على
01-04-2005, 11:45 AM
نكتة هادئة سرت في هواء القاهرة تقول إن جورج دبليو بوش يقرأ شهر «ذو القعدة»، في التقويم الهجري العربي، «ذو القاعدة»، و.. أمريكا «مش ح تسكت»! يقول الأستاذ طارق الحميد في مقاله في «الشرق الأوسط» بتاريخ السابع والعشرين من ديسمبر الماضي: يطالب عمرو موسى في التصريح الذي نُسب له، بـ«التعامل مع الأزمة بشكل حكيم وعدم تصعيد الحملات السياسية والإعلامية» بين الرياض وطرابلس، من أجل تهيئة الأجواء للوساطة. جاء هذا التصريح في نفس اليوم، الذي تحدث فيه وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد من العراق، عن بعض وسائل الإعلام العربية التي وصفها بأنها «تنقل بشكل منهجي أنباء غير دقيقة بسوء نية» عن العراق.
وبعد أن يقارن الزميل الفاضل بين تصريح عمرو موسى وتصريح رامسفيلد، يبيّن أن فشل الوساطة بين الرياض وطرابلس لن تدخل الشر في الدار، «لكن ماذا لو فشل الوضع في العراق؟».
كأن وضع ال
عراق ليس فاشلا منذ داس الفيل الأمريكي بكل غباء على مناطق الوجع بأرض النازفين. وكأن رامسفيلد معه كل الحق في تلبيس الإعلام العربي نتائج جرائمه وحماقاته وحماسه المتعاظم لتوريط بلاده في ممارسات الجنون العسكري التي أعلنتها أمريكا حرباً على العرب والمسلمين بحجة ضرورة «فرض» الديمقراطية علينا «بالقوة»، متبعة سياسة منطق الذئب الذي يدعي أن الحمل قد عكر ماءه ولا بد من عقابه.
إنني أسأل: هل نحن «العرب»، ونحن «أهل ديار الإسلام» الذين أعلنا الحرب على أمريكا حتى نستحق منها كل هذا «النكش» في أدمغتنا وقلوبنا وضمائرنا لتثبت أمريكا لنفسها أن العربي «مدان» حتى تثبت «إدانته»؟
إن ما يحدث على أرضنا من ترويع للآمنين نرفضه نحن بمنطقنا وبحساباتنا ومن زاوية مصالحنا، وليس أبداً بمنطق رامسفيلد وبحساباته وزاوية جنونه.
إن جراب حواة أمريكا مليء بالفتن والمؤامرات والجواسيس والكذب. وهو الجدير بالمراقبة ورصد تحركاته وأفاعيه وتماسيحه وكل زواحفه ووحشه العقور. هو الذي يسيء الأدب لأنه يأمن عقابنا ورقابتنا ويستمرئ الكذب ولا يكف عن بيع «الترام» لمن يتصورهم «سذج القرن الواحد والعشرين»... حضراتنا بكل أسف. وأذكّر هنا بما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي تحت عنوان: «أمريكا تخصص 600 مليون دولار لكسب قلوب المسلمين»، ووصية بوش بزيادة %50 في بند الجواسيس، وقد أشرت إلى ذلك في مقالي الذي نشرته هذه الجريدة في السابع من ديسمبر الماضي تحت عنوان: «هل خطفت رأسنا الحداية الأمريكية؟».
ولقد احتفظت منذ العشرين من يونيو 2002 بقصاصة، لها دلالتها، من جريدة «الأهرام» القاهرية بها إعلان، عن مدرسة أمريكية، لا يتحفظ في التصريح بنيته الخطف المباشر لعقول أطفالنا، إذ تقول أسطر ذلك الإعلان باللغة الإنجليزية ما ترجمته حرفياً التالي: «هل تبحث عن مستوى قيم لتعليم طفلك؟ هذا هو ما سوف تمنحه مدرسة القادة الأمريكية لطفلك. نحن نؤهل طفلك لفهم وتقدير علاقات العولمة لمواجهة الفرص والتحديات في عالم متغير على الدوام».
وبعد هذه الأسطر، باللغة الإنجليزية في جريدة ناطقة بالعربية، يستكمل الإعلان كلامه باللغة العربية ليفيد بقبول الأطفال في المدرسة من سن ثلاث سنوات حتى الصف العاشر، ويبشرنا بأن أعضاء هيئة التدريس «أمريكيون»، بالإضافة إلى هيئة تدريس مصرية - تابعة ـ ثم يأتي تنويه آخر باللغة الفرنسية يعلن عن «المدرسة الفرنسية تحت إشراف السفارة الفرنسية»، وهناك العنوان ورقم الهاتف والفاكس والبريد الإلكتروني باسم عربي لسيدة تعمل في خدمتهم.
