بو حسين
01-08-2005, 05:53 PM
مقدمة مشروع التيار الصدري......التيار الصدري - جيش المهدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي وسلامي لكم
وكذلك سلامي الى كل العراقيين من المؤمنين
وابعث لهم ولكم نسخه من مقدمة مشروع التيار الصدري......التيار الصدري - جيش المهدي
املا ان تستنسخه لعدت نسخ وتوزيعها لوجه الله تعالى في الحسينيات قربكم
سلامي لكل الاخوه وارجوا ان نتواصل واياكم ومع اخوتنا على بريدي الالكتروني
mohamadamam@yahoo.com
ahmadalbhadele@hotmail.com
زهير الاءسدي) على عنوانه الالكتروني )c0واذا كان لاءي عراقي اي اسفسار يمكنه الاتصال بالاستا
Almehdi_9@hotmail.com
Alamanaa@hotmail.com
لاتنسونا بالدعاء
والسلام
احمد البهادلي
مقدمة مشروع التيار الصدري
التيار الصدري - جيش المهدي
زهير الأسـدي
لقد كنا ولا نزال في التيار الصدري نواجه سؤالاً طالماً أجبنا عليه وهو : ما هو مشروعكم المطروح في الساحة العراقية اليوم ؟؟ وما هو برنامج جيش المهدي وطموحاته المستقبلية؟
للجواب نقول: إن مشروعنا ببساطة ووضوح هو مشروع الله في الأرض الموثق في كتابه المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , نحن قوم مؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر ونعتقد اعتقاداً جازماً بأن القرآن الكريم الذي هو (..تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل89) والذي لم يترك شأناً من شؤون الدنيا والآخرة إلا وأشار إليه هو المشروع الأمثل الكامل التام الذي لا يسلك النقص إليه من سبيل, وهو السبيل الوحيد والأكيد للعدالة في الأرض وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة , وقد وعدنا الله في كتابه المجيد بتطبيقه بصورة شاملة ونهائية في جميع ربوع الأرض , (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ..) (النور55)
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة33)
ولما كان ليس من بعد الله من كمال وليس من بعد القرآن من كتاب منزل تام كامل, وكل الكمال قد وثّقه تعالى مجده في القرآن الكريم (..مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..) (الأنعام38) وليس من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نبي , وليس من البعد المهدي من هادي للأمم ومنقذ للبشرية ومحقق العدالة الشاملة في الأرض , فإن كل ما جاءنا من الله من علم ومعرفة ومن ورسوله الأمين في سنة متكاملة وتراث غني, وما نتطلع إليه في المستقبل في المهدي الذي يبسط العدالة الشاملة على الكرة الأرضية كلها , هو الحق المبين الذي ليس من بعده حق ولا كمال , وعلى هذا نرى انه لا يحق لنا -أو أي إنسان آخر- أن نجتهد أمام عظمته تعالى مجده وعظمه رسوله الأمين ونبتدع مشروعاً مستقلاً مقابل مشروعه تعالى مجده - كما فعل غيرنا- فهذا العمل لا يجرؤ عليه مؤمن يعتقد بكمال الرسالة والعقيدة , بل نجتهد في فهم الكمال المنزل إلينا وتطوير واقعنا وحضارتنا ضمن نطاقه , نحن نعمل بتكاليفنا الشرعية في مسيرة كمال النشأة ضمن سلسلة كمال الخاتمة التي بدأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما زال حياً في ضمائرنا نتوجه بتوجيهاته ونتمثل لأوامره ريثما يأتي قائدنا المنتظر الذي سمينا جيشنا باسمه وجنّدنا أنفسنا في سبيل الله لأجله , وحينما يأتي سيجدنا جاهزون إن شاء الله تعالى.
