المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «مسار العتبات المقدسة».. يحيي إرث آل البيت في مصر



صحن
09-09-2012, 01:00 AM
المشروع القومي يجذب أكثر من 20 مليون زائر ويؤمن فرص عمل لمليوني مواطن





http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/09/07/d125ee63-454d-450c-ab99-be1b5b613b4f_mainNew.jpg


أمين عام اتحاد تجمع آل البيت الوطني التحرري «البتول» محمد الدريني متحدثاً للصحافيين


(تصوير سمير إبراهيم) القاهرة - مصطفى ابراهيم

دشن السياسي والناشط الشيعي محمد الدريني أمين عام اتحاد تجمع آل البيت الوطني التحرري (البتول) في القاهرة «مشروع مسار العتبات المقدسة السياحي»، في مقر حزب المؤتمر الشعبي الناصري، وشرح الدريني فكرة المبادرة التي تتلخص في مشروع كبير لتنظيم رحلات دينية الى عتبات آل البيت في أنحاء مصر بصفة عامة والقاهرة الفاطمية بصفة خاصة، وتجديد تلك العتبات المقدسة ومسار آل البيت والعائلة المقدسة وإنشاء طريق يربط بين هذه الأماكن المباركة على حد وصفه.

وقال الدريني في المؤتمر الذي حضره العديد من وسائل الإعلام إن المشروع يهدف لجذب العديد من مريدي السياحة الدينية، كما يهدف إلى جذب عائدات تتجاوز ملايين الدولارات، موضحاً أن الجمعية العمومية للمشروع تتكون حتى الآن من مئة شخصية من خبراء السياحة ورجال الأعمال وممثلين عن نقابة الأشراف، واتحاد آل البيت، وأعضاء من الأحزاب والحركات السياسية المختلفة.

وأضاف محمد الدريني، عضو مجلس إدارة المشروع: «وجهنا الدعوة للعديد من خبراء السياحة، وأصحاب الشركات، وممثلين للأحزاب والحركات السياسية، والباب مازال مفتوحاً لمن يريد الانضمام إلينا في هذا المشروع الذي لا نبغي من ورائه سوى الخير لمصر وزيادة التواصل مع محبي آل البيت في شتى بقاع العالم الإسلامي»، موضحاً أن دراسة الجدوى التي تم إعدادها استغرقت أكثر من 18عاماً، مؤكداً أن النظام السابق رفض تنفيذ المشروع تنفيذاً لأجندات أميركية صهيونية لفرض العزلة على إيران ومنع التقارب بين القاهرة وطهران، متهماً بعض الدول العربية بالسير في فلك السياسات الغربية والصهيونية، كاشفاً عن تقدمهم بدراسات الجدوى عن المبادرة لرئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف الذي رحب بالفكرة في البداية لكنه لم يشرع في التنفيذ، كاشفاً عن إهمال شديد من قبل المسؤولين من بعد الثورة حتى الآن تجاه المشروع.

وأوضح أمين آل البيت في مصر «البتول» أن المشروع القومي سيوفر مليوني فرصة عمل، في شتى مجالات التنمية وليس السياحة فقط،وأن الهدف الأسمى من المشروع هو إعادة وضع مصر على خريطة السياحة الدينية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، مشيراً إلى أنه عند تقديم الفكرة علموا أن دخل السياح الإيرانيين يجب أن يتم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وهو ما وضعوه في الحسبان بعد ذلك.

كاشفاً عن أن الجهات التي اقترحوا إشرافها ومشاركتها في المشروع هي وزارة السياحة والأمن القومي والأجهزة الأمنية، وفقا للمقترحات الأمنية التي تم وضعها للمشروع، بحيث يتم تسلم الوفود القادمة من المطار، وعودتها مرة أخرى، تحت حراسة الشرطة، إلى جانب التنسيق مع أسطول فنادق القوات المسلحة وسياراتها، لإنجاح هذا العمل المتوقع أن يجذب أكثر من 20 مليون زائر مستقبلاً، بالإضافة إلى تشكيل فريق عمل من مجلس إدارة المشروع يقوم بالإدارة من خلال وزارة السياحة تحت إشراف الوزير مباشرة.

مؤكدا أن دعاة المشروع تعرضوا للعديد من التهديدات الصريحة، بترك المشروع إلى أشخاص، وجهات مسؤولة غيرهم، لكن دعاة المشروع أصروا على تصورهم بضرورة خضوع ملف المشروع لهيئة الأمن القومي، التي تتولى تسلم وتسليم الوفود من وإلى المطار بمصاحبة قوة الشرطة.

