سيد مرحوم
12-26-2004, 11:29 PM
عن : الانتخابات - الائتلاف العراقي الموحد – حزب الدعوة الإسلامية - 1
كتابات - ضياء الشكرجي
{{ هذه الأولى من أربع حلقات لمقالة، بدأت كتابتها في 22 وانتهيت منها في 23 كانون الأول 2004، أتناول فيها ما يهم الناخبين مما يتعلق بـ 1) الانتخابات، و2) بقائمة "الائتلاف العراقي الموحد" التي تشكلت برعاية المرجعية، و3) بأحد شركاء الائتلاف، ألا هو حزب الدعوة الإسلامية. المقالة تعبر عن وجهة نظري الخاصة، دون الابتعاد عن الخط العام لتوجه الائتلاف، وفي بعض الخصوصيات عن الخط العام لحزب الدعوة الإسلامية. أريد منها تسليط الضوء على ما هو مهم، ليستـفيد منها جمهور الناخبين، وبالأخص من يرى التعويل بنسبة ما على وجهة نظري، مع احترامي للآراء المخالفة. لا أدعي احتكار الصواب، وإنما بذلت ما في وسعي لتوخي الموضوعية، وإن كنت لا أخفي أني رأيت أن أروج دعاية للقائمة ولكن بعيدا عن الغلو. }}
ابتداءً لا بد من تصحيح مهم لبعض ما حصل من لبس وخطأ يتعلق باسم القائمة، ارتكبته حتى إحدى الصحف الناطقة باسم واحد من أهم شركاء الائتلاف، وتناقلته أوساط أخرى. القائمة اسمها
"الائتلاف العراقي الموحد"
وليس كما ورد خطأ "الائتلاف الوطني الموحد".
أهم الفصائل الداخلة في الائتلاف:
- حزب الدعوة الإسلامية (إبراهيم الجعفري).
- المؤتمر الوطني العراق (أحمد الچلبي)
- المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (عبد العزيز الحكيم)
- حزب الدعوة الإسلامية تنظيم العراق (عبد الكريم العنزي)
- الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق (عباس البياتي)
- حزب الفضيلة الإسلامي (نديم الجابري)
وأحزاب وشخصيات أخرى كمنظمة العمل وتنظيم إسلامي للكرد الفيلية، وغيرها. وأعتذر لمن لم أذكرهم، دون قصد التقليل من شأن أحد من الأطراف المؤتلفة.
إذا طرح السؤال ما إذا يراد لهذه المقالة أن تكون تعريفية مجردة، أم دعائية ضمن حملة الدعاية الانتخابية، فأجيب أنها إذا شئت فهي نعم – وبحدود ما - دعاية انتخابية كحق مشروع وممارسة طبيعية للعملية الديمقراطية، ولكني لا أستطيع أن أنتزع مني خصوصياتي الشخصية فيما عُرف عني البعض من موقف يحاول أن يلتزم الموضوعية والحيادية – لا بمعنى عدم الانتماء أو اللاموقف أو اللارأي -، وبعيد عن اللغة الدعائية التي لا تنسجم مع طبيعتي. لذا سأحرص على ألا أجعل مقالتي دعائية تستغرق في المنهج الدعائي اللاموضوعي، بل تحاول أن تكون – قدر المستطاع - توعوية و – قدر المتاح – موضوعية، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وبقدر ما يعينني الله تعالى على ضعفي في الوقوع ولو بنسبة ما فيما أكره ألا هي الازدواجية التي تكمن داخل كل إنسان بنسبة ما، إلا من ثبتت عصمته، أو من كان معصوما في هذه النقطة بالذات أي البعد عن الازدواجية، باعتبار أن العصمة المتجزئة أي في جزئية ما من شخصية الإنسان ممكنة ولو على نحو الإمكان الفلسفي، بل هي ثابتة بالإمكان الواقعي أي المتحقق فعلا في حالات، فإذا ثبتت يكون المعصوم في تلك الجزئية حجة في حدود تلك الجزئية بالذات، وعلى من ثبتت له عصمته فيها على وجه الخصوص. إذن في المقالة شيء من الدعاية دون الاستغراق في الدعائية، ومع مجانبة الدعاية الرخيصة اللاموضوعية قدر الإمكان، وكما فيها شيء من المنهج المعلوماتي المحض، وفيها شيء من التوعوية، التي تحاول عن تبتعد عن التوجيهية القسرية غير الصادقة، وتقـتصر على ما تسمح به الموضوعية من منهج توجيهي لمن يريد أن يتلقى التوجيه بمحض إرادته.
