لمياء
05-21-2012, 02:31 PM
Sunday, May 20, 2012
قطر هدّدت إبعاد 30 ألف لبناني شيعي فسارعت الحكومة لإطلاق الشيخ القطري
المعارضة تشنّ حربا ًضد اللّواء ابراهيم وتسأل: كيف حصل الجعفري على هذا الملف التفصيلي؟
ابراهيم جبيلي
من الذي يستدرج العرب الى لبنان؟ سؤال بدأ يراود اللبنانيين، عندما كثر الحديث عن انتشار لعناصر من تنظيم القاعدة في لبنان، وفيها أن بعضهم يقيم في الفنادق المنتشرة في المناطق المسيحية، وفيها أيضاً أن هذا البلد الصغير تحوّل الى أرض نصرة، ينطلق عبره المجاهدون الى سوريا لنصرة أهلهم السنة.
إذاً الحكاية بدأت عندما اعتقل الأمن العام اللبناني الشاب شادي المولوي، ومن بعدها انفتحت أبواب الجحيم، اشتباكات في الشمال، لم يفهم المراقبون أسابها، ولم يعرفوا كيف بدأت ولا من هم أطرافها وما هي أسباب إنفجارها. وهؤلاء لا زالوا يفتشون عن السبب الذي دفع بجبل محسن الى الدخول بقوة على خط الاشتباكات، رغم ان الاعتقال والاعتصام والاستنفار في طرابلس لا يمتّون بأي صلة بأهالي الجبل العلويين، اللهم الاّ اذا صدقت الظنون بأن الاشتباكات في الشمال تخفي خلفها أكمة من الصراعات بين المحاور الكبرى في المنطقة.
فعلى طرفي منطقة الإشتباكات، رسم المقاتلون سريعاً خطوط التماس، وتبيّن بوضوح أن المعركة التي انطلقت شرارتها الأولى من مكتب الوزير محمد الصفدي، هي حرب اقليمية واضحة المعالم، نزل فيها الوكلاء المعتمدون المحليون بكامل أسلحتهم، ليخوضوا الحرب البديلة، وتكفي صور المسلحين المدججين«بالجعب» والاسلحة الحديثة والانتشار الكثيف لهم، للتأكيد بأن الجهوزية في الشمال هي غب الطلب للمحاور الخارجية عندما تدعو الحاجة لهذه المحاور.
هكذا استدرج لبنان ليتورط بالتطورات السورية، وليتحول ميداناً صالحاً لمعارك النظام السوري مع معارضيه، واصبحت طرابلس «المتورطة» في مصاف المدن السورية التي تشتد فيها المعارك العسكرية والمظاهرات وأعمال العنف، وهي مرادفة الآن للرستن والقصير، حمص ودرعا.
من المسؤول؟ ومن الذي أصعد الحمار الى المئذنة»؟
وهل إن توقيف الشاب المولوي هو الذي سبب كل هذه الطوشة وأشعل الشمال؟ اسئلة يطرحها اللبنانيون لأن الريبة والشكوك تزداد ولن تزول مهما كانت أجوبة السلطات الرسمية، لأن المشهد الشمالي يؤكد من خلال السرعة في اشتعاله، بأن توقيف المولوي هو الشرارة لحريق كان تحت الرماد، ينتظر الاعتقال أو غيرها لينفجر كالبركان، ومن بعده سوف تنطلق عدد من الشعارات
الهمايونية او التدابير الجاهزة، فإذا طالب رفعت عيد بعودة الجيش العربي السوري فإن خصومه في طرابلس جهزوا المنطقة لتتحول الى ممرات آمنة ومنطقة عازلة، وبين هذا وهؤلاء، انتشرت الأخبار عن وجود القاعدة في لبنان، ليتحول هذا البلد الصغير الى منطقة خطرة تجذب اليها المخابرات من كافة الدول لتدير أعنف الحروب الاستخبارية في الأراضي اللبنانية. ويكفي ما يعانيه أحد القادة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، الذي قال: لم أعد أعرف من هو العميل ومع من يتعامل، وبأن الشك بدأ يطال الجميع تقريباً.