وأحب أن أشط هنا وأقول إن فرنسا لم تقدم للآن أي اعتذار عن مذابح نابليون بونابرت للمصريين التي أمر بها أثناء حملته الترويعية على مصر منذ أكثر من قرنين (سنة 1798) والتي بعدها دخل جنوده الجامع الأزهر، كما وصف الشيخ الجبرتي، «وهم راكبون الخيول، وبينهم المشاة كالوعول، وتفرقوا بصحنه ومقصورته وربطوا خيولهم بقبلته ... وأحدثوا فيه وتغوطوا، وبالوا وتمخطوا، وشربوا الشراب وكسروا أوانيه، وألقوها بصحنه ونواحيه، وكل من صادفوه به عروه، ومن ثيابه أخرجوه...»، وعلى إعلامنا الذي نشر مطالبة فرنسا تركيا الاعتذار للأرمن، أن ينوه بمطالبتنا فرنسا أن تبدأ بنفسها أولاً.
إنني سأوفر موالي الطويل الذي أردد فيه كثيراً تنويعات على «يا أسفا» أبكي جهد وجهاد الأجداد والآباء من رواد التعليم والتربية، الذين استطاعوا، رغماً عن أنف دانلوب وسلطة الاحتلال الإنجليزي، أن يؤسسوا قواعد التعليم الوطني العربي الحديث منذ مطلع القرن العشرين، مدركين أن أطفالنا، هم الأمانة وذخر وذخيرة الوطن الذين يجب أن يشبوا برعاية وطنية مصرية عربية خالصة تأخذ بيدهم إلى الوعي النابه المتنبه ليروا الحق حقاَ والباطل باطلاً، من وجهة نظرنا «نحن»، ومن زوايا مصالحنا وقيمنا ورؤيتنا الخاصة، غير الدخيلة، غير الملتبسة لمعنى النهضة ومسارات العلاقات ودلائل الاستقلال، وذلك لأعود وأقول لزميلي الفاضل طارق الحميد:
«راقب» أن أكبادنا مهددون بفيروس غسيل المخ الأمريكي، الذي تحت مظلة «تأهيل طفلك لفهم وتقدير علاقات العولمة لمواجهة الفرص والتحديات في عالم متغير على الدوام»، يخطفهم ليطعمهم الفطائر المعجونة بدماء شهدائنا، ويجعلهم يتلذذون بأكل لحم أنفسهم، ويبتهجون بوضعهم الأدنى تحت قيادة «القادة»، الذين يضمرون لأمتنا العداء، في المدرسة الأمريكية، ومن يتأفف يكون راسباً.
«ارصد» و«انتقد» مؤامرة أمريكا لخطف أكبادنا، من عمر الثالثة، تحت توجيهات أعضاء هيئة التدريس الأمريكية، ليتعلموا، بالتنويم، ترديد أناشيد رامسفيلد، وكوندوليزا رايس، وتراتيل بوش التي لا تخرج عن: «شارون بطل السلام، وصلاح الدين، منذ حطين، هو القاعدة وأصل الإرهاب، ومن يموتون فداء العروبة والإسلام.. ليسوا شهداء»!
إن هزائمنا وخسائرنا لا تحدث اعتباطاً، فما نسمح بزرعه لا بد أن يأتي يوم حصاده.
وبعد أن يقارن الزميل الفاضل بين تصريح عمرو موسى وتصريح رامسفيلد، يبيّن أن فشل الوساطة بين الرياض وطرابلس لن تدخل الشر في الدار، «لكن ماذا لو فشل الوضع في العراق؟».
كأن وضع ال
عراق ليس فاشلا منذ داس الفيل الأمريكي بكل غباء على مناطق الوجع بأرض النازفين. وكأن رامسفيلد معه كل الحق في تلبيس الإعلام العربي نتائج جرائمه وحماقاته وحماسه المتعاظم لتوريط بلاده في ممارسات الجنون العسكري التي أعلنتها أمريكا حرباً على العرب والمسلمين بحجة ضرورة «فرض» الديمقراطية علينا «بالقوة»، متبعة سياسة منطق الذئب الذي يدعي أن الحمل قد عكر ماءه ولا بد من عقابه.
إنني أسأل: هل نحن «العرب»، ونحن «أهل ديار الإسلام» الذين أعلنا الحرب على أمريكا حتى نستحق منها كل هذا «النكش» في أدمغتنا وقلوبنا وضمائرنا لتثبت أمريكا لنفسها أن العربي «مدان» حتى تثبت «إدانته»؟
إن ما يحدث على أرضنا من ترويع للآمنين نرفضه نحن بمنطقنا وبحساباتنا ومن زاوية مصالحنا، وليس أبداً بمنطق رامسفيلد وبحساباته وزاوية جنونه.
إن جراب حواة أمريكا مليء بالفتن والمؤامرات والجواسيس والكذب. وهو الجدير بالمراقبة ورصد تحركاته وأفاعيه وتماسيحه وكل زواحفه ووحشه العقور. هو الذي يسيء الأدب لأنه يأمن عقابنا ورقابتنا ويستمرئ الكذب ولا يكف عن بيع «الترام» لمن يتصورهم «سذج القرن الواحد والعشرين»... حضراتنا بكل أسف. وأذكّر هنا بما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي تحت عنوان: «أمريكا تخصص 600 مليون دولار لكسب قلوب المسلمين»، ووصية بوش بزيادة %50 في بند الجواسيس، وقد أشرت إلى ذلك في مقالي الذي نشرته هذه الجريدة في السابع من ديسمبر الماضي تحت عنوان: «هل خطفت رأسنا الحداية الأمريكية؟».
ولقد احتفظت منذ العشرين من يونيو 2002 بقصاصة، لها دلالتها، من جريدة «الأهرام» القاهرية بها إعلان، عن مدرسة أمريكية، لا يتحفظ في التصريح بنيته الخطف المباشر لعقول أطفالنا، إذ تقول أسطر ذلك الإعلان باللغة الإنجليزية ما ترجمته حرفياً التالي: «هل تبحث عن مستوى قيم لتعليم طفلك؟ هذا هو ما سوف تمنحه مدرسة القادة الأمريكية لطفلك. نحن نؤهل طفلك لفهم وتقدير علاقات العولمة لمواجهة الفرص والتحديات في عالم متغير على الدوام».
وبعد هذه الأسطر، باللغة الإنجليزية في جريدة ناطقة بالعربية، يستكمل الإعلان كلامه باللغة العربية ليفيد بقبول الأطفال في المدرسة من سن ثلاث سنوات حتى الصف العاشر، ويبشرنا بأن أعضاء هيئة التدريس «أمريكيون»، بالإضافة إلى هيئة تدريس مصرية - تابعة ـ ثم يأتي تنويه آخر باللغة الفرنسية يعلن عن «المدرسة الفرنسية تحت إشراف السفارة الفرنسية»، وهناك العنوان ورقم الهاتف والفاكس والبريد الإلكتروني باسم عربي لسيدة تعمل في خدمتهم.
وأحب أن أشط هنا وأقول إن فرنسا لم تقدم للآن أي اعتذار عن مذابح نابليون بونابرت للمصريين التي أمر بها أثناء حملته الترويعية على مصر منذ أكثر من قرنين (سنة 1798) والتي بعدها دخل جنوده الجامع الأزهر، كما وصف الشيخ الجبرتي، «وهم راكبون الخيول، وبينهم المشاة كالوعول، وتفرقوا بصحنه ومقصورته وربطوا خيولهم بقبلته ... وأحدثوا فيه وتغوطوا، وبالوا وتمخطوا، وشربوا الشراب وكسروا أوانيه، وألقوها بصحنه ونواحيه، وكل من صادفوه به عروه، ومن ثيابه أخرجوه...»، وعلى إعلامنا الذي نشر مطالبة فرنسا تركيا الاعتذار للأرمن، أن ينوه بمطالبتنا فرنسا أن تبدأ بنفسها أولاً.
إنني سأوفر موالي الطويل الذي أردد فيه كثيراً تنويعات على «يا أسفا» أبكي جهد وجهاد الأجداد والآباء من رواد التعليم والتربية، الذين استطاعوا، رغماً عن أنف دانلوب وسلطة الاحتلال الإنجليزي، أن يؤسسوا قواعد التعليم الوطني العربي الحديث منذ مطلع القرن العشرين، مدركين أن أطفالنا، هم الأمانة وذخر وذخيرة الوطن الذين يجب أن يشبوا برعاية وطنية مصرية عربية خالصة تأخذ بيدهم إلى الوعي النابه المتنبه ليروا الحق حقاَ والباطل باطلاً، من وجهة نظرنا «نحن»، ومن زوايا مصالحنا وقيمنا ورؤيتنا الخاصة، غير الدخيلة، غير الملتبسة لمعنى النهضة ومسارات العلاقات ودلائل الاستقلال، وذلك لأعود وأقول لزميلي الفاضل طارق الحميد:
«راقب» أن أكبادنا مهددون بفيروس غسيل المخ الأمريكي، الذي تحت مظلة «تأهيل طفلك لفهم وتقدير علاقات العولمة لمواجهة الفرص والتحديات في عالم متغير على الدوام»، يخطفهم ليطعمهم الفطائر المعجونة بدماء شهدائنا، ويجعلهم يتلذذون بأكل لحم أنفسهم، ويبتهجون بوضعهم الأدنى تحت قيادة «القادة»، الذين يضمرون لأمتنا العداء، في المدرسة الأمريكية، ومن يتأفف يكون راسباً.
«ارصد» و«انتقد» مؤامرة أمريكا لخطف أكبادنا، من عمر الثالثة، تحت توجيهات أعضاء هيئة التدريس الأمريكية، ليتعلموا، بالتنويم، ترديد أناشيد رامسفيلد، وكوندوليزا رايس، وتراتيل بوش التي لا تخرج عن: «شارون بطل السلام، وصلاح الدين، منذ حطين، هو القاعدة وأصل الإرهاب، ومن يموتون فداء العروبة والإسلام.. ليسوا شهداء»!
إن هزائمنا وخسائرنا لا تحدث اعتباطاً، فما نسمح بزرعه لا بد أن يأتي يوم حصاده.