مسافر
08-31-2012, 01:24 AM
August 29 / 2012
المصدر : صحيفة" كوميرسانت"
http://www.nahrainnet.net/tpllib/img.php?im=cat_45/21063.jpg&w=250&h=171
فجرت عملية اغتيال ابرز زعيم مسلم للطرق الصوفية في داغستان يوم امس الثلاثاء " سيد افندي التشيركاوي " (74 عاما) ، حالة من الغضب والاستياء في مدنها ضد التيار "الوهابي السلفي" الذي يسعى الى تفجير صراعات مذهبية وطائفية في مجتمع عرف باستقراره واحترام الطوائف الاسلامية لبعضهم البعض لعشرات العقود.
وللسيد " افندي التشيركاوي " عشرات الاف من المريدين والاتباع ويعتبرونه ، مرشدهم الروحي ، وسبق ان استهدف بمحاولة اغتيال عام 2007 من الجماعات الوهابية السلفية ، ولكن الشرطة احبطت العملية واعتقلت 8 من المتورطين في محاولة اغتياله .
ووقع الحادث حين جاءت الى بيته امرأة بحجة طلب مشورته وكانت ترتدي حزاما ناسفا في وسطها . وأسفر الانفجار عن مصرع الشيخ وسبعة أشخاص بينهم صبي في الثانية عشرة من العمر. ويعتقد ان هدف الجريمة هو إحباط المصالحة التي بدأت في داغستان بين ممثلي مختلف المذاهب والتيارات الدينية وكان الشيخ اخد المبادرين لها.
لقد وقع الانفجار في بيت الزعيم الديني البارز الواقع في قرية تشيركي بمنطقة بويناكسك عند الساعة الخامسة مساء امس الثلاثاء. وحسب المعطيات الاولية فإن الانتحارية اخفت تحت ملابسها الحزام الناسف الذي قامت بتفجيره، ولم تكن العبوة الناسفة كبيرة لكنها محشوة بقطع جارحة ، وكانت المرأة في لحظة الانفجار على بعد مترين تقريبا من الشيخ. فلقي سيد افندي الشيركاوي حتفه فورا. علما انه كان سيبلغ سن 75 عاما في اكتوبر / تشرين الاول القادم.
واحتشد الالاف من اتباعه قادمين من جميع مدن داغستان، تعبيرا عن حزنهم ومواساتهم بهذه الحادثة . وحسب وسائل اعلام محلية ، فما ان اعلن نبأ اغتيال الشيخ كان الناس ينتحبون في شوارع كثير من مدن وقرى داغستان القريبة من قرية تشيركي. اما في القرية نفسها فقد تحشد عند التاسعة التاسعة مساء ما يقارب 80 ألف شخص حول مسجد القرية وحتى المقبرة هناك.
رجال التحقيق الروس على يقين ، بأن مرتكبي هذه الجريمة الصارخة هم من يسمون بـ "رجال الغابة" من السلفيين المتشددين. وكان الشيخ سيد أفندي قد قال مخاطبا المسلحين المختفين في الغابات في خطاب ألقاه في مؤتمر شعوب داغستان في عام 2010 :" إتركوا الغابات الى الوحوش الكاسرة وعودوا الى كنف البشر". كما قال في احدى مواعظه :" ان الوهابيين يؤكدون للمحيطين بهم ان كلامهم هو الحق ، لكن أفعالهم في الواقع هي ضلال. فأحذروا منهم اذا ما اردتم التمسك بصدق بسبيل الاسلام. إنهم يحسنون في كيل المديح الى صحابة الرسول(ص) لكنهم لا يتبعون نهجهم".." فلماذا يذهبون الى الغابات؟ اعتقد ان سبب ذلك هو غياب التفكير السليم والعقل السليم. وليس عبثا ان يقال حين لا يعمل العقل تصاب القدمان بالوهن. وفي النتيجة نجدهم يقتلون الآخرين بينما الآخرون يقتلونهم.
قال رضوان قربانوف النائب في مجلس الدوما عن داغستان في حديث مع " لصحيفة كوميرسانت": "ان موت الشيخ – وهو الأب الروحي لكثير من الناس القاطنين في الجمهورية – يعتبر خسارة كبيرة لا تعوض". واشار الى ما قاله الشيخ له في احد اللقاءات معه :" اذا ما دخل بيتي شخص يريد قتلي فأنني حتى لا اتحرك من مكاني. فلماذا سأحاسب عن دمه في يوم القيامة ؟ ودعه نفسه يقدم الحساب عن فعلته في سفك دمي". وقال الشيخ في وصف الانتحاريين انفسهم :"..ان هؤلاء الافراد يأملون في دخول الجنة .. انهم لن يقتربوا حتى من أطراف الجنة ولن يتحسسوا شذى عبيرها".
