مشاهدة النسخة كاملة : من سوهاج إلى الكويت.. الساطور لغة التفاهم
في مشهد شبيه بما تعرضه المسلسلات المصرية على شاشات التلفزيون، تجدد الثأر بين عائلتي «الحنيشات» و«عبد الحليم» المصريتين حين قام أحد أبناء العائلة الأولى المنتمية إلى قرية بيت علام في محافظة سوهاج بقتل أحد أبناء عائلة عبد الحليم في منطقة حولي في الكويت، وذلك على مرأى ومسمع من عدد كبير من شهود العيان الذين سارعوا مذعورين إلى إبلاغ غرفة عمليات الداخلية فور رؤيتهم للجاني وهو يحمل ساطورا وينهال بالضرب على المجني عليه بعد أن فر منه الأخير إلى أحد المقاهي.
لكن الجاني انقض عليه بلا رحمة حتى أجهز بعد عدة ضربات على رأسه وجسده، ولاذ بالفرار بعد أن تخلص من أداة الجريمة على مقربة من الضحية. وأشارت التحقيقات أمس إلى أن الثأر يقف سببا رئيسيا وراء هذه الجريمة. ويعتقد أنها امتداد لنار الثأر بين العائلتين التي راح ضحيتها 22 شخصا حتى الآن في محافظة سوهاج المصرية.
رصدوا مكالمته لزميله في المحل.. وأطبقوا عليه في محطة المياه
قاتل حولي في قبضة رجال الأمن
كتب راشد الشراكي ومحمد الشرهان
:
تمكن رجال مباحث محافظة حولي بقيادة مديرهم الشيخ العقيد احمد الخليفة ومساعده العقيد صالح الغنام من ضبط المصري مخلوف امين المتهم بقتل مواطنه اشرف كمال قبل نحو اربعة ايام.
وروى مصدر امني لـ«القبس» تفاصيل عملية ضبط المتهم، التي تمت بدقة كبيرة، مشيرا الى ان رجال مباحث حولي رصدوا حركات واتصالات المتهم طوال فترة هروبه، حتى تمكنوا من رصده مساء امس عندما اتصل هاتفيا بالمحل الذي كان يعمل به، وطلب من احد اصدقائه الحضور اليه بالقرب من محطة المياه.
واضاف المصدر: ان رجال المباحث وبعد رصدهم للمكالمة توجهوا بشكل سريع الى الموقع الذي اشار اليه المتهم في الاتصال ترافقهم قوة كبيرة من رجال المباحث بقيادة الرواد سعد العدواني وبدر القضوري وفيصل المطيري والنقيب فوزي الديحاني والملازمين اوائل خالد العتيبي وحسين دشتي، حيث طوقوا الموقع وبعد عملية تفتيش سريعة شوهد المتهم، وهو يحاول الهروب الى احد المساجد لكنهم اطبقوا عليه وتوجهوا به رأسا الى مكتب التحقيق.
واكد المصدر على ان رجال المباحث كانوا يعملون على خطين متوازيين الاول هو رصد تحركات الجاني والاطباق عليه، والثاني محاولة اقناعه بتسليم نفسه من قبيل ذويه واصدقائه الذين تم التحفظ عليهم بعد وقوع الجريمة.
شاش أشاد بجهود رجال الأمن في الكويت
كتب محمود حربي:
اشاد القنصل العام المصري السفير هاني شاش بجهود رجال المباحث في الكويت بعد العمل المضني والشاق في القبض على المتهم مخلوف امين.
وقال السفير هاني شاش لـ «القبس»: «كانت هناك اتصالات مستمرة على مدار الساعة بين الجانبين الكويتي والمصري من اجل سرعة القبض على الجاني حتى تأخذ العدالة مجراها».
وثمن شاش تعاون وزارة الداخلية باطلاق سراح اقارب القاتل من عائلة الحنيشات بعد القاء القبض عليه.
واشار القنصل العام الى ان شقيقة الجاني قد توفيت نتيجة اصابتها بجلطة.
