المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جول يرفض ارتداء القلنسوة اليهودية ويقبل كوفية فلسطينية



سيد مرحوم
01-06-2005, 05:53 AM
تأييده للعرب أثار ضيق "إسرائيل" منذ بدئه زيارته بالصلاة في الأقصى

جول يرفض ارتداء القلنسوة اليهودية ويقبل كوفية فلسطينية


أنقرة - حسني محلي:

كما كان متوقعاً، فقد تحولت زيارة وزير الخارجية التركي عبدالله جول إلى “إسرائيل” حرب أعصاب بين الطرفين التركي و”الإسرائيلي”. ففي الوقت الذي سعت فيه تل أبيب لإظهار زيارة جول كأنها انتصار للدبلوماسية “الإسرائيلية” ومثار قلق العرب، لم يتردد جول في تأكيد الموقف التركي الواضح والصريح حيال إحلال السلام في المنطقة.

فقد أثبت جول أنه مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية حال وصوله إلى “إسرائيل”، حيث فضل استهلال زيارته بزيارة المسجد الأقصى قبل أن يلتقي أي مسؤول “إسرائيلي”. وهو ما أغضب “الإسرائيليين” الذين حاولوا أن يفرضوا عليه دخول المسجد الأقصى من البوابة الاثيوبية التي دخل منها رئيس وزرائهم ارييل شارون “الأقصى” قبل 4 سنوات. فرفض جول وأصر على دخول الحرم من البوابة الأسدية التي يدخل منها المصلون الفلسطينيون.

وبعد أن رفض جول زيارة حائط المبكى، وشوهد وهو منهمك في حوار ودي حميم مع مفتي الديار الفلسطينية الذي رافقه خلال الجولة، ومعه جميع أعضاء الوفد التركي الذي يضم السيدة خير النساء جول المحجبة التي وقفت إلى جانب زوجها وصلت معه أمام أنظار المرافقين “الإسرائيليين” الذين لم يخفوا غضبهم من هذا التصرف. فأرادوا أن ينتقموا منه بمحاولة رفع العلم “الإسرائيلي” جنباً إلى جنب مع العلم التركي على السيارة التي خصصت لجول، فرفض الوزير التركي متعللاً بأن تركيا لا تعترف بسيادة “إسرائيل” على القدس المحتلة. وعندما أصر “الإسرائيليون” عمد جول إلى التنقل بسيارة القنصلية التركية في القدس المحتلة.

وكانت المواجهة الأخرى خلال زيارة الوزير جول لمتحف الهولوكوست، حيث رفض جول أيضاً أن يضع على رأسه الغطاء التقليدي اليهودي، ما أثار غضب مضيفيه “الإسرائيليين”،خصوصاً أن جول قبل الهدية التي قدمها إليه إمام المسجد الأقصى، وكانت الغطاء الفلسطيني التقليدي (الكوفية).

وأراد وزير الخارجية “الإسرائيلي” سيلفان شالوم أن ينتقم من نظيره التركي، فأشار في المؤتمر الصحافي المشترك إلى أن جول زار “إسرائيل” قبل أن يكون وزيراً للخارجية، في محاولة لإحراجه. فلم يبالِ جول بذلك، وفضل الجلوس بوجه مقطب، خلافاً لما فعله في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الوزير الفلسطيني نبيل شعث في رام الله، حيث كان مبتسماً ومتمسكاً باستمرار بدعم الشعب والدولة والحكومة التركية للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني. وحرص جول على الإشارة إلى أن الشعب التركي يتألم دائماً لما يعاني منه الشعب الفلسطيني ويتقاسم معه كل همه ومآسيه وآلامه.

وكان الإصرار التركي على الدفاع عن رغبة دمشق وبيروت في السلام مع “إسرائيل” موضوعاً آخر أزعج “الإسرائيليين” الذين حاولوا تمييع القضية بالحديث عن الجاسوس “الإسرائيلي” ايلي كوهين الذي أعدمته سوريا. وأثار ذلك غضب جول الذي قال للمسؤولين “الإسرائيليين” إنه جاء إلى تل أبيب لقضية أهم وليس لنقل عظام الموتى من مكان إلى مكان.