المهدى
01-08-2005, 12:34 PM
أحمد الديين
يكرر الشيخ سعود الناصر في تصريحاته، وآخرها حديثه في قناتي «العربية» و«الحرة»، القول إنّ الإسلاميين اختطفوا الكويت وأخضعوها لوصايتهم، وهذا القول وإن كان يبدو صحيحاً نسبياً؛ إلا أنّه في ظني غير دقيق، بل لعلّه كان خاطئاً!
فالأمر في البدء وبالأساس لا يعود إلى «اختطاف الإسلاميين الكويت»، وإنما يرجع إلى نهج سياسي اعتمدته الأوساط المقررة لشؤون الدولة منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، وله صلة بما كان متبعاً في بلدان عربية عديدة بينها مصر السادات، وسودان النميري، والأردن قبلهما منذ أواسط الخمسينيات، وكذلك له صلة باستقطابات الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، خصوصاً فترة ما كان يسمى «الجهاد الأفغاني»!
وهذا النهج يقوم على تقوية التيار الديني وتمكينه من مصادر النفوذ ومواقع التأثير، والاستقواء به لفرض الوصاية على مجتمعاتنا باسم الدين، وتهميش قوى التغيير، ومجابهة قوى المعارضة التقدمية من يساريين وقوميين وليبراليين,,, وفي هذا الإطار بادرت الحكومة منذ ذلك الحين إلى إنشاء مؤسسات مصرفية واستثمارية وخيرية وضعتها بأيدي عناصر هذا التيار,,, كما رخّصت العديد من الجمعيات الدينية وأفسحت لها المجال سواء عبر تراخيص رسمية أم من دون حاجة إليها لإنشاء فروع ولجان في سائر مناطق البلاد,,, ويسّرت للعديد من كوادر هذه الجماعات الحصول على التفرغ الوظيفي للعمل في هذه الجمعيات داخل البلاد وخارجها.
وحاز عدد آخر ليس قليلاً منهم على مناصب قيادية في جهاز الدولة ومؤسساتها,,, ناهيك عن سعيها الخاص للسيطرة على مؤسسات المجتمع المدني، خصوصاً الجمعيات التعاونية، التي تمتلك موارد مالية هامة، وبعض جمعيات النفع العام، التي لم تكن عناصر هذا التيار من ضمن مؤسسيها مثل «الاتحاد الوطني لطلبة الكويت» و«جمعية المعلمين»، اللتين تحولتا إلى جمعيتين دينيتين أكثر منهما مؤسستين نقابيتين,,, .
بالإضافة إلى ابتداع الانتخابات الفرعية القبلية والدعوة لها والإشراف عليها، بهدف النفاذ منها لإيصال مرشحي هذه الجماعات إلى مقاعد مجلس الأمة، بما في ذلك على حساب المرشحين من «شيوخ القبائل» أنفسهم,,, وهكذا نما نفوذ هذه الجماعات وقويت «بفعل فاعل» أكثر مما هي بفعل القدرة الذاتية، ووصلنا إلى الحال، التي يطلق عليها الشيخ سعود الناصر «اختطاف الإسلاميين الكويت»!
هكذا بدأ الأمر، وهكذا استمر قائماً، وكان من المتصور أن تتبدل الأمور بعد أحداث 11 سبتمبر، خصوصاً في الكويت، التي ترتبط بعلاقات خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكنّ شيئاً من هذا لم يحدث!
وفي ظني أنّ استمرار الوضع على ما كان قائماً عليه يعود إلى أنّ الإدارة الأميركية نفسها، في ظل هيمنة اليمين المحافظ الجديد، لديها حسابات سياسية واستراتيجية أخرى في التعامل مع التيار الديني الإسلامي وأطرافه المتعددة، لا تدفع في اتجاه إقصائه نهائياً، كما يتوهم البعض ويتمنى بإحلال الليبراليين العرب الجدد محلهم,,, ولعلّ التقرير الأميركي الشهير حول ما يسمى «الإسلام المدني» يكشف جانباً من هذه الوجهة الأميركية، الداعية إلى تشجيع بروز تيار إسلامي وسطي، وعدم التعويل كثيراً على التيار الليبرالي الضعيف، والتعامل الانتقائي الحذر مع التيار العلماني اليساري والقومي المعارض للسياسة الأميركية!
وربما كان تبدل الخطاب السياسي للإخوان المسلمين ومحاولة تحديثه وجعله أكثر انفتاحاً وقبولاً هو أبرز علامات التوافق مع هذه الوجهة الأميركية!
هذا هو الأساس في تفسير العلاقة الملتبسة، التي يراها الشيخ سعود الناصر علاقة اختطاف,,, وهي إن كانت كذلك فإنّ السؤال، الذي يستحق التفكير في الإجابة عنه، هو: ترى مَنْ يختطف مَنْ؟!
