فاتن
05-15-2012, 07:00 AM
May 14, 2012 (http://nasrmajali.wordpress.com/2012/05/14/%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%87%d8%b2%d8%a7%d9%85/)
بقلم ناصر المجالي
سأعمد إلى كلام فيه من التاريخ والجغرافيا والحقائق الكثير، وقد يسارع البعض إلى اتهامي بـ “التشيّع” وآخرون بـ “الردّة” والتكفير” وغيرهم سيطالب بقتلي لـ “عمالتي” إيران الخمينية الفارسية الشاهنشاهية وهكذا … ومن ثم الاتهام بـ “الانحياز لنظام بشار الأسد ونوري المالكي وحسن نصر الله زعيم حزب الله”.
الاتهامات جزافا هي حال عربي على امتداد التاريخ، تاريخ من صاروا سادة في التخلف والفساد والتمزق والانهيار منذ أن اضاعوا فرصة اللحاق بركب العالم الحضاري.
ما سأقوله اليوم وهو موقف أجد أنني أعيد فيه الحق إلى نصابه، وهو ما يتعلق بتسمية الفاصل المائي بين الجمهورية الإسلامية في إيران ودول الخليج على الضفة الغربية لهذا الفاصل، وهي قضية جدلية أثيرت في العقود الأربعة الماضية وتصاعدت منذ انتصار ثورة الخميني ومن بعدها الحرب العراقية – الإيرانية فقيام مجلس التعاون الخليجي.
كل الوثائق التاريخية، منذ وقت سابق لغزو الأسكندر المقدوني للشرق الى اللحظة بما فيها وثائق الحلفاء الغربيين لدول الخليج النفطية تؤكد أن هذا الفاصل المائي يحمل اسم “الخليج الفارسي” لا “الخليج العربي”.
هنا أنا سأنحاز إلى حقيقة التاريخ والجغرافيا مؤكداً أن الاسم هو “الخليج الفارسي” مستنداً في ذلك إلى حالتين مهمتين، أولهما: أن العرب المتناثرين غربي الخليج لا يقدمون من الوثائق المقنعة التي تدعم تسميتهم للخليج العربي، بل انهم كانوا في وقت سابق للثورة الاسلامية في ايران يطلقون تسمية “الخليج الفارسي” وهذه وردت في مختلف مناهجهم الدراسية ووثائقهم وخرائطهم الى ما بعد قيام مجلس التعاون الخليجي.
لا بل ان قادة الخليج، كانوا تراجعوا عن التسمية الأصلية التي كانوا اتفقوا على إطلاقها على منظومتهم التي قامت في العام 1981 لتصبح “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” بعد أن كانت “مجلس التعاون لدول الخليج العربي”.
وثانيهما: ان للعرب بحرهم وهو البحر العربي المحادد جنوبا للمحيط الهندي الذي تقع مساحات واسعة للجمهورية الإسلامية على سواحلهما، فهي لم تغامر ولو لمرة واحدة حتى في عهودها الامبراطورية التي كانت ترتجف منها أوصال عرب الخليج الى اطلاق تسمية بحر فارس على بحر العرب، بل ان ايران احترمت التاريخ واحترمت حرمات الجغرافيا سواء بسواء، في مقابل ان جيرانها لا “يحترمون أية عهود ومواثيق” لا للعالم من حولهم ولا حتى لشعوبهم ولا لأمتهم من حولهم.
لن أغوص كثيراً عبر عقود التاريخ ووثائقه للدفاع عن موقفي تجاه هذا التسمية، ولكن باحثا سعوياً في التاريخ هو عبدالقادر الجنبي يؤكد ما ذهبت إليه، فهو كتب في
وقت سابق يقول: من وجهة نظر علمية وتاريخية، عرف هذا الخليج منذ عهد إسكندر المقدوني باسم الخليج الفارسي [كما عرف بتسميات أخرى على مرّ العصور: بحر الكدان، وبحر الإله، وبحر الجنوب، وبحر البصرة].
ويقول: هذه التسمية أتتنا عبر أعمال تاريخية مكتوبة. وحتى المؤرخون العرب كابن خلدون وابن الأثير كانوا يعتمدون هذه التسمية التي وردت أيضًا في المعاهدات التي وقّعها حكام الخليج مع السلطات البريطانية المسيطرة على المنطقة بداية القرن العشرين.
ويتابع الجنبي: لم تتبدّل الأمور إلاّ بعد وصول عبد الناصر إلى الحكم وتنامي شعور القومية العربية. فراح العرب يطلقون على هذا الخليج اسم “الخليج العربي”، ولو أنه في بداية عهد عبد الناصر شاع شعار يقول “نحن أمة واحدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي”.
ويختم الجنبي قائلاً: صحيح أن الجدل يحتدم اليوم حول تسمية هذا الخليج. لكنني أتحدّث من موقعي كباحث في التاريخ. والبحث التاريخي لا يهتم بالشعارات القومية. أمّا ما يحكى عن أن الرومان أطلقوا على هذا الخليج اسم “الخليج العربي” فهو عار عن الصحة. وحده المؤرخ الإغريقي سطرابون، في القرن الأوّل ميلادي، أطلق اسم “البحر العربي” على تجمّع مائي لكنه بتسميته هذه كان يعني ما يعرف اليوم باسم “البحر الأحمر”.
وإلى ذلك، فإن الخلافات بين عرب الخليج المرعوبين من جارتهم الشرقية “إيران” في مختلف عهودها الشاهنشاهية والإسلامية، هي أعمق وأكبر وأكثر من مجرد تسمية لخليج فاصل بينهما،،
عرب الخليج يدركون جيداً انهم غير قادرين على حماية مثل هذا الخليج فهو إذا كان عربياً فإنه في كل التفاصيل الاستراتيجية يخضع لحماية الأميركيين عبر الأسطول الخامس وقاعدته البحرين فضلا عن القواعد المتناثرة من الكويت شمالا وصولا الى قطر حتى مضيق هرمز، وبالمقابل هناك حماية إيرانية علنية أمام نظر هؤلاء العرب الذين لم يستطيعوا الى اللحظة نشر أية قطع بحرية فاعلة في تلك المياه التي كانت لازوردية، اللهم إلا لنشاتهم وقواربهم الرياضية وقوارب الصيد ويخوت الترفيه الفخمة.
مع قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، صار العُرف أن يطلق على سكان هذه الدول تسمية “خليجيين” وهي بحد ذاتها تحمل مضموناً “عنصرياً” اختاروه للنأي بأنفسهم عن العراقيين والشوام والمصريين واهل الغرب العربي وحتى جيرانهم اليمنيين !.
يدرك عرب الخليج، أنهم غير قادرين على تصميم استراتيجية أمنية شاملة متكاملة لحماية أنفسهم من “عدوهم الإيراني المفترض الوهمي” وسواء بسواء فهم وجدوا
في تعلقهم بحرب “التسمية بين فارسي وعربي” مع إيران “الشماعة” التي يعلقون عليها كل قضاياهم في الإقليم الذي ليسوا قادرين على حمايته إلا بإسناد أجنبي رغم كل هذه التريليونات من الدولارات من عوائد النفط.
ومع فشل قادة عرب الخليج على صياغة وحدة اقتصادية فاعلة أو تحقيق أدنى طموحات شعوبهم رغم مرور أكثر من 30 عاما على قيام تجمعهم، فان بعضهم يهرب من مشاكله وقضاياه إلى الأمام بالحديث عن وحدة بين الدول الأعضاء.
وحدة الشعوب الحقيقية لا تأتي بقرار من فوق، أو تفرضها ظروف عائلة الحكم “المرعوبة” في هذا البلد الخليجي أو ذاك،، الوحدة تقررها الشعوب أولا واخيرا عبر استفتاءات حرة نزيهة في انظمة ديموقراطية سليمة.
غاب عن قادة عرب الخليج “المتنافرين في السرّ .. المتصالحين في العلانية وأمام شاشات التلفاز” أن ما يجمع شعوبهم من أواصر قربى عبر التاريخ وعبر الصحراء، يحقق أهم وحدة حقيقية ـ لو كانت النيات حسنة ـ مثل هذه العناصر غير متحققة للجار الإيراني “البعبع” في الشرق، فالجمهورية الإسلامية تتكون من نسيج عرقي وإثني فريد، وطائفي ايضاً، ورغم ذلك، فإنها تبدو متماسكةً وموحدةً، لأنها متصالحةً مع نفسها بعكس جيرانها المشتتين “المتناحرين” ولا يجمعهم إلا رائحة النفط والغترة والعقال والدشداش !.
http://nasrmajali.wordpress.com/2012/05/14/%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%87%d8%b2%d8%a7%d9%85/
بقلم ناصر المجالي
سأعمد إلى كلام فيه من التاريخ والجغرافيا والحقائق الكثير، وقد يسارع البعض إلى اتهامي بـ “التشيّع” وآخرون بـ “الردّة” والتكفير” وغيرهم سيطالب بقتلي لـ “عمالتي” إيران الخمينية الفارسية الشاهنشاهية وهكذا … ومن ثم الاتهام بـ “الانحياز لنظام بشار الأسد ونوري المالكي وحسن نصر الله زعيم حزب الله”.
الاتهامات جزافا هي حال عربي على امتداد التاريخ، تاريخ من صاروا سادة في التخلف والفساد والتمزق والانهيار منذ أن اضاعوا فرصة اللحاق بركب العالم الحضاري.
ما سأقوله اليوم وهو موقف أجد أنني أعيد فيه الحق إلى نصابه، وهو ما يتعلق بتسمية الفاصل المائي بين الجمهورية الإسلامية في إيران ودول الخليج على الضفة الغربية لهذا الفاصل، وهي قضية جدلية أثيرت في العقود الأربعة الماضية وتصاعدت منذ انتصار ثورة الخميني ومن بعدها الحرب العراقية – الإيرانية فقيام مجلس التعاون الخليجي.
كل الوثائق التاريخية، منذ وقت سابق لغزو الأسكندر المقدوني للشرق الى اللحظة بما فيها وثائق الحلفاء الغربيين لدول الخليج النفطية تؤكد أن هذا الفاصل المائي يحمل اسم “الخليج الفارسي” لا “الخليج العربي”.
هنا أنا سأنحاز إلى حقيقة التاريخ والجغرافيا مؤكداً أن الاسم هو “الخليج الفارسي” مستنداً في ذلك إلى حالتين مهمتين، أولهما: أن العرب المتناثرين غربي الخليج لا يقدمون من الوثائق المقنعة التي تدعم تسميتهم للخليج العربي، بل انهم كانوا في وقت سابق للثورة الاسلامية في ايران يطلقون تسمية “الخليج الفارسي” وهذه وردت في مختلف مناهجهم الدراسية ووثائقهم وخرائطهم الى ما بعد قيام مجلس التعاون الخليجي.
لا بل ان قادة الخليج، كانوا تراجعوا عن التسمية الأصلية التي كانوا اتفقوا على إطلاقها على منظومتهم التي قامت في العام 1981 لتصبح “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” بعد أن كانت “مجلس التعاون لدول الخليج العربي”.
وثانيهما: ان للعرب بحرهم وهو البحر العربي المحادد جنوبا للمحيط الهندي الذي تقع مساحات واسعة للجمهورية الإسلامية على سواحلهما، فهي لم تغامر ولو لمرة واحدة حتى في عهودها الامبراطورية التي كانت ترتجف منها أوصال عرب الخليج الى اطلاق تسمية بحر فارس على بحر العرب، بل ان ايران احترمت التاريخ واحترمت حرمات الجغرافيا سواء بسواء، في مقابل ان جيرانها لا “يحترمون أية عهود ومواثيق” لا للعالم من حولهم ولا حتى لشعوبهم ولا لأمتهم من حولهم.
لن أغوص كثيراً عبر عقود التاريخ ووثائقه للدفاع عن موقفي تجاه هذا التسمية، ولكن باحثا سعوياً في التاريخ هو عبدالقادر الجنبي يؤكد ما ذهبت إليه، فهو كتب في
وقت سابق يقول: من وجهة نظر علمية وتاريخية، عرف هذا الخليج منذ عهد إسكندر المقدوني باسم الخليج الفارسي [كما عرف بتسميات أخرى على مرّ العصور: بحر الكدان، وبحر الإله، وبحر الجنوب، وبحر البصرة].
ويقول: هذه التسمية أتتنا عبر أعمال تاريخية مكتوبة. وحتى المؤرخون العرب كابن خلدون وابن الأثير كانوا يعتمدون هذه التسمية التي وردت أيضًا في المعاهدات التي وقّعها حكام الخليج مع السلطات البريطانية المسيطرة على المنطقة بداية القرن العشرين.
