تشكرات
08-07-2012, 03:11 AM
http://www.iraaqi.com/upload/4364736.jpg
يرتبط دوما شهر رمضان بذكريات ومواقف تأبى النسيان.. فمن منا لايتذكر متى بدأ الصيام، وكيف واجه اليوم الاول منه .. وهل استمر صيامه حتى انتهاء الشهر الفضيل، لاشك ان السنوات تحمل بين طياتها لحظات جميلة وخالدة، اذ تقودنا تلك الذكريات المحملة بالصبر والتحمل والمشاكسة الى مواقف لاتخلو من الطرافة حينما كنا صغارا نتباهى بصيامنا امام الاخرين وبألعابنا الرمضانية الممتعة .
بدءا" يتذكر " رسول مصطفى" 35 عاما" كيف اجبرته والدته على الصيام وهو بعمر ثماني سنوات، فلم يكن راغبا في ذلك الا انه اقتنع بكلام والدته حينما ارغمته على خوض التجربة ، مر اليوم الاول بهدوء لايخلو من التلهف لشرب الماء او اكل مايحب، فعيون والدته كانت رقيبا على كل تحركاته في هذا اليوم، مضى اليوم على مضض وكلمات التشجيع تتساقط عليه كالمطر ساعة الافطار.. الا انه وفي قرارة نفسه صمم على ان يتظاهر بالصيام امام اهله، فكان يسرع الى
شرب الماء والاكل حينما تخلد امه الى النوم! او تكون منهمكة في اعداد وجبة الافطار فكان يختبئ في غرفته ويسارع الى شرب واكل الطعام الذي خبأه من عيون والدته قبل فترة قصيرة وهكذا انتهى شهر رمضان وكل من في البيت يهنئه بالصيام وتتباهى امه بمقدرته على ذلك لينال هديته المميزة على اخلاصه لهذا الشهر .. كأن تكون عيدية كبيرة او حاجة يحب اقتناءها.
مواقف رمضانية
ويشير" احمد ابراهيم " طالب جامعي الى انه بدأ الصيام وهو بعمر عشر سنوات وانه كان ينتظر مدفع الافطار بفارغ الصبر.. ويتسابق مع اشقائه لانتهاء اليوم ومن منهم يبقى صائما، وكان يرى شقيقته" نورا" التي تكبره بسنة واحدة كيف تختبئ وراء الباب لتشرب الماء او لتأكل
الطعام دون علم والديه، وحينما اكتشف ذلك ذات يوم توسلت به الا يفتن عليها، فلم يقتنع بكلامها فأباح تصرف نورا لامه فضحك عليها الجميع ونالت توبيخا جعلها تنزوي لايام.. الا ان والدتي تفهمت ذلك الموقف وسامحتها على فعلتها، والى اليوم نتذكر تلك المواقف الجميلة والممتعة.. واليوم يزيدنا شهر رمضان اصرارا وحبا على اداء الفريضة التي تعودنا عليها منذ الصغر واحببنا رمضان بكل مايحمل من نفحات ايمانية وصبر ومشقة.
حيل رمضان
نستمتع جدا بأيام شهر رمضان وبموائده العامرة واكلاته المميزة التي تزيد وزني بدلا من نقصانه.. هذا ماأشارت اليه " خديجة علي" ربة بيت مضيفة في انها تحرص على الصيام، وان ايام رمضان تأتي محملة بالخير والبركة، الا ان مايبدو في السنوات الاخيرة التراجع في اعداد الصائمين نتيجة للظروف الجوية القاسية.. وهذا مايؤثر سلبا في
الشهر الكريم.. وتقول كنا سابقا نحرص على صيامه واداء فرائضه لكنها ترى اليوم اخوتها وصديقاتها مفطرين.. وتتذكر كيف ان والدها يجبرهم على الصيام و السحور والاكل بافراط مع انهم لايحبون تناول وجبة السحور المتكونة دوما من الرز واللبن فتلجأ الى التظاهر بالشبع لتسرع بعد ذهاب والدها الى العبادة قبل الامساك الى المطبخ الذي يغريها بأكلاته وحلوياته الممتعة.
كما كانت تستمتع بليالي رمضان ايام الطفولة وبألعاب الصبايا اللواتي كن يتجمعن بعد الافطار للتسلية واللهوواطلاق الاغاني والاناشيد الجميلة الذي فقدنا طعمها بمرور السنين ولم تعد حاضرة في اذهان الفتيات الان.
