مجاهدون
01-02-2005, 07:43 AM
كتابات - أحمد الخفاف
الرياض معقل مذهب الوهابية كانت الأسبوع الماضي على موعد دام مع "مجاهدي" الفلوجة، حيث ضرب الإرهابيون الذين عادوا توا من إمارة طالبان الفلوجة بعد انهيارها إلى ديارهم أهدافا لم يكن يدر في خُلد آل سعود أن أبناءهم من "المجاهدين البررة" يستطيعوا أن يصلوا إليها، وهذه من بركات مشايخ الوهابية الذين يسرحون ويمرحون في المملكة العربية السعودية حاضنة الإرهاب الأولى في العالم دون أن تتجرأ سلطات آل سعود على محاسبتهم أو ملاحقتهم..
الإرهاب لا يتجزأ... ولا يمكن لأيٍ أن يجزئه بمزاجه.. فما حصل من عمليات تفجير وقتل وسحل الأبرياء وإرهاب الآمنين في مدن العراق انطلاقا من الفلوجة هو ذاته الذي يحصل اليوم في الرياض وجدة وغيرها من المدن في المملكة العربية السعودية.. فالإرهابي الذي ضرب النجف وكربلاء وبغداد والبصرة وكركوك بالسيارات المفخخة عبر استخدام الانتحاريين هو ذاته الذي يضرب الآن الرياض ومدن السعودية وبالأسلوب نفسه.. فالشاب السعودي أو اليمني الذي تدرب على القيام بأعمال التفجيرات الانتحارية على يد الزرقاوي وعبد الله الجنابي السلفي في إمارة الفلوجة هو نفسه الذي يفجر سيارته المفخخة في شوارع الرياض ويضرب بيد من نار مفاصل التحكم والسيطرة لآل سعود في مختلف المدن السعودية شمالا وجنوبا، شرقا وغربا والحكومة عاجزة عن صد هؤلاء "المجاهدين" الأشاوس!!...
على العرب حكومات وشعوب ووسائل إعلام أن يفهموا ويدركوا جيدا أن الدور سيكون على بلدانهم ومدنهم مستقبلا لتُضرب بطاعون الإرهاب "السلفي الجهادي" بعد أن ظلوا كثيرا يطبّلون لما أسموه "مقاومة" في العراق وخاصة في الفلوجة والمثلث السني.. فـ "المقاومون" و"المجاهدون" العرب "الباسلون" انتقلوا اليوم من الفلوجة إلى معقلهم الرياض وذلك بعد أن تم تطهير الفلوجة من شراذم "الفئة الضالة" السعوديين واليمنيين والمغاربة والسوريين والمصريين والليبيين والجزائريين والأردنيين واللبنانيين فضلا عن الفلسطينيين الذين تركوا ساحات الوغى في ديارهم المسلوبة وجاؤا إلى العراق ليردوا الجميل لصدام الذي أغدق عليهم بالملايين من أموال الشعب العراقي المسكين..
لم يكن آل سعود ولا الشعب السعودي يتوقعون يوما أن يضرب الإرهاب السلفي مدنهم وشوارعهم ومرافق دولتهم بهذا العنف وإن كان القادم أعظم حسب التوقعات.. ولنا أن نتساءل مَن المسئول عن كل ذلك؟؟.. إن المسئول الوحيد عن كل ذلك هو الفكر التكفيري الذي يُروّج له في المساجد الوهابية والمدارس السلفية في السعودية والتي تخرّج لقطاء "الفئة الضالة" بالمئات بل بالآلاف تحت أعين السلطات، وتجمع لهم الملايين لنشر ثقافة القتل العشوائي تحت يافطة "الجهاد" و"فقه" العدوان والضلال والظلمات بين شعوب العالم.. هذه المدارس والمساجد هي المسئولة عما يجري من أعمال إرهابية في الرياض وجدة والخبر والدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم وغيرها من المدن السعودية..
