المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العالم حسن كامل الصباح.. العبقري الذي تعلم من الإمام علي (ع)



الفتى الذهبي
08-18-2012, 12:00 AM
الجمعة, 17 أغسطس 2012


http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/e77b7e85c2ce5f54b7b906bc179fe5f6_M.jpg (http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/e77b7e85c2ce5f54b7b906bc179fe5f6_XL.jpg)




شفقنا- حسن كامل بن علي الصباح من مواليد عام 1895 في مدينة النبطية جنوب لبنان من أسرة متعلمة مؤمنة. وكان والده يعمل في تجارة الماشية، بدأ دراسته أولاً في الكتّاب ثم انتقل إلى الابتدائية في مدرسة النبطية . وقد ظهر اهتمام الصباح بالرياضيات والهندسة باكراً، وينقل عن والدته تذكرها لتجاربه الأولى مثل نفخ البالون بالغاز وتطييره في السماء. وعمله كرة أرضية... وعن أحلامه إنه كان يخبرها بأنه يرغب باستخراج النفط في بلاد العرب لتساعدهم في بناء حضارتهم.



دراسته في لبنان
درس الصباح في بيروت في المدرسة الاعدادية ـ السلطانية ـ وفيها برز تفوقه في الرياضيات والعلوم فأعجب بكتب الطبيعيات ومنها واحد للأشدودي وبكتاب الجبر لفانديك ثم دخل حسن الكلية السورية الانجيلية ـ الجامعة الأميركية ـ لكن صعوبات مالية كادت تمنعه من المتابعة لولا تدخل أصحابه لدى الإدارة فأعفته منها بعد اكتشافها لنوابغه. وفي الجامعة تابع مطالعاته في الفلك مطبقاً ذلك على دراسته في الفيزياء عام 1916 انخرط الزامياً في الخدمة العسكرية العثمانية فالتحق بقسم اللاسلكي وفيه ختلط بالمهندسين الألمان فتعلم منهم اللغة الألمانية وتابع معهم أبحاثه في الكهرباء، فرقي إلى مرتبة ملازم أول وتسلم قيادة مفرزة التلغراف. وبعد انتهاء الحرب غادر إلى دمشق فسكنها فترة ثم انتقل إلى بيروت ليعمل مدرساً وليشبع نهمه في متابعة التحصي في الهندسة الكهربائية فراسل مكتبة Teubaerفي برلين طالباً مجموعة كتب علمية، ثم رغب بالسفر إلى فرنسا لمتابعة تخصصه ولما فشلت محادثاته مع المفوض السامي الفرنسي سافر إلى بوسطن وانتسب إلى جامعتها.
الصباح في الولايات المتحدة الأميركية
عام 1921 كان حسن كامل الصباح في الولايات المتحدة الأميركية يتابع دراسته في الهندسة الكهربائية، لكن قلة موارده المالية اضطرته إلى ترك الدراسة فترة والالتحاق بشركة «جنرال الكتريك» للعمل فيها، ثم انتسب ثانية إلى جامعة النيوي لدراسة الرياضيات العليا إلا إنه لم يكمل دراسته للأسباب نفسها وعاد ليعمل مهندساً في شركة جنرال الكتريك
يتضح من رسالة للصباح كتبها إلى خاله أنه لم يكن حائزاً على شهادة الهندسة لكن الشركة عينته مهندساً يقول فيها:
(... وذلك إثر إتمامي لآلة كهربائية تسمى المربع الوحيد الكرة والغرض منها إنارة المصابيح الكهربائية المسلسلة بنور ثابت مهما تعددت المصابيح، وسيظهر اسمي بمجلة الشركة بعد شهرين... على أني أثبت للشركة بدون شهادة... وقد رأيتم أن الشركة اكتفت بذلك الكتاب (من الجامعة) دون شهادة بل إني إذا انفصلت عنها الآن فإنها تعطيني شهادة أني استخدمت فيها كمهندس ولهذه الشهادة اعتبار يفوق الشهادة الجامعية...».
اختراعاته:
وتتالت اختراعات الصباح، لكن أحواله المالية بقيت سيئة لما ناله من موظفي الشركة من حسد وتمييز حال دون تقدمه ضلاً عن أن الشركة لم تكن تكافئه عن اختراعاته مع أنها كانت تجني منها أموالاً طائلة. وحين صار يكتب عنه في المجلات العلمية وذاعت شهرته، اهتم به كل من أستاذ الكهرباء في جامعة ميلانو فراسله، وكذلك مجموعة «سيمنس» الألمانية، حتى إنه تلقى عرضاً من الاتحاد السوفياتي، ولكنه لم يقبل بأي إغراء فالمختبر بالشركة حيث يعمل كان يوفر له ما يريد من کلات ومساعدة وإن كانت الشركة تقتر عليه في رواتبه.
