الفتى الذهبي
08-07-2012, 01:05 PM
http://cdn2.alalam.ir/sites/default/files/imagecache/slider/image/news/alalam-1344229822.jpg (http://cp.alalam.ir/news/1240644)
7/8/2012 م
للأسف يتوهم الكثير من السوريين أن الوهابية تشكل أحد المذاهب الإسلامية وهذا الوهم أدى إلى أن يتحول مليون ونصف مليون سوري من إدلب ودمشق ودرعا وحماة إلى الوهابية، في الوقت الذي تواجه فيه سوريا أزمة أمنية يتم تأجيجها بالدعم المالي والعسكري الكبير من قبل السعوديين بهدف نشر وتوسيع نفوذ هذه الفرقة الضالة المولدة للإرهاب في كل أنحاء سوريا.
قبل 200 عام سعت جيوش الوهابية في قلب شبه الجزيرة العربية في صحراء نجد إلى دخول دمشق واحتلالها لكنهم فشلوا وهزموا على أبوابها. لم يكن هناك شك في أنه لو لم يكن العثمانيين موجودين ليهزموا الوهابيين ويقوم المصريون بملاحقتهم ولو لم يتم دحرهم إلى نجد ولو لم تدمر دولتهم في عام 1812 كانت النتيجة الحتمية انتشار وتوسع نفوذ الوهابية في أراضي بلاد الشام والعراق وجزيرة العرب واعتناق سكان هذه البقاع للوهابية. في ذلك الوقت فرض الوهابيون على اتباعهم وعبادهم فرض ديني يقضي بالسيطرة على دمشق وبلاد الشام حتى لو اضطرهم الأمر للتحالف مع الاستعمار البريطاني ووقفوا في مواجهة الخلافة العثمانية مع هذا لم ينجحوا في مخططهم ولم يتمكنوا من تحقيق حلمهم.
هل تخلى الوهابيين عن أرض الشامات؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ما يزال الوهابيين بعد فشلهم الطويل مصّرين على تحقيق هدفهم؟ هل سيتمكنون في القرن الواحد والعشرين من إعادة الحيثية لهذا الهدف والإيحاء بأنه هدف موضوعي وواقعي؟ ومع فشلهم حتى بالتحالف مع الإنكليز هل سيتمكنون في الوقت الراهن بتحالفهم مع الكيان الصهيوني وأميركا وحلف الناتو من تحقيق حلمهم بالسيطرة على بلاد الشام؟ هل سيتمكن الوهابيون السعوديون، خاصة بعد سيطرة بعض الإرهابيين السلفيين على بعض القرى والبلدات السورية، هل سيتمكنون من فرض أفكارهم وآراءهم وأيديولوجياتهم على السوريين أيضاً؟
تجري اليوم هذه المؤامرات في حين أنه منذ ثلاثة عقود خلت لم يكن للوهابية أي رسم أو اسم أو نفوذ في سوريا، لكن الآن ترسخت الوهابية في سوريا وتجتاح أفكارها أذهان بعض السوريين وتتوسع هذه الظاهرة بشكل متصاعد خاصةً بين القرويين والفقراء.
من المعروف أن العربية السعودية وقطر يمولون الحركات والأحزاب والتيارات الوهابية في كل أنحاء العالم حيث تخصص مبالغ ضخمة لهذا الأمر لكي تصل كوادر هذه التيارات والأحزاب إلى مقام السلطة في كل مفاصل الحياة في الدول الاسلامية الموجودين فيها وبعدها يفرضون سيطرتهم على المؤسسات الدينية والتعلمية والطبية ليقودوا ملايين المسلمين ومنهم الفقراء والمعوزين ليتم تقديم الدعم لهم بكل الأشكال بعد الاشتراط عليهم باعتناق الوهابية أولاً واثبات الوفاء لهذه الحركة في القول والفعل.
ترويج الفكر الوهابي في الدول العربية:
يشاهد هذا الأمر بشكل واضح في مصر حيث قام الوهابيون بالتغلغل داخل نسيج التيار السلفي المصري ، وبعد الاطمئنان والتأكد من خضوع الزعماء لهم قامت الحركة الوهابية بتقديم الدعم المادي اللامحدود لهذا التيار، ليحرز السلفيون أكبر مقام سياسي في مصر بعد جماعة الإخوان المسلمين محققين بذلك فوزاً كبيراً في الانتخابات البرلمانية المصرية.
خلال القرون الماضية لم يكن للوهابية في اليمن سوى عدة مساجد لكن الحال تغير اليوم وأصبح لديهم ملايين من الأتباع في هذا البلد. وفي الوقت الراهن هناك مدن يمنية بالكامل يعتنق سكانها الوهابية، بل تعدى الأمر هذا ليصل إلى محافظات يمنية كل سكانها من أتباع الوهابية ولهم مجموعات مسلحة أيضاً وفي هذه الأيام هناك قتال دائر بين القوات النظامية اليمينة وبين هذه المجموعات المسلحة.
