مجاهدون
05-19-2012, 12:54 AM
طارق السويدان يردُّ على مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: أحترمك لكن ما حكمت به من «سفه وردة» لا ينطبق عليَّ
أؤكد ان الهجوم الشخصي وسوء الأدب لا يقنع أحدا ولاينفع أحدا ولايهدي أحدا.
2012/05/18 م
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/5/203665_e.png
http://alwatan.kuwait.tt/images/bullet.png د.طارق السويدان - مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
عشرات الآيات القرآنية تؤكد الحرية المطلقة في الدخول في الدين والخروج منه
كتاب الله لم ترد فيه آية واحدة في حد الردة.. وغالبية أحاديث الردة معلولة سنداً أو متناً
كتب حسن عبدالله:
قال الداعية والمفكر الاسلامي د.طارق السويدان ان ما حكم به فضيلة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ «من سفه وردة» لا ينطبق عليه لأنه لم يقل ما استوجب هذه الفتوى.
واضاف في رده - الذي ارسله الى «الوطن» من كندا حيث يعمل - على فتوى مفتي السعودية انه لم ولن يتراجع عن رأيه أو عما قاله سابقا «لكنني أوضح سوء الفهم فحسب».
وأكد د.طارق السويدان ان كتاب الله لم ترد فيه آية واحدة في حد الردة على الرغم من حديث القرآن في عدة آيات عن المرتد، مشيرا الى ان ما ورد من احاديث في الصحاح حول حد الردة اغلبها اما معلول سندا أو متنا.
وقال د.السويدان ان عشرات الآيات القرآنية تؤكد الحرية المطلقة في الدخول في الدين والخروج منه، لافتا الى ان القرآن والسنة مليئان باعتراضات واسئلة تشكيكية وشبهات ضالة ومع ذلك كانت الحجة والبرهان والدليل هي الرد الحاسم لا التسكيت والإخراس والقمع.
د.طارق السويدان يرد على مفتي السعودية
أؤكد احترامي للشيخ آل الشيخ لكن ما حكم به من «ردة وسفه» لا ينطبق عليَّ
شكك في عقيدتي وديني بعض من لم يدقق فيما ينقل ويشيع
في دولة الإسلام.. لا نتعرض لمن يعترض على الله ورسوله بل ندعوه ونناقشه ونقيم الحجة عليه
عشرات الآيات القرآنية تؤكد الحرية المطلقة في الدخول في الدين والخروج منه
ما ورد من أحاديث في الصحاح حول حد الردة أغلبها إما معلول سندا أو متنا
أيستقيم عند صاحب كل ذائقة أصولية أن يأتي كتاب الله بحدود للسرقة والزنا ولا يذكر بيانا شافيا لحد الردة؟!
الذين تم جلدهم لقذفهم أم المؤمنين عائشة كانوا صحابة كراماً بينما الذين نجوا من حد القذف كانوا من المنافقين
اليهود كانوا يعترضون على الله ورسوله فلا يحبسهم ولا يقتلهم والمنافقون كانوا يثيرون الشبه فينزل فيهم القرآن يدحض شبهاتهم من غير عقوبة دنيوية
القرآن والسنة مليئان باعتراضات وأسئلة تشكيكية وشبهات ضالة ومع ذلك كانت الحجة والبرهان هما الرد الحاسم لا التسكيت والإخراس والقمع
لم ولن أتراجع عن آرائي أو عما قلته سابقاً لكنني أسعى إلى توضيح سوء الفهم
الإسلام لا يزدهر ولا ينتشر ولا يطبق إلا في أجواء الحرية.. وهذا ما عنيته بـ«الحرية قبل الشريعة»
من كندا حيث سافر لانجاز بعض الاعمال، ارسل المفكر الاسلامي والداعية د.طارق السويدان ردا الى «الوطن» على فتوى مفتي السعودية الذي قال عن كلام د.السويدان الخاص بالاعتراض على الله ورسوله «بأنه سفه وردة»، وفيه يشرح د.طارق بشكل مفصل وموسع رؤيته المثيرة للجدل. ويبين كذلك انه لم يتراجع عن رأيه وكلامه السابق وإنما يوضح الامر وسوء الفهم لمن يحسن الظن به، ويعتب ايضا على هؤلاء الذين سارعوا فكفروه واتهموه بالردة.
ويوضح د.طارق السويدان رؤيته الخاصة لحد الردة في الاسلام وامور اخرى يشرحها في رده الذي اختص به «الوطن».
وفيما يلي نص الرد:
الحمد لله الذي يعلم السر وأخفى، يحكم بالعدل، ويقضي بالقسط، له الكمال وحده، والصلاة والسلام على قرة العيون وحبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،،
فان الله عز وجل يقول في كتابه {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.
