تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السيدة العلوية "فاطمة نسومر" مذلّة جنرالات فرنسا في الجزائر



أمان أمان
08-02-2012, 10:06 PM
الثلاثاء, 31 يوليو 2012



http://www.shafaqna.info/arabic/media/k2/items/cache/1afc2c69ceacba26e3467c565ef082a0_M.jpg (http://www.shafaqna.info/arabic/media/k2/items/cache/1afc2c69ceacba26e3467c565ef082a0_XL.jpg)



شفقنا- السيدة فاطمة نسومر ينتهي نسبها إلى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، و ما زالت شجرتها النسبية العلوية محفوظة، وقد أعد الباحث خالد سيد أحمد أحد أبناء العائلة النسومرية و بعد خمس سنوات من جمع الوثائق و البحوث والأدلة كتابا بعنوان : " فاطمة نسومر من قريش الى منطقة القبائل "


كانت أخت الرجال وقائدة الرجال و أميرة الرجال، تلك هي السيدة المجاهدة فاطمة نسومر التي لقنت الجيش الفرنسي درساً في القوة و الشجاعة و التضحية بالغالي والنفيس من أجل الأوطان .


ولدت السيدة فاطمة سيد أحمد المعروفة بفاطمة نسومر - نسبة إلى قرية تعرف بذات الإسم نسومر التي كانت تقيم فيها بعد وفاة والدها - ، في منطقة “عين الحمام” بالقبائل المتواجدة شرْقَ الجزائر سنة 1830 م و هى السنة التي إحتلت فيها فرنسا الجزائر و قتلت مئات الآلاف من الجزائريين الذين قاوموا بطشها و عنفها وجبروتها.

كانت السيدة فاطمة من أهل السلوك العرفاني و الأذكار الربانية، و إنتمت هي و إخوتها إلى الطريقة الرحمانية، و كان لها أربعة إخوة أكبرهم السيد الطاهر ..


أما والدها السيد محمد بن عيسى، فكان مشرفا على الزاوية الرحمانية و مقدم الطريقة الرحمانية، و كان السيد محمد من الأجلاء في قومه ويتمتّع بمكانة عالية و مرموقة، وكان مقصد طلاب النصح والمشورة ، و تشير بعض المصدر التاريخية أن آل محمد بن عيسى من الأشراف الذين ينتمون إلى سلالة أهل البيت ، أما أمها فهي السيدة خديجة التي تسمى بها جبال جرجرة بالجزائر هذه الجبال التي إحتضنت الثورة الجزائرية و رموزها وقادتها، و يضرب بها المثل لقوتها وصلابتها و عنفوانها .


كانت السيدة فاطمة نسومر تتمتّع بكل صفات النساء الجميلات الرقيقات، و معروف لدى الجزائريين أن بنات منطقة القبائل يتمتعن بجمال خاص , إضافة إلى ذلك فقد تجمع إلى جمالها قمة الخلق و عظمة الأخلاق و علو العلم و المنطق و الذوبان في الشريعة الإسلامية .


و كانت مواظبة على الأذكار والعبادة , و عرفت بالتقوى والزهد والعزوف عن الدنيا , و لأجل ذلك قصد خطبتها عشرات الرجال وكانت ترفضهم الواحد تلو الآخر , إلى أن زوجها أبوها من
.يحي ناث إيخولوف عند بلوغها السادسة عشر من عمرها , و لكن يحي لم يدخل بها حيث تظاهرت بالمرض والإعياء و التعب الشديد , فأعادها إلى بيت أبيها دون أن يطلقها و قد ظلت على عصمته دون أن يفضّ بكارتها.


سخرّت حياتها لذكر الله و تدارس علوم القرآن وكانت تشرف على المدرسة القرآنية بعد وفاة والدها , فكونت جيلا حافظا للقرآن الكريم و مقبلا على تعاليمه .

عرفت ببغضها للظلم و الإستعباد والإحتلال , و جمعت بين الزهد والتنسك و مواجهة الظلم والتحريض على الإستعمار الفرنسي البغيض .