لكن لا يتوقف نفوذ الوهابية في مصر واليمن بل ومنذ سنوات تحولت أفغانستان إلى ساحة نفوذ واستعراض للوهابية. إذ يعود نفوذ الوهابية في أفغانستان إلى زمان تواجد مقاتلي الأحزاب السنية الي كانت تقاتل الاحتلال السوفيتي في هذا البلد. في ذلك الوقت وجدت الوهابية ممثلة بحركة طالبان تحت ذريعة مواجهة الاحتلال الشيوعي ومن ثم مواجهة الاحتلال الأميركي والغربي، في بادئ الأمر نجحوا بتقديم الدعم المالي والعسكري للايدولوجيا الطالبانية التي دحرت الاحتلال السوفيتي الشيوعي من أفغانستان. وبناءً على ما حدث تحولت أفغانستان إلى ساحة لاستعراض نفوذ حركة طالبان، إلى حين قدوم الاحتلال الأميركي.
الآن يجري الأميركيين مفاوضات مع طالبان عبر وساطة قطرية-سعودية لتسليم أفغانستان مرة أخرى إلى طالبان بعد انسحاب القوات الأميركية.
في الجزائر يلاحظ أن أغلب المناطق الريفية تنقسم بين السنة والوهابيين لكن كفة الوهابيين ترجح على أهل السنة.
يبدو الوضع في العراق واضحاً جداً ولا يحتاج إلى الخوض في التفاصيل، لكن للتأكيد يتوجب القول أن الوهابية بعد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 توسعت وانتشرت بشكل كبير في هذا البلد وتمكنت بشكل واضح من النفوذ بين جموع أهل السنة وأقدمت على ارتكاب عمليات إرهابية. دخل الوهابيين إلى العراق تحت ذريعة محاربة الاحتلال لكن بدل قتال المحتلين ودحرهم، تحولوا إلى ممارسة أعمال الإبادة الجماعية وارتكاب مجازر بحق الشعب العراقي سنة وشيعة وما تزال هذه الإبادة الجماعية والمجازر ترتكب حتى اللحظة.
خطر الوهابية المتصاعد يهدد سوريا بشكل جدي:
أهل السنة في سوريا غافلين عن حجم الخطر الذي يتهددهم من قبل الوهابية، لأن أكثرهم يعتقدون أن الوهابية أحد المذاهب الإسلامية وهذا التوهم أدى إلى أن يعتنق الوهابية قرابة المليون والنص مليون قروي سوري متوزعين في ادلب ودمشق ودرعا وحماة. في الوقت الذي تعاني فيه سوريا من أزمة أمنية يقوم السعوديون بتأجيج نيرانها من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري لأتباع هذه الفرقة في كل أنحاء سوريا.
يعتقد بعض واضعي المخططات والمنظرين الأميركيين والصهاينة الذين يعتبرون الحلفاء الرئيسيين للسعوديين في الحرب الدائرة على سوريا، أنه ليس هناك شيء مستحيل، حيث قاموا في القرن السابع عشر بطرح مشروع لإزالة الكراهية والحقد ضد اليهود في أوربا بالرغم من أنهم فشلوا في تنفيذ مخططهم في ذلك الوقت لكن في النهاية بعد مرور قرنين من الزمن حققوا هدفهم. كذلك بالرغم من فشلهم في عام 1891 في مشروع تشكيل دولة لليهود في فلسطين استطاعوا فعل ذلك في عام 1948 وأقاموا هذه الدولة على أرض فلسطين.
وعلى ما يبدو يسعى الوهابيون السعوديون اليوم إلى تحقيق هدفهم بجعل سكان بلاد الشام يعتنقون أفكار الفرقة الوهابية، ليحولوا المجتمع المتحضر في سوريا مهد الفكر والإبداع والبلد المقاوم إلى مجتمع يشبه المجتمع الوهابي السعودي والطالباني والسلفي ليضع خيارين أمام السوريين لا ثالث لهما : إما أن يعتنقوا أفكار الفرقة الوهابية وأما أن يرموا بالكفر. إن التكفير وممارسة العنف والإجرام أصل ثابت ومتفشي في تاريخ الفرقة الوهابية، تاريخ مليء بالنماذج التي تثبت هذه
الإدعاءات ويكفي فقط الرجوع إلى التاريخ لمعرفة كيف تم احتلال مكة والمدينة والطائف والكويت والعراق وبلاد الشام حتى ندرك كم ارتكب الوهابيين من جرائم في حمص ودمشق بين سنوات 1791-1810 وكيف مارسوا الإبادة الجماعية في هاتين المدينتين بحق أتباع أهل السنة والجماعة بذريعة عدم إيمانهم بأفكار مؤسس الفرقة الوهابية "محمد بن عبد الوهاب" الفرقة التي يعتبر أحد مبادئها الرئيسية ممارسة العنف والتكفير والقتل والتحريم ويعد منهجاً يتبع للقضاء على قيم التسامح والتساهل والتعايش السلمي ويهدف إلى بث العداوة والخصومات والأحقاد بين الناس.
