المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جني المصباح الذي جننه الكويتيون وأدخلوه مستشفي الطب النفسي



بركان
06-24-2012, 01:29 AM
جني المصباح والليالي الملاح

http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/06/24/60.5_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/06/24/60.5.jpg)


جعفر رجب - الراي


بينما كان قوم من بني يعرب تائهين في صحراء الخرافة والجهل لألف عام، لا طريق يوصلهم، ولا دليل يرشدهم، فجأة وجدوا بين رمال الصحراء مصباحا، ولانهم يعرفون القصة فركوا المصباح، فخرج لهم جني المصباح، هاتفا «شبيك لبيك عبدك بين ايديك، اطلب واتمنى، انا جني المصباح...» ثم ضحك ضحكة مخيفة وردد اطلب واتمنى:
يتقدم المصري مقدما طلباته: انا أريد الحصول على شقة على النيل، وزوجة واولاد أذكياء، وهواء نظيف وماء نقي وخبز لذيذ، وسيارة مكيفة بشوارع من دون زحمة، ومجلس شعب محترم، ورئيس جمهورية انتخبه انا لا ينتخبوه لي، أريد الذهاب إلى الحج والعودة سالما دون عبّارات تغرق، أريد أيضا...
الجني: كافٍ يا اخ العرب، تدمرون بلدا في سنوات وتريدني اصلاحه في ثانية، غيره...
يتقدم العراقي: والله يا كاكا جني، أريد الامن والامان، أريد بيتا على دجلة، وبيتا على الفرات، أريد سيارة فاخرة غير مفخخة، أريد ان أعود إلى بيتي بكامل جسدي، أريد كهرباء غير مقطوعة، وماء غير ملوث، وحكومة تحكم البلد لا تتحكم بالبلد، أريد بعد واحد شاي..
الجني يقاطعه: استطيع تحقيق آخر امنياتك... الشاي، غيره!
نط اللبناني: أريد أولا يرجع لبنان مثل زمان، أريد...
الجني: يا عمي حل عني، الناس تتطور وتتقدم، وانتم اقصى امانيكم ان ترجعوا للخلف...!
اليمني يتقدم: يا جني المصباح، القمر لاح، لا البال مرتاح، ولا لقيت المفتاح، «ولا تعذبني والا، سرت وتركت المكلا»...
الجني مقاطعا: يا ابو اليمن، والله ما فهمت شيئا، ولا استطيع ان افهمكم يا ابناء عدنان وقحطان...!
التونسي يرفع صوته: انا مشكلتي بسيطة، اريد زين العابدين يرجع ويرجع فلوسنا اللي سرقها، نريد محاكمته، وسجنه واعدامه..!
الجني يقاطع: والله يا سيدي انا ما اتدخل في مشاكلكم السياسية، عملتوا ثورة وتورطتوا وورطتوا جيرانكم معاكم...!
السوري يتقدم: يا جني، احنا شعب يعيش حالة مفصلية، وخياراتنا مختلفة بالضرورة بسبب اختلاف معطيات واقعنا الجيوسياسي، ولهذا الثورة...
الجني يقاطع مرة اخرى: ولكن بعدكم يحتم تداخل المراحل وليس توالي المراحل، يا حبيبي اطلب طلبك من دون ما تسمعني معلقة امرئ القيس... غيره
الاردني: انت ماذا تريد، انت طالع لنا من المصباح، «مو فاضي لك»..
الفلسطيني: أريد تتحرر فلسطين...
الجني: بيييييه، ولم تتحرر حتى الان، انتم اعطوكم شبيرين، وذبحتوا بعض، انا اقول دبروا حالكم في هالمترين ويصير خير...
تقدم العرب كلهم الى الجني وقدموا مطالبهم، ولم تتعد، وجبة شهية، وقصرا، وزوجة حسناء، واموالا وذهبا، ومنصبا مرموقا... واستغرب الجني من حالتهم ومن مطالبهم التي لم تتغير، فمنذ الاف السنين وهو يظهر للعرب في البر والبحر ومطالبهم هي هي، ولم يجد احدا منهم يطالب بقليل من الحرية.
الجني بين قوم بني يعرب، انتبه الى كويتي واقف في الخلف، ممسك بهاتفه، وقد مال برأسه الى اليسار، فعرف انه يكلم صاحبته، وتذكر اخر كويتي خرج له من المصباح... بدلا من ان يطلب منه امنياته، اخذه للديوانية حتى «يقزرونها عليه الربع» فرقص وغنى لهم ورجع لمصباحه كارها نفسه وعمله..!
بعد ان انتهى الكويتي من مكالمته، توجه نحو الجني سائلا: انت جني المصباح!
الجني: نعم انا جني المصباح!
الكويتي بعد لحظة تفكير سأله: انت من أي مصباح فيهم، السنة ولا الشيعة!
المهم... حاليا الجني في العنبر رقم تسعة بالطب النفسي، يعالجه الدكتور سليمان الخضاري!


جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com