المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجتي مجنونة!! لاعفوا قصدي زوجتي حنونة



السيد مهدي
04-30-2012, 02:50 AM
زوجتي مجنونة!! لاعفوا قصدي زوجتي حنونة:



لايكاد يخلوبيت من البيوت العائلية، من بعض المنغصات والمشاكل.

هذي سنة الحياة، حيث الراحة والتعب، والحزن والسرور، والرضاوالغضب، والجزع والصبر...الخ من الثنائيات التي تصف سلوكناوخصالنا، سلباوإيجابا، سنة من سنن الحياة البشرية، وماجبل عليه البشر.

لحدألآن لم نأت بجديد، لأننا نصف واقعامعاشا، وسلوكابشريايتفهمه كل دارس لقضاياالأسرة والمجتمع.

لكن الجديدفي الأمرهو،أن يعرف الممارس لحياته اليومية نفسه جيدا. (ومن عرف نفسه عرفه ربه)، كماينص الحديث الشريف.

فعندماتنفجرالزوجة بوجه الزوج،أوحصول العكس لسبب ما!!لايجب أن يأتي ردالفعل بمايؤجج للتوتر، ليتحول الإنفجارإلى صخب وشجار.

نعم على الزوج أن يراعي رقة المشاعر، وغلبة العاطفة عند الجنس اللطيف، ليتذكرالحديث الشريف(رفقا بالقوارير). والحديث الآخر(المرأة ريحانة وليست قهرمانة).

وبنفس الدرجة، على الزوجة أن تراعي قيمومة الزوج، في كونه رب الأسرة، وبمايفرض عليهاويذكرهابصفة( حسن التبعل) وتابعيتهاله في كل الأحوال.

وعندمايعي الطرفان موقع المسؤولية وصفة الحالة الجنسية من ذكورية وأنثوية، عند الزوجة والزوج. تتضاءل كل فرص الخلاف ومصادرالإختلاف بين الطرفين.

فإذن من العيب والشائن أن نسمع الزوج قوله: زوجتي مجنونة!!!

الزوجة الموفية لحاجيات الزوج، أبعد ماتكون عن صفة الجنون. فهي ليست مجنونة، بل بالعكس حنونة، ويمكن من فرط حنيتها ورهف مشاعرها، أشعرت الزوج بمايعكرصفوه وراحته.

حسناوماذا عن الزوجة الغيرموفية لحاجات الزوج؟؟

في الغالب لاتوجد زوجة لاتفي بحاجات زوجها، لأنها تحتاج الزوج أكثرمن أحتياجه لها. لذلك إن حصل وشعر الزوج ببعد زوجته عنه!! يجب عليه أن يبحث عن أسباب ذلك. كيف يتعامل معها؟؟ برقة أم بشفقة؟؟

لايجب أن تشعرزوجتك بشفقتك عليها، في الحالات الطبيعية. بل بتقديرك وإكبارك لها. فهي أم عيالك وربة بيتك، والمركزالذي تدور حوله كل الأسرة، فطفلك لايلجأ لك عندمايحتاج لشئ، بل يتوجه لأمه. وعندصراخه وألمه لايهتزله قلب كقلب الأم، لأنه قطعة منها.

وأيضاعندماتكون الزوجة في مأزق، أوتشعربخطرماداخل البيت، لاتستغيث أوتصرخ لطلب النجدة إلاإلى زوجها، وحامي حماها.

وهذامايجب أن يعيه كل من الزوجة والزوج، لإبعادكل مايعكرصفوالجميع داخل البيت الأسري.

بيت الأمس، ليس كبيت اليوم. لقد تغيرت الحياة بكل أسف، وفقدت صفة البساطة والإيثاروالرومانسية، التي طبعت الزمن القديم الجميل فيها. لتتحول إلى زمن السرعة والإُثرة والمصلحة والأنانية والجدية، والثقيلة على النفس التي تألف الوداعة والهدوء والإرتخاء.

ففي القديم هدوء الحياة، وبساطتها،رغم الجهد العضلي المضاعف والمضني الذي كابده الفرد فيها. كانت الحياة جميلة ومسرة ومنعشة للفرد، بينماالآن قلقة ومعقدة وتتداخل فيهاأموراتجعل منهامنافقة أكثرمنهاموافقة، وقبيحة بخيلة أكثرمنهاكريمة جميلة.

كان المسافربين بلدوآخرولمدة يوماكاملا مثلا، والذي تقطعه الواسطة الحديثة بساعات قلائل.يجد في سفره من المتعة والنزهة، ومشاهد الطريق ومافيهامن مناظرطبيعية،وحتى لوكانت صحراء جرداء، مايشفي تطلعه ويغني غروره، بإنجازه وإجتيازه ماحقق له جدارته في عيشه.

لذلك كانت الحياه لهامعنى جميلا في نظره، بينمااليوم وبسبب تغيرالحياة وسرعتهاوتعقدها، نرى الأنسان يود ويحن للهروب من روتينهاالممل المتعب!!! لذلك أصبح التمتع بالإجازة السنوية عندالفرد من الضرورات اللازمة، لكي يعود للهدوء والدعة والراحة، بتغيرالجوومافيه من تسارع وتوالي عمل وراء عمل، إلى تعطيل وتوقف وإرتخاء بين المنتجعات والإستراحات التي تبعد الجو الصاخب إلى الهدوء اللاحب.

ففي الزمن الماضي الجميل، هكذا نعت ورثت الشاعرة العربية الخنساء، أخاهاصخرابأروع وأجمل ماوصف من رثاء:

يذكرني طلوع الشمس صخرا........وأذكره لكل غروب شمس

طلوع الشمس، هوبدء العمل والسعي في إجتلاب الرزق، لذلك كانت السيدة العربية تتذكرأخاهاأو زوجها عند الصباح الباكر، لتجهيزه بمايحتاج ليومه في كده وعمله.

وعند الغروب تتذكرالسيدة العربية الأخ والزوج والأبن، وعودته لبيته وعشه، تذكره لكي تهيئ له، مايبعدعنه الضنى والتعب، وهوعائد إلى سكنه وراحته.

بينمااليوم،وفي الحاضرالبخيل، الكل مهموم بعمله ومايطلبه منه رئيس العمل، فالزوج قديغادرالبيت حتى دون إفطار، والزوجة هي الأخرى تسرع لعملها دون إنتظار، بعد أن جهزت لمن بقى من الأولاد!!!! وهكذا تعقدت الحياة الحالية، لتنقلب إلى روتين ممل قاتل، وإسلوب حياتي فاشل، في جلب السعادة والإحساس بمعنى الحياة الجميل، والذي طبعهافي الماضي، بأيامهاالخوالي وذكريات التسالي.

وكماقال الشاعر:

ألاليت الشباب يعود يوما..........لأخبره بمافعل المشيب

وأناأقول:

ألاليت الحياة تعود ماض.........جميل الذكريات بلامعيب