في هذه المقالة كلام عن المزايا والصفات الغالبة لهذه القائمة، وهناك كلام أضيق من ذلك دائرة، وهو ما تمثـله توجهات حزب الدعوة الإسلامية كواحد من الأطراف الأساسية، ثم هناك دائرة أضيق تمثل وجهات نظر كاتب هذه السطور، وإن كان لا ينفرد بها، بل هي تمثل توجها واسعا عند الكثيرين من المنتمين لحزب الدعوة الإسلامية، دون نفي ذلك عن غيرهم، بل وبعضها من الثوابت عند بعض القوائم الأخرى، كقائمة "التيار الإسلامي الديمقراطي".
قوائم أخرى جديرة بالثقة:
قبل الحديث عن "الائتلاف العراقي الموحد"، أحب أن أشير بأن هناك أيضا من القوائم الأخرى الجديرة بمنح الثقة – حسب وجهة نظري ومع احترامي لوجهات النظر الأخرى -، مثل قائمة "الاتحاد الإسلامي لكرد العراق الفيليين" (ثائر الفيلي)، وهم إسلاميون معتدلون من الكرد الشيعة، وفيهم كفاءات جيدة ومخلصة، و"التيار الإسلامي الديمقراطي" (حسين العادلي ومحمد عبد الجبار الشبوط)، ويمثـلون نخبة من المثـقفين والسياسيين الإسلاميين الديمقراطيين، وهناك كذلك "حركة الدعوة الإسلامية"، التي كان يتزعمها الشهيد عز الدين سليم، وغيرها من الكيانات السياسية.
صفات ومزايا قائمة الائتلاف:
هذه بعض صفات قائمة "الائتلاف العراقي الموحد"، مع إننا قد لا نستطيع أن نعممها كصفات لازمة لكل شركاء الائتلاف، أو نعتبرها منطبقة على كل منهم بنفس الدرجة، بل كصفة غالبة:
1. الانتماء الشيعي.
2. اللاطائفية.
3. التوجه الإسلامي.
4. الاعتدال.
5. نبذ العنف والتطرف.
6. الحس العراقي.
7. الاستـقلال عن المؤثرات الخارجية.
8. الاهتمام بقضية السيادة الوطنية.
9. الانفتاح على كل أبناء الشعب العراقي.
10. التمسك بوحدة العراق.
وكتقييم لهذه المفردات، أحب أن أمر عليها الواحدة تلو الأخرى.
الانتماء الشيعي:
حيث أن أغلب الأطراف تنتمي إلى الطائفة الشيعية، مع أن فيها من غير الشيعة بل ومن غير المسلمين. وتأكيد الهوية المذهبية، لم يأت على الإيمان بتغليب المصلحة الطائفية، وعلى على مستوى ممارسة الفعل الطائفي، بل على مستوى التحصن من الفعل الطائفي، وحفظ حقوق الطائفة. فيمكن القول أن غلبة الانتماء الشيعي كطابع أساسي للقائمة لا يمثل - على أقل تقدير بما يتعلق بحزب الدعوة الإسلامية، ومن المؤكد لأكثر المؤتلفين غيره - هو أننا نريد الاستغراق في الصفة المذهبية، مع اعتزازنا بانتمائنا المذهبي هذا، ولكنه انتماء منفتح، ومن حيث المبدأ لا نرى على مدى المستقبل من لوازم التحالفات السياسية التأكيد على المذهبية. ولكن هناك في المرحلة الراهنة حاجة للتحصن من فعل طائفي موجه ضد شيعة العراق، لا نقول من قبل سنة العراق، بل من خليط طائفي/ سلفي/ عروبي/ بعثي/ صدامي.