نحن قوم لا ننظر للماضي على أنه معياراً وملاذاً وحيداً لتفسير الواقع , بل ننظر للمستقبل ونتطلع إليه والدليل على ذلك نعتبر قائد المستقبل ( المهدي المنتظر) هو قائدنا اليوم ونسعى بجهودنا للتحرك نحوه في ذلك المستقبل المشرق الذي تبشّر به كل العقائد السماوية , نحن نراه ببصائرنا التواقة قائداً فذاً قد صمم لمهمة كبرى في الأرض, ومن خلال نظرتنا للماضي العزيز والمستقبل المشرق الذي يبشرنا به القرآن الكريم والأحاديث الشريفة نفسّر واقعنا اليوم ونحدد الخطوة التي سوف نخطوها في ذلك المستقبل الذي نراه بكل وضوح من خلال النصوص القرآنية وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبصائرنا التواقة.
نعتقد أننا قد اخترنا المشروع الأمثل من بين المشاريع, وهو مضمون النتائج والربح في الدنيا والآخرة , وكمال مشروعنا الذي جنّدنا أنفسنا في خدمته من كمال مشرّعه الخالق العظيم ومن كمال مبلغّه الرسول الأمين ومن كمال قائدنا المهدي الذي صممته السماء لأهم وأخطر مهمة على الإطلاق وهي بسط العدالة الشاملة في الأرض , ونعتبر كل مشروع سواه صفقة خاسرة لا تستحق المراهنة او بذل الجهد في سبيلها .
أما جيش المهدي فهو أمة من المؤمنين يعملون بتكليفهم الشرعي أزاء إمام زمانهم ( المهدي المنتظر عليه السلام) الذي نعتقد به ونرى أنه القائد الشرعي الوحيد في هذا الزمان الذي يستحق أن نواليه ونعمل لأجله ونفديه بأرواحنا في سبيل الله , ونحن من خلال هذا الجيش نريد أن نثبت له وللعالم عملياً مدى حبنا وإخلاصنا في الولاء وتفانينا في خدمته, وليس من مهام جيش المهدي القتال في الدفاع عن الوطن والإنسان والمقدسات فحسب , بل في بناء الإنسان والوطن الذي نحبه ونعتز به ونفتخر أنه وطن أول خليفة في الأرض (آدم عليه السلام) الذي عاش ودفن فيه , و وطن آخر خليفة في الأرض ( المهدي المنتظر) الذي يبسط العدالة الشاملة في أ قطار الأرض , وما بين هذا وذاك سلسلة طولية من الرسالات المنزلة وأجيال من المعصومين أرواحهم الطاهرة تعطّر لنا هواء وطننا العزيز الذي نفديه بكل غالي ونفيس , فليس الوطن -كما نراه- بقعة جغرافية من تراب ونهرين وطابوق مبني وبترول أسود ثقيل فحسب, بل هو بناء شاهق من رسالات وأنبياء ومعصومين وشهداء ومؤمنين ما زالت أفكارهم النيرة وأرواحهم الطاهرة تحيط بنا من جميع الجهات , وهي التي ترسم لنا خارطتنا الروحية في هذا المكان الذي نحبه وتحدد حدوده المميزة, مَنْ ينتمي لهكذا وطن وشعب طيب مؤمن بهؤلاء يستحق التضحية لأجله, ولما كان نبينا المقدس صلى الله عليه وآله وسلم مبعوث للناس اجمعين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء107) وكان المهدي قائداً لجميع الأوطان ومهمته عامة شاملة , فإن كل الأرض وطن لنا وكل الناس الشرفاء الخيرين أخواننا .
