أبو ربيع
09-04-2012, 12:05 PM
الثلاثاء, 04 سبتمبر 2012
http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/4caf9daf5ed622f5dc874d2901ce69a1_M.jpg (http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/4caf9daf5ed622f5dc874d2901ce69a1_XL.jpg)
شفقنا- يعتبر الكاردينال كارلو ماريا مارتيني الوجه الليبرالي للكنيسة الكاثوليكية وكان مرشحا لخلافة البابا يوحنا بولص. وفي حوار أجرى معه قبيل وفاته الجمعة الماضي يبعث هذا الرجل برسالة واضحة تقول إن على الفاتيكان مواكبة العصر أو الاندثار في وجه التغيير.
كارلو ماريا مارتيني ليس مجرد وجه آخر في الزحام. فقد شغل منصب كبير أساقفة ميلانو وكان صمن كبار الكرادلة المرشحين لخلافة يوحنا بولص الثاني في كرسي البابوية نفسه. ولذا فإن العالم المسيحي على الأقل يصغي عندما يتحدث.
وطبيعي أن نبأ وفاته الجمعة الماضي عن 85 عاما كان حدثا كبيرا بحد ذاته. لكن ما أضاف إلى أهمية النبأ هو انتقاده الكنيسة الكاثوليكية بشكل مرير قائلاً إنها تخلّفت بما لا يقل عن قرنين عن مواكبة العصر وإن على الفاتيكان مواكبة العصر أو الاندثار في وجه التغيير. وقد ورد هذا في آخر لقاء إعلامي أجرى معه قبيل وفاته وتداولته الصحافة البريطانية نقلا عن الإيطالية.
ويأتي في هذا الحوار قول مارتيني: «لا شك في أن ثقافتنا الكنسية صارت عجوزًا أكل عليها الدهر وشرب. وهذا لأن طقوسنا بالية وعتيقة وأبعد ما تكون في بهرج عباءاتنا الفارغ عن هموم رجل الشارع العادي، مثلها في ذلك مثل الماكينة البيروقراطية التي تسيّر الكنيسة نفسها. لا غرو إذن أن كنائسنا كبيرة لكنها فارغة من المصلين».
ومضى قائلا في الحوار الذي أجرته معه صحيفة «كورييرا ديلا سييرا» الإيطالية ونشرته في عطلة نهاية الأسبوع: «لا مناص للكنيسة من إحداث تغيير جذري عبارة عن ثورة تبدأ من البابا ونفسه ومن تحته الأساقفة».
ولم يتحرّج الكاردينال مارتيني عن الخوض في مسلسل الفضائح الجنسية الذي هز الكنيسة الكاثوليكية من أساسها فقال: «ظلت الكنيسة موضع انتقادات يقول إنها أخفقت بالكامل في التصدي للاتهامات التي وجهت لقائمين على شؤونها باستغلال الأطفال جنسيا. وهذا بحد ذاته يكفي لأن نبدأ مسارا جديدا في رحلتنا الى التغيير. هذه الاتهامات زعزعت مكانة الكنيسة باعتبارها منارة أخلاقية وذلك بالرغم من أنها دفعت الملايين في شكل تعويضات للضحايا حول العالم بأكمله».
يذكر أن الكاردينال مارتيني ارتقى سلم الشهرة سريعا منذ إعلانه قبوله باستخدام العازل الطبي (الكوندوم) «في بعض الحالات»، على عكس الفاتيكان الذي يرفضه جملة وتفصيلا. وقال في حواره الأخير إن على الكنيسة الإقرار بأن ثمة نوع جديد من «الأسرة» يسود في المجتمع.
وأضاف قوله في هذا الصدد: «خذ على سبيل المثال امرأة هجرها زوجها لسبب أو آخر. هذه المرأة تجد رفيقا آخر يعنى بها وبأبنائها. ماذا يحدث لهذه الأسرة إذا اختار المجتمع التمييز ضدها؟ إنه لا يضر بالمرأة وحسب وإنما بأطفالها أيضا».
ومضى قائلاً في الحوار الذي أجري معه قبل أسبوعين من وفاته إن إغلاق الكنيسة الباب أمام هذه الأسرة الجديدة يعني أنها خسرت الجيل الجديد نفسه. ويذكر أن الكنيسة تعارض الطلاق وتحرم الإجهاض وسائر وسائل منع الحمل قائلة إن السبيل الصحيحة هي الإخلاص في الزواج والامتناع عن الجنس خارج إطاره.
ويذكر أن مارتيني ظل يعتبر «الوجه الليبرالي» للكنيسة الكاثوليكية، ورشح لخلافة يوحنا بولص الثاني لكن حظوظه في هذا الشأن نُسفت بالكامل عندما كشف أنه يعاني من نوع نادر من مرض باركنسون، فاضطر للتقاعد العام 2002. وعندما آلت الخلافة لبنيدكتوس السادس عشر كان هذا انتصارا مدويا للتيار المحافظ.
