JABER
07-26-2012, 02:54 AM
«فيه سبعين مليون يتمنوا يبوسوا الجزمة علشان أعطيهم مناصب»
شفيق البنا يكشف أسرار قصر مبارك
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/07/26/34b53f20-27a9-4016-a824-e84e11616084_mainNew.jpg
عمرو موسى آخر الوزراء «أصحاب القرار».. والرئيس اعترف بـ «سقوط» الخارجية بعده
القاهرة - مصطفى ابراهيم
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/07/26/342073_kamel_rotatorNew.JPG (http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=342073&date=26072012#)
شفيق البنا
ثلاثون عاما تولى فيها مبارك حكم مصر كانت حافلة بالاحداث الكبرى، ومليئة بالاسرار وعامرة بالالغاز، ظهر منها القليل وما خفي كان اعظم لكن هناك من كانوا قريبين من مبارك ومقربين من صانعي القرار وراصدين للكواليس سماهم البعض «خزائن الاسرار»
و«صناديق سوداء». ومن هؤلاء اللواء شفيق البنا الشاهد الملك على كواليس قصر الرئاسة بحكم عمله وقربه من افراد عائلة مبارك حيث ظل البنا بطبيعة عمله ملازما لاسرة الرئيس المخلوع منذ ان كان نائبا للسادات وبالتحديد يوم 6 اكتوبر عام 1973 حتى خروجه مخلوعا في ثورة يناير.
وفي حديث خاص لـ «النهار» كشف البنا عن العديد من المفاجآت والاسرار التي حدثت في عهد مبارك وفضح استهانة اركان السلطة في عهد الرئيس الراحل انور السادات بمبارك ومنهم من نصح المشير ابوغزالة بان يتولى رئاسة مصر لعدم كفاءة مبارك، وما الاسباب التي منعت ابوغزالة من قبول ذلك العرض، ملمحا الى احتمال ضلوع مبارك في اغتيال السادات.
واشار الى انفصال الرئيس عن شعبه، وساعد عليه محاولتا الاغتيال اللتان تعرض لهما في اديس ابابا وبورسعيد وبعدها طلق مبارك مصالح الشعب وقرر ان يعيش لنفسه، وترك مقاليد الحكم لنجله جمال وحزم حقائبه الى شرم الشيخ ليعيش في حماية اسرائيل ومن يومها بدأ الاعداد لتوريث جمال حكم مصر من بعد والده، وبالفعل بدأت الامور تسير تجاه اعداد التوريث لحكم المحروسة، واصبح البريد يعرض على رئيس المستقبل الذي عاد من الغرب بعدما اسهم في تسويق ديون مصر وتربح منها المليارات.
كما انتقد اللواء مهندس البنا التضخيم الاعلامي لدور مبارك في معركة العبور رافضا نفاق المتسلقين الذين صوروا للعامة انه لولا الرئيس السابق ما انتصر الجيش المصري على اسرائيل.
كما كشف البنا عن المثلث الحديدي الذي كان يتحكم في قصر الرئاسة ويسير مبارك حسب هواه وتبعا لرأيه، مؤكدا ان هذا المثلث كان اخطر اضلاعه اللواء جمال عبدالعزيز الذي اتى بالضلع الثاني زكريا عزمي لكي يحكما الحصار على مبارك ويضيقا الخناق عليه، ويمنعا وصول الحقيقة اليه، موضحا ان الضلع الثالث د. اسامة الباز تم
التضحية به بعدما تطاول على جمال وناده باسم التدليل «جيمي» على مرأى ومسمع من الحضور ما اثار حفيظة الوريث عليه وقرر اقصاءه من قصر الرئاسة.
واللواء مهندس شفيق البنا هو نجل المرحوم الشيخ محمود علي البنا احد اشهر قراء القرآن الكريم في مصر، وكان مسؤول الامور الفنية والادارية في قصور الرئاسة. والى تفاصيل تنشر للمرة الاولى يرويها الشاهد الملك على كواليس قصر مبارك في حلقات: ذكرت أنه كان يحدث تنصت على التليفونات.. فمن كان يتجسس على من في الرئاسة؟
الكل كان يتجسس لصالح زكريا عزمي.
