نجم سهيل
06-01-2012, 03:38 PM
وقبل فترة كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية بان عشرات المقاتلين الليبيين وصلوا الى سورية بعد سقوط القذافي وتحت اشراف جهاز الاستخبارات التركي (ميت).
http://www.asriran.com/files/ar/news/2012/5/31/29784_105.jpg
عصر ايران ؛ علي قادري – "عندما بدات الثورة الليبية، كان حلمي ان انضم الى صفوف المجاهدين. وفي تلك الفترة لم استطع ان احقق حلمي، لكن عندما بدات الثورة السورية قررت ان التحق بالمجاهدين. والان وقت الجهاد، ان الله تعالى قد من عليه بهذه النعمة الكبيرة".
ابوبدر 47 عاما، جزائري يحمل الجنسبة الفرنسية ويعيش في مدينة مارسي وأب لستة ابناء. وقد اشترى قبل شهرين ومن دون علم اسرته ، تذكرة سفر الى اسطنبول ومن ثم اوصل نفسه من هناك الى الحدود السورية: "لا اريد ان اغلب المشاعر الابوية على عقلي. لقد جئت الى هذه البلاد من اجل رسالة مقدسة وسابقى هنا حتى النهاية واسقاط النظام السوري".
ان قصة ابوبدر تشبه الكثير من المسلحين غير السوريين الذين التحقوا بصفوف المجموعات المسلحة التابعة ل "الجيش السوري الحر". واوصل البعض نفسه الى هذه المنطقة مثل هذا الجزائري الاصل من اجل "ضمان الاخرة" والبعض الاخر من اجل "ضمان الدنيا"، لكن في مطلق الاحوال فان جميع الاشخاص غير المحليين يشتركون في خصوصية واحدة : الا وهي انهم جاؤوا الى سورية من اجل القتال.
ومع بدء الاشتباكات المسلحة في سورية، فان عددا كبيرا من اعضاء المجموعات السلفية اوصل نفسه الى سورية للمشاركة في القتال ضد الجيش السوري.
واشار علي الدباع المتحدث باسم الحكومة العراقية اخيرا الى تقارير استخباراتية تظهر عملية نقل واسعة للمنتمين الى القاعدة الى داخل الاراضي السورية، وهذا الامر ادى بطبيعة الحال الى تراجع وتناقص حاد في عدد العمليات الانتحارية في داخل العراق.
وقد اكدت وزارة الخارجية الامريكية قبل فترة وصول اعضاء القاعدة الى سورية وان التفجيرات الانتحارية في دمشق وحلب تؤكد هذه التقارير.
وقبل فترة كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية بان عشرات المقاتلين الليبيين وصلوا الى سورية بعد سقوط القذافي وتحت اشراف جهاز الاستخبارات التركي (ميت).
وجميع الذين ياتون الى سورية للمشاركة في الحرب لم يتلقوا تدريبات كافية. وحسب الظروف الامنية فان بعض هذه القوات يتلقون التدريب داخل الاراضي السورية والبعض الاخر منهم يرسلون الى مراكز تدريب تابعة للقاعدة في المناطق الصحراوية بمحافظة الانبار العراقية.
ويقال بان الجيش العراقي تعرف اخيرا على عدد من هذه المراكز والقى القبض على عدد كبير من هؤلاء المسلحين.
وطبعا فان البعض منهم يملكون مهارات عسكرية واسعة. "عبد الغني جوهر" فلسطيني مقيم بمخيم عين الحلوة في لبنان. وحسب صحيفة الاخبار فان هذا الشاب الفلسطيني يملك مهارات خاصة في مجال المتفجرات ، وقد ذكرت تقارير صادرة عن المؤسسات الامنية اللبنانية بان هذا الشاب الفلسطيني غادر مع عدد من الفلسطينيين المقيمين في هذا المخيم اللبناني متوجها الى سورية.
وعلى الرغم من ان الجيش السوري الحر يتولى التنسيق بين عشرات المجموعات المسلحة (السلفية وغير السلفية) في سورية لكن هناك خلافات حادة ظاهرة بين هذه المجموعات بوضوح، فعلى سبيل المثال، فانه في خضم دخول الجيش السوري الى منطقة باباعمرو بمدينة حمص، فان مجموعتين مسلحتين كانتا تتقاتلا مع بعضهما البعض من اجل السيطرة على اجزاء من هذه المنطقة.