وأضاف الدريني أن المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، سبق وأن تقدم عام 2002 بمشروع تشجير مسار آل البيت والعائلة المقدسة، إلى وزارة السياحية، وذلك بداية من القاهرة حتى حدود مصر الغربية، بحيث يتقاطع مسار العائلة المقدسة مع مسار آل البيت في طور سيناء، وبالقرب من وادي فيران حيث دير سانت كاترين ومخشع الإمام علي عليه السلام، لافتاً إلى أن وزارة السياحة قامت بتسريع الإيقاع في التعامل مع المشروع عقب دراسته، ما دفع مجلس آل البيت لتنظيم دورات التدريب لأطقم العمل في الإرشاد الذي يتطلبه هذا النوع من صناعة السياحة.

وكشف الدريني عن مخاطبات وزير السياحة الأسبق ممدوح البلتاجي لمجلس إدارة آل البيت التي كانت تعكس مدى أهمية المشروع لدى الوزارة، التي أرسلت إلى جميع شركات السياحة، للتعاون مع المجلس في مهرجان العتبات المقدسة، وكان الوزير طلب من المجلس، سرعة الأفكار المتعلقة بالمهرجان، الذي كان مزمعا إقامته قبل اعتقال أمين المجلس وغلق ملف الموضوع من جانب وزارة السياحة.

وأوضح الدرينى أن مجلس آل البيت، واجه عملية إفساد كبيرة، من جانب تكتلات شركات السياحة، التي أرادت أن تستأثر بالمشروع حيث قدمت الكثير من الإغراءات لإفساد العاملين على هذا المشروع، إلى جانب ظهور تكتلات مرتبطة عضويا بعدة دول خارجية غير راغبة في إقامة هذا المشروع، وهو ما دفع أمين المجلس إلى طلب رخصة شركة من الوزير، وبالفعل وافق على الفور وبدأت إجراءاتها وتواجدت بالفعل وشهدت انعقاد المؤتمر التمهيدي لمهرجان العتبات المقدسة في مارس 2004.

وشدد على أحقية الشيعة وأحباب آل البيت في ممارسة طقوسهم وزيارة من يحبون معاملة بالمثل لعباد الكواكب والأهرامات، والماسونيين الذين يبيتون عند الهرم الأكبر لمدة تزيد على ثمانٍ وأربعين ساعة في مواسم احتفالاتهم، وكذلك حضور السياح من شتى دول العالم للاحتفال بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني يوم مولده وكذلك في عيد تنصيبه، وحضور الفضائيات وكل وسائل الإعلام هاتين المناسبتين، ونشر صورها وأخبارها كل عام.. قائلاً: أليس من حق المؤمنين والموحدين أن يتساووا بالوثنيين وغير المسلمين؟!.

ودعا الى ضرورة تنفيذ مشروع مسار آل البيت من خلال وزارة الثقافة، التي حرصت على طلب المزيد من المعلومات قبل سنوات، لافتا إلى حرص تجمع آل البيت الوطني التحرري، على التعاون مع إدارة القوى الوطنية لتبني المشروع لاعتبارات كثيرة، بما ينسجم مع ثورة يناير العظيمة.

واستكمل الدرينى حديثة قائلا: «إن تجمع آل البيت التحرري «البتول» يتطلع إلى تبني فكرة صندوق دعم جميع القوى الوطنية من هذا المشروع، وبما يحميها من آفة الحاجة، والضغوط ومن ثم الوقوع فريسة في كثير من الأحيان».

وحذر الناشط الشيعي من مخطط لإهمال مزارات كل الصالحين وليس آل البيت فقط، مستدلاً بالحالة التي وصل إليها ضريح محمد بن أبي بكر الصديق من الإهمال وتحوله إلى مقلب للقمامة.

وأكد الدريني أن المتوقع أن تكون العائدات من المشروع لا تقل عن10 ملايين سائح لمصر سنويا، خاصة من الشيعة الإيرانيين والعراقيين ومن سائر بقاع العالم الإسلامي.

ومن جانبه أوضح صلاح سنان القيادي بحزب التجمع الاشتراكي أن المشروع سيعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية لافتاً إلى أنه سيشمل إلى جانب أضرحة ومراقد آل البيت مسار العائلة المقدسة ورحلتها لمصر وشجرة السيدة العذراء والكنيسة المعلقة وباقي الأماكن التي أقامت فيها السيدة مريم والمسيح عيسى عليهما السلام أثناء هروبهما من بطش الرومان ولجوئهما إلى أرض الكنانة.

