فاطمي
09-11-2012, 03:47 PM
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2012/09/09/84359.gif (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2012/09/09/84359.gif)
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2012/09/09/84362.gif (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2012/09/09/84362.gif)
إبراهيم الإسحاقي البلوشي
يذكر العلامة ابن خلدون في كتابه الشهير تاريخ ابن خلدون عن انتشار العرب في الاقاليم وبقاء نسلهم في انحاء مختلفة من الارض، ويذكر منها بلاد الصعيد والنوبة والحبشة وبلاد الشام والعراق والبحرين وبلاد فارس والسند وكرمان، ويقر بأنهم أمم كثيرة لا حصر لهم، ويذكر كذلك عن استعجام لسان البعض منهم. ايضا لا ننسى انه مع الفتوحات الاسلامية انتشر الاسلام على يد الصحابة الكرام، ونشأت اعقابهم العربية في تلك الممالك والدول. ولدراسة الانساب ومعرفة
الشعوب والقبائل يجب علينا معرفة الهجرات والتنقلات، فكانت القبائل العربية تتنقل من منطقة الى اخرى لأسباب مختلفة، منها البحث عن الكلأ والماء، او هربا من ثأر أو للغزو او الفتح، والحادثة الشهيرة في تاريخ الجزيرة العربية هي انهيار سد مأرب الذي مزق العرب ونشرهم في اصقاع مختلفة نحو اطراف عمان والعراق والبحرين، وكذلك هجرة القائد الأزدي الشهير سليمة بن مالك بن فهم نحو بلاد كرمان ونزوله في بلدة جاشك التي تقع على ساحل مكران ومن ثم حكمه لبلاد كرمان.
وبعد هذه المقدمة التي تتطرق الى انتشار العرب خارج شبه الجزيرة العربية، سأتطرق في ما تبقى من المقال الى ما قيل عن البلوش (وهم المجموعات القبلية العربية التي اندرجت تحت هذا المسمى في بلاد كرمان ومكران) وتاريخهم وما ذكر عن نسبهم في الكتب التاريخية سواء المتقدمة أو المتأخرة.
الهجرات العربية والمجموعات القبلية العربية بكرمان
تعود الهجرات العربية الى شرق الخليج العربي الى ازمنة سحيقة وبعيدة عبر التاريخ، وتذكر مصادر عديدة هذه الهجرات مثل ما ورد عن الاصمعي عن هجرة الازد بعد انهيار سد مأرب فيقول «وصارت أولاد الأزد في أرض فارس وجوانب الش، وهم عشيرة الجلندي بن كركر»، ويقول الهمداني «ولحق كثير من ولد نصر بن الأزد بنواحي الشحر وريسوت أطراف فارس فالجويم فموضع آل الجلندي». وفي كتاب تاريخ الطبري في الجزء الثاني صفحة 57 يذكر ان سابور ذا
الأكتاف اسكن بعض قبائل تغلب وعبدالقيس وبكر بن وائل ارض كرمان، وانتقل الى نواحي كرمان سليمة بن مالك بن فهم الأزدي، الذي حكم بلاد كرمان وقام بتأسيس امارة عربية مستعينا بالعرب المقيمين بكرمان، وكان ذلك قبل الاسلام بحوالي 300 عام. ويذكر المؤرخ سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري هذه الحادثة في كتاب الانساب الذي من تأليفه ويتطرق الى استعانة سليمة بن مالك بأخيه هنأة بن مالك وطلب العون منه بعد ان ثار عليه الاعاجم في اطراف كرمان، وامدّه هنأة بن مالك بثلاثة آلاف من فرسان الأزد وشجعانهم نقلوا بالمراكب الى كرمان حتى قوي حكمه. وتؤكد اغلب المراجع القديمة على هجرة الازد في كرمان وممن سكن بلاد كرمان ايضا آل المهلب،
وسكنوا تحديدا مدينة جيرفت وسكنها الازد المهالبة ومنهم النسابة الشهير محمد بن هارون وابناه عبدالله وعبدالعزيز، وكانوا من اعيان المدينة كما ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان. واستقرت قبيلة المرزوق المهاجرة من العراق الى كرمان وتصاهروا مع بني عامر ولهم اعقاب الى الآن من البلوش ويتسمون بالمهيمي والمالكيين والسيد خان، اذا كل هذه الهجرات دلائل على الوجود العربي القديم في تلك المناطق، فليس من الغريب ان يكون لهم اعقاب وأجيال باقية الى زمننا هذا، ومن هؤلاء النجباء البلوش المحافظين على اصالة انسابهم حتى يومنا هذا.
