المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفنّانة السويدية ريجينا مكويكي تروي قصة إسلامها



2005ليلى
08-13-2012, 02:17 PM
الجمعة, 10 أغسطس 2012


http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/e262b4d4c6900bbb1817b885cccba73e_M.jpg (http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/e262b4d4c6900bbb1817b885cccba73e_XL.jpg)



(حوار خاص) شفقنا- يعتبر الفنّان السويدي الشهير إيفان أغيلي Ivan Agueli المولود في 24 مايو – أيّار 1869 و المتوفّي في الأول من أكتوبر – تشرين الأوّل 1917 من أشهر الفنانين السويديين الذين تركوا بصمات عميقة وواضحة في المدرسة السويدية الفننية بكل منعرجاتها , و ما زال فنّ إيفان أغيلي مؤثرا على الأجيال السويدية الراهنة التي خلدّت ذكراه في متحف فني شهير يحوي لوحاته فقط في مدينة سالا السويدية , و قد أصبحت لهذا الفنان مدرسة فنية خاصة تعرف بإسم مدرسة إيفان أغيلي . ولم يكتف أغيلي بدراسة الفن في العديد من الدول الغربية بل درس الحضارة العربية و الإسلامية و درس القرآن على وجه التحديد و أسلم و صرح بذلك في وقتها , و قد خصص دارسوه فصول بكاملها عن إسلامها و ربطوا بين روحانية الفن و الإسلام الذي إنتهى إليه أغيلي , وتشاء الظروف أن تنهج فنانة سويدية شهيرة في السويد نهجه و تتألق في فنّ الرسم وتحصد جوائز كبيرة و منح من مؤسسات ثقافية سويدية لها وزنها في السويد , و إنتهت هي الأخرى إلى الإسلام و تلتزم به عقيدة و شريعة و تقرر إرتداء الحجاب و تواصل عرض لوحاتها الفنيّة في كبريات القاعات بحجابها الذي تشبثت به , بل إنها باتت تستلهم من الإسلام موضوعات للوحاتها التي لاقت شهرة واسعة في السويد و التي كانت ولا زالت محور حديث الصحافة الثقافية في السويد , إنها الفنانة و الأستاذة السويدية ريجينا مكويكي

Regina Mucwicki التي ستحدثنا عن رحلتها إلى الإسلام و إيمانها به عقيدة وشريعة ومسلكا في الحياة وعن إكتشافها للإسلام عن طريق الفنّ والتي باتت تعرف بعد إسلامها بإسم ريجينا حوّاء ..وقد تخرجّت حواء أو ريجينا من مدرسة الفنون العليا في العاصمة السويدية ستوكهولم , و ما زالت تواصل عملها كفنانة و تقيم معارض في أنحاء السويد , كما تعمل كأستاذة لمادة الفن والخياطة والتطريز الذي برعت فيه , و كثيرا ما تدوّن الآيات القرآنية على لوحاتها , من قبيل الله نور السموات والأرض وغير ذلك . و قد كان لنا معها هذا اللقاء عن تعرفها على الإسلام في مجتمع سويدي عرف عنه أنّه مجتمع المجون و الشهوات ..


كيف كانت رحلتك بإتجّاه الإسلام ؟

ولدت في سنة 1960 في منطقة ريفية تقع في جنوبي نورلاند في السويد , عائلتي تتألف من أبي وأمي و أختي الكبيرة , لقد كان أبي يعيش في بولونيا فهو بالأساس من أصل بولوني جاء إلى السويد في سنة 1948 أي بعد إنتهاء الحرب الكونية الثانية و إستيلاء الروس على بولونيا و سيطرة الشيوعيين على مقاليد الحكم هناك , وكان أبي يخططّ أن يكمل طريقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية , و قد رتبّ كل الأوراق الضرورية من إجازة عمل وغير ذلك بل حتى أنّه عثر على عمل هناك , غير أنّ القدر كان يريد لنا غير ذلك , فقد تعرفّ أبي على أمي السويدية و قررّ العيش في السويد و لجأ والدي إلى رعاية الخيول و أقام لذلك إصطبلا , و قد كانت هذه الأجواء الطبيعية التي عشتها في طفولتي بداية علاقتي بالفن .
طفولتي كانت سعيدة للغاية فقد عشت وسط أسرة كاثوليكية , وقد حاولت عائلتي عكس الأجواء الدينية الكاثوليكية عليّ و على تربيتي , و كانت عائلتي تضطّر إلى الإنتقال كل أحد إلى المدينة الكبيرة لزيارة الكنيسة , كان يوجد هناك مكان خاص بالراهبات عرف بأخوات إليزابيت , وهناك أيضا تعلمت أشياء كثيرة عن الإيمان باللّه , لكن لم يكن يدور في خاطري أن أصبح راهبة , فقد كان لدي ما يكفي من الإعتقاد باللّه .
كنت أحلم أن أصبح بيطريّة و لذلك درست المواد الطبيعية في الثانوية المتخصصّة في العلوم الطبيعية , و في المرحلة الثانوية بدأت ملكة الفنّ تسيطر عليّ , كما بدأت أطرح أسئلة موضوعوية حول الكنيسة و الوضع الكنسي , فالتثليث و كون القسّ هو الواسطة بين اللّه والبشر لم تكن تروق لي أبدا . وعندها بدأ أفقد حماسي بالكنسية .

