أبو ربيع
05-14-2012, 12:17 AM
http://media.farsnews.com/Media/9002/Images/jpg/A0105/A1050216.jpg
المنامة - فارس: علّق القيادي في تيار العمل الاسلامي د.راشد الراشد في مقابلة خاصة مع وكالة انباء فارس حول موضوع ضم البحرين للسعودية ومستقبل الثورة في البحرين ، فيمايلي نص الحوار:كيف تنظر إلي موضوع ضم البحرين للسعودية والمحاولات التي تهدف الي النيل من السيادة البحرينية علي غرار ما شاهدناه من إحتلال سعودي للمنامة ؟لقد تم طرح موضوع ضم البحرين للسعودية على أنه إتحاد بين البلدين وليس تحت عنوان الضم مع أن البحرين حاليا تقع من الناحية الفعلية تحت السيطرة السعودية الكاملة . وربما نتفهم طبيعة التحديات والتداعيات المترتبة اليوم لو تم الحديث عن الضم وفرضه كأمر واقع .
فالمجتمع الدولي بحاجة إلى أن يقدم تنازلات خطيرة تشكل سابقة في العلاقات الدولية لو قام بالسماح لمثل هذا الأمر أن يحدث فمن الذي يضمن عدم إنفلات الإستقرار العالمي في حال تم السماح لبعض الدول بضم الدول الأصغر منها تحت أي مبرر كان .
بالنسبة للإتحاد هناك عدة نقاط جوهرية متصلة ينبغي الإشارة اليها حول هذا الموضوع :
اولا- لا يختلف إثنان على قيمة الإتحاد بين الأمم والشعوب وهذه حقيقة قرآنية مجيدة أكد عليها الباري عزوجل بقوله تعالى "وجعلنا شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ، ولكن هذا الإتحاد ينبغي أن ينطلق من مواقع تبادل المنافع لا السيطرة والتحكم والإستغلال اذ لا يعدو الأمر عن مشروع للإحتلال والضم والإبتلاع .
ثانيا – المشروع الذي يدعو اليه النظام السعودي في ظل المعطيات القائمة تتخله عدة عقبات اساسية تتمثل في أهداف هذا الإتحاد واجرائيات تحقيقه .
من ناحية العرف السياسي فإن مثل هذه الإتحادات وسواء بطريقة الكونفدرالية او الفيدرالية او الإخضاع الكامل تكون في ظل أجواء احتفالية كرنفالية بين بلدين ، تنتهي بإستفتاء يعرض على شعبي البلدين وتكون نتيجة الإستفتائين هي الحاسمة بما يتعلق بهذا الإتحاد .
ولا نظن بأن النظام السعودي مهيء او مؤهل أساسا لإجراء مثل هذا الإستفتاء ، فعملية بحجم هذا الإستفتاء تتطلب نظاما اجرائيا متبعا وهو غير قائم البتة لدى النظام والشعب السعودي لم يخض أي تجربة سابقة في التعبير عن رأيه من خلال الإستفتاءات .
كما أن مثل هذا الإتحاد تتخله العقبات المتصلة بدول الجوار الإقليمي انطلاقا من دول الخليج (الفارسي) ذاتها التي ابدت مواقف غير مرحبة بمثل هذه الخطوة نظرا لتحسس باقي دول الخليج (الفارسي) من الدور الذي يسعى اليه النظام السعودي لإخضاع منطقة الخليج (الفارسي) .
كما أن مثل هذا الإتحاد يمس قيمة أخرى متصلة بالأمن الإقليمي وعلاقة دول الجوار الإقليمي المهتمة بهذه المنطقة استراتيجيا كالجمهورية الإسلامية في ايران وبالتالي فأن اي تطور في هذا السياق سيخلق تداعيات جديدة على مستوى أمن المنطقة خليجيا واقليميا .
وعلى اية حال لا نتوقع لهذا الأمر أن يحدث بأية صورة من الصورة لعدم واقعيته السياسية وتناقض البيئة السياسية وتعذر تحقيقه من الناحية الإجرائية والمتقفقة مع القانون الدولي .
وفي حال اقدم النظام السعودي على تنفيذ هذه الخطوة بتطبيق سياسة الأمر الواقع فإن هناك تداعيات خطيرة سوف تحدث ليس على المستوى الشعبي وإنما على المستوى الإقليمي والدولي .
ولكن فيما لو حدث الأمر ربما تكون فرصة ملائمة لتطور المعارضة السياسية في كلا البلدين من مشاريع عملها من أجل تحقيق الديمقراطية وتعزيز مبادىء حقوق الإنسان والحرية وربما تكون لقوى المعارضة في البلدين الفرصة لخلق برامج مشتركة تكون أكثر فعالية نظرا لما تمتلكه كل قوى المعارضة من تجربة في البلدين . ومن المؤكد بأن ذلك سيتيح فرصة اكبر لقوى المعارضة السياسية في البحرين للتحرك بمرونة وحرية اكبر على نطاق أوسع يشمل شبه الجزيرة العربية ، ولذلك ربما يكون هذا الإتحادعنوان التغيير الشامل القادم والمرتقب لكل منطقة الخليج (الفارسي) .
ومن جانب آخر ربما يكون هذا الإتحاد هو مفتاح الشيعة لخلق كيانهم الكبير في المنطقة ، حيث أن مجموع الشيعة في في البلدين يتجاوز الخمسين بالمئة من مجموع السكان للبلدين ، وهذه قضية استراتيجية ينبغي النظر اليها ، ونحن نرى أفقا جديدا قد يفتح موضوع إقامة الكيان الشيعي الكبير في المنطقة الخليجية فيما لو حدث هذا الإتحاد .
ما هي رؤيتك حول مستقبل التطورات البحرينية في ضوء القمع الخليفي و التضامن الشعبي والتظاهرات السلمية من قبل الشعب ؟
مستقبل الثورة في البحرين مبشر بألف خير خاصة مع تصاعد التلاحم الشعبي والصمود الأسطوري الذي تحلى به الشعب لأكثر من عام .
نحن متفائلون جدا من مستقبل التغيير السياسي في البحرين بل ونرى بأن التغيير قد بدأ بالفعل عندما كسر الناس حاجز الخوف والهلع من قدرة الآلة العسكرية والقدرة الأمنية من كسر إرادة الناس واخضاعهم بالقوة وهو بحد ذاته أهم انجازات الثورة التي تحققت ، ولذلك نشاهد جميع فئات الشعب مشاركة في فعاليات هذه الثورة .
ونحن واثقون من استحالة عودة الأوضاع للوراء ، ولذلك نؤكد بأن التغيير قد بدأ بالفعل ونحن في بداية فصوله ليس إلا وليس في نهايته .
بالنسبة للتظاهرات السلمية سوف تستمر كأحد الخيارات الإستراتجية المهمة للثورة ولكن جميع الخيارات تبقى مفتوحة أمام الشعب للدفاع عن النفس والعرض والوطن .
وربما تقبل الشعوب انظمة الحكم الديكتاتورية بفعل سطوة القمع ووحشية البطش والتنكيل ولكنها لا تقبل بالظلم ولا تدنيس المقدسات ولا هتك الأعراض والنواميس والحرمات .
كما لا تقبل الشعوب بأي صورة من الصور وجود قوات محتلة على أراضيها وتدفع الشعوب الغالي والنفيس من أجل سيادة أوطانها واستقلالها وطرد الغزاة المحتلين .
ونجد بأن الثورة في البحرين تتقدم بخطى ثابتة نحو انتزاع الحقوق المشروعة ومنها حق تقرير المصير واختيار طبيعة وشكل النظام السياسي الملائم لإدارة دفة الأمور في البلاد .
ونحن ندعو المجتمع الدولي للتدخل وبإشرف إقليمي ودولي لتمكين شعب البحرين من الإحتكام إلى صناديق الإقتراع وممارسة حقه في تقرير المصير قبل أن تفرض طبيعة الجرائم التي يرتكبها النظام ومن خلفه القوات الغازية والمحتلة أن يلجأ الشعب لخيار العنف والعنف المضاد لوضع حد للنزيف والجرائم الوحشية التي ترتكب ضده ولإنتزاع دوره في السيادة .
النظام الخليفي يحاول ليل نهار ليظهر الأوضاع البحرين طبيعية، برأيك الي أي مدي نجح أو فشل في إظهار ذلك ؟
لقد فشل النظام فشلا ذريعا وهو يواجه المنصفين في العالم من حقيقة رغبة الشعب في التخلص من الديكتاتورية والإستبداد ونظام حكم آل خليفة في البحرين رغم المليارات من الدولارات التي تم صرفها لشركات العلاقات العامة من أجل تلميع صورة ووجه النظام ، خاصة مع تفوق شباب وشابات الثورة في البحرين على النظام من حيث توثيق الحقائق والوقائع على الأرض وإيصالها إلى اصقاع العالم .
وربما ساهمت السياسات المتخبطة للنظام بفضحه بنفسه خاصة لطبيعة ردود الفعل المتشنجة التي يبدها تجاه تصاعد وتيرة الأحداث في البحرين .
ويشاهد العالم في كل يوم صورة نمطية متكررة لعجرفة مرتزقة النظام ووحشيتهم . كما يشاهد في نفس الوقت الحضور الجماهيري اللافت والمطالب بإسقاط النظام ومحاكمته على كل الجرائم التي ارتكبها ضد المدنين الأبرياء .
هنالك تعتيم إعلامي واضح من قبل قناتي الجزيرة والعربية لأحداث البحرين، كيف تقيم أداء هاتين المحطتين في تغطيةالتطورات العربية وإنتهاج سياسة مزدوجة تجاه التطورات السورية والبحرينية ؟
لقد كشفت ثورة البحرين زيف قناني الجزيرة والعربية ، وتعرضت هاتين القانتين لهزات كادت أن تنهي وجودهما لو لا حجم الأموال الطائلة التي تم ضخها من أجل أن تستمر هاتين القناتين تمارس شهادة الزور والتزييف والتحريف لقضايا المنطقة لحساب مموليها .ولأن الثورة في البحرين هي قضية شعب وأمة فلم تستطع قناتي الجزيرة والعربية من وقف وصول صوت ورسالة ووقائع هذه الثورة إلى العالم .
وهناك العديد من وسائل الإعلام وحتى في الدول الغربية ذاتها وفي الولايات المتحدة الإمريكية خصوصا من قاموا بهذه المهمة وإيصال صوت الثورة ومطالب شعب البحرين في تغيير النظام السياسي واصبح الحديث عن مستقبل نظام الحكم فيها حديثا مدويا اليوم في كل أرجاء العالم .
موقف المجتمع الدولي ظل صامتا وربما لحد هذه اللحظة إزاء ما يجري من عمليات قمع وابادة وتطهير عرقي وعنصري في البحرين كيف تنظرون إلى ذلك ؟
إن موقف المجتمع الدولي إزاء قضيتنا في البحرين يعتبر وصمة عار في جبين التاريخ الإنساني عندما لاذ بالصمت وتمترس وراء جدران التفرج إزاء ما يجري من انتهاك صارخ وفاضح لإنسانية الإنسان وكرامته على يد نظام آل خليفة في البحرين .
وهذا يقودنا للقناعة بأن النظام العالمي المتحكم في قضايا العالم لم يعد صالحا للإستمرار ولابد من الوصول إلى صيغة تخرج العالم من معاييره المزدوجة .
إننا في البحرين تجاوزنا الحديث عن تواطوء دولي تقوده الولايات المتحدة الإمريكية مع النظام الديكتاتوري الدموي في البحرين إلى الحديث عن الشراكة الحقيقية بل والقيادة لكل الجرائم التي ترتكب ضد شعب البحرين .
إن ثورة شعبنا في البحرين وضعت المجتمع الدولي أمام محك إدعائته بحماية الحرية والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وكشف ازدواجية المعايير لدى هذا النظام وبعبارة أن الثورة البحرينية أسقطت القناع عن هذا النظام .
إن الفرصة لازالت متاحة لإعادة الإعتبار ، مع صعوبتها ، من خلال أتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف جرائم الإبادة والتطهير العرقي والعنصري الذي تقوم به السلطة ضد شعب البحرين . واستكمال تلك الخطوات بمساعدة شعب البحرين للإحتكام إلى صناديق الإقتراع للإستفتاء على طبيعة وشكل النظام السياسي الذي يتطلع إليه .
نهاية الخبر//
http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9102110735
المنامة - فارس: علّق القيادي في تيار العمل الاسلامي د.راشد الراشد في مقابلة خاصة مع وكالة انباء فارس حول موضوع ضم البحرين للسعودية ومستقبل الثورة في البحرين ، فيمايلي نص الحوار:كيف تنظر إلي موضوع ضم البحرين للسعودية والمحاولات التي تهدف الي النيل من السيادة البحرينية علي غرار ما شاهدناه من إحتلال سعودي للمنامة ؟لقد تم طرح موضوع ضم البحرين للسعودية على أنه إتحاد بين البلدين وليس تحت عنوان الضم مع أن البحرين حاليا تقع من الناحية الفعلية تحت السيطرة السعودية الكاملة . وربما نتفهم طبيعة التحديات والتداعيات المترتبة اليوم لو تم الحديث عن الضم وفرضه كأمر واقع .
فالمجتمع الدولي بحاجة إلى أن يقدم تنازلات خطيرة تشكل سابقة في العلاقات الدولية لو قام بالسماح لمثل هذا الأمر أن يحدث فمن الذي يضمن عدم إنفلات الإستقرار العالمي في حال تم السماح لبعض الدول بضم الدول الأصغر منها تحت أي مبرر كان .
بالنسبة للإتحاد هناك عدة نقاط جوهرية متصلة ينبغي الإشارة اليها حول هذا الموضوع :
اولا- لا يختلف إثنان على قيمة الإتحاد بين الأمم والشعوب وهذه حقيقة قرآنية مجيدة أكد عليها الباري عزوجل بقوله تعالى "وجعلنا شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ، ولكن هذا الإتحاد ينبغي أن ينطلق من مواقع تبادل المنافع لا السيطرة والتحكم والإستغلال اذ لا يعدو الأمر عن مشروع للإحتلال والضم والإبتلاع .
ثانيا – المشروع الذي يدعو اليه النظام السعودي في ظل المعطيات القائمة تتخله عدة عقبات اساسية تتمثل في أهداف هذا الإتحاد واجرائيات تحقيقه .
من ناحية العرف السياسي فإن مثل هذه الإتحادات وسواء بطريقة الكونفدرالية او الفيدرالية او الإخضاع الكامل تكون في ظل أجواء احتفالية كرنفالية بين بلدين ، تنتهي بإستفتاء يعرض على شعبي البلدين وتكون نتيجة الإستفتائين هي الحاسمة بما يتعلق بهذا الإتحاد .
ولا نظن بأن النظام السعودي مهيء او مؤهل أساسا لإجراء مثل هذا الإستفتاء ، فعملية بحجم هذا الإستفتاء تتطلب نظاما اجرائيا متبعا وهو غير قائم البتة لدى النظام والشعب السعودي لم يخض أي تجربة سابقة في التعبير عن رأيه من خلال الإستفتاءات .
كما أن مثل هذا الإتحاد تتخله العقبات المتصلة بدول الجوار الإقليمي انطلاقا من دول الخليج (الفارسي) ذاتها التي ابدت مواقف غير مرحبة بمثل هذه الخطوة نظرا لتحسس باقي دول الخليج (الفارسي) من الدور الذي يسعى اليه النظام السعودي لإخضاع منطقة الخليج (الفارسي) .
كما أن مثل هذا الإتحاد يمس قيمة أخرى متصلة بالأمن الإقليمي وعلاقة دول الجوار الإقليمي المهتمة بهذه المنطقة استراتيجيا كالجمهورية الإسلامية في ايران وبالتالي فأن اي تطور في هذا السياق سيخلق تداعيات جديدة على مستوى أمن المنطقة خليجيا واقليميا .
وعلى اية حال لا نتوقع لهذا الأمر أن يحدث بأية صورة من الصورة لعدم واقعيته السياسية وتناقض البيئة السياسية وتعذر تحقيقه من الناحية الإجرائية والمتقفقة مع القانون الدولي .
وفي حال اقدم النظام السعودي على تنفيذ هذه الخطوة بتطبيق سياسة الأمر الواقع فإن هناك تداعيات خطيرة سوف تحدث ليس على المستوى الشعبي وإنما على المستوى الإقليمي والدولي .
ولكن فيما لو حدث الأمر ربما تكون فرصة ملائمة لتطور المعارضة السياسية في كلا البلدين من مشاريع عملها من أجل تحقيق الديمقراطية وتعزيز مبادىء حقوق الإنسان والحرية وربما تكون لقوى المعارضة في البلدين الفرصة لخلق برامج مشتركة تكون أكثر فعالية نظرا لما تمتلكه كل قوى المعارضة من تجربة في البلدين . ومن المؤكد بأن ذلك سيتيح فرصة اكبر لقوى المعارضة السياسية في البحرين للتحرك بمرونة وحرية اكبر على نطاق أوسع يشمل شبه الجزيرة العربية ، ولذلك ربما يكون هذا الإتحادعنوان التغيير الشامل القادم والمرتقب لكل منطقة الخليج (الفارسي) .
ومن جانب آخر ربما يكون هذا الإتحاد هو مفتاح الشيعة لخلق كيانهم الكبير في المنطقة ، حيث أن مجموع الشيعة في في البلدين يتجاوز الخمسين بالمئة من مجموع السكان للبلدين ، وهذه قضية استراتيجية ينبغي النظر اليها ، ونحن نرى أفقا جديدا قد يفتح موضوع إقامة الكيان الشيعي الكبير في المنطقة الخليجية فيما لو حدث هذا الإتحاد .
ما هي رؤيتك حول مستقبل التطورات البحرينية في ضوء القمع الخليفي و التضامن الشعبي والتظاهرات السلمية من قبل الشعب ؟
مستقبل الثورة في البحرين مبشر بألف خير خاصة مع تصاعد التلاحم الشعبي والصمود الأسطوري الذي تحلى به الشعب لأكثر من عام .
نحن متفائلون جدا من مستقبل التغيير السياسي في البحرين بل ونرى بأن التغيير قد بدأ بالفعل عندما كسر الناس حاجز الخوف والهلع من قدرة الآلة العسكرية والقدرة الأمنية من كسر إرادة الناس واخضاعهم بالقوة وهو بحد ذاته أهم انجازات الثورة التي تحققت ، ولذلك نشاهد جميع فئات الشعب مشاركة في فعاليات هذه الثورة .
ونحن واثقون من استحالة عودة الأوضاع للوراء ، ولذلك نؤكد بأن التغيير قد بدأ بالفعل ونحن في بداية فصوله ليس إلا وليس في نهايته .
بالنسبة للتظاهرات السلمية سوف تستمر كأحد الخيارات الإستراتجية المهمة للثورة ولكن جميع الخيارات تبقى مفتوحة أمام الشعب للدفاع عن النفس والعرض والوطن .
وربما تقبل الشعوب انظمة الحكم الديكتاتورية بفعل سطوة القمع ووحشية البطش والتنكيل ولكنها لا تقبل بالظلم ولا تدنيس المقدسات ولا هتك الأعراض والنواميس والحرمات .
كما لا تقبل الشعوب بأي صورة من الصور وجود قوات محتلة على أراضيها وتدفع الشعوب الغالي والنفيس من أجل سيادة أوطانها واستقلالها وطرد الغزاة المحتلين .
ونجد بأن الثورة في البحرين تتقدم بخطى ثابتة نحو انتزاع الحقوق المشروعة ومنها حق تقرير المصير واختيار طبيعة وشكل النظام السياسي الملائم لإدارة دفة الأمور في البلاد .
ونحن ندعو المجتمع الدولي للتدخل وبإشرف إقليمي ودولي لتمكين شعب البحرين من الإحتكام إلى صناديق الإقتراع وممارسة حقه في تقرير المصير قبل أن تفرض طبيعة الجرائم التي يرتكبها النظام ومن خلفه القوات الغازية والمحتلة أن يلجأ الشعب لخيار العنف والعنف المضاد لوضع حد للنزيف والجرائم الوحشية التي ترتكب ضده ولإنتزاع دوره في السيادة .
النظام الخليفي يحاول ليل نهار ليظهر الأوضاع البحرين طبيعية، برأيك الي أي مدي نجح أو فشل في إظهار ذلك ؟
لقد فشل النظام فشلا ذريعا وهو يواجه المنصفين في العالم من حقيقة رغبة الشعب في التخلص من الديكتاتورية والإستبداد ونظام حكم آل خليفة في البحرين رغم المليارات من الدولارات التي تم صرفها لشركات العلاقات العامة من أجل تلميع صورة ووجه النظام ، خاصة مع تفوق شباب وشابات الثورة في البحرين على النظام من حيث توثيق الحقائق والوقائع على الأرض وإيصالها إلى اصقاع العالم .
وربما ساهمت السياسات المتخبطة للنظام بفضحه بنفسه خاصة لطبيعة ردود الفعل المتشنجة التي يبدها تجاه تصاعد وتيرة الأحداث في البحرين .
ويشاهد العالم في كل يوم صورة نمطية متكررة لعجرفة مرتزقة النظام ووحشيتهم . كما يشاهد في نفس الوقت الحضور الجماهيري اللافت والمطالب بإسقاط النظام ومحاكمته على كل الجرائم التي ارتكبها ضد المدنين الأبرياء .
هنالك تعتيم إعلامي واضح من قبل قناتي الجزيرة والعربية لأحداث البحرين، كيف تقيم أداء هاتين المحطتين في تغطيةالتطورات العربية وإنتهاج سياسة مزدوجة تجاه التطورات السورية والبحرينية ؟
لقد كشفت ثورة البحرين زيف قناني الجزيرة والعربية ، وتعرضت هاتين القانتين لهزات كادت أن تنهي وجودهما لو لا حجم الأموال الطائلة التي تم ضخها من أجل أن تستمر هاتين القناتين تمارس شهادة الزور والتزييف والتحريف لقضايا المنطقة لحساب مموليها .ولأن الثورة في البحرين هي قضية شعب وأمة فلم تستطع قناتي الجزيرة والعربية من وقف وصول صوت ورسالة ووقائع هذه الثورة إلى العالم .
وهناك العديد من وسائل الإعلام وحتى في الدول الغربية ذاتها وفي الولايات المتحدة الإمريكية خصوصا من قاموا بهذه المهمة وإيصال صوت الثورة ومطالب شعب البحرين في تغيير النظام السياسي واصبح الحديث عن مستقبل نظام الحكم فيها حديثا مدويا اليوم في كل أرجاء العالم .
موقف المجتمع الدولي ظل صامتا وربما لحد هذه اللحظة إزاء ما يجري من عمليات قمع وابادة وتطهير عرقي وعنصري في البحرين كيف تنظرون إلى ذلك ؟
إن موقف المجتمع الدولي إزاء قضيتنا في البحرين يعتبر وصمة عار في جبين التاريخ الإنساني عندما لاذ بالصمت وتمترس وراء جدران التفرج إزاء ما يجري من انتهاك صارخ وفاضح لإنسانية الإنسان وكرامته على يد نظام آل خليفة في البحرين .
وهذا يقودنا للقناعة بأن النظام العالمي المتحكم في قضايا العالم لم يعد صالحا للإستمرار ولابد من الوصول إلى صيغة تخرج العالم من معاييره المزدوجة .
إننا في البحرين تجاوزنا الحديث عن تواطوء دولي تقوده الولايات المتحدة الإمريكية مع النظام الديكتاتوري الدموي في البحرين إلى الحديث عن الشراكة الحقيقية بل والقيادة لكل الجرائم التي ترتكب ضد شعب البحرين .
إن ثورة شعبنا في البحرين وضعت المجتمع الدولي أمام محك إدعائته بحماية الحرية والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وكشف ازدواجية المعايير لدى هذا النظام وبعبارة أن الثورة البحرينية أسقطت القناع عن هذا النظام .
إن الفرصة لازالت متاحة لإعادة الإعتبار ، مع صعوبتها ، من خلال أتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف جرائم الإبادة والتطهير العرقي والعنصري الذي تقوم به السلطة ضد شعب البحرين . واستكمال تلك الخطوات بمساعدة شعب البحرين للإحتكام إلى صناديق الإقتراع للإستفتاء على طبيعة وشكل النظام السياسي الذي يتطلع إليه .
نهاية الخبر//
http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9102110735