جبار
01-05-2005, 12:02 PM
بروكسل: عبد الله مصطفى
هولندا... ذلك البلد الاوروبي الصغير من حيث مساحته على الخريطة والذي يحده من الغرب بحر الشمالإ ومن الجنوب بلجيكاإ ومن الغرب المانيا، الا انه اكتسب شهرة واسعة على مستويات مختلفة، فإذا كنت عزيزي القارئ من هواة الرياضة، فلا بد انك سمعت عن نجوم كرة القدم الهولندية امثال كرويف وفان باستن ورود غولييت وفان نيستلروي، واذا كنت من عشاق الفن التشكيلي فلا بد انك تعرف جيدا الفنان العالمي الهولندي فان غوخ، واذا كنت رومانسيا ومن عشاق الورود والأزهار، فلا بد انك سمعت عن هولندا التي تعتبر من اشهر الدول المصدرة للورود والأزهار بأنواعها المختلفة.
واذا كنت من عشاق الأكلات الخفيفة، ومنها منتجات الألبان فإن هولندا مشهورة بأنواع الجبنة والزبدة، واذا كنت من عشاق المعرفة فلا بد انك قرأت يوما عن طواحين الهواء التي تشتهر بها هولندا والتي كانت احد اهم مصادر توليد الطاقة في مرحلة زمنية من تاريخ هذا البلد، واذا كنت تهوى السياسة فأنت بلا شك سمعت عن هولندا التي ظلت تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي طوال الفترة من مطلع يوليو (تموز) وحتى نهاية العام 2004، أما اذا كنت من عشاق السينما بالتأكيد لم يفتك فيلم محمد هنيدي «همام في امستردام»، والذي يحمل اسم العاصمة الهولندية.
وتضمن الفيلم العديد من المناظر الساحرة للطبيعة الهولندية تم تصويرها في هولندا. ولكن.. اذا كنت عزيزي القارئ فقيرا من حيث الوقت والحظ والمال والهواية، فلا تشغل بالك.. سوف تصحبك «الشرق الأوسط» معها في رحلة الى عدد من المدن الهولندية وأنت في مكانك تقرأ الجريدة وتحتسي كوبا من القهوة او الشاي «على حسابك طبعا»، ويكفي انني سوف أوفر عليك ثمن تذكرة الطائرة ومصروف الجيب والهدايا التي لا بد ان تحضرها معك حتى تضمن حسن استقبال الاهل والاصدقاء لك بعد العودة.
ولكن قبل ان ننطلق في رحلتنا، أود ان تعرف عزيزي القارئ ان هذا البلد تبلغ مساحته 41 الف كيلومتر مربع، وعدد سكانه 16 مليون و300 الف نسمة، والعملة المستخدمة فيه هي اليورو، ويتحدث الشعب الهولندي اللغة الرسمية للبلاد وهي الهولندية تلك اللغة الصعبة التي يعود تاريخها الى القرن السادس عشر، الى جانب ذلك هناك من الهولنديين من يجيد لغات اخرى مثل الانجليزية والالمانية والفرنسية والاسبانية، ويعيش في هولندا حاليا ما يقرب من 3 ملايين من الاجانب غير الاوروبيين، اي من جنسيات عربية وافريقية معظمهم من المغاربة والاتراك وجنسيات اخرى مختلفة.
نبدأ الرحلة من العاصمة امستردام التي يعود تاريخها الى عام 1275م، وبالتحديد بعد الخروج مباشرة من محطة القطار الرئيسية التي يمكن الوصول اليها عبر قطار داخلي من أسفل مطار العاصمة حيث توجد محطة قطارات كبرى تنقلك الى معظم المدن الهولندية الكبيرة. وبعد الخروج من محطة القطار في امستردام، توجهت مباشرة الى محطة الاتوبيس النهري القريبة على بعد امتار من محطة القطار. وخلال رحلة الاتوبيس النهري التي تستغرق ساعة، يستطيع الزائر ان يتعرف على العديد من المباني التاريخية والمتاحف الموجودة في امستردام وكذلك أقدم واشهر الجسور، بالاضافة الى رؤية اشهر واكبر مطعم صيني في اوروبا، والعديد من المسارح والفنادق، القديم منها والحديث.