من أهم اختراعاته أنه صنع جهازاً للتلفزة يخزن أشعة الشمس ويحولها إلى تيار وقوة كهربائية، وقد سجل هذا الاختراع في دائرة التسجيل بواشنطن تحت رقم: 1747988 في 18 شباط 1930 م وسجل أيضاً في إحدى عشرة دولة أخرى ويعتبر هذا الاختراع من أهم اختراعات الصباح، لأنه فتح أمام العلماء والمخترعين أبواباً مغلقة. فهذه الأشعة الشمسية التي تتلقاها الكرة الأ رضية والتي تذهب هدراً وخصوصاً في الصحارى الشاسعة يمكن استخدامها في سبيل خدمة الإنسان وسعادته. فكر الصباح في استخدام هذهالأشعة واقتنع رياضياً بإمكانية استخدام النور وتحويله إلى طاقة كهربائية ومن ثم ابتدأ تجاربه العلمية التطبيقية. وبعد ستة أشهر قضاها في التجارب والاختبارات استطاع في 17 كانون الثاني عام 1930 أن يتوصل إلى صنع جهاز عظيم للتفلزة يحتوي على بطارية كهربائية ثانوية تتألف من سبع صفائح تشكل فيما بينها ثلاثة خزانات للكهرباء ووضع بين تلك الصفائح مواد كيماوية مشعة وهذه البطارية متى تعرضت أقطابها الظاهرة لأشعة الشمس فإن الالكترونيات والفوتونات التي تحملها أشعة الشمس تؤثر في المواد الكيماوية المشعة فتولد في البطارية شحنة كهربائية قوية فتتحول بالتالي إلى تيار كهربائي قوي جداً يتخزن في البطارية.
وهكذا يتحول نور الشمس بعملية مستمرة إلى تيار كهربائي ثم إلى قوة ميكانيكية محركة تقوم مقام الوقود والفحم الحجري في إدارة الآلات الميكانيكية. على هذا الأساس كتب الصباح إلى الملك فيصل الأول يشرح له اماكانية إنشاء مصانع لتوليد الطاقة الكهربائية وتوزيعها على الأقطار العربية ترتكز على أساس هذا الاختراع.
ولقد سجل حسن كامل الصباح سبعة وستين اختراعاً آخر باسمه وأحد عشر اختراعاً بالاشتراك مع آخرين. وهناك جدول بها منشور في كتاب د. فؤاد صروف حيث كل اختراع برقمه في مكتب التسجيل وتاريخ التسجيل في واشنطن مع اسم البلد الذي استغله، منها:
ـ جهاز إرسال تلفيزوني يستخدم الانعكاس الالكتروني
ـ مرسل للصور والمناظر.
ـ جهاز ارسال تلفزيوني يستخدم تأثيرات الشبكة الكهروضوئية في أنابيب الأشعة الكاتودية.
ـ جهاز ارسال متلفز يستعمل فيلما يحول أشعة الشمس إلى قوة كهربائية دافعة.
ـ جهاز لقياس ضغط البخار داخل أنابيب التفريغ الكهربائي.
محاربة حسن كامل الصباح
مع كل ما كان يقدمه حسن كامل الصباح للغرب الأميركي بشكل عام ولشركته بشكل خاص من اختراعات جديدة مميزة فإنه لم يتلقى منهم إلا المتاعب والمشاكل والعداوة فقد جاء في رسالة بعث فيها إلى أحد أصدقائه في عام 1925 يشير فيها إلى أمرين: «أولهما استنباطي طريقة في تطوير أحد الأجهزة الكهربائية حيث جعلته أفضل من الجهاز المنتج في شركة وستنكهاوس وثانهما محاولة أحد زملائي ويدعى براون قتل اختراعي في المقوم الزئبقي، لكن رئيسه لم يمكنه...». ورعم كثرة اختراعاته أحسَّ الصباح بأن شركته تقسو عليه، فحاول الانتقال إلى شركة أخرى لكنها منعته، وحاول مراسلة المسؤولين في البلاد العربية لكنه لم يصل إلى نتائج إيجابية معهم رغم توسط أصدقاء له ذوي نفوذ، فأرسل إلى والده رسالة يخبره فيها أنه عازم على شراء طائرة صغيرة تنقله أخيراً إلى لبنان. .
موت... أو قتل...
في 30 آذار 1935 كان في طريق عودته إلى منزله بعد أن دفع ثمن طائرة صغيرة خاصة تدهورت سيارته ـ في حادث غريب ـ وتوفي على إثرها وقد دارت حول وفاته شكوك كثيرة ملخصها:
إن عمل الصباح كان ضرراً وخطراً على المخترعين في حقول الميكانيك والكهرباء المغنطيسية، وكان يفكر في كهربة البلاد وفي ذلك استغناء عن العمل اليدوي كما أن اختراعاته في تحويل نور الشمس إلى كهرباء وقوة محركة نكبة لشركات البترول .
هذا فضلاً عن أن شركته كانت متأكدة من أنه سيغادرها إلى البلاد العربية ليعمل فيها ويوظف اختراعاته لحسابها، علماً أن الشركات العاملة في الولايات المتحدة كانت تتنافس للحصول على اخترعاته من شركته.
نقل جثمان حسن كامل الصباح إلى بلده لبنان ودفن في مدينة النبطية. قال فيه إيليا أبو ماضي في مجلة السمير النيويوركية في 15 حزيران 1929: «يكبر شأن ذي الموهبة، ويصغر لا على قدر موهبته بل على قدر ما في بيئته وزمانه من الاستعداد لتقدير تلك الموهبة واستغلالها...
والموهوب الذي يولد قبل زمانه أو في غير مكانه يعيش غريباً ويموت غريباً...
جئنا بهذه التوطئة لندل قومنا على نابغة سوري كبير، على نبي في غير أمته وبلاده على عبقري لو كان فرنسوياً أو انكليزياً أو أميركياً لكان اسمه الآن ملأ الأفواه وسيرة حياته ملأت الكتب».
حسن كامل الصباح :
في 16 آب 1895 م ولد في النبطية كبرى حواضر جبل عامل من اب مستنير هو الحاج علي الصباح وام مثقفة اديبة هي الحاجة آمنة رضا ( شقيقة الشيخ احمد )
· في عام 1903 م تم ادخاله المدرسة الإبتدائية فبرهن عن جدية وذكاء لافتين للنظر
· في خريف 1908م التحق بالمدرسة الإعدادية السلطانية في بيروت حيث مضى اربع سنوات كان خلالها متفوقاً بين اقرانه.وفي هذه الحقبة اتسعت آفاق ثقافته من خلال علاقته الحميمة بخاله الشيخ احمد رضا وبعمه الشيخ سعيد الصباح، حيث كان يزودانه بأعداد " المقتطف " " والعرفان " التي كانت مليئة بالأبحاث العلمية والأدبية القيمة..
· في تشرين الأول 1914 م، التحق بقسم اللغة الإنكليزية في " الكلية السورية الإنجيلية " لمدة عام دراسي كامل.
· في 14 تشرين الأول 1915 م باشر الصباح دروسه في صف " الصوفومور " sophomore وقد اظهرت اوراق علاماته الشهرية تفوقه الواضح في المدرسة، وخلال هذه الفترة قام وزميله نقولا شاهين بتأليف جمعية سرية ثنائية كان من اهدافها تحرير الوطن من الحكم العثماني.
· في 21 شباط 1916م، استدعي الصباح للخدمة العسكرية الإلزامية، والتحق بسرية التلغراف اللاسلكي في كاشان، ثم رقي الى رتبة ملازم في اب 1916 م.
· بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، عاد الى دمشق، والتقى فيها مدير المعارف في الحكومة العربية السورية الأستاذ ساطع الحصري الذي عينه مدرساً للرياضيات في مدرسة التجهيز الدمشقية
· في اوائل العام 1921 م، غادر دمشق الى بيروت حيث عين مدرساً للرياضيات في المدرسة الإعدادية للجامعة الأمريكية، وانتسب الى نادي " العروة الوثقى " وهناك تبلورت تطلعاته الوطنية : كما سعى الى وضع مشارع للإستفادة من مياه الليطاني فباءت مساعيه بالفشل، وكان ذلك من جملة ما حمله على التفكير بمغادرة الوطن ومتبعة دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية
· في 20 آب 1921 م غادر الصباح بيروت بالباخرة الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث وصل مرفأ نيويورك في 14 تشرين اول 1921 م
· خلال العام الدراسي 1921_ 1922 م، التحق بمعهد ماساشوستس الفني (MIT)
· في 10 تشرين الثاني 1922 م، التحق بجامعة اللينوس ( LLLINOIS) استمر فيها حتى 10آب 1923 م عندما حاز شهادة علوم في الهندسة (M.A)