القفس والبلوص (البلوش حاليا)
يذكر المؤرخ ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان عن القفس بأنه جبل بكرمان وبه جيل كالأكراد، اي انهم قوم وعاداتهم كالاكراد يقال لهم القفس والبلوص، ويذكر عن الجبل بأنه من جبال كرمان وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم ويذكر الحموي في كتابه عن قول البشاري بأن سكان الجبال السبعة (من ضمنها جبال القفس والبلوص) في كرمان يذكرون اصلهم العربي، ويذكر كذلك أن الغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة. وباللغة
الفارسية او باللغة الاعجمية تنطق كلمتا القفس والبلوص بالكوج والبلوج، فكلمة الكوج تعني اهل الجبل او سكان الجبال واما كلمة بلوج تعني البدو أو اهل الصحراء وهذه المسميات تبين نمط الحياة الذي كان يعيشه الجيل العربي في جبل القفس بكرمان، فمنهم البدو ومنهم اهل الجبل، ولكن الأصل واحد وهو الاصل العربي. ويؤكد ذلك المؤلف محمد حسين بن خلف التبريزي بكتابه «برهان قاطع» الذي ألفه في سنة 1062، وذلك عندما يذكر ان الكوج والبلوج بأنهم قوم يسكنون الجبال والصحارى بأطراف كرمان وأنهم من اصل عربي من بلاد الحجاز. اذ تؤكد المصادر التاريخية
والمعاجم بأن القفس والبلوص أو الكوج والبلوج جنس عربي استوطن كرمان وهم تكوين للمجموعات القبلية العربية التي سكنت كرمان منذ القدم وكانت تحدث بينهم بعض الخلافات كما هي الحال بين جميع القبائل والعوائل، ولكن اصولهم واحدة وهم حلف قبلي واحد واصبحت كلمتهم واحدة بعد الخلاف فيما بينهم بعد أن وحدهم ابو سعيد البلوشي سنة 360 هجرية، وذلك نقلا عن كتاب تاريخ الطبري الذي يؤكد تحالفهم وكذلك توحدوا تحت لواء علي كلوية البلوشي كما ورد في كتاب ابن خلدون ولا ننسى القائد البلوشي ابن ابي الرجال. وفي احد المعاجم المتأخرة وهي للمؤرخ عمر رضا كحالة تم ذكر أهم مواطن الأزد ومن تلك المواطن القفس بكرمان الا وهو الجبل الذي يسكنه اجداد البلوش (القفس والبلوص احفاد العرب سكان كرمان).
الهجرة الكبرى الى بلاد مكران
لقد حددت امهات الكتب التاريخية الاسلامية والعربية وكذلك الموروث البلوشي الذي سنتطرق اليه لاحقا حدود البلوش في كرمان، واشارت الى مساكنهم. بالاضافة الى ذلك فقد ذكرت الاقوام المستوطنين لبلاد مكران الارض التي هاجر اليها البلوش من كرمان كما ورد في دائرة المعارف الاسلامية، ومن هذه الاقوام اشارت اليها المراجع الى الزط والميد وهم من القبائل الهندية المنتشرة والأغلبية بمكران والسند والقيقان وأنهم المتغلبون على مكران تحديدا. وورد ايضا في دائرة المعارف الاسلامية ان البلوش بدأت هجرتهم من كرمان في عهد السلاجقة وكذلك اثر
الحروب الكثيرة التي دارت بين اجداد البلوش (القفس والبلوص) وبين الدولة البويهية أدت هذه الحروب الى هذه الهجرة الكبرى الى بلاد مكران البلاد التي أسس البلوش بها مملكتهم العظيمة عبر التاريخ ومنها انتشر القادة البلوش وفتحوا الامصار وانتشرت اعقابهم على اثرها في نواحي السند وسيوي والملتان. والجدير بالذكر ان اقوام الزط والميد والبياسر موجودة الى الآن ببلاد البلوش ولكن البلوش لا يتصاهرون معهم وهم في المجتمع البلوشي أقل رتبة اجتماعية وقبلية، ولذلك نجد ان البلوش يحفظون مشجرات انسابهم وأجدادهم حتى يتميزوا بين الاقوام الأخرى المجاورين لهم وكي لا تختلط انسابهم العربية النقية وذلك كما ذكره الكابتن بوستن في مقاله المنشور سنة 1844.