وقد شكك في عقيدتي وفي ديني بعض من لم يدقق فيما ينقل ويشيع، وبهتني بما لم أرد قوله، فنشر مقطعا باسم (طارق السويدان وحرية التعبير) وهو مقطع مدته لا تتجاوز أربعين ثانية من محاضرة طويلة مدتها أكثر من ساعة ونصف الساعة، صحيح أنّه نقل المقطع بصوتي لكنّه جانبه الصواب حينما أوهم الناس أني أقول ماقلته في سياق منفصل عمّا يرتبط به في أول المحاضرة، فلو قال انسان: ان الله عز وجل يقول {ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة} لكان صادقا في قوله كاذبا فيما يزعم، فانّ للآية تتمّة لا تصح الاّ بها وهي {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}.
وقد شاع هذا المقطع وانتشرت تلك الشائعة، وأطلق البعض العنان لأحكامهم وآرائهم وتحليلاتهم، فكان من حقي ومن حق الناس علي ان أبين الأمر وأوضح القصد.
وإني لما رأيت ذلك أحببت ان أصدر بياناً أبين فيه رأيي الشرعي والفكري في هذه القضية بتفصيل قريبٍ للأفهام مبتعداً قدر المستطاع عن التطويل الممل والاختصار المخل، رجاء ان يكون فيه تطميناً للمشفق وشفاءً للناقد.
أما الحاسد الحاقد -عفا الله عنه- فأمره الى الله
كما قال الأول:
كل العداوات قد ترجى إقالتها... الا عداوة من عاداك عن حسد
أقول وبالله التوفيق:
مَنَّ المولى عز وجل عليّ ان استعملني في العمل الدعوي الاسلامي مدةً تجاوزت الأربعين خريفاً، عايشت فيها كباحث مفاهيم الاسلام الكبرى وتعلمت خلالها كدارس مقاصد الشريعة العظمى، ومن المفاهيم التي كانت ولاتزال تشكل تحديات عظيمة وتحمل في طياتها اشكالات عميقة داخل الفكر الاسلامي هو مفهوم «الحرية» ومنزلتها داخل المنظومة الفكرية الاسلامية.والتي سأحاول جاهدًا من خلال هذا البيان تسليط الضوء على أهمية ومكانة هذا المفهوم، كما سأبين قناعتي وما توصلت اليه من نتائج من خلال بحث طويل في متاهات هذه القضية.
وحتى أبين الأمر على حقيقته وأجليه لكل منصف وباحث عن الحقيقة فاني أقسم بياني وردي الى نقاط عدة وعناوين رئيسة.
أولا: مقدمات هامة
1 - أؤكد أنه ليس في بياني هذا تغيير لرأيي أو رجوع عما قلته سابقا، لكنه توضيح لسوء الفهم الذي وقع فيه البعض وكان سببه اجتزاء الكلام من سياقه واخراجه عن مراده.
2 - كما أؤكد ان الحوار الذي جرى ويجري حول أفكاري لم يضايقني أبدا، بل أسعدني، لأن بداية النهضة تكون بحرية الفكر، ومقارعة الحجة بالحجة، واعمال العقل، كما ان الحوار قد ساهم في نشر أفكاري، والحوار حولها قد ساهم في انضاجها عندي ودفعني لزيادة البحث والتأصيل، لكن مايضايق المرء ان يتجاوز البعض أخلاق الحوار الى التسفيه أو التفسيق بل حتى الوصول الى التكفير والاساءات الشخصية التي يترفع عنها الفضلاء.
3 - واني حين طرحت كلامي طرحته بشكل علني فكان من حق الناس والعلماء ان يردوا أو يناقشوا بشكل علني، ولا يحتاج الأمر نصيحة في السر فان ماطرحته لم يكن سرا أو فعلا شخصيا، لكن كنت أتمنى ألايرد أحد حتى يتثبت، ولا يطلق أحكاما حتى يتبين.
4 - وكان من المحزن والمؤلم ان يتلقف بعض الدعاة والمشايخ - غفر الله لي ولهم - هذا المقطع من غير تبيّن ولا تثبّت، ومن غير ان يكلفوا أنفسهم عناء سماع المحاضرة كاملة، أوحتى الاتصال بي أو التواصل معي بأي طريق ممكن، وبعضهم تربطني به علاقات منذ عشرات السنين أو نلتقي في محافل عامة وخاصة، لكنهم تلقفوا هذا المقطع المجتزأ وبنوا عليه مابنوا من الأحكام والآراء، مع ان الواجب على الدعاة ان يثق بعضهم ببعض، وأن يحسن الجميع الظن بالآخرين، خاصة فيما يتعلق بالعقيدة والايمان، وأن يتمثلوا قول الله عز وجل {لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين}.