ويرى محمد بسام العمادي السفير السوري الاسبق في السويد والذي اقيل من منصبه عام 2004 والتحق الان بالمجلس الوطني السوري، بان التيار السلفي المدعوم من الاخوان المسلمين بسورية يهيئ نفسه من خلال تخزين السلاح لمرحلة ما بعد النظام الحالي. ان هؤلاء يريدون استخدام هذا السلاح للاستيلاء على السلطة بعد بشار الاسد.
وهذه الخلافات ليس مشهودة طبعا بين المجموعات المسلحة فحسب بل ثمة خلافات واسعة تشاهد داخل المجلس الوطني السوري – الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له – ايضا وحتى انها تسببت بانشقاق عدد من اعضاء المجلس.
ان الكثير من قادة المجموعات المسلحة وبعض اعضاء المجلس الوطني السوري يتهمون برهان غليون الذي تراس هذا المجلس بعدم الكفاءة واعتماد الفئوية والحزبية ويرون بان غليون والافراد التابعين له لا يوزعون بشكل عادل الاموال التي يحصلون عليها من بعض الدول العربية (السعودية وقطر) ومن انه لم يستطع لحد الان كسب الدعم الدولي اللازم لاسناد الجيش السوري الحر تسليحيا.
وسوق تهريب السلاح منتعش تماما. وقبل ان يمارس جهاز الاستخبارات التركي (ميت) قيودا على تهريب السلاح على الحدود مع سورية كانت تركيا ومعها لبنان والعراق اهم مراكز تزويد المجموعات المسلحة بالسلاح، لكن وبعد العمليات الواسعة لحزب العمال الكردستاني (ب ك ك) ضد الجيش التركي والتي يرى البعض انها نشطت بتحريض من جهاز الاستخبارات السوري، فان حكومة اردوغان فرضت قيودا شديدة على تهريب السلاح الى داخل سورية، القيود التي ماتزال قائمة رغم التحركات التركية الواسعة ضد دمشق.
ان تهريب السلاح من لبنان الى داخل سورية يواجه هو الاخر صعوبات بسبب الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني على الحدود. وقبل ايقاف سفينة تحمل اسلحة "ليبية" في ميناء طرابلس، كان شمال لبنان احد المراكز الرئيسية لتهريب السلاح الى داخل سورية، لكن الشحنات البحرية تواجه اليوم رقابة شديدة من قبل الجيش والاجهزة الاستخباراتية والامنية اللبنانية. وحتى ان السلاح يهرب بصعوبة الى سورية عبر منطقة البقاع الشرقي الجبلية بسبب النفوذ السوري الواسع في لبنان.
كما ان حكومة نوري المالكي تتخذ اجراءات تفتيش واسعة على امتداد الحدود مع سورية. ويقال بان القوى التابعة لحزب البعث تعد المورد الرئيسي للسلاح من العراق الى سورية.
ان مركز تهريب السلاح من العراق هو محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل. وقبل قيود الحكومة العراقية، كانت الاسلحة المهربة من الموصل الى سورية تمر عبر معبر ربيعة حيث ان الانتماءات القبلية بين الاسر على جانبي الحدود تسهل هذه العملية.
ان القيود التي تمارس ادت الى ان يصل سعر بندقية كلاشنيكوف واحدة في سورية ما بين 1500 و 2000 دولار وسعر الرصاصة الواحدة 5 دولارات.
وقد ترافق اليوم في سورية صوت معارضي وانصار بشار الاسد مع ازيز الرصاص وعصف التفجيرات. ولا يمر يوم حتى يقتل ويجرح فيه عدد من الناس في هذا البلد. لقد داهم الخوف والكراهية بلاد الشام. ان العنف يشكل الخصوصية المشتركة لطرفي الصراع، واصبح طبعا يشبه الحرب اكثر. ان الشعب السوري الذي يعتبر قسم منه من منتقدي ومعارضي حكومة الاسد وطبعا قسم اخر منه من انصاره وحماته، ينظرون اليوم بقلق الى التطورات في بلادهم، ويجثم على صدورهم كابوس عرقنة سورية: الخروج من حفرة الاسد والوقوع في بئر السفليين، مسكين الشعب السوري اي تصور واحلام كانت لديه عن الحرية والديمقراطية!
http://www.asriran.com/files/ar/news/2012/5/31/29784_105.jpg
عصر ايران ؛ علي قادري – "عندما بدات الثورة الليبية، كان حلمي ان انضم الى صفوف المجاهدين. وفي تلك الفترة لم استطع ان احقق حلمي، لكن عندما بدات الثورة السورية قررت ان التحق بالمجاهدين. والان وقت الجهاد، ان الله تعالى قد من عليه بهذه النعمة الكبيرة".