ألم يكن مبارك يطلب من أحد ان يتجسس له؟
لا، التجسس كله كان لصالح زكريا وجمال مبارك كان يتجسس على القصر وكل العاملين في الرئاسة بمن فيهم زكريا عزمي من خلال حبيب العادلي وزير الداخلية، وكان يوجد غرفة بجوار مكتب حبيب العادلي يديرها اللواء ابراهيم مرتضى بها أجهزة التنصت التي نقلوها من جهاز مباحث أمن الدولة وابراهيم مرتضى مازال موجوداً حتى اندلاع الثورة وبعد الثورة كانوا يتجسسون على المشير وقصر عابدين وقصر الاتحادية والمعلومات كانت تصل لزكريا عزمي في ذلك الوقت.
هل مبارك كان يهتم بما ينشر في الصحف؟
في بداية حكمه كان يهتم وتعرض عليه كل الصحف التي تصدر في مصر وخارج مصر لان هناك قسما مسؤولا عن متابعة الصحف في عابدين بعدها كانوا يقصون له أخباراً معينة واغلبها تخص انجازاته فيقرأها كقصاصة أو يطلب أصل الصحيفة.
هل كان مبارك يتقبل النقد؟
الرئيس السابق كان يتقبل النقد حتى عام 1990ولكن بعدها لم يكن يتقبل سوى الاشادة به وبأفعاله وأفعال من حوله .
هل الرئيس كان يقبل الهدايا من المصريين؟
كل محلات الحلوى ورجال الأعمال كانوا يرسلون هدايا بمناسبة وبدون مناسبة للرئيس وأولاده والهانم والطريف ان مرة مؤسسة الأخبار أرسلت الهدايا المعتادة وكان أبوالوفا رشوان مساعد السكرتارية أول مرة تأتي باسمه هدية فأخذها ودخل على الرئيس ليخبره ويستأذنه أيقبلها أم يرفضها ففوجئ بالرئيس يقول له «سيبهالي واخرج».. وأبوالوفا رجل صعيدي محترم.
خـروج البــاز
كيف خرج أسامة الباز من القصر الرئاسي هل كان وراء ذلك مؤامرة من زكريا وجمال ؟
أسامة الباز عمل مع الرئيس عندما كان عمر جمال مبارك 10 سنوات ودائما ما كان يقول له «يا جيمي» ولكن بعد 1997 الأمور تغيرت ولم يع الباز ان جمال مبارك تطور بسرعة وأصبح مهيأ للخلافة ففوجئ في احد الاجتماعات بالباز يناديه بـ «جيمي» فنظر اليه نظرة تعني «اخرج بره» ومن بعدها تم اقصاؤه من القصر رغم ان أسامة الباز هو الذي كان يعلمه كيف يظهر في وسائل الاعلام وهو الناصح الأول له في الظهور اعلاميا ودائما كان يقول له لابد من التقليل من ظهورك حتى يرغب الناس أكثر في رؤيتك ولكي لا تحترق.
ما قصة الحسابات الخاصة بالرئيس وأولاده في سويسرا؟
أكثر من مرة استشعرنا قصة الايداعات المباشرة للأموال في بنوك سويسرا كان علاء يسافر الى سويسرا بشكل منتظم ومتكرر لمدة يومين فقط ويعود وأحيانا يذهب الى ألمانيا.
