مرجان
08-17-2012, 04:25 PM
يطرح بعض السلفيين شبهات متعددة من ضمنها 20 سؤال يكثر طرحهم في المنتديات ,هنا تجد الاسئلة مع الردود عليها يرد عليها المتشيع المصري باباك خورمدين عضو منتدى منار.
1 - السؤال الأول :
يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم، ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم «شقيقة الحسن والحسين» من عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر :
الأول: أن عليًّا رضي الله عنه غير معصوم؛ لأنه زوج ابنته من كافر!، وهذا ما يناقض أساسات المذهب، بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.
والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ! قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته. وهذان جوابان محيّران.
في البداية لم يقم الزميل بإثبات أن الإمام علي بن أبي طالب قام بتزويج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب وهو بالتأكيد يدرك أن كثير من الشيعة ينكرون أصلاً صحة هذا الزواج من الناحية التاريخية، لكن على فرض إتمام هذا الزواج بالفعل، فإنني أتساءل حول الأشعث بن قيس الكندي وهو بالمناسبة زوج أم فروة أخت الخليفة الأول أبو بكر والذي وصفه بالحية عند وفاته نادماً على أنه لم يقتله، وقت كان موقف
الأشعث من الإمام علي بن أبي طالب سلبياً كذلك من منطلق طموحه في الاستقلال عن الدولة المركزية في المدينة ، ومع ذلك فقد تزوج الإمام الحسن بن علي من ابنته كما زوجه أبو بكر أخته، فما هي القاعدة التي تمت بها هذه الزيجات والمصاهرات بين زعامات متناقضة الاتجاهات والمصالح ؟
إن فكرة الزواج في الأوساط العربية لم تكن تقوم إلا على
1 - إيجاد تحالفات قبلية عبر زواج مشترك بين عشيرتين أو قبيلتين، و 2 - الاعتماد على القرابة في النسب عند الزواج مع وجود خلافات في السياسة، وهنا فإن من الواضح أن المصاهرة بين أبي بكر والأشعث لم تؤد لأي تهدئة على المستوى السياسي كما أنها لم تؤد كذلك للتهدئة بينه وبين الإمام علي ، لكن الوضع الشريف للإمام الحسن كان كافياً بالنسبة للأشعث كما أن الوضع القبلي والسياسي لكل من الأشعث والخليفة الأول كانا كافيين للاتفاق حول زواجه من أم فروة .
هذا المثل الواضح ربما يشير إلى أن زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم - رغم أنني أعتقد بعدم حدوثه أصلاً - لم يكن في إطار التعامل الودي بين الطرفين أو عن رضا من الإمام عل عن الأسلوب الذي يدير به الخليفة الثاني الدولة وإنما هو زواج قرشي بقرشية، بالضبط بنفس الصيغة التي قبل بها النبي (ص) زواج ابنتيه من ابني أبي لهب رغم تحفظاته على سلوكياتهما وحتى سلوكيات والدهما التي لم تكن لتتفق ابداً من سلوكياته حتى قبل النبوة .
2 - السؤال الثاني :
يزعم الشيعة أن أبابكر وعمر رضي الله عنهم كانا كافرين، ثم نجد أن عليًا رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم عند الشيعة قد رضي بخلافتهما وبايعهما الواحد تلو الآخر ولم يخرج عليهما، وهذا يلزم منه أن عليًا غير معصوم، حيث أنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالـمَيْن إقراراً منه لهما، وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه، وهذا لا يقع من معصومٍ قط، أو أن فعله هو عين الصواب!! لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان، فيكون الشيعة قد خالفوا إمامهم في تكفيرهما وسبهما ولعنهما وعدم الرضى بخلافتهما! فنقع في حيرة من أمرنا: إما أن نسلك سبيل أبي الحسن رضوان الله عليه أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!
إن الكلام بهذه الصيغة المطلقة التي لا تسعى لإلقاء الضوء على خلفيات هذه الحوادث التاريخية لا يمكن اعتباره تساؤلاً علمياً بأي حال، في البداية فإن إشارة بعض الشيعة للمخالفات التي قام بها الخلفاء السابقين على الإمام علي لم تتضمن تكفيرهما بشكل حقيقي فهما بالنسبة للشيعة ينتميان ولو مظهرياً إلى الدين الإسلامي كونهما لم ينكرا بشكل ظاهري معظم الأساسيات الأولية للدين كالتوحيد والنبوة والمعاد، وهي الأساسيات التي يخرج منكرها بشكل تكذيبي للنبي (ص) من الإيمان الإسلامي ، فالشيعة تعتبر الخلفاء السابقين على الإمام ع معادين للوصية النبوية بكل تأكيد وربما يعد هذا كفراً ضمنياً يعاقب عليه الله تعالى لكن مرتكبه يعامل معاملة المسلم ولو بشكل ظاهري كونه ينطق الشهادتين على كل حال .
وهنا لا يشير الزميل واضع السؤال إلى حقيقة أن الإمام علي لم يبايع الخلفية الأول إلا بعد 6 أشهر وهي في الواقع ليست بيعة حقيقية بقدر ما هي تهدئة بين الحزبين بناء على مستجدات حروب الردة والتي قامت بناء على محاولات استقلال بعض زعامات القبائل بشئونهم السياسية وهو اتجاه مرفوض كذلك لدى الإمام بسبب تداعياته السلبية على الدين الإسلامي الذي سيتحول بمرور الوقت إلى دين شبيه بالأوضاع الوثنية السابقة، وهنا فإن مسالمة السلطة الجديدة في المدينة كان الأقرب من هزيمتها بما يؤدي لانتصار الاتجاه السائد لدى القبائل الأخرى .