وتتذكر " رانيا " 40 عاما ان موعد زفافها المصادف في رمضان وكانت صائمة ولم تفكر في الافطارلانها زفت بعد الفطور.. ايام كان رمضان يصادف في فصل الشتاء والصائمون لايبالون بالعطش او الاعياء لانه فصل جميل يشجع على الصيام .. وتسترسل عن ايام طفولتها اذ كانت تصوم يوما وتفطر يوما الى ان تعودت على ذلك الى الان، من
المواقف الطريفة التي تتذكرها في رمضان انهاكانت صائمة وهي في عمر عشر سنوات وان شقيقتها كانت تحرضها على الافطار فتشرب الماء وتأكل امامها طعاما لذيذا وتطمئنها على ان لايعرف بذلك احد مما ضعفت مقاومتها واسرعت الى الطعام تأكل منه بشراهة وسرعة، وفي هذه اللحظة كشفت امها ذلك فتلعثمت في الكلام والرد على استفسارات الام التي كانت تحرص على اداء الفريضة فحرمتها من الكلام معها طوال ذلك اليوم وظلت عيون والدتي تراقبنا طيلة الشهرفلم نتمكن الافلات من الصيام بعد ذلك..
رمضان في الذاكرة
يروي " محمد جار الله" وزوجته وهما اقرباء كيف كانوا يسكنون في بيت جدهم وتمضي عليهم ايام رمضان مفعمة بالمحبة والترابط والحرص على صيام جميع افراد العائلة والتواجد على مائدة الافطارالتي تقوم بأعدادهاالجدات والامهات بمنتهى البساطة
والتنوع ..ومنذ وقت مبكر يتم الاعداد لوجبة الفطورالتي تجهز اكثرها بأيدي الجدة والام كالخبز الحار وحلاوة التمر بالدهن والبيض الذي يكون مصدره من الدجاج المتواجد في سطح المنزل بأقفاصه الجميلة، واللبن الذي تحرص جدتي على اعداده بيدها قبل يوم.. لذلك كان الخير وفير والحاجة للسوق قليلة على حد تعبيرهما .. ملفتان الى ان شهر رمضان كان يصادف في اشهر الصيف ايضا الاانهما لايشعران بحرارته كما الان، مع ان الصائمين كانوا ينامون في سطوح المنازل ومصدر التبريد الوحيد اما المهفة او المروحة المنضدية البسيطة... رمضان كان اجمل ايام زمان على حد قولهما.
تجربة غنية
للذكريات طعم خاص فكيف وهي تختبئ في طيات شهريفيض بركة وجلالة.. ليأخذ بطياته ترانيم الايام الجميلة.. هذا ماقاله الباحث ومدرس العلوم الاسلامية " جلال احمد" مؤكدا على اهمية خوض تجربة الصيام كبارا وصغارا لانها فضلا عن فريضتها الشرعية فهي تجربة غنية للنفس بما تحمله من فيض ايماني وامتحان للفرد واختبار لصبره وقدرته على المشقة.. وهي كما ورد في القرآن الحكيم فرض عبادي سام تكمن فيه امور عديدة ومثوبة كبيرة للصائم، ففيها
تتجسد معان كثيرة لمشاركة محنة الفقيرفي تحمله الجوع والعطش وهي ايضا تهذيب للروح والعقل من سموم الخطايا والافكار الهدامة.. وعليه كما يقول الباحث ان الصائم وعلى مدى قدرته البدنية والتحملية يشعر بالنفحات الايمانية للشهر الكريم وبلطف الله جلت قدرته في اعانته على الصبر والتحمل.
ويضيف ان شهر رمضان الفضيل له خصوصية وميزة عن بقية اشهر السنة، كما انه يتباين عن سنواته السابقة واللاحقة تبعا لاختلاف الظروف الاجتماعية والصحية فضلا عن تباين الاجواء المناخية وطبيعة الفرد العراقي الذي اتعبته سنوات الحروب والتغيرات السياسية
والظروف الامنية الصعبة .. لذلك حسب الباحث جلال ان شهر رمضان يمر والمواطن يعيش ظرفا غير اعتيادي ينعكس بالدرجة الاساس على قدرته العصبية والمزاجية وبالتالي فأنه يشعر بالعبء الاضافي في هذا الشهر وبالتوتر والشد طول ايام صيامه . لذا ننصح الصائمين باللجوء الى القراءة لاسيما قراءة القرآن وتفسيره والادعية المختصة بشهر رمضان والاستمتاع بالكتب التي تغني الفكر والقلب فضلا عن راحتها النفسية.
