المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشرين سؤال وجواب في العقيدة يطرحها السلفيون عن عمر وفاطمه وعلي وابا بكر يجيب عليها (باباك خورمدين)



مرجان
08-17-2012, 04:25 PM
يطرح بعض السلفيين شبهات متعددة من ضمنها 20 سؤال يكثر طرحهم في المنتديات ,هنا تجد الاسئلة مع الردود عليها يرد عليها المتشيع المصري باباك خورمدين عضو منتدى منار.

1 - السؤال الأول :

يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم، ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم «شقيقة الحسن والحسين» من عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر :
الأول: أن عليًّا رضي الله عنه غير معصوم؛ لأنه زوج ابنته من كافر!، وهذا ما يناقض أساسات المذهب، بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.

والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ! قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته. وهذان جوابان محيّران.

في البداية لم يقم الزميل بإثبات أن الإمام علي بن أبي طالب قام بتزويج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب وهو بالتأكيد يدرك أن كثير من الشيعة ينكرون أصلاً صحة هذا الزواج من الناحية التاريخية، لكن على فرض إتمام هذا الزواج بالفعل، فإنني أتساءل حول الأشعث بن قيس الكندي وهو بالمناسبة زوج أم فروة أخت الخليفة الأول أبو بكر والذي وصفه بالحية عند وفاته نادماً على أنه لم يقتله، وقت كان موقف

الأشعث من الإمام علي بن أبي طالب سلبياً كذلك من منطلق طموحه في الاستقلال عن الدولة المركزية في المدينة ، ومع ذلك فقد تزوج الإمام الحسن بن علي من ابنته كما زوجه أبو بكر أخته، فما هي القاعدة التي تمت بها هذه الزيجات والمصاهرات بين زعامات متناقضة الاتجاهات والمصالح ؟

إن فكرة الزواج في الأوساط العربية لم تكن تقوم إلا على

1 - إيجاد تحالفات قبلية عبر زواج مشترك بين عشيرتين أو قبيلتين، و 2 - الاعتماد على القرابة في النسب عند الزواج مع وجود خلافات في السياسة، وهنا فإن من الواضح أن المصاهرة بين أبي بكر والأشعث لم تؤد لأي تهدئة على المستوى السياسي كما أنها لم تؤد كذلك للتهدئة بينه وبين الإمام علي ، لكن الوضع الشريف للإمام الحسن كان كافياً بالنسبة للأشعث كما أن الوضع القبلي والسياسي لكل من الأشعث والخليفة الأول كانا كافيين للاتفاق حول زواجه من أم فروة .
هذا المثل الواضح ربما يشير إلى أن زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم - رغم أنني أعتقد بعدم حدوثه أصلاً - لم يكن في إطار التعامل الودي بين الطرفين أو عن رضا من الإمام عل عن الأسلوب الذي يدير به الخليفة الثاني الدولة وإنما هو زواج قرشي بقرشية، بالضبط بنفس الصيغة التي قبل بها النبي (ص) زواج ابنتيه من ابني أبي لهب رغم تحفظاته على سلوكياتهما وحتى سلوكيات والدهما التي لم تكن لتتفق ابداً من سلوكياته حتى قبل النبوة .

2 - السؤال الثاني :

يزعم الشيعة أن أبابكر وعمر رضي الله عنهم كانا كافرين، ثم نجد أن عليًا رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم عند الشيعة قد رضي بخلافتهما وبايعهما الواحد تلو الآخر ولم يخرج عليهما، وهذا يلزم منه أن عليًا غير معصوم، حيث أنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالـمَيْن إقراراً منه لهما، وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه، وهذا لا يقع من معصومٍ قط، أو أن فعله هو عين الصواب!! لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان، فيكون الشيعة قد خالفوا إمامهم في تكفيرهما وسبهما ولعنهما وعدم الرضى بخلافتهما! فنقع في حيرة من أمرنا: إما أن نسلك سبيل أبي الحسن رضوان الله عليه أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!

إن الكلام بهذه الصيغة المطلقة التي لا تسعى لإلقاء الضوء على خلفيات هذه الحوادث التاريخية لا يمكن اعتباره تساؤلاً علمياً بأي حال، في البداية فإن إشارة بعض الشيعة للمخالفات التي قام بها الخلفاء السابقين على الإمام علي لم تتضمن تكفيرهما بشكل حقيقي فهما بالنسبة للشيعة ينتميان ولو مظهرياً إلى الدين الإسلامي كونهما لم ينكرا بشكل ظاهري معظم الأساسيات الأولية للدين كالتوحيد والنبوة والمعاد، وهي الأساسيات التي يخرج منكرها بشكل تكذيبي للنبي (ص) من الإيمان الإسلامي ، فالشيعة تعتبر الخلفاء السابقين على الإمام ع معادين للوصية النبوية بكل تأكيد وربما يعد هذا كفراً ضمنياً يعاقب عليه الله تعالى لكن مرتكبه يعامل معاملة المسلم ولو بشكل ظاهري كونه ينطق الشهادتين على كل حال .

وهنا لا يشير الزميل واضع السؤال إلى حقيقة أن الإمام علي لم يبايع الخلفية الأول إلا بعد 6 أشهر وهي في الواقع ليست بيعة حقيقية بقدر ما هي تهدئة بين الحزبين بناء على مستجدات حروب الردة والتي قامت بناء على محاولات استقلال بعض زعامات القبائل بشئونهم السياسية وهو اتجاه مرفوض كذلك لدى الإمام بسبب تداعياته السلبية على الدين الإسلامي الذي سيتحول بمرور الوقت إلى دين شبيه بالأوضاع الوثنية السابقة، وهنا فإن مسالمة السلطة الجديدة في المدينة كان الأقرب من هزيمتها بما يؤدي لانتصار الاتجاه السائد لدى القبائل الأخرى .