دوّن التاريخ كيف تحالف الوهابيون مع الانكليز في القرن 17و 18 لمحاربة الإمبراطورية العثمانية، ويسجل التاريخ اليوم كيف يتحالف الوهابيون في القرن العشرين مع الأميركيين لإبادة الشيعة والسنة في العراق وسوريا وفلسطين، لبنان، البحرين واليمن، وخصوصاً في فلسطين التي تعتبر قضية العالم الإسلامي الأهم والتي يتحالف السعوديون مع الصهاينة والإنكليز ضدها ليقوي الكيان الصهيوني جذوره في هذه الأرض و يغضون الطرف عن كل الحصار الجائر المفروض على فلسطين وعلى تجويع الشعب الفلسطيني ولا يحركون ساكناً.
على الرغم من مرور 15 عاما على تصاعد وتيرة نشاط المنظمات الإرهابية الوهابية و قيام زعماء الوهابية بتضليل الرأي العام في العالم الإسلامي وإيهامهم بأن كل هذا يجري تحت ذريعة "الحرب مع أميركا".حتى هذه اللحظة لم يشاهد الفلسطينيون وهابيا واحدا يطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل أو ضد مصالحها المنتشرة حول العالم بل على العكس يناصبون العداء بشدة للداعمين للمقاومة الفلسطينية في كل العالم مثل سوريا ولبنان وإيران والعالم العربي.
أراء علماء العالم الإسلامي وعلماء الأزهر حول فرقة الوهابية:
أكد علماء الأزهر والخبراء المتخصصون في دراسة الحركات الإسلامية أن الوهابية فكراً وحركة تمثل العدو الأخطر على المسلمين والعالم، وأنها لا تقل سوءاً عن الكيان الصهيوني، لما تبثه من أفكار وسلوكيات تحرض على العنف والإرهاب والكراهية وسهولة التكفير ضد كل من يخالفهم في الرأي، وتشوه بسلوكها الشائن المقاومة الإسلامية في فلسطين والعراق، وأنه من الواجب شرعاً مقاومة هذا الفكر وأتباعه بكافة السبل المتاحة، جاء ذلك في الندوة الإسلامية المتخصصة والموسعة التي عقدت مؤخراً في القاهرة تحت عنوان:
الوهابية خطر على الإسلام والعالم. هذا وقد خلصت الندوة إلى جملة من التوصيات والنتائج كان أبرزها:
أولاً : أكد الخبراء والعلماء في أبحاثهم ومناقشاتهم أن الوهابية كدعوة وفكر تقوم على نفي الآخر وتكفيره، وأنها تهدد الأمن والسلم في كافة دول العالم الإسلامي لما تبثه من أفكار إرهابية وإجرامية شديدة الخطورة، أفكار تدفع الشباب الإسلامي إلى تكفير وإرهاب المجتمع والحكام لأوهى الأسباب، وأن العالم المعاصر لم يعان من تنظيم أو دعوة مثلما عانى من الوهابية سواء تمثلت في (القاعدة) أو في التنظيمات الإسلامية الأخرى، وأنه لولا المال السعودي لما انتشرت الوهابية ولولا النفاق الأميركي لأمكن مقاومتها والقضاء عليها، ولكن أميركا والسعودية تستفيدان من هذا الشذوذ الفكري المنتسب زوراً للإسلام والمسمى بالوهابية وذلك لإرهاب العالم تارة أو لابتزازه تارة أخرى.
ثانياً: أكد المشاركون في الندوة على أن الوهابية لها موقف سلبي من المرأة والعلم، والموسيقى وجميع الفنون، ومن المسيحيين بل من أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى (كالشيعة والأشاعرة وغيرهم)، وهي دعوة الجاهلية، وأغلب الموروث الوهابي قائم على الإرهاب الفكري والديني، ومخاصمة الواقع والعقل، ولذلك اعتبرها البعض بمثابة (دين آخر) غير دين الإسلام، دين يدعو إلى الإرهاب والقتل باسم الله، والله منه براء، وأن ما يجري في العراق وأفغانستان بل وحتى السعودية راعية هذا الفكر من قتل وإرهاب على الهوية يؤكد أننا أمام دعوة للإجرام والقتل وليس أمام دعوة لإسلام سمح معتدل.
ثالثاً :طالب العلماء والخبراء في الندوة بضرورة إعداد إستراتيجية إسلامية وعالمية ثقافية وسياسية لمقاومة الوهابية، وأنه ينبغي أن يكون للأزهر الشريف دور في ذلك لأنه مؤسسة الاعتدال الإسلامي قبل أن يتم اختراقه من الوهابية ومن يسموا بالدعاة الجدد من السلفيين المتشددين، إن الأزهر الشريف إذا عاد كمؤسسة تنويرية ووسطية معتدلة فإنها تستطيع الرد بقوة على هذا الغلو الوهابي المعادي لروح الإسلام المحمدي المعتدل.
