طائر
06-29-2012, 06:29 AM
الخميس 28 يونيو
إبراهيم الزبيدي - ايلاف
في الثامن من أغسطس/آب 1996 أفاق صدام على أسوأ خبر سمعه في حياته، فقد هرب إلى الأردن صهره "الفريق أول" حسين كامل المجيد وشقيقه برفقة زوجتيهما ابنتي صدام حسين.
واحتاج صدام إلى أربع وعشرين ساعة ليستفيق من الصدمة، ويستعيد توازنه ويخطط لامتصاص الزلزال الذي أحدثه هروب حسين كامل في بنية النظام بكامله، دفع بأعوانه إلى مباشرة حرب كلامية شرسة هدفها تشويه سمعة الصهر بكيل الاتهامات الخطيرة التي هي في الوقت نفسه إدانة صريحة لصدام حسين ونظامه، مثل: عدم الأمانة، وسرقة أموال البنك المركزي وتهريبها إلى الخارج، وتسليم أمن الوطن للموساد والـ"سي آي إيه"، وقلة الكفاءة، والتستر على وثائق مهمة في مزرعته تخص ملفات الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية.
لقد خرج حسين كامل من القاع فجأة. كان نائب عريف في الجيش قبل انقلاب 17 تموز/يوليو 1968 الذي جاء بأولاد عمومته من قرية العوجا في تكريت إلى السلطة، فبدأ حياته الجديدة سائق دراجة بخارية ضمن أفراد حراسة خير الله طلفاح، ثم ابنته ساجدة شقيقة وزير الدفاع عدنان خير الله وزوجة صدام. تسلّق بسرعة الصاروخ جميع السلالم وتربع على عرش العروش كلها، حتى لقبه العراقيون بـ"وزير الوزراء".
حمل رتبة فريق أول في الجيش، وعين وزيراً للدفاع، ثم وزيراً للتصنيع العسكري. ووضعت تحت تصرفه وبإمرته مليارات الدولارات ينفقها دون حسيب ولا رقيب. تزوج ابنة الرئيس فملك قلبه، وأصبح المفضّل لديه على جميع وزرائه وحتى على أخوته برزان ووطبان وسبعاوي.
وفي الحالة هذه كان من الطبيعي ألا يتمالك حسين كامل نفسه أو يحافظ على توازنه، فهو يعرف، أكثر من غيره، خامة عمه الدكتاتور، ويعرف حقيقة المسيرة التي جاءت به من آخر صفوف حزب البعث، بالمسدس والشاي المسموم وحوادث السير المؤسفة، ليهيمن على جميع مفاتيح القرار، ويحاصر، بعد أقل من عشر سنوات، رئيسه وولي نعمته أحمد حسن البكر الذي كان لا يكف عن مناداته بـ"الأب القائد"، فينتزع منه عنوةً عرشَ العراق، ليصبح اللاعب الأول الوحيد في الحزب والسلطة.
إذن، فمسألة القيادة، في نظر حسين كامل، مسألة بسيطة، بل في منتهى البساطة، فإذا كان واحد مثل صدام قد تمكن من قيادة العراقيين بالسوط والمشنقة والدولار، فلماذا لا يكون في إمكان "القائد" حسين كامل أيضاً أن يملكهم بأسواط أشد ومشانق أمتن ودولارات أكثر؟ ولكي يقود، لا بد له أن يطرد عمه ويسقط نظامه، ولكي يطرد عمه لا بد له من الخروج معارضاً إلى الخارج ليعود على ظهر دبابتين، أميركية وأردنية، ويبدأ رحلة المجد التليد. هكذا رسم له خياله القاصر، فهرب إلى الأردن ليبدأ رحلة السقوط الدامي.
ذرف "الفريق" في عمّان أمام الصحافة العربية والدولية كثيراً من الدموع على الشعب العراقي الذي وصفه في مؤتمره الصحـفي في العاشر من شباط 1996 بأنه مغلوب على أمره، ثم أكد فساد نظام أبناء عشيرته، وأعلن أن عمه ارتكب أخطاء لا تغتفر بحق العراقيين والعرب والمنطقة كلها، وأن الوقت قد حان لرحيله بالقوة لأنه لن يرحل بالمروءة.
إن أكثر ما ضايقني وأشعرني بالبؤس هو وقوع شخصيات معارضة عراقية مرموقة، كنت أثق برجاحة عقولها واتزانها، في وهم "القائد الجديد". سياسيون عراقيون كثيرون وأجانب صدقوا أنه حصان طروادة القادم إلى عراق ما بعد صدام حسين.
وقبل أن أنقل لكم ما قاله صدام عن الصهر المتمرد في وثيقة بخط يد مدير مكتبه حامد حمادي، أستعرض هذه الوقائع:
- 8 آب/ أغسطس 1995 فرّ حسين كامل في موكب من سيارات المرسيدس إلى الأردن مع شقيقه وزوجتيهما ابنتَي صدام حسين (رغد ورنا).
- في 10 منه، عرض الأردن اللجوء السياسي على الهاربين، ورفض الملك حسين تسليمه لبغداد.
- في 15 منه، أعلنت بغداد أنه هرب لتفادي التحقيق في مخالفات مالية، ووصفته صحيفة السلطة (الجمهورية) بأنه خائن وسفيه.
- وفي 21 منه، دعا حسين كامل إلى الإطاحة بصدام، وقال إنه هرب بسبب فشله في منع تدهور الأوضاع في العراق.
- وفي 22 منه، أعلن أنه سيعقد اجتماعاً مغلقاً مع "رالف إيكيوس" رئيس اللجنة الخاصة المكلفة بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.
- وفي 22 من الشهر نفسه، سارعت بغداد إلى استباق هذا اللقاء، وأبلغت "إيكيوس" بأن لديها معلومات مهمة تتعلق بالأسلحة الجرثومية، ودعته إلى زيارة بغداد على وجه السرعة.
- وفي 22 منه، عقد حسين كامل اللقاء وأعطى "إيكيوس" أسراراً مهمة عن أماكن إخفاء وثائق خطيرة تخص الأسلحة الجرثومية، وأكد له أن عمه كان يكذب وينتهك القرارات الدولية، بعد أن كانت سلطات بغداد قد سلمت "إيكيوس" تقريرها الذي قالت عنه إنه نهائي وشامل عن أسلحتها ذات الدمار الشامل، وأمهلته إلى نهاية شباط/فبراير (شهر الهروب) لإغلاق الملف الجرثومي الذي كان يعتبر العقبة الأخيرة أمام إلغاء العقوبات الدولية على العراق.
- وفي اليوم نفسه، أعلن وزير النفط عامر رشيد أن حسين كامل أخفى ملفات مهمة عن الأسلحة الجرثومية في صناديق حديدية دفنها في مزرعته في الصويرة بمحافظة واسط. واتهمه بسرقة 8 ملايين و710 آلاف دولار من البنك المركزي، علاوة على ما جمعه من السوق العراقية. وقال إن مجموع ما هرّبه حسين كامل بلغ 25 مليون دولار. وأعدت بغداد لائحة اتهام سلمتها إلى الشرطة الدولية (الإنتربول).
- وتوجه وزير المالية أحمد حسين السامرائي إلى الأردن وتونس لاسترجاع أموال أكد أنها عمولات حصل عليها حسين كامل من عقود شراء الأسلحة عندما كان مسؤولاً عن برامج التسلّح، وأودعها في حسابات خاصة في الخارج.
- في 23 منه، أعلن "إيكيوس" أنه عثر فعلاً على الوثائق.
- باشر حسين كامل اتصالاته بالمعارضة العراقية، وأعلن عن تشكيل مجلس أعلى لإنقاذ العراق لممارسة النشاط السري لإسقاط النظام، وأوفد مبعوثين عنه إلى سوريا والكويت والمملكة العربية السعودية لهذا الغرض، لكنه لم يجد تجاوباً يذكر.
- في تشرين الثاني/نوفمبر، نشب أول خلاف علني بينه وبين الحكومة الأردنية، محتجّاً على تأييد الملك حسين لإقامة نظام فيدرالي بين الأردن وعراق ما بعد صدام، وهدد بمغادرة الأردن.
- في كانون الثاني/يناير 1996، تزايدت عزلة حسين كامل بعد أن رفضت المعارضة العراقية وأميركا وسوريا ومصر التعاون معه، وبدأ يشعر باليأس بعد تساقط جميع خياراته.
- في 19 شباط/فبراير، أعلن حسين كامل أنه كتب لصدام طالباً منه العفو، وأنه يتوقع رداً خلال أيام.
- في 22 منه، حضر عيادة الصديد (محافظ تكريت السابق) إلى عمّان حاملاً وثيقة العفو الصادر عن مجلس قيادة الثورة، مؤكداً أن القائد وضع يده على شاربه، وتعهد بسلامته وشقيقه إذا عاد إلى الوطن.
- وفي اليوم التالي توجه حسين كامل وشقيقه وزوجتاهما بسيارة سفير صدام في الأردن نوري الويس نحو الحدود العراقية.
كان عدي ينتظر على الحدود. أخذ شقيقتيه وعاد إلى بغداد، وفي اليوم التالي قالت وسائل الإعلام إن رغد ورنا طُلقتا من زوجيهما.
- في 23 شباط/فبراير، أذيع أن حسين كامل وشقيقيه ووالدهم قُتلوا في منزلهم في السيدية ببغداد. وقيل إن علي حسين المجيد (عم حسين) قاد الحملة بمشاركة عدي (غسلاً للعار). ثم قالت العشيرة في برقية رفعتها إلى صدام إنها قطعت فرعها الخائن.
- في 23 شباط/فبراير، أعلنت سلطات بغداد أنهم قُتلوا على أيدي شبان من عشيرة المجيد التي قيل إنها أهدرت دمهما لخيانتهما.