مهمات جيش المهدي
لما كانت مهمة قائدنا (المهدي) العدالة وبناء الإنسان ونصرة المظلومين والدفاع عن المستضعفين وقضاء حوائج المحتاجين , ونشر العلوم العالية وهداية الناس أجمعين , فإن تلك المهام بالتأكيد من مهمتنا نحن الذين تبنّينّا مشروعه الإلهي وجندنا أنفسنا لأجله في سبيل الله , فكل عمل نعتقد أنه من ضمن مسؤولية قائدنا المنتظر نوجب على أنفسنا القيام به في سبيل التمهيد لدولته المباركة, ولا ينحصر دور جيش المهدي في خدمة المحتاجين والمستضعفين على المسلمين أو ابناء الطائفة فحسب بل يشمل كل من يدخل تحت هذا العنوان من الأديان والطوائف والقوميات الأخرى , وقد مارسنا هذا علمياً من خلال عرض السيد مقتدي الصدر على إخواننا المسيحيين الذين يشاركوننا الوطن وعبادة الخالق العظيم في تولي جيش المهدي حماية كنائسهم - التي نعتبرها دوراً لعبادة الله كما المساجد- دون التدخل في شؤون العبادة وما يجري فيها ( حماية وحراسة وحسب), وهذه المبادرة تترجم علمياً نظرتنا وموقفنا من أخواننا من الأديان أو القوميات الأخرى, وفي ذات الوقت هي موقف مشرّف لم يسبقه إليه أحد من قبل لا قوات الأحتلال ولا الحكومة التي نصّبوها .
موقفنا من الآخرين :
ولما كانت مهمة المهدي لا تنحصر في بقعة معينة ولا تخص طائفة أو قومية دون أخرى بل هي مهمة إنسانية حضارية شاملة , فإن موقفنا من الطوائف والقوميات الأخرى من نفس موقف قائدنا المنتظر , ليس لدينا موقفاً سلبياً أو نظرة عنصرية لأي طائفة أو قومية أو مجموعة بشرية أو إنسان طالما يحترمون عقائدنا ووجودنا وحقوقنا المشروعة التي كفلتها لنا شريعة السماء والفطرة الإنسانية السلمية المنتزعة من هوية الله تعالى مجده, وننظر للجميع نظرة إنسانية محترمة , ونعتبر المسلمين شيعة وسنة على أختلاف قومياتهم أخواناً في دينٍ واحدٍ يوحدون رباً واحداً ويقدسون كتاباً واحداً ويؤمنون بني واحدٍ ويتوجهون إلى قبلة واحدة ومرتبطون بمصيرٍ واحدٍ , ومهديهم مهدياً واحداً , وأن أي جهد من الآخرين يصب في مصلحة تحقيق مشروع الله في الأرض ويحقق للإنسان العدالة ويحفظ إنسانيته المصانة وحقوقه نرى أنه جهداً يستحق التقدير والاحترام والتعاون معه, لأنه من ضمن مشروعنا الذي تبنيناه وضمن الشريعة التي نؤمن بها .
موقفنا من الأحتلال
لما كان احتلال العراق لم يبتني على اسسس شرعية ولا قانونية ولا حتى أخلاقية على حسب قوانين السماء والأرض (منها الأمم المتحدة) وكانت الجهة المحتلة تخالفنا تماماً في كل شيء ( العقيدة , الثقافة , التقاليد, الطموحات..إلخ) فإن موقفنا منه هو نفس موقف الله ورسوله والأئمة من الكافرين الظالمين وهو الرفض المطلق لكل ما يمت له من صله أو ما ينتج عنه من حيثيات, وقد أعلناه مراراً دونما تحفظ أو مراوغة, ونرى أن كل ما يأتي من جهة غير شرعية يعتبر باطل من الناحية الشرعية والقانونية, ولنا نظرتنا المستقلة التي نستمدها من عقيدتنا السمحاء في بناء الإنسان والوطن ومؤسساته الحضارية , ونؤمن بالديمقراطية والتعددية والانتخابات ولكن بشرط توفر الحرية والاستقلال وجهة نزيهة تشرف عليها, ولا نثق أبداً بالجهة التي لفقت أكاذيبها ومبرراتها في احتلال بلدنا في إقامة والأشراف على الانتخابات ولا نسلّم رقابنا لهذا العدو الظالم ولا نعطيه الشرعية التي أصحبت عقدته المستحكمة, بل نحن قوم مؤمنون نريد أن تكون الانتخابات التي تؤثر في مستقبلنا ومستقبل أمتنا بإشراف جهات نعتقد بنزاهتها وحياديتها ونطالب ان يكونوا من المسلمين, ولا بأس أن يكون معهم من رجال الدين من الأديان السماوية الأخرى, لأعتقادنا أن السبيل الوحيد للشرعية هو السماء ولا نعترف بشرعية المحتل الظالم ولا أي جهة أرضية ( علمانية) اخرى .