يكرر الشيخ سعود الناصر في تصريحاته، وآخرها حديثه في قناتي «العربية» و«الحرة»، القول إنّ الإسلاميين اختطفوا الكويت وأخضعوها لوصايتهم، وهذا القول وإن كان يبدو صحيحاً نسبياً؛ إلا أنّه في ظني غير دقيق، بل لعلّه كان خاطئاً!
فالأمر في البدء وبالأساس لا يعود إلى «اختطاف الإسلاميين الكويت»، وإنما يرجع إلى نهج سياسي اعتمدته الأوساط المقررة لشؤون الدولة منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، وله صلة بما كان متبعاً في بلدان عربية عديدة بينها مصر السادات، وسودان النميري، والأردن قبلهما منذ أواسط الخمسينيات، وكذلك له صلة باستقطابات الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، خصوصاً فترة ما كان يسمى «الجهاد الأفغاني»!
وهذا النهج يقوم على تقوية التيار الديني وتمكينه من مصادر النفوذ ومواقع التأثير، والاستقواء به لفرض الوصاية على مجتمعاتنا باسم الدين، وتهميش قوى التغيير، ومجابهة قوى المعارضة التقدمية من يساريين وقوميين وليبراليين,,, وفي هذا الإطار بادرت الحكومة منذ ذلك الحين إلى إنشاء مؤسسات مصرفية واستثمارية وخيرية وضعتها بأيدي عناصر هذا التيار,,, كما رخّصت العديد من الجمعيات الدينية وأفسحت لها المجال سواء عبر تراخيص رسمية أم من دون حاجة إليها لإنشاء فروع ولجان في سائر مناطق البلاد,,, ويسّرت للعديد من كوادر هذه الجماعات الحصول على التفرغ الوظيفي للعمل في هذه الجمعيات داخل البلاد وخارجها.
وحاز عدد آخر ليس قليلاً منهم على مناصب قيادية في جهاز الدولة ومؤسساتها,,, ناهيك عن سعيها الخاص للسيطرة على مؤسسات المجتمع المدني، خصوصاً الجمعيات التعاونية، التي تمتلك موارد مالية هامة، وبعض جمعيات النفع العام، التي لم تكن عناصر هذا التيار من ضمن مؤسسيها مثل «الاتحاد الوطني لطلبة الكويت» و«جمعية المعلمين»، اللتين تحولتا إلى جمعيتين دينيتين أكثر منهما مؤسستين نقابيتين,,, .
بالإضافة إلى ابتداع الانتخابات الفرعية القبلية والدعوة لها والإشراف عليها، بهدف النفاذ منها لإيصال مرشحي هذه الجماعات إلى مقاعد مجلس الأمة، بما في ذلك على حساب المرشحين من «شيوخ القبائل» أنفسهم,,, وهكذا نما نفوذ هذه الجماعات وقويت «بفعل فاعل» أكثر مما هي بفعل القدرة الذاتية، ووصلنا إلى الحال، التي يطلق عليها الشيخ سعود الناصر «اختطاف الإسلاميين الكويت»!
هكذا بدأ الأمر، وهكذا استمر قائماً، وكان من المتصور أن تتبدل الأمور بعد أحداث 11 سبتمبر، خصوصاً في الكويت، التي ترتبط بعلاقات خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكنّ شيئاً من هذا لم يحدث!
وفي ظني أنّ استمرار الوضع على ما كان قائماً عليه يعود إلى أنّ الإدارة الأميركية نفسها، في ظل هيمنة اليمين المحافظ الجديد، لديها حسابات سياسية واستراتيجية أخرى في التعامل مع التيار الديني الإسلامي وأطرافه المتعددة، لا تدفع في اتجاه إقصائه نهائياً، كما يتوهم البعض ويتمنى بإحلال الليبراليين العرب الجدد محلهم,,, ولعلّ التقرير الأميركي الشهير حول ما يسمى «الإسلام المدني» يكشف جانباً من هذه الوجهة الأميركية، الداعية إلى تشجيع بروز تيار إسلامي وسطي، وعدم التعويل كثيراً على التيار الليبرالي الضعيف، والتعامل الانتقائي الحذر مع التيار العلماني اليساري والقومي المعارض للسياسة الأميركية!
وربما كان تبدل الخطاب السياسي للإخوان المسلمين ومحاولة تحديثه وجعله أكثر انفتاحاً وقبولاً هو أبرز علامات التوافق مع هذه الوجهة الأميركية!
هذا هو الأساس في تفسير العلاقة الملتبسة، التي يراها الشيخ سعود الناصر علاقة اختطاف,,, وهي إن كانت كذلك فإنّ السؤال، الذي يستحق التفكير في الإجابة عنه، هو: ترى مَنْ يختطف مَنْ؟!