أما بيعة الإمام علي للخليفة الثاني فقد ارتبطت بظروف أخرى مختلفة، فقد تمكن الخليفة الأول خلال الفترة القصيرة من خلافته من الحصول على تأييد بعض الاتجاهات القبلية السائدة في تلك الفترة كأبي سفيان بن حرب الذي بدأ كمعادي لتولي أبي بكر للخلافة ثم تحول موقفه بعد أن تنازل له أبي بكر عن ما جمعه من بعض القبائل :

" قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز و ذكر الراوي و هو جعفر بن سليمان أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواة فلما قدم المدينة قال إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم قال فكلم عمر أبا بكر فقال إن أبا سفيان قد قدم و أنا لا نأمن شره فدع له ما في يده فتركه فرضي

" (ابن أبي الحديد – شرح نهج البلاغة – نسخة كومبيوترية – موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com) جـ 2 صـ 44)، كما تغير موقف الزبير بن العوام بعد أن منحه أبو بكر بعض الأراضي الزراعية ، كما منحه عمر بن الخطاب فيما بعد منطقة العقيق بكاملها (البلاذري – فتوح البلدان – نسخة كومبيوترية موقع www.al-eman.com (http://www.al-eman.com) – جـ 1 صـ 2 ، 3)، من ناحية أخرى فإن الجيوش الإسلامية كانت في مواجهات متعددة بالعراق

والشام ضد كل من الفرس والروم ولم يكن الإمام علي سيحصل على أي تأييد شعبي لو خالف وصية الخليفة في أثناء هذه المواجهات التي تفترض ما يشبه حالة الطوارئ وبالتالي فإن أي مخالفة كانت ستفسر من قبل السلطة أنها خيانة لنشر الدعوة في المناطق المشركة، وما يدعم هذه الفكرة أن الكثيرين كانوا مستفيدين من هذه المعارك التي هدفت في الأساس إلى الاستيلاء على طرق التجارة الرئيسية وتأمين إقتصاديات الدولة الجديدة، وفي نفس الوقت استغلال الجيوش الخاصة بالقبائل المتمردة في معارك تستنزف
قوتها العسكرية


السؤال الثالث :

يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟!

ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!

لا يتفق الشيعة بشكل موحد حول ما حدث للسيدة فاطمة عليها السلام، إلا أن القدر المتفق عليه بين الشيعة أن الخليفة الثاني سعى لإحراق بيتها، وهو ما ذكره رواه من غير الشيعة كذلك بما يؤكد مصداقيته خاصة أن هؤلاء الرواة كانوا ينظرون بقدسية إلى

الشخصيات المتهمة وعلى رأسهم الخليفة الثاني، وقد سبق أن ناقشت هذه القضية في ردي على أحمد الكاتب وهو منشور بهذا المنتدى لو أردت الرجوع إليه ، وبإختصار فأنا أعتقد أن الخليفة الثاني لم يتمكن من الاعتداء الجسدي على السيدة الزهراء عليها السلام لكن مجرد محاولته تشير إلى وجود نية الفعل ولا يمكن تبريرها، وأعتقد أن هذه المروية تشير بشكل واضح لما حدث : خرج عمر في نحو ستين رجلاً، فاستأذن الدخول عليهم، فلم يؤذن له، فشغب،

وأجلب . فخرج إليه الزبير مصلتاً سيفاً، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته، وتبعه الزبير، فعثر بصخرة في طريقة، فسقط لوجهة، فنادى عمر : " دونكم الكلب ".

فأحاطوا به، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه، فضربه على الصخرة فكسره. فسيق إليه الزبير سوقاً عنيفاً، إلى أبي بكر، حتى بايع كرهاً.
وعاد إلى الباب واستأذن. فقالت فاطمة : عليك بالله إن كنت تؤمن بالله أن تدخل علي بيتي، فإني حاسرة. فلم يلتفت إلى مقالها، وهجم.

فصاحت : " يا أبه . ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر.
وتبعه أعوانه، فطالب أمير المؤمنين (ع) بالخروج، فلم يمتنع عليه، لما تقدم من وصية رسول الله، وضن بالمسلمين عن الفتنة.

… وخرج معهم، وخرجت الطاهرة في إثره، وهي تقول لزفر : يا ابن السوداء، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله.
قال : ولم تبق من بني هاشم إمرأة إلا خرجت معها. فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك، فقام قائماً، وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله ؟! فقالت : أخرجتني أنت، وهذا ابن السوداء معك " (جعفر مرتضى العاملي . مأساة الزهراء (شبهات وردود) . بيروت 1997 . دار السيرة . ج 2 ص 176، 177 ).


السؤال الرابع :

ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم» . ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً» . فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم!

فيكون قاتلا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!
ما ذكره الكليني في الكافي لا يعبر عن رأيه وإنما هي مروية قد تكون صادقة أو كاذبة، والشيخ الكليني ذاته أشار في مقدمة كتاب الكافي إلا أنه لا يعتقد بصدق كل المرويات في كتابه، وإذا كان مجرد إيراد مروية في كتاب أحاديث يمثل عقيدة المؤلف فإن المرويات التي رواها الشيخ البخاري في الصحيح عن نقصان بعض الآيات القرآنية تكون ملزمة له بكل تأكيد .

كما أن رؤية الشيخ الكليني بأنه لم يكن إمام إلا مات مسموماً أو مقتولاً لا تمثل سوى رأيه حيث خالفها الشيخ المفيد وغيره من العلماء الأصوليون الذين أشاروا إلى أن الأئمة الذين تعرضوا للقتل والسم هم الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام الكاظم والإمام الرضا عليهم السلام وتوجد شكوك حول وفاة الإمام الجواد كذلك، أما الباقين من المعصومين فالمرويات حول وفاتهم متضاربة وربما تكون هناك شبهة بالفعل في تعرضهم للسم من قبل السلطة لكنها ليست ثابتة .

إن علم الإمام بموته ليس ضروريا أن يكون بشكل تفصيلي فالمروية – رغم عدم اعتقادي بصحة كلا المرويتين بناء على رفض الشيخ المفيد لهما – تشير إلى معرفة زمن الموت وليس كيفيته ولا من يقوم به سواء المرض أو بتدخل بشري من السلطة الحاكمة ، ولا يوجد هنا تناقض بينهما حيث أن معرفة وقت الموت لا علاقة له بمعرفة الكيفية .