الوثيقة الهولندية وكتاب ملوك هرمز وما قاله كريستن نيبور
بدأ بدرو تكسيرا اسفاره ورحلته الشهيرة سنة 1586 وكتب كتابه الشهير رحلات بدرو تكسيرا وملوك هرمز وذكر في كتابه بصفحة 183 ان مدينة جغين البلوشية سكانها عرب وان الكثير من المدن المجاورة لها سكانها من العرب كذلك، واما الرحالة الألماني الشهير كرستين نيبور الذي انضم الى البعثة الاستكشافية الدانمركية التي قام بها الملك فردريك الخامس ملك الدانمرك، وقام نيبور خلال هذه الرحلة بتدوين مشاهداته ومن ضمن ما ذكر في كتابه ان الجغرافيين قد اخطأوا بأن جزءا من السواحل العربية كانت مملوكة للعجم والصحيح هو أن العرب ملكوا المناطق الساحلية كلها من الفرات الى نهر الاندوس (والاراضي البلوشية من ضمن ما ذكر) ويضيف أيضا:
«ان البلوش وهم قبائل عربية تسكن بين ميناء وخليج جاشك ويملكون عددا كبيرا من السفن ويمارسون التجارة مع البصرة ويقول بعض الجغرافيين ان البلوش يسكنون من الساحل الفارسي حتى مصب نهر الاندوس، وهم مقاتلون مولعون بالحروب ويمارسون القرصنة ولا يعترفون بالسلطة الفارسية وسلطتهم بيد شيوخ قبائلهم». أما في الوثيقة الخامسة للشركة الهولندية فوك ذكر وصف لسواحل الخليج العربي وسكانه (وثيقة لاهاي) دن هاغ تم ذكر البلوش في التقرير
المحرر سنة 1756 وقيل التالي «تعتبر مدينة جوادر اول مدينة بحرية في الخليج العربي على الساحل الشمالي وسكانها طائفة من العرب يسمون بالبلوش يرأسهم الشيخ نور محمد» ويذكر امتداد البلوش الى جاشك ويذكر انهم خلق كثير ولهم سفن كبيرة. كتاب الحدود الهندية من 1890 الى 1900 للكولونيل البريطاني هولدغ (11)
هذا الكتاب من تأليف الكولونيل البريطاني هولدغ، وذكر البلوش في عدة صفحات ولكني اقتبست بعض ما ذكر في صفحة 185 وهذا بعض ما قيل عنهم: «يصف البلوش بأنهم متوحشون وقساة، ويصف البلوش في القتال على أنهم يواجهون العدو بصلابة، بالإضافة إلى الشهامة التي تتميز بين المقاتلين البلوش الذي يعتبرون من أحفاد العرب الفاتحين. ويضيف أنه من الصعب أن تقارن مدى الفخامة والهيبة وفرض الوجود لدى زعماء البلوش مثل زعماء عشيرتي بوقتي والمري بالأخص عندما يلبسون الزي التقليدي الرسمي الذي يلبس في الاجتماعات القبلية البلوشية، والزعيم منهم يميزه شعره الطويل المدهون والمعقوص، وكذلك حمله للأدوات الحربية المزخرفة كالسيف والدرع والسكين تضيف إلى ملامحه السامية التي يحملها الرجل البدوي، ولباقته ببذخ كما العربي في نجد».
كتاب الغزاة في سرحد (طبعة 1910) (12)
أما في كتاب العميد البريطاني ادوارد هاري داير، قد ترجمت لكم بعض الفقرات التي شدتني من بعض الصفحات المرفقة لكم، ويذكر لنا العميد داير: في صفحتي 40 و41 يذكر ان عشائر اليار محمد زهي والكمشاد زهي والاسماعيل زهي وعشيرة ريكي كلها عشائر بلوشية من أصول عربية وهم مسلمون من السنة، وغالبيتهم ذو مظهر جميل ويمتازون بالرشاقة وذو وجوه حادة وملامح معقوفة (اي نسرية او ذات علاقة بالنسر)، وشعورهم طويلة غير مقيدة ولطولها تسقط كجدائل على جانبي الوجه تماما كالملك تشارلز الأول. في الحقيقة لقد صادقت احد هؤلاء الرجال فيما بعد وكنت أطلق عليه اسم تشارلز الأول. وأضاف داير بقوله ان رجال هذه العشائر البلوشة محاربون ممتازون وفي القتال يحاربون بشجاعة قصوى عندما يقودهم قائد يثقون به.