- في 9 آذار/مارس، أعلن طه الجزراوي أن حسين كامل سلّم أمن العراق وأسراره إلى الموسـاد والـ"سي آي إيه"، ويبدو أنه لم يفهم شخصية الرئيس، وأن صدام لا يتهاون حتى مع قرة عينه إذا حدث مساس بالوطن.
- في 14 آذار/مارس، أعلن صدام في أول خطاب له بعد تصفية حسين كامل أن القتيل قد فقد توازنه، لأن الحدث كان أكبر من طاقة استيعاب بعضهم، وأكبر من إمكاناتهم. وقال: "قبلت توبة من تاب، وقبلت عودة من عاد عن الخطأ، ولكن لم يتساوَ الجميع في القيمة ولا في الثواب". وأضاف: "لا يجوز، تحت شعار التسامح، أن يتساوى المناضل الباسل مع شخص آخر له وصف آخر. كلا لا يمكن أن نرتكب مثل هذا الخطأ، فلكل إنسان مكانته".
- بعد أسابيع من هذا الخطاب، صدر عن مجلس قيادة الثورة قرار غريب يعلن على الملأ أن حسين كامل "شهيد الغضب".
الوثيقـــــــة
في 21 آب/أغسطس 1995، أي بعد أسبوعين من هروب حسين كامل، ترأس صدام اجتماعاً مشتركاً للقيادتين القومية والقطرية لحزب البعث ومجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء، وكتب حامد حمادي بخط يده محضر ذلك الاجتماع، وقد وصلني المحضر من أحد الأصدقاء. وقد حرصت على نقله حرفياً بكل أخطائه اللغوية، وعباراته الشعبية العراقية:
http://www.myelaph.com/elaphweb/Resources/images/AsdaElaph/2012/6/week4/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9.jpg
جزء من الوثيقة بخط حامد حمادي مدير مكتب صدام حسين
"تجربة خيانة حسين كامل، مطلوب أن نستخلص منها دروس، وهي كثيرة. وحكينا في اجتماع ق/ق (القيادة القومية)، مجلس الوزراء، كادر هـ/ت/ع (هيئة التصنيع العسكري التي كان يرأسها حسين كامل).
وأشعر بالحاجة لمعاودة الكلام فيها في اجتماع ق/ط (القيادة القطرية لحزب البعث).
صحيح أن المداخلات والمسؤولية وتشعبها التي كان يتولاها حسين كامل بسبب الحصار، سوّت (جعلت) تداخل بين العمل التجاري والعمل الصناعي، بين الصناعة المدنية والصناعة العسكرية، فلا نزال نحتاج إلى تنسيق بين الصناعة وهـ/ت/ع والنفط، ولكـن أشعر أن كادر الحزب (القيادة والكادر) لم تتعاون كما ينبغي، ليس لوماً، وإنما لنقول كيـف نتصرف في إلقاء الضوء على الانحراف قبل أن يصبح خيانة.
ربما يشعر الرفاق أن حسين كامل أنا قدمته لهم في الدولة، ويشعرون أنني أثق به وفرحان بعمله، ولكن في نفس الوقت كان الرفاق الأعضاء في مجلس الوزراء كلهم يعرفون من (عندما) أضيـّق على تصرفات ورؤية حسين كامل في الدولة. أقول له من عام 1991 إنك لم تعد تشوف (ترى) العناوين اللي من بعد صدام حسين وما عدت تحترمها... وكررت ذلك ثنائياً.
ربما هذه الصور ما خلتكم (لم تسمح لكم) تعاونوني في تشخيص انحرافات حسين كامل، في نفس الوقت الكادر المتقدم في الحزب لم يأت شيء منه عن الآخرين الطامسين (الغاطسين) في التجارة وأبوابها النتنة. هذا سببها من وجهة نظري.. جانب منها محبة واحترام لصدام حسين.. في القيادة أكيد.. ولكن في الكادر بعضه وليس أكثره. ولكن يبدو أن هناك خلل في تعريف المحبة والاحترام، وهناك تداخل يحمل شتيمة لصدام حسين.
ألا يزعل (يغضب) عندما يشوف مثل هذه الظاهرة؟ أو لا تأتي لهم تقارير؟ هل هو في هدنة مع الانحراف أو خوفة من المنحرفين؟
اللي أعرفه حزبنا ما يخاف.. لأنه حزب مناضل حزب شجعان.. قبل ما يصير حزب مثقفين؟ أم خشية كشف انحراف من أن يكشف المنحرف انحرافاً آخر؟ أي بصيغة الدفاع الهجومي؟ ففي هذا الجانب ألمي أكبر من ألم خنجر خيانة حسين كامل، لأن الانحراف والخيانة حالة متوقعة في مسيرات مثل مسيرتنا، وتحدثنا عن ذلك في أمثلة.
ولكن الذي يقلقني ويؤلمني كثيراً أن أتصور حزبنا وقيادته يمكن أن تهادن الانحراف، الآن أو بعد عشرين سنة.