تأثرت السيدة فاطمة بأخيها السيد طاهر الذي كان صاحب علم جمّ في النقل والعقل واللغة والتفسير والأصول و قد أخذت منه الكثير إلى أن تحولت إلى آية من آيات الله في العلم و الفقاهة في كل مناطق القبائل .


أعلنت الثورة على الجيش الفرنسي الذي كان يعمل على إقتحام مناطق القبائل , و قد ساعدتها شجاعتها وعدم خوفها من الموت وعشقها الإلاهي في الإعلان عن الثورة و أشعلت أواها بين جبال القبائل وقادت الرجال وأنقذتهم من براثن المعتقلات الفرنسية الجائرة ..

وكانت ترصد تحركات الإستعمار الفرنسي و القوات الفرنسية في المناطق المتاخمة لمنطقتها , و بين عامي 1845 – 1846 قويت التحركات العسكرية الفرنسية في منطقة تيزي وزو والمناطق المحاذية لها , و منطقة دلس عام 1847، و عندما شن الجيش الفرنسي حملة على المنطقة قاومته ببسالة قلّ نظيرها و أنقذت أحد المقاومين المدعو بوبغلة المتواجد في قرية سومر.


و قررّت السيدة فاطمة الإنتقال من مكان إلى آخر وتحرض سكان القبائل الأشاوس الذين حارب أجدادهم الوندال والرومان والطامعين في أرض الجزائر , وكانت بليغة وفصيحة , و تملك حجة قوية مشفوعة بآيات الذكر الحكيم , و قصص الأحرار الذي قدموا الغالي والنفيس من أجل تحرير أوطانهم . و في معركة من المعارك في جبال القبائل تمكنت من إلحاق ضربة موجعة بالجيش الفرنسي الذي غادر تلك المناطق مخلفا وراءه 800 قتيلا و عشرات الجرحى .


بعد وفاة الشريف بوبغلة أصبحت أميرة الجهاد ضد الفرنسيين في جبال جرجرة , و لجأت إلى إستراتيجية تشكيل خلايا فدائية ومجموعات صغيرة تباغت الجيش الفرنسي , و من خلال هذه الطريقة قطفت و المجاهدون الذين كانوا يسيرون وراءها رؤوس المئات من عناصر الجيش الفرنسي , و الذي دبّ في قلوبهم الرعب من هذه المرأة اللغز والتي تركت متاع الدنيا و تفرغت لقتال الذين إحتلوا بلادها وأرض الإسلام الجزائر ...


و قد شعر الجيش الفرنسي بكثير من الإذلال بإعتبار أن أميرة الجهاد السيدة فاطمة نسومر أذلت جبروتهم و هانت شرفهم العسكري , فجمع الجيش الفرنسي كل قوته والتي بلغت حدود 7000 عنصرا حملوا على قريتها دفعة واحدة , فوقعت في الأسر , و كان الفرنسيون يسمونها جان دارك جرجرة وكانت ترفض هذه التسمية و كانت تفضل ّ لقب “خولة جرجرة” نسبة إلى “خولة بنت الأزور” التي كانت تتنكر في زي الرجال وتجاهد إلى جانب الصحابة المجاهدين .

نقل الجيش الفرنسي السيدة فاطمة نسومر إلى منطقة يسر و أودعت السجن وسط حراسة مشددة و بقيت في المعتقل ست سنوات إلى أن وافتها المنية في أيلول - سبتمبر عام 1863 عن عمر يناهز 33 سنة . وبعد وفاتها رحممها الله كان جبال جرجة على موعد مع ثورة المقراني التي زلزلت الجيش الفرنسي و الذي كان يدفن قتلاه في عين مكان المواجهات حتى لا يفقد الجنود الفرنسيون في الثكنات معنوياتهم , و هذه الثورة الجزائرية كلما ألحقوا ضررا براية , إبنعثت راية , إنه الشعب الجزائري الجبار الحاقد على الظلم و الإستعمار و الذل و القهر .........


يحيى أبوزكريا

انتهى

www.shafaqna.com/arabic/ (http://www.shafaqna.com/arabic/)