يرتبط دوما شهر رمضان بذكريات ومواقف تأبى النسيان.. فمن منا لايتذكر متى بدأ الصيام، وكيف واجه اليوم الاول منه .. وهل استمر صيامه حتى انتهاء الشهر الفضيل، لاشك ان السنوات تحمل بين طياتها لحظات جميلة وخالدة، اذ تقودنا تلك الذكريات المحملة بالصبر والتحمل والمشاكسة الى مواقف لاتخلو من الطرافة حينما كنا صغارا نتباهى بصيامنا امام الاخرين وبألعابنا الرمضانية الممتعة .
بدءا" يتذكر " رسول مصطفى" 35 عاما" كيف اجبرته والدته على الصيام وهو بعمر ثماني سنوات، فلم يكن راغبا في ذلك الا انه اقتنع بكلام والدته حينما ارغمته على خوض التجربة ، مر اليوم الاول بهدوء لايخلو من التلهف لشرب الماء او اكل مايحب، فعيون والدته كانت رقيبا على كل تحركاته في هذا اليوم، مضى اليوم على مضض وكلمات التشجيع تتساقط عليه كالمطر ساعة الافطار.. الا انه وفي قرارة نفسه صمم على ان يتظاهر بالصيام امام اهله، فكان يسرع الى
شرب الماء والاكل حينما تخلد امه الى النوم! او تكون منهمكة في اعداد وجبة الافطار فكان يختبئ في غرفته ويسارع الى شرب واكل الطعام الذي خبأه من عيون والدته قبل فترة قصيرة وهكذا انتهى شهر رمضان وكل من في البيت يهنئه بالصيام وتتباهى امه بمقدرته على ذلك لينال هديته المميزة على اخلاصه لهذا الشهر .. كأن تكون عيدية كبيرة او حاجة يحب اقتناءها.
مواقف رمضانية
ويشير" احمد ابراهيم " طالب جامعي الى انه بدأ الصيام وهو بعمر عشر سنوات وانه كان ينتظر مدفع الافطار بفارغ الصبر.. ويتسابق مع اشقائه لانتهاء اليوم ومن منهم يبقى صائما، وكان يرى شقيقته" نورا" التي تكبره بسنة واحدة كيف تختبئ وراء الباب لتشرب الماء او لتأكل
الطعام دون علم والديه، وحينما اكتشف ذلك ذات يوم توسلت به الا يفتن عليها، فلم يقتنع بكلامها فأباح تصرف نورا لامه فضحك عليها الجميع ونالت توبيخا جعلها تنزوي لايام.. الا ان والدتي تفهمت ذلك الموقف وسامحتها على فعلتها، والى اليوم نتذكر تلك المواقف الجميلة والممتعة.. واليوم يزيدنا شهر رمضان اصرارا وحبا على اداء الفريضة التي تعودنا عليها منذ الصغر واحببنا رمضان بكل مايحمل من نفحات ايمانية وصبر ومشقة.
حيل رمضان
نستمتع جدا بأيام شهر رمضان وبموائده العامرة واكلاته المميزة التي تزيد وزني بدلا من نقصانه.. هذا ماأشارت اليه " خديجة علي" ربة بيت مضيفة في انها تحرص على الصيام، وان ايام رمضان تأتي محملة بالخير والبركة، الا ان مايبدو في السنوات الاخيرة التراجع في اعداد الصائمين نتيجة للظروف الجوية القاسية.. وهذا مايؤثر سلبا في
الشهر الكريم.. وتقول كنا سابقا نحرص على صيامه واداء فرائضه لكنها ترى اليوم اخوتها وصديقاتها مفطرين.. وتتذكر كيف ان والدها يجبرهم على الصيام و السحور والاكل بافراط مع انهم لايحبون تناول وجبة السحور المتكونة دوما من الرز واللبن فتلجأ الى التظاهر بالشبع لتسرع بعد ذهاب والدها الى العبادة قبل الامساك الى المطبخ الذي يغريها بأكلاته وحلوياته الممتعة.
كما كانت تستمتع بليالي رمضان ايام الطفولة وبألعاب الصبايا اللواتي كن يتجمعن بعد الافطار للتسلية واللهوواطلاق الاغاني والاناشيد الجميلة الذي فقدنا طعمها بمرور السنين ولم تعد حاضرة في اذهان الفتيات الان.