السؤال الخامس :

عندما تولى علي رضي الله عنه لم نجده خالف الخلفاء الراشدين قبله؛ فلم يخرج للناس قرآناً غير الذي عندهم، ولم ينكر على أحد منهم شيئاً، بل تواتر قوله على المنبر : " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ولم يشرع المتعة، ولم يرد فدك، ولم يوجب المتعة في الحج على الناس، ولا عمم قول «حي على خير العمل» في الأذان، ولا حذف «الصلاة خير من النوم». فلو كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما كافرين، قد غصبا الخلافة منه ـ كما تزعمون ـ فلماذا لم يبين ذلك، والسُلطة كانت بيده؟! بل نجده عكس ذلك، امتدحهما وأثنى عليهما. فليسعكم ما وسعه، أو يلزمكم أن تقولوا بأنه خان الأمة ولم يبين لهم الأمر. وحاشاه من ذلك.

هذا التساؤل يسعى لفرض ما يذكره السنة كحقائق تاريخية، وهي ربما تكون كذلك بالنسبة للسائل لكنها ليست حقيقية بالنسبة لنا كشيعة لأن لدينا مرويات مختلفة وتشير لأوضاع أخرى خالف فيها الإمام علي عليه السلام ما قام به السابقين عليه .

بالنسبة لما ذكره السائل فقد أشار الإمام علي عليه السلام إلى سعيه لتغيير بعض ما أضافه عمر بن الخطاب على الدين الإسلامي وقد جوبه فعلاً بمقاومة ممن استفادوا من عهد عمر بن الخطاب وهم مجموعة كبيرة من القراء التي شكلت فيما بعد طائفة الخوارج : " تذكر المرويات أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد : أن ارفعوا إليَّ كلَّ من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء وأُرسلهم في الآفاق يعلمون الناس فكتب إليه الأشعري انّه بلغ من قبلي من حمل القرآن ثلاثمائة وبضع رجال "، كما ذكر البخاري أن القراء كانوا هم أصحاب

مجلس عمر بن الخطاب سواء كانوا كهولاً أو شباباً (مرتضى العسكري – القرآن في روايات المدرستين – نسخة كومبيوترية – ج 2 من أخبار القراء في عهد عمر، وأخبار الكتاب والسنة على عهد الخليفة القرشي عمر)، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له : " قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل

وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (ع) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة (عليها السلام) و رددت صاع رسول صلى الله عليه وآله كما كان، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله صلى الله عليه وآله لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها، ونزعت نساء*ا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن

واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام، وسبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قسم من أرض خيبر، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ما كان عليه، وسددت ما فتح فيه من الأبواب،

وفتحت ما سد منه، وحرمت المسح على الخفين، وحددت على النبيذ وأمرت بإحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخرجه، وأدخلت من اخرج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة،

وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشائعها ومواضعها، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل

الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الامة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار " (الشيخ الكليني . روضة الكافي . نسخة كومبيوترية موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com) . ص 58 – 63)، وفي هذا النص يشير الإمام علي عليه السلام إلى المستفيدين من العهد العمري والذي حاولوا الإبقاء على مظاهره وما حمله من امتيازات لهم إلى درجة أنهم حاولوا الانقلاب عليه في خضم صراعه مع معاوية بن أبي سفيان عندما حاول مخالفتها، لكن هذا لا يعني أن الإمام علي عليه السلام لم قد استسلم لهذا الأمر الواقع فمن المعروف أن الخلفاء السابقين على الإمام منعوا من تدوين السنة في حين قام الإمام بالحض على تدوينها، كما قام بالعودة إلى تطبيق سنة النبي ص في العطاء والتسوية بين الأغنياء والفقراء بغض النظر عن تاريخهم مع الإسلام .


السؤال السادس :

هل سجد الرسول صلى الله عليه وسلم على التربة الحسينية التي يسجد عليها الشيعة؟!

إن قالوا: نعم، قلنا: هذا كذب ورب الكعبة. وإن قالوا: لم يسجد، قلنا: إذا كان كذلك، فهل أنتم أهدى من الرسول صلى الله عليه وسلم سبيلا؟ مع العلم أن مروياتهم تذكر أن جبريل أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحفنة من تراب كربلاء.

لابد من توضيح أننا لا نهتم لا بتأييدك لمروياتنا أو تأييد السنة بأي حال، وسنعتقد بصحة ما نراه صحيحاً بغض النظر عن قبول السنة له أو عدم قبولهم .

من ناحية أخرى فإن القاعدة الأساسية في الفقه الشيعي هي السجود على التراب ومشتقاته كالحصير مثلاً بغض النظر عن كونه من كربلاء أو غيرها، وما سجد عليه النبي (ص) هو التراب، كما يقول ص : ( جعلت لي الارض مسجداً وطهوراً) وقد روي هذا الحديث في المصادر السنية والشيعية التالية :

1ـ صحيح البخاري 1 / 149 ح2 ، 1 / 190 ح98 .
2 ـ صحيح مسلم 2 / 63 .
3 ـ سنن الترمذي 2 / 131 ح 317 .
4 ـ سنن النسائي 2 / 56 .
5 ـ سنن ابي داود 1 / 129 ح489 .
6 ـ مسند احمد 2 / 240 ، 250 .
وعند الشيعة في :

1 ـ الكافي / الكليني ج2 كتاب الايمان ـ باب الشرايع ح1 ص17 .
2 ـ من لا يحضره الفقيه / الصدوق 1 / 231 .
أما سجود الشيعة الآن على تراب كربلاء فهو ناتج عن تعظيمهم لهذه المدينة ولحائر الإمام الحسين عليه السلام
السؤال السابع :

يدعي الشيعة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا بعد موته صلى الله عليه وسلم، وانقلبوا عليه.