خطة إستراتيجية أميركية لنقل نشاط الوهابية إلى سوريا:
أشار رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية إلى مساعي واشنطن لنقل نشاط الوهابية إلى سوريا حيث قال: تتبع أميركا وحلفائها الصهاينة خطة استراتيجية لإيجاد منطقة أمنة في سوريا. وحسب تقرير وكالة مهر نقلاً عن إدارة العلاقات والإعلام في هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية قال اللواء سيد حسين فيروزأبادي حول هذا الأمر: يحاول الأميركيين بمساعدة بعض دول المنطقة وباستخدام إحدى الدول المسلمة المجاورة لسوريا تنشيط عمليات الحركة الوهابية عن
طريق إرسال عناصر إرهابية مسلحة إلى الداخل السوري, وقال عضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: تهدف أميركا والكيان الصهيوني من خلال القيام بهذا العمل إلى بث أمل جديد لدى الصهاينة الذين يفرون من أرض فلسطين المحتلة عائدين إلى بلدانهم الأصلية. كما أشاد اللواء فيروزأبادي بالشعب السوري المسلم الذي يفخر بتاريخه المقاوم للمحتلين والصهاينة عبر العصور، قائلاً: لم ينخدع الشعب السوري بإغراءات أميركا وتهديداتها ولم يسلموا وطنهم إلى الكيان الصهيوني الغاصب.
الوهابية والصهيونية يتعاونان في سوريا:
يقول محلل سياسي: تبدو واضحةً أثار "التحالف الشيطاني" بين الصهيونية والوهابية بقيادة أميركية من خلال الدعم المالي المرصود لتأجيج الاضطرابات في سوريا. نشر موقع "غلوبال ريسيرتش" مقالا للدكتور إسماعيل سلامي جاء فيه: تهيئ سوريا نفسها بشكل أفضل لمواجهة الأزمة السياسية لأنه على ما يبدو فإن جميع القوى المتصارعة شكلوا "ائتلافاً شيطانياً" لإخضاع دمشق من خلال ارتكاب إبادة جماعية ومجازر بتخطيط ذكي لاتهام الحكومة السورية بالوقوف وراء هذه الأعمال بهدف تهيئة مناخ مساعد لتشن أميركا هجوماً على هذا البلد.
يشير الكاتب إلى الاشتباكات الدامية التي وقعت في بلدة الحولة في حمص والتي راح ضحيتها حسب بعثة المراقبين الدوليين للأمم المتحدة 108 أشخاص ويضيف: الشيء الذي يجب التركيز عليه في مجزرة الحولة هو أن الكثير من الضحايا تم قتلهم من على مسافة قريبة جداً والكثير منهم مسلمين شيعة والعدد الأكبر من الضحايا كان من النساء والأطفال.
ويقول سلامي: بعبارة أخرى: على ما يبدو فإن الوهابيين المتطرفين وعناصر القاعدة هم من ارتكب هذه الجريمة البشعة لأن هذه المجموعات معروفة بسمعتها السيئة في استهداف النساء والأطفال في عملياتهم الإرهابية. ويضيف هذا المحلل السياسي: في الحقيقة إن أكثر الضحايا الذين سقطوا في الحولة هم من المسلمين الشيعة. وهذا يقوي الظن بأن المسؤول عن هذه الإبادة الجماعية هم "الوهابيين" الحاقدين على كل من يخالفهم في الرأي والعقيدة.
ويشير سلامي إلى تقرير "الواشنطن بوست" الذي يتحدث عن دور أميركا في دعم المتمردين السوريين الذين تلقوا في الآونة الأخيرة أسلحة متطورة جداً بتمويل خليجي وبتنسيق أميركي.
وأضاف: تضغط واشنطن على قطر والسعودية لإرسال أسلحة ثقيلة إلى المتمردين بالإضافة إلى تقديم الدعم المالي لهم. ويضيف سلامي مؤكداً قيام بريطانيا بتقديم الدعم للقوات المتحالفة مع تنظيم القاعدة والتي تقاتل ضد الحكومة السورية:
ستضعف حكومة الرئيس بشار الأسد نتيجة هجمات الوهابيين المتطرفين وعناصر القاعدة الذين يجعلون من الدول المجاورة لسوريا مثل الأردن والعراق وتركيا قاعدة انطلاق لهم ويتلقى هؤلاء المتمردين الدعم المالي والعسكري من الغرب ومن قبل أنظمة مشيخات في الخليج "الفارسي".
وأضاف سلامي: هناك نقاط اختلاف ظاهرية بين هذه المجموعات حول قضايا متعددة لكنهم متفقون على قضية واحدة وهي إسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد واستغلال الأوضاع لمصالحهم.
في نهاية المقال يشير الكاتب إلى الدور الرئيسي للكيان الصهيوني في كل ما يجري ويقول: قام هذا الكيان بشكل سري بتقديم مساعدات مالية لمقاتلي المعارضة المسلحة بملايين الدولارات كما أن هناك رهانات كبيرة جداً على سقوط حكومة الرئيس بشار الأسد.