ولأجل ذلك كان لنا الشرف أن لا ندخل في مشروع الأحتلال الخبيث الذي ينسجم إلى حد التطابق مع مشرع الصهاينة في المنطقة لكي لا نشاركه في آثامه وجرائمه ضد ابناء شعبنا وأخوتنا , واحتفظنا بمشروعنا الذي نعتز به والذي نعتقد اعتقاداً جازماً بأنه هو الذي سوف يسود الأرض وينقذ - ليس العراق وحده فحسب- بل البشرية كلها من هيمنة الاستكبار وذيوله ويحقق للعالم العدالة المنشودة .
موقفنا من التقدم والحضارة
لما كان قائدنا المنتظر (المهدي) يظهر العلوم العالية ويبني الحضارة المثالية الكاملة التي تحقق العدالة الشاملة لجميع سكان الأرض ويطوّر العلوم السابقة لظهوره ويكمّلها إلى أقصى درجات الكمال , فإن موقفنا من تلك العناوين من موقف قائدنا , ونلزم أنفسنا أن نعمل من ضمن نطاق عمله وأختصاصه ونحاول بما يتاح لنا من إمكانيات أن نملأ الفراغ السابق لظهوره بتطوير واقعنا المعاصر وتوجيهه نحو تلك الوجهة التامة الكاملة التي ستشهد حضوره المبارك , نحن الممهدون لظهوره بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني ودلالات وقد عملنا ولا نزال نعمل ونرحّب بكل المفكرين الخيرين وذوي الاختصاص والكفاءات العلمية الراقية أن ينظموا إلينا لنبي الحضارة المثالية الشاملة المبنية على العدل والمساواة التي هي من مسؤولية قائدنا المنتظر .
زهير الأسـدي
باحث في علوم المستقبل
Almehdi_9@hotmail.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي وسلامي لكم
وكذلك سلامي الى كل العراقيين من المؤمنين
وابعث لهم ولكم نسخه من مقدمة مشروع التيار الصدري......التيار الصدري - جيش المهدي
املا ان تستنسخه لعدت نسخ وتوزيعها لوجه الله تعالى في الحسينيات قربكم
سلامي لكل الاخوه وارجوا ان نتواصل واياكم ومع اخوتنا على بريدي الالكتروني
mohamadamam@yahoo.com
ahmadalbhadele@hotmail.com
زهير الاءسدي) على عنوانه الالكتروني )c0واذا كان لاءي عراقي اي اسفسار يمكنه الاتصال بالاستا
Almehdi_9@hotmail.com
Alamanaa@hotmail.com
لاتنسونا بالدعاء
والسلام
احمد البهادلي
مقدمة مشروع التيار الصدري
التيار الصدري - جيش المهدي
زهير الأسـدي
لقد كنا ولا نزال في التيار الصدري نواجه سؤالاً طالماً أجبنا عليه وهو : ما هو مشروعكم المطروح في الساحة العراقية اليوم ؟؟ وما هو برنامج جيش المهدي وطموحاته المستقبلية؟
للجواب نقول: إن مشروعنا ببساطة ووضوح هو مشروع الله في الأرض الموثق في كتابه المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , نحن قوم مؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر ونعتقد اعتقاداً جازماً بأن القرآن الكريم الذي هو (..تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل89) والذي لم يترك شأناً من شؤون الدنيا والآخرة إلا وأشار إليه هو المشروع الأمثل الكامل التام الذي لا يسلك النقص إليه من سبيل, وهو السبيل الوحيد والأكيد للعدالة في الأرض وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة , وقد وعدنا الله في كتابه المجيد بتطبيقه بصورة شاملة ونهائية في جميع ربوع الأرض , (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ..) (النور55)