الموروث البلوشي
كما يقول المثل العربي ان أهل مكة أدرى بشعابها، فبالإضافة الى ما ذكرته كتب التاريخ عن البلوش، سأضيف لكم ما قاله البلوش عن اصولهم وما دون عن قولهم في شأن أصولهم في المراجع وكتب التاريخ. ورد التالي في كتاب تشارلز مكريغر المطبوع سنة 1875: أن البلوش عموما بالأخص القبائل المهمة منهم يتفاخرون في نسبهم العربي (ص 19)، ومن قبائل البلوش قبيلة البليدي من القبائل البلوشية المهمة وهم عرب يسكنون مكران الغربية (ص 73)، وأما قبيلة الرند هي من اكبر القبائل البلوشية وتندرج تحتها حاليا قبائل بلوشية كثيرة مثل البوجتي والمري والبند والنوشيروان والكالويس والفيروزيين واللغاريين والدومكي والعمرانيين والخارانيين
والكهوسة والقرجانيين ووالمزاريين والدريشك وعددهم كبير وهم يقرون بأصلهم العربي (ص 242)، وقبيلة الكلمتي يذكرون انهم من القبائل العربية المهاجرة من الشام (ص 165)، وقبيلة اللومري البلوشية تذكر انهم من العرب من قريش تحديدا وقد سكنوا بلوشستان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ص 4)، وكذلك قبيلة البارس وهي قبلة عربية هاجرت من عمان الى مكران تحديدا منطقة بيشين وهم يتبعون قبيلة الهوت البلوشية (ص 14)، وقبيلة البياضية
تسكن في منطقة جوادر ويسكنون كذلك منطقة جابهار وهم من العرب المهاجرين من عمان (ص 18)، ومن كبرى القبائل الشيه زادة وهي قبيلة بلوشية عربية تسكن جميع مناطق مكران (ص 257)، بالاضافة الى ما ورد سابقا من كتاب تشارلز مكريغر عن قول القبائل البلوشية في اصولهم يؤكد لنا الأمير البلوشي مير أحمد يار خان أحمد زهي البلوشي أمير امارة القلعة (امارة كلات البلوشية) ان الأدب البلوشي والمدونات الشعرية البلوشية تؤكد انهم من اصل عربي والنظام القبلي البلوشي مطابق تماما للنظام القبلي العربي.
البلوش ومساكنهم الآن
المعلوم هو أن أرض بلوشستان الحالية موزعة على ثلاث دول ألا وهي باكستان وهي تشكل %44 من مساحة باكستان 347.190 كيلومترا مربعا (إقليم بلوشستان عاصمتها كويتا)، وفي إيران تتوزع بلوشستان على عدة اقاليم كسيستان وبلوشستان عاصمتها زاهدان، هذا بالاضافة الى الحاق جزء منها الى اقليم هرمزكان وكانت اراضي البلوش ممتدة الى بندر عباس وكذلك تم الحاق اجزاء منها الى محافظات أخرى ككرمان وكذلك غرب خراسان، وفي أفغانستان يكثر الوجود البلوشي في المناطق الجنوبية في منطقتي نمروز وهلمند، وما ذكرناه مسبقا هو التقسيم الحالي لبلاد البلوش في الخرائط الحالية ولكن انتشارهم أكثر من ذلك وأكبر. ولا ننسى كذلك الوجود
البلوشي القديم الممتد من العراق الى سلطنة عمان بالاضافة الى شرق أفريقيا، ويبلغ عدد البلوش التقريبي في انحاء العالم حوالي 8 ملايين نسمة (في بلوشستان الايرانية 3 ملايين، حسب ما ورد من الدكتور الباحث عمر الزيد، وحوالي 4.5 ملايين في بلوشستان باكستان حسب ما ورد في مقال بيتريس نيكولوني) والكثير منهم خارج بلوشستان الكبرى ولم تتوافر لدينا الاحصائيات، والطابع الغالب على البلوش أنهم مقاتلون ويمتازون بالشجاعة والإخلاص وهم من أهل السنة والجماعة.