وفي الختام يقول سلامي: تواجه سوريا في الوقت الراهن مأساة إنسانية رهيبة، تنفق عليها الأنظمة المرتهنة للغرب في المنطقة والوهابيين المتطرفين، القاعدة، وكل من واشنطن وإسرائيل مبالغ مالية كبيرة جداً
7/8/2012 م
للأسف يتوهم الكثير من السوريين أن الوهابية تشكل أحد المذاهب الإسلامية وهذا الوهم أدى إلى أن يتحول مليون ونصف مليون سوري من إدلب ودمشق ودرعا وحماة إلى الوهابية، في الوقت الذي تواجه فيه سوريا أزمة أمنية يتم تأجيجها بالدعم المالي والعسكري الكبير من قبل السعوديين بهدف نشر وتوسيع نفوذ هذه الفرقة الضالة المولدة للإرهاب في كل أنحاء سوريا.
قبل 200 عام سعت جيوش الوهابية في قلب شبه الجزيرة العربية في صحراء نجد إلى دخول دمشق واحتلالها لكنهم فشلوا وهزموا على أبوابها. لم يكن هناك شك في أنه لو لم يكن العثمانيين موجودين ليهزموا الوهابيين ويقوم المصريون بملاحقتهم ولو لم يتم دحرهم إلى نجد ولو لم تدمر دولتهم في عام 1812 كانت النتيجة الحتمية انتشار وتوسع نفوذ الوهابية في أراضي بلاد الشام والعراق وجزيرة العرب واعتناق سكان هذه البقاع للوهابية. في ذلك الوقت فرض الوهابيون على اتباعهم وعبادهم فرض ديني يقضي بالسيطرة على دمشق وبلاد الشام حتى لو اضطرهم الأمر للتحالف مع الاستعمار البريطاني ووقفوا في مواجهة الخلافة العثمانية مع هذا لم ينجحوا في مخططهم ولم يتمكنوا من تحقيق حلمهم.
هل تخلى الوهابيين عن أرض الشامات؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ما يزال الوهابيين بعد فشلهم الطويل مصّرين على تحقيق هدفهم؟ هل سيتمكنون في القرن الواحد والعشرين من إعادة الحيثية لهذا الهدف والإيحاء بأنه هدف موضوعي وواقعي؟ ومع فشلهم حتى بالتحالف مع الإنكليز هل سيتمكنون في الوقت الراهن بتحالفهم مع الكيان الصهيوني وأميركا وحلف الناتو من تحقيق حلمهم بالسيطرة على بلاد الشام؟ هل سيتمكن الوهابيون السعوديون، خاصة بعد سيطرة بعض الإرهابيين السلفيين على بعض القرى والبلدات السورية، هل سيتمكنون من فرض أفكارهم وآراءهم وأيديولوجياتهم على السوريين أيضاً؟
تجري اليوم هذه المؤامرات في حين أنه منذ ثلاثة عقود خلت لم يكن للوهابية أي رسم أو اسم أو نفوذ في سوريا، لكن الآن ترسخت الوهابية في سوريا وتجتاح أفكارها أذهان بعض السوريين وتتوسع هذه الظاهرة بشكل متصاعد خاصةً بين القرويين والفقراء.
من المعروف أن العربية السعودية وقطر يمولون الحركات والأحزاب والتيارات الوهابية في كل أنحاء العالم حيث تخصص مبالغ ضخمة لهذا الأمر لكي تصل كوادر هذه التيارات والأحزاب إلى مقام السلطة في كل مفاصل الحياة في الدول الاسلامية الموجودين فيها وبعدها يفرضون سيطرتهم على المؤسسات الدينية والتعلمية والطبية ليقودوا ملايين المسلمين ومنهم الفقراء والمعوزين ليتم تقديم الدعم لهم بكل الأشكال بعد الاشتراط عليهم باعتناق الوهابية أولاً واثبات الوفاء لهذه الحركة في القول والفعل.
ترويج الفكر الوهابي في الدول العربية:
يشاهد هذا الأمر بشكل واضح في مصر حيث قام الوهابيون بالتغلغل داخل نسيج التيار السلفي المصري ، وبعد الاطمئنان والتأكد من خضوع الزعماء لهم قامت الحركة الوهابية بتقديم الدعم المادي اللامحدود لهذا التيار، ليحرز السلفيون أكبر مقام سياسي في مصر بعد جماعة الإخوان المسلمين محققين بذلك فوزاً كبيراً في الانتخابات البرلمانية المصرية.
خلال القرون الماضية لم يكن للوهابية في اليمن سوى عدة مساجد لكن الحال تغير اليوم وأصبح لديهم ملايين من الأتباع في هذا البلد. وفي الوقت الراهن هناك مدن يمنية بالكامل يعتنق سكانها الوهابية، بل تعدى الأمر هذا ليصل إلى محافظات يمنية كل سكانها من أتباع الوهابية ولهم مجموعات مسلحة أيضاً وفي هذه الأيام هناك قتال دائر بين القوات النظامية اليمينة وبين هذه المجموعات المسلحة.