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة33)
ولما كان ليس من بعد الله من كمال وليس من بعد القرآن من كتاب منزل تام كامل, وكل الكمال قد وثّقه تعالى مجده في القرآن الكريم (..مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..) (الأنعام38) وليس من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نبي , وليس من البعد المهدي من هادي للأمم ومنقذ للبشرية ومحقق العدالة الشاملة في الأرض , فإن كل ما جاءنا من الله من علم ومعرفة ومن ورسوله الأمين في سنة متكاملة وتراث غني, وما نتطلع إليه في المستقبل في المهدي الذي يبسط العدالة الشاملة على الكرة الأرضية كلها , هو الحق المبين الذي ليس من بعده حق ولا كمال , وعلى هذا نرى انه لا يحق لنا -أو أي إنسان آخر- أن نجتهد أمام عظمته تعالى مجده وعظمه رسوله الأمين ونبتدع مشروعاً مستقلاً مقابل مشروعه تعالى مجده - كما فعل غيرنا- فهذا العمل لا يجرؤ عليه مؤمن يعتقد بكمال الرسالة والعقيدة , بل نجتهد في فهم الكمال المنزل إلينا وتطوير واقعنا وحضارتنا ضمن نطاقه , نحن نعمل بتكاليفنا الشرعية في مسيرة كمال النشأة ضمن سلسلة كمال الخاتمة التي بدأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما زال حياً في ضمائرنا نتوجه بتوجيهاته ونتمثل لأوامره ريثما يأتي قائدنا المنتظر الذي سمينا جيشنا باسمه وجنّدنا أنفسنا في سبيل الله لأجله , وحينما يأتي سيجدنا جاهزون إن شاء الله تعالى.
نحن قوم لا ننظر للماضي على أنه معياراً وملاذاً وحيداً لتفسير الواقع , بل ننظر للمستقبل ونتطلع إليه والدليل على ذلك نعتبر قائد المستقبل ( المهدي المنتظر) هو قائدنا اليوم ونسعى بجهودنا للتحرك نحوه في ذلك المستقبل المشرق الذي تبشّر به كل العقائد السماوية , نحن نراه ببصائرنا التواقة قائداً فذاً قد صمم لمهمة كبرى في الأرض, ومن خلال نظرتنا للماضي العزيز والمستقبل المشرق الذي يبشرنا به القرآن الكريم والأحاديث الشريفة نفسّر واقعنا اليوم ونحدد الخطوة التي سوف نخطوها في ذلك المستقبل الذي نراه بكل وضوح من خلال النصوص القرآنية وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبصائرنا التواقة.
نعتقد أننا قد اخترنا المشروع الأمثل من بين المشاريع, وهو مضمون النتائج والربح في الدنيا والآخرة , وكمال مشروعنا الذي جنّدنا أنفسنا في خدمته من كمال مشرّعه الخالق العظيم ومن كمال مبلغّه الرسول الأمين ومن كمال قائدنا المهدي الذي صممته السماء لأهم وأخطر مهمة على الإطلاق وهي بسط العدالة الشاملة في الأرض , ونعتبر كل مشروع سواه صفقة خاسرة لا تستحق المراهنة او بذل الجهد في سبيلها .