وما زاد طين الاشتباكات بلة، هي الدعوة الخليجية التي تطالب بمغادرة الرعايا الخلجيين من لبنان، فكان يوم السبت، نهاية الاسبوع أشبه باليوم الذي احتشدت فيه البوارج والبواخر قبالة الشاطىء اللبناني لإجلاء الرعايا من عرب وغربيين خلال عدوان تموز، ففي تلك المرحلة ظن اللبنانيون الباقون ان حرباً نووية ستضرب لبنان، واليوم يخشى اللبنانيون من الآتي، خصوصاً ان التدبير الخليجي يشي بتطورات دراماتيكية اذا حاولت الدول الخليجية إبعاد اللبنانيين من الطائفة الشيعية، وهذا تدبير جاهز لدى بعض الدوائر الخليجية، فقطر مثلاً أعلنت انها ستبعد 30 ألف لبناني عن أراضيها اذا لم يطلق سراح الشيخ عطية، وبالتالي فإن هذا الرقم يفيد بأن دوائرها اختارت 30 ألف اسم من مجموع افراد الجالية اللبنانية في قطر والبالغ 70 ألف لبناني.
التدابير الخليجية خطيرة، فالترحيل اذا حصل سوف يحصل بالطريقة المذهبية، وهو يهدف الى الضغط إقتصادياً على فريق 8 آذار وبالتالي وضع أزمة هؤلاء بين أيدي حكومة النأي عن النفس، لكن الحكومة اللبنانية. سارعت الى إطلاق سراح الشيخ القطري والسماح له بالسفر، لإحتواء الأزمة التي تحاول الدول الخليجية أن تروض لبنان وأعادته الى محورها الذي ينادي باسقاط النظام في سوريا، كما أن البحرين تنتظر المنسابة كي تنتقم من الفريق اللبناني الذي دعم المعارضة البحرانية.
وفي المقابل، يسعى حلفاء سوريا في لبنان الى قتال كل المحاولات الدولية والعربية لاستخدام لبنان منصة ضد دمشق، ولمحاربة المساعي لتحويله الى خاصرة ينفذ منها الاعداء لتقويض النظام، التي بدأت بتهريب السلاح الى الداخل السوري مروراً بإرسال المجاهدين وصولاً الى الجهود الحثيثة لاقامة المنطقة العازلة التي تنطلق منها الممرات الامنة بحجج كاذبة كالاغاثة ومساعدة الأهالي،
ويشير حلفاء سوريا الى يقظة الضمير المفاجئة لعضو الكونغرس الاميركي ليبرمان الذي خاطر متخلياً عن التحفظ الأمني، وقام بزيارة الشمال بعد ان سبقه الى هناك زيارة نوعية لوفد اميركي لوجستي، كما أن الحلفاء ارتابوا من الدعوات المتكررة لاعادة فتح مطار القليعات في هذا الوقت الحرج إقليمياً. لأجل ما سبق فان البعض من الحلفاء أطلق دعوة خجولة في البداية لعودة الجيش السوري الى لبنان على أن تجدي الصدى الايجابي لاحقاً لدى الحلفاء في الداخل اللبناني.
وفيما التطورات الشمالية فتحت على كافة المفاجآت الامنية والعسكرية، بدأت المعارضة معركة تصفية الحساب السياسي مع المدير العام للأمن العام، فيما أوساط المدير العام تسأل: لو اعتقل المولوي في بيروت، هل كان السلفيون في طرابلس سيبقون هادئين أم انهم جاهزون لقطع الطرقات والاعتصام، اذا، تضيف الاوساط بأن القضية ليست قضية كيف وأين اعتقل شادي المولوي، بل ان الموضوع يكمن في أمن المدينة وفي ظاهرة انتشار السلاح فيها، ومن هنا تنطلق المعالجات.
وفي المقابل تعتبر المعارضة انها سكتت على مضض، على اعتبار أن اللواء ابراهيم معتدل رغم خياراته السياسية، وبأنه فتح أبواب الحوار بين الأكثرية والمعارضة في مناسبات عديدة، كما إنه ترك الآذاريين في السلك الذي يرأسه ولم يحاسب أحد على انتمائه السياسي، لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر بعض المؤشرات التي تتخوف منها المعارضة على اعتبارها عودة الى نظام الوصاية، خصوصاً في قضية شادي المولوي، اضافة الى الملف التفصيلي للمندوب السوري بشار الجعفري الذي قدمه للأمين العام للأمم المتحدة.