اللاطائفية:
بمعنى نبذ الطائفية الذاتية كتوجه وأداء من جهة، والتحصن من الطائفية الغيرية من جهة أخرى. ومعروف لدى الداني والقاصي، بعد شيعة العراق عموما عن النفس الطائفي؛ وبالذات الحركة الإسلامية العراقية، وبالذات حزب الدعوة الإسلامية، والذي دفع ثمن لا طائفيته اتهامات ظالمة في الكثير من مراحله من قبل الأجواء التقليدية الرافضة لنشر الوعي السياسي وتدخل المتدينين في الشأن السياسي؛ اتهامات من قبيل الوهابية، أو أقلها الانحراف عن التشيع. وبالرغم من غلبة الانتماء الشيعي لأعضاء الحزب، ليس هناك مادة في نظامه الداخلي، تمنع انتماء السني للحزب من حيث المبدأ. وأدبياتنا خلال العقود الماضية الطويلة خلت تماما من الخطاب المذهبي، ناهيك عن الخطاب الطائفي. فهذا ثابت ولا غبار عليه ولا شك فيه، وليس من قبيل الدعاية الانتخابية. ربما يكون الحس الشيعي الشعبي التقليدي، لا الحس الشيعي الفكري الواعي، أقوى عند بعض المؤتلفين في القائمة، ولكني لا أعرف منهم من تصدق عليه صفة الطائفية، كما لـُمِسَت الطائفية عند غيرنا، دون أن نعمم هذه الصفة على الغير، ففيهم والحمد لله المعتدلون العقلاء اللاطائفيون من غير شك.
الإسلامية:
أغلب الأطراف البارزة في الائتلاف إسلامية التوجه، ولكن فيه من غير الإسلاميين. ويمكن القول أن حزب الدعوة الإسلامية بالذات – دون نفي ذلك عن غيره - يجسد الإسلامية المعتدلة العقلانية المنفتحة، فهو قد جمع بين أصالة ومتانة الفكر وصلابة الانتماء إلى الإسلام، وبين الانفتاح والمرونة والعقلانية في التعامل مع الآخر، بكل صدق ومحبة. وحيث أن نسبة كبيرة من الشارع العراقي إسلامي الولاء، نحتاج إلى أطراف إسلامية أصيلة في إسلاميتها، ومعتدلة صادقة في اعتدالها. فمن حيث وضوح وأصالة إسلاميتـنا فيكفي أن يكون المؤسس هو ذلك المفكر العبقري والفيلسوف الكبير والمرجع الريادي الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (رض)، إذ كان حزب الدعوة الإسلامية هو المؤسس لظاهرة الوعي الإسلامي الرسالي لا سيما في وسط أتباع مذهب أهل البيت (ع)، عندما الكثيرون غارقين في سبات التوجه المحافظ المبتعد عن الشأن الاجتماعي والسياسي والثـقافي، ومع كل هذه العراقة والأصالة التي لا ندعي فيها العصمة والكمال، فنحن نمثـل الوسطية والاعتدال، حيث لا ندعو إلى دولة أحادية شمولية، حتى لو كانت هويتها إسلامية، بل نريدها دولة تعددية تستوعب الجميع، ويشارك فيها الجميع في عملية إعادة بناء العراق، وفي الحياة السياسية، فالاستبداد لا يمكن أن يكون إسلاميا مهما نظر له البعض ممن أساء فهم الإسلام، وعرضه عرضا أضر بالإسلام أكثر بكثير مما نفعه، إن كان هناك ثمة منفعة، وهذا الفهم مبني على رؤية شرعية واضحة، وليست حالة استهوائية أو استرضائية.
d_sh1944@yahoo.de
23/12/2004
كتابات - ضياء الشكرجي
{{ هذه الأولى من أربع حلقات لمقالة، بدأت كتابتها في 22 وانتهيت منها في 23 كانون الأول 2004، أتناول فيها ما يهم الناخبين مما يتعلق بـ 1) الانتخابات، و2) بقائمة "الائتلاف العراقي الموحد" التي تشكلت برعاية المرجعية، و3) بأحد شركاء الائتلاف، ألا هو حزب الدعوة الإسلامية. المقالة تعبر عن وجهة نظري الخاصة، دون الابتعاد عن الخط العام لتوجه الائتلاف، وفي بعض الخصوصيات عن الخط العام لحزب الدعوة الإسلامية. أريد منها تسليط الضوء على ما هو مهم، ليستـفيد منها جمهور الناخبين، وبالأخص من يرى التعويل بنسبة ما على وجهة نظري، مع احترامي للآراء المخالفة. لا أدعي احتكار الصواب، وإنما بذلت ما في وسعي لتوخي الموضوعية، وإن كنت لا أخفي أني رأيت أن أروج دعاية للقائمة ولكن بعيدا عن الغلو. }}
ابتداءً لا بد من تصحيح مهم لبعض ما حصل من لبس وخطأ يتعلق باسم القائمة، ارتكبته حتى إحدى الصحف الناطقة باسم واحد من أهم شركاء الائتلاف، وتناقلته أوساط أخرى. القائمة اسمها
"الائتلاف العراقي الموحد"
وليس كما ورد خطأ "الائتلاف الوطني الموحد".
أهم الفصائل الداخلة في الائتلاف:
- حزب الدعوة الإسلامية (إبراهيم الجعفري).
- المؤتمر الوطني العراق (أحمد الچلبي)
- المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (عبد العزيز الحكيم)
- حزب الدعوة الإسلامية تنظيم العراق (عبد الكريم العنزي)
- الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق (عباس البياتي)
- حزب الفضيلة الإسلامي (نديم الجابري)
وأحزاب وشخصيات أخرى كمنظمة العمل وتنظيم إسلامي للكرد الفيلية، وغيرها. وأعتذر لمن لم أذكرهم، دون قصد التقليل من شأن أحد من الأطراف المؤتلفة.
إذا طرح السؤال ما إذا يراد لهذه المقالة أن تكون تعريفية مجردة، أم دعائية ضمن حملة الدعاية الانتخابية، فأجيب أنها إذا شئت فهي نعم – وبحدود ما - دعاية انتخابية كحق مشروع وممارسة طبيعية للعملية الديمقراطية، ولكني لا أستطيع أن أنتزع مني خصوصياتي الشخصية فيما عُرف عني البعض من موقف يحاول أن يلتزم الموضوعية والحيادية – لا بمعنى عدم الانتماء أو اللاموقف أو اللارأي -، وبعيد عن اللغة الدعائية التي لا تنسجم مع طبيعتي. لذا سأحرص على ألا أجعل مقالتي دعائية تستغرق في المنهج الدعائي اللاموضوعي، بل تحاول أن تكون – قدر المستطاع - توعوية و – قدر المتاح – موضوعية، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وبقدر ما يعينني الله تعالى على ضعفي في الوقوع ولو بنسبة ما فيما أكره ألا هي الازدواجية التي تكمن داخل كل إنسان بنسبة ما، إلا من ثبتت عصمته، أو من كان معصوما في هذه النقطة بالذات أي البعد عن الازدواجية، باعتبار أن العصمة المتجزئة أي في جزئية ما من شخصية الإنسان ممكنة ولو على نحو الإمكان الفلسفي، بل هي ثابتة بالإمكان الواقعي أي المتحقق فعلا في حالات، فإذا ثبتت يكون المعصوم في تلك الجزئية حجة في حدود تلك الجزئية بالذات، وعلى من ثبتت له عصمته فيها على وجه الخصوص. إذن في المقالة شيء من الدعاية دون الاستغراق في الدعائية، ومع مجانبة الدعاية الرخيصة اللاموضوعية قدر الإمكان، وكما فيها شيء من المنهج المعلوماتي المحض، وفيها شيء من التوعوية، التي تحاول عن تبتعد عن التوجيهية القسرية غير الصادقة، وتقـتصر على ما تسمح به الموضوعية من منهج توجيهي لمن يريد أن يتلقى التوجيه بمحض إرادته.