5 - والأغرب من ذلك ان البعض شكك في عقيدتي وفي ايماني مع معرفته بي ومع مشوار طويل في الدعوة الى الله، علما ان عقيدتي واضحة جلية معروفة منذ ان نشرت كتابي (مختصر العقيدة الاسلامية) سنة 1976م.
فليتهم - وهم العقلاء وظني بهم أنهم ماحركهم الا الغيرة على دين الله عز وجل - اتبعوا أمر الله عز وجل {يأيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا} أو قول الشاعر:
تمهل ولا تعجل بلومك صاحباً
لعلّ له عذراً وأنت تلوم
6 - وانّي لا أحمل في قلبي مثقال ذرّة من بغض أو حقد على كل من أخطأ في حقي أو تعجل في الحكم علي، فأصحاب الهوى أمرهم الى الله، ومن تعجل فسامحه الله، وأما العلماء فهم أهلي واخواني والعلم رحم بين أصحابه، وانّ البعض ان قطع هذا الرحم فاني أرجو ان أصله بعون الله تعالى:
وان الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمّي لمختلف جدا
فان أكلوا لحمي وفرت لحمهم
وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وان ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم
وان هم هووْا غيي هويت لهم رشدا
7 - وأعلم ان لي اخوة صادقين وأحبابا مخلصين دافعوا وذبّوا عني بحسن ظنهم وصدق أخوتهم، فأسأل الله ان يذبّ النار عن وجوهم وأن ينصرهم في موطن يحبون فيه نصرته، وأن يغفر لكل من أساء الي بقصد أو دون قصد.
8 - واني اذ أشكو بعضا من عتب، لكني أؤكد احترامي وحبي لكافة العلماء الأجلاء والاخوة الدعاة الفضلاء، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ بعلمه (مفتي المملكة العربية السعودية) وفقه الله تعالى لكل خير ونفع الذي كان منصفا في جوابه على من سأله فقال: (ان كان يقصد كذا فالحكم كذا) وهذا جواب دقيق، وفتوى رجل حكيم، ولأني لم أقصد ما ذهب اليه السائل، فإن الحكم بالتالي لاينطبق علي.
9 - كما أتقدم بشكر خاص للشيخ نايف العجمي فانه من القلة الذين رجعوا لكلامي وتثبتوا من آرائي، فكان نقاشه رصينا وطرحه عاقلا أديبا، فاني أسعد بهكذا نقاش حتى وان لم يوافقني الرأي ورد علي بكل ماأوتي من قوة الدليل وقناعة الرأي، لكنه التزم ما أرشدنا اليه الاسلام من أدب الاختلاف، فكان راقيا مؤدبا يستحق الشكر.
ثانيا: مبادئ متفق عليها
لا أظن ان مؤمنا – سواء كان عالما أو غير عالم - يخالف أو يشكك فيما سأطرحه من مبادئ وثوابت لدى كل المسلمين، لكن دخول الشك في نفوس البعض تجاه اخوانهم يجعلنا نؤكد على هذه النقاط:
1 - حرمة رد القرآن والسنة ووجوب التمسك بهما.
2 - وجوب تطبيق حكم الله تعالى في كل جوانب الحياة.
3 - الاعتراض على الله أو على رسوله فيما أوحى له به كفر صريح وردة لاتقبل النقاش.
وهذه أمور ثابتة معلومة من الدين بالضرورة، أثبتها الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال: {فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} وقال أيضا {انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا وأطعنا}، وهو القائل سبحانه {وما كان لمؤمن ولامؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
فمن شكك في هذا أو رد قول الله عز وجل الثابت فهو كافر بلاشك، بل مجرد الاعتراض على الله سبحانه وتعالى أو على نبيه في أمور الوحي خروج من الاسلام والايمان، لأن الايمان يعني التصديق المطلق والاسلام يقتضي الاستسلام الكامل لحكم الله سبحانه.
لكني هنا أؤكد على أمر هام جدا، وهو ان بعض الناس يعطي فهمه لكلام الله القداسة نفسها التي يعطيها لكلام الله عز وجل، فالقرآن أمر وفهمي لبعض آيات القرآن أمر آخر، لايجوز ان أخلط هذا بهذا، وهذه اشارة أحببت ان أشير اليها مع أنها ليست في صلب موضوعنا لكنها تكشف لبسا يقع فيه الكثيرون.
