المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العالم كله ما عدا فرنسا في قبضة اللبنانيين.. بـ 10 دولارات شهرياً!



المهدى
12-24-2004, 07:39 AM
بعد قرار موزعي الـ«كيبل» مقاطعة القنوات الفرنسية تضامناً مع «المنار»

بيروت: ثائر عباس

منذ سنوات، قال بيار الضاهر، رئيس مجلس ادارة المؤ سسة اللبنانية للارسالLBC) ) في معرض تفاخره بريادة محطته ان المنافس الوحيد لها هو «تلفزيون الـ 10دولارات»، في اشارة الى محطات توزيع الـ«كيبل»، المنتشرة في لبنان والتي اختلط فيها الرسمي بالـ «قرصنة» وعجزت مؤسسات الدولة اللبنانية عن مكافحتها فحاولت تنظيمها.

وان كان البعض لا يوافق الضاهر رأيه، الا أن ما قد يعطي فكرة اوضح عن «نفوذ» محطات الكيبل هذه، التي تكاد تكون ظاهرة فريدة في العالم، هو حرص مسؤولي محطة (TV5) الناطقة بالفرنسية على اصدار بيان يوضح انها شركة «فرانكفونية لا فرنسية»، رداً على قرار اصحاب بعض محطات الكيبل اللبنانية وقف نقل بث المحطة الفرنسية، وذلك تضامناً مع قناة «المنار» التي أوقفت السلطات الفرنسية بثها عبر قمر شركة «يوتلسات»،.

قبل عام 1985 كان اللبنانيون ملزمين بمشاهدة قنوات التلفزيون الرسمي الثلاث (احداها فرنسية)، اما اليوم فالفضاء مفتوح لهم بأكمله بـ15 الف ليرة لبنانية (10 دولارات)، مع اختلاف في «التسعيرة» بين بيروت (20 الف ليرة) وضواحيها (15 الفاً) والمناطق الأخرى (10 آلاف ليرة). وتعطى الدولارات العشر صاحبها امتيازاً كبيراً لا يحصره بشركة معينة، فهو يحصل على اكثر من 100 محطة متنوعة تضم مختلف قنوات «اوربيت» و«شو تايم» و«ART»، وغيرها من المحطات المشفرة والمفتوحة.

وبعد ان تقاسم اصحاب هذه المحطات بقع النفوذ جغرافياً وفق اتفاقات «جنتلمان» احياناً، وبعد تدخلات من القوى النافذة احياناً اخرى، استقر الأمر على صورة ثابتة وتعرفة ثابتة، لكن غير الثابت هو عدد المحطات وتنوعها. فهذه المحطات تتوجه الى «زبائن» من اتجاهات مختلفة، ففي بعض المناطق هناك محطات تبث بالكردية واخرى بالهندية (التي يتكلمها السريلنكيون اجمالا، وهم يشكلون عدداً كبيراً من العاملة الوافدة إلى لبنان)، كما ان هناك محطات فرنسية واخرى المانية وايطالية ومجرية. أما المحطات العاملة في ضاحية بيروت الجنوبية (ذات الغالبية الشيعية) وبيروت اقنية ايرانية، كما توزع اقنية عراقية وفقاً للطلب، «"فيجتمع العالم كله امامنا بالتلفزيون»، كما يقول فراس مدير احدى محطات التوزيع، ووفقاً لبرنامج توزيع النفوذ يتلقى فراس البث من محطة كبيرة ويوزعها على مشتركيه في المنطقة كسواه من الموزعين الصغار.

ومع ازدياد المنافسة عمدت بعض المحطات الى ابتكار وسائل جديدة لاجتذاب الزبائن، فأقامت قنواتها الخاصة التي تبث الاعمال السينمائية الجديدة (المقرصنة غالباً) الى مشتركيها وتوفر عليهم الوقت والمال والذهاب الى السينما. كما تبث بعضها افلاماً مخصصة للراشدين بعد منتصف الليل. فيما تبث اخرى الاقنية الاباحية ليلاً ونهاراً، لكنها قنوات غير مفتوحة للمشاهدين الا بواسطة ما يعرف بالـ«بلحة»، وهي عبارة عن جهاز مفكك للشيفرة يباع عادة في بعض محال الأجهزة الكهربائية بنحو 10 الى 15 دولاراً.

واللافت هو أن هذه المحطات تتأثر بالقوى النافذة في محيطها، فتقدم المحطات الموجودة في الضاحية الجنوبية مثلاً قناة خاصة بالأناشيد الدينية وبعض خطب امين عام «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله، فيما تقدم اخرى قناة تابعة للمرجع الشيعي الشيخ محمد حسين فضل الله تبث ندواته وخطبه وبعض الاناشيد الدينية. أما في المناطق ذات الغالبية المسيحية فالأمور اكثر «راحة» للموزعين الذين لم يلتزموا مثلاً بقرار مقاطعة .

(TV5) ويعود فراس ليقول انه يستحصل على القنوات بطريقة شرعية من الشركات الام عبر بطاقات اشتراك، مشيراً الى ان بعض الشركات تلزمه بدفع اكثر من اشتراك للقناة الواحدة نظير «غض النظر». معتبراً ان عمله شرعي 100% وأن وزارة المال اجرت احصاءات تمهيداً لفرض ضريبة على هذا القطاع، على الرغم من اعتراض بعض شركات التلفزيون المتضررة. وكانت «اوربيت» قدمت عروضاً مغرية للبنانيين للاشتراك «المباشر» قارب الـ 10 دولارات، لكنه لم يقدم لهم عددا مغريا من الاقنية. اما «اي ار تي» و«شو تايم» فقد لزمتا لشركة لبنانية حق توزيع محطاتهما بمبلغ 15 دولارا، لكن مرة اخرى كان عدد الاقنية غير مغر بشكل كاف، خصوصاً ان الشركة تقدم اشتراكاً لكل تلفزيون.. وفي المنازل اللبنانية اكثر من واحد.