لا يوجد
05-27-2003, 01:40 AM
القوات الأميركية تعتقل عددا من قتلة الخوئي ومراجع في قم تريد الذهاب للنجف
لندن: علي نوري زاده
الشرق الأوسط 26/5/2003
علمت «الشرق الأوسط» ان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله سيد علي السيستاني ينوي القيام بزيارة لوطنه الام ايران بغية زيارة الاضرحة الشيعية المقدسة في قم حيث ترقد السيدة معصومة اخت الامام الرضا ثامن أئمة الشيعة في مشهد وسيمكث السيستاني بضعة اسابيع في قم يلتقي خلالها بكبار مراجع قم، وذلك في وقت قد أبدى عدد من مراجع قم رغبتهم في الذهاب الى النجف لاحياء مؤسسة المرجعية الشيعية وكرسي النجف التي دمرها النظام العراقي على حد قول احد وكلاء آية الله الميرزا جواد التبريزي احد كبار مراجع قم.
وقبل قيام الثورة الايرانية ظلت مدينة النجف لعدة قرون القاعدة المركزية لمرجعية الشيعة ورغم انه لفترات قصيرة كفترة زعامة آية الله الراحل حسين البروجردي تقدمت قم على النجف. غير ان شاه ايران الراحل، عزز موقع النجف بعد وفاة البروجردي بارسال برقية تعزية الى محسن الحكيم والد محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بمناسبة وفاة البروجردي ملوحا باعترافه بالحكيم كمرجع اعلى للشيعة حسب تقليد متبع منذ عهد ملوك القاجار بمواساة المرجع المرشح لزعامة الحوزة بعد وفاة المرجع الاعلى.
وكشف مصدر مطلع بقم لـ«الشرق الأوسط» عن محادثات صهر السيستاني حجة الاسلام شهرستاني مع مرشد النظام الايراني علي خامنئي في الاسبوع الماضي خلال لقاء خاص بينهما. واشار الى ان شهرستاني ابلغ خامنئي بقرار السيستاني زيارة ايران والمزارات الشيعية المقدسة وهو لم يزر ايران منذ اكثر من اربعين عاما.
غير ان مصادر اخرى اوضحت لـ«الشرق الأوسط» بان السيستاني مستاء من الوضع الشاذ في النجف حيث تعرضت الحوزة ولا تزال، لحرب خفية لها معالم علنية بين تيار مقتدى الصدر وأنصار محمد باقر الحكيم وجماعة حزب الدعوة.
والسيستاني الذي يعارض تدخل الدين في السياسة لا يريد دخوله في هذه الحرب لصالح طرف ضد آخر، وما قد نسب اليه مؤخرا من قبل مركز زعم بانه يمثل المرجع الاعلى في الخارج بشأن دعم السيستاني للحكيم والمجلس الاعلى، تسبب احراجا للسيستاني بحيث لم يعد بمقدوره تأييد الخبر ونفيه في آن معا، حتى لا يعتبر نفيه تأييدا ضمنيا لجماعة مقتدى الصدر.
فلهذا فانه ابدى رغبته في ان يقوم بزيارة لايران وربما سورية لزيارة ضريح السيدة زينب اخت الامام الحسين ويعود الى النجف بعد استتباب الامن فيها وضبط الحالة الشاذة.
وقرار السيستاني زيارة ايران جاء في وقت محرج للقيادة الايرانية، التي استغلت حالة الضعف والفتور التي سادت حوزة النجف بعد وفاة المرجع الاعلى الامام ابو القاسم الخوئي، وقتل خمسة من كبار المراجع على ايدي استخبارات صدام حسين، لتعزيز مكانة قم «كفاتيكان الشيعة» مع فارق واحد وهو عدم وجود شخصية بمستوى السيستاني كي تلعب دور المرجع الاعلى بقم. والشخص الوحيد الذي يحظى بمؤهلات علمية وسابقة تاريخية تجعلانه مؤهلا لمقام المرجع الاعلى في ايران هو آية الله السيد حسن الطباطبائي القمي وهو من جيل الحكيم والخميني وشريعة مداري.