ويرد في احد الاسباب الرئيسية المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ هو انها موجهة لإحباط المصالحة بين انصار الادارة الدينية لمسلمي داغستان والسلفيين. وقد عقد اجتماع مشترك لهم في الجامع الكبير في " محج قلعة " في أواخر ابريل/نيسان الماضي. وبارك هذا الاجتماع الشيخ سيد أفندي شخصيا. ولكن بعد مضي عدة أيام ، في 3 مايو/أيار، هاجم الارهابيون دورية متنقلة للشرطة في "محج قلعة " مما أدى الى مصرع 13 شخصا بينهم افراد شرطة ورجال الطوارئ والدفاع المدني ومواطنون عاديون. كما اصيب اكثر من مائة شخص بجروح. وقد ولدت هذه الجريمة مصاعب جمة في طريق التقارب بين انصار الاعتدال في الاسلام والسلفيين. وجاء في بيان صدر عن رئيس داغستان وحكومة الجمهورية في العشية :" لن يفلح المجرمون في احداث الشقاق في داغستان ، وتهديم وحدتنا ، وبذر بذور الخوف والحقد".
من جانب آخر لا يستبعد احتمال ان يكون لدى مدبري الجريمة هدف آخر هو ارغام انصار الالآف من انصار الشيخ على حمل السلاح. وفي كافة الاحوال فإن اغتيال شخصية دينية معروفة يمكن ان يقود الى احتدام الوضع أكثر في داغستان البعيدة اصلا عن الهدوء والسكينة.
والشيخ سيد افندي التشيركاوي أحد أشهر شيوخ الطريقتين النقشبندية والشاذلية في العالم ، ويعتبره مريدوه من اتباع الطرائق الصوفية انسانا عظيما. وكان يأتي لزيارته لتلقي التوجيهات مريدوه والشخصيات السياسية وكذلك الناس العاديون في الجمهورية. ويعتقد كثير من المحللين ان المخططين لعملية اغتياله يهدفون الى خلق صدامات مسلحة في جمهورية داغستان التي تقف في الفترة الاخيرة على شفير الحرب الأهلية.
المصدر : صحيفة" كوميرسانت"
المصدر : صحيفة" كوميرسانت"
http://www.nahrainnet.net/tpllib/img.php?im=cat_45/21063.jpg&w=250&h=171
فجرت عملية اغتيال ابرز زعيم مسلم للطرق الصوفية في داغستان يوم امس الثلاثاء " سيد افندي التشيركاوي " (74 عاما) ، حالة من الغضب والاستياء في مدنها ضد التيار "الوهابي السلفي" الذي يسعى الى تفجير صراعات مذهبية وطائفية في مجتمع عرف باستقراره واحترام الطوائف الاسلامية لبعضهم البعض لعشرات العقود.
وللسيد " افندي التشيركاوي " عشرات الاف من المريدين والاتباع ويعتبرونه ، مرشدهم الروحي ، وسبق ان استهدف بمحاولة اغتيال عام 2007 من الجماعات الوهابية السلفية ، ولكن الشرطة احبطت العملية واعتقلت 8 من المتورطين في محاولة اغتياله .
ووقع الحادث حين جاءت الى بيته امرأة بحجة طلب مشورته وكانت ترتدي حزاما ناسفا في وسطها . وأسفر الانفجار عن مصرع الشيخ وسبعة أشخاص بينهم صبي في الثانية عشرة من العمر. ويعتقد ان هدف الجريمة هو إحباط المصالحة التي بدأت في داغستان بين ممثلي مختلف المذاهب والتيارات الدينية وكان الشيخ اخد المبادرين لها.
لقد وقع الانفجار في بيت الزعيم الديني البارز الواقع في قرية تشيركي بمنطقة بويناكسك عند الساعة الخامسة مساء امس الثلاثاء. وحسب المعطيات الاولية فإن الانتحارية اخفت تحت ملابسها الحزام الناسف الذي قامت بتفجيره، ولم تكن العبوة الناسفة كبيرة لكنها محشوة بقطع جارحة ، وكانت المرأة في لحظة الانفجار على بعد مترين تقريبا من الشيخ. فلقي سيد افندي الشيركاوي حتفه فورا. علما انه كان سيبلغ سن 75 عاما في اكتوبر / تشرين الاول القادم.