وكانت وصية مارتيني الأخيرة للبابا بنيدكتوس هي: «الكنيسة متخلفة بما لا يقل عن 200 عام. ابدأ التغيير الآن كي ننهض على قدمينا من جديد. وأسال نفسك: من أي شيء نخاف ولماذا»؟
النهایة
http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/4caf9daf5ed622f5dc874d2901ce69a1_M.jpg (http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/4caf9daf5ed622f5dc874d2901ce69a1_XL.jpg)
شفقنا- يعتبر الكاردينال كارلو ماريا مارتيني الوجه الليبرالي للكنيسة الكاثوليكية وكان مرشحا لخلافة البابا يوحنا بولص. وفي حوار أجرى معه قبيل وفاته الجمعة الماضي يبعث هذا الرجل برسالة واضحة تقول إن على الفاتيكان مواكبة العصر أو الاندثار في وجه التغيير.
كارلو ماريا مارتيني ليس مجرد وجه آخر في الزحام. فقد شغل منصب كبير أساقفة ميلانو وكان صمن كبار الكرادلة المرشحين لخلافة يوحنا بولص الثاني في كرسي البابوية نفسه. ولذا فإن العالم المسيحي على الأقل يصغي عندما يتحدث.
وطبيعي أن نبأ وفاته الجمعة الماضي عن 85 عاما كان حدثا كبيرا بحد ذاته. لكن ما أضاف إلى أهمية النبأ هو انتقاده الكنيسة الكاثوليكية بشكل مرير قائلاً إنها تخلّفت بما لا يقل عن قرنين عن مواكبة العصر وإن على الفاتيكان مواكبة العصر أو الاندثار في وجه التغيير. وقد ورد هذا في آخر لقاء إعلامي أجرى معه قبيل وفاته وتداولته الصحافة البريطانية نقلا عن الإيطالية.
ويأتي في هذا الحوار قول مارتيني: «لا شك في أن ثقافتنا الكنسية صارت عجوزًا أكل عليها الدهر وشرب. وهذا لأن طقوسنا بالية وعتيقة وأبعد ما تكون في بهرج عباءاتنا الفارغ عن هموم رجل الشارع العادي، مثلها في ذلك مثل الماكينة البيروقراطية التي تسيّر الكنيسة نفسها. لا غرو إذن أن كنائسنا كبيرة لكنها فارغة من المصلين».
ومضى قائلا في الحوار الذي أجرته معه صحيفة «كورييرا ديلا سييرا» الإيطالية ونشرته في عطلة نهاية الأسبوع: «لا مناص للكنيسة من إحداث تغيير جذري عبارة عن ثورة تبدأ من البابا ونفسه ومن تحته الأساقفة».
ولم يتحرّج الكاردينال مارتيني عن الخوض في مسلسل الفضائح الجنسية الذي هز الكنيسة الكاثوليكية من أساسها فقال: «ظلت الكنيسة موضع انتقادات يقول إنها أخفقت بالكامل في التصدي للاتهامات التي وجهت لقائمين على شؤونها باستغلال الأطفال جنسيا. وهذا بحد ذاته يكفي لأن نبدأ مسارا جديدا في رحلتنا الى التغيير. هذه الاتهامات زعزعت مكانة الكنيسة باعتبارها منارة أخلاقية وذلك بالرغم من أنها دفعت الملايين في شكل تعويضات للضحايا حول العالم بأكمله».
يذكر أن الكاردينال مارتيني ارتقى سلم الشهرة سريعا منذ إعلانه قبوله باستخدام العازل الطبي (الكوندوم) «في بعض الحالات»، على عكس الفاتيكان الذي يرفضه جملة وتفصيلا. وقال في حواره الأخير إن على الكنيسة الإقرار بأن ثمة نوع جديد من «الأسرة» يسود في المجتمع.
وأضاف قوله في هذا الصدد: «خذ على سبيل المثال امرأة هجرها زوجها لسبب أو آخر. هذه المرأة تجد رفيقا آخر يعنى بها وبأبنائها. ماذا يحدث لهذه الأسرة إذا اختار المجتمع التمييز ضدها؟ إنه لا يضر بالمرأة وحسب وإنما بأطفالها أيضا».
ومضى قائلاً في الحوار الذي أجري معه قبل أسبوعين من وفاته إن إغلاق الكنيسة الباب أمام هذه الأسرة الجديدة يعني أنها خسرت الجيل الجديد نفسه. ويذكر أن الكنيسة تعارض الطلاق وتحرم الإجهاض وسائر وسائل منع الحمل قائلة إن السبيل الصحيحة هي الإخلاص في الزواج والامتناع عن الجنس خارج إطاره.
ويذكر أن مارتيني ظل يعتبر «الوجه الليبرالي» للكنيسة الكاثوليكية، ورشح لخلافة يوحنا بولص الثاني لكن حظوظه في هذا الشأن نُسفت بالكامل عندما كشف أنه يعاني من نوع نادر من مرض باركنسون، فاضطر للتقاعد العام 2002. وعندما آلت الخلافة لبنيدكتوس السادس عشر كان هذا انتصارا مدويا للتيار المحافظ.
وكانت وصية مارتيني الأخيرة للبابا بنيدكتوس هي: «الكنيسة متخلفة بما لا يقل عن 200 عام. ابدأ التغيير الآن كي ننهض على قدمينا من جديد. وأسال نفسك: من أي شيء نخاف ولماذا»؟
النهایة