المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرجع الكويتي علي صالح: كان يجب أخذ رأي أهل الذكر في قانون «تغليظ عقوبة المسيء للذات الإلهية»



yasmeen
05-07-2012, 12:08 AM
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2012/5/200764_o.png


مجالس العلماء غنية بشتى أنواع الثقافات


2012/05/06 م

مجلس الأمة فقد مكانته في المجتمع ويؤذينا ما نراه من إسفاف وتنابز بالألقاب

الكويت زاخرة بالمنابر منذ القدم

الرسول الأكرم والإمام علي كانا يمشيان في الأسواق ويجالسان الباعة ويجتمعان في الدواوين


لقاء عباس دشتي:

اكد المرجع الديني الكويتي الشيخ علي صالح ان رجل الدين هو صمام الامان في المجتمع، وان مجالس العلماء ثرية بكافة الثقافات والموارد الانسانية، اضافة الى مجالس حكام الكويت التي كانت عبارة عن مجلس تحاوري في كافة القضايا، وان دواوين الكويت كانت ومازالت مشهورة في المنطقة لاحتوائها على مجاميع ثقافية.

وابدى استياءه مما وصفه من بانحراف مجلس الأمة عن المبدأ والمسار الذي يجب ان يكون فيه.
وانتقد في حديثه لـ «الوطن» التصويت على قانون العقوبة لمن يتعدى على الذات الألهية والرسول وزوجاته والصحابة، مضيفاً انه كان يجب اخذ رأي اهل الذكر وفيما يلي تفاصيل الحديث:
< مجالس العلماء معروفة، ولكن نرى مجلسكم في الهواء الطلق فما هو الهدف؟

- مجالس العلماء معروفة من ايام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان يجلس فيما بين القوم لا يعرفه احد الا عن طريق صوته، وكان الوصول الى العلماء سهلا لعدم وجود حواجز، والمعروف ان رجل الدين هو صمام الامان في المجتمع، فالناس يرجعون اليه في المسائل

الشرعية وكذلك الاجتماعية، وفي السابق كانت المجالس أكثر، فكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يذهب الى معاطن الابل مع ان (قريش) استشكلوا عليه بذهابه الى مجالس العوام وهم من كبار القوم، كما كان امير المؤمنين الامام علي عليه السلام يلف السوق ويجلس لدى يتيم التمار وينصح الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وكان يقول لا تبخسوا الناس اشياءهم وزنوا

بالقسطاس وغيرها، كما كان الخليفة الثاني يمر الاسواق ويشارك الناس، فهذه الجلسة نعقدها خلال هذه الفترة وفي هذه الاجواء فبلدة طيبة ورب غفور، وهي ليست غريبة وكانت البيوت الكويتية السابقة جميعها فيها مجالس «بالدجات» اي اماكن الجلوس عند باب المنزل بالخارج وكذلك كانت هناك دواوين لحكام الكويت وهم يجلسون لمناقشة شتى الامور في منطقة الصفاة وغيرها، وكان المواطنون يرون هذه المجالس ويشاركون فيها.

ومن هنا نقول ان رجل الدين يجب ان يكون بين الناس، فهذه المجالس فيها مفاهيم تتبلور ثقافيا واجتماعيا اضافة الى النصائح والارشادات وحل الكثير من المشاكل الاجتماعية قبل وصولها الى المحاكم، كما يتم مناقشة شتى المواضيع حيث ان المجلس يضم مجموعة من شتى التخصصات.
والمشهور في دواوين الكويت بانها على مستوى من الثقافة لوجود مجاميع ثقافية تتطرق الى مواضيع مختلفة كل حسب اختصاصه، وعليه فالكل يستفيد من المنبع الاصلي ويصبح لدى افراد المجلس التوعية، كما يقول الشاعر:

من لم يعِ التاريخ في سره
لم يعرف حلو العيش من مره
ومن وعى أخبار ما قد مضى
اضاف اعماراً إلى عمره

كما ان هذه المجالس تدر بالفائدة على الشباب من هذا الجيل للاستفادة من الرعيل الاول بالمفاهيم الثقافية المختلفة ومن هنا يتم تثقيف المجتمع عبر هذه الدواوين والمجالس.

مجالسنا ومجلس الأمة

< ما الفرق بين هذه المجالس ومجلس الأمة؟

- للاسف الشديد ان مجلس الامة بدأ بالانحراف عن المبدأ والهدف الذي من اجله انشئ، فالبرلمان يصدر الحرية من ابداء الرأي والديموقراطية، ولكن رأينا في الاونة الاخيرة ممارسات لم نعهدها في المجالس السابقة التي اعطت الصورة الحضارية والديموقراطية للكويت، بعكس ما نشاهده اليوم من الاسفاف والتنابز بالالقاب.

والمعروف ان مجلس الامة او البرلمان هو مكمل للاداء الحكومي والعكس ولكن كما قال الشاعر:

متى يكمل البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

مجالس شاملة

< انت كرجل دين ومرجع.. فهل الديوانية ومجلسكم هذا مقتصران على المسائل الدينية فقط؟
- الديوانية عبارة عن مجالس شاملة في شتى انواع الثقافة حيث ان كل متخصص يدلي بدلوه في المناقشات العامة، ويكون رجل الدين بمثابة احد هؤلاء المشاركين والاعتماد عليه في الاحكام الشرعية والرد على بعض الاسئلة.

مرحلة الاحباط

< هل لديكم تعقيب على الوضع السياسي في الكويت؟
- للاسف الشديد وصلنا الى مرحلة لا يمكن للانسان الكويتي تصديقه مما يحدث في مجلس الامة لقول:

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وان كنت تدري فالمصيبة اعظم

فالوضع الحالي شبه احباط، فالمجلس الذي نشبهه بالجسد كما في الحديث النبوي الشريف «المسلمون كالجسد اذا اشتكى اي عضو تداعت له بقية الاعضاء» فكيف بالمجلس الذي حتى يومنا هذا لم يصل لمستوى طموح المواطنين، ونعلم جليا بان مجلس الامة يضم النخبة من أهل الكويت، مستوى جيد من العلم والثقافة، ولكن مجلسنا هذا أصبح عكس التوقعات لدرجة أن أحد السياسيين في دول المنطقة قال هل أنتم على استعداد لأن يكون لديكم برلمان كالبرلمان الكويتي «طبعا يستهزئ» والمعروف أن البرلمان هو صمام الأمان والشعب صمام أمان للحكم، ولكن هناك تعسف في استخدام حق العضو بهذا المجلس، وهذا المجلس لم يعتمد على النواحي الإيجابية والرقي والتقدم وهذا المجلس ينطبق عليه قول الشاعر:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة لهم إذا جُهالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد

فإن استمر المجلس على هذا المنوال يمكننا تطبيق قول شاعر آخر:

أرى خلف الرماد وميض نار
يوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تذكو
وإن الحرب أولها كلام

فهل يعقل أن يكون لدينا مجلس كل شهر أو شهرين وحكومة كذلك، فكيف يمكن للوزير أن يطبق ويفعل برنامج وزارته، طبعا هذه الأمور أدت إلى الإحباط لدى الشعب الكويتي وأصبح حديث الدواوين، وأقول إنه ليست ديموقراطية بل إنها «فوضى خلاقة».

قانون غير شرعي

< أقر مجلس الأمة قانون تغليظ العقوبة على من يتعدى على الذات الإلهية بالرسول والصحابة وزوجات الرسول، فما رأيك بهذه العقوبة؟

- أقول كمرجع ديني إنه يجب الاستتابة، ونقول {خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين} سواء على السنة أو الشيعة أولئك الذين يتعرضون لزوجات الرسول أو الأئمة، حتى ذلك الشخص الذي تعرض لأئمة الشيعة فيجب قبول الاعتذار وقبول محمل أخيك المؤمن على سبعين محمل، وقال تعالى مخاطبا الرسول الأكرم {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ولم يأت الإسلام من أجل القتل والإعدام، فالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عفا عن قاتل عمه حمزة سيد الشهداء، ثم عفا عن قريش بكل ما جاءوا من أعمال ومصائب فقال لهم اذهبوا أنتم الطلقاء، لذا نقول {ولكم في

رسول الله أسوة حسنة}، فهناك كتب من الطرفين فيها العقوبة على التعدي على الذات الإلهية والرسول وما شابه، ولكن هناك استتابة لمن زل لسانه أو الجاهل أو السفيه، ولا يمكن لإنسان مسلم ينحدر لهذا المستوى بالطعن بالذات الإلهية والرسول، وأقول إننا أي الشيعة الإمامية، لا نجيز الطعن بالصحابة أو اللمز بهم وحتى زوجات النبي، ولقد أصدرنا فتوى في السابق بأنه لا يجوز، فعلينا عدم خلط الجهلاء والسفهاء من الطرفين.
وهنا أذكر القراء ما دار بين النبي والإمام علي في يوم الفتح حيث قيل في البداية اليوم يوم الملحمة واليوم تسبى الحرمة، فقال النبي لعلي غير الشعار «اليوم يوم المرحمة واليوم تحفظ الحرمة».
ولم يأت الإسلام من أجل القتل والقصاص بل هو دين تسامح وهؤلاء أبناؤنا وعلينا أن ننظر إليهم نظرة الأب إلى الأبناء.
ولكن الأسلوب الذي اتبع باعتماد القانون بعيد عن الشرعية، فيجب أن يسأل أهل الذكر، لأن القصاص بحاجة إلى فتوى والفتوى لها رجال دين، مع أن رجال دين سنة وشيعة أشاروا إلى الاستتابة.


==========

آراء من المجلس

اكد حسين كمال احد الحاضرين ان هذا المجلس من المجالس المشهورة في الكويت، مضيفا والمعروف ان الدواوين الكويتية انشئت مع نشأة دولة الكويت واعتبرت من التراث الكويتي ولعبت دورا كبيرا في تقدم ورقي الكويت بل في توحيد الصف ولمّ الشمل ولها دور بارز في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، اضافة الى ان هذه الدواوين كانت تقوم بحل المشاكل الاجتماعية والمادية، ولا ننسى ان تشكيل مجلس الامة واللجان البرلمانية وكذلك اجتماعات النواب تتم في الدواوين، ولعبت الديوانية دورا اجتماعيا كبيرا في تاريخ الكويت.
وتابع واستطاع المرجع الديني الكويتي سماحة الشيخ علي صالح انشاء هذه الديوانية منذ الثمانينات مضيفا انه يحب هذا التجمع وسماع الآراء من قبل الرواد اضافة الى تطبيع العادات والتقاليد الكويتية الاصيلة، ومن هذا المنطلق نرى ان سماحة الشيخ يحب التواصل وتوارث الابناء من هذا التراث ومن هذا المنبر مع العلم بان الكويت مليئة بالمنابر منذ القدم، لارتفاع سقف الحرية والنهج الديموقراطي، والحمد لله ان حرية ابداء الرأي موجودة بهذه المجالس ولم نسمع يوما من الايام وقوف الحكومة ضد هذه المجالس او المنابر، لانها ترحب بالنقد ونرى ان ابناء الاسرة الحاكمة والحكومة على اتصال مع المجالس وزيارتها.

مجلس أمة مصغر

من جهته اشار فاضل صالح الى ان المجلس بوجود الشيخ علي صالح غني بكافة الموارد الانسانية من ثقافية واخلاقية ودينية وسياسية واجتماعية، مضيفا ان رواد الديوانية يتناقشون في شتى المواضيع اضافة الى رد سماحة الشيخ علي صالح على الاستفسارات الدينية ومناقشتها علنا.
وتابع: ويمكن القول إن الديوانية مجلس متكامل ويتطرق الرواد الى كافة القضايا ومن البدهي ان يكون لدينا انتقاد حول ما يدور في الساحة من قضايا سياسية وبرلمانية اي ان الجميع يقومون بادلاء آرائهم، ويمكن القول ان الدواوين عبارة عن مجلس امة مصغر.

ديوان فريد

بدوره اوضح محمد ناصر الصالح ان مناقشة الامور الدينوية والدينية والاجتماعية والسياسية ومناقشة الاحداث التي تطرأ على الساحة تتم في الديوانية، ونطرح الآراء المناسبة ويتم توصيلها للسلطات العليا.

وواصل: اعتقد ان هذه الديوانية فريدة من نوعها في الكويت لاحتوائها على العديد من ذوي الاختصاص من شرائح المجتمع اضافة الى وجود المرجع الديني الذي يتفضل علينا ببعض الارشادات والنصائح وكذلك التطرق الى بعض المسائل الشرعية.