د. حامد العطية
08-12-2012, 05:50 AM
شتان ما بين الحر الرياحي ورياض حجاب
د. حامد العطية
هي مقارنة اشبه بالكفر، بل لعلها نوعاً من الكفر، ليس كفراً بالله، والعياذ به، وإنما بالمنطق السليم والقيم السامية.
كلاهما منشقان، الحر الرياحي كان لمن لا يعرف جيداً تلك الحقبة حالكة السواد من تاريخ المسلمين قائداً للجيش الذي أنفذه والي الكوفة السفاح عبيد الله بن زياد بن أبيه لمنع موكب الإمام الحسين عليه السلام من الوصول إلى الكوفة، تنفيذاً لأوامر الحاكم الأموي الفاسق يزيد بن معاوية، وقبيل بدء هجوم جيش بني أمية على سبط الرسول وأهله وصحبه ترك الحر الرياحي صفوف الألاف المؤلفة في جيش البغي والجور واصطف مع العشرات في جيش المؤمنين.
رئيس الوزراء السوري السابق الدكتور رياض حجاب منشق أيضاً، هجر النظام الحاكم وانضم للمعارضة، كان عضواً في الحزب الحاكم ومسؤولاً رفيعاً في جهازه الإداري، تقلب وعبر سنين بين مناصب رفيعة، وقبل أن يقع الاختيار عليه ليكون رئيساً للوزراء شغل حقيبة الزراعة ومن قبلها وظيفة محافظ في القنيطرة أولاً ثم اللاذقية، والنتيجة هي أنه من أهل النظام، ويعرف طبيعته جيداً، ومع ذلك لم يتورع عن خدمته ولسنين طوال، فلا يقولن أحد بأنها صحوة ضمير.
المشهد الكوميدي الوحيد في الفصل التراجيدي لانشقاق رياض حجاب من دراما تدمير سورية تصريح الناطق بإسمه بأن رياض حجاب اضطر للقبول بمنصب رئاسة الوزراء لأنهم خيروه بين ذلك والقتل، ولا يردد هذا الكلام أو يصدقه أحد بعد معرفة سيرة الرجل إلا سفيه.
انشق رياض حجاب وهو يعلم جيداً بأنه لن يذهب ليقاتل في صفوف المعارضة بل سيحيا هو وعائلته واقاربه في كنف حكام قطر أو غيرهم في رغد من العيش، وربما يمني نفسه بسقوط النظام السوري واستلام منصب رفيع في النظام الذي سيخلفه، على غرار ما حدث لأعوان القذافي المنشقين.
رياض حجاب استشعر حرارة النار المشتعلة في سفينة النظام فقفزمنها لا حباً بالحرية والعدالة والديمقراطية لشعبه بل لينجو بنفسه حانثاً بقسمه وخائناً للأمانة.
الحر الرياحي ترك موقعاً رفيعاً في جيش الحاكم الأموي ليكون مجرد مقاتل في جيش الإمام الحسين عليه السلام، خيرته نفسه بين الجنة والنار، فاختار الجنة كما قال، ولكنه في الواقع اختار أمرين: الجنة والموت شهيداً.
يقولون عندما توشك السفينة على الغرق أول من يغادرها الجرذان، وحتى لو نجت الجرذان فستبقى جرذاناً.
ألم أقل لكم بأنها مقارنة اشبه بالكفر، اغفروا لي.
12 اب 2012م
د. حامد العطية
هي مقارنة اشبه بالكفر، بل لعلها نوعاً من الكفر، ليس كفراً بالله، والعياذ به، وإنما بالمنطق السليم والقيم السامية.
كلاهما منشقان، الحر الرياحي كان لمن لا يعرف جيداً تلك الحقبة حالكة السواد من تاريخ المسلمين قائداً للجيش الذي أنفذه والي الكوفة السفاح عبيد الله بن زياد بن أبيه لمنع موكب الإمام الحسين عليه السلام من الوصول إلى الكوفة، تنفيذاً لأوامر الحاكم الأموي الفاسق يزيد بن معاوية، وقبيل بدء هجوم جيش بني أمية على سبط الرسول وأهله وصحبه ترك الحر الرياحي صفوف الألاف المؤلفة في جيش البغي والجور واصطف مع العشرات في جيش المؤمنين.
رئيس الوزراء السوري السابق الدكتور رياض حجاب منشق أيضاً، هجر النظام الحاكم وانضم للمعارضة، كان عضواً في الحزب الحاكم ومسؤولاً رفيعاً في جهازه الإداري، تقلب وعبر سنين بين مناصب رفيعة، وقبل أن يقع الاختيار عليه ليكون رئيساً للوزراء شغل حقيبة الزراعة ومن قبلها وظيفة محافظ في القنيطرة أولاً ثم اللاذقية، والنتيجة هي أنه من أهل النظام، ويعرف طبيعته جيداً، ومع ذلك لم يتورع عن خدمته ولسنين طوال، فلا يقولن أحد بأنها صحوة ضمير.
المشهد الكوميدي الوحيد في الفصل التراجيدي لانشقاق رياض حجاب من دراما تدمير سورية تصريح الناطق بإسمه بأن رياض حجاب اضطر للقبول بمنصب رئاسة الوزراء لأنهم خيروه بين ذلك والقتل، ولا يردد هذا الكلام أو يصدقه أحد بعد معرفة سيرة الرجل إلا سفيه.
انشق رياض حجاب وهو يعلم جيداً بأنه لن يذهب ليقاتل في صفوف المعارضة بل سيحيا هو وعائلته واقاربه في كنف حكام قطر أو غيرهم في رغد من العيش، وربما يمني نفسه بسقوط النظام السوري واستلام منصب رفيع في النظام الذي سيخلفه، على غرار ما حدث لأعوان القذافي المنشقين.
رياض حجاب استشعر حرارة النار المشتعلة في سفينة النظام فقفزمنها لا حباً بالحرية والعدالة والديمقراطية لشعبه بل لينجو بنفسه حانثاً بقسمه وخائناً للأمانة.
الحر الرياحي ترك موقعاً رفيعاً في جيش الحاكم الأموي ليكون مجرد مقاتل في جيش الإمام الحسين عليه السلام، خيرته نفسه بين الجنة والنار، فاختار الجنة كما قال، ولكنه في الواقع اختار أمرين: الجنة والموت شهيداً.
يقولون عندما توشك السفينة على الغرق أول من يغادرها الجرذان، وحتى لو نجت الجرذان فستبقى جرذاناً.
ألم أقل لكم بأنها مقارنة اشبه بالكفر، اغفروا لي.
12 اب 2012م