والسؤال: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قبل موته ـ «شيعة اثني عشريّة»، ثم انقلبوا بعد موته صلى الله عليه وسلم إلى «أهل سنّة»؟

أم أنهم كانوا ـ قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ـ «أهل سنّة»، ثم «انقلبوا شيعة اثني عشريّة»؟

لأن الانقلاب انتقالٌ من حالٍ إلى حال..؟!! .

لم يكن هناك لا أهل سنة ولا شيعة إثنى عشرية في عهد النبي ص، فالتفرق الطائفي هو ناتج عن خلافات تمت عقب وفاته ص ، كما أن التوصيف بكوننا إثنى عشرية يعني أننا المتتبعين لما نقله الأئمة

الإثنى عشر عليهم السلام عن النبي (ص) في حين أن وصف أهل السنة نشأ أساساً في العهد العباسي لوصف المالكية والحنابلة في مواجهة أهل الرأي الحنفيين وأهل الاعتزال بالعراق وبالتالي فكل من الأحناف والشافعية من لم يكونوا من أهل السنة كما هو معروف الآن أي أنه وصف لم يكن يحمل دلالة على طائفة محددة .

والخلاصة أن التسميات والتوصيفات المستخدمة حالياً نشأت كتعبير عن حالة الخلاف التي نشبت بعد النبي (ص) في التعامل مع النصوص الواردة عنه، أما قبل وفاته فلم يكن يوجد سوى وصف المسلمون كون صاحب الرسالة على قيد الحياة ومن غير الممكن مخالفته أصلاً ، وأعتقد أن هذا بديهي للغاية .

السؤال الثامن :

من المعلوم أن الحسن رضي الله عنه هو ابن علي، وأمه فاطمة رضي الله عنهما، وهو من أهل الكساء عند الشيعة ، ومن الأئمة المعصومين، شأنه في ذلك شأن أخيه الحسين رضي الله عنه، فلماذا انقطعت الإمامة عن أولاده واستمرت في أولاد الحسين؟!! فأبوهما واحد وأمهما واحدة وكلاهما سيدان، ويزيد الحسن على الحسين بواحدة هي أنه قبله وأكبر منه سناً وهو بكر أبيه؟ هل من جواب مقنع؟! .

يجب الإشارة في البداية إلى أن حديث الكساء ليس خاصاً بالشيعة بل هو مروي بطرق متعددة وصحيحة لدى السنة كذلك، لكن هذا ليس موضوع السؤال .

أعتقد أنه من المفهوم عند الشيعة أن الرسول ص قد أشار إلى الأئمة الإثنى عشر عليهم السلام بأوصافهم، كما أشار إلى أن الإمامة في نسل الحسين وهذا لا علاقة له بمن هو الأفضل الحسن أو الحسين فهذه المفاضلة لا قيمة لها إطلاقاً، ومن الثابت أن الحسين من أصحاب الكساء وبالتالي فقد خلف شقيقه الإمام الحسن في الإمامة، وعقب استشهاده لم يدعي أي من أبناء الحسن الإمامة إطلاقاً لإدراكهم أنها ليست اختيارية وإنما تقوم على النص الإلهي والتبليغ النبوي، فكون الإمامة في سلالة الحسين وليس الحسن أو في سلالة الكاظم وليس إسماعيل لا يقوم على اختيار من الشيعة لأنها تعتمد بالأساس على النص .

السؤال التاسع :

لقد أجمع أهل السنة والجماعة، والشيعة بجميع فرقهم على أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه شجاع لايشق له غبار، وأنه لايخاف في الله لومة لائم.

وهذه الشجاعة لم تنقطع لحظة واحدة من بداية حياته حتى قتل على يد ابن ملجم. والشيعة كما هو معلوم يعلنون أن علي بن أبي طالب هو الوصي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل.
فهل توقفت شجاعة علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه؟!

ثم بايع بعده مباشرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟!

ثم بايع بعده مباشرة ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه؟!

فهل عجز رضي الله عنه ـ وحاشاه من ذلك ـ أن يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في خلافة أحد الثلاثة ويعلنها مدوية بأن الخلافة قد اغتصبت منه؟! وأنه هو الأحق بها لأنه الوصي؟!
لماذا لم يفعل هذا ويطالب بحقه وهو من هو شجاعة وإقدامًا؟! ومعه كثير من الناصرين المحبين؟!

لقد سبق وأشرت إلى الأسباب التي دعت الإمام لبيعة أبي بكر وعمر بن الخطاب، إلا أن الإمام وأتباعه من الصحابة كانت لهم نشاطات تسعى للتأكيد على أحقية الإمام علي بن أبي طالب ع في شغل موقع النبي ص، وقد نقلت المرويات محادثة بين ابن عباس وعمر بن الخطاب أشار فيها الخليفة بضيق إلى نشاطات الإمام علي ع في

إثبات حقوقه " كيف خلفت ابن عمك ، قال : فظننته يعني عبد الله بن جعفر ، قال : فقلت : خلفته مع أترابه ، قال : لم اعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت ، قال : قلت : خلفته يمتح بالغرب وهو يقرأ القرآن . قال : يا عبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ قال : قلت : نعم .

قال : أيزعم ان رسول الله نص عليه ؟ قال ابن عباس : قلت : وأزيدك سألت ابي عما يدعي ـ من نص رسول الله عليه بالخلافة ـ فقال :

صدق ، فقال عمر : كان من رسول الله في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعته من ذلك »، كما حدثت مواجهة طويلة بين الإمام علي ع والصحابة أثناء المشاورات التي سبقت تولية عثمان بن عفان الخلافة نقلتها المصادر السنية والشيعية : " عن زافر عن

رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال‏:‏ كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول‏:‏ بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذا أسمع وأطيع، إن

عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي كلنا فيه شرع سواء وايم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا

المشرك رد خصلة منها لفعلت، ثم قال‏:‏ نشدتكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، ثم قال‏:‏ نشدتكم الله أيها النفر جميعا أفيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، ثم قال‏:‏

أفيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين الموشى بالجوهر يطير بهما في الجنة حيث شاء‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ فهل أحد له سبط مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أفيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا‏.‏

قال‏:‏ أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم مني‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أفيكم أحد كان أعظم غنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجة دمي‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة‏؟‏ قال‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب غيري‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أكان أحد مطهرا في كتاب الله غيري حين سد النبي صلى الله عليه وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام

إليه عماه حمزة والعباس فقالا‏:‏ يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء غيري حين قال‏:‏ ‏[‏ وآت ذا القربى حقه‏ ]‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أفيكم أحد ناجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنى عشرة مرة غيري حين قال الله تعالى‏:‏ ‏[‏ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة‏ ]‏ قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أفيكم أحد تولى غمض رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري‏؟‏

قالوا‏:‏ اللهم لا، قال‏:‏ أفيكم أحد آخر عهده برسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعه في حفرته غيري‏؟‏ قالوا‏:‏ اللهم لا‏ " (المتقي الهندي . كنزل العمال . نسخة كومبيوترية www.al-eman.com (http://www.al-eman.com) . باب الإمارة) ومن العدل الإشارة إلى أن المتقي الهندي حاول التشكيك في المروية رغم أن لها أسانيد أخرى رواها الحاكم في المستدرك .

مرجان
08-17-2012, 04:27 PM
السؤال العاشر :


يعتقد الشيعة أن الأئمة تحملهم أمهاتهم في الجنب، ويولدون من الفخذ الأيمن!! أليس محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وأشرف البشر حمل في بطن أمه وخرج من رحمها؟!
ليس من الدقة القول أن الشيعة يعتقدون بهذا الاعتقاد، فهي لا تعدو أن تكون مروية وللمرة الثانية سوف أشير إلى أن ليس كل المرويات الموجودة لها قيمة عقائدية وإنما تعد ملزمة لمن يعتقد بصحتها، ولابد من الإشارة إلى أن الحديث عن الأئمة وخصوصياتهم يشمل المعصومين عليهم السلام عموماً بمن فيهم النبي (ص) .
السؤال الحادي عشر :
يزعم الشيعة أن من شروط الإمام: التكليف وهو البلوغ والعقل، والثابت أن إمامهم الغائب المسمى محمد العسكري ثبتت إمامته وهو ابن خمس أو ثلاث سنين من خلال توقيعاته، فلماذا استبعد هذا الشرط وقيل بإمامته؟!
هذا الشرط خاص بالشيعة الزيدية وليس خاص بنا، فالإمام عند الإثنى عشرية يولد إماماً وهو معصوم منذ ولادته وحتى وفاته، وأرجو أن يشير الزميل إلى مصدر هذه المعلومة الغريبة جدا
السؤال الثاني عشر :
يعتقد الشيعة أن علي بن أبي طالب أفضل من ابنه الحسين, فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تبكون عليه في ذكرى مقتله كبكائكم على ابنه؟! ثم ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منهما؟ فلماذا لا تبكون عليه أشد من بكائكم السابق؟!
لا أعرف ما هي الأهمية العقائدية لهذا النقض وعموما فإن البكاء يرتبط بالأسلوب الذي استشهد به كل من الإمامين عليهما السلام ، ومن المعروف أن التفاصيل التي صاحبت استشهاد الإمام الحسين أكثر إيلاماً من تفاصيل استشهاد الإمام علي .
السؤال الثالث عشر :

إذا كانت ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه وولاية أبنائه من بعده ركناً لا يتحقق الإيمان إلا به ومن لم يؤمن بذلك فقد كفر واستحق جهنم ولو شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وصام رمضان، وحج بيت الله الحرام ـ كما يعتقد الشيعة ـ؛
فلماذا لا نجد التصريح بهذا الركن العظيم في القرآن الكريم؟!
روى الواحدي النيسابوري : " أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصفار قال‏:‏ أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي قال‏:‏ أخبرنا محمد بن حمدون بن خالد قال‏:‏ حدثنا محمد بن إبراهيم الخلوتي قال‏:‏ حدثنا الحسن بن حماد سجادة قال‏:‏ حدثنا علي بن عابس عن الأعمش وأبي حجاب عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ نزلت هذه الآية ‏{‏يا أَيُّها الرَسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ‏}‏ يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏ " (الواحدي النيسابوري . أسباب النزول . نسخة كومبيوترية موقع www.al-eman.com (http://www.al-eman.com/) . سورة المائدة)، وتفاصيل ما حدث في غدير خم يعرفها الزميل السائل بالتأكيد، ويروى عن النبي (ص) : " [ 4706 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني قالا ثنا بشر بن بكر وثنا الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني واثلة بن الأسقع قال أتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ثم قال هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " (الحاكم النيسابوري . المستدرك على الصحيحين . نسخة كومبيوترية . موقع www.mekkaoui.net (http://www.mekkaoui.net/) . كتاب تتمة فضائل الصحابة 4) وهذه المرويات تشير بشكل واضح للإمامة مع توضيح أن هناك مرويات أخر أشارت للأئمة الإثنى عشر بشكل صريح وقد تناولتها بالبحث في موضوع الأئمة الإثنى عشر في هذا المنتدى .
ولابد من التوضيح إلى أن الإشارة القرآنية لم تكن خاصة بالموقف من الإمام علي ع فقط وإنما بعقيدة الإمامة عموماً
السؤال الرابع عشر :

لماذا يعطّل كثير من الشيعة صلاة الجمعة التي ورد الأمر الصريح بإقامتها في في سورة الجمعة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }ـ [الجمعة:9].
إن قالوا : نحن نعطلها حتى يخرج المهدي المنتظر!
نقول : وهل هذا الانتظار يسوّغ تعطيل هذا الأمر العظيم؟! حيث مات مئات الألوف من الشيعة إن لم يكن أكثر وهم لم يؤدوا هذه الشعيرة العظيمة من شعائر الإسلام، بسبب هذا العذر الشيطاني الواهي.
إن تعطيل بعض الشيعة لصلاة الجمعة لغيبة الإمام المهدي عج إنما يشير إلى افتقاد العدل في أثناء هذه الغيبة ومقاطعتهم لصلاة الجمعة يعني بوضوح لرفضهم الاعتراف بأي سلطة ظالمة، وهم في هذا الموقف أفضل كثيراً ممن يقيمون صلاة الجمعة ويدعون للإمام بر أو فاجر في حين يقول الله تعالى : [ ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار ](هود 113).
وفكرة مقاطعة صلاة الجمعة تنتشر في الأوساط الشيعية التي تعيش بين أغلبية سنية ترفض منحهم حقوقهم في ممارسة شعائرهم أو تحت حكم سلطة ظالمة على الجميع كصدام حسين على سبيل المثال، وهي تؤدى بشكل ضخم في المناطق ذات الأغلبية الشيعية .
أما اعتبار هذا العذر بكونه واهي وشيطاني فمع منافاة هذه اللغة للأدب فإن العذر الشيطاني بالفعل هو البقاء تحت سيطرة حاكم ظالم بحجة الخوف من الفتنة .
السؤال الخامس عشر :

لا يستطيع الشيعة أن ينكروا أن أبابكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين قد بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وأن الله أخبر بأنه قد رضي عنهم وعلم ما في قلوبهم ، فكيف يليق بالشيعة بعد هذا أن يكفروا بخبر الله تعالى، ويزعموا خلافه؟! فكأنهم يقولون
( أنت يا رب لا تعلم عنهم ما نعلم ) ! ـ والعياذ بالله ـ.
من الغريب أن الزميل واضع هذه التساؤلات لم يحاول تدوين الآية التي يستدل بها ربما لأنها لا تخدم رؤيته، يقول تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } (الفتح:18)، والإشارة للمؤمنين في الآية لا تعني أبداً كل من بايع النبي (ص) تحت الشجرة وإلا لاستخدم وصف المسلمين، ومن المعروف حتى بالنسبة للسائل أن الإيمان غير الإسلام، فكل مؤمن هو مسلم بالضرورة وليس كل مسلمٍ مؤمن .

السؤالين السادس عشر والسابع عشر :