و كيف إكتشفت الإسلام إذن ؟

لقد إكتشفت الإسلام من خلال الفنّ , نعم من خلال الفنّ .

تماما كالفنان السويدي الشهير إيفان أغيلي !

صحيح إيفان ذو الشهرة العالمية قاده الفن إلى معرفة الله و التوحيد .

نترك أغيلي و نعود إلى رجينا التي أصبحت تدعى بعد إسلامها حواء ؟
نعم , لقد بدأ إهتمامي بالفن باكرا , عندما كان عمري 5 سنوات , و قد إنضممت في ذلك الوقت إلى مشروع فني في منطقتنا السويدية همسوندا , و كان هذا المشروع الفني على علاقة بمنطقة مصرية في الصعيد و ظروف حياتها , و طبعا سكان هذه المنطقة كانوا من المسلمين , وقد سمحت لي هذه الدورات الدراسية الفنية بمعرفة تفاصيل عن سكان مصر , و تحقق حلمي عندما بلغت سن 15 سنة حيث قمنا بزيارة إلى مصر , و تعرفنا عن قرب على كل المعالم الفنية و الأثرية المصرية و قمنا برحلة على إمتداد نهر النيل , وطبعا لم تكن الآثار وحدها التي تشدني والتي ربما كانت مرتبطة بتاريخ ما قبل الإسلام , بل كان يشدني مناظر المساجد وعظمتها و الخطوط العربية التي تزين أسقف المساجد والجدارن .
كل ذلك أثرّ عليّ و حملني على ضرورة معرفة الدين الإسلامي , و عندما كنت في الأقصر إشتريت قلادة فضيّة كتب عليها : بإسم الله الرحمان الرحيم . وكانت هذه البسملة مكتوبة بخطّ متألق ورائع و ظللت أحمل هذه القلادة على إمتداد رحلتي من الأقصر وإلى القاهرة . وأثناءها قال لي الدليل السياحي : لا يمكنك أن تحملي هذه القلادة التي عليها البسملة , فأنت لست مسلمة , فرددت عليه تلقائيا وعفويا : بلى أنا مسلمة و قلبي مسلم , ولا حقا قرأت القرآن في نسخته السويدية و قد قرأته من أوله إلى آخره وكان ذلك طريقي الحقيقي إلى الإسلام الذي أعلنت عنه في وقت لاحق .

وهل زعزع يقينك هذا تصرفات بعض المسلمين السلبية في الغرب مثلا ؟
كلاّ و ألف كلا ّ , فكل إنسان مسؤول عن تصرفاته , و لا تزر وازرة وزر أخرى وكل يحاسب بمفرده يوم القيّامة , و واجبي أن أتبع تعاليم الإسلام و ما أراده الخالق جلّ في علاه مني , نعم يحزنني جدا أن يخالف بعض المسلمين إسلامهم , و تحديدا الشباب الذين لا يبالون بدينهم و سبب حزني عليهم هو أنهّم سيخسرون آخرتهم .
وبالنسبة إليّ عندما كنت مسلمة جديدة الكل أراد أن يعلمني و يرشدني وكان عليّ أن أفرق بين ما هو دين , و ما هو عادات , وماهو تقاليد , و ما هو ثقافة , و قد نصحني أحدهم بقوله : عودي إلى المصدر دائما , و أبحثي في تفاصيل كل شيئ .
وكان علي أن أنمعنى في أحكام القرآن و السنة النبوية حتى لا أقع في الخطأ و حتى أتلافى الخلط بين الأمور ....