هل نعتبر أساس بناءنا يبنى على العدل أم على غيره؟ فيما يتعلق بالمتكلم حكيت كذا مرة أن أساس الوحدة والحرية والاشتراكية هو العدل. وكلها تصير اجتهادات ومفردات. الوحدة العربية توحدت في حينها على جناحي العدل والوحدة الأساسية (الدعوة الإسلامية)، ولكن في العصر الحديث هناك اجتهادات ولكن أن لا يبعدنا عن جوهر الأمور فيما يتعلق بإقامة العدل.
إن متاعبنا كما أتصور، إذا أبقينا على جوهرنا المتكلم والقيادة، أعتقد ليس هناك بعثي حقيقي يريد تغيير القاعدة، ولكن متاعبنا أعتقد بدأت. لولا الحصار لما أخذت متاعبنا هذا الطابع الحاد مما نراه ونسمعه عندما نفتح منافذنا على الناس ونسمع منهم. كان لدينا أقرباء بسطاء، وأبناء في بداية الثورة بعضهم أطفال، عدا أبو هيثم [الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر الله يرحمه]. متاعبنا ستزداد... هل لدينا التصميم والإرادة الكافية بأن نواجه متاعبنا من العائلة إلى المجتمع تجاه أي شطط يمس المبادئ والحزب، أم إننا نلين؟
الحصار… وليس كالحال قبل الحصار، صار أي واحد من أقربائنا إذا غفلنا عنه أن يثري على حساب الشعب، وليس ثروة حصل عليها بالحلال.
إن الحل اللي أعرفه في زمن المسلمين الأوائل، كان لله حصة في ثروة الشعب في غنائم المسلمين (لله وللمساكين وأبناء السبيل وآل البيت وللخلفاء والأقربين). هناك أمثلة وحصص، خلال الراشدين وبعدهم.
أنا أعتقد أن مثل هذا السؤال والإجابة عليه بوضوح كاف، هي وحدها تجعلنا نسخة من قاعدة واضحة، بحيث يسمع ابن طارق وابن صدام نفس الكلام ونفس النبرة والمساءلة الإجرائية لكل واحد في القيادة وأبناءه، ويسمع كل الشعب ويلتزم، من غير هذا ليس على الشعب أن يلتزم بما نقوله.
في وقت مبكر وقبل أم المعارك تكلمت في مجلس الوزراء مطولاً ومحتداً، وعلى ما أذكر قلت بأنه إذا تظنون أن معاونتكم غير القانونية لأقرباء صدام حسين وأي مسؤول في الدولة بأنكم ترضون المسؤول فأنتم على خطأ، وأتكلم لكم عن نفسي إلى مجلس الوزراء وقلت أني أرى أي معاونة لأقرباء صدام مؤامرة على صدام بالنتيجة إن تكن بالنية المسبقة، لأن صدام مؤمن بالعدالة وتطبيقاتها في إقامة نظام اشتراكي صحيح، وإلا ستعاونون أقربائي على الثراء غير المشروع، وهم يعرفون بالتطبيق، وإذا كبرت ثروتهم بشكل غير شرعي فسوف يتآمرون على صدام حسين. واحد من نتائجها لمسناه اليوم... حسين كامل طموح غير مشروع، اختلال شخصية، اختلال دماغ... طيب أخوه؟ أبناء عمه ليش؟ هؤلاء تضامنوا معه لأنهم وجدوا في صدام حسين عقبة... أي نعم، لأن ثروتهم أهم من صدام حسين.
أعيد لكم شرح جوانب من نفسي: أنا صادق. اللي نريده هو نظام بعثي، والنظام البعثي له سياقات ومفاهيم تعرفونها، وانتميتم له صادقين.. نحن لا نريد نظام عائلي جمهوري ولا ملكي.. بل نريد نظام حزب البعث العربي الاشتراكي ومفاهيمه وسلوكه وواجباته والتزاماته وليس على أي أساس آخر.
فأفرح عندما اسمع ابن طه الجزراوي عضو بالحزب، بس ما لازم يأخذ أكثر من استحقاقه، بل كمواطن من عائلة بعثية، يجوز تختصرون له في نظام الأنصار 6 أشهر، هذا ليس الموضوع الأساسي.. بس تسرعون في وصوله إلى مستويات حزبية أعلى لأنه ابن صدام حسين أو ابن عزة فإنكم ترتكبون خطأ في حق حزبكم. لا يجوز يوصلني مقترح بتصعيد فلان لأنه ابن صدام حسين، باستحقاقه بالكامل، والأهم من هذا ما يصير نضم [نخفي] على بعضنا من أخطاء وانحرافات محسوبين علينا كأقرباء أو صلة لنا.
مرة أخرى.. هل أنتم أيها الرفاق في ق/ق وم/ث (مجلس قيادة الثورة) ما زلتم مستعدين تمارسون المسؤولية بشرف على هذه القياسات البعثية؟ إذن أول ما نبتدئ به أنفسنا، ثم ننزل إلى المستويات الأخرى… لذلك هالمرة أطلب منكم صوتكم القوي والحازم وسيوفكم ضد الانحراف".
http://www.elaph.com/Web/opinion/2012/6/745178.html?entry=asdaa
إبراهيم الزبيدي - ايلاف
في الثامن من أغسطس/آب 1996 أفاق صدام على أسوأ خبر سمعه في حياته، فقد هرب إلى الأردن صهره "الفريق أول" حسين كامل المجيد وشقيقه برفقة زوجتيهما ابنتي صدام حسين.