ومن ناحيته لفت أكرم عبد الله ممثل حزب الكرامة إلى أن المشروع مبادرة سلام أكثر منه مشروعاً اقتصادياً، موضحاً أنه سيزيد أواصر الترابط والمحبة بين الشعوب العربية والإسلامية، التي تتعلق قلوبهم بآل البيت الذين جمع الله القلوب حولهم. مؤكداً أن الذين سيفدون لمصر سيتنوعون بين مواطنين من كل بلاد الشرق والغرب والشمال والجنوب وليس من إيران أو العراق فقط، مؤكداً أن أحباب آل البيت ينتشرون في دول العالم سواء العربية في المغرب العربي أو في الجنوب في السودان التي تنتشر فيها الطرق الصوفية الشهية مثل الختمية والأنصار، والإدريسية والبدوية، وكذلك في الدول الأوروبية والأميركية وشرق وجنوب آسيا.

ومن جهته طالب القيادي الصوفي د. عبدالله الناصر حلمي رئيس اتحاد إخوان رسول الله بتوثيق أضرحة آل البيت والصالحين بمصر في اليونيسكو كمزارات أثرية للحيلولة دون هدمها أو العبث بها، محذراً من هجمة شرسة تتعرض لها أضرحة آل البيت والصالحين في دول العالم الإسلامي على حد وصفه- مستدلاً بهدم بعض الأضرحة في مصر وليبيا، مطالباً بالوقوف بحزم والتصدي لهذه الحملة بالطرق السلمية المشروعة.

وبدوره انتقد محمد هناء الدين رئيس جمعية مصر25 يناير دعاة الفرقة وتمزيق الأمة المصرية،مؤكداً أن ذلك تنفيذ لمخطط صهيوني يسعى لتمزيق جسد الأمة الإسلامية،متسائلاً: لماذا نصر على شق وحدة صف الأمة واتهام الموحدين بالكفر؟، ولماذا يجب على كل فريق تكفير وتبديع الفريق الآخر؟، محذراً من مدعي السلفية الذين لا يتوقفون عن التكفير والتشريك والتبديع، مؤكداً أن وراء شق صف الأمة مخططا صهيونيا غربيا ولا يستفيد منه سوى أعداء الإسلام.

وتناول الخبير الاقتصادي والسياحي عبد الوهاب دردير دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع بالشرح والتفصيل، مؤكداً أن العائد الاقتصادي للمشروع يصل لعشرة أضعاف الكلفة، موضحاً أن المشروع يشمل إنشاء خطوط سكك حديدية بطول ألف كيلو متر هي طول المسار, على أن يتم إنشاء مدينة كل 20 كيلومترا، بجانب القرى والعزب والكفور، وكذلك إقامة مجتمعات زراعية وصناعية وتعدينية في هذه المناطق السكنية المزمع إنشاؤها، مؤكداً أن المسار مليء بالرمال التي يمكن استخدامها في تصنيع الزجاج وكذلك الزلط الذي يمكن استخراج الحديد منه و تصنيع ألياف صناعية وحرارية منه أيضاً، كما يمتلئ الطريق بمكونات الاسمنت، مشيراً إلى أنه مخطط من خلال المشروع أن تتم زراعة جانبي الطريق بالأشجار ما يوفر على مصر استيراد الأخشاب من الخارج والتي ترهق ميزانية الدولة وتتطلب توفير مبالغ طائلة من العملة الصعبة.

ولفت إلى التقاء مسارات آل البيت و نبي الله موسى عليه السلام والأسباط وكذلك العائلة المقدسة في سيناء مشدداً على أن فوائد المشروع عديدة ومتنوعة، مشيراً إلى أن دراسة الجدوى تمت بالاشتراك مع بيوت خبرة دولية، واستوفت كل الجوانب والاحتمالات ولا ينقص المشروع سوى القرار السياسي.

وبدوره أكد أسامة خليل القيادي بحزب المؤتمر الشعبي الناصري «مستضيف الفاعليات» أن الشيء الوحيد الذي جمع قلوب المؤمنين هو حب آل البيت، مؤكداً أن المصريين يهيمون حباً بالعترة الطيبة المباركة، ويفرقون بين الحب والعبادة رافضاً دعاوى التكفير والتشريك التي يطلقها المتشددون والمتنطعون الذين يتبعون الأفكار الوافدة على الشعب المصري والغريبة على طبيعته الوسطية والمتسامحة، مشدداً على أن التراخي أو التهاون في تنفيذ المشروع جريمة في حق مصر والأمتين العربية والإسلامية