أما بيعة الإمام علي للخليفة الثاني فقد ارتبطت بظروف أخرى مختلفة، فقد تمكن الخليفة الأول خلال الفترة القصيرة من خلافته من الحصول على تأييد بعض الاتجاهات القبلية السائدة في تلك الفترة كأبي سفيان بن حرب الذي بدأ كمعادي لتولي أبي بكر للخلافة ثم تحول موقفه بعد أن تنازل له أبي بكر عن ما جمعه من بعض القبائل :
" قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز و ذكر الراوي و هو جعفر بن سليمان أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواة فلما قدم المدينة قال إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم قال فكلم عمر أبا بكر فقال إن أبا سفيان قد قدم و أنا لا نأمن شره فدع له ما في يده فتركه فرضي
" (ابن أبي الحديد – شرح نهج البلاغة – نسخة كومبيوترية – موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com) جـ 2 صـ 44)، كما تغير موقف الزبير بن العوام بعد أن منحه أبو بكر بعض الأراضي الزراعية ، كما منحه عمر بن الخطاب فيما بعد منطقة العقيق بكاملها (البلاذري – فتوح البلدان – نسخة كومبيوترية موقع www.al-eman.com (http://www.al-eman.com) – جـ 1 صـ 2 ، 3)، من ناحية أخرى فإن الجيوش الإسلامية كانت في مواجهات متعددة بالعراق
والشام ضد كل من الفرس والروم ولم يكن الإمام علي سيحصل على أي تأييد شعبي لو خالف وصية الخليفة في أثناء هذه المواجهات التي تفترض ما يشبه حالة الطوارئ وبالتالي فإن أي مخالفة كانت ستفسر من قبل السلطة أنها خيانة لنشر الدعوة في المناطق المشركة، وما يدعم هذه الفكرة أن الكثيرين كانوا مستفيدين من هذه المعارك التي هدفت في الأساس إلى الاستيلاء على طرق التجارة الرئيسية وتأمين إقتصاديات الدولة الجديدة، وفي نفس الوقت استغلال الجيوش الخاصة بالقبائل المتمردة في معارك تستنزف
قوتها العسكرية
السؤال الثالث :
يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟!
ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!
لا يتفق الشيعة بشكل موحد حول ما حدث للسيدة فاطمة عليها السلام، إلا أن القدر المتفق عليه بين الشيعة أن الخليفة الثاني سعى لإحراق بيتها، وهو ما ذكره رواه من غير الشيعة كذلك بما يؤكد مصداقيته خاصة أن هؤلاء الرواة كانوا ينظرون بقدسية إلى
الشخصيات المتهمة وعلى رأسهم الخليفة الثاني، وقد سبق أن ناقشت هذه القضية في ردي على أحمد الكاتب وهو منشور بهذا المنتدى لو أردت الرجوع إليه ، وبإختصار فأنا أعتقد أن الخليفة الثاني لم يتمكن من الاعتداء الجسدي على السيدة الزهراء عليها السلام لكن مجرد محاولته تشير إلى وجود نية الفعل ولا يمكن تبريرها، وأعتقد أن هذه المروية تشير بشكل واضح لما حدث : خرج عمر في نحو ستين رجلاً، فاستأذن الدخول عليهم، فلم يؤذن له، فشغب،
وأجلب . فخرج إليه الزبير مصلتاً سيفاً، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته، وتبعه الزبير، فعثر بصخرة في طريقة، فسقط لوجهة، فنادى عمر : " دونكم الكلب ".
فأحاطوا به، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه، فضربه على الصخرة فكسره. فسيق إليه الزبير سوقاً عنيفاً، إلى أبي بكر، حتى بايع كرهاً.
وعاد إلى الباب واستأذن. فقالت فاطمة : عليك بالله إن كنت تؤمن بالله أن تدخل علي بيتي، فإني حاسرة. فلم يلتفت إلى مقالها، وهجم.
فصاحت : " يا أبه . ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر.
وتبعه أعوانه، فطالب أمير المؤمنين (ع) بالخروج، فلم يمتنع عليه، لما تقدم من وصية رسول الله، وضن بالمسلمين عن الفتنة.
… وخرج معهم، وخرجت الطاهرة في إثره، وهي تقول لزفر : يا ابن السوداء، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله.
قال : ولم تبق من بني هاشم إمرأة إلا خرجت معها. فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك، فقام قائماً، وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله ؟! فقالت : أخرجتني أنت، وهذا ابن السوداء معك " (جعفر مرتضى العاملي . مأساة الزهراء (شبهات وردود) . بيروت 1997 . دار السيرة . ج 2 ص 176، 177 ).
السؤال الرابع :
ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم» . ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً» . فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم!
فيكون قاتلا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!
ما ذكره الكليني في الكافي لا يعبر عن رأيه وإنما هي مروية قد تكون صادقة أو كاذبة، والشيخ الكليني ذاته أشار في مقدمة كتاب الكافي إلا أنه لا يعتقد بصدق كل المرويات في كتابه، وإذا كان مجرد إيراد مروية في كتاب أحاديث يمثل عقيدة المؤلف فإن المرويات التي رواها الشيخ البخاري في الصحيح عن نقصان بعض الآيات القرآنية تكون ملزمة له بكل تأكيد .
كما أن رؤية الشيخ الكليني بأنه لم يكن إمام إلا مات مسموماً أو مقتولاً لا تمثل سوى رأيه حيث خالفها الشيخ المفيد وغيره من العلماء الأصوليون الذين أشاروا إلى أن الأئمة الذين تعرضوا للقتل والسم هم الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام الكاظم والإمام الرضا عليهم السلام وتوجد شكوك حول وفاة الإمام الجواد كذلك، أما الباقين من المعصومين فالمرويات حول وفاتهم متضاربة وربما تكون هناك شبهة بالفعل في تعرضهم للسم من قبل السلطة لكنها ليست ثابتة .
إن علم الإمام بموته ليس ضروريا أن يكون بشكل تفصيلي فالمروية – رغم عدم اعتقادي بصحة كلا المرويتين بناء على رفض الشيخ المفيد لهما – تشير إلى معرفة زمن الموت وليس كيفيته ولا من يقوم به سواء المرض أو بتدخل بشري من السلطة الحاكمة ، ولا يوجد هنا تناقض بينهما حيث أن معرفة وقت الموت لا علاقة له بمعرفة الكيفية .