واحتاج صدام إلى أربع وعشرين ساعة ليستفيق من الصدمة، ويستعيد توازنه ويخطط لامتصاص الزلزال الذي أحدثه هروب حسين كامل في بنية النظام بكامله، دفع بأعوانه إلى مباشرة حرب كلامية شرسة هدفها تشويه سمعة الصهر بكيل الاتهامات الخطيرة التي هي في الوقت نفسه إدانة صريحة لصدام حسين ونظامه، مثل: عدم الأمانة، وسرقة أموال البنك المركزي وتهريبها إلى الخارج، وتسليم أمن الوطن للموساد والـ"سي آي إيه"، وقلة الكفاءة، والتستر على وثائق مهمة في مزرعته تخص ملفات الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية.
لقد خرج حسين كامل من القاع فجأة. كان نائب عريف في الجيش قبل انقلاب 17 تموز/يوليو 1968 الذي جاء بأولاد عمومته من قرية العوجا في تكريت إلى السلطة، فبدأ حياته الجديدة سائق دراجة بخارية ضمن أفراد حراسة خير الله طلفاح، ثم ابنته ساجدة شقيقة وزير الدفاع عدنان خير الله وزوجة صدام. تسلّق بسرعة الصاروخ جميع السلالم وتربع على عرش العروش كلها، حتى لقبه العراقيون بـ"وزير الوزراء".
حمل رتبة فريق أول في الجيش، وعين وزيراً للدفاع، ثم وزيراً للتصنيع العسكري. ووضعت تحت تصرفه وبإمرته مليارات الدولارات ينفقها دون حسيب ولا رقيب. تزوج ابنة الرئيس فملك قلبه، وأصبح المفضّل لديه على جميع وزرائه وحتى على أخوته برزان ووطبان وسبعاوي.
وفي الحالة هذه كان من الطبيعي ألا يتمالك حسين كامل نفسه أو يحافظ على توازنه، فهو يعرف، أكثر من غيره، خامة عمه الدكتاتور، ويعرف حقيقة المسيرة التي جاءت به من آخر صفوف حزب البعث، بالمسدس والشاي المسموم وحوادث السير المؤسفة، ليهيمن على جميع مفاتيح القرار، ويحاصر، بعد أقل من عشر سنوات، رئيسه وولي نعمته أحمد حسن البكر الذي كان لا يكف عن مناداته بـ"الأب القائد"، فينتزع منه عنوةً عرشَ العراق، ليصبح اللاعب الأول الوحيد في الحزب والسلطة.
إذن، فمسألة القيادة، في نظر حسين كامل، مسألة بسيطة، بل في منتهى البساطة، فإذا كان واحد مثل صدام قد تمكن من قيادة العراقيين بالسوط والمشنقة والدولار، فلماذا لا يكون في إمكان "القائد" حسين كامل أيضاً أن يملكهم بأسواط أشد ومشانق أمتن ودولارات أكثر؟ ولكي يقود، لا بد له أن يطرد عمه ويسقط نظامه، ولكي يطرد عمه لا بد له من الخروج معارضاً إلى الخارج ليعود على ظهر دبابتين، أميركية وأردنية، ويبدأ رحلة المجد التليد. هكذا رسم له خياله القاصر، فهرب إلى الأردن ليبدأ رحلة السقوط الدامي.
ذرف "الفريق" في عمّان أمام الصحافة العربية والدولية كثيراً من الدموع على الشعب العراقي الذي وصفه في مؤتمره الصحـفي في العاشر من شباط 1996 بأنه مغلوب على أمره، ثم أكد فساد نظام أبناء عشيرته، وأعلن أن عمه ارتكب أخطاء لا تغتفر بحق العراقيين والعرب والمنطقة كلها، وأن الوقت قد حان لرحيله بالقوة لأنه لن يرحل بالمروءة.
إن أكثر ما ضايقني وأشعرني بالبؤس هو وقوع شخصيات معارضة عراقية مرموقة، كنت أثق برجاحة عقولها واتزانها، في وهم "القائد الجديد". سياسيون عراقيون كثيرون وأجانب صدقوا أنه حصان طروادة القادم إلى عراق ما بعد صدام حسين.
وقبل أن أنقل لكم ما قاله صدام عن الصهر المتمرد في وثيقة بخط يد مدير مكتبه حامد حمادي، أستعرض هذه الوقائع:
- 8 آب/ أغسطس 1995 فرّ حسين كامل في موكب من سيارات المرسيدس إلى الأردن مع شقيقه وزوجتيهما ابنتَي صدام حسين (رغد ورنا).
- في 10 منه، عرض الأردن اللجوء السياسي على الهاربين، ورفض الملك حسين تسليمه لبغداد.