ما علاقة الرئيس وأسرته بالبيزنس خاصة ما كان يتردد عن تجارة السلاح؟
ما أعرفه ان علاء كان يهوى شراء القصور والأراضي والمزارع وانتاج المزارع كان يبيعه لتجار سوق العبور ومن كان يزرعها خبراء أجانب ووزارة الزراعة، أما قصة السلاح فكنا نستشعرها من زيارات حسين سالم ومنير ثابت والمشير ابوغزالة والثلاثة كانوا يتولون عمليات نقل السلاح بالسفن من أميركا لمصر وكان لديهم شركة في أميركا تتولى هذه المهمة، وعندما تحضر هذه الشخصيات للرئاسة بالاضافة الى عمر الزواوي كان الرئيس يستقبلهم بشكل منفرد، وفي مرة عمر الزواوي أحضر للرئيس 10 فتيات فلبينيات لخدمته في القصر.
ما الفرق بين السادات ومبارك في تأدية مهام الرئيس وادارة البلد؟
الفرق شاسع بينهما فالأول كانت له طموحات وكان يجيد التخطيط لما يريد تحقيقه وكان يخفي عواطفه فلا تعرف ماذا يريد عندما يسأل أو يأخذ رأي من حوله في موضوع أو قضية، كما كان يحب التأثير أو ابهار من يريد اقناعه بشيء، فمثلاً كان يريد استقبال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في القصر الجمهوري فقال لي: «يا شفيق أريد ان تكون الحفلة مثل الملوك.. هل تعرف كيف تكون حفلات الملوك»، فقلت: «لا»، فنادى أحد الذين كانوا يعملون أثناء الملكية وقال له أخبر شفيق كيف تكون حفلات الملوك، وهذا مثال لتصرفات السادات الذي كان يريد ابهار أو حسن استقبال رئيس الولايات المتحدة، كما ان
السادات انضم لعدة أحزاب وحركات قبل توليه الرئاسة وشارك في ثورة يوليو وكان أحد قادتها واقترب من الاخوان المسلمين، وبالتالي له خبرة في العمل السياسي والكفاح الوطني، أما مبارك فلم يكن صاحب فكر ولا رؤية ولا خبرة سياسية أو أي ممارسة في العمل العام أو حتى علاقات اجتماعية، بل عندما أراد الزواج تزوج شقيقة منير ثابت زميله في الكلية الجوية، ولو لم تكن جاءت لتزور أخاها ورآها أثناء هذه الزيارة لما تزوجها .
كيف كانت تتم عملية اتخاذ القرار في رئاسة الجمهورية ؟
في الفترة ما قبل جمال مبارك كان د. أسامة الباز يقوم بدور «الملقن» يقف قبل ما يقابل أي شخص ويقول له ستقابل فلانا زوجته اسمها كذا لها نشاط في كذا وابنته تدرس في كذا تسأله في هذه الأشياء، والمفاوضات السياسية تترك للوزراء، وكان فعلا ينفذ ما يقوله الباز في دقائق، ثم يعود الى المقر ومع انه كان لا يفهم الا انه
كان لا يقبل الحوار وكان يقول: «أنا أقول والناس تنفذ» لذلك سقطت وزارة الخارجية بعد عمرو موسى لان موسى كان يؤدي عمله كوزير خارجية يأتي اليه بالبوسطة بنفسه ويعرض عليه ملخص الملفات ويقول فيه كذا ويقول له ممكن تعمل كذا وكذا، وهو يختار من الحلول التي يطرحها عليه عمرو موسى الذي كان ذكيا، وكان يعرف قدرات الرئيس أما باقي الوزراء بعد عمرو موسى فكانوا يرسلون البوسطة لجمال وهو من يعطي تعليماته،
وبعد عمرو موسى اختار كوادر على المعاش وكان يقول «دول زي شوية ورق بدل ما يطيروا في الهوا نحط عليهم زلطة»، والوزراء الآخرون كانوا ينتظرون اصدار الأوامر السياسية ما فيش وزير عنده خطة ينفذها كله قاعد في مكتبه منتظر الأوامر الا انه في ساعات الروقان كان يسألني الناس بتقول ايه عن الموضوع الفلاني، وكنت أقول الحقيقة ودي كانت بتؤذي زكريا عزمي وجمال عبدالعزيز
