جون
07-10-2012, 09:04 AM
تاريخ الخبر : 09/07/2012
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/صلاح%20الفضليKHKFXIRMFLUZHSMKNMYDMJHJ.jpg (http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/صلاح%20الفضليKHKFXIRMFLUZHSMKNMYDMJHJ.jpg)
نمر النمر - بقلم د. صلاح الفضلي
من يستمع إلى بعض خطب الشيخ نمر النمر على اليوتيوب، وخاصة خطبته بعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز، يصل إلى قناعة بأن الرجل «بايعها»، وأنه كان مصمماً على المواجهة، وأن النظام السعودي لا يمكن أن يتركه وحال سبيله. وهذا بالفعل ما حدث أول أمس عندما تم اعتقال الشيخ نمر بعد إطلاق النار عليه، وهناك أخبار عن أنه قد قُتل. استمعت لخطبة للشيخ نمر قبل أيام بعد تردد إشاعات عن اعتقاله، وقد كان يتكلم بنبرة تحدّ غير عادية وغير مسبوقة، وخاصة في دولة مثل السعودية تحكم بالقبضة الحديدية، وكان الرجل واضحاً بأنه مستعد للاعتقال والقتل، بل كان يتمنى ذلك.
حادثة اعتقال الشيخ النمر بسبب آرائه السياسية ليست حالة فريدة من نوعها في السعودية، بل إن عمليات الاعتقال فيها منتشرة وبكثرة، وتقارير منظمات حقوق الإنسان تعج سنوياً بانتهاكات لحقوق الإنسان في السعودية، ولعل آخرها تقرير منظمة العفو الدولية الذي أشار إلى اعتقال 300 شخص لمشاركتهم في مظاهرات سلمية، كما وثق التقرير ملف المواطن السعودي خالد الجهني الذي شارك منذ
أكثر من سنة في مظاهرات في العاصمة الرياض ثم اختفى، وأشار التقرير إلى أن «حالة خالد ليست فريدة من نوعها فهناك الآلاف من الأشخاص في سجون السعودية يتم احتجازهم لأسباب احترازية، أو يُخشى أن يشكلوا خطرا على الأمن العام»، كما «أن السلطات السعودية لم توجه للكثير من المعتقلين تهمة معينة ولم يقدموا إلى محكمة رسمية، وأن المعتقلين لا يتوقعون محاكمة عادلة ونزيهة». ولفت التقرير إلى «انتشار ظاهرة التعذيب وسوء المعاملة في سجون السعودية، كما أن الحكومة السعودية تعد مشروع قانون يضع التعبير عن الرأي الشخصي المخالف للموقف الرسمي في مصاف العمل الإرهابي».
برغم كل الثورات الشعبية التي حصلت في العالم العربي وتزايد مطالبات الشعوب العربية بمزيد من الحريات واحترام حقوق الإنسان، إلا أن السعودية تظل من الدول القليلة التي يبدو أنها لم تستوعب الدرس حتى الآن، ولذلك فهي مازالت مستمرة ومصرة على نهجها القديم في التسلط، وهي بذلك تحاول أن تسير عكس عجلة التاريخ، ولكن ذلك أمر مستحيل، فالتسونامي الذي وصل إلى الكثير من الدول العربية لا بد أن يحط رحاله قريباً في السعودية، وقطار التغيير حتماً سيتوقف في محطة الرياض.
يبقى في موضوع حقوق الإنسان أن الكثير من الناس يعيش حالة ازدواجية المعايير، فهو في الكويت يصرخ ويولول ويشق ثوبه على حقوق الإنسان والحريات، كما حصل في حادثة ضرب وسحل د. عبيد الوسمي -وهي حادثة مشينة ومدانة- ولكن تجد هؤلاء يلوذون بالصمت وربما يهللون ويكبرون عندما تقع انتهاكات لحقوق الإنسان في السعودية، ولهذا تم وصف الشيخ نمر النمر بالخارج على القانون، في حين يُسمى من يقوم بنفس فعله في بلد آخر مثل سوريا، مجاهدا، فهنا باء تجر وهناك باء لا تجر، وعند ذلك تتبين حقيقة هؤلاء، فهم يعيشون العبودية في داخلهم فيحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم، وأما الدفاع عن حقوق الإنسان عندهم فهو مجرد لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم.