- في 15 منه، أعلنت بغداد أنه هرب لتفادي التحقيق في مخالفات مالية، ووصفته صحيفة السلطة (الجمهورية) بأنه خائن وسفيه.
- وفي 21 منه، دعا حسين كامل إلى الإطاحة بصدام، وقال إنه هرب بسبب فشله في منع تدهور الأوضاع في العراق.
- وفي 22 منه، أعلن أنه سيعقد اجتماعاً مغلقاً مع "رالف إيكيوس" رئيس اللجنة الخاصة المكلفة بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.
- وفي 22 من الشهر نفسه، سارعت بغداد إلى استباق هذا اللقاء، وأبلغت "إيكيوس" بأن لديها معلومات مهمة تتعلق بالأسلحة الجرثومية، ودعته إلى زيارة بغداد على وجه السرعة.
- وفي 22 منه، عقد حسين كامل اللقاء وأعطى "إيكيوس" أسراراً مهمة عن أماكن إخفاء وثائق خطيرة تخص الأسلحة الجرثومية، وأكد له أن عمه كان يكذب وينتهك القرارات الدولية، بعد أن كانت سلطات بغداد قد سلمت "إيكيوس" تقريرها الذي قالت عنه إنه نهائي وشامل عن أسلحتها ذات الدمار الشامل، وأمهلته إلى نهاية شباط/فبراير (شهر الهروب) لإغلاق الملف الجرثومي الذي كان يعتبر العقبة الأخيرة أمام إلغاء العقوبات الدولية على العراق.
- وفي اليوم نفسه، أعلن وزير النفط عامر رشيد أن حسين كامل أخفى ملفات مهمة عن الأسلحة الجرثومية في صناديق حديدية دفنها في مزرعته في الصويرة بمحافظة واسط. واتهمه بسرقة 8 ملايين و710 آلاف دولار من البنك المركزي، علاوة على ما جمعه من السوق العراقية. وقال إن مجموع ما هرّبه حسين كامل بلغ 25 مليون دولار. وأعدت بغداد لائحة اتهام سلمتها إلى الشرطة الدولية (الإنتربول).
- وتوجه وزير المالية أحمد حسين السامرائي إلى الأردن وتونس لاسترجاع أموال أكد أنها عمولات حصل عليها حسين كامل من عقود شراء الأسلحة عندما كان مسؤولاً عن برامج التسلّح، وأودعها في حسابات خاصة في الخارج.
- في 23 منه، أعلن "إيكيوس" أنه عثر فعلاً على الوثائق.
- باشر حسين كامل اتصالاته بالمعارضة العراقية، وأعلن عن تشكيل مجلس أعلى لإنقاذ العراق لممارسة النشاط السري لإسقاط النظام، وأوفد مبعوثين عنه إلى سوريا والكويت والمملكة العربية السعودية لهذا الغرض، لكنه لم يجد تجاوباً يذكر.
- في تشرين الثاني/نوفمبر، نشب أول خلاف علني بينه وبين الحكومة الأردنية، محتجّاً على تأييد الملك حسين لإقامة نظام فيدرالي بين الأردن وعراق ما بعد صدام، وهدد بمغادرة الأردن.
- في كانون الثاني/يناير 1996، تزايدت عزلة حسين كامل بعد أن رفضت المعارضة العراقية وأميركا وسوريا ومصر التعاون معه، وبدأ يشعر باليأس بعد تساقط جميع خياراته.
- في 19 شباط/فبراير، أعلن حسين كامل أنه كتب لصدام طالباً منه العفو، وأنه يتوقع رداً خلال أيام.
- في 22 منه، حضر عيادة الصديد (محافظ تكريت السابق) إلى عمّان حاملاً وثيقة العفو الصادر عن مجلس قيادة الثورة، مؤكداً أن القائد وضع يده على شاربه، وتعهد بسلامته وشقيقه إذا عاد إلى الوطن.
- وفي اليوم التالي توجه حسين كامل وشقيقه وزوجتاهما بسيارة سفير صدام في الأردن نوري الويس نحو الحدود العراقية.
كان عدي ينتظر على الحدود. أخذ شقيقتيه وعاد إلى بغداد، وفي اليوم التالي قالت وسائل الإعلام إن رغد ورنا طُلقتا من زوجيهما.
- في 23 شباط/فبراير، أذيع أن حسين كامل وشقيقيه ووالدهم قُتلوا في منزلهم في السيدية ببغداد. وقيل إن علي حسين المجيد (عم حسين) قاد الحملة بمشاركة عدي (غسلاً للعار). ثم قالت العشيرة في برقية رفعتها إلى صدام إنها قطعت فرعها الخائن.
- في 23 شباط/فبراير، أعلنت سلطات بغداد أنهم قُتلوا على أيدي شبان من عشيرة المجيد التي قيل إنها أهدرت دمهما لخيانتهما.