المراجع:
1 - ابن خلدون
2 - كتاب الأنساب للصحاري – الجزء الثاني صفحة 207 الى 221
3 - تاريخ العرب قبل الاسلام – تحقيق محمد حسن آل ياسين صفحة 88
4 - صفة جزيرة العرب – صفحة 211
5 - معجم البلدان الجزء الثاني – ياقوت الحموي صفحة 174 الى 175
6 - برهان قاطع – تأليف محمد حسين بن خلف تبريزي – الجزء الثالث صفحة 1723
7 - معجم البلدان الجزء الرابع – ياقوت الحموي – صفحة 431 الى 432
8 - معجم قبائل العرب القديمة والحديثة الجزء الأول – تأليف عمر رضا كحالة صفحة 15 الى 16
9 - دائرة المعارف الاسلامية – صفحة 132
10 - On the Baluchi Tribes inhabiting Sindh in the lower Valley of the Indus and Cutchi, By Captain T. Postans, Year 1844, Pages 104, 105, 108
11 - The Indian borderland 1880-1900, by T. Hungerford Holdich
12 - The raiders of the Sarhad, by Reginald Edward Harry Dyer
13 - Central Asia , Part 3, Beloochistan, by Lieutenant- Colonel C. M. Macgregor
14 - Inside Baluchistan, by Mir Ahmad Yar Khan Baluch, page 51
15 - The Baluch role in the Persian Gulf during the Nineteenth and twentieth century, by Beatrice Nicoloni
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2012/09/09/84362.gif (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2012/09/09/84362.gif)
إبراهيم الإسحاقي البلوشي
يذكر العلامة ابن خلدون في كتابه الشهير تاريخ ابن خلدون عن انتشار العرب في الاقاليم وبقاء نسلهم في انحاء مختلفة من الارض، ويذكر منها بلاد الصعيد والنوبة والحبشة وبلاد الشام والعراق والبحرين وبلاد فارس والسند وكرمان، ويقر بأنهم أمم كثيرة لا حصر لهم، ويذكر كذلك عن استعجام لسان البعض منهم. ايضا لا ننسى انه مع الفتوحات الاسلامية انتشر الاسلام على يد الصحابة الكرام، ونشأت اعقابهم العربية في تلك الممالك والدول. ولدراسة الانساب ومعرفة
الشعوب والقبائل يجب علينا معرفة الهجرات والتنقلات، فكانت القبائل العربية تتنقل من منطقة الى اخرى لأسباب مختلفة، منها البحث عن الكلأ والماء، او هربا من ثأر أو للغزو او الفتح، والحادثة الشهيرة في تاريخ الجزيرة العربية هي انهيار سد مأرب الذي مزق العرب ونشرهم في اصقاع مختلفة نحو اطراف عمان والعراق والبحرين، وكذلك هجرة القائد الأزدي الشهير سليمة بن مالك بن فهم نحو بلاد كرمان ونزوله في بلدة جاشك التي تقع على ساحل مكران ومن ثم حكمه لبلاد كرمان.
وبعد هذه المقدمة التي تتطرق الى انتشار العرب خارج شبه الجزيرة العربية، سأتطرق في ما تبقى من المقال الى ما قيل عن البلوش (وهم المجموعات القبلية العربية التي اندرجت تحت هذا المسمى في بلاد كرمان ومكران) وتاريخهم وما ذكر عن نسبهم في الكتب التاريخية سواء المتقدمة أو المتأخرة.
الهجرات العربية والمجموعات القبلية العربية بكرمان
تعود الهجرات العربية الى شرق الخليج العربي الى ازمنة سحيقة وبعيدة عبر التاريخ، وتذكر مصادر عديدة هذه الهجرات مثل ما ورد عن الاصمعي عن هجرة الازد بعد انهيار سد مأرب فيقول «وصارت أولاد الأزد في أرض فارس وجوانب الش، وهم عشيرة الجلندي بن كركر»، ويقول الهمداني «ولحق كثير من ولد نصر بن الأزد بنواحي الشحر وريسوت أطراف فارس فالجويم فموضع آل الجلندي». وفي كتاب تاريخ الطبري في الجزء الثاني صفحة 57 يذكر ان سابور ذا
الأكتاف اسكن بعض قبائل تغلب وعبدالقيس وبكر بن وائل ارض كرمان، وانتقل الى نواحي كرمان سليمة بن مالك بن فهم الأزدي، الذي حكم بلاد كرمان وقام بتأسيس امارة عربية مستعينا بالعرب المقيمين بكرمان، وكان ذلك قبل الاسلام بحوالي 300 عام. ويذكر المؤرخ سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري هذه الحادثة في كتاب الانساب الذي من تأليفه ويتطرق الى استعانة سليمة بن مالك بأخيه هنأة بن مالك وطلب العون منه بعد ان ثار عليه الاعاجم في اطراف كرمان، وامدّه هنأة بن مالك بثلاثة آلاف من فرسان الأزد وشجعانهم نقلوا بالمراكب الى كرمان حتى قوي حكمه. وتؤكد اغلب المراجع القديمة على هجرة الازد في كرمان وممن سكن بلاد كرمان ايضا آل المهلب،
وسكنوا تحديدا مدينة جيرفت وسكنها الازد المهالبة ومنهم النسابة الشهير محمد بن هارون وابناه عبدالله وعبدالعزيز، وكانوا من اعيان المدينة كما ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان. واستقرت قبيلة المرزوق المهاجرة من العراق الى كرمان وتصاهروا مع بني عامر ولهم اعقاب الى الآن من البلوش ويتسمون بالمهيمي والمالكيين والسيد خان، اذا كل هذه الهجرات دلائل على الوجود العربي القديم في تلك المناطق، فليس من الغريب ان يكون لهم اعقاب وأجيال باقية الى زمننا هذا، ومن هؤلاء النجباء البلوش المحافظين على اصالة انسابهم حتى يومنا هذا.