كيف ترين مستقبل الإسلام في الغرب ؟

ما زلت أتذكّر جيدا ما قاله أحد الكتّاب والصحفيين السويديين عندما تهاوى جدار برلين بين الألمانيتين الشرقية والغربية , فقد قال : أنّ الخطر الأحمر قد زال وبدأ الخطر الأخضر ويقصد الإسلام , في ذلك الوقت كنت أغوص في قراءات شتى أوصلتني إلى الإسلام , ولكوني بتّ أفهم الإسلام وحضارته فقد إستغربت من غمز هذا الصحفي , و تعجبت كيف يمكن أن يكون هذا الإسلام العظيم خطيرا . وقد بدأ البعض يحمل على الإسلام في الغرب من خلال ما يعرف بالإسلام فوبيا , و الحمد لله أنّ الجمعيات الإسلامية أدت دورها في التصدي لهذه الهجمات الشرسة على الإسلام , و نجح شباب المسلمين في الغرب في تصحيح الكثير من الصور المغلوطة عن الإسلام , كما أنّ مشروع الدمقرطة الموجود في الغرب أتاح بناء مساجد تحولت إلى منارات مع مرور الإيام .
وسيظلّ الإسلام موجودا في أوروبا , بل سيكون له مستقبل غير متوقّع .

نعود إلى محيطك العائلي قليلا ووسطك الإجتماعي , عندما إرتديت الحجاب كيف كانت ردّات الجميع إتجاهك ؟

مبدئيا أودّ أن أقول أنني عندما أسلمت وتلفظّت بالشهادتين , بقيت فترة بدون حجاب إلى أن قررت إرتداء الحجاب بشكل كامل , وعندما إتخذت قراري بالحجاب لم أفعل ذلك من أجل أحد , لقد كان هدفي أن أرضي خالقي جلّ في علاه و أن أطبق أحكام الإسلام , وأن أقترب أكثر من اللّه جلّ جلاله , وبعد ذلك وعندما إرتديت الحجاب كان هدفي كل هدفي أن أبرز هويتي العقائدية الجديدة و أن أؤكد للمجتمع أنني مسلمة و أن ذلك يزدني إيمانا و إعتقادا وثقة بالنفس أكثر . ولم أعتقد كا يعتقد العديد من الغربيين بأنّ الحجاب يجسّد مظلومية المرأة المسلمة , لقد كنت أثبت للجميع العكس بأنّ الحجاب يصون المرأة و يرفع من قيمتها وقدرها , و قد دخلت في نقاش كبير مع أختي التي تقبلّت فيما بعد إسلامي وحجابي , وأبي تقبلّ بيسر منظري الجديد و إستساغه فيما ظلّت أمي تتساءل على الدوام , وكانت أمي تعتقد أنّ الحجاب سيجلب لي المشاكل بإعتبار أنّ المجتمع السويدي سيتصوّر أنني مهاجرة مسلمة و لا ينظر إلىّ كسويدية , و بالتالي في ظنّ أمي أنني سأصادف نفس المشاكل التي تصادفها المهاجرات المسلمات مع المجتمع السويدي . وعدا هذه النقاشات فإنّ عائلتي لم ترفض المبدأ وقد تفهمّت بعد ذلك .

و في هذا السيّاق كيف تنظرين إلى حظر الحجاب في فرنسا ؟
هذه من أمهات القضايا في الغرب و حظر الحجاب في فرنسا يناقض جملة وتفصيلا وقلبا وقالبا مبدأ حقوق الإنسان و مبدأ حرية التدين الذي لطالما إفتخرت به فرنسا و هو أيضا إضطهاد للفتاة المسلمة التي يراد لها أن تدع جانبا ما تراه صحيحا ومعتقدا . وفي نظري فإنّ الفتاة المسلمة حرة في إختيار ملابسها و إرتداء حجابها خصوصا وأنّ هذا الأمر لا يؤذي أحدا ولا يلحق الضرر بأحد , و حتى في السويد طالب البعض بحظر إرتداء الحجاب , و هي مسألة غير مقبولة و غير مفهومة مطلقا.

و كيف تنظرين إلى الرسومات الكاريكاتورية التي تناولت رسول الله – ص – في الدانمارك !
مبدئيا أود أن أشير أنّ الكثير في الغرب يتذرّع بمبدأ الحرية للوصول إلى ذروة الإبداع وأنا كفنانة أشعر بحاجة الفنان إلى الحرية عندما يتعلق الأمر بمسألة إبداعية , لكن أن يتحوّل الأمر إلى إهانة لمجموعة بشرية واسعة و مقدساتها فهذا غير مقبول , بل إنّ هذا يدخل في سيّاق الإستهتار و الإعتداء على حرمات الأديان .