سكرتيره الخاص لأنهما كانا يتفننان في اخفاء الحقائق وكانت لهما مصالح في ذلك، وفي احدى المرات قتل وكيل مباحث أمن الدولة في الصعيد وكان يوم جمعة قتله بلطجي برشاش في الجيزة هو ومن معه وسكب عليهم بنزين وأشعل فيهم النار، فمبارك اكتشف عدم انضمام القاتل لأي تنظيم أو جماعة وانه فعل ذلك مقابل مئة جنيه
فقال مبارك: «هو وصل الحال بالمصريين انهم ياخدوا مئة جنيه ويقتلوا».. قلت له يا ريس: «اللي عمل كده صعيدي والصعيد فقير الآن والأثرياء هجروا»، والكلام أخذني واتكلمت في حال الفقر وفي حال البلد في كلامي زي المواطنين فرفع رجله ووضعها على الثانية وقال لي: «فيه سبعين مليون يتمنوا يبوسوا الجزمة علشان أعطيهم مناصب»، وكان جمال عبدالعزيز يقول للرئيس: «يا أفندم انت أحسن من محمد علي انجازات سيادتك يشهد عليها التاريخ».. وكان مبارك يكره القراءة وكان عنده مكتبة فيها كتب قال «شيلوا الكتب دي ودوها في داهية»، ووضع بدل الكتب شرائط فيديو كان صفوت الشريف عاملها له على انها انجازاته وكان بيقعد يتفرج عليها ويقول: «شوفوا شوفوا» .
كيف كان أسلوب مبارك في السياسة الخارجية؟
للأسف كان سيئا للغاية، ولو شاهد أي مواطن مصري مبارك وهو يتصل بالأمراء والشيوخ يطلب منهم مساعدات «كانوا ضربوه بالجزم» حيث كان يتسول منهم ولذلك مكانة مصر أصبحت في الحضيض وكان يطلب الأموال بتسول، «كان يقعد يدعي للأمراء بطول العمر والصحة والعافية مثلما يفعل المتسولون في الشوارع وأحد الملوك العرب كان يحتقره، وعلاء قضى شهر العسل في دولة خليجية أحد مسؤوليها كان يأتي بالهدايا الثمينة: ساعات ومجوهرات «الساعة تقدر بمليون جنيه» ويوم زيارة هذا المسؤول للقصر كأنه يوم عيد للأسرة كلها، أما الشيخ (....) فكان يعطيه ملايين وكان يتصل مبارك به يطلب خمسة ملايين لمشروع توشكى أو لشراء القمح ولا يصل من هذه الأموال
شيء لا لتوشكى أو للقمح، وكان له منطق غريب للمصريين في الخارج حيث كان يحافظ على علاقته بالرؤساء ضد مصالح المصريين، وكان يقول: «هو كل واحد يسافر يعمل لي مشكلة وأنا أحلها ايه اللي سفرهم هناك» وكان يقول أيضاً: «أنا عايش جنب الحيطة لا عمري ما أدخل حرب، أنا واقف مع أميركا والعرب هم اللي مولوا أميركا لضرب صدام، أقف مع من ساعد أميركا»، وفي مرة سأل صحافي مصري عن ارسال مساعدات لغزة في حربها ضد اسرائيل فقال له : «انت مجنون حد يحط راسه في فم الأسد».
الحرس القديم
ما رأيك في الحرس القديم « كمال الشاذلي وصفوت الشريف ويوسف والي» والفرق بينهم وبين الحرس الجديد؟
بصراحة هم كان لديهم قدرات كبيرة من الذكاء والخداع والقدرة على كل شي سيئ، يعني صفوت الشريف عندما علم ان «البوسطة» تحولت لجمال مبارك حول كل تعاملاته السياسية مع الوريث وركن الرئيس على جنب وذلك بالطبع على عكس الحرس الجديد الذي كان يتميز بالسذاجة والعبط والجري وراء المال ويمكن القول ان صفوت الشريف والشاذلي وزكريا وجمال عبدالعزيز كانوا مثل سحرة فرعون .