· في يوم الأثنين الموافق فيه 20آب 1923 م بدأ العمل في شركة " جنرال الكتريك " بعد أن وقع تعهداً بأن تكون جميع اختراعاته ملكاً للشركة المنتفعة الوحيدة من عائداتها على ان تمنحه بالمقابل مكافأة رمزية مقدارها دولاراً واحداً عن كل اختراع.

· وعندما نشبت الثورة السورية الكبرى عام 1925 م، وقف الصباح موقف الدعم والمؤازر لها، متعاوناً مع ثلة من اخواته العاملين في الحقلين الوطني والقومي

· عندما زار الأمير شكيب ارسلان الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1928 م، التقى العالم الصباح الذي اطلع الأمير الأرسلاني على اهم اختراعاته، وتباحثا في امكانية الإستفادة منها باعمار البوادي والصحارى العربية وقد قام الأمير شكيب ارسلان بالإتصال بالملوك العرب حاثاً اياهم على استقدام الصباح الى الى المنطقة لكن مساعيه ومساعي الشيخ خليل بزي لم تجد نفعاً.

· في الساعة الرابعة من نهار الأحد الموافق فيه 31 آذار 1935 م قضى حسن كامل الصباح نحبه في حادث سيارة مخلفاً وراءه 52 اختراعاً، منها 37 انجزها بمفرده، و15 اختراعاً بالتعاون مع زملائه، وهذه الإختراعات في حقول الطاقة الشمسية والتلفزة وعكس وتحويل التيار الكهربائي وانارة المدن، اضافة الى ابحاث نظرية في الرياضيات والكهرباء.

· يوم الأثنين في الأول من نيسان 1935 م وصل نبأ نعي الصباح الى وطنه ونقل جثمانه من مرفأ نيويورك في 8 أيار على متن الباخرة اليونانية " بيرون " حيث وصل مرفأ بيروت ظهر الثلاثاء في 28 ايار واحتفل رسمياً وشعبياً بنقل الجثمان الى مسقط رأسه النبطية، نهار الجمعة في 31 ايار حيث ووري جدث الرحمة يوم السبت في الأول من حزيران 1935 م.

عن كتاب " العالم المخترع حسن كامل الصباح "
انتهى