لكن لا يتوقف نفوذ الوهابية في مصر واليمن بل ومنذ سنوات تحولت أفغانستان إلى ساحة نفوذ واستعراض للوهابية. إذ يعود نفوذ الوهابية في أفغانستان إلى زمان تواجد مقاتلي الأحزاب السنية الي كانت تقاتل الاحتلال السوفيتي في هذا البلد. في ذلك الوقت وجدت الوهابية ممثلة بحركة طالبان تحت ذريعة مواجهة الاحتلال الشيوعي ومن ثم مواجهة الاحتلال الأميركي والغربي، في بادئ الأمر نجحوا بتقديم الدعم المالي والعسكري للايدولوجيا الطالبانية التي دحرت الاحتلال السوفيتي الشيوعي من أفغانستان. وبناءً على ما حدث تحولت أفغانستان إلى ساحة لاستعراض نفوذ حركة طالبان، إلى حين قدوم الاحتلال الأميركي.
الآن يجري الأميركيين مفاوضات مع طالبان عبر وساطة قطرية-سعودية لتسليم أفغانستان مرة أخرى إلى طالبان بعد انسحاب القوات الأميركية.
في الجزائر يلاحظ أن أغلب المناطق الريفية تنقسم بين السنة والوهابيين لكن كفة الوهابيين ترجح على أهل السنة.
يبدو الوضع في العراق واضحاً جداً ولا يحتاج إلى الخوض في التفاصيل، لكن للتأكيد يتوجب القول أن الوهابية بعد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 توسعت وانتشرت بشكل كبير في هذا البلد وتمكنت بشكل واضح من النفوذ بين جموع أهل السنة وأقدمت على ارتكاب عمليات إرهابية. دخل الوهابيين إلى العراق تحت ذريعة محاربة الاحتلال لكن بدل قتال المحتلين ودحرهم، تحولوا إلى ممارسة أعمال الإبادة الجماعية وارتكاب مجازر بحق الشعب العراقي سنة وشيعة وما تزال هذه الإبادة الجماعية والمجازر ترتكب حتى اللحظة.
خطر الوهابية المتصاعد يهدد سوريا بشكل جدي:
أهل السنة في سوريا غافلين عن حجم الخطر الذي يتهددهم من قبل الوهابية، لأن أكثرهم يعتقدون أن الوهابية أحد المذاهب الإسلامية وهذا التوهم أدى إلى أن يعتنق الوهابية قرابة المليون والنص مليون قروي سوري متوزعين في ادلب ودمشق ودرعا وحماة. في الوقت الذي تعاني فيه سوريا من أزمة أمنية يقوم السعوديون بتأجيج نيرانها من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري لأتباع هذه الفرقة في كل أنحاء سوريا.
يعتقد بعض واضعي المخططات والمنظرين الأميركيين والصهاينة الذين يعتبرون الحلفاء الرئيسيين للسعوديين في الحرب الدائرة على سوريا، أنه ليس هناك شيء مستحيل، حيث قاموا في القرن السابع عشر بطرح مشروع لإزالة الكراهية والحقد ضد اليهود في أوربا بالرغم من أنهم فشلوا في تنفيذ مخططهم في ذلك الوقت لكن في النهاية بعد مرور قرنين من الزمن حققوا هدفهم. كذلك بالرغم من فشلهم في عام 1891 في مشروع تشكيل دولة لليهود في فلسطين استطاعوا فعل ذلك في عام 1948 وأقاموا هذه الدولة على أرض فلسطين.
وعلى ما يبدو يسعى الوهابيون السعوديون اليوم إلى تحقيق هدفهم بجعل سكان بلاد الشام يعتنقون أفكار الفرقة الوهابية، ليحولوا المجتمع المتحضر في سوريا مهد الفكر والإبداع والبلد المقاوم إلى مجتمع يشبه المجتمع الوهابي السعودي والطالباني والسلفي ليضع خيارين أمام السوريين لا ثالث لهما : إما أن يعتنقوا أفكار الفرقة الوهابية وأما أن يرموا بالكفر. إن التكفير وممارسة العنف والإجرام أصل ثابت ومتفشي في تاريخ الفرقة الوهابية، تاريخ مليء بالنماذج التي تثبت هذه
الإدعاءات ويكفي فقط الرجوع إلى التاريخ لمعرفة كيف تم احتلال مكة والمدينة والطائف والكويت والعراق وبلاد الشام حتى ندرك كم ارتكب الوهابيين من جرائم في حمص ودمشق بين سنوات 1791-1810 وكيف مارسوا الإبادة الجماعية في هاتين المدينتين بحق أتباع أهل السنة والجماعة بذريعة عدم إيمانهم بأفكار مؤسس الفرقة الوهابية "محمد بن عبد الوهاب" الفرقة التي يعتبر أحد مبادئها الرئيسية ممارسة العنف والتكفير والقتل والتحريم ويعد منهجاً يتبع للقضاء على قيم التسامح والتساهل والتعايش السلمي ويهدف إلى بث العداوة والخصومات والأحقاد بين الناس.