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/07/26/342073_miiadadda_rotatorNew.JPG (http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=342073&date=26072012#)
شفيق البنا يكشف أسرار قصر مبارك
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/07/26/34b53f20-27a9-4016-a824-e84e11616084_mainNew.jpg
عمرو موسى آخر الوزراء «أصحاب القرار».. والرئيس اعترف بـ «سقوط» الخارجية بعده
القاهرة - مصطفى ابراهيم
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/07/26/342073_kamel_rotatorNew.JPG (http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=342073&date=26072012#)
شفيق البنا
ثلاثون عاما تولى فيها مبارك حكم مصر كانت حافلة بالاحداث الكبرى، ومليئة بالاسرار وعامرة بالالغاز، ظهر منها القليل وما خفي كان اعظم لكن هناك من كانوا قريبين من مبارك ومقربين من صانعي القرار وراصدين للكواليس سماهم البعض «خزائن الاسرار»
و«صناديق سوداء». ومن هؤلاء اللواء شفيق البنا الشاهد الملك على كواليس قصر الرئاسة بحكم عمله وقربه من افراد عائلة مبارك حيث ظل البنا بطبيعة عمله ملازما لاسرة الرئيس المخلوع منذ ان كان نائبا للسادات وبالتحديد يوم 6 اكتوبر عام 1973 حتى خروجه مخلوعا في ثورة يناير.
وفي حديث خاص لـ «النهار» كشف البنا عن العديد من المفاجآت والاسرار التي حدثت في عهد مبارك وفضح استهانة اركان السلطة في عهد الرئيس الراحل انور السادات بمبارك ومنهم من نصح المشير ابوغزالة بان يتولى رئاسة مصر لعدم كفاءة مبارك، وما الاسباب التي منعت ابوغزالة من قبول ذلك العرض، ملمحا الى احتمال ضلوع مبارك في اغتيال السادات.
واشار الى انفصال الرئيس عن شعبه، وساعد عليه محاولتا الاغتيال اللتان تعرض لهما في اديس ابابا وبورسعيد وبعدها طلق مبارك مصالح الشعب وقرر ان يعيش لنفسه، وترك مقاليد الحكم لنجله جمال وحزم حقائبه الى شرم الشيخ ليعيش في حماية اسرائيل ومن يومها بدأ الاعداد لتوريث جمال حكم مصر من بعد والده، وبالفعل بدأت الامور تسير تجاه اعداد التوريث لحكم المحروسة، واصبح البريد يعرض على رئيس المستقبل الذي عاد من الغرب بعدما اسهم في تسويق ديون مصر وتربح منها المليارات.
كما انتقد اللواء مهندس البنا التضخيم الاعلامي لدور مبارك في معركة العبور رافضا نفاق المتسلقين الذين صوروا للعامة انه لولا الرئيس السابق ما انتصر الجيش المصري على اسرائيل.
كما كشف البنا عن المثلث الحديدي الذي كان يتحكم في قصر الرئاسة ويسير مبارك حسب هواه وتبعا لرأيه، مؤكدا ان هذا المثلث كان اخطر اضلاعه اللواء جمال عبدالعزيز الذي اتى بالضلع الثاني زكريا عزمي لكي يحكما الحصار على مبارك ويضيقا الخناق عليه، ويمنعا وصول الحقيقة اليه، موضحا ان الضلع الثالث د. اسامة الباز تم
التضحية به بعدما تطاول على جمال وناده باسم التدليل «جيمي» على مرأى ومسمع من الحضور ما اثار حفيظة الوريث عليه وقرر اقصاءه من قصر الرئاسة.
واللواء مهندس شفيق البنا هو نجل المرحوم الشيخ محمود علي البنا احد اشهر قراء القرآن الكريم في مصر، وكان مسؤول الامور الفنية والادارية في قصور الرئاسة. والى تفاصيل تنشر للمرة الاولى يرويها الشاهد الملك على كواليس قصر مبارك في حلقات: ذكرت أنه كان يحدث تنصت على التليفونات.. فمن كان يتجسس على من في الرئاسة؟
الكل كان يتجسس لصالح زكريا عزمي.
