المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال على ألسنة الجميع: أين أبو مصعب الزرقاوي؟



على
12-22-2004, 11:20 AM
السليمانية (العراق): محمد بازي

أين هو أبو مصعب الزرقاوي؟ ظل هذا السؤال يواجه القادة العسكريين الأميركيين لأكثر من عام. وأصر المسؤولون العراقيون والأميركيون على أن أكثر الأفراد المطلوبين ظل ولعدة أشهر مختفيا في الفلوجة معقل المتمردين. لكن بعد إعادة السيطرة على المدينة الشهر الماضي لم تجد القوات الأميركية الزرقاوي هناك.

وحقق الناشط المولود في الأردن مكانة أسطورية بصفته خبيرا في التخفي والقدرة على الهرب. وعلى الرغم من أن الزرقاوي زعم بمسؤوليته عن عدد من الاختطافات والتفجيرات الانتحارية وقطع رؤوس الأجانب فإن الكثير من العراقيين يرون أن الزرقاوي غير موجود في الأساس. وهم يقولون إنه ليس سوى ابتكار من قبل الولايات المتحدة لتبرير المداهمات وحملات القصف المدفعي والجوي.

وتأثير الزرقاوي على التمرد العراقي هو أكثر تعقيدا مما يدركه القادة العسكريون الأميركيون والزرقاوي نفسه، حسبما ذكره مسؤولون أمنيون أكراد. وقالوا إن الزرقاوي يتحرك على الأكثر بين منطقتي وسط وشمال العراق لوحده، ويجد مخابئ له في مناطق العرب السنّة التي تضم عددا من أعضاء نظام صدام حسين البعثي.

وقال دانا أحمد مجيد رئيس جهاز الأمن التابع للاتحاد الوطني الكردستاني «إنه يستطيع التحرك في عدد من المناطق العراقية ويستطيع أن يغير ملامحه وأوراقه الثبوتية. كذلك هو قادر على التحرك لوحده بدون أي مشكلة. الزرقاوي هو شخص منفرد وسيكون صعبا جدا مسك شخص يتحرك لوحده». وحينما سئل إن كان الزرقاوي حقا أقام في الفلوجة أجاب مبتسما بعد أن اخذ نفسا عميقا من سيجارته «من يعلم إن كان الزرقاوي ذهب يوما إلى الفلوجة؟».

وفي سلسلة من مقابلات جرت مع مجيد ومسؤولين أمنيين آخرين قام هؤلاء برسم صورة عن الكيفية التي يعمل وفقها المتمردون في شمال العراق خصوصا في مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها والتي ظلت ولفترة طويلة معقلا بعثيا عتيدا. ويستند تقييم هؤلاء المسؤولين على التحقيق الذي أجروه مع عشرات من المتمردين الذين تم اعتقالهم خلال السنة الماضية وهي في الغالب تعارض التأكيدات المترددة باستمرار حول دور الزرقاوي في التمرد.

واعترف المسؤولون الأكراد بأن أكبر تحد يواجههم في محاربة التمرد هو رجال العصابات الذين تغلغلوا داخل كل الفروع الحكومية تقريبا. وقال سعدي أحمد بيرة المسؤول عن العمليات الأمنية في الاتحاد الوطني الكردستاني بالموصل «تكمن قوة الإرهابيين في المعلومات الاستخباراتية التي بحوزتهم. هم يمتلكون معلومات دقيقة ولديهم رجال يعملون داخل كل مكتب ودائرة حكوميين، وفي الشرطة والحرس الوطني ووزارتي الصحة والتعليم والبلديات. والبعض يتعاون حسب رغبتهم بينما البعض يتعاون مجبرا». وقال بيرة إن لديه معلومات استخباراتية تقول إن الزرقاوي قضى وقتا ما في الموصل كذلك وجد له ملجأ في المدينة الصحراوية القائم القريبة من الحدود الأردنية والسورية.

لماذا لا يرغب بإشراك الأميركيين بالمعلومات المتوفرة لديه حول الزرقاوي كي يستطيعوا أن يقوموا بالمداهمات اللازمة؟ أجاب بيرة «إذا أصبحنا نحن أو الأميركيون جاهزين للشروع بعملية ما سيعرف الإرهابيون بها خلال ساعة واحدة».
وأحد الأمثلة المثيرة للدهشة للتغلغل الاستخباراتي وقع قبل شهر واحد. فخلال سلسلة من الهجمات المنسقة التي قام بها المتمردون والهادفة إلى السيطرة على الدوائر الحكومية في الموصل ساعد معظم العراقيين في المدينة رجال العصابات وقال بيرة «تعاون الكثير من آمري الشرطة ومدير الشرطة في الموصل مع الإرهابيين. وفي يوم 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي سمحوا لهم بالسيطرة على ثلثي مراكز الشرطة داخل المدينة».

وتعمل الجماعات الاصولية الناشطة ضمن خلايا صغيرة تتكون من ثلاثة أو أربعة أفراد ويرأس كل منها «أمير» يمتلك الصلاحيات لاتخاذ قرارات حول متى وأين سيشن أي هجوم أو أي تفجير انتحاري. وقال مجيد «قد يكون التخطيط العام موضوعا من قبل الزرقاوي ولعله يوفر لهم بعض المواد والمال لكن العمليات نفسها يتم تنفيذها من قبل كل خلية صغيرة على حدة، وقد لا يعرف الزرقاوي أبدا بها حتى يسمع بوقوعها عبر الإعلام».

ويعمل الزرقاوي عن كثب مع منظمة كردية اصولية هي «أنصار الإسلام» التي كان لها ذات يوم ما يقرب من 700 عضو وقامت بعدد من الأنشطة لتجنيد أشخاص يقومون بعمليات انتحارية ضد القوات الأميركية في العراق.

ونقلت «أنصار الإسلام» الكثير من أنشطتها إلى الموصل بعد أن تم طردها من تلك المناطق الجبلية النائية في شمال العراق بعد القصف الجوي الذي لحق بقاعدتها هناك أثناء الحرب في العراق. كذلك لدى الجماعة حضور في بغداد والفلوجة والرمادي وبعقوبة وهي المدن التي يتخندق المتمردون فيها.

وتم قتل أو اعتقال معظم قادة «أنصار الإسلام» لكن تعقب تلك المجموعة أصبح أكثر صعوبة لأنها انقسمت إلى خلايا أصغر وبعض أعضائها تم امتصاصهم ضمن مجموعة أخرى يقودها الزرقاوي «جماعة التوحيد والجهاد».

وتجري معظم الاتصالات بين الجماعات الناشطة بضمنها الزرقاوي وأتباعه عبر مقاهي الإنترنت. وقال مجيد «الاتصالات الهاتفية في العراق صعبة. لكن الإنترنت متوفر في كل مكان ومن الصعب تعقبه». ويستخدم المتمردون الأموال الناجمة عن بيع المخدرات خصوصا الحشيش المهرب من أفغانستان لتمويل هجماتهم. وبعض الانتحاريين يُعطون مواد مهدئة ومخدرات أخرى قبل إرسالهم لتنفيذ هجماتهم الانتحارية.

تركماني
12-23-2004, 08:19 PM
وحقق الناشط المولود في الأردن مكانة أسطورية