القفس والبلوص (البلوش حاليا)
يذكر المؤرخ ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان عن القفس بأنه جبل بكرمان وبه جيل كالأكراد، اي انهم قوم وعاداتهم كالاكراد يقال لهم القفس والبلوص، ويذكر عن الجبل بأنه من جبال كرمان وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم ويذكر الحموي في كتابه عن قول البشاري بأن سكان الجبال السبعة (من ضمنها جبال القفس والبلوص) في كرمان يذكرون اصلهم العربي، ويذكر كذلك أن الغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة. وباللغة
الفارسية او باللغة الاعجمية تنطق كلمتا القفس والبلوص بالكوج والبلوج، فكلمة الكوج تعني اهل الجبل او سكان الجبال واما كلمة بلوج تعني البدو أو اهل الصحراء وهذه المسميات تبين نمط الحياة الذي كان يعيشه الجيل العربي في جبل القفس بكرمان، فمنهم البدو ومنهم اهل الجبل، ولكن الأصل واحد وهو الاصل العربي. ويؤكد ذلك المؤلف محمد حسين بن خلف التبريزي بكتابه «برهان قاطع» الذي ألفه في سنة 1062، وذلك عندما يذكر ان الكوج والبلوج بأنهم قوم يسكنون الجبال والصحارى بأطراف كرمان وأنهم من اصل عربي من بلاد الحجاز. اذ تؤكد المصادر التاريخية
والمعاجم بأن القفس والبلوص أو الكوج والبلوج جنس عربي استوطن كرمان وهم تكوين للمجموعات القبلية العربية التي سكنت كرمان منذ القدم وكانت تحدث بينهم بعض الخلافات كما هي الحال بين جميع القبائل والعوائل، ولكن اصولهم واحدة وهم حلف قبلي واحد واصبحت كلمتهم واحدة بعد الخلاف فيما بينهم بعد أن وحدهم ابو سعيد البلوشي سنة 360 هجرية، وذلك نقلا عن كتاب تاريخ الطبري الذي يؤكد تحالفهم وكذلك توحدوا تحت لواء علي كلوية البلوشي كما ورد في كتاب ابن خلدون ولا ننسى القائد البلوشي ابن ابي الرجال. وفي احد المعاجم المتأخرة وهي للمؤرخ عمر رضا كحالة تم ذكر أهم مواطن الأزد ومن تلك المواطن القفس بكرمان الا وهو الجبل الذي يسكنه اجداد البلوش (القفس والبلوص احفاد العرب سكان كرمان).
الهجرة الكبرى الى بلاد مكران
لقد حددت امهات الكتب التاريخية الاسلامية والعربية وكذلك الموروث البلوشي الذي سنتطرق اليه لاحقا حدود البلوش في كرمان، واشارت الى مساكنهم. بالاضافة الى ذلك فقد ذكرت الاقوام المستوطنين لبلاد مكران الارض التي هاجر اليها البلوش من كرمان كما ورد في دائرة المعارف الاسلامية، ومن هذه الاقوام اشارت اليها المراجع الى الزط والميد وهم من القبائل الهندية المنتشرة والأغلبية بمكران والسند والقيقان وأنهم المتغلبون على مكران تحديدا. وورد ايضا في دائرة المعارف الاسلامية ان البلوش بدأت هجرتهم من كرمان في عهد السلاجقة وكذلك اثر
الحروب الكثيرة التي دارت بين اجداد البلوش (القفس والبلوص) وبين الدولة البويهية أدت هذه الحروب الى هذه الهجرة الكبرى الى بلاد مكران البلاد التي أسس البلوش بها مملكتهم العظيمة عبر التاريخ ومنها انتشر القادة البلوش وفتحوا الامصار وانتشرت اعقابهم على اثرها في نواحي السند وسيوي والملتان. والجدير بالذكر ان اقوام الزط والميد والبياسر موجودة الى الآن ببلاد البلوش ولكن البلوش لا يتصاهرون معهم وهم في المجتمع البلوشي أقل رتبة اجتماعية وقبلية، ولذلك نجد ان البلوش يحفظون مشجرات انسابهم وأجدادهم حتى يتميزوا بين الاقوام الأخرى المجاورين لهم وكي لا تختلط انسابهم العربية النقية وذلك كما ذكره الكابتن بوستن في مقاله المنشور سنة 1844.
