المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في مثل هذا اليوم: سبعون طفلاً إيرانياً بلعهم البحر بصاروخ أميركي!



مسافر
07-12-2012, 03:31 PM
علي مطر – موقع الإنتقاد

الأربعاء, 4 / 07 / 2012


في الساعة السادسة والدقيقة السابعة والأربعين، من صباح 3 تموز/ يوليو 1988، أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية من نوع A-300 Airbus على متنها 290 راكباً، وهي من نوع طائرات الركاب المدنية، التي يكثُر استخدامها، من مطار بندر عباس، جنوبي إيران، متجهة إلى مطار دُبَي، في دولة الإمارات العربية المتحدة. والتقطت رادارات المدمرة الأميركية إقلاع الطائرة، التابعة للخطوط الجوية الإيرانية، فور إقلاعها.

وطالبتها أجهزة التعارف بتحديد الهوية: صديق أم عدو؟، بالصيغة الأمريكية المتعارف عليها (III IFF) وكانت إجابة أجهزة تعارف الطائرة:

6760، وهي تعني أنها طائرة مدنية، من نوع Airbus، بالشفرة الدولية، الخاصة بالتعارف. ولكن طاقم حاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس فنسنس” قام باسقاطها ما أدى إلى استشهاد ركابها وبينهم سبعون طفلاً..


http://alkhabarpress.com/wp-content/uploads/2012/07/14.jpg (http://alkhabarpress.com/%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ab%d9%84-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%b3%d8%a8%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b7%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%a8/1-15/)


يومها كشفت وكالة الأنباء الإيرانية أن الأسطول الأمريكي، أطلق صاروخَين على الطائرة. وأنها انفجرت فوق جزيرة هنجام، في مضيق هرمز، بعد 7 دقائق من إقلاعها. يومها أيضاً أكدت سلطات مطار دبَي، أن قائد الطائرة الإيرانية، أرسل إشارة استغاثة، قبْل اختفائها بوقت قصير، إلاّ أنه لم يعرف سبب ذلك.

كما ذكرت سلطات ميناء صقر، في إمارة رأس الخيمة، أن طائرة الخطوط الجوية الإيرانية، قد فُقدت، ويحتمَل سقوطها في الخليج. وكان ذلك أول إعلان عن سقوط الطائرة، بعد مرور 40 دقيقة على الموعد المحدد لهبوطها في مطار دبَي.


http://alkhabarpress.com/wp-content/uploads/2012/07/23.jpg (http://alkhabarpress.com/%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ab%d9%84-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%b3%d8%a8%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b7%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%a8/2-10/)


وفي 5 تموز/ يوليو 1988، طلبت إيران، رسمياً، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، لبحث الحادث. وصرح رئيس وفدها إلى مجلس الأمن، جعفر محلاتي، بأن بلاده، ستطالب بإدانة مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية في أي قرار متوقَّع لمجلس الأمن. ودعاها إلى سحب قواتها من الخليج، والوقوف موقف الحياد العادل، إزاء الحرب ضد العراق. وصوت البرلمان الإيراني، الذي يرأسه هاشمي رافسنجاني، على استمرار النضال ضد استكبار الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار الحرب ضد العراق.


http://alkhabarpress.com/wp-content/uploads/2012/07/32.jpg (http://alkhabarpress.com/%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ab%d9%84-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%b3%d8%a8%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b7%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%a8/3-7/)



وسلكت إيران اتجاهاً آخر، في محاولتها إدانة الولايات المتحدة الأمريكية لمسؤوليتها عن الحادث، توقعاً منها أن الأمريكيين أو أيّاً من أصدقائهم في مجلس الأمن، قد يستخدم حق النقض (الفيتو)، ضد قرار الإدانة. فقدمت طلباً إلى منظمة الطيران المدني العالمية، لعقد اجتماع طارئ، والتحقيق في حادث إسقاط الطائرة الإيرانية المدنية، بواسطة مدمرة أمريكية.

لا سيما أن ميثاق مونتريال 1971 لسلامة الطيران المدني يكبح الأعمال غير المشروعة ضد أمن الطيران المدني، وتقول المادة الأولى منها إنه يعتبر جرما وعملا عدوانيا كل من قام بتدمير طائرة في الخدمة أو سبب لها ضرراً أدى إلى تعطيلها عن الطيران أو تضمن احتمال تعريض سلامتها للخطر إبان رحلتها، ومن قام بوضع أو تسبب في وضع ـ بأية طريقة كانت ـ أي أداة أو مادة من شأنها أن تؤدي إلى تدمير الطائرة أو تسبب بها خللاً يعطلها عن الطيران أو يحدث بها ضرراً قد يؤدي إلى تعريض سلامتها للخطر وهي في حالة طيران، من دمر أو أفسد تجهيزات الملاحة الجوية أو تدخل في سير تشغيلها، إذا احتمل في مثل هذه الأعمال تعريض سلامة الطائرة للخطر وهي في حالة طيران.


http://alkhabarpress.com/wp-content/uploads/2012/07/41.jpg (http://alkhabarpress.com/%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ab%d9%84-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%b3%d8%a8%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b7%d9%81%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%a8/4-5/)


تبقى أميركا هي هي، تتعامل مع القانون الدولي وحقوق الإنسان بمعايير مزدوجة، لا يهمها إلا تلميع صورتها الدموية، فهي لم يرف له جفن لمقتل 290 راكباً ايرانياً من بينهم 70 طفلاً، في حين أنها تدين سورية وتقف ضدها لإسقاطها طائرة حربية تركية خرقت السيادة السورية بشكل واضح وعدواني، مع أن القانون الدولي الذي لا تعرفه أميركا يمنع أي طائرة لدولة ما من دخول دولة أخرى من دون تنسيق حتى لو كانت مدنية، وإلى أن يصحو الضمير الأميركي ويعيد النظر في جرائمه ويحاكم نفسه عليها يبقى الابرياء على امتداد خارطة العالم يعانون إرهاب الدولة العظمى وربيبتها الغدة السرطانية “إسرائيل”.

علي مطر – موقع الإنتقاد