ألم يكن مبارك يطلب من أحد ان يتجسس له؟
لا، التجسس كله كان لصالح زكريا وجمال مبارك كان يتجسس على القصر وكل العاملين في الرئاسة بمن فيهم زكريا عزمي من خلال حبيب العادلي وزير الداخلية، وكان يوجد غرفة بجوار مكتب حبيب العادلي يديرها اللواء ابراهيم مرتضى بها أجهزة التنصت التي نقلوها من جهاز مباحث أمن الدولة وابراهيم مرتضى مازال موجوداً حتى اندلاع الثورة وبعد الثورة كانوا يتجسسون على المشير وقصر عابدين وقصر الاتحادية والمعلومات كانت تصل لزكريا عزمي في ذلك الوقت.
هل مبارك كان يهتم بما ينشر في الصحف؟
في بداية حكمه كان يهتم وتعرض عليه كل الصحف التي تصدر في مصر وخارج مصر لان هناك قسما مسؤولا عن متابعة الصحف في عابدين بعدها كانوا يقصون له أخباراً معينة واغلبها تخص انجازاته فيقرأها كقصاصة أو يطلب أصل الصحيفة.
هل كان مبارك يتقبل النقد؟
الرئيس السابق كان يتقبل النقد حتى عام 1990ولكن بعدها لم يكن يتقبل سوى الاشادة به وبأفعاله وأفعال من حوله .
هل الرئيس كان يقبل الهدايا من المصريين؟
كل محلات الحلوى ورجال الأعمال كانوا يرسلون هدايا بمناسبة وبدون مناسبة للرئيس وأولاده والهانم والطريف ان مرة مؤسسة الأخبار أرسلت الهدايا المعتادة وكان أبوالوفا رشوان مساعد السكرتارية أول مرة تأتي باسمه هدية فأخذها ودخل على الرئيس ليخبره ويستأذنه أيقبلها أم يرفضها ففوجئ بالرئيس يقول له «سيبهالي واخرج».. وأبوالوفا رجل صعيدي محترم.
خـروج البــاز
كيف خرج أسامة الباز من القصر الرئاسي هل كان وراء ذلك مؤامرة من زكريا وجمال ؟
أسامة الباز عمل مع الرئيس عندما كان عمر جمال مبارك 10 سنوات ودائما ما كان يقول له «يا جيمي» ولكن بعد 1997 الأمور تغيرت ولم يع الباز ان جمال مبارك تطور بسرعة وأصبح مهيأ للخلافة ففوجئ في احد الاجتماعات بالباز يناديه بـ «جيمي» فنظر اليه نظرة تعني «اخرج بره» ومن بعدها تم اقصاؤه من القصر رغم ان أسامة الباز هو الذي كان يعلمه كيف يظهر في وسائل الاعلام وهو الناصح الأول له في الظهور اعلاميا ودائما كان يقول له لابد من التقليل من ظهورك حتى يرغب الناس أكثر في رؤيتك ولكي لا تحترق.
ما قصة الحسابات الخاصة بالرئيس وأولاده في سويسرا؟
أكثر من مرة استشعرنا قصة الايداعات المباشرة للأموال في بنوك سويسرا كان علاء يسافر الى سويسرا بشكل منتظم ومتكرر لمدة يومين فقط ويعود وأحيانا يذهب الى ألمانيا.
ما علاقة الرئيس وأسرته بالبيزنس خاصة ما كان يتردد عن تجارة السلاح؟
ما أعرفه ان علاء كان يهوى شراء القصور والأراضي والمزارع وانتاج المزارع كان يبيعه لتجار سوق العبور ومن كان يزرعها خبراء أجانب ووزارة الزراعة، أما قصة السلاح فكنا نستشعرها من زيارات حسين سالم ومنير ثابت والمشير ابوغزالة والثلاثة كانوا يتولون عمليات نقل السلاح بالسفن من أميركا لمصر وكان لديهم شركة في أميركا تتولى هذه المهمة، وعندما تحضر هذه الشخصيات للرئاسة بالاضافة الى عمر الزواوي كان الرئيس يستقبلهم بشكل منفرد، وفي مرة عمر الزواوي أحضر للرئيس 10 فتيات فلبينيات لخدمته في القصر.