السؤال الخامس :
عندما تولى علي رضي الله عنه لم نجده خالف الخلفاء الراشدين قبله؛ فلم يخرج للناس قرآناً غير الذي عندهم، ولم ينكر على أحد منهم شيئاً، بل تواتر قوله على المنبر : " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ولم يشرع المتعة، ولم يرد فدك، ولم يوجب المتعة في الحج على الناس، ولا عمم قول «حي على خير العمل» في الأذان، ولا حذف «الصلاة خير من النوم». فلو كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما كافرين، قد غصبا الخلافة منه ـ كما تزعمون ـ فلماذا لم يبين ذلك، والسُلطة كانت بيده؟! بل نجده عكس ذلك، امتدحهما وأثنى عليهما. فليسعكم ما وسعه، أو يلزمكم أن تقولوا بأنه خان الأمة ولم يبين لهم الأمر. وحاشاه من ذلك.
هذا التساؤل يسعى لفرض ما يذكره السنة كحقائق تاريخية، وهي ربما تكون كذلك بالنسبة للسائل لكنها ليست حقيقية بالنسبة لنا كشيعة لأن لدينا مرويات مختلفة وتشير لأوضاع أخرى خالف فيها الإمام علي عليه السلام ما قام به السابقين عليه .
بالنسبة لما ذكره السائل فقد أشار الإمام علي عليه السلام إلى سعيه لتغيير بعض ما أضافه عمر بن الخطاب على الدين الإسلامي وقد جوبه فعلاً بمقاومة ممن استفادوا من عهد عمر بن الخطاب وهم مجموعة كبيرة من القراء التي شكلت فيما بعد طائفة الخوارج : " تذكر المرويات أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد : أن ارفعوا إليَّ كلَّ من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء وأُرسلهم في الآفاق يعلمون الناس فكتب إليه الأشعري انّه بلغ من قبلي من حمل القرآن ثلاثمائة وبضع رجال "، كما ذكر البخاري أن القراء كانوا هم أصحاب
مجلس عمر بن الخطاب سواء كانوا كهولاً أو شباباً (مرتضى العسكري – القرآن في روايات المدرستين – نسخة كومبيوترية – ج 2 من أخبار القراء في عهد عمر، وأخبار الكتاب والسنة على عهد الخليفة القرشي عمر)، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له : " قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل
وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (ع) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة (عليها السلام) و رددت صاع رسول صلى الله عليه وآله كما كان، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله صلى الله عليه وآله لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها، ونزعت نساء*ا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن
واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام، وسبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قسم من أرض خيبر، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ما كان عليه، وسددت ما فتح فيه من الأبواب،
وفتحت ما سد منه، وحرمت المسح على الخفين، وحددت على النبيذ وأمرت بإحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخرجه، وأدخلت من اخرج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة،
وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشائعها ومواضعها، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل
الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الامة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار " (الشيخ الكليني . روضة الكافي . نسخة كومبيوترية موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com) . ص 58 – 63)، وفي هذا النص يشير الإمام علي عليه السلام إلى المستفيدين من العهد العمري والذي حاولوا الإبقاء على مظاهره وما حمله من امتيازات لهم إلى درجة أنهم حاولوا الانقلاب عليه في خضم صراعه مع معاوية بن أبي سفيان عندما حاول مخالفتها، لكن هذا لا يعني أن الإمام علي عليه السلام لم قد استسلم لهذا الأمر الواقع فمن المعروف أن الخلفاء السابقين على الإمام منعوا من تدوين السنة في حين قام الإمام بالحض على تدوينها، كما قام بالعودة إلى تطبيق سنة النبي ص في العطاء والتسوية بين الأغنياء والفقراء بغض النظر عن تاريخهم مع الإسلام .
السؤال السادس :
هل سجد الرسول صلى الله عليه وسلم على التربة الحسينية التي يسجد عليها الشيعة؟!
إن قالوا: نعم، قلنا: هذا كذب ورب الكعبة. وإن قالوا: لم يسجد، قلنا: إذا كان كذلك، فهل أنتم أهدى من الرسول صلى الله عليه وسلم سبيلا؟ مع العلم أن مروياتهم تذكر أن جبريل أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحفنة من تراب كربلاء.
لابد من توضيح أننا لا نهتم لا بتأييدك لمروياتنا أو تأييد السنة بأي حال، وسنعتقد بصحة ما نراه صحيحاً بغض النظر عن قبول السنة له أو عدم قبولهم .
من ناحية أخرى فإن القاعدة الأساسية في الفقه الشيعي هي السجود على التراب ومشتقاته كالحصير مثلاً بغض النظر عن كونه من كربلاء أو غيرها، وما سجد عليه النبي (ص) هو التراب، كما يقول ص : ( جعلت لي الارض مسجداً وطهوراً) وقد روي هذا الحديث في المصادر السنية والشيعية التالية :
1ـ صحيح البخاري 1 / 149 ح2 ، 1 / 190 ح98 .
2 ـ صحيح مسلم 2 / 63 .
3 ـ سنن الترمذي 2 / 131 ح 317 .
4 ـ سنن النسائي 2 / 56 .
5 ـ سنن ابي داود 1 / 129 ح489 .
6 ـ مسند احمد 2 / 240 ، 250 .
وعند الشيعة في :
1 ـ الكافي / الكليني ج2 كتاب الايمان ـ باب الشرايع ح1 ص17 .
2 ـ من لا يحضره الفقيه / الصدوق 1 / 231 .
أما سجود الشيعة الآن على تراب كربلاء فهو ناتج عن تعظيمهم لهذه المدينة ولحائر الإمام الحسين عليه السلام
السؤال السابع :
يدعي الشيعة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا بعد موته صلى الله عليه وسلم، وانقلبوا عليه.
والسؤال: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قبل موته ـ «شيعة اثني عشريّة»، ثم انقلبوا بعد موته صلى الله عليه وسلم إلى «أهل سنّة»؟
أم أنهم كانوا ـ قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ـ «أهل سنّة»، ثم «انقلبوا شيعة اثني عشريّة»؟
لأن الانقلاب انتقالٌ من حالٍ إلى حال..؟!! .