- في 9 آذار/مارس، أعلن طه الجزراوي أن حسين كامل سلّم أمن العراق وأسراره إلى الموسـاد والـ"سي آي إيه"، ويبدو أنه لم يفهم شخصية الرئيس، وأن صدام لا يتهاون حتى مع قرة عينه إذا حدث مساس بالوطن.
- في 14 آذار/مارس، أعلن صدام في أول خطاب له بعد تصفية حسين كامل أن القتيل قد فقد توازنه، لأن الحدث كان أكبر من طاقة استيعاب بعضهم، وأكبر من إمكاناتهم. وقال: "قبلت توبة من تاب، وقبلت عودة من عاد عن الخطأ، ولكن لم يتساوَ الجميع في القيمة ولا في الثواب". وأضاف: "لا يجوز، تحت شعار التسامح، أن يتساوى المناضل الباسل مع شخص آخر له وصف آخر. كلا لا يمكن أن نرتكب مثل هذا الخطأ، فلكل إنسان مكانته".
- بعد أسابيع من هذا الخطاب، صدر عن مجلس قيادة الثورة قرار غريب يعلن على الملأ أن حسين كامل "شهيد الغضب".
الوثيقـــــــة
في 21 آب/أغسطس 1995، أي بعد أسبوعين من هروب حسين كامل، ترأس صدام اجتماعاً مشتركاً للقيادتين القومية والقطرية لحزب البعث ومجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء، وكتب حامد حمادي بخط يده محضر ذلك الاجتماع، وقد وصلني المحضر من أحد الأصدقاء. وقد حرصت على نقله حرفياً بكل أخطائه اللغوية، وعباراته الشعبية العراقية:
http://www.myelaph.com/elaphweb/Resources/images/AsdaElaph/2012/6/week4/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9.jpg
جزء من الوثيقة بخط حامد حمادي مدير مكتب صدام حسين
"تجربة خيانة حسين كامل، مطلوب أن نستخلص منها دروس، وهي كثيرة. وحكينا في اجتماع ق/ق (القيادة القومية)، مجلس الوزراء، كادر هـ/ت/ع (هيئة التصنيع العسكري التي كان يرأسها حسين كامل).
وأشعر بالحاجة لمعاودة الكلام فيها في اجتماع ق/ط (القيادة القطرية لحزب البعث).
صحيح أن المداخلات والمسؤولية وتشعبها التي كان يتولاها حسين كامل بسبب الحصار، سوّت (جعلت) تداخل بين العمل التجاري والعمل الصناعي، بين الصناعة المدنية والصناعة العسكرية، فلا نزال نحتاج إلى تنسيق بين الصناعة وهـ/ت/ع والنفط، ولكـن أشعر أن كادر الحزب (القيادة والكادر) لم تتعاون كما ينبغي، ليس لوماً، وإنما لنقول كيـف نتصرف في إلقاء الضوء على الانحراف قبل أن يصبح خيانة.
ربما يشعر الرفاق أن حسين كامل أنا قدمته لهم في الدولة، ويشعرون أنني أثق به وفرحان بعمله، ولكن في نفس الوقت كان الرفاق الأعضاء في مجلس الوزراء كلهم يعرفون من (عندما) أضيـّق على تصرفات ورؤية حسين كامل في الدولة. أقول له من عام 1991 إنك لم تعد تشوف (ترى) العناوين اللي من بعد صدام حسين وما عدت تحترمها... وكررت ذلك ثنائياً.
ربما هذه الصور ما خلتكم (لم تسمح لكم) تعاونوني في تشخيص انحرافات حسين كامل، في نفس الوقت الكادر المتقدم في الحزب لم يأت شيء منه عن الآخرين الطامسين (الغاطسين) في التجارة وأبوابها النتنة. هذا سببها من وجهة نظري.. جانب منها محبة واحترام لصدام حسين.. في القيادة أكيد.. ولكن في الكادر بعضه وليس أكثره. ولكن يبدو أن هناك خلل في تعريف المحبة والاحترام، وهناك تداخل يحمل شتيمة لصدام حسين.
ألا يزعل (يغضب) عندما يشوف مثل هذه الظاهرة؟ أو لا تأتي لهم تقارير؟ هل هو في هدنة مع الانحراف أو خوفة من المنحرفين؟
اللي أعرفه حزبنا ما يخاف.. لأنه حزب مناضل حزب شجعان.. قبل ما يصير حزب مثقفين؟ أم خشية كشف انحراف من أن يكشف المنحرف انحرافاً آخر؟ أي بصيغة الدفاع الهجومي؟ ففي هذا الجانب ألمي أكبر من ألم خنجر خيانة حسين كامل، لأن الانحراف والخيانة حالة متوقعة في مسيرات مثل مسيرتنا، وتحدثنا عن ذلك في أمثلة.
ولكن الذي يقلقني ويؤلمني كثيراً أن أتصور حزبنا وقيادته يمكن أن تهادن الانحراف، الآن أو بعد عشرين سنة.