وأثناء الرحلة النهرية هناك مشهد يستوقف السائح، بعد ان يتعمد سائق الاتوبيس النهري التوقف أمامه حتى يعطي الفرصة لالتقاط الصور لذلك المشهد البديع والذي يتمثل في احد الممرات النهرية، ويرى فيه منظر سبعة اماكن عبور فوق سطح المياه «جسور» بصورة أفقية، ومناظر اخرى خلابة تجعلك تستمتع بتلك الرحلة المصحوبة بالترجمة لعدة لغات منها الانجليزية والفرنسية لإتاحة الفرصة للجميع للتعرف على الاماكن الهامة التي يمكن رؤيتها اثناء الرحلة النهرية، وبعد وصولي مرة اخرى الى مكان الانطلاق امام محطة القطار في امستردام، لفت نظري هذا الكم الهائل من الدراجات والتي تعتبر احدى الوسائل الهامة للتنقل، سواء بالنسبة للمواطن الهولندي او للمهاجرين.
ويعتمد عدد كبير منهم على الدراجة في الذهاب الى العمل او لتقضية بعض الطلبات من اماكن قريبة من المنزل، الامر الذي يجعل البعض يلجأ فقط لاستخدام سيارته الخاصة، في حال لم يكن مكان العمل بعيدا عن مكان السكن، أو يستخدمها للتنزه خلال عطلة نهاية الاسبوع. وتقول بعض الاحصائيات، إن هناك 5 مليون دراجة في هولندا يستخدمها الرجال والنساء والاطفال. وذهبت بعدها للتنزه في مركز المدينة حيث يوجد «حي الدام»، احد اشهر الأحياء في امستردام والذي يوجد به قصر الملكة بياتريكس ملكة هولندا.
وبالقرب منه توجد المحلات التجارية، وفيها يجد السائح بعض الاشياء التي يحرص على اقتنائها، وخاصة تلك التي تعبر عن التراث الهولندي مثل الاحذية الخشبية، ويستعملها العديد من الفلاحين الهولنديين حتى يومنا، كما توجد في المحلات التجارية نماذج مصغرة لطواحين الهواء ويوجد بها ايضا منتجات الفخار الازرق التي تحمل رسومات هولندية. وعلى جانبي الطريق المؤدي الى الشارع التجاري، تنتشر الفنادق والمطاعم المختلفة والتي يقدم البعض منها أكلات حلال، وخاصة تلك المطاعم التي يملكها المهاجرون من أصول مصرية وتركية، والمعروفة باسم مطاعم الشاورما.
واذا كان الطعام ضروريا لحياة الانسان، فإن الثقافة والفكر والقراءة من المتع الاساسية في حياة الهولنديين، ويلحظ زوار المدن الهولندية المختلفة ومنها امستردام وجود أسواق للكتب تقام في وسط المدينة على مدى ايام متفرقة من الاسبوع، وغالبا ما يكون سعر الكتاب في متناول الجميع ويتراوح ما بين 5 الى 10 يورو للكتاب حسب حجمه وتاريخه. والى جانب ذلك، تنتشر محلات بيع الورود بأنواعها المختلفة والتي تعتبر رؤيتها أمرا مألوفا في هولندا، حيث ترى الورود في الفنادق والمطاعم والمكاتب والمنازل، ويحرص سكان هولندا على وجود الورود والازهار داخل منازلهم كما يحرص الجميع على تبادل الورود في المناسبات المختلفة واسعارها ليست باهظة، كما ان المواطن الهولندي لا ينظر الى حجم باقة الورد التي تقدمها اليه، بل تكفيه وردة واحدة للتعبير عن الحب والود والصفاء.
وتضم المدينة عددا من المتاحف الفنية، لعل ابرزها متحف الفنان العالمي فان غوخ والذي يزوره يوميا عشاق الفن التشكيلي من جميع الجنسيات من جميع بقاع العالم.
وأثبتت الاحصائيات الاوروبية في نهاية عام 2004، بأن هولندا من أكثر الاماكن المقصودة من قبل السياح الاجانب وتعتبر مناسبة لقضاء عطلة نهاية الاسبوع أو لقضاء إجازة كاملة نسبة لتعدد المناطق واختلاف طبيعتها الخلابة.