- ذكر الكليني في كتابه الكافي : «حدثنا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( ) فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي، قَالَ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّه) ( ) سِتْراً بَيْنَهُ وبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ : قلْتُ :جُعِلْتُ فداك ….. ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : وإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) ومَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ( عليها السلام )، قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ( عليها السلام )؟ قَالَ :مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، واللَّهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ، قَالَ: قُلْتُ :هَذَا واللَّهِ الْعِلْمُ، قَالَ :إِنَّهُ لَعِلْمٌ ومَا هُوَ بِذَاكَ». انتهى.
فهل كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يعرف مصحف فاطمة؟! إن كان لا يعرفه، فكيف عرفه آل البيت من دونه وهو رسول الله؟! وإن كان يعرفه فلماذا أخفاه عن الأمة؟! والله يقول: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }ـ [المائدة:67-77].
- مصحف فاطمة :أ- عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله رضي الله عنه قال :
وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله، وإنه لإملاء رسول الله صلوات الله عليه وآله بخط علي رضي الله عنه بيده .
ب- وعن محمد بن مسلم عن أحدهما رضى الله عنه:
(وخلفت فاطمة مصحفاً، ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها، إملاء رسول الله وخط علي رضي الله عنه) .
جـ- عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله رضى الله عنه:
(وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام، أما والله ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول الله وخط علي)
فإذا كان الكتاب من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وخط علي، فلماذا كتمه عن الأمة؟!
والله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ كل ما أنزل إليه، قال الله تعالى: { أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } [المائدة:67-77].
فكيف يمكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا أن يكتم عن المسلمين جميعاً هذا القرآن؟! وكيف يليق بعلي رضى الله عنه والأئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم؟!
أليس هذا من خيانة الأمانة؟
مصحف فاطمة عليها السلام تم تدوينه بعد وفاة النبي (ص) وبالتالي فالنبي (ص) لم يعاصر وجود مصحف فاطمة عليها السلام، بالإضافة إلى أن هذا المصحف ليس قرآناً، يقول سماحة السيد محمد حسين فضل الله : " لقد تركت لنا الزهراء(ع) كتاباً عرف "بمصحف فاطمة"، وقد ثار حوله لغطٌ واسع، ولهذا لا بدّ أن نبيّن حقيقة هذا المصحف ورأينا في ما يشتمل عليه.
وبدايةً، يجب أن نؤكد بأن هذا المصحف بحسب ما يعتقده كل الشيعة دون استثناء، ليس قرآناً آخر غير القرآن الموجود بين الدفتين والمتداول بين المسلمين، والذي لم يحصل فيه زيادة أو نقصان .
وقد حاول بعض علماء المسلمين ممن لا يتحملون مسؤولية الكلمة، اتّهام الشيعة بأن لهم قرآناً غير القرآن المتداول بين أيدي المسلمين، لأن المصحف يعني القرآن، وعندما يتحدث عنه الإمام الصادق(ع) يقول إنه أكبر من مصحفكم هذا بثلاث مرات.
ولكننا نقول لهؤلاء أن يتقوا الله في كلماتهم لأنه :
أولاً: إن الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت(ع)، والتي تتحدث عن مصحف فاطمة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك والريب بأنه ليس قرآناً مغايراً للقرآن المتداول بين أيدي المسلمين. ولهذا عبّر عنه في بعض تلك الروايات بـ"كتاب فاطمة" بدل مصحفها، كما جاء في كتاب الزكاة من الكافي.
ثانياً: نقول لهؤلاء، وقد قلنا ذلك لكثير من علماء المسلمين من أهل السنّة: لو أنكم جلتم على كل مواقع الشيعة في العالم ودخلتم كل بيوتهم ومساكنهم ومكتباتهم ومساجدهم وحسينياتهم ..فإنكم لن تجدوا إلا هذا القرآن الذي بين أيديكم لا يختلف عنه بكلمة ولا حتى بحرف واحد.
ثالثاً: إن كلمة مصحف التي هي منشأ الوهم واللغط، لا ترادف بحسب مدلولها كلمة قرآن، لأن كلمة مصحف مأخوذة من الصحف والصفحات، فكل كتاب له أوراق وصفحات يسمى مصحفاً، وحتى القرآن الكريم إنما سمي مصحفاً لأنه يشتمل على صحف وصفحات. ولئن صارت الكلمة في العرف الإسلامي مرادفة لكلمة القرآن، فإن هذا العرف حادث والاصطلاح متأخر جداً عن زمن صدور الروايات التي تقول إن لفاطمة مصحفاً.
حقيقة المصحف:
بعدما عرّفت أن المصحف المذكور ليس قرآناً، يقع تساؤل جديد عن مضمونه ومحتواه، فهل هو مشتمل على بعض المغيّبات التي كان يحدثها بها الملك ويكتبها علي(ع)؟ أو هو مشتمل على وصيتها مع بعض الأحكام الشرعية وربما المواعظ والتعاليم الإسلامية؟هناك اختلاف في الروايات المتعلقة بذلك:
1_فهناك رواية حماد بن عثمان عن أبي عبد الله(ع)، أنه لما نظر في مصحف فاطمة(ع) قال: "وما مصحف فاطمة؟ قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه(ص) دخل على فاطمة(ع) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين، فقال لها: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي، فأعلمته ذلك، وجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع، حتى أثبت من ذلك مصحفاً. قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون".
ويمكن المناقشة في المتن بالقول: إن المفروض في الملك أنه جاء يحدثها ويسلّي غمّها ليدخل عليها السرور، فكيف تشكو ذلك إلى أمير المؤمنين(ع)؟! ما يدل على أنها كانت متضايقة من ذلك، كما أن الظاهر منه أن الإمام(ع) كان لا يعلم به، وأن المسألة كانت سماع صوت الملك لا رؤيته .
2_ وفي رواية أبي عبيدة :"…وكان جبريل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعد في ذريتها، وكان علي يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة".
ولا مانع أن ينزل عليها الملك جبرائيل، ولكن الحديث ظاهر في اختصاص العلم الذي يعلّمها إياه مما يكون في ذريتها فقط .. بينما الرواية الأخرى تتحدث عن الأعم من ذلك، حتى أنها تتحدث عن ظهور الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة، وهو مما قرأه الإمام علي(ع) في مصحف فاطمة.
3_ وهناك رواية الحسين بن أبي العلاء عن الإمام الصادق(ع)، وجاء فيها :"…مصحف فاطمة(ع) ما أزعم أن فيه قرآناً، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد، حتى أن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش".
والظاهر من هذه الرواية أن المصحف يشتمل على الحلال والحرام.
4_ وقد ورد في حديث حبيب الخثعمي أنه قال:" كتب أبو جعفر المنصور إلى محمد بن خالد وكان عامله على المدينة، أن يسأل أهل المدينة عن الخمسة في الزكاة من المائتين كيف صارت وزن سبعة ولم يكن هذا على عهد رسول الله(ص)، وأمره أن يسأل فيمن يسأل عبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد(ع)، قال :فسأل أهل المدينة فقالوا: أدركنا من كان قبلنا على هذا، فبعث إلى عبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد(ع)، فسأل عبد الله بن الحسن فقال كما قال المستفتون من أهل المدينة، قال:فقال: ما تقول يا أبا عبد الله؟ فقال: إن رسول الله(ص) جعل في كل أربعين أوقية، فإذا حسبت ذلك كان على وزن سبعة، وقد كانت وزن ستة، وكانت الدراهم خمسة دوانيق . قال حبيب: فحسبناها فوجدناها كما قال، فأقبل عليه عبد الله بن الحسن فقال : من أين أخذت هذا؟ قال: قرأت في كتاب أمك فاطمة(ع)، قال ثم انصرف. فبعث إليه محمد بن خالد ابعث إليّ بكتاب فاطمة(ع)، فأرسل إليه أبو عبد الله(ع): إني إنما اخبرتك أني قرأته ولم أخبرك أنه عندي . قال حبيب : فجعل محمد بن خالد يقول لي :ما رأيت مثل هذا قط.
وظاهر هذا الحديث أيضاً أن كتاب فاطمة، وهو مصحف فاطمة، يشتمل على الحلال والحرام.
5 _ وهناك رواية أخرى في الكافي عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله(ع) أنه قال ـ في حديث ـ: وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة(ع).
6_وهكذا نجد أن بعض الروايات تقول إنه بخطّ علي(ع)عما يحدّثه الملك للزهراء(ع).
7_ وهناك رواية تدل على أن المصحف من إملاء رسول الله(ص) وكتابة علي(ع).
ولكن الروايات الأخرى لا تدل على ذلك، وهي المشتملة على الحلال والحرام ووصية فاطمة، فلا بد من الترجيح بينها. أما رواية حماد بن عثمان فهي ضعيفة بعمر بن عبد العزيز أبي حفص المعروف بزحل. يقول الفضل بن شاذان: زحل يروي المناكير وليس بغالٍ، وعن النجاشي: مخلط، وعن الخلاصة :عربي مصري مخلط.
وأما رواية أبي عبيدة ـ والظاهر أنه المدائني ـ فهي ضعيفة، لأنه لم يوثق، ولكن رواية الحسين بن أبي العلاء صحيحة، وقد دلت على اشتماله على الحلال والحرام، وأما رواية حبيب الخثعمي ورواية سليمان بن خالد فهما ضعيفتان على الظاهر، لكنهما تصلحان لتأييد خبر الحسين بن أبي العلاء، لا سيما أن مبنانا في حجية الخبر هو حجية الخبر الموثوق به نوعاً، وقد يكفي في الوثوق عدم وجود ما يدعو إلى الكذب فيه .
ولذا فالأرجح أنه كتاب يشتمل على الحلال والحرام، وإن كان بالإمكان أن يقال بأنه لا تعارض بين الروايات، فنلتزم أن المصحف يشتمل على الأحكام وعلى الأخبار التي كان يحدّثها بها الملك وعلى وصيتها، إذ لا مانع من نزول ملك عليها، ويظهر من العلاّمة المجلسي إقراره باشتمال المصحف على الأحكام .وعلى ضوء هذا، فإن نسبة الكتاب إلى فاطمة(ع) يدل على أنها صاحبة الكتاب، كما أن نسبة الكتاب إلى علي(ع) ـ في ما ورد من الأئمة(ع) عن كتاب علي(ع) ـ يتبادر فيه أن صاحبه علي(ع) .ومما تقدم يتضح أنه لا مانع من القول إنها أول مؤلفة في الإسلام، كما أن علياً أول مؤلف في الإسلام .
وعلى أية حال، فإن الكتاب ليس موجوداً بأيدينا، وإنما هو موجود عند الإمام الحجة(عج)، ولذلك فإن الجدل في ما يحويه ويشتمل عليه ليس له أية ثمرة عمليّة. نعم، نحن نأخذ منه بما حدثنا به الأئمة(ع) عنه كما نأخذ من كتاب علي(ع) ـ مع أنه ليس بأيدينا ـ بما حدثنا به الأئمة(ع) من ذريته، وهكذا الحال في كتاب (الجفر) (والجامعة) وغيرهما مما أثر وعرف أنّه من مصادر أهل البيت(ع) ".
ويبقى الإشارة إلى أن وصف القرآن الكريم بالمصحف نشأ عقب وفاة الزهراء عليها السلام وبعد انتهاء حروب الردة في أثناء جمع القرآن الكريم وهي كلمة تشير إلى ما بين الدفتين من الصحف وبالتالي فهي ليست خاصة بالقرآن الكريم.