إن زعيق آل سعود بأن هؤلاء الإرهابيين هم "فئة ضالة" لم يعد ينفع ولا يسمع له أحد، لأن الازدواجية والنفاق الذي يمارسه النظام السعودي تجاه قضية الإرهاب بشكل عام هو الذي أوقع النظام في هذا المأزق.. مأزق يتخبط فيه ولا مخرج له منها... فالإرهابي السعودي الذي يضرب مدن العراق كالنجف وكربلاء وبغداد وكركوك ويقطع رؤوس الأبرياء ويذبح الصغير والكبير ويمثل بالجثث في اللطيفية والمحمودية والعامرية هم حسب وسائل الإعلام السعودية ومشايخ السلف الوهابيين "أبناء بررة" و"مجاهدين" ينصرهم الله على أعداء الأمة من الشيعة والكرد والمسيحيين والأمريكان!!!
ويتم تأييدهم ودعمهم بأموال زكاة المسلمين والسلاح والعتاد ويتم الترويج لذلك خلال حملات كبرى في مساجد الوهابية والمدارس السلفية في أرجاء السعودية وتحت أنظار السلطات وبدعم منها!!.. ولكن هؤلاء الإرهابيين عندما يعودوا إلى أرض الوطن سالمين غانمين بتمارين الذبح والتفجير ومما تعلموه أكثر من مجرمي نظام البعث السابق الذين تقمصوا قميص "هيئة علماء المسلمين" بعد انهيار البعث.. حين يقوم هؤلاء العائدين بتطبيق ما تعلموه من إجرام البعثيين في مدينة الرياض ويضربوا المفاصل السيادية الحساسة لنظام آل سعود في عقر داره يصبح هؤلاء "المجاهدين" بقدرة قادر "فئة ضالة" و"جماعة منحرفة" و"مجرمين" ينبغي قطع دابرهم و"منبوذين" وما إلى ذلك من المصطلحات التي بدأ نظام آل سعود يلصقها بهم ليشفي غليله من أفعالهم الدموية في السعودية وليتسنى له ضربهم بيد من حديد!!
إن الإرهاب الذي يضرب السعودية بعنف اليوم وخاصة عاصمته الرياض هو نتيجة حتمية للإرهاب الحكومي السعودي الرسمي الذي طال بلدان العالم خلال العقود الماضية سواء على صعيد إرسال الشباب السعودي إلى مختلف الأقطار بدعوى ما يسمونه المشاركة في "الجهاد" ضد الشيوعية أو ضد "الكفار"، أو على صعيد جمع المال ودعم هؤلاء المقاتلين المندفعين بفتاوى مشايخ الوهابية في كافة أصقاع العالم كالجراد الموبوء يكفّرون الشعوب ويقتلون الناس ويسرحون ويمرحون ومشايخهم الأجلاف يضربون الأخماس بالأسداس في أرض الحرمين الشريفين التي ينبغي أن تكون رحمة للناس ومثابة للمؤمنين ومُرغما للمطاردين وملجأ للهاربين..
اليوم وبعد أن عاد "مجاهدو" الفلوجة السعوديين إلى أرضهم وديارهم هاربين مذعورين لهم الحق كل الحق أن يبنوا دولة طالبان في السعودية وهي الدولة التي دعمها آل سعود سابقا بكل مقومات البقاء من مال وسلاح وعتاد ودعم سياسي وإعلامي في أفغانستان، فلم لا يرض آل سعود اليوم بمسعى أبنائها الذين أخرجتهم مدارسها وتعلموا على يد مشايخها الرسميين في إقامة دولة طالبان الميمونة على أرض الحجاز.. فهل دولة الملا عمر الطالبانية بهذا السوء بحيث يمانع آل سعود من إقامتها على أرض الحرمين الشريفين.. إذا كان الأمر كذلك فلِمَ دعموها في أفغانستان حتى سقوطها، ودعموا إعلاميا أبناءهم ومشايخهم في محاولة إقامتها مرة أخرى في الفلوجة السليبة؟؟
إن وسائل الإعلام السعودية وخاصة صحفها ما زالت تخفي رؤوسها تحت رمال النفاق وتتجاهل الحقائق، لا لشيء سوى لنَفَسها الطائفي.. فلو كانت الأحداث التي تجري حاليا على أرض العراق تحصل في أي بلد عربي آخر لكانت كل عملية إجرامية تحدث يدينها الإعلام السعودي اشد الإدانة.. ولكن لأن ما يحدث من أعمال قتل وتفجير يجري على أرض العراق ويناله القسط الأكبر من أبناء الشيعة، تباركه الصحافة السعودية وتحث على ارتكاب المزيد من هذه الأعمال بحجة "مقاومة" الاحتلال.. وكأنهم هُم لا احتلال لهم يجثم بكل سلام في عقر دارهم وفي قواعد عسكرية ومجمعات مدنية.. في طول البلاد وعرضها..!!