دوّن التاريخ كيف تحالف الوهابيون مع الانكليز في القرن 17و 18 لمحاربة الإمبراطورية العثمانية، ويسجل التاريخ اليوم كيف يتحالف الوهابيون في القرن العشرين مع الأميركيين لإبادة الشيعة والسنة في العراق وسوريا وفلسطين، لبنان، البحرين واليمن، وخصوصاً في فلسطين التي تعتبر قضية العالم الإسلامي الأهم والتي يتحالف السعوديون مع الصهاينة والإنكليز ضدها ليقوي الكيان الصهيوني جذوره في هذه الأرض و يغضون الطرف عن كل الحصار الجائر المفروض على فلسطين وعلى تجويع الشعب الفلسطيني ولا يحركون ساكناً.
على الرغم من مرور 15 عاما على تصاعد وتيرة نشاط المنظمات الإرهابية الوهابية و قيام زعماء الوهابية بتضليل الرأي العام في العالم الإسلامي وإيهامهم بأن كل هذا يجري تحت ذريعة "الحرب مع أميركا".حتى هذه اللحظة لم يشاهد الفلسطينيون وهابيا واحدا يطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل أو ضد مصالحها المنتشرة حول العالم بل على العكس يناصبون العداء بشدة للداعمين للمقاومة الفلسطينية في كل العالم مثل سوريا ولبنان وإيران والعالم العربي.
أراء علماء العالم الإسلامي وعلماء الأزهر حول فرقة الوهابية:
أكد علماء الأزهر والخبراء المتخصصون في دراسة الحركات الإسلامية أن الوهابية فكراً وحركة تمثل العدو الأخطر على المسلمين والعالم، وأنها لا تقل سوءاً عن الكيان الصهيوني، لما تبثه من أفكار وسلوكيات تحرض على العنف والإرهاب والكراهية وسهولة التكفير ضد كل من يخالفهم في الرأي، وتشوه بسلوكها الشائن المقاومة الإسلامية في فلسطين والعراق، وأنه من الواجب شرعاً مقاومة هذا الفكر وأتباعه بكافة السبل المتاحة، جاء ذلك في الندوة الإسلامية المتخصصة والموسعة التي عقدت مؤخراً في القاهرة تحت عنوان:
الوهابية خطر على الإسلام والعالم. هذا وقد خلصت الندوة إلى جملة من التوصيات والنتائج كان أبرزها:
أولاً : أكد الخبراء والعلماء في أبحاثهم ومناقشاتهم أن الوهابية كدعوة وفكر تقوم على نفي الآخر وتكفيره، وأنها تهدد الأمن والسلم في كافة دول العالم الإسلامي لما تبثه من أفكار إرهابية وإجرامية شديدة الخطورة، أفكار تدفع الشباب الإسلامي إلى تكفير وإرهاب المجتمع والحكام لأوهى الأسباب، وأن العالم المعاصر لم يعان من تنظيم أو دعوة مثلما عانى من الوهابية سواء تمثلت في (القاعدة) أو في التنظيمات الإسلامية الأخرى، وأنه لولا المال السعودي لما انتشرت الوهابية ولولا النفاق الأميركي لأمكن مقاومتها والقضاء عليها، ولكن أميركا والسعودية تستفيدان من هذا الشذوذ الفكري المنتسب زوراً للإسلام والمسمى بالوهابية وذلك لإرهاب العالم تارة أو لابتزازه تارة أخرى.
ثانياً: أكد المشاركون في الندوة على أن الوهابية لها موقف سلبي من المرأة والعلم، والموسيقى وجميع الفنون، ومن المسيحيين بل من أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى (كالشيعة والأشاعرة وغيرهم)، وهي دعوة الجاهلية، وأغلب الموروث الوهابي قائم على الإرهاب الفكري والديني، ومخاصمة الواقع والعقل، ولذلك اعتبرها البعض بمثابة (دين آخر) غير دين الإسلام، دين يدعو إلى الإرهاب والقتل باسم الله، والله منه براء، وأن ما يجري في العراق وأفغانستان بل وحتى السعودية راعية هذا الفكر من قتل وإرهاب على الهوية يؤكد أننا أمام دعوة للإجرام والقتل وليس أمام دعوة لإسلام سمح معتدل.
ثالثاً :طالب العلماء والخبراء في الندوة بضرورة إعداد إستراتيجية إسلامية وعالمية ثقافية وسياسية لمقاومة الوهابية، وأنه ينبغي أن يكون للأزهر الشريف دور في ذلك لأنه مؤسسة الاعتدال الإسلامي قبل أن يتم اختراقه من الوهابية ومن يسموا بالدعاة الجدد من السلفيين المتشددين، إن الأزهر الشريف إذا عاد كمؤسسة تنويرية ووسطية معتدلة فإنها تستطيع الرد بقوة على هذا الغلو الوهابي المعادي لروح الإسلام المحمدي المعتدل.