واستكمل حديثه بالقول ان فريقا برئاسة القنصل سوف يقوم بعمل لقاءات متتالية مع افراد الاسرتين المقيمين في الكويت بهدف استكمال جهود المصالحة والالتزام بالقوانين السائدة في دولة الكويت وضرورة احترام استقرار وقوانين البلد المضيف.
مخلوف منهار.. وغير مستقر:
«ماكنتش حاسس بنفسي.. سحبت البلطة وجريت وراه وأديته على دماغه»
«القبس» تمكنت من التحدث الى الجاني الذي بدا منهارا ويعاني عدم الاستقرار النفسي وقلة النوم وسألته:
> لماذا ارتكبت جريمة بهذه البشاعة؟
- هو اللي استفزني لما جاب سيرة اهلي في البلد ومقدرتش امسك اعصابي وحصل اللي حصل.
> ايه اللي صار بعدين يا مخلوف؟
- ماكنتش حاسس بنفسي وسحبت البلطة وجريت وراء (ابن....) واديته على دماغه حتى تأكدت انه مات.
> فين رحت بعد الجريمة؟
- روحت البيت بسرعة واخذت شويت ملابس ونمت في حوش احد المساجد حتى صلاة الفجر، وبعدها دخلت صليت بالمسجد ولما روحوا المصلين رجعت انام بجنب حوش المسجد وطول الفترة كنت انتقل بين مساجد منطقة حولي حتى ضبطوني المباحث.
«إيه.. فيه إيه»؟
> عندما اطبق رجال مباحث حولي على المتهم حاول الهروب وبدأ بالصراخ «إيه في إيه» فرد عليه رجل المباحث قائلا خلاص يمخلوف أنت وقعت بأيدينا.
أصدر مدير مباحث حولي الشيخ العقيد احمد الخليفة تعليماته باخلاء سبيل ابناء عمومة مخلوف بعد ضبطه.
> قام موفد السفارة المصرية بالذهاب الى مكتب المباحث بعد ضبط المتهم.
جريمة حولي.... انتحار شقيقة مخلوف
في حادث مأساوي جديد في بيت علام في صعيد مصر، انتحرت عريفة محمد علي (40 سنة - من عائلة الحنيشات) بعد عدم تحملها صدمة القبض على شقيقها مخلوف محمد علي بتهمة قتل اشرف رشاد من عائلة عبدالحليم.
انتحار عريفة جاء نتيجة طبيعية للصدمات التي لازمتها طوال الاعوام الثلاثة السابقة بعد ان فقدت شقيقيها في المذبحة، التي وقعت منذ ثلاث سنوات وراح ضحيتها 22 شخصا من عائلتها، وجاء القبض على شقيقها في تهمة قتل متعمدة لتفقد ثالث شقيق وآخر عون لها.
عريفة اغلقت على نفسها باب غرفتها وتناولت الكثير من الحبوب المخدرة دفعة واحدة وسقطت مغشيا عليها وسارع اهلها بنقلها الى المستشفى لكنها لفظت انفاسها الاخيرة.
قيادات الامن انتقلت فور علمها بالحادث الى البلدة التي يرابط بها عدد من الجنود بشكل مستمر خوفا من حدوث تطورات غير محسوبة، حيث أظهرت التحقيقات الاولية ان السيدة المنتحرة اصيبت بحالة نفسية سيئة بعد علمها بالحادث الذي اضاف احزاناً الى احزانها، حيث لم يعد لها سوى شقيق واحد فقط يدعى عمر فضلا عن تدهور العلاقات بين العائلتين اللتين تربطهما علاقات نسب ومصاهرة.
واوضح مصدر أمني لـ «القبس» ان مفاوضات الصلح بين العائلتين مستمرة لكن لم يتحدد بعد موعد للجلسة النهائية التي ستكون اكبر المصالحات التي تشهدها مصر بين العائلات المتخاصمة ثأرياً في تاريخها الحديث.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir