ريما
05-02-2012, 06:35 AM
أكد أن أعضاء تكتل الأكثرية هم "المستفيد الأول" من حريق رحية
02/05/2012
http://www.al-seyassah.com/Portals/0/2012MAY/02/02-P12-I15636..gif
الفضل متحدثاً إلى الزميل بسام القصاص
"المستقبل" جريدة إسفاف وتلميع لشخصية لا يمكن تلميعها أنشأها صاحبها ليشفي غليله من أسرته
علاقتي بناصر الصباح أكبر من هراء الأوسمة والنياشين وخلافي معه سياسي لا شأن له بوقفها
لا أحد في المعارضة يستطيع انتقاد ناصر الصباح لأنه قادر على فضحهم جميعاً
الناس تقرنني بالجويهل "رومانسياً" لأننا ننزل لمن يقعد في الطين فنضربه
اللجان التي تحقق مع ناصر المحمد مكونة من أعدائه الذين يقومون بدوري الخصم والحكم!
أؤيد إشهار الأحزاب مع بقاء النظام بشكله الحالي ودون أي تغيير للدستور
السعدون أول من نادى بشعار "إلا الدستور" ورغم ذلك وقّع على تعديل المادة الثانية
الربيع العربي مُدبّر وتداعياته على مصر مصيبة تحتاج 40 سنة لعلاج آثارها
إخوان الكويت وبنك الروضة وقطر مولوا "الجماعة" لتحريك الربيع العربي
إذا سقط النظام في سورية في أيدي الإخوان ستتساقط كل دول الخليج تباعاً
لو فاز الإخوان برئاسة مصر فسيهدمون كل شيء حتى أبوالهول وسينتهي البلد إلى الأبد
أقول للبراك: تاريخك كله هو جلب الناس إلى البرلمان للإساءة إليهم والاحتماء بالحصانة
إذا كان هناك من يخطط للانقلاب على الحكم في الكويت فهم جماعة الإخوان بنسبة 90
%
"الإيداعات" مجرد كلام فارغ وفرقعات في الهواء ولم يستطع المدعون إثبات شيء
لو تمّ التحقيق في "الإيداعات" منذ 2006 فسيكون "مسلم" من المتهمين المتورطين فيها
حوار - بسام القصاص:
تعج الساحة السياسية في الكويت بالأحداث المتلاحقة وتمتلئ بالتحليلات والآراء, و"السياسة" في هذا الحوار تقترب من رجل لا يترك في الساحة مجالا إلا وتجد له رأي ووجهة نظر, اتفقت معه أو اختلفت فإنك تجد نفسك لا تملك سوى الاستماع إليه بكل هدوء, فلا يلقي برأيه إلا بخلفية ثقافية عميقة وتلمح في كلماته اطلاعاً واسعاً وعمقاً في الرؤية.
واجه في حياته السياسية الكثير من المصاعب والمشكلات واقتحم عالم الكتابة الصحافية من أوسع أبوابها بما يملكه من ملكة التعبير عن الرأي بدقة يُحسد عليها.
يرى أن الذين يقحمون الدين في العملية السياسية أصحاب مصالح شخصية ولا ينظرون إلى مصالح أوطانهم. يسعى إلى تطهير مجلس الأمة من أصحاب الممارسات السياسية الخاطئة ولا يهمه كثيرا أن يكون مثلا للأغلبية, يرى أن السكوت على أصحاب الخلافات من داخل الأسرة الحاكمة خطر على الدولة وعلى المجتمع الكويتي, نواب الأغلبية -في نظره- هم قطيع يخشون مخالفة أسيادهم حتى لا يُطردوا من حمى الأغلبية. إنه النائب نبيل الفضل الذي كان لنا معه هذا الحوار:
يقولون إن أداءك عن مجلس الأمة أهدأ بكثير منه قبل دخولك إلى المجلس.. ما تعليقك?
هذا أمر طبيعي, فقبل المجلس أنا كاتب ومرشح لعضوية مجلس الأمة, ومن الطبيعي أن أكون أكثر هدوءا في المجلس, أما المنهج نفسه فلا يتغير, ما يتغير فقط الآليات, ومن الوارد جدا أن أرجع لطريقتي نفسها قبل المجلس إذا لم يكن الأداء الحكومي مقنعاً.
أنت من أوائل من كشفوا عن وجود خلافات داخل الأسرة.. هل لديك تصور لحل هذه الخلافات?
الحقيقة أول من تحدث عن الخلافات داخل الأسرة كان محمد الصقر, لكنه لم يسمِّ الأسماء, أما أنا فأردت أن أضع النقاط على الحروف وقد كان بالفعل, وقد سميت الأشخاص بأسمائهم.
وكان السكوت عنهم خطأ كبيراً, لأنها تتسبب في خلافات سياسية, والأحداث أثبتت صحة كلامي, وكلام محمد الصقر ولم نتجنيا على أحد والحمد لله. والخلاف داخل الأسرة مثله مثل جميع الأسر له امتداد تاريخي, فقد كان هناك خلاف بين المرحوم جابر العلي وأطراف في الحكم, وكذلك بين سالم الصباح وأطراف أخرى داخل الحكم.
ولم تكن أطراف الصراع قديما يستخدمون الأدوات الحالية من ناشطين سياسيين ونواب وكتاب, وهي أدوات أضفت على الصراع شكلا جديدا. والمشكلة من وجهة نظري أن هذه الأحداث أصبحت تنعكس على الشارع الكويتي ولم تعد مجرد خلافات أسرية, فالبعض جند أمواله لكسب الصراع وأقسم على إسقاط اشخاص بأعينهم, وللأسف هذه ليست تصرفات أبناء حكم, والقائمون على الحكم على خطأ شديد في السكوت والمداراة عن هذه الحالات.
والتاريخ يؤكد أن الحلول الجراحية كثيرا ما تكون هي الحلول الواجبة, ومسؤولية ابن الأسرة الحاكمة هي مسؤولية عظيمة وأكبر من مسؤولية كاتب أو ناقد, وللأسف الشديد هناك من أبناء الأسرة من ينظر إلى حقوقه أكثر من أن ينظر إلى الواجبات الواقعة عليه. والشيخ عبد الله السالم ليس منا ببعيد حين أبعد عمه الشيخ عبد الله المبارك - وكان الأقرب للحكم وهو ابن مبارك الكبير - عن الحكم. ولم يخرج الشيخ عبد الله مبارك يوما بتصريح ضد الأسرة أو ضد نظام الحكم في بلده رغم أنه كان يستطيع ذلك. وهذا هو الفرق بين الماضي والحاضر فنحن الآن نرى التصريحات هنا وهناك من أبناء الأسرة والسكوت عليهم خطأ كبير لأنهم يتسببون في إضعاف الحكم مما قد يوصلنا لمرحلة الانهيار.
