جمال
12-29-2004, 07:15 AM
بوب هيربرت*
ربما يعتقد كثيرون بأن الكارثة في العراق كافية لإقناع وزارة الدفاع الأميركية بعدم التفكير في وسائل جديدة لحروب ليس من الضروري للولايات المتحدة أن تخوضها. ولكن بوجود دونالد رامسفيلد على رأس مؤسسة الدفاع فان ما هو كاف لا يوفر قناعة لدى الرجل.
وهكذا فانه، ووفقا لتفاصيل وردت في مقالة نشرت يوم 19 ديسمبر (كانون الاول) الحالي في «نيويورك تايمز»، فان حاشية رامسفيلد اختلقوا خطة كبرى يحتمل أن تكون كارثية. فقد وضع مسؤولو وزارة الدفاع خطة تمنح الجيش دورا ابرز في عمليات جمع المعلومات، التي ظلت تعالج تقليديا من جانب وكالة المخابرات المركزية. وتتصور تلك الحاشية قيام الجيش بالمزيد من عمليات التجسس على البشر، مع المراقبة عبر الأقمار الصناعية.
ومن هنا فالمزيد من تدخل الجيش في الشؤون الاستخباراتية، التي تجري معالجتها بصورة أفضل من جانب المدنيين، أمر سيئ، ومع ذلك احبسوا أنفاسكم ولا تندهشوا، فوفقا لما أوردته المقالة، فانه «من بين الأفكار التي ذكرها مسؤولو وزارة الدفاع، فكرة القتال من أجل المعلومات، أو الشروع بالعمليات القتالية بصورة رئيسية للحصول على معلومات استخباراتية». وذلك جنون مطلق. فالعباقرة في واشنطن شنوا حربا زائفة في العراق كلفت الآلاف من الأرواح، وأثارت مستويات من المعاناة من المستحيل تقديرها.
ويجري إعداد جزء من مسودة هذه الخطة تحت توجيهات الجنرال ويليام بويكن، مساعد وكيل وزارة الدفاع، وبويكن، الذي تولى يوما مهمة ادارة ملاحقة اسامة بن لادن، هو مسيحي انجيلي، يؤمن بان الله وضع الرئيس بوش في البيت الأبيض. وقد وصف الحرب ضد المقاتلين الاسلاميين باعتبارها حربا ضد الشيطان، وأعلن انه يمكن تحقيق النصر فيها فقط «اذا ما هاجمناهم باسم يسوع». وبعدها توالت إساءاته للمسلمين وإلههم، فيما أرغم على الاعتذار بعد ذلك. ولكن ادارة بوش ما تزال تتمسك به في منصبه بقوة. وهل هو صعب يا ترى التوصل لاستنتاج بأن هذا ليس الشخص الذي يتعين ان يتخذ القرارات في الشؤون المتعلقة بالصراع المسلح مع المسلمين؟
كما أنه آن الأوان لكبح جماح رامسفيلد. وكما أشارت «نيويورك تايمز» في افتتاحية نشرتها مؤخرا، فالمرة الأخيرة التي حاول فيها رامسفيلد اقحام نفسه في مهمات جمع المعلومات والتحليل، كانت بفتح دكان صغير لوكالة المخابرات المركزية في داخل وزارة الدفاع، تحت قيادة دوغلاس فيث وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية. ولفق المكتب، وبشكل أساسي، صلة بين صدام حسين وأسامة بن لادن، وهي صلة استخدمت لتبرير غزو العراق، ولم يأخذها رامسفيلد من وكالة المخابرات المركزية.
وكما يرى رامسفيلد فالمختصون لن يعطوك ما تريد ولذا فعليك أن تجد من يفعل ذلك. ومن هنا فادارة بوش كانت تريد من مصادرها الاستخباراتية مبررا لشن الحرب، وكان دكان رامسفيلد أكثر من سعيد لأداء تلك الخدمة.
وكانت الحرب في العراق نتاج شخصيات حكومية قوية فرضت خيالاتهم الخطرة على العالم. ومن الملاحظ ان تلك الخيالات اشتملت على أسلحة الدمار الشامل، والصلات بين القاعدة وصدام، وحشود العراقيين الذين يرحبون بالأميركيين الغزاة، ونشر الديمقراطية من النمط الأميركي في الشرق الأوسط. وجرى تجاهل كل الأصوات المحذرة فيما سمح للخيالات في ان تسود وتنتصر.
العالم ليس لعبة بالفيديو، على الرغم من أنه لا بد ان يبدو هكذا في بعض الأحيان بالنسبة للمتغطرسين والسياسيين الأقوياء، من رجال السلطة الذين يتسمون بعقليات جامدة، ممن يستثمرون القوى التي تؤثر على حياة الملايين من الناس في كل منطقة من مناطق كوكبنا. ويقتضي ذلك النمط من السلطة التواضع وليس الغطرسة، ويتعين استخدامه ببراعة وحكمة وليس بصورة طائشة ومتهورة.
ان هذا التجاوز الخطير من جانب رامسفيلد، دليل على أن الادارة لم تتعلم الكثير، مثل مراهق عنيد، وربما لم تتعلم أي شيء من العواقب المأساوية لسياساتها المتزمتة. وعليكم في الولاية الثانية أن تشدوا أحزمتكم. فانها تنذر بأنها ستكون أربع سنوات خطرة جدا.
ربما يعتقد كثيرون بأن الكارثة في العراق كافية لإقناع وزارة الدفاع الأميركية بعدم التفكير في وسائل جديدة لحروب ليس من الضروري للولايات المتحدة أن تخوضها. ولكن بوجود دونالد رامسفيلد على رأس مؤسسة الدفاع فان ما هو كاف لا يوفر قناعة لدى الرجل.
وهكذا فانه، ووفقا لتفاصيل وردت في مقالة نشرت يوم 19 ديسمبر (كانون الاول) الحالي في «نيويورك تايمز»، فان حاشية رامسفيلد اختلقوا خطة كبرى يحتمل أن تكون كارثية. فقد وضع مسؤولو وزارة الدفاع خطة تمنح الجيش دورا ابرز في عمليات جمع المعلومات، التي ظلت تعالج تقليديا من جانب وكالة المخابرات المركزية. وتتصور تلك الحاشية قيام الجيش بالمزيد من عمليات التجسس على البشر، مع المراقبة عبر الأقمار الصناعية.
ومن هنا فالمزيد من تدخل الجيش في الشؤون الاستخباراتية، التي تجري معالجتها بصورة أفضل من جانب المدنيين، أمر سيئ، ومع ذلك احبسوا أنفاسكم ولا تندهشوا، فوفقا لما أوردته المقالة، فانه «من بين الأفكار التي ذكرها مسؤولو وزارة الدفاع، فكرة القتال من أجل المعلومات، أو الشروع بالعمليات القتالية بصورة رئيسية للحصول على معلومات استخباراتية». وذلك جنون مطلق. فالعباقرة في واشنطن شنوا حربا زائفة في العراق كلفت الآلاف من الأرواح، وأثارت مستويات من المعاناة من المستحيل تقديرها.
ويجري إعداد جزء من مسودة هذه الخطة تحت توجيهات الجنرال ويليام بويكن، مساعد وكيل وزارة الدفاع، وبويكن، الذي تولى يوما مهمة ادارة ملاحقة اسامة بن لادن، هو مسيحي انجيلي، يؤمن بان الله وضع الرئيس بوش في البيت الأبيض. وقد وصف الحرب ضد المقاتلين الاسلاميين باعتبارها حربا ضد الشيطان، وأعلن انه يمكن تحقيق النصر فيها فقط «اذا ما هاجمناهم باسم يسوع». وبعدها توالت إساءاته للمسلمين وإلههم، فيما أرغم على الاعتذار بعد ذلك. ولكن ادارة بوش ما تزال تتمسك به في منصبه بقوة. وهل هو صعب يا ترى التوصل لاستنتاج بأن هذا ليس الشخص الذي يتعين ان يتخذ القرارات في الشؤون المتعلقة بالصراع المسلح مع المسلمين؟
كما أنه آن الأوان لكبح جماح رامسفيلد. وكما أشارت «نيويورك تايمز» في افتتاحية نشرتها مؤخرا، فالمرة الأخيرة التي حاول فيها رامسفيلد اقحام نفسه في مهمات جمع المعلومات والتحليل، كانت بفتح دكان صغير لوكالة المخابرات المركزية في داخل وزارة الدفاع، تحت قيادة دوغلاس فيث وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية. ولفق المكتب، وبشكل أساسي، صلة بين صدام حسين وأسامة بن لادن، وهي صلة استخدمت لتبرير غزو العراق، ولم يأخذها رامسفيلد من وكالة المخابرات المركزية.
وكما يرى رامسفيلد فالمختصون لن يعطوك ما تريد ولذا فعليك أن تجد من يفعل ذلك. ومن هنا فادارة بوش كانت تريد من مصادرها الاستخباراتية مبررا لشن الحرب، وكان دكان رامسفيلد أكثر من سعيد لأداء تلك الخدمة.
وكانت الحرب في العراق نتاج شخصيات حكومية قوية فرضت خيالاتهم الخطرة على العالم. ومن الملاحظ ان تلك الخيالات اشتملت على أسلحة الدمار الشامل، والصلات بين القاعدة وصدام، وحشود العراقيين الذين يرحبون بالأميركيين الغزاة، ونشر الديمقراطية من النمط الأميركي في الشرق الأوسط. وجرى تجاهل كل الأصوات المحذرة فيما سمح للخيالات في ان تسود وتنتصر.
العالم ليس لعبة بالفيديو، على الرغم من أنه لا بد ان يبدو هكذا في بعض الأحيان بالنسبة للمتغطرسين والسياسيين الأقوياء، من رجال السلطة الذين يتسمون بعقليات جامدة، ممن يستثمرون القوى التي تؤثر على حياة الملايين من الناس في كل منطقة من مناطق كوكبنا. ويقتضي ذلك النمط من السلطة التواضع وليس الغطرسة، ويتعين استخدامه ببراعة وحكمة وليس بصورة طائشة ومتهورة.
ان هذا التجاوز الخطير من جانب رامسفيلد، دليل على أن الادارة لم تتعلم الكثير، مثل مراهق عنيد، وربما لم تتعلم أي شيء من العواقب المأساوية لسياساتها المتزمتة. وعليكم في الولاية الثانية أن تشدوا أحزمتكم. فانها تنذر بأنها ستكون أربع سنوات خطرة جدا.