أما جيش المهدي فهو أمة من المؤمنين يعملون بتكليفهم الشرعي أزاء إمام زمانهم ( المهدي المنتظر عليه السلام) الذي نعتقد به ونرى أنه القائد الشرعي الوحيد في هذا الزمان الذي يستحق أن نواليه ونعمل لأجله ونفديه بأرواحنا في سبيل الله , ونحن من خلال هذا الجيش نريد أن نثبت له وللعالم عملياً مدى حبنا وإخلاصنا في الولاء وتفانينا في خدمته, وليس من مهام جيش المهدي القتال في الدفاع عن الوطن والإنسان والمقدسات فحسب , بل في بناء الإنسان والوطن الذي نحبه ونعتز به ونفتخر أنه وطن أول خليفة في الأرض (آدم عليه السلام) الذي عاش ودفن فيه , و وطن آخر خليفة في الأرض ( المهدي المنتظر) الذي يبسط العدالة الشاملة في أ قطار الأرض , وما بين هذا وذاك سلسلة طولية من الرسالات المنزلة وأجيال من المعصومين أرواحهم الطاهرة تعطّر لنا هواء وطننا العزيز الذي نفديه بكل غالي ونفيس , فليس الوطن -كما نراه- بقعة جغرافية من تراب ونهرين وطابوق مبني وبترول أسود ثقيل فحسب, بل هو بناء شاهق من رسالات وأنبياء ومعصومين وشهداء ومؤمنين ما زالت أفكارهم النيرة وأرواحهم الطاهرة تحيط بنا من جميع الجهات , وهي التي ترسم لنا خارطتنا الروحية في هذا المكان الذي نحبه وتحدد حدوده المميزة, مَنْ ينتمي لهكذا وطن وشعب طيب مؤمن بهؤلاء يستحق التضحية لأجله, ولما كان نبينا المقدس صلى الله عليه وآله وسلم مبعوث للناس اجمعين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء107) وكان المهدي قائداً لجميع الأوطان ومهمته عامة شاملة , فإن كل الأرض وطن لنا وكل الناس الشرفاء الخيرين أخواننا .
مهمات جيش المهدي
لما كانت مهمة قائدنا (المهدي) العدالة وبناء الإنسان ونصرة المظلومين والدفاع عن المستضعفين وقضاء حوائج المحتاجين , ونشر العلوم العالية وهداية الناس أجمعين , فإن تلك المهام بالتأكيد من مهمتنا نحن الذين تبنّينّا مشروعه الإلهي وجندنا أنفسنا لأجله في سبيل الله , فكل عمل نعتقد أنه من ضمن مسؤولية قائدنا المنتظر نوجب على أنفسنا القيام به في سبيل التمهيد لدولته المباركة, ولا ينحصر دور جيش المهدي في خدمة المحتاجين والمستضعفين على المسلمين أو ابناء الطائفة فحسب بل يشمل كل من يدخل تحت هذا العنوان من الأديان والطوائف والقوميات الأخرى , وقد مارسنا هذا علمياً من خلال عرض السيد مقتدي الصدر على إخواننا المسيحيين الذين يشاركوننا الوطن وعبادة الخالق العظيم في تولي جيش المهدي حماية كنائسهم - التي نعتبرها دوراً لعبادة الله كما المساجد- دون التدخل في شؤون العبادة وما يجري فيها ( حماية وحراسة وحسب), وهذه المبادرة تترجم علمياً نظرتنا وموقفنا من أخواننا من الأديان أو القوميات الأخرى, وفي ذات الوقت هي موقف مشرّف لم يسبقه إليه أحد من قبل لا قوات الأحتلال ولا الحكومة التي نصّبوها .
موقفنا من الآخرين :
ولما كانت مهمة المهدي لا تنحصر في بقعة معينة ولا تخص طائفة أو قومية دون أخرى بل هي مهمة إنسانية حضارية شاملة , فإن موقفنا من الطوائف والقوميات الأخرى من نفس موقف قائدنا المنتظر , ليس لدينا موقفاً سلبياً أو نظرة عنصرية لأي طائفة أو قومية أو مجموعة بشرية أو إنسان طالما يحترمون عقائدنا ووجودنا وحقوقنا المشروعة التي كفلتها لنا شريعة السماء والفطرة الإنسانية السلمية المنتزعة من هوية الله تعالى مجده, وننظر للجميع نظرة إنسانية محترمة , ونعتبر المسلمين شيعة وسنة على أختلاف قومياتهم أخواناً في دينٍ واحدٍ يوحدون رباً واحداً ويقدسون كتاباً واحداً ويؤمنون بني واحدٍ ويتوجهون إلى قبلة واحدة ومرتبطون بمصيرٍ واحدٍ , ومهديهم مهدياً واحداً , وأن أي جهد من الآخرين يصب في مصلحة تحقيق مشروع الله في الأرض ويحقق للإنسان العدالة ويحفظ إنسانيته المصانة وحقوقه نرى أنه جهداً يستحق التقدير والاحترام والتعاون معه, لأنه من ضمن مشروعنا الذي تبنيناه وضمن الشريعة التي نؤمن بها .