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=17065
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/صلاح%20الفضليKHKFXIRMFLUZHSMKNMYDMJHJ.jpg (http://www.alkuwaitiah.com/ArticleImages/صلاح%20الفضليKHKFXIRMFLUZHSMKNMYDMJHJ.jpg)
نمر النمر - بقلم د. صلاح الفضلي
من يستمع إلى بعض خطب الشيخ نمر النمر على اليوتيوب، وخاصة خطبته بعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز، يصل إلى قناعة بأن الرجل «بايعها»، وأنه كان مصمماً على المواجهة، وأن النظام السعودي لا يمكن أن يتركه وحال سبيله. وهذا بالفعل ما حدث أول أمس عندما تم اعتقال الشيخ نمر بعد إطلاق النار عليه، وهناك أخبار عن أنه قد قُتل. استمعت لخطبة للشيخ نمر قبل أيام بعد تردد إشاعات عن اعتقاله، وقد كان يتكلم بنبرة تحدّ غير عادية وغير مسبوقة، وخاصة في دولة مثل السعودية تحكم بالقبضة الحديدية، وكان الرجل واضحاً بأنه مستعد للاعتقال والقتل، بل كان يتمنى ذلك.
حادثة اعتقال الشيخ النمر بسبب آرائه السياسية ليست حالة فريدة من نوعها في السعودية، بل إن عمليات الاعتقال فيها منتشرة وبكثرة، وتقارير منظمات حقوق الإنسان تعج سنوياً بانتهاكات لحقوق الإنسان في السعودية، ولعل آخرها تقرير منظمة العفو الدولية الذي أشار إلى اعتقال 300 شخص لمشاركتهم في مظاهرات سلمية، كما وثق التقرير ملف المواطن السعودي خالد الجهني الذي شارك منذ
أكثر من سنة في مظاهرات في العاصمة الرياض ثم اختفى، وأشار التقرير إلى أن «حالة خالد ليست فريدة من نوعها فهناك الآلاف من الأشخاص في سجون السعودية يتم احتجازهم لأسباب احترازية، أو يُخشى أن يشكلوا خطرا على الأمن العام»، كما «أن السلطات السعودية لم توجه للكثير من المعتقلين تهمة معينة ولم يقدموا إلى محكمة رسمية، وأن المعتقلين لا يتوقعون محاكمة عادلة ونزيهة». ولفت التقرير إلى «انتشار ظاهرة التعذيب وسوء المعاملة في سجون السعودية، كما أن الحكومة السعودية تعد مشروع قانون يضع التعبير عن الرأي الشخصي المخالف للموقف الرسمي في مصاف العمل الإرهابي».
برغم كل الثورات الشعبية التي حصلت في العالم العربي وتزايد مطالبات الشعوب العربية بمزيد من الحريات واحترام حقوق الإنسان، إلا أن السعودية تظل من الدول القليلة التي يبدو أنها لم تستوعب الدرس حتى الآن، ولذلك فهي مازالت مستمرة ومصرة على نهجها القديم في التسلط، وهي بذلك تحاول أن تسير عكس عجلة التاريخ، ولكن ذلك أمر مستحيل، فالتسونامي الذي وصل إلى الكثير من الدول العربية لا بد أن يحط رحاله قريباً في السعودية، وقطار التغيير حتماً سيتوقف في محطة الرياض.
يبقى في موضوع حقوق الإنسان أن الكثير من الناس يعيش حالة ازدواجية المعايير، فهو في الكويت يصرخ ويولول ويشق ثوبه على حقوق الإنسان والحريات، كما حصل في حادثة ضرب وسحل د. عبيد الوسمي -وهي حادثة مشينة ومدانة- ولكن تجد هؤلاء يلوذون بالصمت وربما يهللون ويكبرون عندما تقع انتهاكات لحقوق الإنسان في السعودية، ولهذا تم وصف الشيخ نمر النمر بالخارج على القانون، في حين يُسمى من يقوم بنفس فعله في بلد آخر مثل سوريا، مجاهدا، فهنا باء تجر وهناك باء لا تجر، وعند ذلك تتبين حقيقة هؤلاء، فهم يعيشون العبودية في داخلهم فيحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم، وأما الدفاع عن حقوق الإنسان عندهم فهو مجرد لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم.
http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDetail.aspx?id=17065