وتتذكر " رانيا " 40 عاما ان موعد زفافها المصادف في رمضان وكانت صائمة ولم تفكر في الافطارلانها زفت بعد الفطور.. ايام كان رمضان يصادف في فصل الشتاء والصائمون لايبالون بالعطش او الاعياء لانه فصل جميل يشجع على الصيام .. وتسترسل عن ايام طفولتها اذ كانت تصوم يوما وتفطر يوما الى ان تعودت على ذلك الى الان، من
المواقف الطريفة التي تتذكرها في رمضان انهاكانت صائمة وهي في عمر عشر سنوات وان شقيقتها كانت تحرضها على الافطار فتشرب الماء وتأكل امامها طعاما لذيذا وتطمئنها على ان لايعرف بذلك احد مما ضعفت مقاومتها واسرعت الى الطعام تأكل منه بشراهة وسرعة، وفي هذه اللحظة كشفت امها ذلك فتلعثمت في الكلام والرد على استفسارات الام التي كانت تحرص على اداء الفريضة فحرمتها من الكلام معها طوال ذلك اليوم وظلت عيون والدتي تراقبنا طيلة الشهرفلم نتمكن الافلات من الصيام بعد ذلك..
رمضان في الذاكرة
يروي " محمد جار الله" وزوجته وهما اقرباء كيف كانوا يسكنون في بيت جدهم وتمضي عليهم ايام رمضان مفعمة بالمحبة والترابط والحرص على صيام جميع افراد العائلة والتواجد على مائدة الافطارالتي تقوم بأعدادهاالجدات والامهات بمنتهى البساطة
والتنوع ..ومنذ وقت مبكر يتم الاعداد لوجبة الفطورالتي تجهز اكثرها بأيدي الجدة والام كالخبز الحار وحلاوة التمر بالدهن والبيض الذي يكون مصدره من الدجاج المتواجد في سطح المنزل بأقفاصه الجميلة، واللبن الذي تحرص جدتي على اعداده بيدها قبل يوم.. لذلك كان الخير وفير والحاجة للسوق قليلة على حد تعبيرهما .. ملفتان الى ان شهر رمضان كان يصادف في اشهر الصيف ايضا الاانهما لايشعران بحرارته كما الان، مع ان الصائمين كانوا ينامون في سطوح المنازل ومصدر التبريد الوحيد اما المهفة او المروحة المنضدية البسيطة... رمضان كان اجمل ايام زمان على حد قولهما.
تجربة غنية
للذكريات طعم خاص فكيف وهي تختبئ في طيات شهريفيض بركة وجلالة.. ليأخذ بطياته ترانيم الايام الجميلة.. هذا ماقاله الباحث ومدرس العلوم الاسلامية " جلال احمد" مؤكدا على اهمية خوض تجربة الصيام كبارا وصغارا لانها فضلا عن فريضتها الشرعية فهي تجربة غنية للنفس بما تحمله من فيض ايماني وامتحان للفرد واختبار لصبره وقدرته على المشقة.. وهي كما ورد في القرآن الحكيم فرض عبادي سام تكمن فيه امور عديدة ومثوبة كبيرة للصائم، ففيها
تتجسد معان كثيرة لمشاركة محنة الفقيرفي تحمله الجوع والعطش وهي ايضا تهذيب للروح والعقل من سموم الخطايا والافكار الهدامة.. وعليه كما يقول الباحث ان الصائم وعلى مدى قدرته البدنية والتحملية يشعر بالنفحات الايمانية للشهر الكريم وبلطف الله جلت قدرته في اعانته على الصبر والتحمل.
ويضيف ان شهر رمضان الفضيل له خصوصية وميزة عن بقية اشهر السنة، كما انه يتباين عن سنواته السابقة واللاحقة تبعا لاختلاف الظروف الاجتماعية والصحية فضلا عن تباين الاجواء المناخية وطبيعة الفرد العراقي الذي اتعبته سنوات الحروب والتغيرات السياسية
والظروف الامنية الصعبة .. لذلك حسب الباحث جلال ان شهر رمضان يمر والمواطن يعيش ظرفا غير اعتيادي ينعكس بالدرجة الاساس على قدرته العصبية والمزاجية وبالتالي فأنه يشعر بالعبء الاضافي في هذا الشهر وبالتوتر والشد طول ايام صيامه . لذا ننصح الصائمين باللجوء الى القراءة لاسيما قراءة القرآن وتفسيره والادعية المختصة بشهر رمضان والاستمتاع بالكتب التي تغني الفكر والقلب فضلا عن راحتها النفسية.