وسائل الإعلام السعودية شأنها شأن آل سعود وقعت في ازدواجية ونفاق إزاء قضية الإرهاب في كل من العراق والسعودية لا تعرف كيف تتخلص منها.. ففي حين تكتب الصحافة السعودية الصفراء مقالات عن "الجهاد" في الفلوجة والعراق وتصف أبناءها هناك بـ "المجاهدين" و"المقاومين".. هذه الصحافة نفسها تنعتهم على أرض السعودية بـ "الفئة الضالة" و"المجرمين" و"الإرهابيين" .. فأي منطق هذا الذي يعشعش في عقلية الماكنة الإعلامية السعودية ومسئوليها.. إن الذي يعشعش في نفوس الإعلام السعودي والقائمين عليه سواء كانوا متطرفين أو متلبسين بلباس المعتدلين هو ليس سوى حقد طائفي دفين ضد العراقيين بفئاتهم المختلفة.. الشيعة والأكراد والأقليات الأخرى.. إنها المغالطة الكبرى الذين وقعوا فيها فلا مخرج لهم منها.. أذلهم الله من حيث لا يشعرون.. يتخبطون ولا يعرفوا كيف يتصرفوا إزاء طاعون الإرهاب الوهابي الذين هم جزء من تركيبته وقطعة من نسيجه! ويبقون متفرجين لا حول لهم ولا قوة إزاء ضرب مفاصل حياتهم اليومية..
غربان الفلوجة وصلت إلى الرياض.. فهنيئا لكم يا آل سعود.. ومبروك لكم أيها الشعب السعودي.. فذوقوا قليلا ما كنتم وما زلتم ترغموا الشعب العراقي على تذوقه من طعم الإرهاب السلفي الطائفي المقيت.. إن بضاعتكم المزجاة وهم "المجاهدون" ردّت إليكم... والسهام التي أطلقها مشايخ السعودية الوهابيون عادت إلى نحورهم وهناك المزيد.. والأيام حُبلى بتفجيرات سوف تحصل في حاضنات الإرهاب السلفي وقواعد الفكر التكفيري في السعودية.. عقارب الفلوجة تضرب اليوم الرياض.. وغدا ستضرب الكويت وبعدها عمّان ومن ثم القاهرة.. هذه المدن ستكون في صدر قائمة سوف تشهد أسمائها لمعانا في عمليات الإرهاب في المستقبل القريب..
أيها المشايخ الغلاة في السعودية والكويت إن أولادكم وأبنائكم الذين أشربتموهم "فقه" تكفير الآخرين وبعثتموهم إلى أفغانستان والباكستان والبوسنة والشيشان وأسبانيا وأوربا وأمريكا وأخيرا إلى العراق وكربلاء والنجف وبغداد وكركوك ليقطعوا الرؤوس الشريفة وليفجّروا أجسادهم النتنة في الأبرياء ويعيثوا في الأرض الفساد قد عادوا إليكم فاستقبلوهم بالأحضان.. فهم صناعتكم وبضاعتكم الرديئة ردّت إليكم، فالشعب العراقي لفظهم وسنة العراق لا يريدونهم.. فأخذوهم من أيديهم كما يأخذ الرجل بيد ابنه العاق.. ولا محيص لكم غير اثنتين .. إما تسلمونهم لآل سعود ليقتّلوا وتُقطّعَ أرجلهم وأيديهم من خلاف وتضرب أعناقهم كما ضربوا أعناق الأبرياء المسلمين في العراق.. أو أن تتبنوا هؤلاء اليتامى المنبوذين وتضموهم إليكم فأنتم آبائهم الروحيين، وتدعوا سوية إلى مبايعة الملا عمر.. وتعملوا معا على إقامة دولته الميمونة على أرض السعودية وأنتم كارهون.. الأمر الذي سيثير آل سعود فيبطشوا بكم جميعا بطشتهم الكبرى.. فأي طريق تختارون..الخيارين أحلاهمها مرّ.. فماذا أنتم فاعلون؟؟!
ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM
الرياض معقل مذهب الوهابية كانت الأسبوع الماضي على موعد دام مع "مجاهدي" الفلوجة، حيث ضرب الإرهابيون الذين عادوا توا من إمارة طالبان الفلوجة بعد انهيارها إلى ديارهم أهدافا لم يكن يدر في خُلد آل سعود أن أبناءهم من "المجاهدين البررة" يستطيعوا أن يصلوا إليها، وهذه من بركات مشايخ الوهابية الذين يسرحون ويمرحون في المملكة العربية السعودية حاضنة الإرهاب الأولى في العالم دون أن تتجرأ سلطات آل سعود على محاسبتهم أو ملاحقتهم..
الإرهاب لا يتجزأ... ولا يمكن لأيٍ أن يجزئه بمزاجه.. فما حصل من عمليات تفجير وقتل وسحل الأبرياء وإرهاب الآمنين في مدن العراق انطلاقا من الفلوجة هو ذاته الذي يحصل اليوم في الرياض وجدة وغيرها من المدن في المملكة العربية السعودية.. فالإرهابي الذي ضرب النجف وكربلاء وبغداد والبصرة وكركوك بالسيارات المفخخة عبر استخدام الانتحاريين هو ذاته الذي يضرب الآن الرياض ومدن السعودية وبالأسلوب نفسه.. فالشاب السعودي أو اليمني الذي تدرب على القيام بأعمال التفجيرات الانتحارية على يد الزرقاوي وعبد الله الجنابي السلفي في إمارة الفلوجة هو نفسه الذي يفجر سيارته المفخخة في شوارع الرياض ويضرب بيد من نار مفاصل التحكم والسيطرة لآل سعود في مختلف المدن السعودية شمالا وجنوبا، شرقا وغربا والحكومة عاجزة عن صد هؤلاء "المجاهدين" الأشاوس!!...
على العرب حكومات وشعوب ووسائل إعلام أن يفهموا ويدركوا جيدا أن الدور سيكون على بلدانهم ومدنهم مستقبلا لتُضرب بطاعون الإرهاب "السلفي الجهادي" بعد أن ظلوا كثيرا يطبّلون لما أسموه "مقاومة" في العراق وخاصة في الفلوجة والمثلث السني.. فـ "المقاومون" و"المجاهدون" العرب "الباسلون" انتقلوا اليوم من الفلوجة إلى معقلهم الرياض وذلك بعد أن تم تطهير الفلوجة من شراذم "الفئة الضالة" السعوديين واليمنيين والمغاربة والسوريين والمصريين والليبيين والجزائريين والأردنيين واللبنانيين فضلا عن الفلسطينيين الذين تركوا ساحات الوغى في ديارهم المسلوبة وجاؤا إلى العراق ليردوا الجميل لصدام الذي أغدق عليهم بالملايين من أموال الشعب العراقي المسكين..
لم يكن آل سعود ولا الشعب السعودي يتوقعون يوما أن يضرب الإرهاب السلفي مدنهم وشوارعهم ومرافق دولتهم بهذا العنف وإن كان القادم أعظم حسب التوقعات.. ولنا أن نتساءل مَن المسئول عن كل ذلك؟؟.. إن المسئول الوحيد عن كل ذلك هو الفكر التكفيري الذي يُروّج له في المساجد الوهابية والمدارس السلفية في السعودية والتي تخرّج لقطاء "الفئة الضالة" بالمئات بل بالآلاف تحت أعين السلطات، وتجمع لهم الملايين لنشر ثقافة القتل العشوائي تحت يافطة "الجهاد" و"فقه" العدوان والضلال والظلمات بين شعوب العالم.. هذه المدارس والمساجد هي المسئولة عما يجري من أعمال إرهابية في الرياض وجدة والخبر والدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم وغيرها من المدن السعودية..