هل نعتبر أساس بناءنا يبنى على العدل أم على غيره؟ فيما يتعلق بالمتكلم حكيت كذا مرة أن أساس الوحدة والحرية والاشتراكية هو العدل. وكلها تصير اجتهادات ومفردات. الوحدة العربية توحدت في حينها على جناحي العدل والوحدة الأساسية (الدعوة الإسلامية)، ولكن في العصر الحديث هناك اجتهادات ولكن أن لا يبعدنا عن جوهر الأمور فيما يتعلق بإقامة العدل.
إن متاعبنا كما أتصور، إذا أبقينا على جوهرنا المتكلم والقيادة، أعتقد ليس هناك بعثي حقيقي يريد تغيير القاعدة، ولكن متاعبنا أعتقد بدأت. لولا الحصار لما أخذت متاعبنا هذا الطابع الحاد مما نراه ونسمعه عندما نفتح منافذنا على الناس ونسمع منهم. كان لدينا أقرباء بسطاء، وأبناء في بداية الثورة بعضهم أطفال، عدا أبو هيثم [الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر الله يرحمه]. متاعبنا ستزداد... هل لدينا التصميم والإرادة الكافية بأن نواجه متاعبنا من العائلة إلى المجتمع تجاه أي شطط يمس المبادئ والحزب، أم إننا نلين؟
الحصار… وليس كالحال قبل الحصار، صار أي واحد من أقربائنا إذا غفلنا عنه أن يثري على حساب الشعب، وليس ثروة حصل عليها بالحلال.
إن الحل اللي أعرفه في زمن المسلمين الأوائل، كان لله حصة في ثروة الشعب في غنائم المسلمين (لله وللمساكين وأبناء السبيل وآل البيت وللخلفاء والأقربين). هناك أمثلة وحصص، خلال الراشدين وبعدهم.
أنا أعتقد أن مثل هذا السؤال والإجابة عليه بوضوح كاف، هي وحدها تجعلنا نسخة من قاعدة واضحة، بحيث يسمع ابن طارق وابن صدام نفس الكلام ونفس النبرة والمساءلة الإجرائية لكل واحد في القيادة وأبناءه، ويسمع كل الشعب ويلتزم، من غير هذا ليس على الشعب أن يلتزم بما نقوله.
في وقت مبكر وقبل أم المعارك تكلمت في مجلس الوزراء مطولاً ومحتداً، وعلى ما أذكر قلت بأنه إذا تظنون أن معاونتكم غير القانونية لأقرباء صدام حسين وأي مسؤول في الدولة بأنكم ترضون المسؤول فأنتم على خطأ، وأتكلم لكم عن نفسي إلى مجلس الوزراء وقلت أني أرى أي معاونة لأقرباء صدام مؤامرة على صدام بالنتيجة إن تكن بالنية المسبقة، لأن صدام مؤمن بالعدالة وتطبيقاتها في إقامة نظام اشتراكي صحيح، وإلا ستعاونون أقربائي على الثراء غير المشروع، وهم يعرفون بالتطبيق، وإذا كبرت ثروتهم بشكل غير شرعي فسوف يتآمرون على صدام حسين. واحد من نتائجها لمسناه اليوم... حسين كامل طموح غير مشروع، اختلال شخصية، اختلال دماغ... طيب أخوه؟ أبناء عمه ليش؟ هؤلاء تضامنوا معه لأنهم وجدوا في صدام حسين عقبة... أي نعم، لأن ثروتهم أهم من صدام حسين.
أعيد لكم شرح جوانب من نفسي: أنا صادق. اللي نريده هو نظام بعثي، والنظام البعثي له سياقات ومفاهيم تعرفونها، وانتميتم له صادقين.. نحن لا نريد نظام عائلي جمهوري ولا ملكي.. بل نريد نظام حزب البعث العربي الاشتراكي ومفاهيمه وسلوكه وواجباته والتزاماته وليس على أي أساس آخر.
فأفرح عندما اسمع ابن طه الجزراوي عضو بالحزب، بس ما لازم يأخذ أكثر من استحقاقه، بل كمواطن من عائلة بعثية، يجوز تختصرون له في نظام الأنصار 6 أشهر، هذا ليس الموضوع الأساسي.. بس تسرعون في وصوله إلى مستويات حزبية أعلى لأنه ابن صدام حسين أو ابن عزة فإنكم ترتكبون خطأ في حق حزبكم. لا يجوز يوصلني مقترح بتصعيد فلان لأنه ابن صدام حسين، باستحقاقه بالكامل، والأهم من هذا ما يصير نضم [نخفي] على بعضنا من أخطاء وانحرافات محسوبين علينا كأقرباء أو صلة لنا.
مرة أخرى.. هل أنتم أيها الرفاق في ق/ق وم/ث (مجلس قيادة الثورة) ما زلتم مستعدين تمارسون المسؤولية بشرف على هذه القياسات البعثية؟ إذن أول ما نبتدئ به أنفسنا، ثم ننزل إلى المستويات الأخرى… لذلك هالمرة أطلب منكم صوتكم القوي والحازم وسيوفكم ضد الانحراف".
http://www.elaph.com/Web/opinion/2012/6/745178.html?entry=asdaa