صحف وشيوخ
هاجمت الصحف الجديدة في بدايتها وقمت بانتقادها لأن بعض أصحابها شيوخ وأنت تعمل في جريدة صاحبها شيخ.. ما تعليقك?
أنا لا أنتقد أي جريدة لأن صاحبها شيخ أنا أنتقد نظرا للمواقف التي تتخذها هذه الجرائد أو لأن سياستها التحريرية لا تقنعني, أنا أنتقدت مثلا "الجريدة" ليس لأن صاحبها شيخ فصاحبها هو محمد الصقر, لكنني لا يعجبني رئيس تحريرها, وكذلك "المستقبل" انتقدتها لموقفها من الحكم وليس لأن صاحبها شيخ, فهي جريدة قد أنشأها صاحبها ليشفي غليله من أسرته ليس أكثر وهي جريدة إسفاف وتلميع لشخصية لا يمكن تلميعها.
على ذكر الجرائد الجديدة.. ما رأيك في التوسع الحاصل في إصدار الجرائد وكذلك الفضائيات?
على مستوى المبدأ أنا مع حرية التعبير, ولكن كحال أي مبدأ آخر هناك من يأتي ليستغله استغلالا سيئا لمصلحته الخاصة, ولذلك أرى أن هذا التوسع الواقع عندنا في الكويت أمر سيئ, فكل من يملك المال الآن يستطيع امتلاك جريدة أو فضائية ليس من باب حرية التعبير بل من أجل امتلاك المال فقط, فهناك من يبيع مواقف معينة من أجل كسب المال عن طريق هذه الجرائد.
للاسف يتم استغلال المبادئ المحترمة دائما من قبل أناس سيئين, وهذا يحدث في أي مجال سواء صحافة أو غيرها.
ماذا تقول فيما يتردد أنك بنيت مواقفك السياسية بناء على قضية إلغاء الأوسمة والنياشين كما يقال?
الحقيقة هذه القضية لم تكن تستحق كل هذا الاهتمام ولا تقدم ولا تؤخر بالنسبة لي, وليست هي سبب الخلاف بيني وبين الشيخ ناصر صباح الأحمد كما ادعى البعض وضخم في القضية أكثر مما تستحق. وعلاقتي مع الشيخ ناصر أكبر من هراء الأوسمة والنياشين, وأنا خلافي معه هو خلاف سياسي ومواقف سياسية لا أكثر. وكتاباتي موجودة من قبل مجيء ناصر وزيرا للديوان الأميري أو إيقافه للأوسمة, والحمد لله أثبتت الأيام أنني على حق كما أثبتت أن ناصر الصباح كان يمول المعارضة. وبالتالي لم يتوجه واحد من المعارضة بسؤال لماذا لم يدوام ناصر الصباح وهو وزير في مكتبه لمدة ثلاث أو أربع سنوات!! كانوا فقط يبحثون خلف الحكومة عن كل شيء لكن لا يستطيعون أن يوجهوا أي انتقاد لأداء ناصر الصباح. لأنهم يعلمون أنه قادر على فضحهم جميعا.
"ثنائي مع الجويهل"
هل شكلت ثنائياً مع محمد الجويهل في الانتخابات?
لم يحدث أبداً, الناس فقط تربط -رومانسيا - بيني وبين الجويهل لأننا دائما ما ننزل الى مستوى من يهاجمنا ونرد عليه بقوة أي أن "من يقعد في الطين ويشتمنا ننزل له في الطين ونضربه", أما الآخرون فيقولون لا ننزل لهذا المستوى لنرد على أحد. الجويهل صاحب قضية لا يستطيع أحد أن يتكلم عنها أو يتبناها كما يتكلم هو عنها ويتبناها.
ما القضية التي تحتل المرتبة الأولى في اهتماماتك?
أنا أريد تطهير المجلس من الداخل, أنا عندما بحثت في الدستور وجدته لا يتكون فقط من 183 مادة, الدستور تدور في فلكه أشياء أخرى كثيرة منها, المذكرة التفسيرية واللائحة الداخلية ومضابط لجنة صياغة الدستور ومضابط المجلس التأسيسي, كل هذه الأمور داخلة في الدستور.
عندما بحثت في هذه المسائل لم أجد أي تصنيف للفساد أو ذكر للفساد إلا الفساد النيابي, لأنك عندما تريد البحث عن الحديث الذي دار بين أعضاء لجنة التأسيس والخبير الدستوري عثمان خليل عثمان سألوه عن المادة 115 وهي المادة الوحيدة التي تتحدث عن إنشاء لجنة وهي لجنة العرائض والشكاوى, عندما تقرأ الحديث عنها تجد التالي : "لا يجوز لعضو مجلس الأمة أن يتدخل في صلاحيات السلطة التنفيذية والسلطة القضائية".
بكل وضوح.. عندما وجه المرحوم العم أحمد خالد الفوزان سؤالاً لعثمان العثمان عن المقصود من هذا الكلام فقال: المقصود هو سد الباب الذي أفسد كثيرا من الحياة النيابية في كثير من الدول وهو أن يتحول عضو مجلس الأمة إلى وسيط مباشر لدى الوزارات والمصالح ويأخذ ذوي الحاجات ويذهب بهم إلى الوزارات ويمارس ضغوطه عليهم. وهذا الكلام موضوع من خمسين سنة ومن خمسين سنة ايضا أعضاء مجلس الأمة لا هم لهم سوى الذهاب إلى الوزارات. وهذه هي الظواهر التي أحاربها, فتنظيف مجلس الأمة أهم وأسبق وأولى من تنظيف الحكومة.
وجودكم كأقلية في المجلس ألا يعيق تحقيق أهدافكم?
أنا لا أبحث عن تحقيق شيء شخصي, أنا أريد أن أضع معايير جديدة, أن أبذر في العملية الانتخابية عمليات إصلاحية, ولا أتوقع تحقيقها في وقتي لكن أنا اضع بذرتها ومن يأت بعدي يحصد الزرع ليست هناك مشكلة, لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
أول يوم في مجلس الأمة اقترح البعض عمل لجان تحقيق, هذا أمر مقبول وفور التصويت بقبول عمل هذه اللجان وجدنا اللجان جاهزة بأعضائها, فاللجان التي ستحقق مع ناصر المحمد مكونة من أعداء ناصر المحمد, وليس هناك بلد في العالم يقبل بأن يكون القاضي في الأمور هو الخصم والحكم, عندما حدث ذلك وقفت في المجلس وقلت لهم هذه اللجان تفتقد للنزاهة, يجب أن تكون هناك حيادية فكيف تتحقق هذه الحيادية وانت الخصم والحكم?! وللأسف تمت الموافقة عليها بصوت الأغلبية. أعطيك مثالا آخر:
فيصل المسلم يرأس لجنة "التحويلات" ويحقق فيها منذ فبراير 2006 أي منذ تولي ناصر المحمد رئاسة الوزراء, مسلم البراك تبنى قضية الإيداعات ويحقق فيها من سنتين فقط, لماذا لم يتم التحقيق فيها من 2006 كذلك? فالمتهم هو الشخص نفسه والتهمة هي ذاتها الموجهة إليه, لأنني أعتقد أنه لو تم التحقيق في الإيداعات من 2006 فسوف يكون مسلم البراك من المتورطين والمتهمين بها.
والأغلبية داخل المجلس أكثر من ثلاثة أرباعهم قرارهم ليس بيدهم بل بيد مسلم البراك والدليل على ذلك المدينة الطبية التي انتقدها الكثير من الأغلبية وعند التصويت صوتوا جميعا بالموافقة. هؤلاء يسيرون كالقطيع خلف البراك ويقول النائب منهم أكون في الأغلبية كالقطيع أفضل من أن أكون وحيدا.
ما رأيك في فكرة إشهار الأحزاب على أسس دينية أو طائفية?
لا يجوز تأسيس الأحزاب على أساس ديني أو طائفي فهي أحزاب سياسية وليست دينية. أنا مع إشهار الأحزاب ووضع قانون صارم لتأسيسها لمعرفة مصادر تمويلها ومصادر فكرها. وتتم الانتخابات في ظل هذه الأحزاب, والحزب الفائز هو الذي يشكل الحكومة وهذا يريح الحكومة من المناكفة المستمرة. وهذا ما يحدث في كل أماكن العالم. فأنا مع تشكيل الأحزاب على أن يبقى النظام قائماً بشكله الحالي بحيث لا يتم تغيير الدستور, وأن يعين سمو الأمير رئيس الوزراء ويعين أربعة وزراء سيادة, والباقي يتم تعيينهم من خلال حزب الأغلبية الفائز في الانتخابات وهذا ما سيخلق حالة من التوازن بدلا مما نعانيه الآن من المحاصصة.
أعداء الدستور!
ما تعليقك على أن بعض النواب الذين كانوا من قبل يقولون "إلا الدستور" ينادون الآن بتغييره?
نفاق ليس أكثر, وخداع لبعض العقول الساذجة في الشارع.. والذي يفعل هذا هو أكبر عدو للدستور. وأكبر مصيبة تمت هي حرمان الدستور من التطور, كل دساتير العالم تتطور إلا الدستور الكويتي, ولذلك أقول: إن اعداء الدستور هم من رفعوا شعار "لا لتنقيح الدستور". وذلك لأنهم يريدون استغلال الهفوات والمثالب الموجودة بالدستور ولا يريدون تغييرها.
وهذا ليس جديدا, فالعم أحمد السعدون مثلا أول من نادى ب¯ "إلا الدستور" ومع ذلك هو نفسه وقع على تغيير المادة الثانية مرتين من قبل.
في ظل هذا الشد والجذب بين السلطتين.. إلى اين نحن ذاهبون?
إلى دمار البلد, فالشد والجذب هو شيء مفتعل, والعامل المفقود في المعادلة الكويتية هو الشعور بالمواطنة, الناس لا تشعر بالمواطنة ولا تقيم لها وزناً. هذا طبعا بالإضافة إلى أن هناك تمويلا خارجيا لإشعال الساحة الكويتية.
ما رأيك فيما قاله النائب حسين القلاف عن أن المجلس الحالي طائفي والمناقشة تحت قبته بعيدة لا تعكس روح الوحدة الوطنية?
مع احترامي للأخ حسين أين هي الوحدة الوطنية وما تعريفها في علوم السياسة? كلها اجتهادات بعد أن سقطت الوحدة العربية سقوطا مدويا صاروا يقولون وحدة وطنية, علينا أن نضع تعريفا لها قبل أن نفكر في الدفاع عنها.
يقال إن حرائق الإطارات في الجهراء وراءها تدبير يهدف إلى خلق تأزيم نيابي جديد.. ما رأيك?
في الحوادث عموما إذا أردت أن تبدأ التحقيق فعليك أن تبدأ أولا بالبحث عن المستفيد, وهذه الجريمة هي جريمة عامة والضرر الواقع منها هو ضرر عام وليست جريمة ضد فرد بعينه بل جريمة ضد المجتمع. وقبل هذا الحريق ذهبت إلى هناك مع مجموعة من المهتمين بشؤون البيئة وتوقعوا حدوث هذا الحريق, وأول من تحدث عن احتمال احتراق هذا الموقع كان مسلم البراك. وخلال 24 ساعة من تحذير المسلم كانت الإطارات مشتعلة. والاحتمال الكبير هو أن هذه التحذيرات والتوقعات أوحت إلى أصحاب القلوب والعقول المريضة أن يشعلوها. ولم يستفد أحد من هذه الحرائق إلا نواب التأزيم, لأنهم وجدوا قضية يجلدون من خلالها الحكومة.
وأنا لا أتهم أحدا لكن على أقل تقدير هم أوحوا إلى الفاعلين بأن يشعلوا هذا الإطارات, خصوصا أنها على حالها هذا منذ 15 عاما ولم تشتعل.
خريف مدبر
كيف ترى نتيجة الانتخابات لمجلس الأمة الحالي? هل تراها تأثرت بموجات الربيع العربي?
الربيع العربي هو شيء مدبر ومصمم من جماعات سياسية تتوارى خلف أشباح الجوع والمظلومية للشباب, في النهاية هي ثورات الإخوان المسلمين على الخارطة العربية ككل. وهذا ليس ربيعا بل هو خريف, وما أصاب مصر من ثورتها هو مصيبة تحتاج 40 سنة من أجل أن تعود إلى مكانتها.
وفي تونس الآن يندمون وليبيا سوف تتمزق. وعلى مستوى التمويل, فالإخوان المسلمون هنا في الكويت وبنك الروضة ودولة قطر هم الذين كانوا يمولون "الإخوان المسلمين" وبالتالي الربيع العربي. لذلك لا يجب أن نقول إن هؤلاء قد أثروا على المنطقة بل أنت من مولهم من البداية. وأقولها بكل صراحة ولتسجلها عني: إن سقط النظام في سورية فسوف تتساقط دول الخليج تباعا, واقول ذلك وأنا ضد النظام السوري عن بكرة أبيه, لكن إن سقطت سورية في يد الإخوان فسوف تتساقط دول الخليج.
هدم أبوالهول
كيف نخرج من هذه المحنة التي تخدع الناس باسم الدين?
المشكلة الحقيقية في فهم الدين, فهم يدعون أنهم يبنون رؤيتهم على القرآن والسنة ثم تجدهم يتكلمون في شيء آخر. والإخوان لا يقولون قال الله وقال الرسول بل يقولون قال حسن البنا والهضيبي. قمة التناقض مثلا عندنا في الكويت, أكثر من يطالب بالأحزاب هم الحركة الدستورية التي تمثل الإخوان المسلمين, فهل يقبل الإخوان أن تكون هناك أجزاء من أحزاب في تكتلهم? هل يقبلون أن يتغير مرشدهم في ظل تداول السلطة? فلو وصل الإخوان للحكم لن يتركوه إلا بسفك الدماء.
كيف ترى الوضع في مصر حاليا?
الوضع في مصر سيئ جدا, وإن لم يستطع العسكر والليبراليون في مصر انتزاع الرئاسة وسقطت في يد الإخوان فإن مصر قد انتهت. لن يتركوا شيئا في مصر إلا وسيهدموه حتى أبو الهول
كيف ترى تأثير ذلك على المنطقة?
مصر بالنهاية هي القلب والعمود الفقري للعالم العربي وبالتالي ستنهار المنطقة.
عندما كنت خارج المجلس كنت دائما صاحب آراء ضد الاستجوابات والآن تؤيدها.. ماذا تقول?
هناك استجواب تأزيمي يبحث عن أزمة كان يسعى صاحب الاستجواب لإسقاط وزير معين ويريد أن يحرجه في المجلس كأبسط شيء, هذا هو ما أقف ضده لأن كرامة الناس ليست لعبة. أو يكون هناك استجواب لمجرد الرغبة في تسليط الضوء, والدليل على ذلك أنه ليس هناك حتى الآن استجواب واحد أدى إلى إصلاح حقيقي داخل الكويت.
حتى أن المبادئ الحاكمة للاستجواب أصبحت تنتهك, والدليل في الاستجواب الأخير ظل نواب الأغلبية يقاطعون وزير الإعلام أثناء الاستجواب في حادثة جديدة تدل على عدم احترام المبادئ بل والقبح. وأقول لمسلم البراك إن تاريخك كله هو جلب الناس تحت قبة عبد الله السالم لتسيء إليهم والاحتماء بالحصانة, فالناس لم ينتخبوني للبرلمان حتى أقف لأتكلم تحت القبة وانت تمنعني من الكلام وتتحكم في المجلس. وإن كنت تريد أن تمنعني من الحديث فأنا أمنعك "انت واللي يابك" عن الحديث.
أما أن أظل دائما ابحث عن طرح الثقة فهذا ليس جيداً, أنا نائب عن الشعب أحاول أن اسلط الضوء على مواقع الخلل وإصلاحها, وللأسف الأغلبية دائما تبحث عن طرح الثقة وفقط.
هناك من يقول إن هناك نوابا في البرلمان محسوبين على دول أخرى أو لديهم أجندات خارجية.. كيف ترى هذا الأمر?
أنا شخصياً أعتقد ذلك, هناك نواب يمثلون أناسا بالخارج سواء كانوا دولا أو أفرادا أو تجمعات سياسية. المشكلة فقط في إثبات ذلك.
البعض رد أن هناك شبكات تجسس داخل الكويت وأن هناك من يخطط للاستيلاء على الحكم.. ما مدى صحة هذا الكلام?
إذا كان هناك أحد يخطط للانقلاب على الحكم في الكويت فأقول بنسبة 90% إنهم الإخوان المسلمون و10% تكون أحلام مريضة لبعض أبناء القبيلة ممن يتوهم بأن القبيلة اصبحت اقوى من الدولة. أما أعداء الكويت في الخارج فلا يريدون الانقلاب على النظام داخل الكويت بالعكس هم فقط يريدون إضعافك وإشغالك بمشاكل حتى يحتلوا مكانك في كثير من الأصعدة وعلى رأسها الصعيد السياسي. وعلى سبيل المثال إيران التي هي أضعف من أن يكون لها دور في هدم اي نظام خارج حدودها لأن نظامها اصلا لا يستطيع أن يوفر الطعام لمواطنيه, لكن هناك أناساً من داخل الكويت يلفتون النظر عن مخططاتهم بأن يدعوا أن إيران تخطط لقلب النظام في الكويت.
هل تعتقد أن التيارات الدينية تسعى إلى هدم الدولة بمفهومها المعاصر?
نعم, هناك أناس يفكرون بهذا الشكل ويرون أن الدولة بشكلها الحديث خطر على المجتمع, للأسف عبد الناصر روّج للقومية فانكسر الوطن العربي كله بالهزائم, وبالتالي جاء من يقول إننا يجب أن نعود إلى الإسلام لأن هذه هي الايام الوحيدة التي صنعت لنا العز والحضارة, إذن يجب أن نعود للإسلام وجاء الخميني وأثبت هذه الفكرة بإسقاط الشاه فبدأ الناس يرون أن هذا هو الحل.
كان البعض يردد أن سمو الشيخ ناصر المحمد هو رجل الإصلاح الأول ثم تحولوا بعد ذلك إلى "يسقط ناصر المحمد" كيف ترى ذلك?
الإيداعات اختلفت, لذلك أنا أقول يجب أن نبحث عن الإيداعات منذ 2006 حتى نعرف الحقيقة.
ما الجديد في مسألة الإيداعات?
لا جديد, اتضح أن هذا كله مجرد كلام وفرقعات في الهواء وقد أوهموا الشارع كله أن الحكومة تقوم برشي النواب ولم يستطيعوا أن يثبتوا رشوة واحدة. ولا يمكن أن تقوم الدولة بتسليم أسرارها الاقتصادية وتقدم قائمة بمن تدفع لهم إلى مجموعة من النواب جاءوا إلى البرلمان في غفلة من الزمن.
ماذا تقول للمواطن بصفة خاصة?
أقول له الله يعديك الشر.
02/05/2012
http://www.al-seyassah.com/Portals/0/2012MAY/02/02-P12-I15636..gif
الفضل متحدثاً إلى الزميل بسام القصاص
"المستقبل" جريدة إسفاف وتلميع لشخصية لا يمكن تلميعها أنشأها صاحبها ليشفي غليله من أسرته
علاقتي بناصر الصباح أكبر من هراء الأوسمة والنياشين وخلافي معه سياسي لا شأن له بوقفها
لا أحد في المعارضة يستطيع انتقاد ناصر الصباح لأنه قادر على فضحهم جميعاً
الناس تقرنني بالجويهل "رومانسياً" لأننا ننزل لمن يقعد في الطين فنضربه
اللجان التي تحقق مع ناصر المحمد مكونة من أعدائه الذين يقومون بدوري الخصم والحكم!
أؤيد إشهار الأحزاب مع بقاء النظام بشكله الحالي ودون أي تغيير للدستور
السعدون أول من نادى بشعار "إلا الدستور" ورغم ذلك وقّع على تعديل المادة الثانية
الربيع العربي مُدبّر وتداعياته على مصر مصيبة تحتاج 40 سنة لعلاج آثارها
إخوان الكويت وبنك الروضة وقطر مولوا "الجماعة" لتحريك الربيع العربي
إذا سقط النظام في سورية في أيدي الإخوان ستتساقط كل دول الخليج تباعاً
لو فاز الإخوان برئاسة مصر فسيهدمون كل شيء حتى أبوالهول وسينتهي البلد إلى الأبد
أقول للبراك: تاريخك كله هو جلب الناس إلى البرلمان للإساءة إليهم والاحتماء بالحصانة
إذا كان هناك من يخطط للانقلاب على الحكم في الكويت فهم جماعة الإخوان بنسبة 90
%
"الإيداعات" مجرد كلام فارغ وفرقعات في الهواء ولم يستطع المدعون إثبات شيء
لو تمّ التحقيق في "الإيداعات" منذ 2006 فسيكون "مسلم" من المتهمين المتورطين فيها
حوار - بسام القصاص:
تعج الساحة السياسية في الكويت بالأحداث المتلاحقة وتمتلئ بالتحليلات والآراء, و"السياسة" في هذا الحوار تقترب من رجل لا يترك في الساحة مجالا إلا وتجد له رأي ووجهة نظر, اتفقت معه أو اختلفت فإنك تجد نفسك لا تملك سوى الاستماع إليه بكل هدوء, فلا يلقي برأيه إلا بخلفية ثقافية عميقة وتلمح في كلماته اطلاعاً واسعاً وعمقاً في الرؤية.
واجه في حياته السياسية الكثير من المصاعب والمشكلات واقتحم عالم الكتابة الصحافية من أوسع أبوابها بما يملكه من ملكة التعبير عن الرأي بدقة يُحسد عليها.
يرى أن الذين يقحمون الدين في العملية السياسية أصحاب مصالح شخصية ولا ينظرون إلى مصالح أوطانهم. يسعى إلى تطهير مجلس الأمة من أصحاب الممارسات السياسية الخاطئة ولا يهمه كثيرا أن يكون مثلا للأغلبية, يرى أن السكوت على أصحاب الخلافات من داخل الأسرة الحاكمة خطر على الدولة وعلى المجتمع الكويتي, نواب الأغلبية -في نظره- هم قطيع يخشون مخالفة أسيادهم حتى لا يُطردوا من حمى الأغلبية. إنه النائب نبيل الفضل الذي كان لنا معه هذا الحوار:
يقولون إن أداءك عن مجلس الأمة أهدأ بكثير منه قبل دخولك إلى المجلس.. ما تعليقك?
هذا أمر طبيعي, فقبل المجلس أنا كاتب ومرشح لعضوية مجلس الأمة, ومن الطبيعي أن أكون أكثر هدوءا في المجلس, أما المنهج نفسه فلا يتغير, ما يتغير فقط الآليات, ومن الوارد جدا أن أرجع لطريقتي نفسها قبل المجلس إذا لم يكن الأداء الحكومي مقنعاً.
أنت من أوائل من كشفوا عن وجود خلافات داخل الأسرة.. هل لديك تصور لحل هذه الخلافات?
الحقيقة أول من تحدث عن الخلافات داخل الأسرة كان محمد الصقر, لكنه لم يسمِّ الأسماء, أما أنا فأردت أن أضع النقاط على الحروف وقد كان بالفعل, وقد سميت الأشخاص بأسمائهم.
وكان السكوت عنهم خطأ كبيراً, لأنها تتسبب في خلافات سياسية, والأحداث أثبتت صحة كلامي, وكلام محمد الصقر ولم نتجنيا على أحد والحمد لله. والخلاف داخل الأسرة مثله مثل جميع الأسر له امتداد تاريخي, فقد كان هناك خلاف بين المرحوم جابر العلي وأطراف في الحكم, وكذلك بين سالم الصباح وأطراف أخرى داخل الحكم.
ولم تكن أطراف الصراع قديما يستخدمون الأدوات الحالية من ناشطين سياسيين ونواب وكتاب, وهي أدوات أضفت على الصراع شكلا جديدا. والمشكلة من وجهة نظري أن هذه الأحداث أصبحت تنعكس على الشارع الكويتي ولم تعد مجرد خلافات أسرية, فالبعض جند أمواله لكسب الصراع وأقسم على إسقاط اشخاص بأعينهم, وللأسف هذه ليست تصرفات أبناء حكم, والقائمون على الحكم على خطأ شديد في السكوت والمداراة عن هذه الحالات.
والتاريخ يؤكد أن الحلول الجراحية كثيرا ما تكون هي الحلول الواجبة, ومسؤولية ابن الأسرة الحاكمة هي مسؤولية عظيمة وأكبر من مسؤولية كاتب أو ناقد, وللأسف الشديد هناك من أبناء الأسرة من ينظر إلى حقوقه أكثر من أن ينظر إلى الواجبات الواقعة عليه. والشيخ عبد الله السالم ليس منا ببعيد حين أبعد عمه الشيخ عبد الله المبارك - وكان الأقرب للحكم وهو ابن مبارك الكبير - عن الحكم. ولم يخرج الشيخ عبد الله مبارك يوما بتصريح ضد الأسرة أو ضد نظام الحكم في بلده رغم أنه كان يستطيع ذلك. وهذا هو الفرق بين الماضي والحاضر فنحن الآن نرى التصريحات هنا وهناك من أبناء الأسرة والسكوت عليهم خطأ كبير لأنهم يتسببون في إضعاف الحكم مما قد يوصلنا لمرحلة الانهيار.
صحف وشيوخ
هاجمت الصحف الجديدة في بدايتها وقمت بانتقادها لأن بعض أصحابها شيوخ وأنت تعمل في جريدة صاحبها شيخ.. ما تعليقك?
أنا لا أنتقد أي جريدة لأن صاحبها شيخ أنا أنتقد نظرا للمواقف التي تتخذها هذه الجرائد أو لأن سياستها التحريرية لا تقنعني, أنا أنتقدت مثلا "الجريدة" ليس لأن صاحبها شيخ فصاحبها هو محمد الصقر, لكنني لا يعجبني رئيس تحريرها, وكذلك "المستقبل" انتقدتها لموقفها من الحكم وليس لأن صاحبها شيخ, فهي جريدة قد أنشأها صاحبها ليشفي غليله من أسرته ليس أكثر وهي جريدة إسفاف وتلميع لشخصية لا يمكن تلميعها.
على ذكر الجرائد الجديدة.. ما رأيك في التوسع الحاصل في إصدار الجرائد وكذلك الفضائيات?
على مستوى المبدأ أنا مع حرية التعبير, ولكن كحال أي مبدأ آخر هناك من يأتي ليستغله استغلالا سيئا لمصلحته الخاصة, ولذلك أرى أن هذا التوسع الواقع عندنا في الكويت أمر سيئ, فكل من يملك المال الآن يستطيع امتلاك جريدة أو فضائية ليس من باب حرية التعبير بل من أجل امتلاك المال فقط, فهناك من يبيع مواقف معينة من أجل كسب المال عن طريق هذه الجرائد.
للاسف يتم استغلال المبادئ المحترمة دائما من قبل أناس سيئين, وهذا يحدث في أي مجال سواء صحافة أو غيرها.
ماذا تقول فيما يتردد أنك بنيت مواقفك السياسية بناء على قضية إلغاء الأوسمة والنياشين كما يقال?
الحقيقة هذه القضية لم تكن تستحق كل هذا الاهتمام ولا تقدم ولا تؤخر بالنسبة لي, وليست هي سبب الخلاف بيني وبين الشيخ ناصر صباح الأحمد كما ادعى البعض وضخم في القضية أكثر مما تستحق. وعلاقتي مع الشيخ ناصر أكبر من هراء الأوسمة والنياشين, وأنا خلافي معه هو خلاف سياسي ومواقف سياسية لا أكثر. وكتاباتي موجودة من قبل مجيء ناصر وزيرا للديوان الأميري أو إيقافه للأوسمة, والحمد لله أثبتت الأيام أنني على حق كما أثبتت أن ناصر الصباح كان يمول المعارضة. وبالتالي لم يتوجه واحد من المعارضة بسؤال لماذا لم يدوام ناصر الصباح وهو وزير في مكتبه لمدة ثلاث أو أربع سنوات!! كانوا فقط يبحثون خلف الحكومة عن كل شيء لكن لا يستطيعون أن يوجهوا أي انتقاد لأداء ناصر الصباح. لأنهم يعلمون أنه قادر على فضحهم جميعا.
"ثنائي مع الجويهل"
هل شكلت ثنائياً مع محمد الجويهل في الانتخابات?
لم يحدث أبداً, الناس فقط تربط -رومانسيا - بيني وبين الجويهل لأننا دائما ما ننزل الى مستوى من يهاجمنا ونرد عليه بقوة أي أن "من يقعد في الطين ويشتمنا ننزل له في الطين ونضربه", أما الآخرون فيقولون لا ننزل لهذا المستوى لنرد على أحد. الجويهل صاحب قضية لا يستطيع أحد أن يتكلم عنها أو يتبناها كما يتكلم هو عنها ويتبناها.
ما القضية التي تحتل المرتبة الأولى في اهتماماتك?
أنا أريد تطهير المجلس من الداخل, أنا عندما بحثت في الدستور وجدته لا يتكون فقط من 183 مادة, الدستور تدور في فلكه أشياء أخرى كثيرة منها, المذكرة التفسيرية واللائحة الداخلية ومضابط لجنة صياغة الدستور ومضابط المجلس التأسيسي, كل هذه الأمور داخلة في الدستور.
عندما بحثت في هذه المسائل لم أجد أي تصنيف للفساد أو ذكر للفساد إلا الفساد النيابي, لأنك عندما تريد البحث عن الحديث الذي دار بين أعضاء لجنة التأسيس والخبير الدستوري عثمان خليل عثمان سألوه عن المادة 115 وهي المادة الوحيدة التي تتحدث عن إنشاء لجنة وهي لجنة العرائض والشكاوى, عندما تقرأ الحديث عنها تجد التالي : "لا يجوز لعضو مجلس الأمة أن يتدخل في صلاحيات السلطة التنفيذية والسلطة القضائية".
بكل وضوح.. عندما وجه المرحوم العم أحمد خالد الفوزان سؤالاً لعثمان العثمان عن المقصود من هذا الكلام فقال: المقصود هو سد الباب الذي أفسد كثيرا من الحياة النيابية في كثير من الدول وهو أن يتحول عضو مجلس الأمة إلى وسيط مباشر لدى الوزارات والمصالح ويأخذ ذوي الحاجات ويذهب بهم إلى الوزارات ويمارس ضغوطه عليهم. وهذا الكلام موضوع من خمسين سنة ومن خمسين سنة ايضا أعضاء مجلس الأمة لا هم لهم سوى الذهاب إلى الوزارات. وهذه هي الظواهر التي أحاربها, فتنظيف مجلس الأمة أهم وأسبق وأولى من تنظيف الحكومة.
وجودكم كأقلية في المجلس ألا يعيق تحقيق أهدافكم?
أنا لا أبحث عن تحقيق شيء شخصي, أنا أريد أن أضع معايير جديدة, أن أبذر في العملية الانتخابية عمليات إصلاحية, ولا أتوقع تحقيقها في وقتي لكن أنا اضع بذرتها ومن يأت بعدي يحصد الزرع ليست هناك مشكلة, لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
أول يوم في مجلس الأمة اقترح البعض عمل لجان تحقيق, هذا أمر مقبول وفور التصويت بقبول عمل هذه اللجان وجدنا اللجان جاهزة بأعضائها, فاللجان التي ستحقق مع ناصر المحمد مكونة من أعداء ناصر المحمد, وليس هناك بلد في العالم يقبل بأن يكون القاضي في الأمور هو الخصم والحكم, عندما حدث ذلك وقفت في المجلس وقلت لهم هذه اللجان تفتقد للنزاهة, يجب أن تكون هناك حيادية فكيف تتحقق هذه الحيادية وانت الخصم والحكم?! وللأسف تمت الموافقة عليها بصوت الأغلبية. أعطيك مثالا آخر:
فيصل المسلم يرأس لجنة "التحويلات" ويحقق فيها منذ فبراير 2006 أي منذ تولي ناصر المحمد رئاسة الوزراء, مسلم البراك تبنى قضية الإيداعات ويحقق فيها من سنتين فقط, لماذا لم يتم التحقيق فيها من 2006 كذلك? فالمتهم هو الشخص نفسه والتهمة هي ذاتها الموجهة إليه, لأنني أعتقد أنه لو تم التحقيق في الإيداعات من 2006 فسوف يكون مسلم البراك من المتورطين والمتهمين بها.
والأغلبية داخل المجلس أكثر من ثلاثة أرباعهم قرارهم ليس بيدهم بل بيد مسلم البراك والدليل على ذلك المدينة الطبية التي انتقدها الكثير من الأغلبية وعند التصويت صوتوا جميعا بالموافقة. هؤلاء يسيرون كالقطيع خلف البراك ويقول النائب منهم أكون في الأغلبية كالقطيع أفضل من أن أكون وحيدا.
ما رأيك في فكرة إشهار الأحزاب على أسس دينية أو طائفية?
لا يجوز تأسيس الأحزاب على أساس ديني أو طائفي فهي أحزاب سياسية وليست دينية. أنا مع إشهار الأحزاب ووضع قانون صارم لتأسيسها لمعرفة مصادر تمويلها ومصادر فكرها. وتتم الانتخابات في ظل هذه الأحزاب, والحزب الفائز هو الذي يشكل الحكومة وهذا يريح الحكومة من المناكفة المستمرة. وهذا ما يحدث في كل أماكن العالم. فأنا مع تشكيل الأحزاب على أن يبقى النظام قائماً بشكله الحالي بحيث لا يتم تغيير الدستور, وأن يعين سمو الأمير رئيس الوزراء ويعين أربعة وزراء سيادة, والباقي يتم تعيينهم من خلال حزب الأغلبية الفائز في الانتخابات وهذا ما سيخلق حالة من التوازن بدلا مما نعانيه الآن من المحاصصة.
أعداء الدستور!
ما تعليقك على أن بعض النواب الذين كانوا من قبل يقولون "إلا الدستور" ينادون الآن بتغييره?
نفاق ليس أكثر, وخداع لبعض العقول الساذجة في الشارع.. والذي يفعل هذا هو أكبر عدو للدستور. وأكبر مصيبة تمت هي حرمان الدستور من التطور, كل دساتير العالم تتطور إلا الدستور الكويتي, ولذلك أقول: إن اعداء الدستور هم من رفعوا شعار "لا لتنقيح الدستور". وذلك لأنهم يريدون استغلال الهفوات والمثالب الموجودة بالدستور ولا يريدون تغييرها.
وهذا ليس جديدا, فالعم أحمد السعدون مثلا أول من نادى ب¯ "إلا الدستور" ومع ذلك هو نفسه وقع على تغيير المادة الثانية مرتين من قبل.
في ظل هذا الشد والجذب بين السلطتين.. إلى اين نحن ذاهبون?
إلى دمار البلد, فالشد والجذب هو شيء مفتعل, والعامل المفقود في المعادلة الكويتية هو الشعور بالمواطنة, الناس لا تشعر بالمواطنة ولا تقيم لها وزناً. هذا طبعا بالإضافة إلى أن هناك تمويلا خارجيا لإشعال الساحة الكويتية.
ما رأيك فيما قاله النائب حسين القلاف عن أن المجلس الحالي طائفي والمناقشة تحت قبته بعيدة لا تعكس روح الوحدة الوطنية?
مع احترامي للأخ حسين أين هي الوحدة الوطنية وما تعريفها في علوم السياسة? كلها اجتهادات بعد أن سقطت الوحدة العربية سقوطا مدويا صاروا يقولون وحدة وطنية, علينا أن نضع تعريفا لها قبل أن نفكر في الدفاع عنها.
يقال إن حرائق الإطارات في الجهراء وراءها تدبير يهدف إلى خلق تأزيم نيابي جديد.. ما رأيك?
في الحوادث عموما إذا أردت أن تبدأ التحقيق فعليك أن تبدأ أولا بالبحث عن المستفيد, وهذه الجريمة هي جريمة عامة والضرر الواقع منها هو ضرر عام وليست جريمة ضد فرد بعينه بل جريمة ضد المجتمع. وقبل هذا الحريق ذهبت إلى هناك مع مجموعة من المهتمين بشؤون البيئة وتوقعوا حدوث هذا الحريق, وأول من تحدث عن احتمال احتراق هذا الموقع كان مسلم البراك. وخلال 24 ساعة من تحذير المسلم كانت الإطارات مشتعلة. والاحتمال الكبير هو أن هذه التحذيرات والتوقعات أوحت إلى أصحاب القلوب والعقول المريضة أن يشعلوها. ولم يستفد أحد من هذه الحرائق إلا نواب التأزيم, لأنهم وجدوا قضية يجلدون من خلالها الحكومة.
وأنا لا أتهم أحدا لكن على أقل تقدير هم أوحوا إلى الفاعلين بأن يشعلوا هذا الإطارات, خصوصا أنها على حالها هذا منذ 15 عاما ولم تشتعل.
خريف مدبر
كيف ترى نتيجة الانتخابات لمجلس الأمة الحالي? هل تراها تأثرت بموجات الربيع العربي?
الربيع العربي هو شيء مدبر ومصمم من جماعات سياسية تتوارى خلف أشباح الجوع والمظلومية للشباب, في النهاية هي ثورات الإخوان المسلمين على الخارطة العربية ككل. وهذا ليس ربيعا بل هو خريف, وما أصاب مصر من ثورتها هو مصيبة تحتاج 40 سنة من أجل أن تعود إلى مكانتها.
وفي تونس الآن يندمون وليبيا سوف تتمزق. وعلى مستوى التمويل, فالإخوان المسلمون هنا في الكويت وبنك الروضة ودولة قطر هم الذين كانوا يمولون "الإخوان المسلمين" وبالتالي الربيع العربي. لذلك لا يجب أن نقول إن هؤلاء قد أثروا على المنطقة بل أنت من مولهم من البداية. وأقولها بكل صراحة ولتسجلها عني: إن سقط النظام في سورية فسوف تتساقط دول الخليج تباعا, واقول ذلك وأنا ضد النظام السوري عن بكرة أبيه, لكن إن سقطت سورية في يد الإخوان فسوف تتساقط دول الخليج.
هدم أبوالهول
كيف نخرج من هذه المحنة التي تخدع الناس باسم الدين?
المشكلة الحقيقية في فهم الدين, فهم يدعون أنهم يبنون رؤيتهم على القرآن والسنة ثم تجدهم يتكلمون في شيء آخر. والإخوان لا يقولون قال الله وقال الرسول بل يقولون قال حسن البنا والهضيبي. قمة التناقض مثلا عندنا في الكويت, أكثر من يطالب بالأحزاب هم الحركة الدستورية التي تمثل الإخوان المسلمين, فهل يقبل الإخوان أن تكون هناك أجزاء من أحزاب في تكتلهم? هل يقبلون أن يتغير مرشدهم في ظل تداول السلطة? فلو وصل الإخوان للحكم لن يتركوه إلا بسفك الدماء.
كيف ترى الوضع في مصر حاليا?
الوضع في مصر سيئ جدا, وإن لم يستطع العسكر والليبراليون في مصر انتزاع الرئاسة وسقطت في يد الإخوان فإن مصر قد انتهت. لن يتركوا شيئا في مصر إلا وسيهدموه حتى أبو الهول
كيف ترى تأثير ذلك على المنطقة?
مصر بالنهاية هي القلب والعمود الفقري للعالم العربي وبالتالي ستنهار المنطقة.
عندما كنت خارج المجلس كنت دائما صاحب آراء ضد الاستجوابات والآن تؤيدها.. ماذا تقول?
هناك استجواب تأزيمي يبحث عن أزمة كان يسعى صاحب الاستجواب لإسقاط وزير معين ويريد أن يحرجه في المجلس كأبسط شيء, هذا هو ما أقف ضده لأن كرامة الناس ليست لعبة. أو يكون هناك استجواب لمجرد الرغبة في تسليط الضوء, والدليل على ذلك أنه ليس هناك حتى الآن استجواب واحد أدى إلى إصلاح حقيقي داخل الكويت.
حتى أن المبادئ الحاكمة للاستجواب أصبحت تنتهك, والدليل في الاستجواب الأخير ظل نواب الأغلبية يقاطعون وزير الإعلام أثناء الاستجواب في حادثة جديدة تدل على عدم احترام المبادئ بل والقبح. وأقول لمسلم البراك إن تاريخك كله هو جلب الناس تحت قبة عبد الله السالم لتسيء إليهم والاحتماء بالحصانة, فالناس لم ينتخبوني للبرلمان حتى أقف لأتكلم تحت القبة وانت تمنعني من الكلام وتتحكم في المجلس. وإن كنت تريد أن تمنعني من الحديث فأنا أمنعك "انت واللي يابك" عن الحديث.
أما أن أظل دائما ابحث عن طرح الثقة فهذا ليس جيداً, أنا نائب عن الشعب أحاول أن اسلط الضوء على مواقع الخلل وإصلاحها, وللأسف الأغلبية دائما تبحث عن طرح الثقة وفقط.
هناك من يقول إن هناك نوابا في البرلمان محسوبين على دول أخرى أو لديهم أجندات خارجية.. كيف ترى هذا الأمر?
أنا شخصياً أعتقد ذلك, هناك نواب يمثلون أناسا بالخارج سواء كانوا دولا أو أفرادا أو تجمعات سياسية. المشكلة فقط في إثبات ذلك.
البعض رد أن هناك شبكات تجسس داخل الكويت وأن هناك من يخطط للاستيلاء على الحكم.. ما مدى صحة هذا الكلام?
إذا كان هناك أحد يخطط للانقلاب على الحكم في الكويت فأقول بنسبة 90% إنهم الإخوان المسلمون و10% تكون أحلام مريضة لبعض أبناء القبيلة ممن يتوهم بأن القبيلة اصبحت اقوى من الدولة. أما أعداء الكويت في الخارج فلا يريدون الانقلاب على النظام داخل الكويت بالعكس هم فقط يريدون إضعافك وإشغالك بمشاكل حتى يحتلوا مكانك في كثير من الأصعدة وعلى رأسها الصعيد السياسي. وعلى سبيل المثال إيران التي هي أضعف من أن يكون لها دور في هدم اي نظام خارج حدودها لأن نظامها اصلا لا يستطيع أن يوفر الطعام لمواطنيه, لكن هناك أناساً من داخل الكويت يلفتون النظر عن مخططاتهم بأن يدعوا أن إيران تخطط لقلب النظام في الكويت.
هل تعتقد أن التيارات الدينية تسعى إلى هدم الدولة بمفهومها المعاصر?
نعم, هناك أناس يفكرون بهذا الشكل ويرون أن الدولة بشكلها الحديث خطر على المجتمع, للأسف عبد الناصر روّج للقومية فانكسر الوطن العربي كله بالهزائم, وبالتالي جاء من يقول إننا يجب أن نعود إلى الإسلام لأن هذه هي الايام الوحيدة التي صنعت لنا العز والحضارة, إذن يجب أن نعود للإسلام وجاء الخميني وأثبت هذه الفكرة بإسقاط الشاه فبدأ الناس يرون أن هذا هو الحل.
كان البعض يردد أن سمو الشيخ ناصر المحمد هو رجل الإصلاح الأول ثم تحولوا بعد ذلك إلى "يسقط ناصر المحمد" كيف ترى ذلك?
الإيداعات اختلفت, لذلك أنا أقول يجب أن نبحث عن الإيداعات منذ 2006 حتى نعرف الحقيقة.
ما الجديد في مسألة الإيداعات?
لا جديد, اتضح أن هذا كله مجرد كلام وفرقعات في الهواء وقد أوهموا الشارع كله أن الحكومة تقوم برشي النواب ولم يستطيعوا أن يثبتوا رشوة واحدة. ولا يمكن أن تقوم الدولة بتسليم أسرارها الاقتصادية وتقدم قائمة بمن تدفع لهم إلى مجموعة من النواب جاءوا إلى البرلمان في غفلة من الزمن.
ماذا تقول للمواطن بصفة خاصة?
أقول له الله يعديك الشر.