ما الفرق بين السادات ومبارك في تأدية مهام الرئيس وادارة البلد؟
الفرق شاسع بينهما فالأول كانت له طموحات وكان يجيد التخطيط لما يريد تحقيقه وكان يخفي عواطفه فلا تعرف ماذا يريد عندما يسأل أو يأخذ رأي من حوله في موضوع أو قضية، كما كان يحب التأثير أو ابهار من يريد اقناعه بشيء، فمثلاً كان يريد استقبال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في القصر الجمهوري فقال لي: «يا شفيق أريد ان تكون الحفلة مثل الملوك.. هل تعرف كيف تكون حفلات الملوك»، فقلت: «لا»، فنادى أحد الذين كانوا يعملون أثناء الملكية وقال له أخبر شفيق كيف تكون حفلات الملوك، وهذا مثال لتصرفات السادات الذي كان يريد ابهار أو حسن استقبال رئيس الولايات المتحدة، كما ان
السادات انضم لعدة أحزاب وحركات قبل توليه الرئاسة وشارك في ثورة يوليو وكان أحد قادتها واقترب من الاخوان المسلمين، وبالتالي له خبرة في العمل السياسي والكفاح الوطني، أما مبارك فلم يكن صاحب فكر ولا رؤية ولا خبرة سياسية أو أي ممارسة في العمل العام أو حتى علاقات اجتماعية، بل عندما أراد الزواج تزوج شقيقة منير ثابت زميله في الكلية الجوية، ولو لم تكن جاءت لتزور أخاها ورآها أثناء هذه الزيارة لما تزوجها .
كيف كانت تتم عملية اتخاذ القرار في رئاسة الجمهورية ؟
في الفترة ما قبل جمال مبارك كان د. أسامة الباز يقوم بدور «الملقن» يقف قبل ما يقابل أي شخص ويقول له ستقابل فلانا زوجته اسمها كذا لها نشاط في كذا وابنته تدرس في كذا تسأله في هذه الأشياء، والمفاوضات السياسية تترك للوزراء، وكان فعلا ينفذ ما يقوله الباز في دقائق، ثم يعود الى المقر ومع انه كان لا يفهم الا انه
كان لا يقبل الحوار وكان يقول: «أنا أقول والناس تنفذ» لذلك سقطت وزارة الخارجية بعد عمرو موسى لان موسى كان يؤدي عمله كوزير خارجية يأتي اليه بالبوسطة بنفسه ويعرض عليه ملخص الملفات ويقول فيه كذا ويقول له ممكن تعمل كذا وكذا، وهو يختار من الحلول التي يطرحها عليه عمرو موسى الذي كان ذكيا، وكان يعرف قدرات الرئيس أما باقي الوزراء بعد عمرو موسى فكانوا يرسلون البوسطة لجمال وهو من يعطي تعليماته،
وبعد عمرو موسى اختار كوادر على المعاش وكان يقول «دول زي شوية ورق بدل ما يطيروا في الهوا نحط عليهم زلطة»، والوزراء الآخرون كانوا ينتظرون اصدار الأوامر السياسية ما فيش وزير عنده خطة ينفذها كله قاعد في مكتبه منتظر الأوامر الا انه في ساعات الروقان كان يسألني الناس بتقول ايه عن الموضوع الفلاني، وكنت أقول الحقيقة ودي كانت بتؤذي زكريا عزمي وجمال عبدالعزيز
سكرتيره الخاص لأنهما كانا يتفننان في اخفاء الحقائق وكانت لهما مصالح في ذلك، وفي احدى المرات قتل وكيل مباحث أمن الدولة في الصعيد وكان يوم جمعة قتله بلطجي برشاش في الجيزة هو ومن معه وسكب عليهم بنزين وأشعل فيهم النار، فمبارك اكتشف عدم انضمام القاتل لأي تنظيم أو جماعة وانه فعل ذلك مقابل مئة جنيه
فقال مبارك: «هو وصل الحال بالمصريين انهم ياخدوا مئة جنيه ويقتلوا».. قلت له يا ريس: «اللي عمل كده صعيدي والصعيد فقير الآن والأثرياء هجروا»، والكلام أخذني واتكلمت في حال الفقر وفي حال البلد في كلامي زي المواطنين فرفع رجله ووضعها على الثانية وقال لي: «فيه سبعين مليون يتمنوا يبوسوا الجزمة علشان أعطيهم مناصب»، وكان جمال عبدالعزيز يقول للرئيس: «يا أفندم انت أحسن من محمد علي انجازات سيادتك يشهد عليها التاريخ».. وكان مبارك يكره القراءة وكان عنده مكتبة فيها كتب قال «شيلوا الكتب دي ودوها في داهية»، ووضع بدل الكتب شرائط فيديو كان صفوت الشريف عاملها له على انها انجازاته وكان بيقعد يتفرج عليها ويقول: «شوفوا شوفوا» .
كيف كان أسلوب مبارك في السياسة الخارجية؟
للأسف كان سيئا للغاية، ولو شاهد أي مواطن مصري مبارك وهو يتصل بالأمراء والشيوخ يطلب منهم مساعدات «كانوا ضربوه بالجزم» حيث كان يتسول منهم ولذلك مكانة مصر أصبحت في الحضيض وكان يطلب الأموال بتسول، «كان يقعد يدعي للأمراء بطول العمر والصحة والعافية مثلما يفعل المتسولون في الشوارع وأحد الملوك العرب كان يحتقره، وعلاء قضى شهر العسل في دولة خليجية أحد مسؤوليها كان يأتي بالهدايا الثمينة: ساعات ومجوهرات «الساعة تقدر بمليون جنيه» ويوم زيارة هذا المسؤول للقصر كأنه يوم عيد للأسرة كلها، أما الشيخ (....) فكان يعطيه ملايين وكان يتصل مبارك به يطلب خمسة ملايين لمشروع توشكى أو لشراء القمح ولا يصل من هذه الأموال
شيء لا لتوشكى أو للقمح، وكان له منطق غريب للمصريين في الخارج حيث كان يحافظ على علاقته بالرؤساء ضد مصالح المصريين، وكان يقول: «هو كل واحد يسافر يعمل لي مشكلة وأنا أحلها ايه اللي سفرهم هناك» وكان يقول أيضاً: «أنا عايش جنب الحيطة لا عمري ما أدخل حرب، أنا واقف مع أميركا والعرب هم اللي مولوا أميركا لضرب صدام، أقف مع من ساعد أميركا»، وفي مرة سأل صحافي مصري عن ارسال مساعدات لغزة في حربها ضد اسرائيل فقال له : «انت مجنون حد يحط راسه في فم الأسد».
الحرس القديم
ما رأيك في الحرس القديم « كمال الشاذلي وصفوت الشريف ويوسف والي» والفرق بينهم وبين الحرس الجديد؟
بصراحة هم كان لديهم قدرات كبيرة من الذكاء والخداع والقدرة على كل شي سيئ، يعني صفوت الشريف عندما علم ان «البوسطة» تحولت لجمال مبارك حول كل تعاملاته السياسية مع الوريث وركن الرئيس على جنب وذلك بالطبع على عكس الحرس الجديد الذي كان يتميز بالسذاجة والعبط والجري وراء المال ويمكن القول ان صفوت الشريف والشاذلي وزكريا وجمال عبدالعزيز كانوا مثل سحرة فرعون .
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/07/26/342073_miiadadda_rotatorNew.JPG (http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=342073&date=26072012#)