غير ان القمي يقيم في مشهد وفي شبه عزلة مفروضة عليه منذ عدة سنين، وآية الله منتظري الذي تجتمع فيه ايضا المؤهلات اللازمة ليتولى زعامة الحوزة بقم لا يزال تحت حصار امني اعلامي. اما المراجع الآخرون فجزء منهم مرتبط باجهزة الحكم مثل لنكراني وصافي، ومكارم شيرازي وبهجت، واولئك المستقلين مثل يوسف صنعي وموسوي اردبيلي والتبريزي ووحيد الخراساني فانهم يفتقرون الى امكانيات مالية تمكنهم من اجتذاب الطلبة وتأمين معاشهم. كما ان النظام نجح لحد ما في قطع مواردهم المالية (الاخماس وحصة الامام الغائب التي يدفعها اثرياء الشيعة الى المرجع الذي يقلدونه).
وذهاب عدد من مراجع قم الى النجف، في الاشهر المقبلة سينعكس سلبا على محاولات القيادة الايرانية الرامية الى جعل مدينة قم قاعدة المرجعية الاولى. وبالنسبة لما يدور في النجف، علمت «الشرق الأوسط» بأن القوات الاميركية قد اعتقلت عددا من المتورطين في مقتل عبد المجيد الخوئي امين عام مؤسسة الخوئي يوم التاسع ابريل (نيسان). واوضح مصدر قريب من اسرة الخوئي بان تحقيقات تجرى حاليا حول انتماءات القتلة. وهناك اتهامات بان ثلاثة منهم ينتمون الى حزب مرتبط باجهزة استخبارات الحرس الثوري في ايران. وتدور في الوقت نفسه معركة في لندن بين احد احفاد الامام الخوئي وشقيق عبد الجيد الخوئي، حجة الاسلام عبد الصاحب الخوئي المشرف على مؤسسة الخوئي بصورة مؤقتة والى حين تشكيل مجلس امناء المؤسسة قريبا لاختيار الامين العام الجديد. ووفقا للوثيقة التأسيسية للمؤسسة فان الامين العام يجب ان يكون احد ابناء الامام الخوئي ومن بعده احفاده، وبعد مقتل عبد المجيد الخوئي، جاء شقيقه عبد الصاحب الى لندن لملء كرسي شقيقه، بينما تقدم امين نجل حجة الاسلام الراحل جمال الخوئي الابن البكر للامام الخوئي باعتباره مجتهدا مؤهلاً لادارة المؤسسة، غير ان اسرة عبد المجيد الخوئي وعددا من احفاد الامام الراحل وفي مقدمتهم يوسف الخوئي تصدوا لذلك بمبايعة عبد الصاحب خلفا لشقيقه الراحل عبد المجيد.
لندن: علي نوري زاده
الشرق الأوسط 26/5/2003
علمت «الشرق الأوسط» ان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله سيد علي السيستاني ينوي القيام بزيارة لوطنه الام ايران بغية زيارة الاضرحة الشيعية المقدسة في قم حيث ترقد السيدة معصومة اخت الامام الرضا ثامن أئمة الشيعة في مشهد وسيمكث السيستاني بضعة اسابيع في قم يلتقي خلالها بكبار مراجع قم، وذلك في وقت قد أبدى عدد من مراجع قم رغبتهم في الذهاب الى النجف لاحياء مؤسسة المرجعية الشيعية وكرسي النجف التي دمرها النظام العراقي على حد قول احد وكلاء آية الله الميرزا جواد التبريزي احد كبار مراجع قم.
وقبل قيام الثورة الايرانية ظلت مدينة النجف لعدة قرون القاعدة المركزية لمرجعية الشيعة ورغم انه لفترات قصيرة كفترة زعامة آية الله الراحل حسين البروجردي تقدمت قم على النجف. غير ان شاه ايران الراحل، عزز موقع النجف بعد وفاة البروجردي بارسال برقية تعزية الى محسن الحكيم والد محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بمناسبة وفاة البروجردي ملوحا باعترافه بالحكيم كمرجع اعلى للشيعة حسب تقليد متبع منذ عهد ملوك القاجار بمواساة المرجع المرشح لزعامة الحوزة بعد وفاة المرجع الاعلى.
وكشف مصدر مطلع بقم لـ«الشرق الأوسط» عن محادثات صهر السيستاني حجة الاسلام شهرستاني مع مرشد النظام الايراني علي خامنئي في الاسبوع الماضي خلال لقاء خاص بينهما. واشار الى ان شهرستاني ابلغ خامنئي بقرار السيستاني زيارة ايران والمزارات الشيعية المقدسة وهو لم يزر ايران منذ اكثر من اربعين عاما.
غير ان مصادر اخرى اوضحت لـ«الشرق الأوسط» بان السيستاني مستاء من الوضع الشاذ في النجف حيث تعرضت الحوزة ولا تزال، لحرب خفية لها معالم علنية بين تيار مقتدى الصدر وأنصار محمد باقر الحكيم وجماعة حزب الدعوة.