خطة إستراتيجية أميركية لنقل نشاط الوهابية إلى سوريا:
أشار رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية إلى مساعي واشنطن لنقل نشاط الوهابية إلى سوريا حيث قال: تتبع أميركا وحلفائها الصهاينة خطة استراتيجية لإيجاد منطقة أمنة في سوريا. وحسب تقرير وكالة مهر نقلاً عن إدارة العلاقات والإعلام في هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية قال اللواء سيد حسين فيروزأبادي حول هذا الأمر: يحاول الأميركيين بمساعدة بعض دول المنطقة وباستخدام إحدى الدول المسلمة المجاورة لسوريا تنشيط عمليات الحركة الوهابية عن
طريق إرسال عناصر إرهابية مسلحة إلى الداخل السوري, وقال عضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: تهدف أميركا والكيان الصهيوني من خلال القيام بهذا العمل إلى بث أمل جديد لدى الصهاينة الذين يفرون من أرض فلسطين المحتلة عائدين إلى بلدانهم الأصلية. كما أشاد اللواء فيروزأبادي بالشعب السوري المسلم الذي يفخر بتاريخه المقاوم للمحتلين والصهاينة عبر العصور، قائلاً: لم ينخدع الشعب السوري بإغراءات أميركا وتهديداتها ولم يسلموا وطنهم إلى الكيان الصهيوني الغاصب.
الوهابية والصهيونية يتعاونان في سوريا:
يقول محلل سياسي: تبدو واضحةً أثار "التحالف الشيطاني" بين الصهيونية والوهابية بقيادة أميركية من خلال الدعم المالي المرصود لتأجيج الاضطرابات في سوريا. نشر موقع "غلوبال ريسيرتش" مقالا للدكتور إسماعيل سلامي جاء فيه: تهيئ سوريا نفسها بشكل أفضل لمواجهة الأزمة السياسية لأنه على ما يبدو فإن جميع القوى المتصارعة شكلوا "ائتلافاً شيطانياً" لإخضاع دمشق من خلال ارتكاب إبادة جماعية ومجازر بتخطيط ذكي لاتهام الحكومة السورية بالوقوف وراء هذه الأعمال بهدف تهيئة مناخ مساعد لتشن أميركا هجوماً على هذا البلد.
يشير الكاتب إلى الاشتباكات الدامية التي وقعت في بلدة الحولة في حمص والتي راح ضحيتها حسب بعثة المراقبين الدوليين للأمم المتحدة 108 أشخاص ويضيف: الشيء الذي يجب التركيز عليه في مجزرة الحولة هو أن الكثير من الضحايا تم قتلهم من على مسافة قريبة جداً والكثير منهم مسلمين شيعة والعدد الأكبر من الضحايا كان من النساء والأطفال.
ويقول سلامي: بعبارة أخرى: على ما يبدو فإن الوهابيين المتطرفين وعناصر القاعدة هم من ارتكب هذه الجريمة البشعة لأن هذه المجموعات معروفة بسمعتها السيئة في استهداف النساء والأطفال في عملياتهم الإرهابية. ويضيف هذا المحلل السياسي: في الحقيقة إن أكثر الضحايا الذين سقطوا في الحولة هم من المسلمين الشيعة. وهذا يقوي الظن بأن المسؤول عن هذه الإبادة الجماعية هم "الوهابيين" الحاقدين على كل من يخالفهم في الرأي والعقيدة.
ويشير سلامي إلى تقرير "الواشنطن بوست" الذي يتحدث عن دور أميركا في دعم المتمردين السوريين الذين تلقوا في الآونة الأخيرة أسلحة متطورة جداً بتمويل خليجي وبتنسيق أميركي.
وأضاف: تضغط واشنطن على قطر والسعودية لإرسال أسلحة ثقيلة إلى المتمردين بالإضافة إلى تقديم الدعم المالي لهم. ويضيف سلامي مؤكداً قيام بريطانيا بتقديم الدعم للقوات المتحالفة مع تنظيم القاعدة والتي تقاتل ضد الحكومة السورية:
ستضعف حكومة الرئيس بشار الأسد نتيجة هجمات الوهابيين المتطرفين وعناصر القاعدة الذين يجعلون من الدول المجاورة لسوريا مثل الأردن والعراق وتركيا قاعدة انطلاق لهم ويتلقى هؤلاء المتمردين الدعم المالي والعسكري من الغرب ومن قبل أنظمة مشيخات في الخليج "الفارسي".
وأضاف سلامي: هناك نقاط اختلاف ظاهرية بين هذه المجموعات حول قضايا متعددة لكنهم متفقون على قضية واحدة وهي إسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد واستغلال الأوضاع لمصالحهم.
في نهاية المقال يشير الكاتب إلى الدور الرئيسي للكيان الصهيوني في كل ما يجري ويقول: قام هذا الكيان بشكل سري بتقديم مساعدات مالية لمقاتلي المعارضة المسلحة بملايين الدولارات كما أن هناك رهانات كبيرة جداً على سقوط حكومة الرئيس بشار الأسد.
وفي الختام يقول سلامي: تواجه سوريا في الوقت الراهن مأساة إنسانية رهيبة، تنفق عليها الأنظمة المرتهنة للغرب في المنطقة والوهابيين المتطرفين، القاعدة، وكل من واشنطن وإسرائيل مبالغ مالية كبيرة جداً