لم يكن هناك لا أهل سنة ولا شيعة إثنى عشرية في عهد النبي ص، فالتفرق الطائفي هو ناتج عن خلافات تمت عقب وفاته ص ، كما أن التوصيف بكوننا إثنى عشرية يعني أننا المتتبعين لما نقله الأئمة
الإثنى عشر عليهم السلام عن النبي (ص) في حين أن وصف أهل السنة نشأ أساساً في العهد العباسي لوصف المالكية والحنابلة في مواجهة أهل الرأي الحنفيين وأهل الاعتزال بالعراق وبالتالي فكل من الأحناف والشافعية من لم يكونوا من أهل السنة كما هو معروف الآن أي أنه وصف لم يكن يحمل دلالة على طائفة محددة .
والخلاصة أن التسميات والتوصيفات المستخدمة حالياً نشأت كتعبير عن حالة الخلاف التي نشبت بعد النبي (ص) في التعامل مع النصوص الواردة عنه، أما قبل وفاته فلم يكن يوجد سوى وصف المسلمون كون صاحب الرسالة على قيد الحياة ومن غير الممكن مخالفته أصلاً ، وأعتقد أن هذا بديهي للغاية .
السؤال الثامن :
من المعلوم أن الحسن رضي الله عنه هو ابن علي، وأمه فاطمة رضي الله عنهما، وهو من أهل الكساء عند الشيعة ، ومن الأئمة المعصومين، شأنه في ذلك شأن أخيه الحسين رضي الله عنه، فلماذا انقطعت الإمامة عن أولاده واستمرت في أولاد الحسين؟!! فأبوهما واحد وأمهما واحدة وكلاهما سيدان، ويزيد الحسن على الحسين بواحدة هي أنه قبله وأكبر منه سناً وهو بكر أبيه؟ هل من جواب مقنع؟! .
يجب الإشارة في البداية إلى أن حديث الكساء ليس خاصاً بالشيعة بل هو مروي بطرق متعددة وصحيحة لدى السنة كذلك، لكن هذا ليس موضوع السؤال .
أعتقد أنه من المفهوم عند الشيعة أن الرسول ص قد أشار إلى الأئمة الإثنى عشر عليهم السلام بأوصافهم، كما أشار إلى أن الإمامة في نسل الحسين وهذا لا علاقة له بمن هو الأفضل الحسن أو الحسين فهذه المفاضلة لا قيمة لها إطلاقاً، ومن الثابت أن الحسين من أصحاب الكساء وبالتالي فقد خلف شقيقه الإمام الحسن في الإمامة، وعقب استشهاده لم يدعي أي من أبناء الحسن الإمامة إطلاقاً لإدراكهم أنها ليست اختيارية وإنما تقوم على النص الإلهي والتبليغ النبوي، فكون الإمامة في سلالة الحسين وليس الحسن أو في سلالة الكاظم وليس إسماعيل لا يقوم على اختيار من الشيعة لأنها تعتمد بالأساس على النص .
السؤال التاسع :
لقد أجمع أهل السنة والجماعة، والشيعة بجميع فرقهم على أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه شجاع لايشق له غبار، وأنه لايخاف في الله لومة لائم.
وهذه الشجاعة لم تنقطع لحظة واحدة من بداية حياته حتى قتل على يد ابن ملجم. والشيعة كما هو معلوم يعلنون أن علي بن أبي طالب هو الوصي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل.
فهل توقفت شجاعة علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه؟!
ثم بايع بعده مباشرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟!
ثم بايع بعده مباشرة ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه؟!
فهل عجز رضي الله عنه ـ وحاشاه من ذلك ـ أن يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في خلافة أحد الثلاثة ويعلنها مدوية بأن الخلافة قد اغتصبت منه؟! وأنه هو الأحق بها لأنه الوصي؟!
لماذا لم يفعل هذا ويطالب بحقه وهو من هو شجاعة وإقدامًا؟! ومعه كثير من الناصرين المحبين؟!
لقد سبق وأشرت إلى الأسباب التي دعت الإمام لبيعة أبي بكر وعمر بن الخطاب، إلا أن الإمام وأتباعه من الصحابة كانت لهم نشاطات تسعى للتأكيد على أحقية الإمام علي بن أبي طالب ع في شغل موقع النبي ص، وقد نقلت المرويات محادثة بين ابن عباس وعمر بن الخطاب أشار فيها الخليفة بضيق إلى نشاطات الإمام علي ع في
إثبات حقوقه " كيف خلفت ابن عمك ، قال : فظننته يعني عبد الله بن جعفر ، قال : فقلت : خلفته مع أترابه ، قال : لم اعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت ، قال : قلت : خلفته يمتح بالغرب وهو يقرأ القرآن . قال : يا عبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ قال : قلت : نعم .
قال : أيزعم ان رسول الله نص عليه ؟ قال ابن عباس : قلت : وأزيدك سألت ابي عما يدعي ـ من نص رسول الله عليه بالخلافة ـ فقال :
صدق ، فقال عمر : كان من رسول الله في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعته من ذلك »، كما حدثت مواجهة طويلة بين الإمام علي ع والصحابة أثناء المشاورات التي سبقت تولية عثمان بن عفان الخلافة نقلتها المصادر السنية والشيعية : " عن زافر عن
رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذا أسمع وأطيع، إن
عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي كلنا فيه شرع سواء وايم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا
المشرك رد خصلة منها لفعلت، ثم قال: نشدتكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا، ثم قال: نشدتكم الله أيها النفر جميعا أفيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء؟ قالوا: اللهم لا، ثم قال:
أفيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين الموشى بالجوهر يطير بهما في الجنة حيث شاء؟ قالوا: اللهم لا، قال: فهل أحد له سبط مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم مني؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان أعظم غنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قال: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أكان أحد مطهرا في كتاب الله غيري حين سد النبي صلى الله عليه وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام
إليه عماه حمزة والعباس فقالا: يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء غيري حين قال: [ وآت ذا القربى حقه ] قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد ناجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنى عشرة مرة غيري حين قال الله تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ] قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد تولى غمض رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟
قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد آخر عهده برسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: اللهم لا " (المتقي الهندي . كنزل العمال . نسخة كومبيوترية www.al-eman.com (http://www.al-eman.com) . باب الإمارة) ومن العدل الإشارة إلى أن المتقي الهندي حاول التشكيك في المروية رغم أن لها أسانيد أخرى رواها الحاكم في المستدرك .