ويتابع الجنبي: لم تتبدّل الأمور إلاّ بعد وصول عبد الناصر إلى الحكم وتنامي شعور القومية العربية. فراح العرب يطلقون على هذا الخليج اسم “الخليج العربي”، ولو أنه في بداية عهد عبد الناصر شاع شعار يقول “نحن أمة واحدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي”.
ويختم الجنبي قائلاً: صحيح أن الجدل يحتدم اليوم حول تسمية هذا الخليج. لكنني أتحدّث من موقعي كباحث في التاريخ. والبحث التاريخي لا يهتم بالشعارات القومية. أمّا ما يحكى عن أن الرومان أطلقوا على هذا الخليج اسم “الخليج العربي” فهو عار عن الصحة. وحده المؤرخ الإغريقي سطرابون، في القرن الأوّل ميلادي، أطلق اسم “البحر العربي” على تجمّع مائي لكنه بتسميته هذه كان يعني ما يعرف اليوم باسم “البحر الأحمر”.
وإلى ذلك، فإن الخلافات بين عرب الخليج المرعوبين من جارتهم الشرقية “إيران” في مختلف عهودها الشاهنشاهية والإسلامية، هي أعمق وأكبر وأكثر من مجرد تسمية لخليج فاصل بينهما،،
عرب الخليج يدركون جيداً انهم غير قادرين على حماية مثل هذا الخليج فهو إذا كان عربياً فإنه في كل التفاصيل الاستراتيجية يخضع لحماية الأميركيين عبر الأسطول الخامس وقاعدته البحرين فضلا عن القواعد المتناثرة من الكويت شمالا وصولا الى قطر حتى مضيق هرمز، وبالمقابل هناك حماية إيرانية علنية أمام نظر هؤلاء العرب الذين لم يستطيعوا الى اللحظة نشر أية قطع بحرية فاعلة في تلك المياه التي كانت لازوردية، اللهم إلا لنشاتهم وقواربهم الرياضية وقوارب الصيد ويخوت الترفيه الفخمة.
مع قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، صار العُرف أن يطلق على سكان هذه الدول تسمية “خليجيين” وهي بحد ذاتها تحمل مضموناً “عنصرياً” اختاروه للنأي بأنفسهم عن العراقيين والشوام والمصريين واهل الغرب العربي وحتى جيرانهم اليمنيين !.
يدرك عرب الخليج، أنهم غير قادرين على تصميم استراتيجية أمنية شاملة متكاملة لحماية أنفسهم من “عدوهم الإيراني المفترض الوهمي” وسواء بسواء فهم وجدوا
في تعلقهم بحرب “التسمية بين فارسي وعربي” مع إيران “الشماعة” التي يعلقون عليها كل قضاياهم في الإقليم الذي ليسوا قادرين على حمايته إلا بإسناد أجنبي رغم كل هذه التريليونات من الدولارات من عوائد النفط.
ومع فشل قادة عرب الخليج على صياغة وحدة اقتصادية فاعلة أو تحقيق أدنى طموحات شعوبهم رغم مرور أكثر من 30 عاما على قيام تجمعهم، فان بعضهم يهرب من مشاكله وقضاياه إلى الأمام بالحديث عن وحدة بين الدول الأعضاء.
وحدة الشعوب الحقيقية لا تأتي بقرار من فوق، أو تفرضها ظروف عائلة الحكم “المرعوبة” في هذا البلد الخليجي أو ذاك،، الوحدة تقررها الشعوب أولا واخيرا عبر استفتاءات حرة نزيهة في انظمة ديموقراطية سليمة.
غاب عن قادة عرب الخليج “المتنافرين في السرّ .. المتصالحين في العلانية وأمام شاشات التلفاز” أن ما يجمع شعوبهم من أواصر قربى عبر التاريخ وعبر الصحراء، يحقق أهم وحدة حقيقية ـ لو كانت النيات حسنة ـ مثل هذه العناصر غير متحققة للجار الإيراني “البعبع” في الشرق، فالجمهورية الإسلامية تتكون من نسيج عرقي وإثني فريد، وطائفي ايضاً، ورغم ذلك، فإنها تبدو متماسكةً وموحدةً، لأنها متصالحةً مع نفسها بعكس جيرانها المشتتين “المتناحرين” ولا يجمعهم إلا رائحة النفط والغترة والعقال والدشداش !.
http://nasrmajali.wordpress.com/2012/05/14/%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%87%d8%b2%d8%a7%d9%85/