واحتشد الالاف من اتباعه قادمين من جميع مدن داغستان، تعبيرا عن حزنهم ومواساتهم بهذه الحادثة . وحسب وسائل اعلام محلية ، فما ان اعلن نبأ اغتيال الشيخ كان الناس ينتحبون في شوارع كثير من مدن وقرى داغستان القريبة من قرية تشيركي. اما في القرية نفسها فقد تحشد عند التاسعة التاسعة مساء ما يقارب 80 ألف شخص حول مسجد القرية وحتى المقبرة هناك.
رجال التحقيق الروس على يقين ، بأن مرتكبي هذه الجريمة الصارخة هم من يسمون بـ "رجال الغابة" من السلفيين المتشددين. وكان الشيخ سيد أفندي قد قال مخاطبا المسلحين المختفين في الغابات في خطاب ألقاه في مؤتمر شعوب داغستان في عام 2010 :" إتركوا الغابات الى الوحوش الكاسرة وعودوا الى كنف البشر". كما قال في احدى مواعظه :" ان الوهابيين يؤكدون للمحيطين بهم ان كلامهم هو الحق ، لكن أفعالهم في الواقع هي ضلال. فأحذروا منهم اذا ما اردتم التمسك بصدق بسبيل الاسلام. إنهم يحسنون في كيل المديح الى صحابة الرسول(ص) لكنهم لا يتبعون نهجهم".." فلماذا يذهبون الى الغابات؟ اعتقد ان سبب ذلك هو غياب التفكير السليم والعقل السليم. وليس عبثا ان يقال حين لا يعمل العقل تصاب القدمان بالوهن. وفي النتيجة نجدهم يقتلون الآخرين بينما الآخرون يقتلونهم.
قال رضوان قربانوف النائب في مجلس الدوما عن داغستان في حديث مع " لصحيفة كوميرسانت": "ان موت الشيخ – وهو الأب الروحي لكثير من الناس القاطنين في الجمهورية – يعتبر خسارة كبيرة لا تعوض". واشار الى ما قاله الشيخ له في احد اللقاءات معه :" اذا ما دخل بيتي شخص يريد قتلي فأنني حتى لا اتحرك من مكاني. فلماذا سأحاسب عن دمه في يوم القيامة ؟ ودعه نفسه يقدم الحساب عن فعلته في سفك دمي". وقال الشيخ في وصف الانتحاريين انفسهم :"..ان هؤلاء الافراد يأملون في دخول الجنة .. انهم لن يقتربوا حتى من أطراف الجنة ولن يتحسسوا شذى عبيرها".
ويرد في احد الاسباب الرئيسية المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ هو انها موجهة لإحباط المصالحة بين انصار الادارة الدينية لمسلمي داغستان والسلفيين. وقد عقد اجتماع مشترك لهم في الجامع الكبير في " محج قلعة " في أواخر ابريل/نيسان الماضي. وبارك هذا الاجتماع الشيخ سيد أفندي شخصيا. ولكن بعد مضي عدة أيام ، في 3 مايو/أيار، هاجم الارهابيون دورية متنقلة للشرطة في "محج قلعة " مما أدى الى مصرع 13 شخصا بينهم افراد شرطة ورجال الطوارئ والدفاع المدني ومواطنون عاديون. كما اصيب اكثر من مائة شخص بجروح. وقد ولدت هذه الجريمة مصاعب جمة في طريق التقارب بين انصار الاعتدال في الاسلام والسلفيين. وجاء في بيان صدر عن رئيس داغستان وحكومة الجمهورية في العشية :" لن يفلح المجرمون في احداث الشقاق في داغستان ، وتهديم وحدتنا ، وبذر بذور الخوف والحقد".
من جانب آخر لا يستبعد احتمال ان يكون لدى مدبري الجريمة هدف آخر هو ارغام انصار الالآف من انصار الشيخ على حمل السلاح. وفي كافة الاحوال فإن اغتيال شخصية دينية معروفة يمكن ان يقود الى احتدام الوضع أكثر في داغستان البعيدة اصلا عن الهدوء والسكينة.
والشيخ سيد افندي التشيركاوي أحد أشهر شيوخ الطريقتين النقشبندية والشاذلية في العالم ، ويعتبره مريدوه من اتباع الطرائق الصوفية انسانا عظيما. وكان يأتي لزيارته لتلقي التوجيهات مريدوه والشخصيات السياسية وكذلك الناس العاديون في الجمهورية. ويعتقد كثير من المحللين ان المخططين لعملية اغتياله يهدفون الى خلق صدامات مسلحة في جمهورية داغستان التي تقف في الفترة الاخيرة على شفير الحرب الأهلية.
المصدر : صحيفة" كوميرسانت"