وقبل أن يتدارك المعنيون الفوضى الأمنية بين طرابلس وجبل محسن، حتى غطى الدخان المتصاعد من حرق الإطارات في محافظة عكار، احتجاجاً على مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه، لتبدأ من جديد مرحلة المعاناة للرئيس نجيب ميقاتي، الذي يتمزق بين النأي بالنفس وبين أهله السنة وبين مصالحه المنتشرة في دول العالم وبين التدابير الخليجية. فهذه المعاناة الميقاتية ستخصص الحلقة القادمة
قطر هدّدت إبعاد 30 ألف لبناني شيعي فسارعت الحكومة لإطلاق الشيخ القطري
المعارضة تشنّ حربا ًضد اللّواء ابراهيم وتسأل: كيف حصل الجعفري على هذا الملف التفصيلي؟
ابراهيم جبيلي
من الذي يستدرج العرب الى لبنان؟ سؤال بدأ يراود اللبنانيين، عندما كثر الحديث عن انتشار لعناصر من تنظيم القاعدة في لبنان، وفيها أن بعضهم يقيم في الفنادق المنتشرة في المناطق المسيحية، وفيها أيضاً أن هذا البلد الصغير تحوّل الى أرض نصرة، ينطلق عبره المجاهدون الى سوريا لنصرة أهلهم السنة.
إذاً الحكاية بدأت عندما اعتقل الأمن العام اللبناني الشاب شادي المولوي، ومن بعدها انفتحت أبواب الجحيم، اشتباكات في الشمال، لم يفهم المراقبون أسابها، ولم يعرفوا كيف بدأت ولا من هم أطرافها وما هي أسباب إنفجارها. وهؤلاء لا زالوا يفتشون عن السبب الذي دفع بجبل محسن الى الدخول بقوة على خط الاشتباكات، رغم ان الاعتقال والاعتصام والاستنفار في طرابلس لا يمتّون بأي صلة بأهالي الجبل العلويين، اللهم الاّ اذا صدقت الظنون بأن الاشتباكات في الشمال تخفي خلفها أكمة من الصراعات بين المحاور الكبرى في المنطقة.
فعلى طرفي منطقة الإشتباكات، رسم المقاتلون سريعاً خطوط التماس، وتبيّن بوضوح أن المعركة التي انطلقت شرارتها الأولى من مكتب الوزير محمد الصفدي، هي حرب اقليمية واضحة المعالم، نزل فيها الوكلاء المعتمدون المحليون بكامل أسلحتهم، ليخوضوا الحرب البديلة، وتكفي صور المسلحين المدججين«بالجعب» والاسلحة الحديثة والانتشار الكثيف لهم، للتأكيد بأن الجهوزية في الشمال هي غب الطلب للمحاور الخارجية عندما تدعو الحاجة لهذه المحاور.
هكذا استدرج لبنان ليتورط بالتطورات السورية، وليتحول ميداناً صالحاً لمعارك النظام السوري مع معارضيه، واصبحت طرابلس «المتورطة» في مصاف المدن السورية التي تشتد فيها المعارك العسكرية والمظاهرات وأعمال العنف، وهي مرادفة الآن للرستن والقصير، حمص ودرعا.
من المسؤول؟ ومن الذي أصعد الحمار الى المئذنة»؟
وهل إن توقيف الشاب المولوي هو الذي سبب كل هذه الطوشة وأشعل الشمال؟ اسئلة يطرحها اللبنانيون لأن الريبة والشكوك تزداد ولن تزول مهما كانت أجوبة السلطات الرسمية، لأن المشهد الشمالي يؤكد من خلال السرعة في اشتعاله، بأن توقيف المولوي هو الشرارة لحريق كان تحت الرماد، ينتظر الاعتقال أو غيرها لينفجر كالبركان، ومن بعده سوف تنطلق عدد من الشعارات
الهمايونية او التدابير الجاهزة، فإذا طالب رفعت عيد بعودة الجيش العربي السوري فإن خصومه في طرابلس جهزوا المنطقة لتتحول الى ممرات آمنة ومنطقة عازلة، وبين هذا وهؤلاء، انتشرت الأخبار عن وجود القاعدة في لبنان، ليتحول هذا البلد الصغير الى منطقة خطرة تجذب اليها المخابرات من كافة الدول لتدير أعنف الحروب الاستخبارية في الأراضي اللبنانية. ويكفي ما يعانيه أحد القادة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، الذي قال: لم أعد أعرف من هو العميل ومع من يتعامل، وبأن الشك بدأ يطال الجميع تقريباً.