موقفنا من الأحتلال
لما كان احتلال العراق لم يبتني على اسسس شرعية ولا قانونية ولا حتى أخلاقية على حسب قوانين السماء والأرض (منها الأمم المتحدة) وكانت الجهة المحتلة تخالفنا تماماً في كل شيء ( العقيدة , الثقافة , التقاليد, الطموحات..إلخ) فإن موقفنا منه هو نفس موقف الله ورسوله والأئمة من الكافرين الظالمين وهو الرفض المطلق لكل ما يمت له من صله أو ما ينتج عنه من حيثيات, وقد أعلناه مراراً دونما تحفظ أو مراوغة, ونرى أن كل ما يأتي من جهة غير شرعية يعتبر باطل من الناحية الشرعية والقانونية, ولنا نظرتنا المستقلة التي نستمدها من عقيدتنا السمحاء في بناء الإنسان والوطن ومؤسساته الحضارية , ونؤمن بالديمقراطية والتعددية والانتخابات ولكن بشرط توفر الحرية والاستقلال وجهة نزيهة تشرف عليها, ولا نثق أبداً بالجهة التي لفقت أكاذيبها ومبرراتها في احتلال بلدنا في إقامة والأشراف على الانتخابات ولا نسلّم رقابنا لهذا العدو الظالم ولا نعطيه الشرعية التي أصحبت عقدته المستحكمة, بل نحن قوم مؤمنون نريد أن تكون الانتخابات التي تؤثر في مستقبلنا ومستقبل أمتنا بإشراف جهات نعتقد بنزاهتها وحياديتها ونطالب ان يكونوا من المسلمين, ولا بأس أن يكون معهم من رجال الدين من الأديان السماوية الأخرى, لأعتقادنا أن السبيل الوحيد للشرعية هو السماء ولا نعترف بشرعية المحتل الظالم ولا أي جهة أرضية ( علمانية) اخرى .
ولأجل ذلك كان لنا الشرف أن لا ندخل في مشروع الأحتلال الخبيث الذي ينسجم إلى حد التطابق مع مشرع الصهاينة في المنطقة لكي لا نشاركه في آثامه وجرائمه ضد ابناء شعبنا وأخوتنا , واحتفظنا بمشروعنا الذي نعتز به والذي نعتقد اعتقاداً جازماً بأنه هو الذي سوف يسود الأرض وينقذ - ليس العراق وحده فحسب- بل البشرية كلها من هيمنة الاستكبار وذيوله ويحقق للعالم العدالة المنشودة .
موقفنا من التقدم والحضارة
لما كان قائدنا المنتظر (المهدي) يظهر العلوم العالية ويبني الحضارة المثالية الكاملة التي تحقق العدالة الشاملة لجميع سكان الأرض ويطوّر العلوم السابقة لظهوره ويكمّلها إلى أقصى درجات الكمال , فإن موقفنا من تلك العناوين من موقف قائدنا , ونلزم أنفسنا أن نعمل من ضمن نطاق عمله وأختصاصه ونحاول بما يتاح لنا من إمكانيات أن نملأ الفراغ السابق لظهوره بتطوير واقعنا المعاصر وتوجيهه نحو تلك الوجهة التامة الكاملة التي ستشهد حضوره المبارك , نحن الممهدون لظهوره بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني ودلالات وقد عملنا ولا نزال نعمل ونرحّب بكل المفكرين الخيرين وذوي الاختصاص والكفاءات العلمية الراقية أن ينظموا إلينا لنبي الحضارة المثالية الشاملة المبنية على العدل والمساواة التي هي من مسؤولية قائدنا المنتظر .
زهير الأسـدي
باحث في علوم المستقبل
Almehdi_9@hotmail.com