إن زعيق آل سعود بأن هؤلاء الإرهابيين هم "فئة ضالة" لم يعد ينفع ولا يسمع له أحد، لأن الازدواجية والنفاق الذي يمارسه النظام السعودي تجاه قضية الإرهاب بشكل عام هو الذي أوقع النظام في هذا المأزق.. مأزق يتخبط فيه ولا مخرج له منها... فالإرهابي السعودي الذي يضرب مدن العراق كالنجف وكربلاء وبغداد وكركوك ويقطع رؤوس الأبرياء ويذبح الصغير والكبير ويمثل بالجثث في اللطيفية والمحمودية والعامرية هم حسب وسائل الإعلام السعودية ومشايخ السلف الوهابيين "أبناء بررة" و"مجاهدين" ينصرهم الله على أعداء الأمة من الشيعة والكرد والمسيحيين والأمريكان!!!
ويتم تأييدهم ودعمهم بأموال زكاة المسلمين والسلاح والعتاد ويتم الترويج لذلك خلال حملات كبرى في مساجد الوهابية والمدارس السلفية في أرجاء السعودية وتحت أنظار السلطات وبدعم منها!!.. ولكن هؤلاء الإرهابيين عندما يعودوا إلى أرض الوطن سالمين غانمين بتمارين الذبح والتفجير ومما تعلموه أكثر من مجرمي نظام البعث السابق الذين تقمصوا قميص "هيئة علماء المسلمين" بعد انهيار البعث.. حين يقوم هؤلاء العائدين بتطبيق ما تعلموه من إجرام البعثيين في مدينة الرياض ويضربوا المفاصل السيادية الحساسة لنظام آل سعود في عقر داره يصبح هؤلاء "المجاهدين" بقدرة قادر "فئة ضالة" و"جماعة منحرفة" و"مجرمين" ينبغي قطع دابرهم و"منبوذين" وما إلى ذلك من المصطلحات التي بدأ نظام آل سعود يلصقها بهم ليشفي غليله من أفعالهم الدموية في السعودية وليتسنى له ضربهم بيد من حديد!!
إن الإرهاب الذي يضرب السعودية بعنف اليوم وخاصة عاصمته الرياض هو نتيجة حتمية للإرهاب الحكومي السعودي الرسمي الذي طال بلدان العالم خلال العقود الماضية سواء على صعيد إرسال الشباب السعودي إلى مختلف الأقطار بدعوى ما يسمونه المشاركة في "الجهاد" ضد الشيوعية أو ضد "الكفار"، أو على صعيد جمع المال ودعم هؤلاء المقاتلين المندفعين بفتاوى مشايخ الوهابية في كافة أصقاع العالم كالجراد الموبوء يكفّرون الشعوب ويقتلون الناس ويسرحون ويمرحون ومشايخهم الأجلاف يضربون الأخماس بالأسداس في أرض الحرمين الشريفين التي ينبغي أن تكون رحمة للناس ومثابة للمؤمنين ومُرغما للمطاردين وملجأ للهاربين..
اليوم وبعد أن عاد "مجاهدو" الفلوجة السعوديين إلى أرضهم وديارهم هاربين مذعورين لهم الحق كل الحق أن يبنوا دولة طالبان في السعودية وهي الدولة التي دعمها آل سعود سابقا بكل مقومات البقاء من مال وسلاح وعتاد ودعم سياسي وإعلامي في أفغانستان، فلم لا يرض آل سعود اليوم بمسعى أبنائها الذين أخرجتهم مدارسها وتعلموا على يد مشايخها الرسميين في إقامة دولة طالبان الميمونة على أرض الحجاز.. فهل دولة الملا عمر الطالبانية بهذا السوء بحيث يمانع آل سعود من إقامتها على أرض الحرمين الشريفين.. إذا كان الأمر كذلك فلِمَ دعموها في أفغانستان حتى سقوطها، ودعموا إعلاميا أبناءهم ومشايخهم في محاولة إقامتها مرة أخرى في الفلوجة السليبة؟؟
إن وسائل الإعلام السعودية وخاصة صحفها ما زالت تخفي رؤوسها تحت رمال النفاق وتتجاهل الحقائق، لا لشيء سوى لنَفَسها الطائفي.. فلو كانت الأحداث التي تجري حاليا على أرض العراق تحصل في أي بلد عربي آخر لكانت كل عملية إجرامية تحدث يدينها الإعلام السعودي اشد الإدانة.. ولكن لأن ما يحدث من أعمال قتل وتفجير يجري على أرض العراق ويناله القسط الأكبر من أبناء الشيعة، تباركه الصحافة السعودية وتحث على ارتكاب المزيد من هذه الأعمال بحجة "مقاومة" الاحتلال.. وكأنهم هُم لا احتلال لهم يجثم بكل سلام في عقر دارهم وفي قواعد عسكرية ومجمعات مدنية.. في طول البلاد وعرضها..!!