1 - السؤال الأول :
يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم، ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم «شقيقة الحسن والحسين» من عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر :
الأول: أن عليًّا رضي الله عنه غير معصوم؛ لأنه زوج ابنته من كافر!، وهذا ما يناقض أساسات المذهب، بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.
والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ! قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته. وهذان جوابان محيّران.
في البداية لم يقم الزميل بإثبات أن الإمام علي بن أبي طالب قام بتزويج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب وهو بالتأكيد يدرك أن كثير من الشيعة ينكرون أصلاً صحة هذا الزواج من الناحية التاريخية، لكن على فرض إتمام هذا الزواج بالفعل، فإنني أتساءل حول الأشعث بن قيس الكندي وهو بالمناسبة زوج أم فروة أخت الخليفة الأول أبو بكر والذي وصفه بالحية عند وفاته نادماً على أنه لم يقتله، وقت كان موقف
الأشعث من الإمام علي بن أبي طالب سلبياً كذلك من منطلق طموحه في الاستقلال عن الدولة المركزية في المدينة ، ومع ذلك فقد تزوج الإمام الحسن بن علي من ابنته كما زوجه أبو بكر أخته، فما هي القاعدة التي تمت بها هذه الزيجات والمصاهرات بين زعامات متناقضة الاتجاهات والمصالح ؟
إن فكرة الزواج في الأوساط العربية لم تكن تقوم إلا على
1 - إيجاد تحالفات قبلية عبر زواج مشترك بين عشيرتين أو قبيلتين، و 2 - الاعتماد على القرابة في النسب عند الزواج مع وجود خلافات في السياسة، وهنا فإن من الواضح أن المصاهرة بين أبي بكر والأشعث لم تؤد لأي تهدئة على المستوى السياسي كما أنها لم تؤد كذلك للتهدئة بينه وبين الإمام علي ، لكن الوضع الشريف للإمام الحسن كان كافياً بالنسبة للأشعث كما أن الوضع القبلي والسياسي لكل من الأشعث والخليفة الأول كانا كافيين للاتفاق حول زواجه من أم فروة .
هذا المثل الواضح ربما يشير إلى أن زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم - رغم أنني أعتقد بعدم حدوثه أصلاً - لم يكن في إطار التعامل الودي بين الطرفين أو عن رضا من الإمام عل عن الأسلوب الذي يدير به الخليفة الثاني الدولة وإنما هو زواج قرشي بقرشية، بالضبط بنفس الصيغة التي قبل بها النبي (ص) زواج ابنتيه من ابني أبي لهب رغم تحفظاته على سلوكياتهما وحتى سلوكيات والدهما التي لم تكن لتتفق ابداً من سلوكياته حتى قبل النبوة .
2 - السؤال الثاني :
يزعم الشيعة أن أبابكر وعمر رضي الله عنهم كانا كافرين، ثم نجد أن عليًا رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم عند الشيعة قد رضي بخلافتهما وبايعهما الواحد تلو الآخر ولم يخرج عليهما، وهذا يلزم منه أن عليًا غير معصوم، حيث أنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالـمَيْن إقراراً منه لهما، وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه، وهذا لا يقع من معصومٍ قط، أو أن فعله هو عين الصواب!! لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان، فيكون الشيعة قد خالفوا إمامهم في تكفيرهما وسبهما ولعنهما وعدم الرضى بخلافتهما! فنقع في حيرة من أمرنا: إما أن نسلك سبيل أبي الحسن رضوان الله عليه أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!
إن الكلام بهذه الصيغة المطلقة التي لا تسعى لإلقاء الضوء على خلفيات هذه الحوادث التاريخية لا يمكن اعتباره تساؤلاً علمياً بأي حال، في البداية فإن إشارة بعض الشيعة للمخالفات التي قام بها الخلفاء السابقين على الإمام علي لم تتضمن تكفيرهما بشكل حقيقي فهما بالنسبة للشيعة ينتميان ولو مظهرياً إلى الدين الإسلامي كونهما لم ينكرا بشكل ظاهري معظم الأساسيات الأولية للدين كالتوحيد والنبوة والمعاد، وهي الأساسيات التي يخرج منكرها بشكل تكذيبي للنبي (ص) من الإيمان الإسلامي ، فالشيعة تعتبر الخلفاء السابقين على الإمام ع معادين للوصية النبوية بكل تأكيد وربما يعد هذا كفراً ضمنياً يعاقب عليه الله تعالى لكن مرتكبه يعامل معاملة المسلم ولو بشكل ظاهري كونه ينطق الشهادتين على كل حال .
وهنا لا يشير الزميل واضع السؤال إلى حقيقة أن الإمام علي لم يبايع الخلفية الأول إلا بعد 6 أشهر وهي في الواقع ليست بيعة حقيقية بقدر ما هي تهدئة بين الحزبين بناء على مستجدات حروب الردة والتي قامت بناء على محاولات استقلال بعض زعامات القبائل بشئونهم السياسية وهو اتجاه مرفوض كذلك لدى الإمام بسبب تداعياته السلبية على الدين الإسلامي الذي سيتحول بمرور الوقت إلى دين شبيه بالأوضاع الوثنية السابقة، وهنا فإن مسالمة السلطة الجديدة في المدينة كان الأقرب من هزيمتها بما يؤدي لانتصار الاتجاه السائد لدى القبائل الأخرى .
أما بيعة الإمام علي للخليفة الثاني فقد ارتبطت بظروف أخرى مختلفة، فقد تمكن الخليفة الأول خلال الفترة القصيرة من خلافته من الحصول على تأييد بعض الاتجاهات القبلية السائدة في تلك الفترة كأبي سفيان بن حرب الذي بدأ كمعادي لتولي أبي بكر للخلافة ثم تحول موقفه بعد أن تنازل له أبي بكر عن ما جمعه من بعض القبائل :
" قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز و ذكر الراوي و هو جعفر بن سليمان أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواة فلما قدم المدينة قال إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم قال فكلم عمر أبا بكر فقال إن أبا سفيان قد قدم و أنا لا نأمن شره فدع له ما في يده فتركه فرضي
" (ابن أبي الحديد – شرح نهج البلاغة – نسخة كومبيوترية – موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com) جـ 2 صـ 44)، كما تغير موقف الزبير بن العوام بعد أن منحه أبو بكر بعض الأراضي الزراعية ، كما منحه عمر بن الخطاب فيما بعد منطقة العقيق بكاملها (البلاذري – فتوح البلدان – نسخة كومبيوترية موقع www.al-eman.com (http://www.al-eman.com) – جـ 1 صـ 2 ، 3)، من ناحية أخرى فإن الجيوش الإسلامية كانت في مواجهات متعددة بالعراق
والشام ضد كل من الفرس والروم ولم يكن الإمام علي سيحصل على أي تأييد شعبي لو خالف وصية الخليفة في أثناء هذه المواجهات التي تفترض ما يشبه حالة الطوارئ وبالتالي فإن أي مخالفة كانت ستفسر من قبل السلطة أنها خيانة لنشر الدعوة في المناطق المشركة، وما يدعم هذه الفكرة أن الكثيرين كانوا مستفيدين من هذه المعارك التي هدفت في الأساس إلى الاستيلاء على طرق التجارة الرئيسية وتأمين إقتصاديات الدولة الجديدة، وفي نفس الوقت استغلال الجيوش الخاصة بالقبائل المتمردة في معارك تستنزف
قوتها العسكرية
السؤال الثالث :
يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟!
ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!
لا يتفق الشيعة بشكل موحد حول ما حدث للسيدة فاطمة عليها السلام، إلا أن القدر المتفق عليه بين الشيعة أن الخليفة الثاني سعى لإحراق بيتها، وهو ما ذكره رواه من غير الشيعة كذلك بما يؤكد مصداقيته خاصة أن هؤلاء الرواة كانوا ينظرون بقدسية إلى
الشخصيات المتهمة وعلى رأسهم الخليفة الثاني، وقد سبق أن ناقشت هذه القضية في ردي على أحمد الكاتب وهو منشور بهذا المنتدى لو أردت الرجوع إليه ، وبإختصار فأنا أعتقد أن الخليفة الثاني لم يتمكن من الاعتداء الجسدي على السيدة الزهراء عليها السلام لكن مجرد محاولته تشير إلى وجود نية الفعل ولا يمكن تبريرها، وأعتقد أن هذه المروية تشير بشكل واضح لما حدث : خرج عمر في نحو ستين رجلاً، فاستأذن الدخول عليهم، فلم يؤذن له، فشغب،
وأجلب . فخرج إليه الزبير مصلتاً سيفاً، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته، وتبعه الزبير، فعثر بصخرة في طريقة، فسقط لوجهة، فنادى عمر : " دونكم الكلب ".
فأحاطوا به، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه، فضربه على الصخرة فكسره. فسيق إليه الزبير سوقاً عنيفاً، إلى أبي بكر، حتى بايع كرهاً.
وعاد إلى الباب واستأذن. فقالت فاطمة : عليك بالله إن كنت تؤمن بالله أن تدخل علي بيتي، فإني حاسرة. فلم يلتفت إلى مقالها، وهجم.
فصاحت : " يا أبه . ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر.
وتبعه أعوانه، فطالب أمير المؤمنين (ع) بالخروج، فلم يمتنع عليه، لما تقدم من وصية رسول الله، وضن بالمسلمين عن الفتنة.
… وخرج معهم، وخرجت الطاهرة في إثره، وهي تقول لزفر : يا ابن السوداء، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله.
قال : ولم تبق من بني هاشم إمرأة إلا خرجت معها. فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك، فقام قائماً، وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله ؟! فقالت : أخرجتني أنت، وهذا ابن السوداء معك " (جعفر مرتضى العاملي . مأساة الزهراء (شبهات وردود) . بيروت 1997 . دار السيرة . ج 2 ص 176، 177 ).
السؤال الرابع :
ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم» . ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً» . فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم!
فيكون قاتلا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!
ما ذكره الكليني في الكافي لا يعبر عن رأيه وإنما هي مروية قد تكون صادقة أو كاذبة، والشيخ الكليني ذاته أشار في مقدمة كتاب الكافي إلا أنه لا يعتقد بصدق كل المرويات في كتابه، وإذا كان مجرد إيراد مروية في كتاب أحاديث يمثل عقيدة المؤلف فإن المرويات التي رواها الشيخ البخاري في الصحيح عن نقصان بعض الآيات القرآنية تكون ملزمة له بكل تأكيد .
كما أن رؤية الشيخ الكليني بأنه لم يكن إمام إلا مات مسموماً أو مقتولاً لا تمثل سوى رأيه حيث خالفها الشيخ المفيد وغيره من العلماء الأصوليون الذين أشاروا إلى أن الأئمة الذين تعرضوا للقتل والسم هم الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام الكاظم والإمام الرضا عليهم السلام وتوجد شكوك حول وفاة الإمام الجواد كذلك، أما الباقين من المعصومين فالمرويات حول وفاتهم متضاربة وربما تكون هناك شبهة بالفعل في تعرضهم للسم من قبل السلطة لكنها ليست ثابتة .
إن علم الإمام بموته ليس ضروريا أن يكون بشكل تفصيلي فالمروية – رغم عدم اعتقادي بصحة كلا المرويتين بناء على رفض الشيخ المفيد لهما – تشير إلى معرفة زمن الموت وليس كيفيته ولا من يقوم به سواء المرض أو بتدخل بشري من السلطة الحاكمة ، ولا يوجد هنا تناقض بينهما حيث أن معرفة وقت الموت لا علاقة له بمعرفة الكيفية .
السؤال الخامس :
عندما تولى علي رضي الله عنه لم نجده خالف الخلفاء الراشدين قبله؛ فلم يخرج للناس قرآناً غير الذي عندهم، ولم ينكر على أحد منهم شيئاً، بل تواتر قوله على المنبر : " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ولم يشرع المتعة، ولم يرد فدك، ولم يوجب المتعة في الحج على الناس، ولا عمم قول «حي على خير العمل» في الأذان، ولا حذف «الصلاة خير من النوم». فلو كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما كافرين، قد غصبا الخلافة منه ـ كما تزعمون ـ فلماذا لم يبين ذلك، والسُلطة كانت بيده؟! بل نجده عكس ذلك، امتدحهما وأثنى عليهما. فليسعكم ما وسعه، أو يلزمكم أن تقولوا بأنه خان الأمة ولم يبين لهم الأمر. وحاشاه من ذلك.
هذا التساؤل يسعى لفرض ما يذكره السنة كحقائق تاريخية، وهي ربما تكون كذلك بالنسبة للسائل لكنها ليست حقيقية بالنسبة لنا كشيعة لأن لدينا مرويات مختلفة وتشير لأوضاع أخرى خالف فيها الإمام علي عليه السلام ما قام به السابقين عليه .
بالنسبة لما ذكره السائل فقد أشار الإمام علي عليه السلام إلى سعيه لتغيير بعض ما أضافه عمر بن الخطاب على الدين الإسلامي وقد جوبه فعلاً بمقاومة ممن استفادوا من عهد عمر بن الخطاب وهم مجموعة كبيرة من القراء التي شكلت فيما بعد طائفة الخوارج : " تذكر المرويات أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد : أن ارفعوا إليَّ كلَّ من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء وأُرسلهم في الآفاق يعلمون الناس فكتب إليه الأشعري انّه بلغ من قبلي من حمل القرآن ثلاثمائة وبضع رجال "، كما ذكر البخاري أن القراء كانوا هم أصحاب
مجلس عمر بن الخطاب سواء كانوا كهولاً أو شباباً (مرتضى العسكري – القرآن في روايات المدرستين – نسخة كومبيوترية – ج 2 من أخبار القراء في عهد عمر، وأخبار الكتاب والسنة على عهد الخليفة القرشي عمر)، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له : " قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل
وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (ع) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة (عليها السلام) و رددت صاع رسول صلى الله عليه وآله كما كان، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله صلى الله عليه وآله لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها، ونزعت نساء*ا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن
واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام، وسبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قسم من أرض خيبر، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ما كان عليه، وسددت ما فتح فيه من الأبواب،
وفتحت ما سد منه، وحرمت المسح على الخفين، وحددت على النبيذ وأمرت بإحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخرجه، وأدخلت من اخرج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة،
وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشائعها ومواضعها، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل
الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الامة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار " (الشيخ الكليني . روضة الكافي . نسخة كومبيوترية موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com) . ص 58 – 63)، وفي هذا النص يشير الإمام علي عليه السلام إلى المستفيدين من العهد العمري والذي حاولوا الإبقاء على مظاهره وما حمله من امتيازات لهم إلى درجة أنهم حاولوا الانقلاب عليه في خضم صراعه مع معاوية بن أبي سفيان عندما حاول مخالفتها، لكن هذا لا يعني أن الإمام علي عليه السلام لم قد استسلم لهذا الأمر الواقع فمن المعروف أن الخلفاء السابقين على الإمام منعوا من تدوين السنة في حين قام الإمام بالحض على تدوينها، كما قام بالعودة إلى تطبيق سنة النبي ص في العطاء والتسوية بين الأغنياء والفقراء بغض النظر عن تاريخهم مع الإسلام .
السؤال السادس :
هل سجد الرسول صلى الله عليه وسلم على التربة الحسينية التي يسجد عليها الشيعة؟!
إن قالوا: نعم، قلنا: هذا كذب ورب الكعبة. وإن قالوا: لم يسجد، قلنا: إذا كان كذلك، فهل أنتم أهدى من الرسول صلى الله عليه وسلم سبيلا؟ مع العلم أن مروياتهم تذكر أن جبريل أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحفنة من تراب كربلاء.
لابد من توضيح أننا لا نهتم لا بتأييدك لمروياتنا أو تأييد السنة بأي حال، وسنعتقد بصحة ما نراه صحيحاً بغض النظر عن قبول السنة له أو عدم قبولهم .
من ناحية أخرى فإن القاعدة الأساسية في الفقه الشيعي هي السجود على التراب ومشتقاته كالحصير مثلاً بغض النظر عن كونه من كربلاء أو غيرها، وما سجد عليه النبي (ص) هو التراب، كما يقول ص : ( جعلت لي الارض مسجداً وطهوراً) وقد روي هذا الحديث في المصادر السنية والشيعية التالية :
1ـ صحيح البخاري 1 / 149 ح2 ، 1 / 190 ح98 .
2 ـ صحيح مسلم 2 / 63 .
3 ـ سنن الترمذي 2 / 131 ح 317 .
4 ـ سنن النسائي 2 / 56 .
5 ـ سنن ابي داود 1 / 129 ح489 .
6 ـ مسند احمد 2 / 240 ، 250 .
وعند الشيعة في :
1 ـ الكافي / الكليني ج2 كتاب الايمان ـ باب الشرايع ح1 ص17 .
2 ـ من لا يحضره الفقيه / الصدوق 1 / 231 .
أما سجود الشيعة الآن على تراب كربلاء فهو ناتج عن تعظيمهم لهذه المدينة ولحائر الإمام الحسين عليه السلام
السؤال السابع :
يدعي الشيعة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا بعد موته صلى الله عليه وسلم، وانقلبوا عليه.
والسؤال: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قبل موته ـ «شيعة اثني عشريّة»، ثم انقلبوا بعد موته صلى الله عليه وسلم إلى «أهل سنّة»؟
أم أنهم كانوا ـ قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ـ «أهل سنّة»، ثم «انقلبوا شيعة اثني عشريّة»؟
لأن الانقلاب انتقالٌ من حالٍ إلى حال..؟!! .
لم يكن هناك لا أهل سنة ولا شيعة إثنى عشرية في عهد النبي ص، فالتفرق الطائفي هو ناتج عن خلافات تمت عقب وفاته ص ، كما أن التوصيف بكوننا إثنى عشرية يعني أننا المتتبعين لما نقله الأئمة
الإثنى عشر عليهم السلام عن النبي (ص) في حين أن وصف أهل السنة نشأ أساساً في العهد العباسي لوصف المالكية والحنابلة في مواجهة أهل الرأي الحنفيين وأهل الاعتزال بالعراق وبالتالي فكل من الأحناف والشافعية من لم يكونوا من أهل السنة كما هو معروف الآن أي أنه وصف لم يكن يحمل دلالة على طائفة محددة .
والخلاصة أن التسميات والتوصيفات المستخدمة حالياً نشأت كتعبير عن حالة الخلاف التي نشبت بعد النبي (ص) في التعامل مع النصوص الواردة عنه، أما قبل وفاته فلم يكن يوجد سوى وصف المسلمون كون صاحب الرسالة على قيد الحياة ومن غير الممكن مخالفته أصلاً ، وأعتقد أن هذا بديهي للغاية .
السؤال الثامن :
من المعلوم أن الحسن رضي الله عنه هو ابن علي، وأمه فاطمة رضي الله عنهما، وهو من أهل الكساء عند الشيعة ، ومن الأئمة المعصومين، شأنه في ذلك شأن أخيه الحسين رضي الله عنه، فلماذا انقطعت الإمامة عن أولاده واستمرت في أولاد الحسين؟!! فأبوهما واحد وأمهما واحدة وكلاهما سيدان، ويزيد الحسن على الحسين بواحدة هي أنه قبله وأكبر منه سناً وهو بكر أبيه؟ هل من جواب مقنع؟! .
يجب الإشارة في البداية إلى أن حديث الكساء ليس خاصاً بالشيعة بل هو مروي بطرق متعددة وصحيحة لدى السنة كذلك، لكن هذا ليس موضوع السؤال .
أعتقد أنه من المفهوم عند الشيعة أن الرسول ص قد أشار إلى الأئمة الإثنى عشر عليهم السلام بأوصافهم، كما أشار إلى أن الإمامة في نسل الحسين وهذا لا علاقة له بمن هو الأفضل الحسن أو الحسين فهذه المفاضلة لا قيمة لها إطلاقاً، ومن الثابت أن الحسين من أصحاب الكساء وبالتالي فقد خلف شقيقه الإمام الحسن في الإمامة، وعقب استشهاده لم يدعي أي من أبناء الحسن الإمامة إطلاقاً لإدراكهم أنها ليست اختيارية وإنما تقوم على النص الإلهي والتبليغ النبوي، فكون الإمامة في سلالة الحسين وليس الحسن أو في سلالة الكاظم وليس إسماعيل لا يقوم على اختيار من الشيعة لأنها تعتمد بالأساس على النص .
السؤال التاسع :
لقد أجمع أهل السنة والجماعة، والشيعة بجميع فرقهم على أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه شجاع لايشق له غبار، وأنه لايخاف في الله لومة لائم.
وهذه الشجاعة لم تنقطع لحظة واحدة من بداية حياته حتى قتل على يد ابن ملجم. والشيعة كما هو معلوم يعلنون أن علي بن أبي طالب هو الوصي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل.
فهل توقفت شجاعة علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه؟!
ثم بايع بعده مباشرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟!
ثم بايع بعده مباشرة ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه؟!
فهل عجز رضي الله عنه ـ وحاشاه من ذلك ـ أن يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في خلافة أحد الثلاثة ويعلنها مدوية بأن الخلافة قد اغتصبت منه؟! وأنه هو الأحق بها لأنه الوصي؟!
لماذا لم يفعل هذا ويطالب بحقه وهو من هو شجاعة وإقدامًا؟! ومعه كثير من الناصرين المحبين؟!
لقد سبق وأشرت إلى الأسباب التي دعت الإمام لبيعة أبي بكر وعمر بن الخطاب، إلا أن الإمام وأتباعه من الصحابة كانت لهم نشاطات تسعى للتأكيد على أحقية الإمام علي بن أبي طالب ع في شغل موقع النبي ص، وقد نقلت المرويات محادثة بين ابن عباس وعمر بن الخطاب أشار فيها الخليفة بضيق إلى نشاطات الإمام علي ع في
إثبات حقوقه " كيف خلفت ابن عمك ، قال : فظننته يعني عبد الله بن جعفر ، قال : فقلت : خلفته مع أترابه ، قال : لم اعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت ، قال : قلت : خلفته يمتح بالغرب وهو يقرأ القرآن . قال : يا عبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ قال : قلت : نعم .
قال : أيزعم ان رسول الله نص عليه ؟ قال ابن عباس : قلت : وأزيدك سألت ابي عما يدعي ـ من نص رسول الله عليه بالخلافة ـ فقال :
صدق ، فقال عمر : كان من رسول الله في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعته من ذلك »، كما حدثت مواجهة طويلة بين الإمام علي ع والصحابة أثناء المشاورات التي سبقت تولية عثمان بن عفان الخلافة نقلتها المصادر السنية والشيعية : " عن زافر عن
رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذا أسمع وأطيع، إن
عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي كلنا فيه شرع سواء وايم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا
المشرك رد خصلة منها لفعلت، ثم قال: نشدتكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا، ثم قال: نشدتكم الله أيها النفر جميعا أفيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء؟ قالوا: اللهم لا، ثم قال:
أفيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين الموشى بالجوهر يطير بهما في الجنة حيث شاء؟ قالوا: اللهم لا، قال: فهل أحد له سبط مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم مني؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان أعظم غنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قال: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أكان أحد مطهرا في كتاب الله غيري حين سد النبي صلى الله عليه وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام
إليه عماه حمزة والعباس فقالا: يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء غيري حين قال: [ وآت ذا القربى حقه ] قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد ناجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنى عشرة مرة غيري حين قال الله تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ] قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد تولى غمض رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟
قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد آخر عهده برسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: اللهم لا " (المتقي الهندي . كنزل العمال . نسخة كومبيوترية www.al-eman.com (http://www.al-eman.com) . باب الإمارة) ومن العدل الإشارة إلى أن المتقي الهندي حاول التشكيك في المروية رغم أن لها أسانيد أخرى رواها الحاكم في المستدرك .