في هذه المقالة كلام عن المزايا والصفات الغالبة لهذه القائمة، وهناك كلام أضيق من ذلك دائرة، وهو ما تمثـله توجهات حزب الدعوة الإسلامية كواحد من الأطراف الأساسية، ثم هناك دائرة أضيق تمثل وجهات نظر كاتب هذه السطور، وإن كان لا ينفرد بها، بل هي تمثل توجها واسعا عند الكثيرين من المنتمين لحزب الدعوة الإسلامية، دون نفي ذلك عن غيرهم، بل وبعضها من الثوابت عند بعض القوائم الأخرى، كقائمة "التيار الإسلامي الديمقراطي".
قوائم أخرى جديرة بالثقة:
قبل الحديث عن "الائتلاف العراقي الموحد"، أحب أن أشير بأن هناك أيضا من القوائم الأخرى الجديرة بمنح الثقة – حسب وجهة نظري ومع احترامي لوجهات النظر الأخرى -، مثل قائمة "الاتحاد الإسلامي لكرد العراق الفيليين" (ثائر الفيلي)، وهم إسلاميون معتدلون من الكرد الشيعة، وفيهم كفاءات جيدة ومخلصة، و"التيار الإسلامي الديمقراطي" (حسين العادلي ومحمد عبد الجبار الشبوط)، ويمثـلون نخبة من المثـقفين والسياسيين الإسلاميين الديمقراطيين، وهناك كذلك "حركة الدعوة الإسلامية"، التي كان يتزعمها الشهيد عز الدين سليم، وغيرها من الكيانات السياسية.
صفات ومزايا قائمة الائتلاف:
هذه بعض صفات قائمة "الائتلاف العراقي الموحد"، مع إننا قد لا نستطيع أن نعممها كصفات لازمة لكل شركاء الائتلاف، أو نعتبرها منطبقة على كل منهم بنفس الدرجة، بل كصفة غالبة:
1. الانتماء الشيعي.
2. اللاطائفية.
3. التوجه الإسلامي.
4. الاعتدال.
5. نبذ العنف والتطرف.
6. الحس العراقي.
7. الاستـقلال عن المؤثرات الخارجية.
8. الاهتمام بقضية السيادة الوطنية.
9. الانفتاح على كل أبناء الشعب العراقي.
10. التمسك بوحدة العراق.
وكتقييم لهذه المفردات، أحب أن أمر عليها الواحدة تلو الأخرى.
الانتماء الشيعي:
حيث أن أغلب الأطراف تنتمي إلى الطائفة الشيعية، مع أن فيها من غير الشيعة بل ومن غير المسلمين. وتأكيد الهوية المذهبية، لم يأت على الإيمان بتغليب المصلحة الطائفية، وعلى على مستوى ممارسة الفعل الطائفي، بل على مستوى التحصن من الفعل الطائفي، وحفظ حقوق الطائفة. فيمكن القول أن غلبة الانتماء الشيعي كطابع أساسي للقائمة لا يمثل - على أقل تقدير بما يتعلق بحزب الدعوة الإسلامية، ومن المؤكد لأكثر المؤتلفين غيره - هو أننا نريد الاستغراق في الصفة المذهبية، مع اعتزازنا بانتمائنا المذهبي هذا، ولكنه انتماء منفتح، ومن حيث المبدأ لا نرى على مدى المستقبل من لوازم التحالفات السياسية التأكيد على المذهبية. ولكن هناك في المرحلة الراهنة حاجة للتحصن من فعل طائفي موجه ضد شيعة العراق، لا نقول من قبل سنة العراق، بل من خليط طائفي/ سلفي/ عروبي/ بعثي/ صدامي.
اللاطائفية:
بمعنى نبذ الطائفية الذاتية كتوجه وأداء من جهة، والتحصن من الطائفية الغيرية من جهة أخرى. ومعروف لدى الداني والقاصي، بعد شيعة العراق عموما عن النفس الطائفي؛ وبالذات الحركة الإسلامية العراقية، وبالذات حزب الدعوة الإسلامية، والذي دفع ثمن لا طائفيته اتهامات ظالمة في الكثير من مراحله من قبل الأجواء التقليدية الرافضة لنشر الوعي السياسي وتدخل المتدينين في الشأن السياسي؛ اتهامات من قبيل الوهابية، أو أقلها الانحراف عن التشيع. وبالرغم من غلبة الانتماء الشيعي لأعضاء الحزب، ليس هناك مادة في نظامه الداخلي، تمنع انتماء السني للحزب من حيث المبدأ. وأدبياتنا خلال العقود الماضية الطويلة خلت تماما من الخطاب المذهبي، ناهيك عن الخطاب الطائفي. فهذا ثابت ولا غبار عليه ولا شك فيه، وليس من قبيل الدعاية الانتخابية. ربما يكون الحس الشيعي الشعبي التقليدي، لا الحس الشيعي الفكري الواعي، أقوى عند بعض المؤتلفين في القائمة، ولكني لا أعرف منهم من تصدق عليه صفة الطائفية، كما لـُمِسَت الطائفية عند غيرنا، دون أن نعمم هذه الصفة على الغير، ففيهم والحمد لله المعتدلون العقلاء اللاطائفيون من غير شك.
الإسلامية:
أغلب الأطراف البارزة في الائتلاف إسلامية التوجه، ولكن فيه من غير الإسلاميين. ويمكن القول أن حزب الدعوة الإسلامية بالذات – دون نفي ذلك عن غيره - يجسد الإسلامية المعتدلة العقلانية المنفتحة، فهو قد جمع بين أصالة ومتانة الفكر وصلابة الانتماء إلى الإسلام، وبين الانفتاح والمرونة والعقلانية في التعامل مع الآخر، بكل صدق ومحبة. وحيث أن نسبة كبيرة من الشارع العراقي إسلامي الولاء، نحتاج إلى أطراف إسلامية أصيلة في إسلاميتها، ومعتدلة صادقة في اعتدالها. فمن حيث وضوح وأصالة إسلاميتـنا فيكفي أن يكون المؤسس هو ذلك المفكر العبقري والفيلسوف الكبير والمرجع الريادي الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (رض)، إذ كان حزب الدعوة الإسلامية هو المؤسس لظاهرة الوعي الإسلامي الرسالي لا سيما في وسط أتباع مذهب أهل البيت (ع)، عندما الكثيرون غارقين في سبات التوجه المحافظ المبتعد عن الشأن الاجتماعي والسياسي والثـقافي، ومع كل هذه العراقة والأصالة التي لا ندعي فيها العصمة والكمال، فنحن نمثـل الوسطية والاعتدال، حيث لا ندعو إلى دولة أحادية شمولية، حتى لو كانت هويتها إسلامية، بل نريدها دولة تعددية تستوعب الجميع، ويشارك فيها الجميع في عملية إعادة بناء العراق، وفي الحياة السياسية، فالاستبداد لا يمكن أن يكون إسلاميا مهما نظر له البعض ممن أساء فهم الإسلام، وعرضه عرضا أضر بالإسلام أكثر بكثير مما نفعه، إن كان هناك ثمة منفعة، وهذا الفهم مبني على رؤية شرعية واضحة، وليست حالة استهوائية أو استرضائية.
d_sh1944@yahoo.de
23/12/2004