هولندا... ذلك البلد الاوروبي الصغير من حيث مساحته على الخريطة والذي يحده من الغرب بحر الشمالإ ومن الجنوب بلجيكاإ ومن الغرب المانيا، الا انه اكتسب شهرة واسعة على مستويات مختلفة، فإذا كنت عزيزي القارئ من هواة الرياضة، فلا بد انك سمعت عن نجوم كرة القدم الهولندية امثال كرويف وفان باستن ورود غولييت وفان نيستلروي، واذا كنت من عشاق الفن التشكيلي فلا بد انك تعرف جيدا الفنان العالمي الهولندي فان غوخ، واذا كنت رومانسيا ومن عشاق الورود والأزهار، فلا بد انك سمعت عن هولندا التي تعتبر من اشهر الدول المصدرة للورود والأزهار بأنواعها المختلفة.
واذا كنت من عشاق الأكلات الخفيفة، ومنها منتجات الألبان فإن هولندا مشهورة بأنواع الجبنة والزبدة، واذا كنت من عشاق المعرفة فلا بد انك قرأت يوما عن طواحين الهواء التي تشتهر بها هولندا والتي كانت احد اهم مصادر توليد الطاقة في مرحلة زمنية من تاريخ هذا البلد، واذا كنت تهوى السياسة فأنت بلا شك سمعت عن هولندا التي ظلت تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي طوال الفترة من مطلع يوليو (تموز) وحتى نهاية العام 2004، أما اذا كنت من عشاق السينما بالتأكيد لم يفتك فيلم محمد هنيدي «همام في امستردام»، والذي يحمل اسم العاصمة الهولندية.
وتضمن الفيلم العديد من المناظر الساحرة للطبيعة الهولندية تم تصويرها في هولندا. ولكن.. اذا كنت عزيزي القارئ فقيرا من حيث الوقت والحظ والمال والهواية، فلا تشغل بالك.. سوف تصحبك «الشرق الأوسط» معها في رحلة الى عدد من المدن الهولندية وأنت في مكانك تقرأ الجريدة وتحتسي كوبا من القهوة او الشاي «على حسابك طبعا»، ويكفي انني سوف أوفر عليك ثمن تذكرة الطائرة ومصروف الجيب والهدايا التي لا بد ان تحضرها معك حتى تضمن حسن استقبال الاهل والاصدقاء لك بعد العودة.
ولكن قبل ان ننطلق في رحلتنا، أود ان تعرف عزيزي القارئ ان هذا البلد تبلغ مساحته 41 الف كيلومتر مربع، وعدد سكانه 16 مليون و300 الف نسمة، والعملة المستخدمة فيه هي اليورو، ويتحدث الشعب الهولندي اللغة الرسمية للبلاد وهي الهولندية تلك اللغة الصعبة التي يعود تاريخها الى القرن السادس عشر، الى جانب ذلك هناك من الهولنديين من يجيد لغات اخرى مثل الانجليزية والالمانية والفرنسية والاسبانية، ويعيش في هولندا حاليا ما يقرب من 3 ملايين من الاجانب غير الاوروبيين، اي من جنسيات عربية وافريقية معظمهم من المغاربة والاتراك وجنسيات اخرى مختلفة.
نبدأ الرحلة من العاصمة امستردام التي يعود تاريخها الى عام 1275م، وبالتحديد بعد الخروج مباشرة من محطة القطار الرئيسية التي يمكن الوصول اليها عبر قطار داخلي من أسفل مطار العاصمة حيث توجد محطة قطارات كبرى تنقلك الى معظم المدن الهولندية الكبيرة. وبعد الخروج من محطة القطار في امستردام، توجهت مباشرة الى محطة الاتوبيس النهري القريبة على بعد امتار من محطة القطار. وخلال رحلة الاتوبيس النهري التي تستغرق ساعة، يستطيع الزائر ان يتعرف على العديد من المباني التاريخية والمتاحف الموجودة في امستردام وكذلك أقدم واشهر الجسور، بالاضافة الى رؤية اشهر واكبر مطعم صيني في اوروبا، والعديد من المسارح والفنادق، القديم منها والحديث.