وسائل الإعلام السعودية شأنها شأن آل سعود وقعت في ازدواجية ونفاق إزاء قضية الإرهاب في كل من العراق والسعودية لا تعرف كيف تتخلص منها.. ففي حين تكتب الصحافة السعودية الصفراء مقالات عن "الجهاد" في الفلوجة والعراق وتصف أبناءها هناك بـ "المجاهدين" و"المقاومين".. هذه الصحافة نفسها تنعتهم على أرض السعودية بـ "الفئة الضالة" و"المجرمين" و"الإرهابيين" .. فأي منطق هذا الذي يعشعش في عقلية الماكنة الإعلامية السعودية ومسئوليها.. إن الذي يعشعش في نفوس الإعلام السعودي والقائمين عليه سواء كانوا متطرفين أو متلبسين بلباس المعتدلين هو ليس سوى حقد طائفي دفين ضد العراقيين بفئاتهم المختلفة.. الشيعة والأكراد والأقليات الأخرى.. إنها المغالطة الكبرى الذين وقعوا فيها فلا مخرج لهم منها.. أذلهم الله من حيث لا يشعرون.. يتخبطون ولا يعرفوا كيف يتصرفوا إزاء طاعون الإرهاب الوهابي الذين هم جزء من تركيبته وقطعة من نسيجه! ويبقون متفرجين لا حول لهم ولا قوة إزاء ضرب مفاصل حياتهم اليومية..
غربان الفلوجة وصلت إلى الرياض.. فهنيئا لكم يا آل سعود.. ومبروك لكم أيها الشعب السعودي.. فذوقوا قليلا ما كنتم وما زلتم ترغموا الشعب العراقي على تذوقه من طعم الإرهاب السلفي الطائفي المقيت.. إن بضاعتكم المزجاة وهم "المجاهدون" ردّت إليكم... والسهام التي أطلقها مشايخ السعودية الوهابيون عادت إلى نحورهم وهناك المزيد.. والأيام حُبلى بتفجيرات سوف تحصل في حاضنات الإرهاب السلفي وقواعد الفكر التكفيري في السعودية.. عقارب الفلوجة تضرب اليوم الرياض.. وغدا ستضرب الكويت وبعدها عمّان ومن ثم القاهرة.. هذه المدن ستكون في صدر قائمة سوف تشهد أسمائها لمعانا في عمليات الإرهاب في المستقبل القريب..
أيها المشايخ الغلاة في السعودية والكويت إن أولادكم وأبنائكم الذين أشربتموهم "فقه" تكفير الآخرين وبعثتموهم إلى أفغانستان والباكستان والبوسنة والشيشان وأسبانيا وأوربا وأمريكا وأخيرا إلى العراق وكربلاء والنجف وبغداد وكركوك ليقطعوا الرؤوس الشريفة وليفجّروا أجسادهم النتنة في الأبرياء ويعيثوا في الأرض الفساد قد عادوا إليكم فاستقبلوهم بالأحضان.. فهم صناعتكم وبضاعتكم الرديئة ردّت إليكم، فالشعب العراقي لفظهم وسنة العراق لا يريدونهم.. فأخذوهم من أيديهم كما يأخذ الرجل بيد ابنه العاق.. ولا محيص لكم غير اثنتين .. إما تسلمونهم لآل سعود ليقتّلوا وتُقطّعَ أرجلهم وأيديهم من خلاف وتضرب أعناقهم كما ضربوا أعناق الأبرياء المسلمين في العراق.. أو أن تتبنوا هؤلاء اليتامى المنبوذين وتضموهم إليكم فأنتم آبائهم الروحيين، وتدعوا سوية إلى مبايعة الملا عمر.. وتعملوا معا على إقامة دولته الميمونة على أرض السعودية وأنتم كارهون.. الأمر الذي سيثير آل سعود فيبطشوا بكم جميعا بطشتهم الكبرى.. فأي طريق تختارون..الخيارين أحلاهمها مرّ.. فماذا أنتم فاعلون؟؟!
ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM