قمبيز
05-06-2012, 04:44 PM
جعفر رجب - الراي
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/05/06/4217899c-a822-4aa1-8781-253a5025b2da_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/05/06/4217899c-a822-4aa1-8781-253a5025b2da.jpg)
تفرق دم قانون اعدام المسيء والطاعن في المقدسات بين قبائل النواب والوزراء، وكل يزايد على الاخر في سوق حراج القانون، النواب يعدمون، والوزراء بقيادة معالي وزير العدل يشترون الحبال ويجهزون المشنقة، للطاعنين، ولمدعي النبوة في الكويت الذين يقدرون بالآلاف!
قالوا الاسلام يعني التسليم، والداخل الى الاسلام هو مسلم، يبدأ يومه بالسلام على اصحابه، وينهي صلاته بالسلام... فهو دين سلام في اسمه ورسمه، ومع ذلك فجأة اكتشفنا ان نوابنا وحكومتنا، يريدون دينا ملطخا بالدماء والقتل والسحل، دينا يملئ المقابر لا المساجد، دينا يسجد الناس فيها خوفا من السياف لا شكرا لله!
قالوا لنا الاسلام يحث على الخلاف، واختلاف امة الرسول رحمة، واكتشفنا بان نوابنا وحكومتنا، اي اختلاف عندهم تتبعها مجزرة جماعية للمخالف لهم، تحت بند الطعن والإساءة للمقدسات، مجزرة باسم نبي الرحمة، وحرق للبلد وللقانون باسم الحفاظ على المقدسات، وكانت المقدسات منتهكة قبل ان تشرفنا الحكومة الرشيدة!
لا احد يزايد على احد في الانتماء للاسلام، او التقدير والتقديس للرسول والقرآن ، فكل فرقة، ومذهب، وطائفة، وطريقة دينية... تدعي انها الاقرب الى الله، والاصوب في اتباع رسالته، والاكثر التزاما بقرآنه، والادق معرفة باحكام الدين... ومع ذلك لم نسمع بفتاوى القتل والاعدامات لمن يخالف في العقيدة والشرع الا منذ شذ عن اجماع العلماء، فما كان يوما علماء الامة جزارين، ولا كانوا دعاة قتل وحرب!
هل يستطيع اي نائب او وزير ان يكشف لنا عن المقدسات التي يؤمن بها؟ لنبدأ بالتوحيد، والايمان بالله، من يظن ان المسلمين اتفقوا على التوحيد واهم، نعم آمنوا بإله واحد، وان العبادة له وحده، ولكنهم اختلفوا اختلاف المشرق من المغرب، في صفات الله، ثم في افعاله وارادته، ثم في نظرة المسلم لعدالته... تفاصيل كثيرة وخلافات عميقة بين شرائح المسلمين كل يدعي بأن الفرقة الاخرى بمعتقدها تسيء للتوحيد... ماذا نفعل؟ هل نقتل من نظن بأن عقيدته مسيئة للتوحيد!
القرآن ، أليس هو الكتاب الذي يتفق عليه المسلمون؟ الاجابة نعم ولا، اتفقوا على انه كلام الله، ولكنهم تقاتلوا لمئتي عام حول السؤال «هل القرآن قديم ام مخلوق»؟ وركب الغوغاء مركب الدين في قتل المخالفين، وما قصة الامام احمد بن حنبل وسجنه وتعذيبه بتهمة الطعن بالقرآن والمقدسات لانه خالف المذهب الرسمي للدولة، الا مثال واضح على استغلال الدين في السياسية، فهل تريدون ان تعيدوا التاريخ وتسجنوا وتعدموا ألف احمد بن حنبل فقط لانه يخالفكم، وتظنونه يطعن في المقدسات!
الرسول الكريم، هو النبي الذي اتفق المسلمون على انه نبي الاسلام، ومع ذلك لم يتفقوا يوما على سيرته واقواله وصفاته وصحابته وزوجاته وحتى يوم ميلاده، فهل نقتل بعضنا بسبب اختلاف نظرتنا ورؤيتنا للرسول!
هل تريدون ان يرفع السلفي قضية على الصوفي، والصوفي على الشيعي، والشيعي على الخارجي، والخارجي على العلوي، والعلوي على الدرزي، والدرزي على الاسماعيلي... لانه كل يرى ان الاخر يسيء ويطعن بالمقدسات الاسلامية من وجهة نظره!
ثم تعالوا يا حكومة ومجلس، ما الحكمة في ان المسلم الطاعن يعدم، وغير المسلم يسجن عشر سنوات؟! هل الغيرة على الدين والرسول وعرضه تخف وتنزل درجة اذا كان الطاعن غير مسلم؟ وهل هذا القانون تطبيق لاي رحماء بينهم واشداء على الكافرين!!
وتعالوا يا حكومة ويا مجلس، كم عدد الذين ادعوا النبوة في الكويت منذ نشأة هذا الكيان حتى الآن، حتى تتفتق عقليتكم الجبارة باعدام مدعي النبوة، ماذا ستفعلون؟ هل ستذهبون الى الطب النفسي وتعدمون المتوهمين والمصابين بالانفصام وتعدمونهم لادعاءات بعضهم بالنبوة!
وتعالوا يا حكومة ومجلس، ممن يحمل قبل اسمه «دال» العلم، منذ متى كان نائب كل امكانياته انه كان «امين مخزن»-مع احترامنا لهم-قادرا على التشريع، وسن القوانين، حتى تسيروا خلفه كالدهماء!
اخترنا بأيدينا من يحفر قبر المجلس والحياة الدستورية بيده، لقد ارسل النواب رسالة واضحة للدول الصديقة، التي يراهن البعض على ضغوطها لاستمرارية الحياة البرلمانية الدستورية، رسالة جوابها سيكون التصفيق من الاصدقاء، بمجرد ان تنشر الوكالات خبر الحل!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com (JJaaffar@hotmail.com)
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/05/06/4217899c-a822-4aa1-8781-253a5025b2da_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/05/06/4217899c-a822-4aa1-8781-253a5025b2da.jpg)
تفرق دم قانون اعدام المسيء والطاعن في المقدسات بين قبائل النواب والوزراء، وكل يزايد على الاخر في سوق حراج القانون، النواب يعدمون، والوزراء بقيادة معالي وزير العدل يشترون الحبال ويجهزون المشنقة، للطاعنين، ولمدعي النبوة في الكويت الذين يقدرون بالآلاف!
قالوا الاسلام يعني التسليم، والداخل الى الاسلام هو مسلم، يبدأ يومه بالسلام على اصحابه، وينهي صلاته بالسلام... فهو دين سلام في اسمه ورسمه، ومع ذلك فجأة اكتشفنا ان نوابنا وحكومتنا، يريدون دينا ملطخا بالدماء والقتل والسحل، دينا يملئ المقابر لا المساجد، دينا يسجد الناس فيها خوفا من السياف لا شكرا لله!
قالوا لنا الاسلام يحث على الخلاف، واختلاف امة الرسول رحمة، واكتشفنا بان نوابنا وحكومتنا، اي اختلاف عندهم تتبعها مجزرة جماعية للمخالف لهم، تحت بند الطعن والإساءة للمقدسات، مجزرة باسم نبي الرحمة، وحرق للبلد وللقانون باسم الحفاظ على المقدسات، وكانت المقدسات منتهكة قبل ان تشرفنا الحكومة الرشيدة!
لا احد يزايد على احد في الانتماء للاسلام، او التقدير والتقديس للرسول والقرآن ، فكل فرقة، ومذهب، وطائفة، وطريقة دينية... تدعي انها الاقرب الى الله، والاصوب في اتباع رسالته، والاكثر التزاما بقرآنه، والادق معرفة باحكام الدين... ومع ذلك لم نسمع بفتاوى القتل والاعدامات لمن يخالف في العقيدة والشرع الا منذ شذ عن اجماع العلماء، فما كان يوما علماء الامة جزارين، ولا كانوا دعاة قتل وحرب!
هل يستطيع اي نائب او وزير ان يكشف لنا عن المقدسات التي يؤمن بها؟ لنبدأ بالتوحيد، والايمان بالله، من يظن ان المسلمين اتفقوا على التوحيد واهم، نعم آمنوا بإله واحد، وان العبادة له وحده، ولكنهم اختلفوا اختلاف المشرق من المغرب، في صفات الله، ثم في افعاله وارادته، ثم في نظرة المسلم لعدالته... تفاصيل كثيرة وخلافات عميقة بين شرائح المسلمين كل يدعي بأن الفرقة الاخرى بمعتقدها تسيء للتوحيد... ماذا نفعل؟ هل نقتل من نظن بأن عقيدته مسيئة للتوحيد!
القرآن ، أليس هو الكتاب الذي يتفق عليه المسلمون؟ الاجابة نعم ولا، اتفقوا على انه كلام الله، ولكنهم تقاتلوا لمئتي عام حول السؤال «هل القرآن قديم ام مخلوق»؟ وركب الغوغاء مركب الدين في قتل المخالفين، وما قصة الامام احمد بن حنبل وسجنه وتعذيبه بتهمة الطعن بالقرآن والمقدسات لانه خالف المذهب الرسمي للدولة، الا مثال واضح على استغلال الدين في السياسية، فهل تريدون ان تعيدوا التاريخ وتسجنوا وتعدموا ألف احمد بن حنبل فقط لانه يخالفكم، وتظنونه يطعن في المقدسات!
الرسول الكريم، هو النبي الذي اتفق المسلمون على انه نبي الاسلام، ومع ذلك لم يتفقوا يوما على سيرته واقواله وصفاته وصحابته وزوجاته وحتى يوم ميلاده، فهل نقتل بعضنا بسبب اختلاف نظرتنا ورؤيتنا للرسول!
هل تريدون ان يرفع السلفي قضية على الصوفي، والصوفي على الشيعي، والشيعي على الخارجي، والخارجي على العلوي، والعلوي على الدرزي، والدرزي على الاسماعيلي... لانه كل يرى ان الاخر يسيء ويطعن بالمقدسات الاسلامية من وجهة نظره!
ثم تعالوا يا حكومة ومجلس، ما الحكمة في ان المسلم الطاعن يعدم، وغير المسلم يسجن عشر سنوات؟! هل الغيرة على الدين والرسول وعرضه تخف وتنزل درجة اذا كان الطاعن غير مسلم؟ وهل هذا القانون تطبيق لاي رحماء بينهم واشداء على الكافرين!!
وتعالوا يا حكومة ويا مجلس، كم عدد الذين ادعوا النبوة في الكويت منذ نشأة هذا الكيان حتى الآن، حتى تتفتق عقليتكم الجبارة باعدام مدعي النبوة، ماذا ستفعلون؟ هل ستذهبون الى الطب النفسي وتعدمون المتوهمين والمصابين بالانفصام وتعدمونهم لادعاءات بعضهم بالنبوة!
وتعالوا يا حكومة ومجلس، ممن يحمل قبل اسمه «دال» العلم، منذ متى كان نائب كل امكانياته انه كان «امين مخزن»-مع احترامنا لهم-قادرا على التشريع، وسن القوانين، حتى تسيروا خلفه كالدهماء!
اخترنا بأيدينا من يحفر قبر المجلس والحياة الدستورية بيده، لقد ارسل النواب رسالة واضحة للدول الصديقة، التي يراهن البعض على ضغوطها لاستمرارية الحياة البرلمانية الدستورية، رسالة جوابها سيكون التصفيق من الاصدقاء، بمجرد ان تنشر الوكالات خبر الحل!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com (JJaaffar@hotmail.com)