لماذا في نظرك أخفق المسلمون سياسيّا في الغرب ؟
للتأثير على السياسة والمجتمع في الغرب يجب على المرء أن يتقن لغة البلد التي يعيش فيها إتقانا كاملا , و يجب على المرء أن يكون منخرطا في تفاصيل العمل السياسي والإجتماعي , وهذا ما يفتقده الكثير من مسلمي الغرب الذين يعتبرون الغرب محطة وليس دار قرار , فهم على الدوام يفكرون في الرجوع إلى بلادهم بعد زوال الأسباب السياسية أو الإقتصادية التي أجبرتهم على الهجرة إلى ديّار أوروبا . وربما تلجأ بعض الأحزاب السياسية إلى إغلاق أبوابها في وجه المسلمين بإعتبارهم أقلية و مغايرين للأكثرية في الرأي و المسلكية الإجتماعية .

إذن ما هي الطريقة المثلى لنشر الإسلام في الغرب ؟

في نظري أنّ الإسلام يختلف عن المسيحية , الدين المسيحي كان له مبشرون ومنصرون في القارات الخمس و الإسلام لا يحتاج إلى هؤلاء المبشرين لأّنه ينتشر تلقائيا بسبب قوة ربانية فيه , فالناس في الغرب يقبلون على الإسلام عن طريق البحث والدراسة , وأتصور أنّ مسلمي الغرب لو عاشوا على إيقاع دينهم و إلتزموا بالأحكام الشرعية الحضارية لإنجذب الغربيون إلى الإسلام تلقائيا , وللأسف فإنّ بعض المحسوبين على الإسلام يسيئون إلى الحضارة الإسلامية بشكل فظيع .

و كيف كنت تنظرين إلى الإسلام قبل إسلامك ؟

كنت أعتقد أنّ الإسلام هو دين من الأديان المنتشر فقط في البلاد العربية , وأنّ المسلمين يصلون متوجهين إلى مكة , هذه جلّ معلوماتي عن الإسلام قبل إسلامي .

وكيف تنظرين إلى الصراعات الحادة إلى حدّ العنف والإقتتال بين بعض المسلمين ؟

مبدئيا أود أن أشير إلى أنّ الإسلام ينبذ العنف و يقر بمبدأ الحوار و التوافق , ولنا في سيرة المصطفى – ص- خير درس , فقد كان يحل كل الإشكالات العالقة بدون عنف و بدون عصبية , و قد علمنا عليه الصلاة والسلام أساليب الدعوة وحل النزاعات , بل إنّ الإسلام إعتبر أنّ من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا , و لن تحل في نظري هذه النزاعات إلاّ بالرجوع الفعلي إلى تعاليم الكتاب والسنة النبوية .

هل يبدي الغربيون إهتماما بدراسة الإسلام ؟

هناك إهتمام كبير من قبل الغربيين بتعلم الإسلام , لأنّ الإسلام يحل مشاكل الفرد و المجتمع والدولة على السواء , كما يعالج معظم الآفات الإجتماعية و تحديدا تلك المنتشرة في الغرب , و أنا شخصيا كفنانة وأثناء عرضي للوحاتي في السويد والغرب أصادف العديد من الغربيين الذين يبحثون عن الإسلام .

أذكر جملة وردت في كتاب شيخ الأزهر الأسبق عبد الحليم محمود الإسلام وأوروبا و فيه يقول أنّ باحثا غربيا زاره في الأزهر الشريف وقال له , أدركوا أوروبا قبل أن تصير بوذية أو هندوسية , فهل هذا صحيح !

فعليا إنّه صحيح , فالخواء الروحي يدفع الكثير من الغربيين بإتجاه البحث عن دين يروي ظمأهم الروحي و هل هناك ينبوع أعظم من الإسلام , فماء الإسلام عذب زلال يروى العطشان و يوجهّه الوجهة الصحيحة . والإنسان الغربي ملّ من الإستغراق في الحياة المادية و يبحث الآن عن التوازن .

وكيف هي صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الغربي ؟
المسلمون في الإعلام الغربي أهل عنف و إرهاب وقتل و سطو وإعتداءات وما إلى ذلك , و تتحامل معظم وسائل الإعلام في الغرب على الإسلام و دافعها لذلك الإسلام فوبيا الذي بات شعارا للجميع هنا في الغرب وخصوصا وسائل الإعلام .
ماذا منحك الإسلام؟

الأساس الذي منحنى إياه الإسلام هو أنّه أقام بين و بين خالقي علاقة المعبود بالعابد وعلاقة المخلوق بالخالق , لقد منحنى الإسلام التوازن والطمأنينة , و عرفني من أين وإلى أين !!
و كل الأسئلة التي كانت عالقة و تلاحقني على الدوام أجاب عليها الإسلام خير إجابة , لقد أرجعني الإسلامي إلى ذاتي وفطرتي و نفسي ..والحمد لله تعالى .


حاورها يحيى أبوزكريا .

همسة2009
08-22-2012, 06:20 PM
اللهم انص الاسلام والمسلمين