والسيستاني الذي يعارض تدخل الدين في السياسة لا يريد دخوله في هذه الحرب لصالح طرف ضد آخر، وما قد نسب اليه مؤخرا من قبل مركز زعم بانه يمثل المرجع الاعلى في الخارج بشأن دعم السيستاني للحكيم والمجلس الاعلى، تسبب احراجا للسيستاني بحيث لم يعد بمقدوره تأييد الخبر ونفيه في آن معا، حتى لا يعتبر نفيه تأييدا ضمنيا لجماعة مقتدى الصدر.
فلهذا فانه ابدى رغبته في ان يقوم بزيارة لايران وربما سورية لزيارة ضريح السيدة زينب اخت الامام الحسين ويعود الى النجف بعد استتباب الامن فيها وضبط الحالة الشاذة.
وقرار السيستاني زيارة ايران جاء في وقت محرج للقيادة الايرانية، التي استغلت حالة الضعف والفتور التي سادت حوزة النجف بعد وفاة المرجع الاعلى الامام ابو القاسم الخوئي، وقتل خمسة من كبار المراجع على ايدي استخبارات صدام حسين، لتعزيز مكانة قم «كفاتيكان الشيعة» مع فارق واحد وهو عدم وجود شخصية بمستوى السيستاني كي تلعب دور المرجع الاعلى بقم. والشخص الوحيد الذي يحظى بمؤهلات علمية وسابقة تاريخية تجعلانه مؤهلا لمقام المرجع الاعلى في ايران هو آية الله السيد حسن الطباطبائي القمي وهو من جيل الحكيم والخميني وشريعة مداري.
غير ان القمي يقيم في مشهد وفي شبه عزلة مفروضة عليه منذ عدة سنين، وآية الله منتظري الذي تجتمع فيه ايضا المؤهلات اللازمة ليتولى زعامة الحوزة بقم لا يزال تحت حصار امني اعلامي. اما المراجع الآخرون فجزء منهم مرتبط باجهزة الحكم مثل لنكراني وصافي، ومكارم شيرازي وبهجت، واولئك المستقلين مثل يوسف صنعي وموسوي اردبيلي والتبريزي ووحيد الخراساني فانهم يفتقرون الى امكانيات مالية تمكنهم من اجتذاب الطلبة وتأمين معاشهم. كما ان النظام نجح لحد ما في قطع مواردهم المالية (الاخماس وحصة الامام الغائب التي يدفعها اثرياء الشيعة الى المرجع الذي يقلدونه).
وذهاب عدد من مراجع قم الى النجف، في الاشهر المقبلة سينعكس سلبا على محاولات القيادة الايرانية الرامية الى جعل مدينة قم قاعدة المرجعية الاولى. وبالنسبة لما يدور في النجف، علمت «الشرق الأوسط» بأن القوات الاميركية قد اعتقلت عددا من المتورطين في مقتل عبد المجيد الخوئي امين عام مؤسسة الخوئي يوم التاسع ابريل (نيسان). واوضح مصدر قريب من اسرة الخوئي بان تحقيقات تجرى حاليا حول انتماءات القتلة. وهناك اتهامات بان ثلاثة منهم ينتمون الى حزب مرتبط باجهزة استخبارات الحرس الثوري في ايران. وتدور في الوقت نفسه معركة في لندن بين احد احفاد الامام الخوئي وشقيق عبد الجيد الخوئي، حجة الاسلام عبد الصاحب الخوئي المشرف على مؤسسة الخوئي بصورة مؤقتة والى حين تشكيل مجلس امناء المؤسسة قريبا لاختيار الامين العام الجديد. ووفقا للوثيقة التأسيسية للمؤسسة فان الامين العام يجب ان يكون احد ابناء الامام الخوئي ومن بعده احفاده، وبعد مقتل عبد المجيد الخوئي، جاء شقيقه عبد الصاحب الى لندن لملء كرسي شقيقه، بينما تقدم امين نجل حجة الاسلام الراحل جمال الخوئي الابن البكر للامام الخوئي باعتباره مجتهدا مؤهلاً لادارة المؤسسة، غير ان اسرة عبد المجيد الخوئي وعددا من احفاد الامام الراحل وفي مقدمتهم يوسف الخوئي تصدوا لذلك بمبايعة عبد الصاحب خلفا لشقيقه الراحل عبد المجيد.