المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو البحث عن وسائل جديدة للدفاع عن الإسلام في الغرب : تجربة «طارق رمضان» في نموذجا



سيد مرحوم
01-02-2005, 02:20 AM
نحو البحث عن وسائل جديدة للدفاع عن الإسلام في الغرب:


تجربة «طارق رمضان» في أوروبا نموذجاً

قاسم قصير

في ظل ازدياد الضغوط على الإسلام والمسلمين في العالم تحت عناوين شتى، يطرح العاملون للإسلام سؤالاً أساسياً: كيف يمكن أن نواجه الحملة على الإسلام والمسلمين؟ وهل نستطيع أن نرد على هذه الحملة بأساليب جديدة؟ أم أننا محكومون بالصراع بيننا وبين الغرب تطبيقاً لنظرية »صدام الحضارات«؟

خيارات سلبية:

للأسف فإن بعض المسلمين يندفعون بسرعة نحو اتخاذ الخيار السلبي بالقول: بأن المعركة بين الإسلام والغرب لا مفر منها وأنه ليس أمامنا سوى أسلوب وحيد للرد على الحملات ضد الإسلام والمسلمين، من خلال اعتماد خيار العنف والقوة والرد بقسوة على كل ما يطالنا من هجمات.

إن هذا الجواب السريع والانفعالي ليس هو الخيار الصحيح في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، لأن اعتماد العنف واستمرار الحديث عن منطق الحرب والصراع يحققان الأهداف التي يسعى إليها بعض المعادين للإسلام والذين لا يريدون لهذا الدين أن يحقق أهدافه السماوية بنشر العدل والرحمة بين البشر ويريدون أن يدفعوا المسلمين نحو معارك خاسرة في كافة بقاع العالم.

إن المسلمين اليوم أصبحوا منتشرين في كافة بقاع الأرض رغم كل ما يتعرضون له من مشاكل وضغوط، ولم يعد هناك أي عائق لإيصال الأفكار الإسلامية إلى كل الناس، سواء بالأساليب المباشرة (من خلال تواجد المسلمين)، أو عبر وسائل الاتصال الحديثة (الفضائيات الانترنت، وسائل الإعلام المختلفة)، لكن المشكلة هي في الأفكار والطروحات التي نقدمها حول الإسلام، ومدى استعداد الآخرين لتقبل هذه الطروحات.

وهذه الإشكالية لا تعني أن علينا التخلي عن مبادئنا وتغييرها لكي تتلاءم مع الآخرين، بل كيفية البحث عن الأسلوب الأفضل لتقديم هذه الأفكار واعتماد وسائل الإقناع الصحيحة لشرح مبادئ الإسلام.

نموذج ايجابي:

وقد يكون نموذج طارق رمضان (وهو من العاملين لنشر الفكر الإسلامي في أوروبا من خلال إقامته في جنيف وباريس بسبب لجوء والده إلى هناك منذ عشرات السنين)، هو أحد النماذج الإيجابية التي ينبغي الاستفادة منها لدراسة أفضل السبل للدفاع عن الإسلام والمسلمين.

وبدون الدخول في تفاصيل الأفكار والطروحات التي يتحدث عنها طارق رمضان، فإنه من خلال أساليب الإقناع والاستفادة من الوسائل الحديثة في الدعوة والتبليغ نجح في الوصول إلى المجتمعات الغربية بقوة وأصبح أحد أهم الناشطين دفاعاً عن الإسلام والمسلمين، مما جعل الكثير من المتطرفين يهاجمونه ويعملون لعرقلة نشاطاته.

لقد نجح طارق رمضان في أن يقدم إنموذجاً إيجابياً على صعيد صورة الإنسان المسلم المتصالح مع الآخرين والمندمج في البيئة التي يقيم فيها بدون التخلي عن مبادئه الإسلامية والإنسانية.

ولقد أثار نشاطه الكثير من الجدل والنقاش في الأوساط الغربية (في أوروبا وأميركا)، وعمدت بعض المؤسسات المتطرفة لمنعه من الذهاب إلى أميركا للتدريس هناك (رغم توجيه دعوة رسمية له من إحدى الجامعات وإعطائه تأشيرة دخول). وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً في الأوساط الأميركية، وذلك لتغيير قرار عدم السماح له بالدخول إلى أميركا.

وكل ذلك يكشف إمكانية اعتماد وسائل جديدة في إيصال الأفكار الإسلامية إلى كل المجتمعات في العالم دون الحاجة للحروب والعنف.

إن مسؤوليتنا اليوم أن ندرس بعمق ما يجري في العالم من أجل أن نعتمد الأساليب الناجحة في نشر الإسلام ومبادئه السامية ولا ننجر إلى ردود فعل سلبية تسي‏ء للإسلام والمسلمين.