومع ذلك نطالب الاخر الا يزدري الدين الاسلامي ويحترم مشاعرنا، ونحن ليس فقط لا نحترم مشاعره بل ندوس عليها!
الازدراء لا يعني فقط انتاج فيلم رديء، أو رسم كارتوني، أو تعليق تلفزيوني... الازدراء هو ثقافة مجتمع قبل ان يكون تصرفات فردية من هنا وهناك، الازدراء لا يعني ان اكتب مقالة ازدري فيها دينا، بل امنع الاخر ان يصرح بدينه أو يتعبد بدينه بحرية كاملة، الازدراء لا يعني فقط ان يتعرض البعض للانبياء بل يعني ان نساوي في الحقوق والواجبات
بين المواطنين سواء من كان نبيه محمدا أو عيسى عليهما السلام، والا ماذا يعني ان نحرم اتباع عيسى من حقوق المواطن العادي، سوى ازدراء بهم وبدينهم...!
في ثقافتنا مجرد ان يقال لفرد ما يهودي أو نصراني أو مجوسي أو هندوسي تعتبر بحد ذاتها شتيمة ومع ذلك نطالب الاخرين ان يوقفوا ويحاربوا تصرفات من يزدرون الدين الاسلامي،
قلبوا القنوات الدينية وشاهدوا كمية الكراهية للآخر، حتى تعرفوا ان المشكلة فينا نحن لا في الآخر!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com