المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجسید شخصیة الإمام علی(ع) فی مسلسل الفاروق "عُمَر" ودعوات لمقاطعة العمل



الفتى الذهبي
07-11-2012, 03:23 PM
الثلاثاء, 10 يوليو 2012


http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/7de789c8366bb46cd2e7b9931323dc0c_M.jpg (http://www.shafaqna.com/arabic/media/k2/items/cache/7de789c8366bb46cd2e7b9931323dc0c_XL.jpg)




خاص شفقنا- عاد الجدل من جديد في الأوساط الدينية بالعالم العربي ليرافق مسلسل “الفاروق عمر”، الذي سيُعرَض في عدد من القنوات الفضائية العربية خلال شهر رمضان المقبل، حيث أيد البعض تشخيص الصحابة في الأعمال الدرامية، بينما رفض الآخرون فكرة تجسيد صحابة الرسول الكريم.

و لقد أثار مسلسل " الفاروق عُمَر" الكثير من الجدل لدی علماء ومراجع الشیعة بسبب تجسید شخصیة الامام علی(ع) وکما کان لدی علماء اهل السنة نفس الهواجس وهی تجسید شخصیة الخلفاء وعلی راسهم الخلیفة عمر والخلیفة أبوبكر والخلیفة عثمان.

وقد كان موقف الشیعة واضح وثابت برفض تجسيد الأنبياء والاولیاء وهو موقف قديم لم يتغير عند علماء الشیعة المعترضين من عقود طويلة کما الحال بین علماء اهل السنة.

ويُعد المسلسل التاريخي “الفاروق عمر” عملا دراميا ضخما، شارك فيه أزيد من 30 ألف شخص من الطاقم والممثلين، ويتطرق إلى شخصية الصحابي عمر بن الخطاب وسماته التي اشتهر بها، من قبيل العدل والحكمة والروح القيادية، فضلا عن إبراز القيم والمفاهيم التي كانت سائدة حينئذ في البيئة الاجتماعية التي أنجبت شخصية عظيمة مثل شخصية عمر رضي الله عنه.

فيما حرم مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، عبدالعزيز آل الشيخ، تمثيل أدوار الصحابة، وهاجم المسلسل وصانعيه، معتبراً إياه خطأ وجرمية.

وأيده في ذلك عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام، الدكتور صالح بن حميد، وقال بتحريم تمثيل الصحابة بشكل نهائي.

والقول بالتحريم، هو رأي جميع أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة، عدا الدكتور قيس المبارك، الذي أباح التمثيل بضوابط. وذهب جملة من العلماء لتبني رأي التحريم المطلق، مثل الخبير في مجمع الفقه الإسلامي، الأستاذ في جامعة محمد الخامس في الرباط سابقا، الدكتور أحمد الريسوني، ورئيس مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، الدكتور حسين حامد حسان .

ولم تقف فتاوى التحريم المطلق على الرأي الفردي للفقهاء، بل إن كبرى المجامع الفقهية حرمت تمثيل أدوار الصحابة، وكان آخرها البيان الصادر العام الماضي من المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، الذي حرم تمثيل الأنبياء والصحابة، موضحاً أن “الصحابة – رضوان الله عليهم – شرفهم الله بصحبة النبي، واختصهم بها دون غيرهم من الناس، ولا يمكن للممثلين مطابقة ما كان عليه الصحابة من سمت وهدي”.

مجامع فقهية

ويعارض المجمع الفقهي الإسلامي في مكة فكرة تجسيد أدوار الصحابة في الأعمال الدرامية، غير أنه لم يكن المجمع الفقهي الوحيد المعارض للفكرة، أو أول المجامع تحريما لها، بل سبقه قرارات وفتاوى تحريمية من مجامع أخرى، حيث عارض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف تمثيل وظهور الصحابة في مثل هذه الأعمال منذ إنتاج فيلم الرسالة للمخرج السوري مصطفى العقاد في سبعينيات القرن الميلادي الماضي، وظلوا على موقفهم في اجتماعهم الأخير برئاسة شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، الذي عقد العام قبل الماضي بمشاركة مائتي عالم.

موقف الأزهر

أثار الإعلان عن إنتاج مسلسل ستجسد فيه شخصية الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حالة انقسام بين علماء الأزهر، بين مؤيد ومعارض، إلا أن الأزهر ظل على رأيه السابق بالتحريم المطلق.

ورفض الأزهر بعد ذلك إعادة النظر في موقفه السابق، عندما استقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وفدا زائرا من القائمين على العمل، ترأسه مدير مجموعة “إم بي سي” الوليد البراهيم، إضافة إلى الدكتور سلمان العودة، وكاتب العمل الدكتور وليد سيف، وفادي إسماعيل، وبديع فتوح، قبل نحو عام ونصف، وطالبهم حينها بالرجوع إلى العلماء في المملكة العربية السعودية، خصوصا هيئة كبار العلماء.

تنقيح وتصوير

وفور إعلان “إم بي سي” وتليفزيون قطر عن إنتاج العمل، شكلت لجنة شرعية سباعية مكونة من الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور سلمان العودة، والدكتور عبدالوهاب الطريري، والدكتور على الصلابي، والدكتور سعد العتيبي، والدكتور أكرم العمري، لمراجعة النص، ومحاولة تنقيته من كل تحريف أو تشويه، والمحافظة على شخصية عمر بن الخطاب بعيداً عن الروايات التاريخية الضعيفة أوالمسيئة؛ حرصاً على ظهور المسلسل بأفضل صورة، إلا أن انقساماً حدث بينهم حول إظهار صور الخلفاء ، لكن الدكتور يوسف القرضاوي، الذي رأى إظهار الخلفاء بصور معينة وبضوابط مشددة في فيلم هوليودي يعكف المنتج الكويتي محمد العنزي والقطري أحمد الهاشمي على إنتاجه، كان هو الغالب على مسلسل “عُمر”، الذي حول الخلاف بين العلماء حول حكم تمثيل الصحابة بشكل عام، إلى حكم ظهور الخلفاء.

وبعد سلسلة من الاجتماعات، التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة العام قبل الماضي، بين اللجنة الشرعية، والجهات الفنية، والكاتب والمخرج، إضافة لحضور إعلامي تمثل في أحمد الشقيري (مقدم برنامج “خواطر”)، وفهد السعودي (مقدم برنامجي “الحياة كلمة” و”حجر الزاوية”، تم الانتهاء من كتابة النص وتنقيحه من قبل اللجنة الشرعية، وباشر المخرج السوري حاتم علي مراحل التصوير في سوريا وتونس والمغرب. ورغم الضبابية التي أحيط بها العمل في مسألة ظهور الخلفاء الراشدين من عدمها، إلا أن الصورة لم توضح بعد، سواء من اللجنة الشرعية المخولة بمراجعة النص، التي التزمت الصمت، أو الجهتين المنتجتين، إلا أن المخرج وحده تحدث بقوله “لن يحصل، سيكون ظهور الخلفاء بشكل مجتزأ بالصورة التي ظهروا فيها في مسلسلات سابقة، لن يكون لوجوههم ظهور، فعم يتحدث الصحافيون؟”.

لكن الملاحظة المكتوبة على الصفحة الأولى من حلقات العمل أكدت أن “يراعى في التصوير أخذ لقطات عامة للمشاهد التي يظهر فيها الخلفاء، أو يتم التصوير من الخلف، مراعاة لعدم ظهور وجوههم، وإذا استلزم الأمر للمشاهد الأمامية يتم إخفاء الوجوه بهالة نورانية”.

وما حصل على أرض الواقع في موقع التصوير في دير علي، أشار إلى احتمال ظهور وجوه الخلفاء والمبشّرين بشكل طبيعي. وهذه الرؤية هي التي أدت إلى عدم موافقة الجهات الشرعية في المغرب على إكمال تصوير العمل فيها حتى تم تسوية الأمور، وهو ما يفسر توقف تصوير العمل فترة من الزمان.

وأشارت مصادر فنية مغربية إلى أن هناك شركات مغربية وأجنبية متخصصة في الإنتاج السينمائي والفني وصناعة الديكور بتكاليف عالية عملت على تشييد ديكورات ضخمة تجسد المشاهد المعروفة قديما في مكة المكرمة. غير أن المركز السينمائي المغربي، وهو أعلى هيئة رسمية تمنح التراخيص للمنتجين لتصوير أفلامهم ومسلسلاتهم على الأراضي المغربية، نفت أن تكون منحت ترخيصا لبدء تصوير هذا العمل.

وبين هذه الروايات خرج عمرو ابن المخرج حاتم علي ليؤكد أن التصوير في سوريا مستمر، قبل أن ينتقل إلى تونس، حيث استكمل فريق العمل تصوير المسلسل هناك، دون أن يحدد أن تونس هي بديلة للمغرب، أم هي محطة قبل الذهاب إليها.


دعوات المقاطعة

بعد إعلان “إم بي سي” عن عرض المسلسل، انقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض، ففريق يرى مقاطعة العمل وآخرون يرون الانتظار حتى يعرض العمل للحكم عليه.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعديد من دعوات المقاطعة وتجميع التواقيع التي تدعو للمقاطعة، ومطالبة منع العرض، أيدتها آراء من عدد كبير من العلماء والفقهاء داخل المملكة وخارجها، ومنهم المفتي عبدالعزيز آل الشيخ، الذي ألقى خطبة جمعة يحرم فيها العمل ويجرم القائمين عليه، وكذلك الدكتور صالح بن حميد، ومحمد الهبدان، الذي أجهش بالبكاء، مطالبا بعدم عرض المسلسل، مما دفع بعض أعضاء اللجنة الشرعية، ومنهم أستاذ السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء الدكتور سعد العتيبي لإصدار بيان أكد فيه أن مشاركته في العمل جاءت لمنع الدسائس.
النهایة