السؤال الثامن عشر :

تتفق مصادر الشيعة على العمل بالتقية للأئمة وغيرهم ـ كما سبق ـ وهي أن يُظهر الإمام غير ما يُبطن، وقد يقول غير الحق. ومن يستعمل التقية لا يكون معصوماً؛ لأنه حتماً سيكذب، والكذب معصية!
المعصية ليست في إضطرار الإنسان للكذب كي ينقذ حياته أو مسيرته الكفاحية بصفة مؤقتة وإنما في أن يقوم بظلم الآخرين وإرهابهم لدرجة إضطرارهم للكذب، وربما تكون هذه هي المرة الأولى التي أسمع بها عن أن المكره على الكذب يعد مرتكباً لمعصية وأرجو من الزميل الذي طرح هذه التساؤلات أن يشير لمصدره في هذه المقولة الفقهية .
من ناحية أخرى فإن التقية لا تجوز إلا في حالة الاضطهاد الديني والسياسي وفي هذه الناحية فإن التقية بالنسبة لأهل البيت عليهم السلام كانت قاصرة على الموقف من الإمامة والتحركات السياسية الهادفة لإسقاط الدولتين الحاكمتين، إلا أن هذا لم يمنع من مواجهتهم للخلفاء الأمويين والعباسيين بشكل قوي في مخالفاتهم الأخرى التي لا تؤدي لكشف عملهم السياسي والديني .

السؤال التاسع عشر :

يقول الشيعة: إن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء، وإن علي بن أبي طالب باب العلم ـ فكيف يجهل علي حكم المذي ويُرسل للنبي صلى الله عليه وسلم من يعلمه الأحكام المتعلقة بذلك؟!
لم يجهل الإمام علي حكم المذى، رغم أن علم هذا الحكم لا يحتاج للعصمة فقد أشار النبي (ص) إلى أن أفقه الصحابة هو الإمام علي (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (السيوطي . تاريخ الخلفاء . بيروت 1974 . ص 159) ، وقد وصف السيوطي هذا الحديث بأنه حديث حسن على الصواب في حين وصفه الحكام بأنه صحيح، وهو يتعارض مع ما ذكره السائل ولو كانت هناك مروية بهذا الخصوص في كتب السنة أو كتب الشيعة فنرجو أن يقوم السائل بعرضها .
السؤال العشرين :

لو أراد إنسان أن يتشيع، فما هو المذهب الذي يسلكه من جملة مذاهب الشيعة الكثيره المختلفة؟! مابين إمامية، وإسماعيلية، ونصيرية، وزيدية، ودروز…إلخ، وكلهم يزعم الانتساب لآل البيت، ويقر بالإمامة، ويعادي الصحابة؟! ويعتقدون جميعاً إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنها ركنٌ وأنه الخليفة بلا فصل، ومعهم أصل الدين…!!
من الواضح أن هذا السؤال التهكمي يشير إلى تعدد المذاهب والاتجاهات الشيعية، بما يعني أنها كلها خاطئة وهو ما يهدف إليه السائل .
إن الإجابة على هذا السؤال تعود إليه بالتأكيد فهو المكلف بالبحث إن أراد التعرف على التشيع ونحن لسنا مكلفين بتوصيل المعلومة له على طبق من ذهب، ولكني كشيعي أتساءل لو أراد إنسان اعتناق التسنن فما هو المذهب الذي يسلكه، هل يتبع الأشعرية أم السلفية ؟ هل ينتمي للبريلوية أم الأحباش أم الوهابية ؟ هل ينتمي للمالكية أم الأحناف أم الشافعية أم الحنبلية ؟ وكلهم يرون تعظيم الخلفاء الراشدين والصحابة ويعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة كما يتفقون على تضليل الشيعة .
أخيراً يقول الزميل السائل : " اتمنى ان اجد اجابات شافية وكافية لهذه الاسئله
ملحوظه باقي عندي 118 سوال غيرها اذا جاوبتوني بنزلها لكم شدو حيلك ولا ترسبون في الامتحان "وهنا يحتاج الزميل إلى تعلم قدر من احترام وتقدير الآخر بحيث يتمكن من التعامل معه بشكل أكثر تهذيباً ويتجاوز عن حالة الغيظ التي تدفعه للتعامل بهذه الأسلوب المتعجرف والمتهكم، وأتمنى أن نلاحظ هذا التغير قريباً فالتهكم ليس حكراً عليه إطلاقاً .

.