ابوبدر 47 عاما، جزائري يحمل الجنسبة الفرنسية ويعيش في مدينة مارسي وأب لستة ابناء. وقد اشترى قبل شهرين ومن دون علم اسرته ، تذكرة سفر الى اسطنبول ومن ثم اوصل نفسه من هناك الى الحدود السورية: "لا اريد ان اغلب المشاعر الابوية على عقلي. لقد جئت الى هذه البلاد من اجل رسالة مقدسة وسابقى هنا حتى النهاية واسقاط النظام السوري".
ان قصة ابوبدر تشبه الكثير من المسلحين غير السوريين الذين التحقوا بصفوف المجموعات المسلحة التابعة ل "الجيش السوري الحر". واوصل البعض نفسه الى هذه المنطقة مثل هذا الجزائري الاصل من اجل "ضمان الاخرة" والبعض الاخر من اجل "ضمان الدنيا"، لكن في مطلق الاحوال فان جميع الاشخاص غير المحليين يشتركون في خصوصية واحدة : الا وهي انهم جاؤوا الى سورية من اجل القتال.
ومع بدء الاشتباكات المسلحة في سورية، فان عددا كبيرا من اعضاء المجموعات السلفية اوصل نفسه الى سورية للمشاركة في القتال ضد الجيش السوري.
واشار علي الدباع المتحدث باسم الحكومة العراقية اخيرا الى تقارير استخباراتية تظهر عملية نقل واسعة للمنتمين الى القاعدة الى داخل الاراضي السورية، وهذا الامر ادى بطبيعة الحال الى تراجع وتناقص حاد في عدد العمليات الانتحارية في داخل العراق.
وقد اكدت وزارة الخارجية الامريكية قبل فترة وصول اعضاء القاعدة الى سورية وان التفجيرات الانتحارية في دمشق وحلب تؤكد هذه التقارير.
وقبل فترة كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية بان عشرات المقاتلين الليبيين وصلوا الى سورية بعد سقوط القذافي وتحت اشراف جهاز الاستخبارات التركي (ميت).
وجميع الذين ياتون الى سورية للمشاركة في الحرب لم يتلقوا تدريبات كافية. وحسب الظروف الامنية فان بعض هذه القوات يتلقون التدريب داخل الاراضي السورية والبعض الاخر منهم يرسلون الى مراكز تدريب تابعة للقاعدة في المناطق الصحراوية بمحافظة الانبار العراقية.
ويقال بان الجيش العراقي تعرف اخيرا على عدد من هذه المراكز والقى القبض على عدد كبير من هؤلاء المسلحين.
وطبعا فان البعض منهم يملكون مهارات عسكرية واسعة. "عبد الغني جوهر" فلسطيني مقيم بمخيم عين الحلوة في لبنان. وحسب صحيفة الاخبار فان هذا الشاب الفلسطيني يملك مهارات خاصة في مجال المتفجرات ، وقد ذكرت تقارير صادرة عن المؤسسات الامنية اللبنانية بان هذا الشاب الفلسطيني غادر مع عدد من الفلسطينيين المقيمين في هذا المخيم اللبناني متوجها الى سورية.
وعلى الرغم من ان الجيش السوري الحر يتولى التنسيق بين عشرات المجموعات المسلحة (السلفية وغير السلفية) في سورية لكن هناك خلافات حادة ظاهرة بين هذه المجموعات بوضوح، فعلى سبيل المثال، فانه في خضم دخول الجيش السوري الى منطقة باباعمرو بمدينة حمص، فان مجموعتين مسلحتين كانتا تتقاتلا مع بعضهما البعض من اجل السيطرة على اجزاء من هذه المنطقة.
ويرى محمد بسام العمادي السفير السوري الاسبق في السويد والذي اقيل من منصبه عام 2004 والتحق الان بالمجلس الوطني السوري، بان التيار السلفي المدعوم من الاخوان المسلمين بسورية يهيئ نفسه من خلال تخزين السلاح لمرحلة ما بعد النظام الحالي. ان هؤلاء يريدون استخدام هذا السلاح للاستيلاء على السلطة بعد بشار الاسد.
وهذه الخلافات ليس مشهودة طبعا بين المجموعات المسلحة فحسب بل ثمة خلافات واسعة تشاهد داخل المجلس الوطني السوري – الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له – ايضا وحتى انها تسببت بانشقاق عدد من اعضاء المجلس.
ان الكثير من قادة المجموعات المسلحة وبعض اعضاء المجلس الوطني السوري يتهمون برهان غليون الذي تراس هذا المجلس بعدم الكفاءة واعتماد الفئوية والحزبية ويرون بان غليون والافراد التابعين له لا يوزعون بشكل عادل الاموال التي يحصلون عليها من بعض الدول العربية (السعودية وقطر) ومن انه لم يستطع لحد الان كسب الدعم الدولي اللازم لاسناد الجيش السوري الحر تسليحيا.
وسوق تهريب السلاح منتعش تماما. وقبل ان يمارس جهاز الاستخبارات التركي (ميت) قيودا على تهريب السلاح على الحدود مع سورية كانت تركيا ومعها لبنان والعراق اهم مراكز تزويد المجموعات المسلحة بالسلاح، لكن وبعد العمليات الواسعة لحزب العمال الكردستاني (ب ك ك) ضد الجيش التركي والتي يرى البعض انها نشطت بتحريض من جهاز الاستخبارات السوري، فان حكومة اردوغان فرضت قيودا شديدة على تهريب السلاح الى داخل سورية، القيود التي ماتزال قائمة رغم التحركات التركية الواسعة ضد دمشق.
ان تهريب السلاح من لبنان الى داخل سورية يواجه هو الاخر صعوبات بسبب الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني على الحدود. وقبل ايقاف سفينة تحمل اسلحة "ليبية" في ميناء طرابلس، كان شمال لبنان احد المراكز الرئيسية لتهريب السلاح الى داخل سورية، لكن الشحنات البحرية تواجه اليوم رقابة شديدة من قبل الجيش والاجهزة الاستخباراتية والامنية اللبنانية. وحتى ان السلاح يهرب بصعوبة الى سورية عبر منطقة البقاع الشرقي الجبلية بسبب النفوذ السوري الواسع في لبنان.
كما ان حكومة نوري المالكي تتخذ اجراءات تفتيش واسعة على امتداد الحدود مع سورية. ويقال بان القوى التابعة لحزب البعث تعد المورد الرئيسي للسلاح من العراق الى سورية.
ان مركز تهريب السلاح من العراق هو محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل. وقبل قيود الحكومة العراقية، كانت الاسلحة المهربة من الموصل الى سورية تمر عبر معبر ربيعة حيث ان الانتماءات القبلية بين الاسر على جانبي الحدود تسهل هذه العملية.
ان القيود التي تمارس ادت الى ان يصل سعر بندقية كلاشنيكوف واحدة في سورية ما بين 1500 و 2000 دولار وسعر الرصاصة الواحدة 5 دولارات.
وقد ترافق اليوم في سورية صوت معارضي وانصار بشار الاسد مع ازيز الرصاص وعصف التفجيرات. ولا يمر يوم حتى يقتل ويجرح فيه عدد من الناس في هذا البلد. لقد داهم الخوف والكراهية بلاد الشام. ان العنف يشكل الخصوصية المشتركة لطرفي الصراع، واصبح طبعا يشبه الحرب اكثر. ان الشعب السوري الذي يعتبر قسم منه من منتقدي ومعارضي حكومة الاسد وطبعا قسم اخر منه من انصاره وحماته، ينظرون اليوم بقلق الى التطورات في بلادهم، ويجثم على صدورهم كابوس عرقنة سورية: الخروج من حفرة الاسد والوقوع في بئر السفليين، مسكين الشعب السوري اي تصور واحلام كانت لديه عن الحرية والديمقراطية!