ثالثا: حرية التعبير والاعتراض
1 - أما المقطع المجتزأ المنشور والذي اتهمني فيه من نشره أني أجيز الاعتراض على الله سبحانه وتعالى وحاشا لمؤمن ان يقول ذلك، فردي على من فهمه على غير وجهه، وسمعه مجتزأ من سياقه، أني كنت أتكلم عن الدولة المسلمة التي أتمنّى ان تقوم، وعن شكلها وضوابطها ورؤيتها وطريقة قيامها وحكمها، وكانت حرية التعبير جزءا من هذه الرؤية، ولا شكّ ان حرية التعبير ومعها حرية الاعتقاد والدين مكفولة بنص القرآن والأحاديث الشريفة وبواقع السيرة النبوية المطهرة.
2 - فأنا حينما أقول انه يجوز لليهودي ان يمارس طقوسه في دولة الاسلام لايكون معنى الجواز هنا بمعنى الاباحة الشرعية أي انّه يجوز للمسلمين أيضاً ان يدخلوا اليهودية وان يمارسوا طقوسها، فهذا فهم سقيم ومنطق عقيم، لأنّ الجواز هنا بمعنى أنّي أدعه وشأنه حيث ان حرية الدّين مكفولة له في الاسلام، وان كنت لاأقره على دينه ولاأعتبره صحيحا أو صوابا.
3 - وكذلك حينما قلت انّه يجوز الاعتراض على الله عز وجل وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم، أي انّنا في دولة الاسلام لانتعرض لمن يعترض على الله عز وجل وعلى نبيّه صلى الله عليه وسلم بل ندعوه ونناقشه ونقيم الحجة عليه والا كيف سنهديه الى الاسلام.
4 - وهذا لا يعني أنّه يجوز لنا نحن المسلمين ان نعترض على دين الله أو ذاته أو حكمه أو على نبيّه صلى الله عليه وسلم، حاشا لمؤمن ان يقول ذلك {انّما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا وأطعنا} انما كنت أقرّر مسألة الحريّة في بلاد الاسلام وما ينبغي ان تكون عليه، وحينما قلت انه لا توجد مشكلة لدي ان يعترض على الله من يريد ان يعترض، فقد كانت في سياق منظوري للدولة وتعاملها مع مواطنيها سواء من المسلمين وغير المسلمين، ففرق كبير بين الجواز بمعنى أنّه يباح لكلّ مسلم ان يفعل ذلك والعياذ بالله، وبين ترك الكفرة يعترضون من باب حرية التعبير طالما أنهم لايحاربون دين الله بالقوة ويمنعون نشره، فشتّان بين الكفر ونقل الكفر!! وقد كان اليهود يعترضون على الله عز وجل وعلى نبيّه صلى الله عليه وسلم ولا يحبسهم أو يقتلهم، وكان المنافقون يثيرون الشبه فينزل فيهم القرآن يدحض شبهاتهم ويفند افتراءاتهم من غير ان ينال أحدا منهم بعقوبة دنيوية، والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مليئان بمثل هذا من اعتراض وأسئلة تشكيكية وشبهات ضالة، ومع ذلك كانت الحجة والبرهان والدليل هم الرد الحاسم لا التسكيت والاخراس والقمع.
5 - ان الفكر يواجه بالفكر لا بالقانون، والحجة تواجه بالحجة لا بالاكراه، وان اقناع الناس واستمالتهم بالدليل الواضح والحجة الناصحة والعقل المستنير هو الذي يدوم، لا اجبارهم واسكاتهم وارهابهم، ونحن لانخشى من مواجهة الاعتراضات ولا الشبهات فعقيدتنا راسخة ثابتة ناصعة، وفكرنا قوي متين، وحجة الله بالغة، ولن يشاد هذا الدين أحد الا غلبه.
6 - نحن دعاة الى الله عز وجل ولسنا قضاة على الناس، ولو أنه كلما تكلم متكلم أو اعترض معترض أسكتناه بحد السلاح، وقمعناه بقوة الاكراه، لما كان لوجود الدعاة معنى، ولأمرناهم ان يستريحوا في بيوتهم ليكفيهم القانون اسكات وافحام المعترضين والمشككين.
ثم اني أقول للناس عامة ولاخوتي الدعاة خاصة: كيف نعالج الشبهات اذا بقيت في أذهان الناس؟ وكيف تطمئن قلوبهم اذا كانوا يجدون الشبهة أو الشك ثم لايجدون من يلجؤون له في مناقشتها ودحضها والاستفسار عنها؟!
ان من لديه شكاً في أمر من أمور الاسلام فمن حقه ان يبدي هذا الشك وواجبنا نحن الدعاة ان نستمع له ثم نبين له الحق، وهذا أفضل بكثير من بقاء الشك في عقله والريبة في نفسه.
أؤكد ان الهجوم الشخصي وسوء الأدب لا يقنع أحدا ولاينفع أحدا ولايهدي أحدا.
2012/05/18 م
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/5/203665_e.png
http://alwatan.kuwait.tt/images/bullet.png د.طارق السويدان - مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
عشرات الآيات القرآنية تؤكد الحرية المطلقة في الدخول في الدين والخروج منه
كتاب الله لم ترد فيه آية واحدة في حد الردة.. وغالبية أحاديث الردة معلولة سنداً أو متناً
كتب حسن عبدالله:
قال الداعية والمفكر الاسلامي د.طارق السويدان ان ما حكم به فضيلة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ «من سفه وردة» لا ينطبق عليه لأنه لم يقل ما استوجب هذه الفتوى.
واضاف في رده - الذي ارسله الى «الوطن» من كندا حيث يعمل - على فتوى مفتي السعودية انه لم ولن يتراجع عن رأيه أو عما قاله سابقا «لكنني أوضح سوء الفهم فحسب».
وأكد د.طارق السويدان ان كتاب الله لم ترد فيه آية واحدة في حد الردة على الرغم من حديث القرآن في عدة آيات عن المرتد، مشيرا الى ان ما ورد من احاديث في الصحاح حول حد الردة اغلبها اما معلول سندا أو متنا.
وقال د.السويدان ان عشرات الآيات القرآنية تؤكد الحرية المطلقة في الدخول في الدين والخروج منه، لافتا الى ان القرآن والسنة مليئان باعتراضات واسئلة تشكيكية وشبهات ضالة ومع ذلك كانت الحجة والبرهان والدليل هي الرد الحاسم لا التسكيت والإخراس والقمع.
د.طارق السويدان يرد على مفتي السعودية
أؤكد احترامي للشيخ آل الشيخ لكن ما حكم به من «ردة وسفه» لا ينطبق عليَّ
شكك في عقيدتي وديني بعض من لم يدقق فيما ينقل ويشيع
في دولة الإسلام.. لا نتعرض لمن يعترض على الله ورسوله بل ندعوه ونناقشه ونقيم الحجة عليه
عشرات الآيات القرآنية تؤكد الحرية المطلقة في الدخول في الدين والخروج منه
ما ورد من أحاديث في الصحاح حول حد الردة أغلبها إما معلول سندا أو متنا
أيستقيم عند صاحب كل ذائقة أصولية أن يأتي كتاب الله بحدود للسرقة والزنا ولا يذكر بيانا شافيا لحد الردة؟!
الذين تم جلدهم لقذفهم أم المؤمنين عائشة كانوا صحابة كراماً بينما الذين نجوا من حد القذف كانوا من المنافقين
اليهود كانوا يعترضون على الله ورسوله فلا يحبسهم ولا يقتلهم والمنافقون كانوا يثيرون الشبه فينزل فيهم القرآن يدحض شبهاتهم من غير عقوبة دنيوية
القرآن والسنة مليئان باعتراضات وأسئلة تشكيكية وشبهات ضالة ومع ذلك كانت الحجة والبرهان هما الرد الحاسم لا التسكيت والإخراس والقمع
لم ولن أتراجع عن آرائي أو عما قلته سابقاً لكنني أسعى إلى توضيح سوء الفهم
الإسلام لا يزدهر ولا ينتشر ولا يطبق إلا في أجواء الحرية.. وهذا ما عنيته بـ«الحرية قبل الشريعة»
من كندا حيث سافر لانجاز بعض الاعمال، ارسل المفكر الاسلامي والداعية د.طارق السويدان ردا الى «الوطن» على فتوى مفتي السعودية الذي قال عن كلام د.السويدان الخاص بالاعتراض على الله ورسوله «بأنه سفه وردة»، وفيه يشرح د.طارق بشكل مفصل وموسع رؤيته المثيرة للجدل. ويبين كذلك انه لم يتراجع عن رأيه وكلامه السابق وإنما يوضح الامر وسوء الفهم لمن يحسن الظن به، ويعتب ايضا على هؤلاء الذين سارعوا فكفروه واتهموه بالردة.
ويوضح د.طارق السويدان رؤيته الخاصة لحد الردة في الاسلام وامور اخرى يشرحها في رده الذي اختص به «الوطن».
وفيما يلي نص الرد:
الحمد لله الذي يعلم السر وأخفى، يحكم بالعدل، ويقضي بالقسط، له الكمال وحده، والصلاة والسلام على قرة العيون وحبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،،
فان الله عز وجل يقول في كتابه {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.
وقد شكك في عقيدتي وفي ديني بعض من لم يدقق فيما ينقل ويشيع، وبهتني بما لم أرد قوله، فنشر مقطعا باسم (طارق السويدان وحرية التعبير) وهو مقطع مدته لا تتجاوز أربعين ثانية من محاضرة طويلة مدتها أكثر من ساعة ونصف الساعة، صحيح أنّه نقل المقطع بصوتي لكنّه جانبه الصواب حينما أوهم الناس أني أقول ماقلته في سياق منفصل عمّا يرتبط به في أول المحاضرة، فلو قال انسان: ان الله عز وجل يقول {ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة} لكان صادقا في قوله كاذبا فيما يزعم، فانّ للآية تتمّة لا تصح الاّ بها وهي {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}.
وقد شاع هذا المقطع وانتشرت تلك الشائعة، وأطلق البعض العنان لأحكامهم وآرائهم وتحليلاتهم، فكان من حقي ومن حق الناس علي ان أبين الأمر وأوضح القصد.
وإني لما رأيت ذلك أحببت ان أصدر بياناً أبين فيه رأيي الشرعي والفكري في هذه القضية بتفصيل قريبٍ للأفهام مبتعداً قدر المستطاع عن التطويل الممل والاختصار المخل، رجاء ان يكون فيه تطميناً للمشفق وشفاءً للناقد.
أما الحاسد الحاقد -عفا الله عنه- فأمره الى الله
كما قال الأول:
كل العداوات قد ترجى إقالتها... الا عداوة من عاداك عن حسد
أقول وبالله التوفيق:
مَنَّ المولى عز وجل عليّ ان استعملني في العمل الدعوي الاسلامي مدةً تجاوزت الأربعين خريفاً، عايشت فيها كباحث مفاهيم الاسلام الكبرى وتعلمت خلالها كدارس مقاصد الشريعة العظمى، ومن المفاهيم التي كانت ولاتزال تشكل تحديات عظيمة وتحمل في طياتها اشكالات عميقة داخل الفكر الاسلامي هو مفهوم «الحرية» ومنزلتها داخل المنظومة الفكرية الاسلامية.والتي سأحاول جاهدًا من خلال هذا البيان تسليط الضوء على أهمية ومكانة هذا المفهوم، كما سأبين قناعتي وما توصلت اليه من نتائج من خلال بحث طويل في متاهات هذه القضية.
وحتى أبين الأمر على حقيقته وأجليه لكل منصف وباحث عن الحقيقة فاني أقسم بياني وردي الى نقاط عدة وعناوين رئيسة.
أولا: مقدمات هامة
1 - أؤكد أنه ليس في بياني هذا تغيير لرأيي أو رجوع عما قلته سابقا، لكنه توضيح لسوء الفهم الذي وقع فيه البعض وكان سببه اجتزاء الكلام من سياقه واخراجه عن مراده.
2 - كما أؤكد ان الحوار الذي جرى ويجري حول أفكاري لم يضايقني أبدا، بل أسعدني، لأن بداية النهضة تكون بحرية الفكر، ومقارعة الحجة بالحجة، واعمال العقل، كما ان الحوار قد ساهم في نشر أفكاري، والحوار حولها قد ساهم في انضاجها عندي ودفعني لزيادة البحث والتأصيل، لكن مايضايق المرء ان يتجاوز البعض أخلاق الحوار الى التسفيه أو التفسيق بل حتى الوصول الى التكفير والاساءات الشخصية التي يترفع عنها الفضلاء.
3 - واني حين طرحت كلامي طرحته بشكل علني فكان من حق الناس والعلماء ان يردوا أو يناقشوا بشكل علني، ولا يحتاج الأمر نصيحة في السر فان ماطرحته لم يكن سرا أو فعلا شخصيا، لكن كنت أتمنى ألايرد أحد حتى يتثبت، ولا يطلق أحكاما حتى يتبين.
4 - وكان من المحزن والمؤلم ان يتلقف بعض الدعاة والمشايخ - غفر الله لي ولهم - هذا المقطع من غير تبيّن ولا تثبّت، ومن غير ان يكلفوا أنفسهم عناء سماع المحاضرة كاملة، أوحتى الاتصال بي أو التواصل معي بأي طريق ممكن، وبعضهم تربطني به علاقات منذ عشرات السنين أو نلتقي في محافل عامة وخاصة، لكنهم تلقفوا هذا المقطع المجتزأ وبنوا عليه مابنوا من الأحكام والآراء، مع ان الواجب على الدعاة ان يثق بعضهم ببعض، وأن يحسن الجميع الظن بالآخرين، خاصة فيما يتعلق بالعقيدة والايمان، وأن يتمثلوا قول الله عز وجل {لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين}.
5 - والأغرب من ذلك ان البعض شكك في عقيدتي وفي ايماني مع معرفته بي ومع مشوار طويل في الدعوة الى الله، علما ان عقيدتي واضحة جلية معروفة منذ ان نشرت كتابي (مختصر العقيدة الاسلامية) سنة 1976م.
فليتهم - وهم العقلاء وظني بهم أنهم ماحركهم الا الغيرة على دين الله عز وجل - اتبعوا أمر الله عز وجل {يأيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا} أو قول الشاعر:
تمهل ولا تعجل بلومك صاحباً
لعلّ له عذراً وأنت تلوم
6 - وانّي لا أحمل في قلبي مثقال ذرّة من بغض أو حقد على كل من أخطأ في حقي أو تعجل في الحكم علي، فأصحاب الهوى أمرهم الى الله، ومن تعجل فسامحه الله، وأما العلماء فهم أهلي واخواني والعلم رحم بين أصحابه، وانّ البعض ان قطع هذا الرحم فاني أرجو ان أصله بعون الله تعالى:
وان الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمّي لمختلف جدا
فان أكلوا لحمي وفرت لحمهم
وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وان ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم
وان هم هووْا غيي هويت لهم رشدا
7 - وأعلم ان لي اخوة صادقين وأحبابا مخلصين دافعوا وذبّوا عني بحسن ظنهم وصدق أخوتهم، فأسأل الله ان يذبّ النار عن وجوهم وأن ينصرهم في موطن يحبون فيه نصرته، وأن يغفر لكل من أساء الي بقصد أو دون قصد.
8 - واني اذ أشكو بعضا من عتب، لكني أؤكد احترامي وحبي لكافة العلماء الأجلاء والاخوة الدعاة الفضلاء، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ بعلمه (مفتي المملكة العربية السعودية) وفقه الله تعالى لكل خير ونفع الذي كان منصفا في جوابه على من سأله فقال: (ان كان يقصد كذا فالحكم كذا) وهذا جواب دقيق، وفتوى رجل حكيم، ولأني لم أقصد ما ذهب اليه السائل، فإن الحكم بالتالي لاينطبق علي.
9 - كما أتقدم بشكر خاص للشيخ نايف العجمي فانه من القلة الذين رجعوا لكلامي وتثبتوا من آرائي، فكان نقاشه رصينا وطرحه عاقلا أديبا، فاني أسعد بهكذا نقاش حتى وان لم يوافقني الرأي ورد علي بكل ماأوتي من قوة الدليل وقناعة الرأي، لكنه التزم ما أرشدنا اليه الاسلام من أدب الاختلاف، فكان راقيا مؤدبا يستحق الشكر.
ثانيا: مبادئ متفق عليها
لا أظن ان مؤمنا – سواء كان عالما أو غير عالم - يخالف أو يشكك فيما سأطرحه من مبادئ وثوابت لدى كل المسلمين، لكن دخول الشك في نفوس البعض تجاه اخوانهم يجعلنا نؤكد على هذه النقاط:
1 - حرمة رد القرآن والسنة ووجوب التمسك بهما.
2 - وجوب تطبيق حكم الله تعالى في كل جوانب الحياة.
3 - الاعتراض على الله أو على رسوله فيما أوحى له به كفر صريح وردة لاتقبل النقاش.
وهذه أمور ثابتة معلومة من الدين بالضرورة، أثبتها الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال: {فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} وقال أيضا {انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا وأطعنا}، وهو القائل سبحانه {وما كان لمؤمن ولامؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
فمن شكك في هذا أو رد قول الله عز وجل الثابت فهو كافر بلاشك، بل مجرد الاعتراض على الله سبحانه وتعالى أو على نبيه في أمور الوحي خروج من الاسلام والايمان، لأن الايمان يعني التصديق المطلق والاسلام يقتضي الاستسلام الكامل لحكم الله سبحانه.
لكني هنا أؤكد على أمر هام جدا، وهو ان بعض الناس يعطي فهمه لكلام الله القداسة نفسها التي يعطيها لكلام الله عز وجل، فالقرآن أمر وفهمي لبعض آيات القرآن أمر آخر، لايجوز ان أخلط هذا بهذا، وهذه اشارة أحببت ان أشير اليها مع أنها ليست في صلب موضوعنا لكنها تكشف لبسا يقع فيه الكثيرون.
ثالثا: حرية التعبير والاعتراض
1 - أما المقطع المجتزأ المنشور والذي اتهمني فيه من نشره أني أجيز الاعتراض على الله سبحانه وتعالى وحاشا لمؤمن ان يقول ذلك، فردي على من فهمه على غير وجهه، وسمعه مجتزأ من سياقه، أني كنت أتكلم عن الدولة المسلمة التي أتمنّى ان تقوم، وعن شكلها وضوابطها ورؤيتها وطريقة قيامها وحكمها، وكانت حرية التعبير جزءا من هذه الرؤية، ولا شكّ ان حرية التعبير ومعها حرية الاعتقاد والدين مكفولة بنص القرآن والأحاديث الشريفة وبواقع السيرة النبوية المطهرة.
2 - فأنا حينما أقول انه يجوز لليهودي ان يمارس طقوسه في دولة الاسلام لايكون معنى الجواز هنا بمعنى الاباحة الشرعية أي انّه يجوز للمسلمين أيضاً ان يدخلوا اليهودية وان يمارسوا طقوسها، فهذا فهم سقيم ومنطق عقيم، لأنّ الجواز هنا بمعنى أنّي أدعه وشأنه حيث ان حرية الدّين مكفولة له في الاسلام، وان كنت لاأقره على دينه ولاأعتبره صحيحا أو صوابا.
3 - وكذلك حينما قلت انّه يجوز الاعتراض على الله عز وجل وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم، أي انّنا في دولة الاسلام لانتعرض لمن يعترض على الله عز وجل وعلى نبيّه صلى الله عليه وسلم بل ندعوه ونناقشه ونقيم الحجة عليه والا كيف سنهديه الى الاسلام.
4 - وهذا لا يعني أنّه يجوز لنا نحن المسلمين ان نعترض على دين الله أو ذاته أو حكمه أو على نبيّه صلى الله عليه وسلم، حاشا لمؤمن ان يقول ذلك {انّما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا وأطعنا} انما كنت أقرّر مسألة الحريّة في بلاد الاسلام وما ينبغي ان تكون عليه، وحينما قلت انه لا توجد مشكلة لدي ان يعترض على الله من يريد ان يعترض، فقد كانت في سياق منظوري للدولة وتعاملها مع مواطنيها سواء من المسلمين وغير المسلمين، ففرق كبير بين الجواز بمعنى أنّه يباح لكلّ مسلم ان يفعل ذلك والعياذ بالله، وبين ترك الكفرة يعترضون من باب حرية التعبير طالما أنهم لايحاربون دين الله بالقوة ويمنعون نشره، فشتّان بين الكفر ونقل الكفر!! وقد كان اليهود يعترضون على الله عز وجل وعلى نبيّه صلى الله عليه وسلم ولا يحبسهم أو يقتلهم، وكان المنافقون يثيرون الشبه فينزل فيهم القرآن يدحض شبهاتهم ويفند افتراءاتهم من غير ان ينال أحدا منهم بعقوبة دنيوية، والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مليئان بمثل هذا من اعتراض وأسئلة تشكيكية وشبهات ضالة، ومع ذلك كانت الحجة والبرهان والدليل هم الرد الحاسم لا التسكيت والاخراس والقمع.
5 - ان الفكر يواجه بالفكر لا بالقانون، والحجة تواجه بالحجة لا بالاكراه، وان اقناع الناس واستمالتهم بالدليل الواضح والحجة الناصحة والعقل المستنير هو الذي يدوم، لا اجبارهم واسكاتهم وارهابهم، ونحن لانخشى من مواجهة الاعتراضات ولا الشبهات فعقيدتنا راسخة ثابتة ناصعة، وفكرنا قوي متين، وحجة الله بالغة، ولن يشاد هذا الدين أحد الا غلبه.
6 - نحن دعاة الى الله عز وجل ولسنا قضاة على الناس، ولو أنه كلما تكلم متكلم أو اعترض معترض أسكتناه بحد السلاح، وقمعناه بقوة الاكراه، لما كان لوجود الدعاة معنى، ولأمرناهم ان يستريحوا في بيوتهم ليكفيهم القانون اسكات وافحام المعترضين والمشككين.
ثم اني أقول للناس عامة ولاخوتي الدعاة خاصة: كيف نعالج الشبهات اذا بقيت في أذهان الناس؟ وكيف تطمئن قلوبهم اذا كانوا يجدون الشبهة أو الشك ثم لايجدون من يلجؤون له في مناقشتها ودحضها والاستفسار عنها؟!
ان من لديه شكاً في أمر من أمور الاسلام فمن حقه ان يبدي هذا الشك وواجبنا نحن الدعاة ان نستمع له ثم نبين له الحق، وهذا أفضل بكثير من بقاء الشك في عقله والريبة في نفسه.