وما زاد طين الاشتباكات بلة، هي الدعوة الخليجية التي تطالب بمغادرة الرعايا الخلجيين من لبنان، فكان يوم السبت، نهاية الاسبوع أشبه باليوم الذي احتشدت فيه البوارج والبواخر قبالة الشاطىء اللبناني لإجلاء الرعايا من عرب وغربيين خلال عدوان تموز، ففي تلك المرحلة ظن اللبنانيون الباقون ان حرباً نووية ستضرب لبنان، واليوم يخشى اللبنانيون من الآتي، خصوصاً ان التدبير الخليجي يشي بتطورات دراماتيكية اذا حاولت الدول الخليجية إبعاد اللبنانيين من الطائفة الشيعية، وهذا تدبير جاهز لدى بعض الدوائر الخليجية، فقطر مثلاً أعلنت انها ستبعد 30 ألف لبناني عن أراضيها اذا لم يطلق سراح الشيخ عطية، وبالتالي فإن هذا الرقم يفيد بأن دوائرها اختارت 30 ألف اسم من مجموع افراد الجالية اللبنانية في قطر والبالغ 70 ألف لبناني.
التدابير الخليجية خطيرة، فالترحيل اذا حصل سوف يحصل بالطريقة المذهبية، وهو يهدف الى الضغط إقتصادياً على فريق 8 آذار وبالتالي وضع أزمة هؤلاء بين أيدي حكومة النأي عن النفس، لكن الحكومة اللبنانية. سارعت الى إطلاق سراح الشيخ القطري والسماح له بالسفر، لإحتواء الأزمة التي تحاول الدول الخليجية أن تروض لبنان وأعادته الى محورها الذي ينادي باسقاط النظام في سوريا، كما أن البحرين تنتظر المنسابة كي تنتقم من الفريق اللبناني الذي دعم المعارضة البحرانية.
وفي المقابل، يسعى حلفاء سوريا في لبنان الى قتال كل المحاولات الدولية والعربية لاستخدام لبنان منصة ضد دمشق، ولمحاربة المساعي لتحويله الى خاصرة ينفذ منها الاعداء لتقويض النظام، التي بدأت بتهريب السلاح الى الداخل السوري مروراً بإرسال المجاهدين وصولاً الى الجهود الحثيثة لاقامة المنطقة العازلة التي تنطلق منها الممرات الامنة بحجج كاذبة كالاغاثة ومساعدة الأهالي،
ويشير حلفاء سوريا الى يقظة الضمير المفاجئة لعضو الكونغرس الاميركي ليبرمان الذي خاطر متخلياً عن التحفظ الأمني، وقام بزيارة الشمال بعد ان سبقه الى هناك زيارة نوعية لوفد اميركي لوجستي، كما أن الحلفاء ارتابوا من الدعوات المتكررة لاعادة فتح مطار القليعات في هذا الوقت الحرج إقليمياً. لأجل ما سبق فان البعض من الحلفاء أطلق دعوة خجولة في البداية لعودة الجيش السوري الى لبنان على أن تجدي الصدى الايجابي لاحقاً لدى الحلفاء في الداخل اللبناني.
وفيما التطورات الشمالية فتحت على كافة المفاجآت الامنية والعسكرية، بدأت المعارضة معركة تصفية الحساب السياسي مع المدير العام للأمن العام، فيما أوساط المدير العام تسأل: لو اعتقل المولوي في بيروت، هل كان السلفيون في طرابلس سيبقون هادئين أم انهم جاهزون لقطع الطرقات والاعتصام، اذا، تضيف الاوساط بأن القضية ليست قضية كيف وأين اعتقل شادي المولوي، بل ان الموضوع يكمن في أمن المدينة وفي ظاهرة انتشار السلاح فيها، ومن هنا تنطلق المعالجات.
وفي المقابل تعتبر المعارضة انها سكتت على مضض، على اعتبار أن اللواء ابراهيم معتدل رغم خياراته السياسية، وبأنه فتح أبواب الحوار بين الأكثرية والمعارضة في مناسبات عديدة، كما إنه ترك الآذاريين في السلك الذي يرأسه ولم يحاسب أحد على انتمائه السياسي، لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر بعض المؤشرات التي تتخوف منها المعارضة على اعتبارها عودة الى نظام الوصاية، خصوصاً في قضية شادي المولوي، اضافة الى الملف التفصيلي للمندوب السوري بشار الجعفري الذي قدمه للأمين العام للأمم المتحدة.
وقبل أن يتدارك المعنيون الفوضى الأمنية بين طرابلس وجبل محسن، حتى غطى الدخان المتصاعد من حرق الإطارات في محافظة عكار، احتجاجاً على مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه، لتبدأ من جديد مرحلة المعاناة للرئيس نجيب ميقاتي، الذي يتمزق بين النأي بالنفس وبين أهله السنة وبين مصالحه المنتشرة في دول العالم وبين التدابير الخليجية. فهذه المعاناة الميقاتية ستخصص الحلقة القادمة