الوثيقة الهولندية وكتاب ملوك هرمز وما قاله كريستن نيبور
بدأ بدرو تكسيرا اسفاره ورحلته الشهيرة سنة 1586 وكتب كتابه الشهير رحلات بدرو تكسيرا وملوك هرمز وذكر في كتابه بصفحة 183 ان مدينة جغين البلوشية سكانها عرب وان الكثير من المدن المجاورة لها سكانها من العرب كذلك، واما الرحالة الألماني الشهير كرستين نيبور الذي انضم الى البعثة الاستكشافية الدانمركية التي قام بها الملك فردريك الخامس ملك الدانمرك، وقام نيبور خلال هذه الرحلة بتدوين مشاهداته ومن ضمن ما ذكر في كتابه ان الجغرافيين قد اخطأوا بأن جزءا من السواحل العربية كانت مملوكة للعجم والصحيح هو أن العرب ملكوا المناطق الساحلية كلها من الفرات الى نهر الاندوس (والاراضي البلوشية من ضمن ما ذكر) ويضيف أيضا:
«ان البلوش وهم قبائل عربية تسكن بين ميناء وخليج جاشك ويملكون عددا كبيرا من السفن ويمارسون التجارة مع البصرة ويقول بعض الجغرافيين ان البلوش يسكنون من الساحل الفارسي حتى مصب نهر الاندوس، وهم مقاتلون مولعون بالحروب ويمارسون القرصنة ولا يعترفون بالسلطة الفارسية وسلطتهم بيد شيوخ قبائلهم». أما في الوثيقة الخامسة للشركة الهولندية فوك ذكر وصف لسواحل الخليج العربي وسكانه (وثيقة لاهاي) دن هاغ تم ذكر البلوش في التقرير
المحرر سنة 1756 وقيل التالي «تعتبر مدينة جوادر اول مدينة بحرية في الخليج العربي على الساحل الشمالي وسكانها طائفة من العرب يسمون بالبلوش يرأسهم الشيخ نور محمد» ويذكر امتداد البلوش الى جاشك ويذكر انهم خلق كثير ولهم سفن كبيرة. كتاب الحدود الهندية من 1890 الى 1900 للكولونيل البريطاني هولدغ (11)
هذا الكتاب من تأليف الكولونيل البريطاني هولدغ، وذكر البلوش في عدة صفحات ولكني اقتبست بعض ما ذكر في صفحة 185 وهذا بعض ما قيل عنهم: «يصف البلوش بأنهم متوحشون وقساة، ويصف البلوش في القتال على أنهم يواجهون العدو بصلابة، بالإضافة إلى الشهامة التي تتميز بين المقاتلين البلوش الذي يعتبرون من أحفاد العرب الفاتحين. ويضيف أنه من الصعب أن تقارن مدى الفخامة والهيبة وفرض الوجود لدى زعماء البلوش مثل زعماء عشيرتي بوقتي والمري بالأخص عندما يلبسون الزي التقليدي الرسمي الذي يلبس في الاجتماعات القبلية البلوشية، والزعيم منهم يميزه شعره الطويل المدهون والمعقوص، وكذلك حمله للأدوات الحربية المزخرفة كالسيف والدرع والسكين تضيف إلى ملامحه السامية التي يحملها الرجل البدوي، ولباقته ببذخ كما العربي في نجد».
كتاب الغزاة في سرحد (طبعة 1910) (12)
أما في كتاب العميد البريطاني ادوارد هاري داير، قد ترجمت لكم بعض الفقرات التي شدتني من بعض الصفحات المرفقة لكم، ويذكر لنا العميد داير: في صفحتي 40 و41 يذكر ان عشائر اليار محمد زهي والكمشاد زهي والاسماعيل زهي وعشيرة ريكي كلها عشائر بلوشية من أصول عربية وهم مسلمون من السنة، وغالبيتهم ذو مظهر جميل ويمتازون بالرشاقة وذو وجوه حادة وملامح معقوفة (اي نسرية او ذات علاقة بالنسر)، وشعورهم طويلة غير مقيدة ولطولها تسقط كجدائل على جانبي الوجه تماما كالملك تشارلز الأول. في الحقيقة لقد صادقت احد هؤلاء الرجال فيما بعد وكنت أطلق عليه اسم تشارلز الأول. وأضاف داير بقوله ان رجال هذه العشائر البلوشة محاربون ممتازون وفي القتال يحاربون بشجاعة قصوى عندما يقودهم قائد يثقون به.
الموروث البلوشي
كما يقول المثل العربي ان أهل مكة أدرى بشعابها، فبالإضافة الى ما ذكرته كتب التاريخ عن البلوش، سأضيف لكم ما قاله البلوش عن اصولهم وما دون عن قولهم في شأن أصولهم في المراجع وكتب التاريخ. ورد التالي في كتاب تشارلز مكريغر المطبوع سنة 1875: أن البلوش عموما بالأخص القبائل المهمة منهم يتفاخرون في نسبهم العربي (ص 19)، ومن قبائل البلوش قبيلة البليدي من القبائل البلوشية المهمة وهم عرب يسكنون مكران الغربية (ص 73)، وأما قبيلة الرند هي من اكبر القبائل البلوشية وتندرج تحتها حاليا قبائل بلوشية كثيرة مثل البوجتي والمري والبند والنوشيروان والكالويس والفيروزيين واللغاريين والدومكي والعمرانيين والخارانيين
والكهوسة والقرجانيين ووالمزاريين والدريشك وعددهم كبير وهم يقرون بأصلهم العربي (ص 242)، وقبيلة الكلمتي يذكرون انهم من القبائل العربية المهاجرة من الشام (ص 165)، وقبيلة اللومري البلوشية تذكر انهم من العرب من قريش تحديدا وقد سكنوا بلوشستان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ص 4)، وكذلك قبيلة البارس وهي قبلة عربية هاجرت من عمان الى مكران تحديدا منطقة بيشين وهم يتبعون قبيلة الهوت البلوشية (ص 14)، وقبيلة البياضية
تسكن في منطقة جوادر ويسكنون كذلك منطقة جابهار وهم من العرب المهاجرين من عمان (ص 18)، ومن كبرى القبائل الشيه زادة وهي قبيلة بلوشية عربية تسكن جميع مناطق مكران (ص 257)، بالاضافة الى ما ورد سابقا من كتاب تشارلز مكريغر عن قول القبائل البلوشية في اصولهم يؤكد لنا الأمير البلوشي مير أحمد يار خان أحمد زهي البلوشي أمير امارة القلعة (امارة كلات البلوشية) ان الأدب البلوشي والمدونات الشعرية البلوشية تؤكد انهم من اصل عربي والنظام القبلي البلوشي مطابق تماما للنظام القبلي العربي.
البلوش ومساكنهم الآن
المعلوم هو أن أرض بلوشستان الحالية موزعة على ثلاث دول ألا وهي باكستان وهي تشكل %44 من مساحة باكستان 347.190 كيلومترا مربعا (إقليم بلوشستان عاصمتها كويتا)، وفي إيران تتوزع بلوشستان على عدة اقاليم كسيستان وبلوشستان عاصمتها زاهدان، هذا بالاضافة الى الحاق جزء منها الى اقليم هرمزكان وكانت اراضي البلوش ممتدة الى بندر عباس وكذلك تم الحاق اجزاء منها الى محافظات أخرى ككرمان وكذلك غرب خراسان، وفي أفغانستان يكثر الوجود البلوشي في المناطق الجنوبية في منطقتي نمروز وهلمند، وما ذكرناه مسبقا هو التقسيم الحالي لبلاد البلوش في الخرائط الحالية ولكن انتشارهم أكثر من ذلك وأكبر. ولا ننسى كذلك الوجود
البلوشي القديم الممتد من العراق الى سلطنة عمان بالاضافة الى شرق أفريقيا، ويبلغ عدد البلوش التقريبي في انحاء العالم حوالي 8 ملايين نسمة (في بلوشستان الايرانية 3 ملايين، حسب ما ورد من الدكتور الباحث عمر الزيد، وحوالي 4.5 ملايين في بلوشستان باكستان حسب ما ورد في مقال بيتريس نيكولوني) والكثير منهم خارج بلوشستان الكبرى ولم تتوافر لدينا الاحصائيات، والطابع الغالب على البلوش أنهم مقاتلون ويمتازون بالشجاعة والإخلاص وهم من أهل السنة والجماعة.
المراجع:
1 - ابن خلدون
2 - كتاب الأنساب للصحاري – الجزء الثاني صفحة 207 الى 221
3 - تاريخ العرب قبل الاسلام – تحقيق محمد حسن آل ياسين صفحة 88
4 - صفة جزيرة العرب – صفحة 211
5 - معجم البلدان الجزء الثاني – ياقوت الحموي صفحة 174 الى 175
6 - برهان قاطع – تأليف محمد حسين بن خلف تبريزي – الجزء الثالث صفحة 1723
7 - معجم البلدان الجزء الرابع – ياقوت الحموي – صفحة 431 الى 432
8 - معجم قبائل العرب القديمة والحديثة الجزء الأول – تأليف عمر رضا كحالة صفحة 15 الى 16
9 - دائرة المعارف الاسلامية – صفحة 132
10 - On the Baluchi Tribes inhabiting Sindh in the lower Valley of the Indus and Cutchi, By Captain T. Postans, Year 1844, Pages 104, 105, 108
11 - The Indian borderland 1880-1900, by T. Hungerford Holdich
12 - The raiders of the Sarhad, by Reginald Edward Harry Dyer
13 - Central Asia , Part 3, Beloochistan, by Lieutenant- Colonel C. M. Macgregor
14 - Inside Baluchistan, by Mir Ahmad Yar Khan Baluch, page 51
15 - The Baluch role in the Persian Gulf during the Nineteenth and twentieth century, by Beatrice Nicoloni