وأثناء الرحلة النهرية هناك مشهد يستوقف السائح، بعد ان يتعمد سائق الاتوبيس النهري التوقف أمامه حتى يعطي الفرصة لالتقاط الصور لذلك المشهد البديع والذي يتمثل في احد الممرات النهرية، ويرى فيه منظر سبعة اماكن عبور فوق سطح المياه «جسور» بصورة أفقية، ومناظر اخرى خلابة تجعلك تستمتع بتلك الرحلة المصحوبة بالترجمة لعدة لغات منها الانجليزية والفرنسية لإتاحة الفرصة للجميع للتعرف على الاماكن الهامة التي يمكن رؤيتها اثناء الرحلة النهرية، وبعد وصولي مرة اخرى الى مكان الانطلاق امام محطة القطار في امستردام، لفت نظري هذا الكم الهائل من الدراجات والتي تعتبر احدى الوسائل الهامة للتنقل، سواء بالنسبة للمواطن الهولندي او للمهاجرين.
ويعتمد عدد كبير منهم على الدراجة في الذهاب الى العمل او لتقضية بعض الطلبات من اماكن قريبة من المنزل، الامر الذي يجعل البعض يلجأ فقط لاستخدام سيارته الخاصة، في حال لم يكن مكان العمل بعيدا عن مكان السكن، أو يستخدمها للتنزه خلال عطلة نهاية الاسبوع. وتقول بعض الاحصائيات، إن هناك 5 مليون دراجة في هولندا يستخدمها الرجال والنساء والاطفال. وذهبت بعدها للتنزه في مركز المدينة حيث يوجد «حي الدام»، احد اشهر الأحياء في امستردام والذي يوجد به قصر الملكة بياتريكس ملكة هولندا.
وبالقرب منه توجد المحلات التجارية، وفيها يجد السائح بعض الاشياء التي يحرص على اقتنائها، وخاصة تلك التي تعبر عن التراث الهولندي مثل الاحذية الخشبية، ويستعملها العديد من الفلاحين الهولنديين حتى يومنا، كما توجد في المحلات التجارية نماذج مصغرة لطواحين الهواء ويوجد بها ايضا منتجات الفخار الازرق التي تحمل رسومات هولندية. وعلى جانبي الطريق المؤدي الى الشارع التجاري، تنتشر الفنادق والمطاعم المختلفة والتي يقدم البعض منها أكلات حلال، وخاصة تلك المطاعم التي يملكها المهاجرون من أصول مصرية وتركية، والمعروفة باسم مطاعم الشاورما.
واذا كان الطعام ضروريا لحياة الانسان، فإن الثقافة والفكر والقراءة من المتع الاساسية في حياة الهولنديين، ويلحظ زوار المدن الهولندية المختلفة ومنها امستردام وجود أسواق للكتب تقام في وسط المدينة على مدى ايام متفرقة من الاسبوع، وغالبا ما يكون سعر الكتاب في متناول الجميع ويتراوح ما بين 5 الى 10 يورو للكتاب حسب حجمه وتاريخه. والى جانب ذلك، تنتشر محلات بيع الورود بأنواعها المختلفة والتي تعتبر رؤيتها أمرا مألوفا في هولندا، حيث ترى الورود في الفنادق والمطاعم والمكاتب والمنازل، ويحرص سكان هولندا على وجود الورود والازهار داخل منازلهم كما يحرص الجميع على تبادل الورود في المناسبات المختلفة واسعارها ليست باهظة، كما ان المواطن الهولندي لا ينظر الى حجم باقة الورد التي تقدمها اليه، بل تكفيه وردة واحدة للتعبير عن الحب والود والصفاء.
وتضم المدينة عددا من المتاحف الفنية، لعل ابرزها متحف الفنان العالمي فان غوخ والذي يزوره يوميا عشاق الفن التشكيلي من جميع الجنسيات من جميع بقاع العالم.
وأثبتت الاحصائيات الاوروبية في نهاية عام 2004، بأن هولندا من أكثر الاماكن المقصودة من قبل السياح الاجانب وتعتبر مناسبة لقضاء عطلة نهاية الاسبوع أو لقضاء إجازة كاملة نسبة لتعدد المناطق واختلاف طبيعتها الخلابة.